الاثنين، 9 فبراير 2015

ديروط 72 بقية

بقية ديروط 72---1-- وصل نبيل الى محطة القطار التى يطلق عليها اهل اسكندرية محطة مصر وتحاشى المرور من امام شرطة المحطة كانت حالته النفسية متعبة مما راه فى منامه ومما حدث معه فى اليوم السابق وفكر اى يتجه الى احد الموظفىن ليرشده لعله من اهل الخير ونظر من خلال الواجهة الزجاجية لاحدى نوافذ حجز التذكر وكان يجلس ورائها رجل سمين يميل وجهه الى السمرة وملامحة الطيبة تنطق بما فى داخله فاقترب نبيل من شباك التذ...اكر هذا وكان خاليا وسال عن طريقة ركوب قطار الساعة اتناشر فنظر الرجل الى نبيل طويلا ثم قال مش انت اللى الشاويش متولى مسكك امبارح رد نبيل ايوة وكان غلطان انا راجل مدرس و رايح استلم عملى فى اسيوط تقدر تساعدنى قال الرجل السمين اسمع يابنى القطر ده كله بلاوى وخللى بالك من نفسك شكلك مش وش بهدلة حتروح دلوقت المخزن وتسال العطاشجية قال نبيل بالراحة حضر تك يعنى ايه عطشجية؟ رد الرجل يابنى دول عمال صيانه القطر لما تركب ابقى اقفل الشباك اللى جانبك علشان الركاب فى المحطات بينطو منها على الركاب وبيحدفو زكايبهم واسبتتهم من الشباك لان الابواب بتبقى مقفولة والناس المسافرة راصة كل شنكها وحاجتها ورا الابواب وبعدين خللى بالك من فلوس وماتحطهمش فىجيب واحد ولو حد فتح علييك مطوة اوع تخاف لانك لو خفت يبقى تروح على بيتكم احسن كانت نصائح ثمينة من الرجل السمين ..وودعه الرجل قائلا مع السلامة وخللى بالك من نفسك هى قلة شغل هنا؟ رد نبيل ياريت يسمعو كلامك ياعمى واشار الرجل له مودعا بينما انصرف نبيل محاولا الوصول الى مخزن القطار الذى سيركبه كان هذا هو الحل الوحيد وشاهد بعض الرجال ومع كل واحد منهم شنط كبيرة وزكايب يحملونها على اكتافهم كان معمهم من اهل الجنوب...الصعايده.. كانو يمشون بجانب القضبان فى طريقهم لمخزن القطار وسال نبيل رجل يلبس ملابس متسخة بالشحم وتفوح منه رائحة السولار فقال فى نفسه هذا هو الرجل المطلو عطشجى تمام فسال الرجل الذى اجاب اجابة غريبة عندك قطرين هناك اركب اى واحد فيهم احتمال يكون قطر الصعيد شكره نبيل واكمل طريقه ليصعد الى عربة القطار ظل يمشى بين العربات الى ان وجد عربة بها بضع كراسى فارغة فصعد الى العربة وفى اثناء صعوده كان عند باب القطار شاب فى حوالى الثامنة عشرة من عمره قال لنبيل عنك ياستاذ اشيل عنك الشنطة وتذكر نبيل نصيحة الرجل السمين ولم يتكلم وصعد الى عربة القطار بسرعة وكان نبيل متوسط القوام ويتمتع بصدر عريض واكتاف متينة وشكل جسمه لايتناسب مع ملامح وجهه الطفولية ...قال الفتى الذى كان يعرض المساعدة انت ماسمعتش انا بكلمك افندى لم يردعليه نبيل واتجه ناحية المقاعد الفارغة والقى حقيبته على المقعد وواجه الفتى الذى فتح فى وجه نبيل مطواة من نوع قرن الغزال وكانت منتشرة فى هذة الايام لرخصها وسهولة الحصول عليها ولكن نبيل كان حظه حظ مبتدئين فقد فرد زراعه وقد جمع قبضته وضرب الشاب بكل قوة فى وجهه ضربة اسقطته ارضا وما ان شاهد احد الركاب هذا وكان من اهل الصعيد حتى سجب عصا غليظة كانت معه وقام ليضرب الشاب صاحب المطوةولكن نبيل كان الاسرع والتقط المطواة التى وقعت من يد اللص من قوة الضربة كان اكتشاف لنبيل لاحد قدراته التى لم تكن مستعملة فلم يكن رياضى الاقليلا حيث يلعب تمرينات رفع الاثقال فى الاجازات واطمئن الى انه يقدر على مواجهة عالم هذا القطار ...قال الرجل بلهجته الجنوبية تسلم يدك يا ولد والله انت راجل بحق العيال دولك مش سايبين حد فحاله يابوى وهجم على اللص الذى افاق من اللكمة وجرى خوفا من عصا الصعيدى وجلس مع نبيل يتحدث معه فى احوال الدنيا وقل له محذرا اوع تفتح الشباك وكر ركلامه كانت معاملته الاولى مع اهل الصعيد واحس باصالة معدن هؤلاء الرجال وساله الرجل انت مسافر لفين يابو العم رد نبيل قائلا اسيط انشاء الله ضحك الرجل وقال دى فى نص سكتنا انا رايح اسنا قال نبيل احسن ناس وتحرك القطار فى اتجاهه الى المحطة استعدادا للرحلة وسمع الجيع جرس ناظر المحطة وهو يعلن قيام القطار المتجه الى اسوان وكان هناك مودعين كثر يودعون اقاربهم الا نبيل فقد ودع عالم الاسكندرية منذ الصباح وتحرك قطر الساعة اتناشر اللى مسافر عالصعيد....كما تقول الاغنية
...............................................................................................................
ديروط 72---2-تحرك القطار وكان بعض الركاب يحاول اللحاق به وهم محملين بامتعتهم او بمعنى اصح عذابهم فى الدنيا فليس من المعقول ان يسافر الانسان وهو يحمل كل هذة الاجولة والاقفاص والتى فى النهاية تحمل اشياء تافهة ولكن هذة الاشياء هى اثمن مايملكون ومنهم من يحملها هدية لعزيز على قلبه ....كان القطار كانه سوق وتفوح فى داخله روائح عجيبة وومخطلتة ببعضها وكلها روائح كريهة تزكم الانوف فهى رائحة العفن على رائحة ...مخلفات بشرية على رائحة عرق كريه اما الاصوات فحدث ولا حرج فقد كانت كلها اصوات عالية منها اصوات سباب والبعض يحكى حكايته منذ ان ترك بلده الى ركوبه القطار عائدا لها الى صراخ الاطفال ودرجة حرارة لاتحتمل من تكدس الناس فى عربات القطار فمنهم من ينام على الارفف ومعظمهم من الجنود اما من يجلس فى الطرقات بين المقاعد فهذا الشئ العادى لمسافرى هذا القطار الملعون وصل القطار الى محطة كفر الدوار وهى قريبة جدا من الاسكندرية وما ان وقف على المحطة حتى وثب اليه مجموعة من الباعة منهم من يحمل....جردل..ضخم ملئ بزجاجات مياة غازية لانعرف لها اسم ولا نعرف حتى اين تم تعبئتها اما من يبيع مياة الشرب فهو يحمل صفيحة قذرة وبها كوز من الصفيح ويبيع كوز المياة بقرش صاغ وهناك باعة الحلويات وغيرعم وكانو يدوسون على الركاب ويخبطون فى الجالس والواقف ولا اعلم كيف ركبو القطار وكيف سينزلون منه...
كان هذا فى محطة القطار الاولى ومازال امامه الكثير فالمسافة بعيدة وسال نبيل الرجل الذى يجلس امامه فقد كان بجانبه احدى زكائبه ساله امتى حيوصل القطر لاسيوط؟؟ قال هو ونصيبه ممكن اتناشر ساعة ممكن اكتر انا نازل بعد منك بلدى صدفا قل نبيل مجاملا . اجدع ناس....لم يرد ورفع عبائة كان يضعها على كتفيه واستغرق فى نوم عميق وكان شخيره يكمل السيمفونية ولكنه لم ينعم بالنوم فقد جاء محصل التذاكر ويهو يقول تذاكر تذاكر اصحى يابلدينا انت رايح فين ولاادرى ماذا جعل الرجل يهاجم الكمسارى او محصل التذاكر وكا يرفع صوته حرام انا مش دافع قال له المحصل انا حاسلمك لشرطةدمنهور اذا لم تدفع انت ماقطعتش تذكرة يبقى تطوق رد الرجل يعنى ايه طوق قال المحصل يعنى ضعف ثمن التذكرة فقال الرجل طيب انت عايز كام واخرج من صدره محفظة جلدية كبيرة بنية اللون وبها سلسلة طويلة مربوطة على صدره واعطى الكمسارى خمسة جنيهات وهو يقول ايوة الا تفتكرنى شحات والا حاجة رد عليه الكمسارى فاضل جنيه اخذ يقلب الرجلفى المحفظة حتى اخرج الجنية وهو مكشر عن انيابه وقال للكمسارى خد اعطاه التذكرة واتجه الى نبيل قائلا تذاكر يا استاذ نازل فين انشاء الله؟ رد نبيل اسيوط ...واخذمنه النقود واعطاه التذكرة وباقى النقود توالت المحطات وتكررت نفس الاشياء مع اختلاف الباعة واخيرا وصل القطار محطة شبرا وهى محطة صغيرة قبل محطة القاهرة بقليل لم يكن فى القطار مكان لقدم ومع ذلك فقد كان الركاب يصعدون وباصرار شديد ومعهم نفس الاحمال ولكن كان هناك كثير من الجنود يركبون مضطرين لان اجازتهم انتهت وحان وقت العودة لمعسكراتهم ..احس نبيل بتقلص فى عضلات جسمه من طول فترة الجلوس فهو جالس منذ اكثر من ست ساعات واذا ترك مكانه فسيبقى واقفا الى ان ينزل من القطار رحلة المتاعب هذة كانت بسبب القوى العاملة وازامر عبد الغفار افندى لابنه ولكن على الانسان ان يبداء حياته من اى نقطة .اصبح نبيل لايشاهد من يجلس امامه فالوقوف اكثر من النمل وكان يتعلقون بالارفف خشية السقوط اثناء تحرك القطار وقف القطار فى محطة القاهرة اكثر من نصف الساعة وما ان تحرك حتى صاح بعض الركاب الحمد لله وتكلم اخر قائلا مقعدش كتير ده مرة قعد ساعة ونصف يا مسهل ..اصبح القطار الان فى طريقه فعلا الى محافظات وجه قبلى او الصعيد كما يسميه اهل البلد..
كان هناك مجموعة من الشباب الجنود اخذو فى الغناء سويا اغنية كان يغنوها بصوت كله فرح وترقب كانت بعض جملها بها حزن دفين
كانو يغنون....ماتجوزينى ياما حاضر يا ولدى حاضر ياولدى وفضلت تجولى حاضر لما خضر شنبى لما خضر شنبى.....كان باقى كلمات الاغنية عن الغربة اصبح بطلنا كانه داخل عمل درامى ويعيش داخل هذا الشئ المجنون العجيب والغريب انه قطار الصعيد وصل القطار لمحطة اسمها الواسطى وكان وسط نبيل سينخلع من كثرة الجلوس فقد مرت ساعات كثيرة لايستطيع عدها من التعب رغم انه كان جالس طول الوقت وماحدث فى القاهرة من طول انتظار القطار حدث فى الواسطى اخذ نبيل يتبادل اطراف الحديث مع احد الجنود الذى اخبره انه كل اجازة يعانى من هذة الرحلة وانه مجند فى معسكر ببلد اسمها منقباد قدعاه نبيل ان يستريح قليلا لانه تعب من الجلوس فشكره الجندى وجلس وكان يبدوعليه التعب ولكنه لم يتوقف عن الكلام عن الشاويش اللى مطلع روحهم فى المعسكر وعن خطيبته واهلها اللى مش مبطلين طلبات وان حماته العن من الشاويش فقال له نبيل طيب يا اخى انت واجع دماغك بيهم ليه لما هم مزعجين كدة؟ رد الجند مقدرش اصلى بحب هنية اوى وهى بت جدعة غيرهم ....فرد عليه طيب ربنا يتمم بخير ويخللى امها الشاويش تسكت ...اخذا يتبادلان الحديث واخيرا سمع احد الركاب يقول القطر داخل على المنيا احنا كدة فى نص المسافة...نص المسافة؟ يادى الهم هو انا لسة ..ضحك الجندى وقال لا اسيوط فاضل عليها محطتين حوالى ساعةكدة هانت
.....................................................................................
 
بيقية--2-- ديروط 72--وقف القطار مرة اخرى وقال الجندى الذى يجلس بجانب نبيل دى محطة صغيرة مركز ابو قرقاص قال نبيل اسماء عجيبة رد الجندى لاعجيبة ولا حاجة وسال انت دخلت الجيش يا استاذ احرج نبيل قليلا ولكنه قال انا واخد تاجيل لانى كبير اخوتى ولى اثنين اخوة بالجيش رد الجندى قائلا الواحد مش عارف حيطلع امتى تصدق ان فيه معانا عساكر مجندين عيالهم فى المدارس ..واردف انشاء الله حتجوز الاجازة الجاية ممكن اخد... شهر اجازة وحاعزم الظابط بتاعى كلنا بنحبه من اسكندرية بس جدع اوى..ضحك نبيل قال له الجندى هو انا قلت حاجة غلط رد نبيل اصلك قلت اسكندرانى بس جدع ..هم الاسكندرنية مش جدعان قال الجندى لا اصل الشاويش اسكندرانى ومطلع روحنا...ضحك نبيل حتى كاد ان يقع من الضحك هو فيه واحد اسكندرانى برضوه بيتطوع..رد الجدى اى والله عندك حق تلاقيه واخد الجنسية الاسكندرانى ...وضحكنا كان يضحك من قلبه ....ساد السكوت بينهماا لدقائق فكل منهما له ذكرياته ومايشد تفكيره وقال نبيل القطر اتاخر اوى هو فيه ايه ؟ احنا لنا اكتر من 13 ساعة زهقنا....رد عليه الجندى اصبر شوية هانت ...كان كثير من الركاب نائمين فى اماكنهم وبيادات الجنود تتدلى من فوق الارفف حيث يجلسون مرت ساعة واخيرا بداء لقطار فى التحرك قال الجندى الحمد لله فاضل كام محطة مابيقفش فيهم كتير واخذ يعدد المحطات فقد كان يحفظهم من كثرة السفر الى معسكره والعودة ..قال نبيل فى نفسه لماذا قبلت المجئ الى هنا واستلام الوظيفة مع انى كان ممكن اسلم نفسى لمعسكر التجنيد ماهى مش حتفرق وافاق من تاملاته المحطة الجاية ديروط ...قال الجندى وافاق نبيل من تاملاته وقال له ايوة يامسهل ..وكما قال الجندى لم يقف القطار كثيرا فى هذة المحطة ...انطلق القطار وقال لجندى انا حانزل اسيوط الاول وبعدين حرجع على منقباد
لانى حاودى لواحد شوية حجات ..رد نبيل واجب برضوه اخيرا وصل القطار محطة اسيوط وتحرك كثير من الركاب يرمون امتعتهم من الشباك المقعد الذى كان يجلس عليه نبيل وشبابيك اخرى لعربة القطار قال الجندى لنبيل شيل شنطتك وتعالى ورايا واخذ يدفع الناس حتى وصللا الى باب القطار ولايعرف احد من فتحه لان من كان يجلس خلفه كانو اكثرمن ثمانية اشخاص وحاجيتهم وجد نبيل نفسه خارج القطار وشعر بشعور غريب من الفرحة لتخلصه من قيد هذا القطار الملعون واخذ يدعو للمساكين الذين يضطرون لركوبه دائما اخذ نبيل ينظر الى بوابة المحطة وهو لايصدق انه وصل اخيرا وما ان خرج من البوابة حتى وجد الجندى الذى كان يسجلس بجانبه يشير اليه مودعا وتذكر نبيل انه لم ياكل ولم يشرب شئ فقد كان الطعام الذى حضرته امه له داخل الشنطة الكبيرة واخذ يحن للبيت وهو لم يمضى على غربته الاساعات حان وقت الاعتماد على النفس...هذا ماكان يفكر فيه....
نظر حوله فوجد ان الشارع الذى يقف فيه به موقف لعربات الركوب التى تجرها الخيل المسما ه بالحنطور وكان التعب والجوع قد اخذ منه كل ماخذ وبالصدفة نظر لاعلى كان على بعد عشرين متر او اكثر قليلا منزل مكتوب عليه فندق السعادة وجرى اليه وما ان دخل من الباب حتى وجد شخصا نائما على اريكة قديمة باهتة الوان ولكن ما ان اقترب منه نبيل ليساله عن حجرة غير مشغولة حتى هب واقفا وقال اتفضل يافندى عايز اوضة بكام سرير وحتنام عندنا كام يوم قال له نبيل على مهلك انا حدفع الليلة وبكرة نتفق لانى رايح وكالة وزارة التعليم اللى هنا قال حضرتك ابن حد منهم رد نبيل يعنى بس لازم انام الاول قال الشاب الرفيع الاسمر ادينى بطاقة حضرتك اعطاه نبيل البطاقة الشخصية ليدون بياناتها عنده وساله نبيل حد بيبيع شاى هنا قال الفتى من عيونى يابوالعم حاعملك احلى شاى بس تعال شوف مكانك الاول وصعد الطابق الاول للمبنى واشار الى حجرة كانت ضيقة ولكن بها سر ير واحد وكانت خالية من الحشرات كما قال الشاب قال بنيل له انت جعان نظر الفتى الى الارض وقال اتعشيت بدرى ...وردعليه نبيل هات الشاى وتعال خرج الفتى واخذ نبيل يخلع ثياب السفر ولبس ثوب النوم كما اخرج بعض الطعام الذى اعدته له امه واخذ ياكل الى ان جاء الفتى ومعه الشاى فاعطاه نبيل بعض السندوتشات وبعض القروش فقال الفتى مفتاح الاوضة عندك اهو يابيه والحمام قدامك اهو .....شكره نبيل واغلق الحجرة وبعد ان شرب الشاى راح فى نوم عميق.
...............................................................................................................
..........................بقيه 2--- ديروط 72..................................
.......................................................................................
ققال نبيل للموجه مناع مفيش مانع طالما مشيت من بيتى تبقى كلها غربة شبه بعض اى مكان فهو جديد بالنسبة لى رد الاستاذ مناع قائلا عين العقل حترتاح فى ديروط انشاء الله واعطى نبيل خطاب التوجيه الى المدرسة وقال انزل تحت للاستاذ عبد المعطى ي...قيده صادر وامضى بالاستلام بالسلامة واى مشكلة تعالى قولى
ونزل نبيل فقابل مصطفى عبسى الذى ساله انت ودوك فين رد نبيل ودونى ديروط فقا مصطفى اهلا يا زومل وضحك واخذا خطابات استلام العمل وانصرفا كانت الساعة قد جاوزت الواحدة بقليل قل مصطفى لنبيل انت فطرت قال نبيل لاء ليه انت ليك نفس تاكل قال مصطفى لازم ناكل تعالى فيه مطعم جنب سينما الثقافة .. اندهش نبيل لهذة المعلومات وقال انت تعرف كل ده منين رد مصطفى انا ليا اسبوع كانو حيودونى بلد اسمها الغنايم انا مرضيتش قال نبيل انا قريت فى الجرايد مرة ان خط الصعيد كان منها وبيزرعو حشيش عموما ميهمناش انت حتاكل فين قلت ...قال مصطفى لا فتح معايا يابلدينا انا قلت جنب سينما الثقافة ..وذهبا فى اتجاه المطعم ولم يكن بعيدا وبعد ان اكلا قالل مصطفى عيسى انا رايح ديروط دلوقت ر د نبيل له طيب بالسلامة انا احتمال اروح بكرة قال مصطفى بكرة الجمعة ورد نبيل اهى كلها ايام ربنا ورد عليا اشوفك هناك
وانصرفا كل فى طريق كان نبيل يعانى من تعب السفر فلم يكن متعودا على هذا كان يريد ان ينام فذهب الى الفندق وكان يجلس مكان الفتى رجل اخر فساله نبيل ان يعطيه مفتاح الحجرة لانه سيبيت ليلة اخرى وحاسبه عليها وانصرف الى غرفته واستلق على الفراش وراح فى نوم عميق وصحا عند المغرب وقد استراح واخذ يسترد عافيته ونزل مرة اخرى الى الطريق ليتفرج على هذة المدينة ويمشى فى شوارعها فالهواء اصبح نسيما واصبحت حراررة الجو اقل ضراوة واخذ يمشى متفرجا على ما حوله الى ان وجد نفسه امام سينما الثقافة وكانت تعرض فيلم رائع عن قصة ارنست هميجواى العجوز والبحر ...فاشترى تذكرى ودخل ليشاهد الفليم ويقضى على ساعات الوحدة كان الفيلم يحكى عن خيبة الامل وعندما تجئ الفرصة تسرق بكل قسوة.... ولما انتهى الفيلم خرج كان المساء قد هبط على المدينة وكانت شوارعها قد بدات تميل الى الهدوء الذى لم يتعود عليه بطلنا فقد جاء من بلد صحيح ان بها ضجيج ولكنه ضجيج محبب و جميل هكذ هى الاسكندرية لاتطرد ابنائها وان هجروها سكنت عقولهم وقلوبهم.
رجع الى الفندق وكان يلاح للمرة الاولى ان اضوائه صفراء باهته ومنظره العام منفر ولكنها الحاجة فقد كان عليه ان يقضى ليلته الثانية ليتجه الى مقصده
استلقى على الفراش محاولا النوم ولكن النوم جافاه وخاصم عيونه وظل يتسلى بسماع اصوات القطارات فقد كان قريبا جدا من المحطة والسكة الحديد ..رغم شعوره بالغربة كان يحس ان المكان جميل بكل مافيه من تباين فى الاشكال وحتى فى الناس...
وفجاة راح فى النوم وصحا قبل التاسعة انه على موعد مع السفر فاهلا به كل شئ جديد له رهبته خاصة لشاب قليل الخبر نزل الى بحر الحياة وهو لايجيد السباحة فما بالك بالسباحة احيانا ضد التيار..
اخذ جاجياته وودع فتى الفندق الذى عاد واعطاه مفتاح الحجرة وانصرف فى طريقه الى موقف سيارات الاجرة المتجهة الى ديروط اخذ يمشى حتى اخذته قدماه الى الموقف وكانت به سيارت معظمها ان لم يكن كلها سيارت امريكى ماركة شيفروليه ذات طابع الخمسينيات وقد غرو مواتيرها بمواتير ديزل ..فراعنة صحيح
كان الركاب يتهافتون ويدخلون مسرعين الى السيارة التى اصابها الدور ولاحظ سواق احدى السيارات وقوف نبيل فساله رايح فين يا استاذ؟ فاجابه نبيل فرد السائق وقال اركب العربية دى واخذ من نبيل الشنطة ووضعها على شبكة السيارة وامتلئت السيارة التى تسع خمسة افراد باكثر من اثنا عشر فردا وادار السائق السيارة وانطلق كان نبيل يتفرج على الترعة الابراهيمية طول الطريق واشجار ذقن الباشا الضخمة وفجاة عند بلد اسمها اولاد حسين كان هناك رجل ممد على الطريق فنادى نبيل السائق يااسطى اقف ننقذ الراجل المسكين المصاب نظر اليه الركاب بدهشة وقال السائق ماتودرناش يا استاذ عارف لو وجفت قال نبيل.ايوة ؟ مش حتلاقى ولا واحد مناحى وحيجولو احنا اللى قتلناه خليك فحالك ويا غريب خليك اديب ..كان يتكلم بلهجته الجنوبية ولكنه كلام مقنع.....اخيرا وصلت السيارة لديروط ...
كانت البلد من الخارج جميلة جدا فالترعة الابراهيمية تجرى فى احدى جوانبها وعلى ضفافها كثير من الاشجار الضخمة كان نبيل يراها للمرة الاولى وكان هناك فندق يطل على الترعة فقرر نبيل ان يبقى,و يسكنه حتى يجد مسكن دائم له فى هذة البلد الجميلة
.........................................................................................................
 
............................3-- ديروط 72.............................
................................................................................
نزل نبيل من السيارة او قل علبة السردين البشرية واخذ السائق يفك رباط الاشياء الموضوعة فوق السيارة وانزل كل راكب حاجياته حقا كانت رحلة كلها متاعب ..وكلها جديدة بالنسبة له فرحلة القطار وحدها تكفى ولكن سيارة السائق المسمى غبادى كما كانو ينادون عليه فى ...موقف السيارات شئ اخر.
حمل نبيل شنطة سفره وتحرك بلا هدف ووقف امام واذا به امام دار للسينما تعلق اعلان عن فيلم عربى من افلام اسماعيل ياسين الممثل الكوميدى المصرى وكان امام السينما وعلى شط الترعة الابراهيمية مبنى من ثلاثة طوابق وهو الاعلى فى المنطقة مكتوب عليه فندق وبقية الاسم غير مقروئة بسبب تغير وسقوط الطلاء المكتوبة به كلمات اسم الفندق فلم يهتم فهو لم يكن يبحث عن الهيلتون او الشيراتون المهم انه وجد المكان الذى سيستريح فيه اولا كان تفكيره صائبا واتجه ناحية الفندق واذا به يجد مسحة عريقة تغطى المكان لتخبر القادم عن تاريخه الثرى وعن رواده من علية القوم من الباشاوات والاجانب فقد كانت ديروط مركز لبيع وشراء الاقطان وكل من يتعامل ببورصة الاقطان المصرية فى زمن ماقبل الثورة كان مدخل الفندق مزين بزخارف ايطالية وبه عدة درجات رخامية تلى الباب ثم مكتب استقبال االنزلاء وكان مكتبا ضخما بطول اربعة امتار وخلفة مراة بعرض وطول الحائط تغطيها الاتربة ومكان لوضع مفاتيح حجرات النزلاء وكان يجلس خلف المكتب رجل تعدى الثلاثين من عمره يميل الى السمنة ويبلس ملابس اهل الصعيد ماعدا العمامة ورحب بنبيل وساله حتشرفنا قد ايه يا استاذ ؟ فكر نبيل قليلا وقال خليها اسبوع لغاية مانشوف رد الرجل احنا فى الخدمة....كان من الواضح ان هذا الفندق هو الاحسن فى هذة البلدة بل افضل من الكثير من فنادق اسيوط نفسها فلم يطلب نبيل مشاهدة الغرفة ودفع للرجل ماطلب وصعد معه الرجل ليريه مكان الحجرة ..كانت حجرة واسعة وبها فراش واحد بمنتصفها ومفروشة بملائة نظيفة وامامها صوان او دولاب ووبها دورة مياة وحمام بداخلها وفتح الرجل الشرفة واذا بها تطل على الترعة الابراهيمية كان منظرا خلابا ذكر نبيل باغنية النهر الخالد لمحمد عبد الوهاب الترعة والاشجار وعلى مدى النظر مزارع خضراء شاسعة احس نبيل ان الايام بدات تبتسم له ..
وسال الرجل بقولك ايه يابلدينا فى مسجد قريب علشان الصلاة لان صلاة الجمعة اقترب وقتها..رد الرجل ايوة.. اتوضا الاول وحننزل على الجامع ..وضع نبيل حاجياته داخل الدولاب وتوضاء وانصررف بعد اقفل الحجرة ورائه .
كان مسجد المدينة يعج بالمصلين من اهل البلدة ةلف نظرهم شكل نبيل فهو اكيد غريب عن البلد كانو ينظرون اليه بفضول يريدون معرفة مكان عمله فاكيد سيتعاملون معه اذا كان موظفا فى اى موقع من المدينة الصغيرة .
فرغ المصلين من الصلاة وبداو بالانصراف وظل نبيل جالسا حتى كاد المسجد ان يفرغ من المصلين ثم قام وانصرف باحثا عن مطعم يستطيع تناول طعامه فيه وعبر الكوبرى الكبير المسمى باسم البلد واخذ يسال حتى وصل الى مطعم ليتناول فيه طعامه .... ورجع للفندق وصعد الى حجرته وجلس فى البلكون المطلة على المنظر المبدع الذى اثار اعجابه .... اخذ يسال عن مكان تلاقى المعلمين فى هذة البلدة فاخبروه انه هناك طريق خلف محطة القطار يؤدى الى ما يسمى بنادى المعلمين....ووصل الى المكان كان منزل من منازل البشوات الذين تمت مصادرة ممتلكاتهم ولكن كانت يد الاهمال وعدم التجديد تسعى فيه مفسدة . كان هناك بعض الشباب فى نفس عمر نبيل او اكبر قليلا منهم من يلعب تنس طاولة على منضدة تنس الطاولة المووضوعة فى منتصف الصالة وكانت مساحتها كبيرة وحولها حجرات تلف مربعها بالكامل وهناك وجد الشاب الذى قابله فى اسيوط مصطفى عيسى الذى ما ان راه حتى قفز مرحبا كانه يعرفه منذ سنين وسال نبيل انت لسة جاى رد نبيل انا جيت قبل صلاة الجمعة وقاعد فى اللوكاندة الكبيرة اللى على الترعة ..اخذ يضحك ويقول ايوة ياعم دى بتاعة بشوات على فكرة انت ممكن تسكن هنا لانك مش هتلاقى حد يسكنك هنا ..قلت ليه؟ قال انت مفيش خالص واشار الى جبهته ..يابنى هنا مابيسكنوش عزاب فهمت فمفيش قدامك غير هنا او لوكاندة البشوات اللى انت قاعد فيها يعنى حياخدو معظم مرتبك انت نسيت ان مرتبنا سبعتاشر جنيه ..الوكاندة حتاخد تسعة يبقى مفيش حاجة تقدر تعملها بالباقى ...اطرق نبيل وقل عموما انا دافع اسبوع مقدم سيبنى افكر.......
.............................................................................................................
3---بقية -ديروط72--انتصف الليل وكان نبيل يحاول ان ينام ولكن ارتفاع درجة حرارة الجو والناموس الذى كان يلدغه ويطير كانه مجموعة من الطائرات تنفذ طلعات لاحدود لها وتلدغه فى وجهه وتمتص دمه من اوردة يديه انها ليلة ليلاء حقا فقام من فراشه ووقف فى نافذة الحجرة وكان فى جانب منها مقعد مترب من طول وضعه فى هذا المكان وعدم جلوس احد عليه من فترة طويلة...فاحضر جريدة كانت معه ووضه ورقتين منها على الكرسى وجلس ي...تامل منظر البلد الذى لم يشاهد مثله من قبل فضوء القمر يفرش سطح ماء الترعة الواسعة وكانه يفرشها بغطاء من الفضة اما الاشجار فكانت تقف بلا حراك كانها جند يحرس هذة الملائة الفضية الجميلة وعلى البعد كان امامه على اليمين الزراعات الممتدة بلا حدود وقد بداء البخر المنبعث منها يظهر كانه بخور ساحر يطلقه ليغطى المنظر عن العيون اما عن شماله فقد كانت المدينة الصغير تنام فى ظلام الليل ولا ينير ليلها سوى القمر وبعض الاضواء الباهتة..
لم يكن يفسد هذا المنظر الاكثر من رائع الا لدغات النموس اللعين وعدم تمكن نبيل من ايقاف لدغاته كما انه كان يفكر فى الذهاب صباح يومه التالى لاستلام عمله وسرح بفكره هل ستكون بقية ايامه فى هذا المكان ام انه سيقضى بضعة شهور ويرجع الى الاسكندرية لاباس فليكمل مابداه الى الاخر وليكن مايكون كان بالامكان الالتحاق باحدى شركات القطاع العام او اى وظيفة جيدة فوالده له معارف مهمين ولكنه تركه يواجه قدره تركه لمصيره لان المعارف لاتدوم وكل من يخدمك خدمة ينتظر ان تخدمه خدمة اكبر ...ولكن والده كان من الصنف الثورى وكان يقول لاللمحسوبية حتى مع ابنه.
وجاء سلطان النوم فسحب نبيل من جفونه لينام للصباح ولا يهم اذا لدغه كل ناموس الدنيا.....وما ان صبح الصباح وراى الشمس تملاء الدنيا بنورها الذهبى وصحا من نومه حتى ارتدى ملابس الخروج واقفل باب الحجرة ونزل على درجات الفندق المرمرية كانت الساعة قد تعدت الثمنة بقليل فقرر ان يفطر اولا ثم يتجه الى المدرسة فانه يعرف اسمها ولا يعرف اين مكانها وجد رجل يعمل ارغفة من الفول ويضح بداخلها قطع من الطماطم المرشوش عليها شطة وكمون كان الرجل يقف فى جانب من الكوبرى الذى يقطع الترعة الابراهيمية اشترى منه رغيفا قطعه الرجل نصفين وذهب الى مقهى قريب وجلس لياكل وجائه رجل المقهى سائلا اياه ..اجيبلك ايه يا استاذ فرد نبيل كوباية شاى سادة من فضلك.. ذهب الرجل وعاد وفى يده صينية صغيرة بها كوب من الشاى ووضعه امام نبيل وانصرف..كان قد انتهى من اكل رغيف الفول وبداء يشرب الشاى ثم سال القهوجى من فضلك هى مدرسة الصنايع فين؟ قال الرجل تمشى كدة على طول حتلاقى المدرسة شكره نبيل واعطاه ثمن المشروب وانصرف وما ان دخل المدرسة حتى فاجائه احد السعاة قائلا انت الافندى اللى جايلنا جديد وقاعد فى اللوكاندة الكبيرة قال نبيل.. اية انا هو من فضلك البيه المدير فين؟ رد الرجل زمانه جاى اصله بيجى من اسيوط كل يوم فى القطر ولسة ميعاده ...اتفضل الاستاذ يوسف زخارى السكرتير جوه...دخل نبيل فى ممر طويل وفى اخره حجرة المدير وبجانبها حجرة اخرى ولكنها اصغر ودخل نبيل بعد ان القى السلام على الرجل الذى استقبله بترحاب فاعطاه نبيل الاوراق التى اعطوه اياها فى وكالة الوزارة ليسجل حضوره ويقيمه بالعمل كان نبيل فرحا فهو اول مرة يصبح من اصحاب الحيثية فى البلد وله وظيفة صحيح انه مازال يصرف من النقود التى اعطاها له اباه قبل سفره ولكن شعوره انه من اصحاب الوظائف شئ اخر ..وما ان انهى الاستاذ يوسف الاوراق وسجلها عنده فى دفاتره حتى قال لما يجى الباش مهندس مدير المدرسة حاخليه يخمضيها ويختمها ..اتفضل يا استاذ نبيل شرفت...قال نبيل الف شكر وسمع خطوات كثيرة تقترب وضحكات وبعض الكلمات فقد كان هناك مجموعة قادمة من اول الممر كان مدير المدرسة ومعه بعض مدرسى المدرسة الذين يقابلونه فى قطار الصباح وقال الاستاذ يوسف اهو المدير جه..كان يسوف يشبه الممثل حسن البارودى ولم يكن ينقصه سوى الطربوش ..واقترب المدير وحوله شلة النفاق ..فقال يوسف الاستاذ الجديد واشار الى نبيل قال المدير مرحبا اهلا وسهلا ديروط نورت يا استاذ وسلمت بقية الحاشية على نبيل ...كان المدير له ملامح طيبة و يميل الى القصر والسمنة ولهجته كلهجة كل من فى البلدة..اللهجة الجنوبية ..وبعد الترحيب بنبيل قال المدير انت حتسكن فين ..رد نبيل ..لسة والله انا قاعد فى اللوكاندة قال المدير وليه تعلى فيه شقة هنا فاضية داخل المدرسة اوضة وصالة وحمام وتنفعك تعالى شوفها كانت نيه الرجل التوفير لنبيل من ناحية ومن ناحية اخرى ان سكان البلدة لايعطون اية مساكن لاى شاب عازب غريب اوقريب...قام نبيل ومشى مع مدير المدرسة وهو يتفرج على المساحة الكبيرة للمدرسة واشار المدير الى مبانى بعيدة فى اخر المدرسة دى مبانى الورش وادى الشقة كانت عبارة عن مبنى من طابق واحديحيط به نبات الحلفا..
وفتح المدير باب هذة الشقة وماان دخلا وفتح العامل شباك الصالة حتى وجد الجلد المتبقى من الثعبان عندما يغير جلده وكان طويلا حوالى متران ونصف المتر...واشار الى ماراه ولكن المدير قال لا مش مهم حتتعود...اتعود؟ فكر نبيل بسرعة وقال يعنى له اقارب واكيد بيجو هنا يزوروه...ضحك المدير وقال ماتخافش حيهربو لما تسكن ...
رد نبيل ارجوك سيبى افكر لبكرة...وقال دنا اللى دمى هيهرب..والتفت نبيل ليجد العامل يبتسم ابتسامة خبيثة............
...................................................................................................................
بقية 3-- ديروط 72--انصرف نبيل مبكرا فمازال الوقت مبكرا على بدء الدراسة وذهب ليدبر احواله فقد ايقن انه غريب فى هذا المكان شاء ام ابى قالكل يعامل الغرباء عن هذة البلد على انهم يجب التحفظ فى معاملتهم وكما قال سائق الشيارة الاجرة مثله المفضل الذى يقول يا غريب خليك اديب...اى التزم حسن التصرف والادب فان الخطاء مكلف وحسابه عسير حتى لو كان خطاءاغير مقصود وهذا ماعرفه نبيل فى هذا اليوم ذهب نبيل الى حيث يسك...ن مصطفى عيسى فى المكان الذى اعدته ادارة التعليم كنادى وسكن للغرباء من المدرسين وكان يفكر فى السكنى مع مصطفى عيسى الصديق الجديد ليس بدافع التوفير فقط ولكن بدافع المؤانسة ايضا فهو يجل وحده فى هذة الغرفة التى بدا فى الاعتياد عليها ..
قابل مصطفى وبعد السؤال عن الاحوال والحديث عما جرى اليوم وكان مصطفى يتكلم طول الوقت فسكت نبيل وجعله يكمل الحديث حت قال مالك ياعم ساكت وسايبنى عمال الت واعجن اوع تقول عليا رغاي اكيد حتقول عليا رغاى رد نبيل ابدا ولكن المدير يريدنى ان اسكن فى منزل التعبان..قال ياراجل سيبك منه بعد ما تخلص الكان بوم اللى انت دافع تمنهم فى الفندق تعال انا حجزت لك اوضة هنا وحتسكن معايا رد نبيل ماشى وانا عازمك على الغدا وانطلقا الى مطعم شعبى ولكن الاكل فيه ممتاز ورخيص جدا وبعد ان فرغا من الاكل وقررا الانصراف قال مصطفى ياريت تيجى تشوف الاوضة بتاعتك رد نبيل بعدين انا رايح انام وابقى عدى عليا بعد صلاة العصر ووافق مصطفى وانصرفا كل الى وجهته
صعد نبيل الى غرفته و استلقى على الفراش والافكار تتصارع فى راسه وكان لايزال يفكر فى العودة الاسكندية ففى هذا المكان ليس هناك شئ جديد سوى الملل ..
فقد كان فى مثل هذا الوقت بعد ان يتناول الغذاء فى منزله ويشرب الشاى لا يضطر الى المشى قرابة الكيلومتر لينام كما حدث معه اليوم فقد كانت المسافة تقريبا حوالى الكيلو متر بالاضافة الى الشمس التى تشوى من يمشى تحتها. وقف ينظر الى منظر الترعة نهارا كان يختلف عنه فى الليل فقد كانت اشعة الشمس تنعكس من على سطح المياة وكان الغبار يغطى معظم المنظر ...مر الوقت وحضر مصطفى وقبل ان ينزل قال مصطفى المنظر من هنا خرافى وكمان المكان نضيف ضحكك نبيل قائلا انت فاكرنى حاسكن مع الفراخ جلسا قليلا ثم قال مصطفى انت حتفضل مرابط هنا ياللا ياعم نستكشف البلد ونزلا واخذا يمشيان وكل يروى وما كن يفعله قبل ان يصل اسيوط قال مصطفى معايا واحد اخصائى من هتا بس حيعجبك قال نبيل مش وقته لمانستقر ....اصل شكلك عايز تروح عنده وان معنديش استعداد امشى فى الحوارى والعالم تتفرج علينا كاننا حاوى...ضحك مصطفى وقال الشهرة وحشة ياباشا ظللنا نمشى حتى اقترب المغرب فررنا العودة وكان الطريق الذى ذهبنا منه على جوانبه مزا رع الزرة الرفيعة وهى ذات عيدان طويلة تصل الى اربعة امتار وفى نهاية الطريق كانت شونة القطن التى يقام بها السوق يوم الثلاثاء اسبوعيا واثناء رجوعهما وقف مصطفى انت سامع اللى انا سامعه فيه ناس جوة الدرة قال نبيل طيب هم احرار احنا مالنا لم يرد مصطفى فقد خرج ثلاث رجال ملثمين وقال احدهم تعرف تجرى يا افندى يا غريب منك له اسمع الكلام احسن نضرب فى المليان اجرى وقف مصطفى وكان رجليه تمرتا بالارض وسحبه نبيل لينصرفا ومصطفى يردد اجرى يا اخى بطل قلاطة كان نبيل يحمله تقريبا والخوف يشل حركة مصطفى وما ان جاوزا شونة القطن حتى سمعا اصوات طلقات نارية وصراخ ....
......................................................................................................................
...........................بقية3-- ديروط 72----.......................................
................................................................................................
استمر صوت طلقات الرصاص وعلا صوت صياح امراءة كانت تصرخ باعلى صوتها وكان صوتها يملاء الانحاء ولايعرف احد من اين ظهر كل هؤلاء الناس فقد كانو يجرون فى اتجاه صياح المراءة والعجيب ان مصطفى عيسى وقف يسال هو فيه ايه؟
امر م...ضحك مبكى وقال مصطفى عيسى تصور انا ممكن اعرف اللى ضرب النار من صوته ...قال نبيل تعرف تنقطنا بسكاتك اسكت احسن .... وقطع كلامه مرور بعض الرجال وقال احدهم امشى من هنا يا استاذ انت وهو .وتاهب مصطفى ليساله فقال الرجل مالكش صالح اتفضل امشى.. انصرف الاثنان وهما يدركان ان هناك قتيل قد سقط ...
كان ضابط المركز قريبا لمصطفى عيسى وكان يسكن بجانب مسكن مصطفى فى القاهرة .ظهر الضابط بعد قليل وقابل اللاثنان وهم فى طريق عودتهم وقال لمصطفى حصلنى انت وصاحبك على المركز ....قال نبيل لمصطفى كان مشوار مهبب...ضرب نار وقلة احترام من الناس ياعم انا حاسيب البلد دى قال مصطفى انت لسة ماشفتش حاجة دا مجدى ظابط المركز حكى لى بلاوى...رد نبيل ادينى رايح معاك اشوف البلاوى.
ظلا منتظرين فى مركز الشرطةحوالى الساعتين واخيرا ظهر مجدى بيه ضابط الضابط الوحيد بالمركز هو ومجموعة جنود وقال شرطى يرتدى الرداء الكاكى وهو ينتفض بالسلام الميرى ماطا كلمة انتباه . ودخل الجميع غرفة المامور وبقى نبيل ومصطفى خارج الحجرة فى انتظار الاستدعاء للشهادة...
وبعد فترة قال احد افراد الشرطة لهما اتفضلو سعادة مجدى بيه عايزكم يللا بسرعة..
كان بداخل الحجرة بعض الرجال وسيدة تبكى ولكن دون ان يسمع لها صوت نظر الرجل الذى قال لمصطفى ونبيل ملكش صالح يافندى منك له ..واخذ ينظر اليهما شذرا وقال للضابط ياسعادة البيه الافندية دول كانو بعيد ساعة ما سمعنا ضرب النار...رد عليه الضابط وانت ايه عرفك انهم كانو بعيد انطق .قال الرجل احنا قابلناهم فى اخر الشونة بتاعة القطن يابيه وبعدين الافندية مالهمش صالح .دول لسة يادوبك جاين البلد ..وكل الناس عارفة كدة..نظر اليهم الضابط وقال استنونى برة ومحدش يمشى ياعسكرى منك له وقال للشرطى الذى كان يقف على باب الضابط اندهلى الشاويش حسانين بسرعة.
ودخل الشاويش حسانين ومعه دفتر كبير من دفاتر القسم وقال للضابط كل كلامهم اللى سعادتك سالتهم عليه مكتوب هنا وكمان كلهم اللى بصم واللى مضى عليه قال له الضابط بصمهم كلهم ياشاويش قال الشاويش حاضر يا افندم وانصرف.
رحب الضابط بنبيل ومصطى قائلا معلش يا جماعة اديكو شايفين لكن انتو تعتبرو شهود زقبل ان ينطق مصطفى قال نبيل حضرتك احنا كنا عند شونة القطن لما سمعنا ضرب النار وكرر مصطفى بس انا عارف صوت الراجل اللى قال اجرى يا افندى منك له..رد الضابط ماشى يادرش حالم رجالة البلد كلها واخليك تسمع صوتهم بالذمة ده كلام انتو كنتم عند شونة القطن فاهمين ردا فى صوت واحد فاهمين ...
وامر بدخول اقارب القتيل وكانت اجابتهم واحدة تقريبا احنا يابيه ملناش حد بيكرهنا وبعدين المرحوم كان صاحب واجب على الكل وياريت سعادتك تستعجل البية وكيل النيابة علشان اكرام الميت دفه ...بنا مايوريك حاجة وحشة..قال الضابط مجدى شد حيلك يا عسران لكن ازاى ملكمش عداوة مع حد من البلد رد عسران احنا ناس مسالمين يابيه.وملناش فى وجع الدماغ وعايزين نربى ولادنا وسعادتك سيد العارفين الدم واعر وكلفته كبيرة ..الله يرحمه مكانش له اعداء وكان حبيب الكل...واتجه ناحية مصطفى وساله انت شفت حد يابيه كان معاه بندقية وانتم ماشين؟
رد مصطفى بسرعة ابدا.. واحنا ايه مصلحتنا نقول مشفناش والاشفنا ؟ رد ارجل ماتشفش وحش يابيه ...واتجه الى الضابط قائلا عايزنا فحاجة سعادتك علشان ورانا حجات كتير ..قال له الضابط ماترحش فاى حتة خليك فى بيتكم مع جماعتك علشان البيه وكيل النيابة حيطلبك
ونظر الى مصطفى ونبيل وقال لهم وقعو على اقوالكم واتفضلو روحو ..ونظر الى مصطفى الذى قال حاضر يا حمدى بيه...
غادرا مركز الشرطة وقد اقترب الوقت من الساعة العاشرة مساء ومشى مصطفى الى مسكنه ونبيل الى الفندق .
...........................................................................................................
بقية--3- ديروط 72--اصبح نبيل ومصطفى حديث المدينة وخاصة فى مكان عملهما ..سرت الاشاعة انهما هما الشاهدان الوحيدان لعملية قتل الرجل بل زادو القصيدة بيتا انهما متاكدان من وجوه القتلة ...وما ان دخل نبيل المدرسة التى يعما بها حتى امطروه زملائه بالاسئلة ابتداء من انت شفت اللى ضربو الراجل بالنار الى انت اتكلمت فى المركز وقلت ايه؟ ولم يصدقو قول نبيل انه هو وصديقه لم يريا اى شئ عن الحادث وانهما كانا بعيدان... جدا عن مكان اطلاق الرصاص..وسمع الرجل الذى كانو يدعونه بالمهندس احمد يقول لاحد زملائه الولد ده لئيم ...وكانه لم يسمع انصرف نبيل وذهب لمقابلة صديقه مصطفى فى مكان سكنه واخبره ضاحكا عما جرى فى العمل نظر اليه مصطفى وقال الموضوع ده خطير ياصاحبى وبقينا مطلوبين من البلد كلها قال نبيل ازاى هو احنا عملنا حاجة؟قال مصطفى ...اهل القتيل عارفين مين اللى قتل ابنهم ولا يمكن يقولو عليه علشان يبقى امام اعينهم لياخذو بثارهم منه اما اذا تم سجنه اصبح بعيدا عن ايديهم علشان كدة اهل القتيل مش عايزين شهود..اما اهل القتلة او القاتل طبعا مش عايزين حد يعرف مين القاتل...رد نبيل قائلا ايه المصيبة دى الناس دى بتفكر ازاى..وانت تقول انتا عارف صوته....ضحك مصطفى وقال صوت مين يساعم انا كان قصدى عبد الوهاب .. خلى بالك وماتظهرش كتير فى البلد لغاية ماينسو الموضوع ده..
طيب انا جعان ولازم انزل اكل ومش مهم لو انضربت بالمدافع ...
ذهبا لنفس المطعم لذى يقع فى منتصف البلد وكان معظم المارة ينظرون اليهم كانهم مخلوقات عجيبة هذا ما كانا يشعران به ودخلا المطعم الذى كان يعج بالغرباء فاهل البلد عادة لاياكلون خارج بيوتهم ..
وقال لهما صاحب المطعم تاكلو ايه يا اساتذة واخبرهم عن الاصناف التى عنده ثم قال لهما كان الله فى العون ...انصرفا من المطعم بعد ان اكلا واعطيا للرجل حسابه
وفجاة قابلهما شرطى من المركز وما ان شاهدهما حتى قال لهما سعادة البية الظابط عاوزكم ضرورى كويس انى لقيتكم كنت رايح لكم السكن ومشو دون ان يتكلم احد حتى وصلا المركز قال لهما الشرطى اقعدو هنا يا بهوات لما اشوف سعادة البية ...
وخبط على باب الغرفة فقال له من بداخلها ادخل كان الضابط يجلس مع وكيل نيابة المحافظة وقال للشرطى..دخل الشهود يابنى..
وما ان دخلا والقيا السلام قال وكيل النيابة اتفضلو اقعدو...
افتح يا استاذ المحضر كان يتكلم مع الكاتب الذى حضر معه من اسيوط...انهفى اليوم وساعته وتاريخه حضر السيدان فلان وفلان للشهادة عما رائياه عن واقعة قتل المذكور وذكر اسم القتيل
س..اسمك وسنك وعنواك....الخ
واستمر وكيل النيابة قى سؤال نبيل ومصطفى واخذ اقوالهما بما يفيد ماشاهداه وعن مكان الحادث وتم صرفهما بعد الاستجواب.
وما ان خرجا حتى شاهدا اقرب القتيل وقال الرجل الذى كان يحقق معه فى الامس متشكرين يا بهوات وكان يبتسم..كان احد افراد الشرطة يتسمع اقوال على كلام وكيل النيابة والشهود ليطمئن واخبر اهل القتيل....
انصرف نبيل الى الفندق تاركا صديقه يذهب الى مسكنه وما دخل حجرته بالفندق حتى استبقى على الفراش وراح فى نوم عميق...
مرت يومان على هذة الحادئة وكان اليوم الثالث الذى نام فيه نبيل مبكرا ..وصحا من نومه قبل صلاة الفجر بقليل فقام واخذ ينظر من نافذة الحجرة التى يسكنها وكانت المدينة يغطيها سكون تام الا من اصوات نباح بعض الكلاب وصياح بعض الديكة ..
وفجاة نظر نبيل ناحية الكوبرى وكان هناك من يمشى ناحية المدينة ويلبس الملابس العسكرية ويبدو انه فى ريعان الشباب ويحمل على كتفه شنطة سفر وفيما هو يسرع الخطى ليعبر الكوبرى ذاهبا الى منزله ظهر ثلاثة رجال ملثمين وامطروه بوابل من النيران سقط على اثرها المسكين غارقا فى دمائه ونظر اخر الرجال الملثمين الى النافذة التى يقف فيها نبيل واطلق النار ناحيته وانصرف هو ومن معه...
...........................................................................................................
بقية 3- ديروط 72
...........................................
اصابت الطلقة التى اطلقها الرجل الملثم قبل انصر افه اعلى باب النافذة واسقطت قطعة من القرميد الموضوعة زينة فوق الباب...
تراجع نبيل للخلف ولولا ستر الله لكانت القرميدة الثقيلة شقت راسه هرع كثير من الناس لمكان اطلاق النار رغم ان الوقت كان ينقترب من الفجر العجيب ان الناس حملو ابنهم فى صمت الا احدى النساء التى كانت تبكى وتصيح بصوت عالى رغم محا...ولة احد الرجال اسكاتها....فى اليوم التالى نصبت اسرة التى قتل منها قبل يومين سرادق ضخم فى منطقتهم وكانو يجلسون فى صمت وكانت الابتسامة على وجوه بعضهم رغم انه من المفروض عزاء ونظر الى المبتسمين رجل كان يجل على المقعد الاول داخل السر ادق وقال مش وجته يامسعود...تغير وجه الرجل وساد الصمت ووقف بعض الرجال على المنازل يحملون اسلحتهم وكانت ظاهرة رغم انهم كانو يحاولون اخفائها كان على نبيل ان يمر من امام السرادق وليس من المعقول ان يمر مرور الكرام والجميع يعرفه كما انه قديستمر معهم مدة طويلة فكان عليه مجاملتهم على الاقل وما ان راه الرجل الكبير حتى قام وشد على يديه وقال له متشكرين يابيه مش حننسى جميلك ده ابدا فقال له نبيل معزيا البركة فيكم يا عم الحاج رد الرجل البركة فىدين محمد ياستاذ..واشار لنبيل بالجلوس ..اتفضل يابيه مانجيلكش فحاجة سيئة
جلس نبيل فى مقعد داخل السرادق وهو ينظر حوله فقد اتى الى هذة البلدة من ار بعة ايام شاهد فيهم حادثتين قتل فيهم رجلان وفجاة دخل مجدى بيه ضابط المركز ومعه حرسه من الشرطة وسلم على كبييرهم معزيا وهو يقول اتاخر العزا شوية يا حاج رد الرجل كل شئ باوانه يا سعادة البيه يادوبك لما خبرنا حبايب المرحوم وانت سيد العارفين طيب بعد العزا ابقو حصلونى على المركز عايزك فى كلمتين مع بعض رد الرجل ميرى يابيه والا زيارة اصل النهاردة مش يوم زيارات قال الضابط مجدى ميرى يا حاج وانا جيت اعزيك وابلغك بنفسى..سلام عليكم ولمح نبيل فاشار له اتفضل معايا يا استاذ نبيل من فضلك فقد كان يعرفه عن طريق صديقه مصطفى...وما ان اصبحا بعيدين عن السرادق وكان احد رجال الشرطة يحمل سلاحه ويمشى خلفه والاخر يمشى امامه بمسافة خطوات
قال لنبيل ايه اللى جابك تعزى انت كدة حتعمل مشكلة العيلة التانية حايحطوك فى دماغهم رد نبيل حضر تك انا كان لازم اعدى من قدام الشادر لانى كنت رايح المطعم اناا لسة ما اتغديتش ...قال مجدى تعالى معيا المركز نتغدى سوا علشان يبقى عيش وملح شكره نبيل وقال لا ..ولم يكمل الكلام قال مجدى لازم تيجى المركز لبمصلحتك
رد نبيل مستسلما طيب ومشو الى المركز وقال الشرطى الذى يقف عل باب المركز اول ماشاهد الضابط مجدى .انتباااااااااااااااه معلنا وصول الضابط ورد الضابط التحية بان رفع يده محييا ودخلو حجرة الضابط الذى قال لشرطى الحراسة الشويش حسنين جه قال الشرطى ايوة يا افندم
التفت الضابط مجدى الى نبيل وقال انت عارف ان عيلة القتيل بتاع اول اول امبارح خدوبثارهم من المسكين العسكرى الللا كان نازل اجازة قال نبيل طيب والعسكرى ماله
ضحك الضابط وقال القاعدة عندهم انه مش لازم اللى قتل يتقتل دلوقت اللى يتقتل لازم يبقى راجل مهم فى العيلة التانية يعنى دكتور محامى مدرس راجل متعلم زى المسكين اللى مات الفجر الولد ده اتخرج من هندسة القاهرة السنة اللى فاتت ودخل الجيش ...الدور على اى حد من اللى موجودين النهاردة اللى كانو الغزا العيلتين عارفين مين اللى قتل لكن احنا معندناش ولا دليل ولاحتى شاهد زى حلاتك انت ومصطفى كان المفروض يجى يتغدى معايا وده مابيتاخرش عن الاكل ابدا وظهر مصطفى عيسى والقى السلام وقال معلش اصلى كنت باعزى زميلى وقالو انك كنت هناك واخدت نبيل قال الضابط مجدى انا عاوزكم ماتبنوش قدام عيونهم وانت ياعم نبيل النهاردة حتبات عند مصطفى وشنطتك وصلت هناك وفيها كل حاجتك ودخل يده فى جيبه خد انت لك عند اللوكاندة اجرة تلات ايام اتفضل اخذهم نبيل شاكرا وقامو للغداء الذى احضر ه الشاويش حسنين ولما طلب منه الضابط مجدى مشاركتهم فى الطعام قال الشاويش حسنين سبقتكم يابهوات الف هنا الاكل فى الشبعان حرام.....وانصرف
بعد فراغهم من الاكل اعتذر نبيل للذهاب فاذن لهما الضابط مجدى وقال لمصطفى خللى بالكم ونظر الى نبيل واشار اليه الايتكلم مشيرا الى فمه شكره نبيل على كل شئ وانرف هو ومصطفى واثناء انصرافهما قابلا رجلا لايعرفونه قال لهم انتو الشهود يابيه رد مصطفى قائلا شهود على ايه يا بلادينا.هو احنا شوفنا حاجة اصلا علشان نشهد بيها حرام يا اخى.دى حتى الشهادة الزور تودى صاحبها جهنم واخذ يردد بعض الايات والاحاديث فقدكان مدرس للغة العربية والدين وقال للرجل البقية فحياتكم وربنا يصلح الاحوال...رد الرجل وكانت سحنته عجيبة وعدائية...انشاء الله يابيه حيجى خير قريب....وانصرفا متعجبين من الرجل وقال مصطفى تصدق ده نفس صوت الراجل اللى كان طالع من زراعة الدرة نظر اليه نبيل ولم ينطق
...............................................................................................................
بقية 3--ديروط 72---قال نبيل ردا على مصطفى طيب روح لمجدى قريبك وقول له قال مصطفى لاياعم كفاية كدة ..قال نبيل تصدق انا وحشتنى اسكندرية ونفسى ارجع حاجة بتشدنى ارجع قال مصطفى انت لسة ما كملتش اسبوع وبتحلف بغربتك امال لو قعدت سنة
حتعمل ايه؟.....قال نبيل مش ممكن كانت اكبر غلطة انى جيت هنا ....
ومشيا صامتين الى ان وصلا مكان اقامة مصطفى فى بيت الطلبة او نادى المعلمين كما كانو يطلقون عليه كانت المبانى ...من الطراز القديم وهى لفيلا كان يقطنها احد الباشوات قبل ان تستولى عليها حكومة الثورة دخلا المبنى وكان يتكون من طابقين اما الطابق الاول حيث يسكن مصطفى كان عبارة عن شقة كبيرة تتكون من اربع غرف وصالة كبيرة ومطبخ وحمام كبير حوائطه من القيشانى الابيض...دخل نبيل على مضض وقال يعنى كان لازم قريبك يجيبنى هنا ..رد مصطفى على فكرة هو عارف انك كنت فى البلكونة ساعة ضرب النار لكن كلامك كان حيضر ومش حينفع...عموما سريرك اهو ومية مية ومفيش لا شباك ولا بلاكونة زى مانت شايف كلها ضرفها مقفولة بمسامير علشان محدش يفتحها لان حوالينا جيران....رد نبيل متاففا طيب مرت الايام متشابهة بنفس التكرار الممل من الذهاب للعمل وبعد العودة يقوم نبيل بالطبخ فقد كان ماهرا فيه اما مصطفى فكان عليه غسيل ادوات الطهى والاطباق ومضت الايام وبدات الدراسة كان نبيل يخرج احيانا ليتمشى عند قناطر ديروط فقد كانت ترعة الابراهيمية واسعة وعميقة وكان هناك صيادين للاسماك يجلسون لبيع ما اصطادوه وفى احد الايام كان مصطفى يمشى مع نبيل وقل له تصدق انا نفسى فى صينية قراميط ...رد نبيل طيب حتخبزها فين؟ انت نسيت فرن الست الاجريجية بتاعة لفرن الافرنجى دى حتى بتحبك.ضحك..رد نبيل دى ست شجاعة انها تعيش هنا هى وجوزها الخواجة اللى مات واولادها كلهم راحو اليونان وهى بتقول انا مش ممكن اسيب بلدى مصر ست ممتازة جدا وطيبة وكل العمال اللى فى الفرن بيعملو لها الف حساب... قال مصطفى مازحا ايوة يا عم بتعمل غرميات من ورايا وعامل نفسك بتحب العيش الافرنجى...ضحك نبيل وقال ياراجل حرام عليك دى اكبر من جدتى............
واتجها ناحية الصيادين وكان احدهم يعرض ما اصطاده وكان هناك ثلاثة من سمك القرموط لونهم فاتح ممايدل على ان نوعيتهم جيدة فذهب نبيل ناحية الصياد واشار الى القراميط قائلا بكام القراميط ياعم الحاج رد الرجل بتلاتين قرش واخر كلام...قال نبيل طيب اوزن التلاتة دول ونظفهم قال الرجل حاضر يابيه..وما ان امسك الرجل القرموط الابيض الاكبر حجما بين القراميط وشق راسة بساطور كان ينظف به الاسماك حتى قال القرموط ده مايلزمكش يا استاذ قال مصطفى غاضبا لية يابا حرام والا حرام هو اللى حياكله احسن مننا قال الرجل محدش حياكله وتدخل رجل كان يقف وقال يا جماعة انتو مش فاهمين القرموط دة معمول بيه عمل..قال نبيل للرجل عمل ايه مش فاهم قال الرجل معمول عليه سحر يابوى الله يرحم اللى اتعمل له العمل او ربنا يشفيه ومنه لله اللى بياذى الناس...ده سحر ياولدى بيتعمل على ورقة من الرصاص
وبيفتحو راس القرموط ويحطو العمل ويخيطو عليه والقرموط عمره طويل ياولدى وحركته كتيرة وكل ما يتحرك يجرى المسكين اللى معمول له عمل....ونادى الرجل على شاب كان يقف وقال له روح يا ولدى نادم على الشيخ عتمان ....اى يناديه قال نبيل طيب عن اذنكم در الرجل لا استنى يا ولدى يمكن يكون الخير على اديكم يا طيبين...
وب عد قليل حضر الشيخ عتمان وكان رجلا تعدى السبعين عاما نحيف ومقوس الظهر ويمش ممسكا بعصا يتسند عليها وحيا الحاضرين وقال للصياد فين القرموط يامحمد رد الرجل امامك ياحاج عتمان نظر الرجل الغجوز الى القرموط الاخر وقال هات ده كمان واكسر دماغه الكلام ده ما اتعملش من زمان وقال للحاضرين وسع يابنى انت وهو وظل يجمع فى بعض اعواد الجريد والقش الموجودين بجانبه ووضع القرموطين على القش واعواد الجريد ولا يعلم احد ماكان يقوله الرجل من تعاويذ حتى اشتعل الجريد والقراميط بنار كان لو نها اخضر ولها فرقعات خفيفة. و العجوز الرجل يجلس القرفصاء. وقد ازداد صوته خفوتا......ذهل نبيل ومصطفى مما شاهداه فها هى معجزة تحدث فى عالم جديد عليهم لم يشاهدافيه غير العنف وعدم الامان...قام الشيخ عتمان وهو يقول الحمد لله منه لله اللى بياذى الناس وقال لنبيل تعالى يا ولدى فذهب نبيل اليه قائلا انا او مرة اعرف الكلام ده ياعم الحاج قال الحاج عتمان السحر ده سفلى مع واحد مخاوى للجن زى ايليا السحار كان بيكت سحره على جريد النخل واعما سفلية ملعونة دايما روح يابنى منك له ربنا يكفيكو شر غدرات الايام روح يابنى راضى الصياد الغلبان باللى يطلبه واوع تبخل قال نبيل حاضروذهب لمحمد الصياد وقال له عايز كام ياحاج محمد قال الرجل لايبه خليها عندى اصر نبيل قال اللى تجيبه يابيه واعطاه نبيل نصف جنيه فرح به الرجل وشكرنبيل الذى نظر الى صديقه مصطفى قائلا يللا بينا نشترى عيش واى حاجة
...............................................................................................................
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق