الاثنين، 9 فبراير 2015

 الاسكندرية المارية كيف كانت وما اصبحت عليه فى ايامنا النحسات هذة....
اذكر عدما كنت صغيرا وكنا نسكن فى منطقة محرم بك عند شارع الرصافة وكانت المنطقة مليئة يالفيلات الجميلة المزروعة بالورود وغالبا ما كنت اذهب الى شارع المامون لاتفرج على فيلا او قصر بولفارا صاحب شركة الغزل والنسيج الشهير اممها ناصر وباعها حسنى ...المهم الفيلا كانت مثال للجمال وخاصة... كلاب الجريفون وقفص عصافير الكاناريا الضخم وطبعا كانت هناك فتحة كنا ننظر منها من خلال السور ولولا هذا لرئينا الكثير المهم وكان ملعبنا كبير فكنا نجرى خلال شارع المامون ونرجع لشارع امير البحر ولكننا كنا نخاف من الجنية التى كانت تسكن ترعة الفرخة شارع قناة السويس الان كما كان الكبار يخبروننا وطبعا شارع امير البحر كان به فيلات اقل ثراء ولاانسى يوم ان صعدت انا و زملاء اللعب فوق كوبرى الفرخة الذى كان فوق ترعة الفرخة شارع قناة السويس الان وذهبنا الى منطقة عزبة البرابرة خلف سجن الحضرة ورجعنا ونحن نخاف من الجنية ...الان اخاف من الجنية التى تسكن شارع قناة السويس وهى السيارات المسرعة والابراج المسماة ابراج الموت التى حلت مكان الفيلات والقصور وضاع المثل القائل ياريت خمسين الف جنيه وسرايا فى محرم بك ...كنت فى سنتى التاسعة عندما اشترى والدى رحمه الله ارضا فى منطقة امبروزو وهى كائنة بين شارع الحلمية الموجود فى اوله المستشفى الايطالى اما اخره فكانت املاك عمر باشا طوسون من الاسرة المالكة اما الشارع الموازى لشارع الحلمية فكان اسمه شارع المفتش تيمنا باسم اسماعيل باشا المفتش اخو خديوى مصر فى ارضاعة اسماعيل باشا وله قصر فى هذا الشارع اصبح كنيسة....المنطقة كانت شبه خالية من الناس ماعدا الذاهبين الى مص...ابع النسيج بمنطقة الحضرة مصنع كابو وغيرهم اما شارع املاك عمر طوسون باشا فكان على يدك اليمنى اسطبلات عمرباشا طوسون وعلى الشمال المتبقى من قصره واذكر حكاية مضحكة عندما كنت اذهب للمدرسة مارا من هذا الطريق كان هناك عبد اسود من عبيد عمر باشا طوسن وكان طويل القامة بشكل غريب ويلبس جلبابا قصيرا ويحب النوم داخل نحش موضوع امام مشرحة الحميات موجودة للان المهم كان مليم وهذا اسمة عندما يريد اشعال سيجارة فنانه يخرج من النحش طالبا عود كبريت ليشعل السيجارة وتخيلو منظر الرعب الذى يتملك ارجل الذى ساله مليم بح الاثنان بلا فائدة الخمسين الف والسراية التى بمحرم بك..

............................................................

..............انتصف شهر مارس لعام 57 وكان لى اصدقاء جدد بعد ان انتقلنا ال بيتنا الجديد فى منطقة امبروزو وكنت قد اشتريت دود قز وكنا شغوفين بتربيته ونحن فى هذة السن المهم ذهبت انا وبعض اصدقاء اللعب الى اخر شارع المفتش اسماعيل بعد شركة الشيكولاتة وصولا الى ترعة المحمودية وبهرنى المنظر فقد كانت الترعة مملوئة بمراكب نقل البلاليص والرمل والزلط والقلل القناوى ولكن المهمة كانت الحصول على ورق التوت المنتشرة اشجاره عل...ى الترعة وتسلقت الشجرة وصولا للافرع المليئة بالاوراق وفجاءة وجدت الاولاد يقفزون من فوق الشجرة ويهربون ومنادين اياى بالهرب كنت اول مرة اتسلق شجرة ومستمتع بالتجربة ومشاهدة الترعة من اعلى الشجرة ولكنى التفت فوجدت رجل اسود يقال له عم ابراهيم السودانى يقول لى انزل يا ولد فنزلت خائفا لانه كان يحمل عصا غليظة بالاضافة الى شكله المرعب....مسكنى عم ابراهيم من ملابسى من قفاى قائلا وبعدين تقع ووتنكسر دماغك وتموت ابوك يعمل ايه؟ اسمع لو طلعت الشجرة تانى حاكسر العصاية دى على دوماغك ...المهم انت منو ابوك وبلهجته العجيبة فرددت عليه قال لى اتت من اولاد عيلة شاهين يا كداب ...تعال معايا وعبرنا الترعة على ظهر معدية وصراخى يصل للسماء وهو يقول الولد بيقول انه من عيلة شاهين حاوديه لعيلته ولو كداب حارميه فى البحر....اى الترعة....................

...........................................................................

وصلت المعدية للبر الثانى فى منطقة الصبحية بالاسكندرية وكانت كلها مناطق زراعية وقليل من المنازل المتجاورة ولا يزيد ارتفاعها عن طابق او طابقين المهم صاح عم ابراهيم السودانى فيه حد من عيلة شاهين هنا ولا احد يرد الجميع كانو بمسجد القرية يصلون صلاة الظهر وعلى حظى ظهر رجل حاد الطباع له عين زرقاء والاخرى خضراء وقال له مالك يا ولة يا ابراهيم ومين العيل اللى انت معلقه من قفاه؟ قال ابراهيم السودانى انا م...سكت الولد ده وهو متشعبط على التوتة وبعدين كان فيه عيل وقع فى الترعة ومات....ونظر الى الرجل وكانه انتبه فجاءة انت ابن مين؟ فاخبرته وظللت اشرح له اين كان بيتنا والمنزل الذى انتقلنا اليه وان ابى مسافر الان....وقال الرجل لعم ابراهيم شكرا الولد يخصنا وهو فعلا ابننا .سالنى ابوك فين؟ قلت له مسافر قال انت عارف انا مين؟قلت لا... اقلك بعدين حتعرف تعالى اوصلك لامك وبعدين نقابل ابوك. قلت بلاش ماما حتضربنى بالشبشب فضحك الرجل ...فقال طيب لما يجى ابوك قوله انت كنت فين وهو حيعرف...واشار للمعداوى وصل الاستاذ للبر التانى.. على وكان سنى 9 سنوات ههههههه دارت فى راسى اسئلة كثيرة ولن يجب عليها الا ابى الذى كان يتكلم معى برفق وهو يضحك ولا يضربنى ويدعونى بابو شاهين المهم انتظرت ان يصل والدى رحمه الله..

.........................................................................


6--
كان بيت جدى لامى يقع فى منطقة باب شرق بشارع الفراعنة وهو منزل قديم متهالك ..وكانت امى تاخدنا فى حال تاخر والدى فى احدى سفراته الى هناك ولم اكن اعدم اصدقاء هناك ايضا وكانو اطفال يونانين وايطالين المهم كانو بتكلمو عربى وانا يادوبك اتعلمت منهم كام كلمة نست معظمها فيما بعد... المهم تاخر ابى فى السفر وذهبنا الى جدى لامى وكنت العب كثيرا عندما اذهب هناك فالبيت قريب من حديقة الشلالات وكانت مل...يئة بالبط والاوز والتى احب مشاهدتها كما كنت اعمل صفقات بزنس مع ام ميمى جارتهم اليهودية التى كانت تكتب ما تحتاجه بالفرنسية وتصف لى سوق المسلة وتكتب لى اسم الجزار والخضرى والفكهانى وتعطينى شنطة الخضار التى احملها على كتفى واجرى فى شارع السلطان حسين قبل ان يرانى احد اخوالى او امى او جدى المهم كنت اربح من هذا المشوار الى سوق المسلة فى شارع صفية زغلول اربح خمسة قروش واحيانا اكثر وكانت تحبى جدا هذة السيدة العجوز التى هاجر اولادها وتركوها وحدها كنت انتظر على احر من الجمر عودة ابى لاخبره عن معرفتى بالرجل ذو العينين الملونتين واخيرا جاء لياخذنا بعد اسبوع واخد الكبار يتكلمون وطبعا كنت اتفرج من بعيد لانه عيب العيال تسمع حديث الكبار واحضر ابى حنطور وجمعنا حاجياتنا وذهبنا لمنزلنا وعندما قامت امى لتعد العشاء حكيت كل ماجرى لى مع الرجل الذى يقال له ابراهيم السودانى والرجل ذو العينين مختلفة الالوان وما ان سمعنى حتى نظر فى سقف الحجرة طويلا وقال لى بعد العشا حقولك قلت له وماما قال انا موجود .........
..تناولنا العشاء وجلست بجانب والدى ملتمسا منه الحماية ,وكلى شوق لسماع ماذا سيقول عن مغامرة الاسبوع .
اشعل سيجارته كما هى العادة بعد الاكل وراح يقص على.. الرجل الذى قابلته اليوم بعينين مختلفة الالوان ووجهه شديد الصر امة يبقى عمى وهو من ربانى قبل ان يختلف مع امى التى طلقها ابى قبل موته ولم يدفعا البدلية حتى لا ادخل الجيش كانو 20 جنيها يا ولدى حتى لاارى موتى بعينى ولكن قدر الله وماشاء فعل وتعلمت ال...كثير من الانجليز الملاعين وايضا من الالمان قبل حرب العلمين ومن ايامها لم ارى عمى ولم ازوره والان وجبت زيارته غدا.. كل هذا وامى تنظر الى شذرا كيف افعل كل هذا من ورائها وكيف لم اخبرها مارئيته لمدة اسبوع كامل وردت الولد اخلاقه باظت من العيال اللى بيلعب معاهم ولازم يتربى وسكتت
فى صباح اليوم التالى اخذنى والدى بعد لبست احسن ماعندى من الثياب ومشطت لى امى شعرى بطريقة كانت تسميها بوجودى زى الخواجات المهم خرجنا وارشدت ابى الى الطريق الذى ذهبت منه وها هى المعدية ولكنى لم ارى ابراهيم السودانى اعطى ابى المعداوى قرش صاغ دون ان يخبره من نحن فقد مرت ستوات على مغادرته هذا المكان ولكن ولد صغير كان يقف جرى واخبر عم والدى الذى حضر جريا واخذ ابى بالاحضان ثم قبلنى بشدة قائلا اهلا يابو شاهين واتجه الى ابى قائلا ولدك ملامحه مثل ملامح المرحوم اخى فى سنه اللى خلف مامتش دخلت البيت الذى ولد فيه جدى وابى بل وجد ابى وكان بيتا واسعا من بيوت الارياف وله مدخلان المدخل الامامى وقد تم عرس شجرة عنب وصلت لاعلى الدور الثانى اما البالب الخلفى فيطل على الارض والزريبة كان جوا مختلف تمام عما عهدته كانى اعيش فى احدى الاساطير......
جلسنا وحاولت الخروج لاتفرج على المكان ولاترك الكبار حاديثهم كما تعودت ولكن عم ابى قال لى اجلس فنات اريد ان اسمعك تتحدث انا سمعت صوت ابوك كثيرا وتركنى جلس انظر اليهما وقال الرجل لقد سمعت صوتك بعد ان فرغنا من الصلاة جدع كان بيتعارك مع ابراهيم السودانى تصدق هى دى اخلاق جده ما بيخافش .فقال والدى لكن انا من يخاف عليه الاندفاع خطر ولازم يحترم الكبير
رد العجوز. السودانى كان عافقه من قفاه حيحترمه ازاى دكان بيعض السودانى ويضربه باديه ورجليه وحمدت ربنا انه ماوقعش فى الترعة ماكانش حايكفينى كل عائلة السودانى......قال والدى الحمد لله خليه يتفرج على الارض وما ان خرجت حتى وجدت ابراهيم السودانى وهو يضحك قائلا جدك كان حيقتلنى والله يا ولدى انا حبيتك وكنت خايف عليك اوع تزعل قلت له لا مش زعلان تعال ورينى الارض ....وصار صديقى
...................................................................
كان منظر الزراعة ياخذ بالعقول وخاصة زراعة الطماطم وكانت تنام على الخطوط العالية فى الارض باللون الاحمر القانى والاخضر الذى يشوبه الاحمرار اما على يمينى فكان سور التين الشوكى بمنظره الاكثر من رائع واخذنى عم ابراهيم السودانى من يدى خشية ان ادوس على الزرع كما قال ولكنى كنت حذر فعلا لكل خطوة وكانت شجيرات البازنجان فى طريقها لان تمتلئ بالمحصول وسرقنى الوقت وانا اراقب الزراعات والطيور ياللا نرجع يا ع...م لولى الاكل زمانه استوى والكل فى انتظارك دول دابحين جدى كبير الهاردة ...وسالته يعنى ايه جدى قال معلش الجدى ده معزة دكر بقرون طويلة ودقن وضحك قائلا مش عارف يعنى ايه جدى ...؟ وما ان وصلت الدار حتى رايتهم جميعا متجهين الى صحن الدار حيث الطعام وقال لى الرجل زو العينين مختلفتا الالوان هذا ابنى الكبير عمك فلان وهذا عمك علان وهذة عمتك فلانة وكانت سيدة سمينة ضخمة الجثة شقراء الشعر زرقاء العيون تشع منها الطيبة ويبدو ان الجميع اصبحو متفقين على شئ لا اعلمه ولكن لايهم الكبار دائما من يهتمون كل هذا الجمال والغنى والرقى فى كل شئ انسانى ...كنت سعيدا جدا واتمنى الاتمر الساعات ووجدت ابى يقول لى يساللا بينا يابو شاهين نروح الوقت اتاخر رجعنا الى المعدية وكانت تعبر بنا ترعة المحمودية الترعة كانت عريضة وعميقة ومنظر المياة مرعب وعبرنا الترعة فى طريقنا الى البيت .
........................................................................
بعد هذة الزيارة كنت اذهب احيانا لزيارة البيت الكبير وكنت اجلس عند بيت ابراهيم السودانى اكثر لانه كان على ترعة المحمودية وايامها كان عرضها يتعدى الثلاثون مترا حتى تسمح بمرور المراكب فى الذهاب والعودة ولكن كان هناك رجال يدهشوننى فقد كانو يجرون المركب بحبل طويل مربوط فى السارى وكنت اتتبعهم والغريب انهم لاتوقفهم شجرة ولا عمود انارة او سلك كهرباء يجرون المركب شئ غير عادى لايقدر عليه العمالقة....وال...مهم كانت هناك فتيات فلاحات يجلسن على الترعة للقيام بغسيل الفجل وكنا نطلق عليهم متفكهين شركة ورور ...لان باعة الفجل كانو ينادون على الفجل وراور يا فجل وكان عم ابراهيم السودانى يجعلنى اعود للمنزل مبكرا بعد صلاة العصر ويشدد على لاتتاخر لبعد المغرب ياولدى فاليل غدار وربنا يكفيك شر اهله....لم افهم معنى كلامه...الى ان جاء يوم تركت ابن عم ابراهيم السودانى بعد صلاة المغرب فقد اصر على ان اعمل له طائرة ورقية وكنت بارع فى صنعها ..المهم مشيت وانا عائد الى منزلى من شارع المفتش احسست احساس غريب احسست ان هناك من يمشى خلفى وعند شركة رويال للشيكولاتة التفت خلفى واذا بى اجد فتاة ترتدى سروال ...بنطلون وعودها ممشوق وشعرها اصفر ناعم ومنسدل على كتيفيها وتمسك فى يدها اليمن كلب اسود ضخم يجر الفتاة للامام وهو يلهث الى هنا وكل شئ عادى ولكن الفتاة كانت بلا وجه رغم قربها منى ليس لها ملامح وكلبها الاسود عيناه تبرقان وينظر الى الامام الى مالانهايه احسست بشعر راسى يقف وكان جسدى امتلاء بالاشواك وانطلقت اجرى الى ان وصلت باب بيتنا وكان الظلام بداء فى التحرك على البيوت
.............................................................................
دخلت حجرتى التى كنت اذاكر فيها وكانت مليئة بمجموعة من الروايات المترجمة المسماة رويات عالمية واخرى اسمها مجموعة الالف كتاب كان ثمن النسخة ايامها قرشين صاغ كنت اقتطعهم من مصروفى على مدى الاسبوع وكانت مجاميع لالكسندر دوما وغيره من الاعمال الفرنسية وكان فى يدى رواية الكونت دو مونت كريستو ..وكنت قد وصلت فى الرواية عند بداية ادمون دانت انتقامه من اعدئه فتحت الرواية وكنت لا ارى السطور ودخلت والدتى ...ولا حظت ارتباكى وسالتنى مالك يابنى شكلك زى اللى شاف عفريت ...كنت حارد عليها انى شفته فعلا ولكنى سكت حتى لاتتهمنى بالكذب كعادتها انه خوف الام على اولادها وخاصة انى كنت ابنها الاكبر وانتظرت وصول ابى وانا قلق وخائف ان يسافر فى عمل مفاجئ له المهم ...سمعت كلبتى وهى تزوم باسلوبها المعروف لى وهى تعلن عن قرب وصول ابى خاصية عجيبة فى الكلاب الازاسى ويمكن فى معظمها وصل ابى وتنفست الصعداء اخيرا ساتكلم مع من يفهمنى ولا يسفه كلامى لم انتظر ان يغير ملابسه ويجلس كعادته بل ذهبت اليه مسرعا وحكيت له مادار معى منذ تحزير ابراهيم السودانى حتى وصولى الى البيت فقال لى يا ولدى قلل شوية من الذهاب الى الصبحية ...البيت الكبير..وبلاش كتر كلام مع السودانى الكلام ده حكاه لك امتى؟ ظللت احلف انه لم يحكى لى شيئا واننى رايت الفتاة فربت على كتفى وقال طيب ...شوف يابنى الحكاية دى حكاها لى عمى مجمد شاهين زمان والبنت دى كانت بنت الخواجة ميخاليديس صاحب شركة الرخام وقتلها خطيبها هى وكلبها لانه كان بيغير عليها ولما ضربها بالنار هجم عليه الكلب وتعلق برقبته ولكن خطيب البنت استطاع قتل الكلب بطلقة اخرى رغم ان الكلب لم يتركه حتى مات ...تركته وقد اصبحت الحكاية اكثر تعقيدا لم يعطنى الحل رغم انه اكد لى صدق ما احكيه..
.................................................................
اصبحنا واصبح الملك لله ..دعاء كانت تقوله امى كل صباح .ثم تردف اصحى يا وله كفاية نوم قوم افطر .وطبعا كنت انط من فراشى والا...بعد ان افطرت وشرب الشاى باللبن المقرر يوميا قالت الساعة دلوقت تسعة انا لسة سامعة ربات البيوت ..كان برنامج يومى له مقدمه موسيقية مميزة.. نظرت اليها وهى تقول ابوك راح الشغل من بدرى وسعادتك نايم تشخر وانا العبد اللى ابوك اشتراهولك ابوك...كانت هذة طريقتها عندما تبداء ارسالى ...اى مشوار حتى لا اتزرع باى سبب لعدم الذهاب وكان فى يدها ورقة نقدية من فئة الخمسين قرشا وقى تقول لى خد هات اقة لحمة واقتين بطاطس واقة ملوخية وكمان اقة بصل واقة او اقتين طماطم هكذا كانت الاسعار قبل سنة 60 وقبل الغلاء واستبدال الكيلو جرام بالاقة وكان هناك فرق كبير فالاقة تعنى كيلو وثلث يعنى غلاء فاحش عندما ياتى الكيلو بنفس سعر الاقة عموما فاضل كام شهر مازلنا فى صيف عام 1959 اخذت فى يدى شنطة السوق وانا ادعو لله ان يعيننى على حمل هذة الاثقال وانا راجع .المهم انطلقت جريا الى السوق فقد كان فى راسى ان اذهب الى عم ابراهيم السودانى حتى القاه هو او ولده...اخترقت طريق اسطبلات الخيل الخاصة بعمر باشا طوسن وصولا الى سوق الغيط الصعيدى هذا كان اسم السوق ومازال بعد ان امتد حجمه الى عدة ازقة وشوارع وقمت بشراء ما كلفت به ورجعت وانا احمل طلبات المنزل ويكاد ظهرى ا ن ينكسر وصلت المنزل وانا اعلم انها كانت سترسلنى لشراء مانسيته وسالتها عايزة ملح؟ طيب عايزة جاز شريط لمبة اى حاجة؟ ر\دت لاء فاضل معاك كام؟ واعطيتها المتبقى وكان عدة قروش من الخمسين قرشا وطلبت مصروفى فانا نازل العب مع العيال فى الشارع ؟ اعطتنى قرشين وقالت اللعب يبقى قدام البيت ...قلت حاضر..وججريت ذاهبا الى منزل عم ابراهيم السودانى المطل على الترعة التى اختفت الان بعد ردمها الاهمال وقذارة البشر ما علينا وجدت ابن عم ابراهيم جالس وهو يمسك شاكوش ومسمار ليصلح رجل احدى الكراسى وما ان رانى حتى قال اهلا يا لولى انا عايز اعمل ذيل للطيارة النهاردة قلت له عندى زيل لطيارتى ساتى به لك...وفيما نحن نتكلم ظهر عم ابراهيم بوجهه الطيب وقال لى اهلا بابن الحبايب كيفك يا ولدى ؟ سلمت عليه وقلت له انا عايز اسالك ياعم ابراهيم فى موضوع قال اسال واجلس فجلست على دكة خشبية موضوعة امامه وقلت له امبارح انا تاخرت شوية وروحت البيت بعد المغرب...فقال طيب قلت وانا ماشى ؤشفت بنت شاددها كلب اسود ضخم وشعرها ذهبى ولكن وجهها مختفى وليس لها ملامح
قال عم ابراهيم هو محمد شاهين قالك الكلام ده امتى.؟ قلت له صدقنى انا لما حكيت لبلبا الموضوع ده قال نفس كلامك .قال طيب يا بطل انت جيت من نفس الطريق بتاع البت هى وكلبها قلت لا انا جيت من طريق الغيط ظل يضحك وهو يقول كمان طرق الغيط...دا انت عفريت كبير....قمت من مكانى غاضبا وانا اقول كلكم بتستهزئو بكلامى انا رايح البيت ....قال ضاحكا وبلهجته السودانية اقعد يابو شاهين
انا عارف انك بتتكلم جد لان عم ابوك سالنى عنك كذا مرة دليل انك ماكنتش هناك انت عايز تعرف ايه؟قلت حكاية البنت...قال بنت ميخاليدس هههههههه ده هكاية مطينة؟ البنت ده كان خطيبها ولد بيسكر كتير ومتنيل على عينه وكانت مسكينة راجعة بيت ابوها بعد ماكانت بتفسح كلبها اتجن وافتكر الكلب راجل وطلبع مسدس وضرب البنت طلقة جت فى قلبها فماتت فى الحال اما الكلب فتعلق برقبة الخطيب السكران حتى قتله رغم اصابته بطلقة ومن يومها بتظر وهى بتفسح الكلب بعد المغرب ...وعلى فكرة مش كل الناس بتشوفها قليل منهم زيك كدة...لنت عارف الشارع بتاع الغيط؟ قلت ايوة..قال فيه شجرتين جميز كبار طلعو هناك بعد موت البنت وكلبها ودول قدام قصر ميخاليدس...يعنى انت كنت ماشى قدام بيت البنت ....بس الموضوع ده له كتير قبل موت جدك الله يرحمه فرددت ورائه الله يرحمه. فقال والله مات وهو بطل ودى حكاية مش ممكن يحكيها محمد شاهين لانه من سنة ما مات جدك ما حكهاش لحد ..وتعلقت عيناى بوجه الرجل وهو يحدثى بلهجته السودانية .وانا اساله هو مات ازاى وهو اللى بيموت بيبقى بطل ؟ ضحك وقال ده حكاية تانى...حاقوله لك..بس اوعدنى لاتجيب سيرته لمحمد شاهين عم ابوك
......................................................................................
قلت لعم ابراهيم السودانى اوعدك ..قال اسمع يابنى ايام جدك كانت الناس غير الناس كانو فرسان ورغم فقرهم كانو اسياد .وجدك من النوع ده رغم انه مات وهو فى الثلاثين الا انك تحس انه عاش اكثر من عمر وشاف اللى محدش شافه ...انت فاهم كلامى ياولد ..قلت له ايوه يا عم ابراهيم كمل انا سامعك وفاهم كلامك كويس رد وصوته كله اسى...ياريت ياولدى تفهم كل كلمة با اقولها فى سنك ده المفروض تسمع حكاية امنا الغولة مش قصص... الاجداد لكن العمر مش مضمون وعلى فكرة ابوك نفسه مايعرفش حاجات كتير من كلامى...وقال بنفس لهجته السودانية انا اعرف جدك من زماااان ايام ماكان لسه مخلف عمك الكبير محمد وكان صاحبى رغم انى كنت صغير ومن عبيد الباشا الله يرحمه قلت له يعنى ايه عبيد؟ قال اسمع وخلاص لو كنت عايز تسمع المهم فى يوم كان شمسه جهنم وحار جدا وكنا جميعا بعيد تحت الشجر هناك فى جنينة الباشا وسمعنا صوت صراخ شديد من ناحية الحرملك قلنا يمكن فيه جارية عاصية وبتتادب ....نظرت له ولكنى عدلت عن السؤال مامعنى جارية عاصية. وتركته يحكى.....ولكننا لقينا شاب طويل وعريض ووشه شديد البياض مع حمرة وكان شايل بن ايديه اميرة من اميرات القصر وهى فى حالة وحشة خالص وعليها قفطان علشان يسترها ...المهم اتلم عليه الحرس وجائت اخت الباشا الكبيرة واخذت الاميرة والحرس مسك الشاب اللى هو جدك الله يرحمه قلت وبعدين؟ قال المهم ان حظ جدك كان كويس والباشا كان موجود وقال للحرس هاتو الولد اللى مسكتوه ..وجابو جدك علشان يساله الباشا ... ايه اللى عملته ده يا ولد ؟ فرد جدك اللى عملته ياباشا يعمله اى راجل حر.. و متهكما قال الباشا طيب قلنا عملت ايه ياسى حر؟ ابتلع جدك الاهانة ونظر الى الباشا قائلا يا باشا اسال سمو الاميرة مين خطفها ومين خلصها من اللى خطفوها؟ انزعج الباشا وكان رجلا رقيقا وذكيا ولكنه ثار وقال مين الكلب اللى عمل كدة وفى هذة الاثناء دخل احد الحراس وقال له سموك وجدنا اتنين مقتولين جانب سور القصر وواحد معلهوش هدوم...قام الباشا وذهب مسرعا الى الحرملك ولا ندرى ماذا قال للاميرة وماذا قالت له ولكن من الواضح انالاميرات اكدن كلام جدك ....ايه هو كلام جدى؟ سالته بفضول شديد قال عم ابراهيم انا كنت فى الخدمة مع واحد زميلى وسمعنا كل شئ قال الباشا عفارم عفارم عليك ياولد يا خليل اتت اللى قتلت العيال الجعافرة ؟ ورد جدك تمام يا افندينا ثم اكمل فيه اتنين هربو ناحية الملاحة فرد الباشا الملاحة تتحرق النهاردة...فقال له جدك ياريت تستنى ليوم تانى يا ولى النعم لانهم اكيد هربو ناحية غيط العنب ...المهم الباشا اتكلم كانه لم يسمعه وقال لبسو الراجل ده لبس عليه القيمة علشان يروح وهو شكله كويس ..واستاذن جدك فى الانصراف ولكننا لا حظنا كثرة تردده بعد هذة الحادثة على القصر بناء على اوامر الباشا وكان معع حميدو الفارس من بحرى وكان رجل قصير القامة لكن اللى ياخد ضربة منه باراس يروح القرافة على طول.....وضحك عم ابراهيم وقال يوم ولادة ابوك كانت الدنيا كلها مصر وبرد وفى اليوم ده كان رايح يجيب الداية علشان تولد مراته ...وكانت المنطقة خالية تماما من الناس ولانسمع الاصوت الريح والمطر وطبعا زى مانت عارف قصر الباشا كان قريب من عزبة الصبحية اللى جدك ساكن فيه المهم المهم ولما رجع جدك ومعاه الداية اخبروه ان جارتهم الرشيدية الجميلة تم خطفها بايدى الجعافرة بعد ان رفض ابوها تزويجها لاحدهم قذهب لبيت عم على الرشيدى ووجده يلطم خديه ويقول ياريتنى ماكنت رفضتهم ...جدك ردعليه قائلاخش بيتك ياعلى واعتبر بنتك عندك
.........................................................................................
قلت له وبعدين ياعم ابراهيم قال لى لم يشاهد احد جدك وهو يذهب الى الملاحة غير عبده الصياد وده كان راجل غلبان بيصطاد ويبيع السمك زى ما ربك بيرزقه وساعتها القى السلام السلام على جدك ولم يرد عليه كانه لا يراه...ولكن الجميع شاهد جدك قبل العصر يومها ومعاه بنت على الرشيدى وواحد من الجعافرة متكتف وكانت البنت سعيدة والجعفرى كله جروح وبعدين خرجت نساء بيت الرشيدى تزغرد وسلم لهم البنت وسحب الجعفرى الى قصر... البرنس عمر طوسن وسلمه للحرس ورجع ليرى زوجته اللى هى جدتك وكانت ساعتها ترقد وبجانبها طفلها اللى هو ابوك ومن يومها امسكت الغيرة بجدتك لان البنت الرشيدية كانت جميلة خالص اى والله يا ابنى المهم كانت جدتك تعمل مشاكل كل يوم. وتحملها جدك الى ان جاء يوم وارسلها لبيت اهلها ولكنها تركت المسكين ابوك المهم طلقها وتزوج هو الاخر من فتاة جميلة كانت تسكن عند فرن حبيب فى بحرى وجرة لحميدو الفارس فتوة بحرى وصديق جدك ولكن رغم جمالها كان قدمها عليه سيئ ..المهم اسمع للاخر اليوم ده اللى كان راجع من بحرى من عند العروسة الجديدة و ابوك سنه بلغ اربع سنوات وكان بيلعب امام البيت الكبير ولما شاهد ابوه جرى ناحيته واخذه جدك وخل البيت وبعدين يا ولدى الكل سمع صريخ من بيت الرشايدة فقلت له هو ايه حكاية الرشايدة ؟ قال البنت كان جمالها شوؤم خطفوها يوم دخلتها نفس الجعافرة ولكنه المكتوب يا ولدى لازم تشوفه العين المهم كانت لعبة علشان يسحبو جدك لعندهم ويومها كان عبدو الصياد قريب مما حدث وشاهدهم وهم يهجمون على جدك من كل جانب ويطعنوه بالسكاكين ولكنه ظل يضربهم بالمدرة بتاع المركب حتى موتهم ورجع تانى بالبنت الشؤم لاهلها وكان كل جسمه مغطى بالدماء ولفو جروحه على قد ماقدرو وايلغو البرنس وللاول مرة يدخل البرنس العزبة ومعه عربة اسعاف وكان معاه واحد اسمه فهمى عبد المجيد باشا اللى عمل مستشفى المواساة .نقلو جدك وكان يقاوم اصابته ولكنه توفى بعد اربعين يوم انا فى كلامى ياولدى نسيت اقولك ان البرنس كان بيعتق كل مدة شوية من العبيد وكنت انا صغير فى سنك كده والكلام ده بعد حادثة خطف الاميرة اوصى جدك البرنس ان يعتقنى لوجه الله فقال له ساعتقه ولكن خده وعلمه صنعة ياكل بيها عيش اخدنى وارسلنى للنجار سعدون صاحبه واوصاه بى خيرا واعطانى حتة الارض اللى عليها البيت ده ....مات صاحبى ومن علمنى الحرية وازاى اعيش يا ولدى والا كنت حاكون زى مليم اللى بينام فى النحش....فى الوقت ده كانت ام خليل جدك تبكى بدون ان يسمع لها احد صوت الا وهى تقول لمحمد شاهين عم ابوك يامحمد امتى حنعمل عزا اخوك وكان يرد دائما قريب قريب يا امه....زهقنا كلنا منه كان ياخذ البندقية الخرطوش التى يملكها جدك ...اه ه ه ياولدى كان الايام عادت وسكت ابراهيم السودانى وعيناه تدمعان وقد احمر بياضهما وبعد ان طال سكوت بداء يحكى فى الشهر ده كان البرد شديد وكل يوم ريح ومطر ولكننا وجدنا محمد شاهين يصنع طلقات الخرطوش بالمكبس اللى عنده ويضع بارود ورش اكثر وفى يوم قال لى يا ولة يا ابراهيم....رديت عليه وقلتنعم يا عمى قال انا عاوزك تروح تملا الجيركن ده بنزين وده جاز واوعى تغيب استغربت واحد اخوه مقتول له سنتين وعمال يصطاد بط وشرشير وغر وكانت هذة الطيور تاتى بكثرة فى الشتاء وجدك كان يهوى صيد البط بطيقة عجيبة وبعدين...اخد منى الجيركنين وقال لى روح انت يا ابراهيم....وفى الليلة دى شاهد الناس نار تاتى من الملاحة ونورها يشع على كل المناطق...وكان محمد شاهين قد سكب الجاز والبنزين على البوص المحيط بالاكشاك الى يقيم فيها الجعافرة واشعل النيران وكان معه بدقيتان واحدة لجدك والثانية لانعرف من اين جاء بها ولكن الغريب اننا لم نعرف حتى الان من كان يقوم بتعمير البنادق بعد ان تفرغ من الخرطوش قتل منهم الكثير واخذ بثار جدك ورجع ولكن وحهه ظل كما رايته يا ولدى لا يضحك ولا يبتسم الا ساعة ان راك ....المهم اتى الى امه وكانت لاتنام وسالته امتى يا محمد قال لها خلاص يامه خدي العزا دلوقت وزرغطت فى عبها بعدد ان شدت حلابيتها وزرغطت فى صدرها مرة اخرى وفى الصباح كانت تلبس لبس الحداد واخدت عزا ابنها لاول مرة
االتفت لى وقد امك بكتفى وقال اوع يا ولدى الكلام ده يطلع لحد انت فاهم اوعدنى وعدرجال قلت له وقد اشتعلت حماس اوعدك ياعم ابراهيم وكانت الدموع تنساب من عيناى....
...........................................................................
لم ادرى بعد هذا اللقاء وهذة الاسرار القديمة لم ادرى انها المرة الاخيرة التى ارى فيها عم ابراهيم السودانى الرجل الغريب المنظر والهيئة ولكنه طيب القلب لدرجة جعلتنى اتعلق به ولم احس برابط تجاه عم ابى قد يكون هذا لصرامته المفرطة لااعرف وانا انصرف تاركا السودانى قال لى حتمشى كدة من غير ماتسلم على ضاحبك ومد يده وضغط على يدى مودعا وقال مع السلامة يا ولدى خللى بالك من نفسك ..اخذت الطريق جريا الى من...زلى ولكن كان النهار قد انتصف ولم ارى اى شئ سوى عاملات شركة تجفيف البصل وهن فى فترة تناول الغذاء كان منظرهن يجعلك ترثى لحالهن ومنهن من تحمل رغيف وعليه قطعة جبن وبصلة ومنهن من جلست لتاكل وسمعت ساعتها اذان صلاة الظهر فطمان قلبى لان الناس كانت تتكلم ان العفاريت تخاف من ذكر الله المهم وصلت البيت وما ان شاهدتنى امى حتى قالت مالك يا ولد حد ضربك؟ والا اتعاركت مع احد؟ قلت لا قالت اما مال عينيك حمرة كانك كنت بتودع ميت اسمع خش الحمام اغسل ايديك ورجليك كويس واوعتنسى تغسل وشك...قلت حاضر فى هذا اليوم لم اخرج من البيت ولم اذهب لالعب مع رفاق اللعب فى الشارع بل كنت استمع لدقات الزار التى تحدث فى بيت الشيخ محمد المصرى وهو المنزل الملاصق لبيتنا وكان صوت مغنيات الزار يضحكنى بدرجة كبيرة رغم انى لم افهم كلمة واحد من غنائهن..نادانى عبد الديم ابن عم احمد جارنا وقال الولى تعالى انزل عايزك قلت طيب ولما نزلت بادرنى قائلا اسمع عايزك فى موضوع حيطلع لنا منه فلوس مش بطالة ...كان يكبرنى بسنتين ولكنى كنت الاكبر حجما وقال بصوت هادئ اسمع الولية فتحية بت الشيخ ..قلت مالها قل لى عايزانا ندفن دكر بط مذبوح اثناء الزار ونركب الترام ونترك جوز ارانب فى النزهة قلت له ليه؟ قال انت كل حاجة مش عارفها وتسال قلت طيب ياكلو البط والارانب احسن قال عبد الدايم باتسامته الشقية واحنا مالنا.. قلت له والكلام ده مش حرام كدة يبقى سرقة . رد ويعنى لماندفن البط يبقى حلال؟ فكرت فى كلامه وقال حاخد دكر البط وانت حاديك الارانب ..وانحاعمل ايه بالارانب ؟ سالته وحينها قال مالكش دعوة حنبيعهم فىه ولية فسوق الحضرة بتبيع فراخ وحتشتريهم بعشرين صاغ....مبلغ تمام ممكن اشترى بيه قصص وحتى جوز زغاليل من حمام الغية ...ولكن كلامه عن الاماكن التى سنذهب اليها والاستكشاف الجديد الذى سيتم فى عالمى شجعنى على قبول الصفقة ...وطلعنا لنقابل سيدة شكلها غريب والعروق تكاد تنط من وجهها وقالت لى ازيك يا لولى وازى امك كويس انك جيت خللى بالك من الولة عبد الدايم لم انطق واعطنتى ذكر البط وكانت تلفة فى قماش ابيض يسمى بفتة وبه خرشات بالدم ورسم نجوم خماسية فاعطيت دكر البط لعبد الدايم وقلت له شيل كنت اضحك رغم خوفى من الاسياد التى تتكلم عنهم السيدة التى اسميناها عفاريتو واعطتنى شوال خيش به زوج الارانب السود بلا علامة وشددت ادفن البط المتكفن ده فى جبل المواساة خلف محطة الحضرة للقطار وبعدين تاخدو الارانب تسيبوها عند انطونيادس ونظرت لى الولة عبده عارف...يللا روح معاه ونزلنا وكانت اللئيمة قد ارسلت ولد لمراقبتنا وقد كشفه عبد الدايم وقال لى تعرف تمشى على مهلك قلت له ليه؟ قال بعتين الولة سامى النتن علشان يراقبنا قلت له اتعارك معاه؟ قال بسخرية ياللا يافريد شوقى...وصلنا ناحية جبل المواساة وكانت هناك مستشفى تحمل نفس الاسم ..قال عدبه او ع تبص وراك وامسك ببفرع شجر جزورين كان فى ارض وقال احفر تحت الشجرة علشان ندفن دكر البط استغربت ولكنه كان يموه على الولد سامى الذى وصفه بالنتن وكان يحفر بجد حفرة بدت لى كبيرة ونظر وانا احفر كان سامى اختفى قلت له امال الوله سامى فين؟ قال غار واحنا بنحفر اسمع انا دلوقت حاطلع البط من الكيس واحطه فى كيس الاسمنت ده وحندفن البفتة ماشى؟ قلت ماشى انتابتنى نوبة ضحك غريبة قد ايه احنا عصابة نتنة ..ههههههههههههههه وقل بتضحك على ايه؟ يللا بينا وذهبنا لسيده طويلة القمة يسمونها اسم عجيب لااذكره وبادرتنا فيه ايه يا ولد ؟ فمال على اذنها ولا اعرف ماقاله لها هذاللئيم واخذت الارنبين وكان لونهما شديدا السواد واعطتنا خمسة عشر قرشا وهى تقول ثمنهم كدة قلت لها ماما بتشترى الزوج من الارانب ب اربعين قرش قالت روح اشترى ياروح امك انت هنا بتبيع....كنت اواجه حديث جديد بالنسبة لى فى لهجته وريقته الهجومية ثم قال ماشى يابنى انت حتقعد للصبح قلت ماشى.....كنت احس بجرم شديدوبان عبد الدايم ادخلنى عالم الاجرامعلشان خمستاشر صاغ نلف وندور واحفر فى التراب واموه على اصدقائى المهم قال عبده ياللا يالولى نركب التروماى قلت له ليه؟ قال يعنى الوقت اللى جينا فيه ده يودينا النزهة وجبل المواساة ياللا مشينا خلال السوق لنركب الترام وكانت التذكرة بقرش صاغ...ولم اطلب القروش من عبده فقد قاطعته من هذة اللحظة.......وصلنا فى نهاية خط التزهة للترام ونزلنا وتمشينا ناحية النزهة ثم رجعنا لنركب عربة ترام اخرى وطبعا كنت رميت الشوال عند سور النزهة ورجعنا وسالتنى السيدة المعروقة الوجه ...عملتو يالولى زى ماقلتلكو قلت نعم ورحنا النزهة كمان فى التروماى قالت شاطر.....ثم رجعت لتسال انت دفنت البط فين قلت لها عند الشجرة التالتة فوق الجبل قالت طيب.....كل هذا التدبير يخرج منا وجرى عبد الدايم ليعطى النقود لامه فقد كانت امورهم سيئة وبعد حوالى ساعة عاد من ارسلته ليحفر اسفل الشجرة حيث دفنا القماش الملطخ بالدماء وهو يقول اسياد اخدت اللى كانو طالبينه وظل يضرب كفا بكف بالسرعة دى اخدت الاسياد البط وسمعنا زغاريط لان الاسياد اصبحت راضية
..........................................................................
ودع هواك وانساه وانسانى عمر اللى فات ماحيرجع تانى .....كان حلم وراح انساه وارتاح ودع هواك ودع
كان الراديو يذيع هذة الاغنية فى الحادية عشرة صباحا ولا اعرف لماذا انقبض قلبى عند سماعها رغم جمال لحنها ولم تكن المرة الاولى التى اسمعها ولكن هذة المرة علقت بذهنى وخاصة لحنها تركت ما كنت افعله وتجاهلت نداء امى ان اغلق الراديو ولا ادرى لماذا اتجهت ناحية منزل عم ابراهيم السودانى وعند وصولى وجدت كثير من ا...لنسوة النوبيات المتشحات بالسواد وكانت اصوات نواحهن مزعجة بل مخيفة وسالت المهدى ابن عم ابراهيم فيه ايه؟ فرد ابويا مات يا لولى صاحبك مات جلسنا بجوار شجرة التوت انا وولدا السودانى ولم نتكلم وحتى لم ينظر احدنا للاخر كانت كلمات الرجل الاخيرة ترن فى راسى وبعد صلاة الظهر اتجهنا للمدافن لدفنه وهى المرة الاولى التى ادخل المدافن او الترب كما يدعونها وشاهدت كيف يدخلون الميت الى المقبرة ويغلقون عليه المقبرة ووقفت اردد ما اسمع من دعاء ولا اعلم كيف عرف الناس بخبر موت الرجل وخاصة ابى ورايته يبكى على عم ابراهيم وربت على كتفى وانصرفنا ...وشاهد الحنوتى ابى يبكى فاتجه اليه وهو يقول دنيا محدش واخد منها حاجة ..فاعطاه ابى بعض النقود التى اخذها وانصرف وجاء اخر من صبيان الحانوتى وهو يردد نفس الكلام وعطاهم ابى مافيه النصيب كما قال والدى وانا اساله ولكنه قال دى رحمة ونور على روح كل اموتنا ياللا بينا انا ورايا شغل وانت روح على البيت بسرعة واخبر امك انى ساسافر كانت الساعة قاربت على الثالثة ووجدت امى تقف فى شرفة المنزل وهى تنظر بقلق وتسال احد الاولاد عنى وهل رانى ولما شاهدتنى دخلت وانا اعرف ما ينتظرنى وبادرتنى بالسؤال .كنت فين يابنى والله حرام اللى بتعملوه فيا ده ...فى كدة من صباحية ربنا وانت مختفى من الشارع وكل ما ايال حد يقول ماشفتهوش..حرام عليك واخذت تبكى قبل ان اشرع فى الاجابة ولم انصرف من امامها ونظرت الى متفحصة وقلت عم ابراهيم السودانى مات وكنت انا وبابا فى الترب...قالت مين السودانى ده؟ قلت قريب جماعة البر التانى وقبل ان اكمل بادرتنى بسؤال اخر وابوك عرف ازاى ومين قاله فى الشغل؟ قلن انا ماعرفش قابلنى فى الترب وقال انه مسافر النهارده....كررت نفس العبارة المشهورة ما انا العبدة اللى اشترتها انت وابوك طيب لو ماقابلتوش فى الترب كان مين حيقوفلى انه مسافر هه؟ قلت لها اكيد كان حيجى يقولك انه مسافر السويس....قالت طيب الاكل عندك على التربيزة اغسل ايديك وكل واخذت تتكلم بكلمات لم افهمها لانى كنت ابتعدت عنها ....كم انا فى شوق لهذة الايام كانت تخاف على خوفا شديدا وكنت اعرف انها تحبنى اكثر من اخوتى
...............................................................................................
 

كنت اذكر كلام عم ابراهيم السودانى لى عندما اساله على شئ لا استطيع فعله فكان يقول لى اذكر الله...ولا ادرى ان كان يهرب من الاجابة ام ان ذكر الله سيحقق ما اتمناه كان ان يؤثر فى دون ان ادرى ولكنه لم يقل لى كيف اذكر الله وكنت فى هذة الايام قذ اقترب سنى من الثانية عشرة .. المهم فى هذا اليوم استيقظت مبكرا على غير العادة وكانت امى قد صلت الفجر وبادرتها بالسؤال اذاى اذكر الله؟ قالت قول يارب...قلت بس... كدة؟ قالت وهى تبتسم ايوة كدة حبيبى اتوضا وصلى الفجر وبكدة تذكر الله ...فاحضرت كتيب كيف تتوضاء وتصلى وقرات بسرعة كيفية الوضوء والصلاة واخذت اكرر القراءة وقمت فتوضيت وصليت ركعتى الفجر .وفوجئت بامى تنظر الى وتبتسم ابسامة كلها الرضى ...وجلست بجانب الرديو وكان المذيع يقول صوت العرب من تالقاهرة...قالت وطى الراديواخوتك نايمين قلت طيب وخفضت صوت الراديو او المذياع اختار انت....وسمعت اللحن المميز لصوت العرب وهو يقول امجاد ياعرب امجاد فى بلادنا كرام اسياد امجاد يا عرب امجاد واعلن المذيع عن المقرئ الذى سيتلو ماتيسر من القران ثم برامج شرح واحاديث نبوية واغانى ام كلثوم وهى تغنى يا صباح الخير ياللى معانا الكروان غنى وصحانا ...والعجيب اننى لم ارى الكروان ولم اسمع صوته للان وقفت فى شرفة المنزل وكانت العاملات والعمال الذين اوجد لهم عبد الناصر فرصة عمل قد بداءو يفى التوافد فى طريقهم الى العمل كل حسب مصنعه ولكنهم كانو يشترون طعام الافطار من عم كمال ابو القبارى وكان رجل طيب كمعظم من عرفت من الناس فى هذة الفترة....كنت اريد الذهاب الى منزل السودانى ولكنى تذكرت انى لن اراه مرة اخرى فقد مات ...فحزنت وكانت اول مرة اجرب تجربة فقدان صديق عزيز فقد كان الرجل لايعتبرنى طفلا بل رجل صغير ويجب ان اعرف من اسباب الحياة ما استطع فهمه فى سنى هذا... قاربت الساعة العاشرة وقررت الذهاب لشراء كتاب مستعمل او احدى الروايات وكنت غالبا استبدل الروايات من رجل فى شارع الترام بمحرم بك والعجيب ان الرجل عندما يمسك اى كتاب تحس انه قرائه ويعرف مافيه وفى طرقى قابلت زميلى فى المدرسة صديقى الساخر سامى فلتس وظل يتحدث عن معظم المدرسين ويضحك وسالنى على فين؟ قلت رايح اشترى رواية او استبدل حاجة من دول واشرت الى ما امسك من كتب؟ قال ابن حلال انا عايز اغير كام كتاب استنى شوية حاروح اجيبهم واجى معاك... كنا نقف امام فيلا مهجورة مغلقة يسمونها بيت القاضى...ودفعنى الفضول للنظر داخل الفيلا كانت الورود قد جفت وصارت ارضة متربة وحتى باب الفيلا النحاسى كان مترب ..بشكل واضح وقد علا الصداء معظم الابواب ومفصلاتها...نظرت واذا بالسور الحديدى فرع من حديد السور وقد انهار بفعل الزمن والصداء فدخلت منه واخذت اتجول فى الجنينة ...وعندما رجعت للمكان الذى دخلت منه وجدت الباب مفتوحا فصعدت الدرج ونظرت كانت الفيلا من الداخل مفروشة على احسن مايكون ولكنها تنقصها الانارة بفعل غلق النوافذ والابواب وانتبهت على صوت سيدة تقول تعالى يابنى عايزاك تعالى ماتخافش نظرت فوجدت سيدة جميلة تضع وشاحا على كتفيها رغم ان الوقت كان صيفا وكررت كلامها تعال ياحبيبى خد الطبق ده وخد القرشين دول وهات فول ورغيفين وتعال قلت طيب كان الشارع الضيق القصير الذى يربط بين موقع فيلا القاضى ودكان الفول قريب ذهبت واشتريت للسيدة ما ارادت ورجعت ولكنى وجدت قط شكله غريب ويموء مواء اغرب ثم سمعت صوت السيدة تقول حط الفول عندك والعيش وتعالى...وضعت طبق الفول والرغيفين فوق ترابيزة صغيرة .
.ولا ادرى لماذا تذكرت كلام عم ابراهيم السودانى وهو يقول لى اذكر الله فوجدت نفسى اقول لا اله الا الله ...ودون ان ادرى ايضا وجدت نفسى اقراء سورة الاخلاص وتراجعت الى الباب واخذت اجرى الى فتحة السور فلم اجدها فتسلقت السور خارجا من فيلا الرعب هذة ..واذا بى اجد سامى فلتس يقولى لى انا بحسبك مشيت كنت حارجع البيت...قلت له لاء واخذت احكى وهو مندهش ..البيت فاضى من زمان ومغلق ايه اللى دخلك هنا...الفيلا دى مسكونة وابونا قال لى اوع ندخلها .

......................................................................................

...انت فاكر المسكينة اللى العيال بتعاكسها؟ قلت لسامى مين؟ قل بهية المجنونة ..قلت مسكينة الله يرحمها من اللى هية فيه قال انت عارف سبب جنونها ايه؟ حاعرف منين؟ رديت عليه وانا انظر خلفى لفيلا القاضى قال وهيبة زماان كانت بنت جميلة وكان اخوها الكبير محامى يعمل عند القاضى بعد خروجه من الخدمة واشتغاله بالمحاماة وكان اخوها هو من يقوم بكل اعمال المكتب تقريبا وزى مانت شايف بيت وهيبة قريب من فيلا القاضى فار...سلها لتاتى ببعض الاوراق المهمة ومن يومها وهى على حالها من مهاجمة الناس او الضحك والبكاء بلا سبب وفى نفس الوقت مسكينة والله ...قلت ضاحكا اكيد راحت اشترت فول وعيش ورد على سامى انت ايه اللى دخلك ده حتى يبقى عيب وحرام عند المسلمين اننا ندخل بيوت غير بيوتنا دون استاذان صح؟ قلت صح ...الله ينور يا شيخ ابن ابى فلتس ... ورد سامى ماتنساش تبعت لى رواية من عندك واول ما اخلص قرايتها حابعتها لك ..قلت زى مانت عايز كان صديقا صدوقا ولكنه كان الاكثر شكا بين اصدقائى ولا اعرف كيف ذهب وحقق فى صدق كلامى بالنسبة لداخل الفيلاوما رائيته بداخلها لكن منظر القط السيامى كان يستحوز على افكارى .....ومازاد الطين بلة سماعى دقة طبول الزار ودفوفه وكان هذا فى الواحدة ظهرا عقب وصولى للبيت فقد كان بيت السيدة صاحبة الزار ملاصق لبيتنا كان صوت طبول الزار مزعجا ولكننا كنا نضحك عليه وكان هناك بعض الصبيى يرقصون على نغمته فى الشارع امام منزل الخالة فتحية صاحبة الزار ومرت سيدة ونهرت الاولاد قائلة امشى يا ولد احسن تغضبو الاسياد واهاليكم غلابة امشى ياولة منك له ولفت ملائتها السوداء حول جسمها السمين وهى تطرقع بما تلبسه فى رجليها ولا ادرى ان كان شبشبا او قبقاب خشبيا..انصرفت وهى تقول باستغراب عيال اخر زمن بيجيبو البلاوى لاهاليهم... لولى اخذ عبد الداين ينادى ويصفر عسى ان ارد عليه فيبدو ان عنده عمل وهو دفن الطير المذبوح واطلاق سراح الارانب فى حديقة النزهة...كان عبده هذا لايذهب الى اى مدرسة ولكنه كان تلميذ بمدرسة الحياة بامتياز وما ان سمعته امى ينادى على حتى قالت ايه اللى جاب الشامى للمغربى ..انا مش قلت لك تبعد عن الولد الصايع ده ؟ انت خلاص مش نافع لما يجى ابوك يوديك ورشة بلا وجع راس ...فقلت انا عملت ايه دلوقت قالت وكمان بترد عليا واصابنى احد شباشبها الطائرة ..ونزلت جريا الى الشارع وانااتصنع الهرب منها ولكنى كنت اخاف حقييقة ان تعلم ماذانفعل بطلبات الاسياد الخاصة بالست فتحية جارتنا المسكينة ...وعند مقابلتى للمدعو عبده قلت له انا حاقول لهم على كل اللى انت عملته ..رد ما تقدرش لاننا شركاءفى اللى عملناه وحاقول انك بعت الارانب قلت ولكنك عارف انى لا بعت ولا اشتريت زفت ارانب قال نذهب هذة المرة وخلاص بعدكدة حاشوف حد غيرك...بادرت الى الهجوم لانه لن تكون هناك مرة اخيرة وسيخترع اشياء اخرى وقد تكون اجرامية ...المهم صعدت الى حيث يدقون الزار وقلت للسيدة الكودية او رئيسة الزار وقلت لها فى اذنها ان الاسياد اتو الى امس فى المنام وحزرونى من حمل طلباتهم من الست فتحية ...تعمدت ان يكون صوتى عاليا لتسمعه ام امين اخت الست فتحية وفعلا قالت لى روح روح يا ولة حرام بدل مايتلبس ده لسة صغار يا ولداه كانت تقصدنى طبعا بالكلام وانصرفت وعندما صعد اليهم عبدوه قالو له الا ياخذنى معه لان الاسياد لاتريد ذلك وستغضب وان امه لن تتحمل غضب هذة الاسياد...........................................................................

.....................................................

فى هذا اليوم لما عدت الى البيت وجدت امى تقوللى اسمع يا لولى قلت متسائلا نعم؟ قالت حضر نفسك بكرة حنروح كلنا عند نينة فى باب شرقى . قلت لها لكن روما بيتعارك معايا كل ما بروح هناك وانتم بتضربونى انا مش رايح قالت طيب مشى البيت على مزاجك اسمع ملاكش دعوة بيه ده مهما كان خالك ههههههههه نعم كان خالى اكبر منى بتلات اربع سنوات ولكنه كان قصير القامة ودائم التزمر وطلباته من امى ونينة كما كنا نطلق على ...جدتى لاتنتهى بالاختصار عيل اخر دلع بلغة هذة الايام وكان يمنعنى من الاختلاط باصحابة الا حمزة وهو صبى نوبى ابن احد البوابين وكان يسكن فى احدى الفيلات المملوكة لرجل ايطالى اسمه كوستا او الخواجة كوستة المهم سكت على مضض منتظرا ان ياتى ابى ليلغى هذة الرحلة ولكن الفشل كان حليف افكارى ولم ياتى ابى وفى الصباح بعد البستنا افضل ماعندجنا من الثياب ووضعت فى شنطة كبير ملابس نوم لنا وبعض ملابسنا الداخلية قلت خلاص احنا مسافرين وكان شبشبها يسبق الكلام وقالت روح هات حنطور وخللى بالك من السكة... زهبت لموقف الحنطور وكان بجانب موقف التاكسى بجانب المستشفى الايطالى ولم اجد سوى عربة حنطور واحدة وكان الحصان الذى يجرها ليس افضل حالا من العربجى الذى كان يسعل بشدة وهو يدخن سيجارة انتظرت قليلا حتى انتهى من فاصل السعال وقلت له عايزينك يا اسطى بدون ان ينظر الى قال اركب فركبت بجانبه وانا سعيد لانى كنت اتصور نفسى من يقود الحصان وما ان وصلنا الى منزلنا حتى اشرت الى البيت وقلت هنا يا اسطى وشد لجام حصانه وهو يقول للحصان بس هنا وهو يمط الكلام بطريقة مضحكة نسيت رفضى لهذة الزيارة ونسيت خالى روما وهو اسم كانو ينادونه به رغم ان اسمه حسين مش مهم.....وضعت امى اشيائنا ووضعتنا فى الحنطور وجلست بجانب العربجى وهنا شخطت امى كالعادة وقالت انزل اقد جنب اخواتك قلت طيب قالت بتبرطم تقول ايه؟ قلت ولا حاجة وهنا تدخل العربجى العجوز وقال ماينفعش يا هانم يقعدغندك معاكى حاجات كتير حيقعد فين؟ قالت ملكش دعوة واطلع يا اسطى المهم مشى الحصان وكان يجر العربة بصعوبة بالغة .واخيرا وصلنا عند بيت نينا والخال روما وجدى احمد وكنا يوم الاحد و شارع الفراعنة حيث منزل الجد ونينة كان الشارع خاليا رغم اقتراب الساعة من العاشرة صباحا وقف العربجى بالحنطور قائلا لحصانه هيسسسسسسسسس ووقف المسكين وهنا قال الرجل اتناشر صاغ يا هانم قالت المشوار ده بتمانية صاغ خد العشرة دى واتفضل لم يتكلم الرجل اخذ العشرة قروش وانصرف هو وحصانه... انزلت حاجيتنا قبل انصراف الحنطور ودخلت منزل جدى وكانت امى تساعدنى فى حمل حقائبنا وبعد القبلات بين امى نينة وسؤالها عن ابوها وهى تعلم انه ذاهب ليصطاد سمك فى الميناء الشرقية منطقة السلسلة كما هى عادته يوم الاحد وتركتهم وجيت ناحية الشارع وكان هناك رجا عجوز يوناتى ومعه بنت فى مثل سنى وكان هو يحمل صندوق البيانولا وهى تمسك بدف صغير مزخرف كان شكلها جميل وهى ترقص وتضرب الدف بيدها والارض برجليها والرجل يضع حديدة معقوفة فى الصندوق ليصدر من الالحان ماترقص عليه وكان الشارع به قليل من المارة فاعطاهاابعضهم قرش او تعريفة اى خمسة مليمات اما انا فلم يكم معى شيئا لاعطيه لها ...فاكتفيت بالتصفيق وهذا ما لم يكن يريده الخواجة كما كانو ينادون اى اجنبى... انصرف رجل البيانولا والبنت الجميلة بعد اداء عرضهم وكان الرجل منحنيا للامام وهو يحمل صندوق البيانولا الخشبى الاسود المزخرف بالرسوم الذهبية .. وبينما بداء رجل البيانولا بالابتعاد جاثت شلة روما خالى القصير ومعهم حمزة ...وظهر على وجهه عدم الترحيب بى فتجهت الى حمزة وسلمت عليه بحرارة كما كان يشد هو الاخر على يدى وينظر الى روما ويضحك

..........................................................................

...فى هذا اليوم حدثت حادثة غريبة وخطيرة الحادثة كانت مع حمزة المسكين فقد كان ينزل الى البالوعات التى كانت بجانب كل رصيف كانت بالوعات لتصريف الامطار كم كنتى جميلة يا اسكندرية المهم نزل حمزة ليجمع صراصير لزوم الططم لاصطياد الدقانيش التى كانت تاتى صيفا الى مصر وكان يبيع الصرصورين بخمسة مليم وكانا فى زمن الدقانيش كانت تهاجر الى مصر طيور كثيرة منها فى الشتاء والاخرى فى الصيف المهم نكمل نزل حمزة واغلق...و عليه البلوعة وما ان اغلقوها حتى اتت سيارة ووقفت فوق البالوعة والبقية كانو بيلعبو كورة فى انتظار خروج حمزة بالصراصير لزوم الدقانيش ظل يصرخ وهو لايرى الا اسفل السيارة التى تربض فوق صدره وعندما اتى اصدقائه كانو يضحكون على حمزة وكان مهناك من ينعته بالصرصار الكبير كل هذا وانا لا ادرى لماذا ينظرون اسفل السيارة ويضحكون ذهبت وقد دفعن الفضول لارى ما يضحكهم ولكنى صدمت لانه كان من الممكن ان يموت بسبب هذة الشلة الكئيبة وكنت اعرف مكان صاحب السيارة فكان يسكن فى فيللا قرب اخر الطريق وذهبت جريا الى مكان الرجل فوجدته يتحدث مع الجناينى ويبتسم فقلت له ياعم الحق الولة فى البوليعة كل هذا وانا لا اعرف كيف اصف للرجل موضوع البالوعة وحمزة الى ان تدخا الرجل الجناينى وقال على مهلك يابنى احكى بالراحة فاخذت اتكلم بسرعة وفهم صاحب السيارة ان هناك جناية تنتظرة اسفل السيارة فانى من يدى واشار للجناينى ان يتبعه وان يترك ما بيده الان وما ان وصلنا حتى نهر اصدقاء حمزة وابعدهم وحرك السيارة للامام وجرى الرجل والجناينى ليفتح غطاه البالوعى ولولا فضل الله لكان حمزة من بين الاموات ساعة وصولهم اخرجو حمزة وكانت رائحته رهيبة فقلت له خدهم بالحضن والله يستاهلو حضن منك دلوقت والريب انه كان يضحك وانصرف صاحب السيارة لحاله هو والجانينى والغريب ان حمزة كان ممسكا بكوز صفيح مغطى بورقة قذرة وطبعا كان بداخل الكوز ما انزله الى البالوعة واخذ يبيع لهم هذا يريد صرصار وهاذا اتنين وهذا اربع حتى اتى على كل ما معه قلت له لازم تصطار بالصرصار قال لى اصل الصرصار حركته كتيرة وبيخلى الدقنوش يطمع فاول ما يجى ياكل الصرصار يمسكه الفخ ..قل له لكنى شفت الراجل بيصطاده بلحفار او المخيط قالى الحفار اجيبه منين؟ قلت من عند الترعة ..اما المخيط فياريت تشتريه من المنشية وهو عود تربطه فى فرع شجرة وتجلس بعيدا حتى يقف عليه اى عصفور تيجى تشيله وتستنى غيره ضحك كعادته وقال لا يا عم الصرصار احسن...على الاقل باطلع منه بشوية قروش قلت له روح استحمى قال ليه؟ قلت له ريحتك ياحمزة تطف الحمار قال الحمار .هنا مفيش حمير خلاص اقعد شوية فى الهوا وكله يبقى تمام..تركته مودعا وذهبت الى بحيرة الشلالاات لاتفرج على البط والاوز وهو يسبح فى ماء البحيرة الصناعية التى كانت اسفل كازينو الشجرة وتم تخريبه الان... كان الوقت عصرا عندما رجعت فوجدت جدى قد عاد من رحلة صيده للاسماك وكانو يحضرون الغذاء وهو يشرب كوبا من الشاى وقال لى عامل ايه يا لولى ازيك يا ولد رددت عليه تحيته وانا افكر فى النزول الى الشارع مرة اخرى كان الجميع منشغلين عنى وانا كنت افكر فى زيارة ام ميمى جارتهم اليهودية العجوز ...ونزلت السلم مسرعا كعادتى وسمعت امى وهى تقول مش عارفة الولة ده طالع مجنون لمين وضحكت ضحكة حنونة ....وصلت منزل ام ميمى فوجدته مففل بقفل كبير وعندما سالت البواب النوبى هى ام ميمى فين قال لى بلهجته النوبية ده سافر من زمااااااااان ابنه ميمى جه واخده معهاه وراح اوروبا
ثانى اصدقائى يرحل بعد عم ابراهيم السودانى فقد كانت طيبة معى ةكريمة لابعد الحدود اسمع قال البواب انت الولد لولى صح قلت له تمام قل هو قبل ما يسافر ساب لك شول كبير كله لعب وقال اوع تديه يابو خطاب لاحد غير الولد لولى وقالت اوع تديه لروما القصير...وضحك ابو خطاب قائلا الولة رومة متدلع شوية ...قلت له ممكن تخلى الشوال عندك كام يوم قال وماله كانك لسة ماتعرفش ...ولد عجيب العيال بيفرحو بالهدية وانت تقول خليها شوية يااساتر عيل عجيب وكت ثم قال عنك حق انت خايف الا الولد روما ياخده منك..صح قلت له صح رجعت وان حزين ولا اعرف لماذا وقلت لامى عاوز اروح بيتنا ...قالت لنينة مش قلت لك مجنون من شوية كان بيلعب ويتنطط دلوقت عايز يروح ...ثم قالت اسمع فيه فيلم بتاع وزارة الثقافة بيعرضوه النهاردة فى الشلالات بعد العشاء قلت لها انا بروح سينما الحلمية والحضرة فيها افلام احسن قالت طيب اتغدى وبعدين نشوف

 ...................................................................................

بعد ان تناولنا الغذاء تمكن منى سلطان النوم ونا طول عمرى اول ما اكل السمك بنام .... نمت الى مابعد العشاء ولا اعلم لم تركونى نائما كا هذا الوقت خاصة ان امى كانت تحذرنى من النوم ساعة المغرب وساعة صلاة الجمعة ... كانت ام كلثوم تغنى وصوتها ينساب من الراديو اغنية جميلة كنت لا اعرف معنى كلماتها ولكن نبرات صوت ام كلثوم وموسيقى الاغنية كانت تشدنى مدام تحب بتنكر ليه داللى يحب يبان فى عنيه ...جميلة ام... كلثوم كان جدى يلبس الطاربوش و يقوم بوضعه باوضاع مختلفة ويحضر المنشة التى كنت اضحك على من يحملونها وعلى من يلبسون الطربوش ولكنه كان من لزوم شيكة العصر فى هذة الايام انصرف جدى لشانه وانا جالسبجانب الراديو اسمع صوت العرب فقد كانت محطتهم المفضلة وغير مسموح لى بتحريك مؤشر الراديو حتى لا افسده حتى اللمس كان ممنوع اسمع او امشى بعيدا طفل هذة الايام مدلل جدا وطرق تسليته كثيرة ولكن فى هذة الايام سنة 59 الموجود كان اما اللعب او الاستماع للراديو احيانا كانت فيه موسيقى عيب اللى فى سنى يسمعها طيب اتخمد انام كان ابى يسلينى وهو فى الاسكندرية كذلك كتبى والرويات العالمية المترجمة ...جلستهم غير مسلية ..ابعد عن الراديو لا تجلس مع الكبار انت رايح فين الساعة دى؟ اوامر المنع كثيرة ولا اجد لها سبب وفى هذا الوقت نت فى راسى فكرة قلت لامى انا رايح مشوار قالت فين الساعة دى كانت الساعة التاسعة مساء قلت لها انا رايح اقعد على القهوة ...وكانى رميت قنبلة قهوة ؟ قهوة اية اللى عايز تروحها واشتركت نينا فى نفس المعزوفة عيب يالولى حد برضو يقعد على القهوة انت صحيح مامتك نسيت تربيك...قلت لها وهى كانت مامت جدو نسيت تربيه؟ كانت قنبلتى الثانية....وفوجئت بضربة على فمى اسالت الدم منه وكانت من امى انا صحيح معرفتش اربيك...لم اكن اشتم جدى ولكنى كنت اتسال فقط وقلبت الزيارة الى نكد رسمى قررت ساعتها ان لاادخل هذ ا البيت وكنت عنيدا قمت فى هدوء وكان فمى يؤلمنى ومازال ينزف ودخلت الحمام لاغسل الدماء التى سالت منه ودخلت الى مكان ملابسى ولبستها وانسللت الى الطريق وماما ونيتة فى نقاشهم التربوى كنت اعرف الطريق الى منزلناولكنه مغلق الان ومنزل جدتى لابى لا نذهب اليه رغم قربه بسبب صراع الحموات وزوجة الابن طريق تانى مغلق طيب منزل جد امى ويعيش فيه اخوالها فكرة لكنى غير متعود على الذهاب الى هناك يبقى مفيش غير بيتنا انام فوق السطوح مش مهم الفراخ ولكنى ساكون بجانب الجمام الذى احبه فقد كنت اربى مجموعة من حمام الغية ...كدة كويس اخذت امشى فى الطريق الذى ياتى منه الحنطور مع انه كانت هناك اكثر من طريق مختصر ولكن حتى لايطول بى الوقت وان امشى وحيدا واحس باهانة شديدة كانت امى تضربنى صحيح ولكنى لا اهتم فان اشعر بحبها لى ولكن امام نينة لا كتير...صعدت الى سطوح منزلنا وجلست على صندوق كنت اضع فيه الذرة والفول لاكل الحمام ...ومع تقدم سا عات الليل وتفكيرى فى الاهانة احسست بطول الساعات لعدم استطاعتى النوم .فقمت لاتمشى لانظر على الطريقاف بيتنا وكانت كلبتى محبوسة داخل البيت للحراسة و احست بوجودى فاخذت تنبح بشدة وانا اقول لها اسكتى يابلبل فتسكت قليلا ثم تعاود النباح ويبدو ان احد الجيران شاهد خيالى فوق السطوع فاخذ يزعق حرامى حرامى وذهبت لانظر وهم يشاورون على اهو فوق السطوح الحرامى بيبص على الشارع لازم خايف من الكلب كانت احاديث الناس هكذا وصعد اشجعهم اعلى السطوح وكان فى يده عصا ضخمة لو طلتنى ضربة منها لارسلتنى الى القبر بسرعة البرق قلت له ياهم انا لولى قال لولى مين ياروح امك اطلع ورينى نفسك فخرجت وسالنى الرجل فجعتنا يابنى احنا شايفينكم بدرى فى الحنطور ايه اللى جابك وحدك قلت انا مستنى بابا علشان يعرف اننا عند نينا ...اخذ الجيرانكل واحد بريد دعوتى الى بيته حتى الصباح ولكنى شكرتهم جميعا وقالولى اتنت مش خايف من الحرامى قلت لاء مفيش لا حرامى ولا عفريت وتركونى انتظر ابى.....ولكنى ذهبت فى ضيافة سلطان النوم وانا جالس على الصندوق

......................................................................................

.....................العن شئ ان يصحو الانسان من النوم ليجد الشمس فى عينيه هذا ما احسست به كان الجو العام هادئ الا من صوت الدجاج و هديل الحمام غسلت وجهى من مسقة الحمام لكى استفيق وتذكرت ان فى الصندوق قروش كنت اوفرها لاشترى ما احتاجه ويبدو لن هذا وقت الحاجة لها مددت يدى داخل الفول والزرة لاجد المنديل الذى كنت الف فيه القروش فافرغتها فى جيبى ونزلت الى الطريق لاتناول الافطار عند اول مطعم او لبان وفى هذة الايام كان ...اللبن من ارخص مايمكن شراؤه وكان هناك لبان قريب فذهب وطلبت منه رغيف قشطة بالعسل وكوب لبن وكان صوت فؤاد المهندس ينساب من خلال الراديو قائلا كلمتين وبس .. افطرت على مهل وشربت كوب اللبن ولكنى لم انسى الضربة التى تلقيتها من امى امام نينة فقلت للرجل كم الحساب قال لى خمسة تعريفة رغيف القشطة ب15 مليم اى تلاتة تعريفة وكوب اللبن بقرش صاغ يعنى عشرة مليم ..تصورو دفعت للرجل وانصرفت كان هواء الصباح يجعلنى استفيق وافكر ان ما افعله ليس الصواب .. ولكنها كرامتى الجريحة كنت فى حاجة ان اجد اتكلم معه...كنت فى طريقى الى محرم بك دون ان ادرى وانا فى شارع الرصافة قابلت حلاق المنطقة عم سيدهم كان يحلق لى ولولدى واخوالى وما ان رانى حتى بادرنى بالسؤال كنت فين يابنى العيلة كلها بتدور عليك تعالى احكى لى فيه ايه؟ قلت مافيش ..رد ثوانى اجيب كوباية الشاى وجلس بينى وبين الباب وماهى الادقائق حتى رايت احد اخوال امى وكان رجلا طيبا واخذت احكى له وهو يوافقنى على ان كل افعالهم خاطئة ..واخيرا قال بس ماكنش لازم تسيب البيت عيب اوى كنت حتروح فين ؟ مع عصابات لم السبارس؟ والا تلميع الجزم؟ كان هناك اطفال كثيرون يلمون اعقاب السجائر كانو يسمونها سبارس...واردف قائلا لا انت عندنا اكبر من كدة بس كنت فين؟ قلت كنت فوق السطوح ..وحكيت له كيف ان الجيران كانو يحسبونى لصا وكنت حاكل علقة كعلقة البغل الحرون ..وضحك ضحكته الهادئة ...وقال تعال معايا يللا ..وقال موجها كلامه للحلاق شكرا يا سيدهم ...فهمت ان الحلاق هو من دلهم على مكانىوانصرفت مع عم احمد خال امى كان متزوجا من سيدة لبنانية مثال للطيبة والحنان وبادرتنى هى الاخرى كنت فين يا لولى ؟ هما ولاد الناس يعملو كدة؟ تفطر ايه ؟ قلت انا فطرت قشطة بعسل النحل و شربت لبن قالت طيب ات النهاردة معزوم عندنا..كنت خجلا من هذا الوضع وفى نفس الوقت اريد ان انهيه باى شكل كانت بداية التعب من قلة النوم تظهر على وجهى ونمت وانا اكلمها...وتركونى نائما وقد اغلقو باب الحجرة فى هدوء حتى لا يزعجنى احد وحوالى الظهر استيقظت على اصوات عالية والخال الطيب لامى يقول لها الولد حساس واوعى تضربيه قدام حد فاهمة ؟ لم اسمع صوت امى فقد كانت الدموع تخنق صوتها وقالت تصورت انى مش حا اشوفه تانى احنا بندور عليه طول الليل والباشا نايم هنا .قال مكانش هنا كان فوق سطوح بيتكم ... ودخلت امى حيث كنت انام واخذتنى فى احضانها ...اول مرة تعملها كانت لاتعبر عن عواطفها تجاهنا ابدا ولم نتعاتب رغم انى كنت احاول ان اشرح لها اننى لم اكن اقصد اهانة احد ...ولكنها كانت ترد خلاص... ذهبنا الى منزلنا فقد قررت الااذهب مرة اخرة لبيت نينة ... وحضرت نينا وجدى ليطمئنا على ومازالت نينة مصممة على ان تربيتى غلط وان امى لم تستطع تربيتى واننى قريبا ساكون من صيع الاسكندرية كانت لها وحهة نظر سيئة تجاهى ... تركتهم وصعدت الى السطوح وصعدت امى خلفى وقالت وبعدين ..خللى يومك يعدى ..قلت حاضر ونزلت معها ....كان الجميع يتكلم وتركتهم وانزويت فى جانب اقراء ولم تتركنى نينة فى حالى وقالت عيب تقرا وانت جالس مع الكبار ..قلت ماليش دعوة بكلام الكبار وتذكرت الضربة التى ضربتها امى لى عندهم فقمت خارجا الى حجرتى

...............................................................................

مرت الايام وانتهت الاجازة الصيفية ورجعنا لايام الدراسة وكنت قد خلعت المريلة تيل نادية ذات اللون البيج الفاتح واصبحت اذهب الى المدرسة بالبنطلون والبلوفر وتحته القميص الابيض ....كنت مقيد فى هذا البلوفر فكنت اخلعة وامسكه فى يدى مقلدا الممثل احمد رمزى وفى يوم كنا راجعين من المدرسة والجو ينذر بامطار غزيرة وصديقى سامىي يمشى معى فى طريق عودتنا وشاهدت بالقرب من بيته منظرا عجيبا فقد كان هناك مجموعة... من العمال يهدمون فيللا القاضى وحولهم مجموعة من القطط نفس لون القط الذى شاهدته من قبل منذ مايقرب من عام قلت لسامى بص شوف انت شايف اللى انا شايفه قال القطط دى ما نيمتناش من يوم مابداو يهدمون الفيلا دى قلت له انت فاكر ولم اكمل قال ايوه فيللا عفاريتى وضحك كان عدد كبير من القطط بداء يظهر و سامى يضحك على احد العمال وهو يطرد احد القطط ويقول له امشى يحرق مايتين ابوك..قفزت القطط على الرجل وخربشته فى كل جسده ونحن مذهولين مما يحدث قال كبير العمال بلهجته الصعيدية ياللا يا ولد الفيلا دى باين عليها مسكونة ....وحملو فؤسهم وانصرفو وواصلت الى منزلى ومازال منظر القطط لايفارق راسى ومريت فى طريقى على عم مليم وهو نائم فى النعش وقلت له ازيك يابركة ورد فى الحال عايز منك مليم كان المليم الاحمر الوحيد معى وكانت الملاليم فى بداية رحلة انقراضها واعطيته المليم ففرح وامسك المليم وهو ينظر اليه وقال مليم مليم ....قال مليم انا ماشى خلاص مع السلامة يا لولى وقفت مذهولا انه لايعرفنى فكيف ينادينى باسم يدللنى به اقرب الناس لى. وانصرفت مكملا طريقى للبيت وتذكرت عم ابراهيم السودانى هومن كان عنده الاجابة على اسئلتى ولما دخلت منزلى كان ابى يجلس فى الصالة وهو يدخن وقال لى اتاخرت على الغدا... كنت فين؟ امك راحت تشوف امها واخدت العيال معاها وانا هنا وحدى قلت له طيب اسخن الاكل قال سخنه لك انا اتغديت ...ولكنى جلست احكى كل ماحدث لى منذ خروجى من المدرسة حتى وقوفى امامه...كنت احكى لصديق وليس كابن يحكى لابيه هكذا كان رحمه الله.....قال رد اعلى كلامى... اوع تمشى من عند الفيللا بتاعة القطط دى تانى و شوف لك سكة تانية لكن ايه حكاية مليم ..مليم ميت له اكتر من شهرين

.......................................................................................

وعدت ابى الاامشى من ناحية فيلا القاضى وكذا مشرحة مستشفى الحميات ولكنها كانت الطريق الوحيد لذهابى الى المدرسة الاطريق الترام وكان الابعد فقلت طيب ينفع امشى من ناحية الرصيف المقابل ؟ قال ينفع لكن انسى مواضيع العفاريت والعالم المعفرتة ..وترحم على مليم قائلا الله يرحمك يا مليم كان مضحك....وطالت الدردشة حتى وصلت الى الاشياء التى تركتها اليهودية العجوز وكنت ادعوها الخوجاية جارة نينة فقال مفيش مانع بالمرة بعد صلاة الجمعة تيجى معايا نجيب اخوتك وامك وبالمرة نجيب اللى انت عاوزه وضحك انت ورثت الخوجات..قلت لا دى هدية سابتها قبل ماتسافر عند عم البواب....قال طيب ...روح شوف وراك ايه ؟ انت بقيت فى سنة سادسة يعنى شهادة عايزك تنجح وتبقى راجل كويس ..تركته وكنت اقراء رواية 93 سنة هدم سجن الباستيل ايام الثورة لفرنسية وكنت حزين من اجل اسرة ملك فرنسا لويس السادس عشر ..صانع الاقفال كما كانو يلقبونه واستغرقتنى القصة فنمت مكانى وفى الصباح وجدت ابى يدعونى للافطار ...قال قوم افطر قلت له والنوم يملئ راسى لسة بدرى قال الساعة عشرة ...بدرى فين؟ وبعد ان ارتديت ملابس الخروج وافطرنا قال يللا نصلى الجمعة وبعد الصلاة ذهبنا الى موقف التاكسى هناك وجد احد اصدقائه واشار الى بفخر الاباء ابنى الكبير قال الرجل اهلا ياشاطر اذيك ...كنت اكره ان يعاملنى احد كطفل فقلت لابى مش حنركب التاكسى قال طيب انا بكلم عمك ...وفى الطريق ونحن بداخل التاكسى وكان ماركة فيات موديل الثلاثينات تاكسى قديم قال والدى لىى العربية دى اسمها فيات بلدى كانت واسعة من الداخل ثم وجه حديثه للسائق ويبدو انه كان يعرفه جيدا قال له تيجى بعد صلاة العصر يا اسطى مطرح ما حاتنزلنا ..رد عليه عنية ....وقبل ان نصل الى بيت جدى ونينة وروما قال لى اوع تكسفنى وتطلع عيل وماتدخلش قلت انا جيت علشانك فد على اوع تخسر قرايبك يابنى مفيش احسن من لمة العيلة ربنا ما يحرمك منها الغريب مهما كان مش حيعزك زى اللى من دمك ووصلنا واكد على السائق ان لاينسى بعد صلاة العصر دخلنا وبعد السلامات وانت مخاصنا زى ابنك؟ قال مقدرش ولا هو يقدر ونظر الى قائلا مش كدة؟ هززت راسى موافقا تركتهم وذهبت للبواب النوبى وكان الرجل مثال للامانة وسالته عن اشيائى فقال لى مرحبا بلهجته النوبية انت فين يا جدع؟ انا كنت حارمى الشوال اللى فيه الحاجات بتاعك وكمان السنارة بتاع السمك قلت له شكرا ياعمى بابا جه معايا وبعد العصر حيجى التاكسى وناخدهم قال على مهلك وخللى بالك من العربيات الاده بيمشى بسرعة كبيرة كان الشارع خاليا من السيارات كما هى العادة ووقفت اتكلم مع بعض الصبية من معارف خالى روما حتى

جاء حمزة رجل الصراصير وسلم على بترحاب كبير واستاذنت منهم صاعدا لبيت جدى وكانو قد اكملو تناول الغذاء ..مال عليا ابى وقال بصوت منخفض انا مرضتش احرجك عايز تاكل انت حر..قلت انا مش جعان .قال اسمع بيقولو اليهود بيقتلو العيال من سن سبع سنوات وطالع قلت هم عملولهم حاجة ؟ قال الناس بتتكلم بس انا عارف ان اليهود معظمهم ساب مصر عبد الناصر طفشهم مع الخوجات. اللى بيعمل كدة الاخوان المسلمين... قلت لما هم مسلمين بيقتلو العيال ازاى؟ المهم خللى بالك على اخوتك وانت اللى حتشترى حاجات البيت ماهو وان مسافر تبقى انت رجل البيت صح؟ قلت صح وحضر سائق التاكسى وكانت امى قد البست اخوتى ملابسهم على عجل واخذنا حاجياتهم ونزلنا وذكرت ابى بالاشياء التى عند عم البواب قال لى انا فاكر علشان كدة جبت التاكسى مع انى افضل الحنطور وساعدنا ال رجل النوبى فى حمل ماتركته لى السيدة العجوز ووضعنا بعضها فى شنطة التاكسى والباقى فوق شبكة السيارة..... وانا فى السيارة مر شريط طويل من ذكرياتى مع هذة السيدة العجوز وكيف كنت اغافل الجميع لاشترى لها حاجياتها من سوق المسلة عند شارع صفية زغلول وهو بعيد بلنسبة لطفل ياه لقد مرت سنوات منذ ان كنت فى التاسعة وها انا اقترب من نهاية الثالثة عشر من عمرى وصلنا منزلنا بسرعة فالمسافة ليست ببعيدة وسارعت الى انزال حاجياتى من التاكى والتاكد من انهم لم ينسو شئ وخاصة سنارة صيد الاسماك....ادخلت حاجياتى الى حجرتى وامى تقول طلعها فوق السطوح لانها كانت تخاف ان يكون بها صراصير او حشرات فحملت الجول الى السطوح وتركته ونزلت....لااسال ابى عن ايه حكاية الاخوان المسلمين وهو عبد الناصر بيموتهم والا لاء اسئلة مشروعة لفتى مراهق يريد ان يعرف قال الحكاية طويلة لانهم كانو عايزين يشيلو محمد نجيب ويحكمو وطبعا كل الضباط الاحرار كان عبد الناصر مثلى الاعلى انا وكل جيلى فقلت ده كان موتهم....هو حيعمل كدة..قال ابى......وتذكرت بعض ما كنت اقرئه فى جريدة الجمهورية انذاك ان هناك رجل يدعى سيد قطب مؤلف كتاب معالم الطريق يدعو الى القتل ومطلوب حيا او ميتا

................................................................................

.................يوم لا انساه اهتز فيه صدق المسميين باهل التدين والورع الشديد بل سقط عندى واصبحت انظر اليهم كمصدر خطر على بيتنا بل على اهلى ففى هذا اليوم كنت ساجمع ما اعطته لى السيدة العجوز لاانظفه واضعه فى حجرتى لازين به اركانها فقد كانت مجموعة من الالعاب ذات الزمبورك سيارات وقطار وبيانو صغير وكثير من التماثيل المصنوعة من الرصاص المدهونة بالوان جذابة كنت فرحا بهذة الالعاب صحيح انى كبرت على اللعب بها ولكنى كنت... اتمنى اقتنائها وقت كان سنى يسمح لى باللعب بها وما ان بدات انظف الالعاب واضع التماثيل الرصاصية فى كيس قماش كبير حتى لاحظت جوال كبير ولحف وبعض الملايات المتسخة والمقرفة فى شكلها العام فدفعنى الفضول للعبث بهذة الاشياء وفتحت الجوال وهالنى مارئيت كان به مجمووعة من الكتب الدينية وكذا نسخة من كتاب معالم على الطريق وكتب اخرى لكاتب يدعى سيد قطب كنت قد قرات عنه فى الجريدة التى كنت اشتريها انه مجرم خطير وانه بسبب افكاره المجرمة فى هذة الكتب سيذهب الى حبل المشنقة وانه مقبوض عليه بعدة تهمهو وبعض المجرمين المسميين بالاخوان ارتعبت عندما فهمت ما يحويه هذا الجوال فلا يعقل ان تكون السيدة اليهودية وهى خواجاية كما اعلم وليست مسلمة اذا هذة الاشياء تخص شخص من خارج بيتنا من صعد الى السطوح ووضع هذة الاشياء فى مكانى المفضل غية الحمام؟ اسئلة كئيرة كانت تبحت عن اجابات فورية فقد ارتعبت من المصير الذى قد يلاقيه ابى اذا ظنت الشرطة انه مع الاخوان ...فكرت ان هذة الاشياء ربما تعود الى شخص يعرفه ابى ...؟ لا اجابة لدى ونزلت قفزا وانا اقفز كل اربعة درجات فى قفزة وقابلت امى وهى خارجة من المطبخ وبادرتنى مالك يا ولة قلت لها فيه مصيبة فوق السطوح .قالت الفراخ ماتت والا الحمام فقلت لها لا الفراخ ولا الحمام كله تمام احمر وجهها وصرخت فى امال فيه اي اتكلم انت سيبت ركبى؟ قلت لها الحاجات اللى جوة الغية بتاعة مين؟قالت كل الهيصة دى علشان عبدالله حط حاجات عم صليب الله يقدس روحه عندك ده كان حتى بيحبك....قلت وهو عم صليب كان مع الاخوان المسلمين اللى البوليس بيدور عليهم دلوقت وانتو قلتو انهم بيقتلو العيال...صح؟ اذداد قلقها وصرخت فى اتكلم فيه ىايه؟ فحكيت لها ما شاهدته داخل لجوال وانه كمان فيه مسجل بحلقة شريط كبير ملفوف فى ملاية ومربوط بوبارة كبيرة وصعدت معى الى السطوح وهى تتحكم فى اعصابها بالكاد...وقالت ورينى فاريتها الكتب والمسجل وما ان راتهم حتى قالت الله يخرب بيتك ياشيخ عبدالله هى دى برضوه حاجة صليب؟ وقالت لى بلهجة قاطعة رجع كل اللى طلعته مكانه واوعى تجيب سيرة لمخلوق احنا ناقصين ياربى مين حيربى العيال واخذت تكرر الله يخرب بيتك يازفت يا عبدالله وارتدت ملابس الخروج على عجل وامرتنى الا اتحرك والا اجعل احد من اخوتى او اصدقائى يصعد اللا السطوح حتى ترجع هززت راسى موافقا وانصرفت مسرعة واحضرت معها عم الشيخ الكذب وقالت له شيل حاجة صليب من هنا قال لها الراجل ملوش اقارب قالت له اتبرع بيها على روحه .بالعربى الحاجات دى مش كويسة يعنى الله اعلم بيها والراجل كان عيان وانا قلقة على اولادى ظل يحار ويداور الى ان حمل اشيائه على عربة كارو يجرها حمار وانصرف ولم نره حتى الان ولكن صورة الشيوخ امامى كانت انهم من اهل الكذب والنفاق وانهم من الممكن ان يلصقو التهم باى قريب لهم وذلك فى سبيل الجماعة وكات الجرائد بدات تكتب عنهم وكن القرارات الاشتراكية التى بدا عبد الناصر فى اصدارها غطت على اخبار هؤلاء الاوغاد وكان هناك رجل يدعى زكريا محى الدين كانو ينعتونه برجل امريكا فى مصر عينه جمال عبد الناصر وكات بداية الغلاء فقد غيروحدة الموازين التى كانت تسمى الاقة بالكيلو جرام الذى كان ينقص بمقدار الثلث عن الاقة ولكن البيع بنفس الأسعار

....................................................................

حفلة يوم الجمعة من عشرة الصبح الى الواحدة كارتون وبيبسى وجوايز بعد السحب على نمر التذاكر بسينما مترو اسكندرية وطبعا الشركة امريكية ضخمة مترو جولدوين ماير كانت تقدم كارتون ميكى ماوس و نقار الخشب ودونالد دك منتهى الخباثة الامريكانى لربط الطفل بماما امريكا المبهجة وكان ثمن التذكرة سبعة قروش لاغير وده طبعا بالاضافة للقنصلية الامريكية الموجودة فى شارع فؤاد او جمال عبد الناصر الان وطبعا كان فى نفس ...السباق المركز الثقافى الروسى فى اخر شارع الفراعنة والمركز الثقافى الفرنسى فى شارع النبى دنيال وكانت تعقد فى الاخير دورات فى اللغة الفرنسية من البداية للاحتراف زى ما بيقولو امريكا كانت تقدم رئيسها فى صورة بطل الحرب وكيف حوصر واصيب فى ظهره وطبعا انتصر كان جون كيندى نجم الرؤساء فى الستينيات ولكن ناصر شئ اخر وكانت روسيا تقدم خروشوف على انه بطل حرب ايضا والمنتصر على هتلر فى حصار مدينة ستالينجراد اما فرنسا فكانت تقدم شالرل ديجول كبطل من ابطال المقاومة ضد الاحتلال المانى كنا فى هذة لفترة نذهب لهذةالمراكز لنستمتع بالافلام التى تقدم كل يوم احد بالاضافة للنشرات الملونة التى بها معلومات عن البلد محاولات صيد وجذب الشباب المصرى عن طريق الثقافة كنا لانفضل المركز الفرنسى الالتدريسة اللغة بشروط شبه مجانية والطلاب تستفيد منه ولكن لاحتلالهم الجزائر وتصويرهم على انهم قتلة المليون شهيد جزائرى وهذا حق كنا نكره فرنسا كما انها كانت مشتركة فى العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 وهذا شئ لاينسى وكان يدرس لنا فى المدارس ان العدو هو انجلترا وفرنسا والعصابة الصهيونية وكنا نضحك على ايدن ودى موليه وموشى ديان وجولدا مائير وبن جوريون كان الشباب يعرفون اعدائهم فعلا اما روسيا او الاتحاد السيوفتى وقتها فكنا ننظر اليه على انه حليف لمصر فى كل ما يخصها وخاصة السد العالى واتجاه ناصر الى الاشتراكية وتعرفنا فى هذة الفترة المبكرة على تشايكوفيسكى وموسيقاه وديستوفيسكى ورواياته وجوجول فى رائعته تراس بولبا رغم انها كانت من تمثيل امريكى يدعى يول برينر الثقافة مجانية ولدت جيل متفتح يقراء ويعرف كيف يفكر اعداء بلده ولكننا كنا لانكره مزودينا بالثقافة والفن ...كان عبد الناصر فى هذة الايام فى طريقة لاصدار قراراته الاشتراكية وتاميم كل شئ من مصانع وخلافه وكان ابى رحمه الله ثورى دون ان يدرى فقد كان صديقا لبعض رجال الثورة كالاخوين صلاح وجمال سالم وكان يتمنى ان يرى اى منا ضابطا فى الجيش جيش مصر الكرامة عندما نخرج فى الصباح المبكر للدراسة كان يسبقنا كل العمال من نظافة الى عمال افران الخبز وبائعى الفول ومحلات الالبان وبائعى الجرائد وبذكر بائعى الجرائد كانو مصدر للثقافة فكل مجاميع الكتب والاصدارات الاسبوعية كانو يتولو بيعها وبملاليم كمجموعة الالف كتاب وروايات عالمية ودار الهلال نهضة كان تشمل كل شئ وفى كل شئ كنا محظوظين كل شئ ببلاش

....................................................................................

اشياء تعلمتها من الحى الراقى واخرى تعلمتها من الحى الذى انتقلنا اليه وكما اسلفت علمنى وجودى فى شارع الفراعنة عند جدتى لامى..نينة...علمنى كيف اتعامل مع الاجانب والمراكز الثقافية اما منطقة سكنا الجديدة فكانت محاطة بالطبيعة فى احلى صورها فاذا اتجهت شمالا ناحية شارع كلية الهندسة فالبحر وجماله وسكندريته القحة ورحلاتى بالترام الى منطقة راس التين لارى الصيادين وصتاع القوارب واليخوت وكنا نسميها بحرى وطبعا لنتفرج على صيادين السمك وهم يجرون شباك طويلة كانو قد القوها فى البحر وهم وحظهم ..كان كل شئ متوفر ومتاح و واثناء عودة الترام كنت اركب الى نهاية الخط لاصل الى النزهة حيث حديقة الحيوان وقصر انطونيادس وحديقة الورد وكات كل تذكرة دخول بقرش صاغ يعنى عشرة مليم

منطقة النزهةكلها كانت خارج الاسكندرية فحولها وكالة الخضار ومزارع سموحة وكانت من اجود اراضى انتاج الخضراوات التى تسمد ...بزبالة المنطقة......الان زرعت ابراج اسمنتية مفزعة واصبحت منطقة سكانية مكتظة بالبشر هذا لسوء الادارة وعدم فهم المحافظين الذين تعاقبو على الاسكندرية لطبيعة واهمية الخضرة والاهمية الاقتصادية لهذة المنطقة ومن جنوب النزهة كانت مصارب الارز ومصانع اخرى للورق وغيره وكذلك وكالة ب...يع الخضار ولت تجمع اسوء بشر على الارض وطبعا كانت الترعة المحمودية مازالت على اتساعها ولم تردم وهذة ام الجرائم ولن نتكلم عن البر القبلى للترعة وجريمة تحويله الى ابراج سكنية ذات اشكال مفزعة وسكان من حثالة البشر انها منطقة الحضرة الجديدة بها كل المتناقدات الان بعد ان كانت الخضرة سيدة الموقف
اخر خط ترام النزهة سنة 1960 كان اخره خلف وكالة الخار من الناحية الشرقية واذا كنت تريد النزهة اوحديقة النزهة او جنينة الحيوانات كما كنا نحن اسكندرية نسميها
فى ذلك اليوم ركبت التروماى كما نسميها نحن الاسكندرانية ومعى صديقى المصراوى ....القاهرى...حمدى القلاع ركبنا الترام لنذهب الى النزهة لنصتاد الدقانيش وكنا فى اوانها وهى تاتى مصر فى شهر ى يوليو واغسطس وهذة الطيور نوع من الصقور القزمة التى تاكل الحشرات كنت لا اكل الدقانيش ولكننى كنت احب صيدها هى والعصافير الدورى التى تملاء مصر ..كنت اعطيها لصديقى حمدى لبيعها او لياخذها لمنزله لايهم فلا حساب بين الاصدقاء طبعا كان ثمن دخول الجنينة قرش صاغ
نحن لايهمنا الحوانان ولكننا ندخل الحديقة خارج حديقة الحيوان لنصطاد ووضع حمدى الافخاخ واختباء بجانبى خلف شجرة ضخمة كنا نصطاد عندها وكان هناك فى الاعلى دقنوش كان يهجم على الصرصار الموضوع فى الفخ لينطبق عليه الفخ وهكذا ونذهب عند شجرة ثانية وثالثة وكانت هذة الدقانيش تعض بشدة اذا لم تكن حريصا فى مسكها فانها قد تقطع الجلد مكان العضة.... انتقلت الى شجرة كبيرة اخرة وفوجئت بصوت لطمة شديدة من كف ادمى متوحش التفت ويا هول ما رئيت واضحكنى ايضا كانت جارتنتا العملاقةسميحة وخطيبها الاستاذ مصطفى يجلسان على كرسى خلف هذة الشجرة فهمت سبب اللطمة فقد بدات اكبر كفاية لاحس هذة الاشياء كانت سميحة تسكن قريبا من منزلنا وتكبرنى ببعض السنوات ..وسمعتها تقول لم ابقى فى بيتك يللا بينا روحنى على البيت وسحبته من يده ليقف كانه شئ خفيف معتادة على حمله لتنفيضه هههههههههههههه. ابتسمت وانا اكتم الضحك وانسحبت بهدوء حتى لاترانى لانه من العيب ان احرج بنت الحته الجدعة ....اخذت صديقى من يده وانا اضع يدى الاخرى على فمه ليسكت ....وانصرفنا بعيدا لنترك خطيب سميحة يواجه مصيره المحتوم....وما ان ابتعدنا حتى بادرنى بالسؤال مين ديى..قلت دى بنت جدعة من شارعنا وده الاستاذ مصطفى باش كاتب فى شركة الامواس ...قال فعلا شكله زى الموس وانصرفنا وقررت ان نهاية الرحلة قد حانت لان اذان الظهر سمعناه من اكثر من ساعة كما ان شكل الشمش كان يقول ان الظهر يبتعد واقتربت الساعة من الثانية قلت يللا بينا ياحمدى نوحو وافقنى لان صيد اليوم كان وفير وكان وجه سميحة علينا جميل ونحن فى طريقنا للترام اكتشفت ان الباقى معى قرش صاغ اذا لن نركب التروماى لانها اصبحت ب ثمانيى مليمات ومش معقول حاسيب صاحبى واركب اقترحت ان ناخذها كعابى ونركب اتوبي احدا عشر يعنى نمشيها حتى البيت ومشينا بالقرب من وكالة الخضار كانت هناك عربة فول والرجل يعمل سندوتشات وقال حمدى انا جعت يا عم لولى قلت لما نروح يا اخى قال سلفنى اجيب ساندوتش اتجهنا لعربة الفول وقلت له بثقة ادينى رغيف فول ...وقام الرجل بعمل الرغيف كما قلت له كان شكل بائع الفول مثير للضحك لانه قصير القامة وسمين وله عيون جاحظة وشعره الاجعد منكوش وله ذقن تتناثر فيها الشعيرات و يقوم باللعب باصابعه فى هذة الشعيرات المهم اعطيته القرش صاغ فقال ايه ده ؟ قلت ..ثمن الرغيف فرد الرغيف بتلاتة تعريف اى بخمسة عشر مليم ..قلت له باصرار المفلس هو قرش صاغ لف الرجل بسرعة وجى ناحيتى كالخرتيت الهائج وهو يسب ويلعن مدام مش قد الاكل بتيجو عندى ليه يا حرامية يا اولاد....واخذ يسب فى جميع افراد العائلة كل هذا وانا مذهول والرجل يتعلق بياقة قميصى حتى كاد ان يخنقنى وتدخلت العناية الالهية لم اصدق عينى كانت سميحة تمسك بتلابيب بائع الفول وتصرخ فى وجهه وهى ترد له السباب وتنعته بالكلب تربية الكلاب واجتمع حولنا الناس وبعضهم يسال فيه ايه؟ كان حمدى قد غافل الجميع ووضع صرصار من صراصير طعم الصيد داخل الرغيف وقال باعلى صوته بنقول له ياعم الفول فيه صرصار اتعلق فى رقبتنا وكان صوت سميحة يعلنلكوكب الارض ان عربة الفول كلها صراصير وحرام يموت ولاد الناس وتدخل بعض الواقفين ليسب بائع الفول قائلا يخرب بيتك يازعبولة اكلتنل صراصير مصر منك لله سحبت سميحة من يدها وقلت لها كفاية كدة ونظر لخطيبها قائلة يللا بينا يامصطفى انصرفت سميحة وخطيبها وجرينا فى طريقنا الى منزلنا ونحن نسمع صوت اذان العصر من المساجد القريبة واجهزة الراديو الموجودة بالمقاهى

.....................................................................................

..................النهاردة فرح سميحة كل نساء الشارع ذهبن منذ الظهر لمنزل العروسة اولا لاداء ماعليهن من نقوط فالنقوط دين ونجيلكم فى الافراح الف مبروك يام سميحة عقبال نوسة .عقبال عيالكم ونجاملكم فى الافراح دايما يا جماعة ..كانت كل نساء الحى يشاركن فى عمل العشاء للمعازيم فام سميحة كانت محضرة عشة فراخ مليئة بالعتاقى كما تقول النسوة وكانت هناك من تنظف الخضر ومنهن من تنظف الدجاج المذبوح وطبعا كان على امثالى من ال...اولاد احضار مانسيته ام سميحة يعنى اهم شئ اروح اخد صفيحة الجاز لملئها من عم سيد بتاع الجاز وكنت اعرف بيته وولده حسن وان يذهب اخوها على الى فرن عم نعيم علشان يجيب الخبزة والخبزة كانت عبارة عن اكثرمن مائتان من الخبز البيتى الكبير بالاضافة الى الارز من عم كمال ابو قبارى البقال الجميع فرحين كان سميحة ابنتهم وكان الزفاف يخص كل بيت وحضر محل الفراشة والمعلم نوح المقاول لعمل مسرح للعوالم ولمكان جلوس العريس والليلة ليلة العريس والعروس ابنة الحى كان الكل مجتهد رغم اننا لم ننم منذ يوم وليلة لتوصيل جهاز سميحة وفرشة فى شقتها الجديد فالعم مصطفى العريس طلع ناصح واخد شقة اربع حجرات وصالة من المساكن الشعبية وطبعا كان الايجلر غالى باربعة جنيهات ....ووضعنا الكراسى والترابيزات امام كل مجموعة كراسى استعداد للسهرة فالليلة كان سيحيها سعيد الحضراوى متعهد النجوم مثل بدرية السيد او بدارة وعزت عوضاللة مطرب اذاعة اسكندرية والخواجة عباس الكومديان لكم كان نجم الحفل الشيخ امين مطرب الاسكندرية وكام راقصة كل راقصة كرشها يسع بلد ...بدات السهرة بعد صلاة العشاء حتى وصلت بدارة فى الساعة العاشرة والنصف وبحيت الجمهور وبدات تغنى موعودة بحبك موعودة برموشك وعنيك السودة والله انا خايفة تشمت فيا كل بنات الحتة يا حودة ياحودة ...لم اكمل اغنية بدارة فقد كنت احس انى اطير احيانا واحيان اخرى ازل الى بعيد ولا اعرف اين انا فقد اختلطت كل الامور امامى انا لازم اروح كل ما اراه هودخان ازرق يملئ المكان ورائحة الفحم تختلط برائحة غريبة لم اشمها من قبل وبداء الصداع يطرق راسى وبشدة لااعرف كيف دخلت منزلنا ولا كيف كنت اتكلم الا صباح اليوم التالى ففى العاشرة صباحا كان بيتنا مملوء بالجيران القادمين للاطمئنان على سلامتى لان كما كانو يقولون كنت اضحك بشدة وفجاءة امسكت راسى وصرخت وحملنى الرجال الى منزلى حتى لا افسد فرح الناس لانهم كانو يعرفون انى شممتت دخان مخدر الحشيش بالقدر الذى جعلنى مسطول كما قال عم كمال الولة كان قاعد قدامه ترابزة ووراه ترابزة وكلهم حشاشين وانتم عارفين عقبال عندكم الكل كان بيجامل...ههههه يعنى اتسطلت على الريحة كما قال عم كمال لانه كان محترف جوزة خاصة ايام حفلات ام كلثوم وكان عم كمال يقول انا جبت له شوية بن عال اعملوه كباية وحيبقى تمام ... كان الصداع مازال براسى وكان ابى ينظر الى وعيونه كلها خوف على وهو يقولو لى مداعبا وكانه يلومنى تقعد فى وسط الحشاشين ده برضوه اتفاقنا احرجنى بشدة كلامه الضاحك فانا من جلب لنفسه هذة المتاعب واللى عايز يسمع بدارة عنده اذاعة اسكندرية لكنى كنت اجامل اهل سميحة وصديقتى التى تسوى الف رجل فى نظرى بنت الحتة اجمل عروس سميحة

............................................................

ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو يا حلاوة
حلوتها لماتصفالى انا وانتم واللى فى بالى
كانت فتحية احمد تغنى عبرموجات الاذاعة المصرية فى الفترة الصباحية وصوتها يملاء منطقة جامع الشيخ بالمنشية حيث التجار من كل نوع وفى اى نوع من اصناف الاشياءفانا اعرف بعض حوارى النطقة واسماء بعض التجار وخاصة تجار طيور الزينة والحمام مثل عادل جلاطة وعم راتب وغيرهم وعندما تمشى تصاحبك روائح البخور المنبعثة من محلات الع...طارة المنتشرة فى المنطقة وهناق سوق كبير خلف المحكمة يسمى سوق الحقانية وكان يبداء من شارع السبع بنات الى شارع السكة الجديدة وزنقة الستات ووكالة الليمون وكانت الترام توصلنا الى هناك ولكن على اقل من مهلها ولكن اذا اردت الوصول بسرعة اركب اتوبيس تلاتة ولكن عليك ان تصارع فى زحمة الاتوبيس وفى نفس الوقت تحص كل الحرص على جيوبك لان افضل النشالين هم من يسرقون قروش الفقراء راكبى الاتوبيسات المهم انا كنت افضل طريق السلامة عن طريق اللى يروح مايرجعش واركب الترام كنت اجرب الطريق الى هذا السوق ومعى اخوتى الصغار لانى كنت اكبرهم وامى كانت مريضة هذة الايام وطبعا ابى لايزال يسافر كثيرا فى عمله واقترب شهر شعبان ميعاد شراء لوازم شهر رمضان وملابس العيد لى ولاخواتى كما كان على شراء الفطرة ايضا وهى التى يسميها القاهريون ياميش رمضان والعيد وكنت اعرف المحلات التى سامر عليها وقررت ان اعطيهم خبر قدومى انا واخوتى وافهمتهم ان امى مريضة هذة الايام عاملونى كرجل بالغ رغم صغر سنى فاول من مررت به كان الاستاذ ذكى بسيونى صاحب محلات الاصواف وكان عنده الخياطين ايضا المهم تختار القماش والالوان والخياط ياخد المقاس ثم يحدد البروفات ومواعيدها ولا اذكر انهم اخلفو معنا اى ميعاد اذكر ان البدلة الخاصة بتفصيلها كانت بسبعة جنيهات اما بدلات اخواتى الاصغر فكات ارخص خاصة ان بنطالها كان قصير ..شورت...واعطيت الاستاذ ذكى مقدم عشرة جنيهات وطبعا لا ايصالات ولاغيره كان يكتب عنده وبعدها كان على ان اذهب الى عم بوهار الجزمجى وكان ارمنى احمر الشعر ويبيع افضل الاحذية الجلدية وكان يعجبنى منظر تمثال محمد على باشا رغم الحملة الشرسة التى طالته هو والعائلة العلوية وكان الكل معتقد ان محمد على سرق مصر ولم يعرف احد انه تخلص من اقوى داء كان من الممكن ان يستمر الى الا الاوهو المماليك .....كنت وحدى ومعى الفلوس الخاصة بكل شئ وكنت اعرف تاجر النقل اوالفطرة وكان على ان اشترى زمبيل النقل وبه البندق واللوز وعين الجمل اما الزبيب وقمر الدين كنت اشتريهم عند اقتراب رمضان وفى هذة الايام ومع هذة المسئولية التى القتها امى على عاتقى قررت ان اشتر الاجود والارخص وتعلمت ان اساوم الباعة ولا اعلم علام يضحكون ويواقونى على ما اقوله من اسعار بل ويعطونى بالارخص كانو فعلا ناس طيبين ولا يمكن تكرارهم اخذت مقاسات احذية اخوتى كل كنت اقيسه بدوبارة على الحذاء القديم واضعه فى ظرف باسم اى اخ من اخوتى وكنا ستة اعطانى بوهار الارمنى الاحذية وربطها لان كل حذاء كان فى صندوقه لازم هدوم العيد يبقى كدة ....قوانين اخوتى بالنسبة لملابس العيد وعندما رجعت للاستاذ ذكى اصر ان يحضر اخوتى حتى ياخذ لهم المقاس ياه العيال دول متعبين وحيفضلو يوجعو دماغى امى هى من كانت تسيطر عليهم ...رجعت البيت وحمدت الله ان مقاسات الاحذية تمام وان النقل او الياميش برضوه تمام طيب فين الباقى فاخبرتها قالت شاطر...كانت المرة الاولى التى تشجعنى فيها قلت لها حاخد الغيال على تلات مرات قالت انها مسئوليتى والمهم يلبسو عيدهم ومايبقوش عرة وسط عيال العيلة.. مر شهر شعبان ودخل رمضان وكانت بهجته اقوى من الان كنت تحس بالشهر الكريم مع هبات الريح ونسيم الليل كنت قد اخذت جميع مايسمونه بروفات الى ان حان موعد استلامى للبدلات واصرو جميعا على الحضور لاستلام وقياس بدلاتهم فعلا كانت امى تتعب معنا ورغم تحسن حالتها الصحية الاانها تركتنى اكمل المهمة والتى انتهت على اكمل وجه عندما هددت اخوتى اللى حيعمل دوشة الو يتشاقى فى التروماى حينزل وهو حر يرجع براحته ويبقى يعيد فى البيت كله بقى تمام ولا كلمة الى ان وصلنا واستلمنا البدلات وكل واحد حمل بدلة العيد واشترو كل واحد فانوس منطقة المنشية كانت ولاتزال من اجمل الاسواق خاصة فى رمضان ....كنت احس بالفخر عندما قال لى ابى انا اعرف ان ورايا راجل قلت لا راجل ولا حاجة دى امى اللى بتقوللى اعمل كدة باعمل روح السوق باروح قال لى اوع تخالفها او تزعلها وحكى لى انه يجعل احلام امه اوامر ...واعطانى جنيه بحاله كان النصف جنيه ثروة فى هذة الايام فما بالكم بجنية جديد يدبح الوزة ......كانت اختى لم تشترى اى شئ للعيد ولم تتكلم ولم تعلن غضبها وكانت فرحة لان اخوندتها كانو فرحين كانت رغم صغر سنها تمثل لنا دور الام الطيبة التى تسمع الكلام فقط ولكن امى لم تنسى ان تشترى لها اجمل الفساتين والاحذية يو اختها وحدها لتشترى لها ما لااعرف شرائه انه عالم نساء.

......................................................................................

حيى معايا الخطوات حى مصر الفلاحين ورجال مصر الاسطاوات حيى معايا الخطوات كان التلفزيون قد دخل بيوت كثيرة ولكن امى كانت متحفظة على وجوده فى البيت لا اعلم لماذا ربما لان الجيران كانو بتلمو عند اقرب جار لهم ليشاهدو خطابات عبد الناصر او مباريات الكرة التى كنت اكرهها بشدة ولا اعرف لماذا وكان لى زميل فى اولى ثانوى من مشجعى النادى الاهلى وكنا نساله ازى حال الاهلى على حسك...لان صوته كان عالى وهو يصف ال...مباريات بعد اذاعتها وكان يقول ان محمد لطيف زملكاوى وكان معلق الكرة الاشهر حتى وفاته المهم انا مالى ووجع الدماغ لايهمنى لطيف ولا بتوع الكورة مع السلامة يا حلاوة ..كان سيد مكاوى يغنى اغنية حيى معايا الخطوات عن وصولى المنزل وكنت اطلب الاكل عند وصولى كعادتى ولكنى سمعت صوت التلفزيون لم يكن صوت اراديو ولكنه تلفزيون ههههههه فى بيتنا تلفزيون كنا فى عام 65 ومازال التلفزيون يعمل بالابيض والاسود ....
ولشراء التلفزيون فى بيتنا قصة كشفت غبائى وعدم فهمى لتعامل بعض الناس فكنت احب كل من يبتسم فى وجهى واعتبر ذلك من علامات الود الشديد وقبل ان يدخل التلفزيون بيتنا حدثت معى واقعة كانت السبب وراء شرائه رغم معارضة امى لانها كانت تتحجج بانى لن اذاكر وسانقطع لرؤية التلفزيون فقط كان لها ابن خال يكبرها وكنا قد قدمنا له خدمات عدة ولكنه تامل معى باسلوب عجيب ففى هذة الفترة كانت القناة الثانية بدات على استحياء وبدات تعرض بعض المسلسلات الاجنبية مثل الهارب كان مسلسلا رائعا وحلقاته مسلية والغريب انهم كانو يدعونى لمشاهدة هذة الحلقات الى ان جاء يوم كانو يتفرجون معى على المسلسل الاجنبى ولما نظرت حولى لم اجد احد لقد نامو او مثلو انهم نامو وسمعت ضحك اولادهم بل ورايتهم ينظرون تجاهى من خلف باب الحجرة المقابلة وفهمت اننى شخص غير مرغوب فى وكان شعورا سيئا لانى احسست انى افرض نفسى على ناس لايردونى بل يجعلون اطفاله يستهزئون بى فتحت الباب بهدوء وانصرفت بعد قفل باب الشقة ورائى ورجعت الى بيتنا وكلى غضب وسالتنى كما هى العادة عن الناس الذين زرتهم قلت لها كويسين واخذت تجرجرنى فى الحديث حتى حكيت لها ما كان قال تستاهل انت كبير كفاية وبتروح السينما كل اسبوع ايه لازمة التلفزيون قلت لها انا اسف ويبدو انها تاثرت بحالى فسكتت وقالت تتعشى ايه قلت يبقى جبتى كبدة ... قالت الاكل عندك وان داخلة انام العيال هدونى تقصد شقاوى اخوتى وتوسيخهم لملابسهم وعدم حبهم للدراسة...وكانت احلى مفاجات امى بشراء هذا التلفزيون ونظرت وجدت كل اخوتى يتفرجون ععلى تمثيلية عادات وتقاليد التى استمرت فترة طويلة ولكنى كنت لا احب الفرجة عليها ....دنيا

................................................................................

..السلام عليكم كنت القى السلام وانا ادخل منزلنا وردت امى الف سلامة حبيب قلبى واستطردت فيه واحد اسمر شكله نوبى وباين من كلامه انه عايزك ضرورى سالتها طيب مقالش مين وحيجى امتى؟ قالت قال انه اخوك وضحكت ....وهو مستنيك وقاعد على سلالم السطوح ومرضاش يدخل وقال انه حيقعد على السلم...قلت لها يبقى سعدون السودانى قالت ايوة هو قال حاجة كدة.....وقالت جملتها التى تعودت على قولها وانا راجع من الخارج الاك...ل عندك ومتغطى على الترابيزة .. ربنا يخليكى لنا ياست الكل قالت بقيت حلانجى .طيب انا داخلة انام شوية ....خرجت لاجد سعدون كما توقعت وكان نائما على درجات السلم ...قلتله نورت يا سودانى نط من مكانه فرحا برؤيتى واحتضننى قائلا يابن الغالين قلت له ليه مادخلتش قال مايصحش هو انت شايفنى عيل صغير ما عرفش الاصول وبعدين امك ماتعرفنيش...طيب يا ابو سودانى كما كنت ادعوه اتفضل دخل وجلسنا ولم يتكلم فاحضرت كوبين من الشاى الثقيل والحلو كما كان يحبه بعد ان رفض الطعام شاكرا متعلللا انه لسة واكل...وانا اعرف انه كان لايتوقف عن الاكل مغظم اوقات النهار ر غم عوده الرفيع....سالته ايه الظروف الحلوة اللى رمتك علينا النهاردة؟ قال والله وانا نايم امبارح حلمت بابويا وهو بيقولى روح لاخوك لولى وهو عنده حل مشاكلك ...قلت له الله يرحمك ياعم ابراهيم انت عارف انت عارف ياسعدون انه كان زى اخويا الكبير وصديقى العزيز كما انه كان ابا ....كان بيحبك وبيقول انك زى جدك ......رد على سعدون السودانى وتنهد سعدون وقال اسمع انا جاى اديك الورق بتاع المبايعة والمسجلة بالارض اللى سجلها جدك لابوى..وبكى قلت له اهداء وقل ايه سبب عياطك قال تصور عيال محمد شاهين اخو جدك عايزين يطرودونى وبيقولو دى ارضهم انا قلت لهم الارض لابو لولى لانه ابن عمكم اللى اعطى الارض لابوي ...قلت له مهدئا اسمع يا سعدون ابزيا لاعايز ارض .ولا حتى اعمامى الارض دى ملك لكم انت واخواتك قل بيقولو ان ابويا مات لازم نمشى وبعدين نروح فين؟ قلت له استنى حنتغدى سوى وحنحلها ان شاء الله... رد على ابويا قال كدة فى الحلم انرجت اساريره وضحك وبعد ان تناولنا الغدا وشربنا الشاى للمرة الثانية...قلت له حنروك لواحد محامى جارنا وحانساله ...قال لايعم انا مااروحش للمحامى الا يودينى السجن اضحكنى كلامه وقلت له مين اللى قال الهبل ده قال ولاد عم ابوك قلت له على ضمانتى نظر الى متوجسا..وقال انت بتضحك على ايه؟ قلت له احنا نروح لمصوراتى ونصور العقد ده قال نصوره ازاى كان مسكين ولا يعرف اى شئ عن الدنيا التى حوله فى هذة الايام لم تكن ماكينات التصوير الرقمية موجودة والتصوير بيكون بالكاميرا وتحميض الفيلم ....ذهبنا لعم حلمى المصوراتى وبعد تصوير عقد ملكية الارض ذهبنا لمنزل حسن مصطفى المحامى وكان مش غريب لانه اخو سميحة وكان رجل خلوق خاد لايتكلم كثيرا رغم خفة دمه ...استقبلنا بترحاب قلت له انا جايب لك قضية قال خير انشاء الله قلت له خير وحكيت له موضوع سعدون السودانى وشاهد العقد وقال لازم نعمل اثبات وراثة للتركة يعنى شباك وراثة ويلزمنا اتنين شهود وصورة العقد الاصلى واتجه الى سعدون وقال اوع تدى العقد ده لحد قل سعدون ولاحتى للولى قال ولاحتى للولى ..قلت القضية حتتكلف كام يا اساتذ فال مش مهم انا المهم يدفعو الرسوم والاتنين شهود قلت له ربنا يسهل...قال بعد ماتجيب صورة العقد حنبداء فى الاجراءات ...طيب الف شكر يا استاذنا وربنا يخليكو لنا كنت اتكلم من قلبى لانهم كانو افضل الجيران وانصرفنا وفى الطريق قال سعدون السودانى هو كان بيقول ايه؟ قلت له ضاحكا انت مصيبة يا سعدون ..انت اللى موت ابوك صرخ لاوالله هو مات وحدوه ...قلت انا معاك لغاية ماتيجى نجيب صورة العقد واسامى اخوتك وشهادات ميلادهم وانت كمان قال والشهود ؟ اللى اعرفهم اغلب من الغلب وبيخافو من الحكومة قلت له طيب انا لى صديق ابن ماذون الناحية وممكن يساعدنا والمساعد ربنا

.....................................................................................

ازيكم كيف انكم انا لى زماااان ماشوفتكم
سيد خليفة مطرب سودانى مشهور كان صوته ينساب من خلال ال راديو ومحطة ركن السودان المصرية كان سعدون فرحا فقد اصبحت الارض ملكه هو واخوته رسمى ورغم ارساله اخوه سعد ليدعونى ولكنى كنت مترددا فابى غير موجود صحيج انه قال لسعدون الارض بتاعتكم يا سعدون وابويا سجلها لابراهيم السودانى سنة 1913 ومعاكم عقد ارضكم اصبحت لكم من ايام جد لولى ما اتنازل عنها يبقى خ...لاص وسيبك من اولاد محمد شاهين وطلب الاستاذ حسن المحامى جارنا واعطاه الاوراق الازمة ومصاريف الدعوة انتهت على خير واصبح سعدون جرئ فى الذهاب لمكت المحامى ليشكره وقال ربنا لين دماع فتحى جوز البت سعدية ....ولما جتاء ميعاد الدعوة ذهبت عندهم بعد المغرب كما قال وكان اقارب امه النوبيين مجتمعين ويتكلمون جميعا فى نفس الوقت والكل مبسوط ...باركت لهم... وقال سعدون بيقولو لازم رخصة مبانى قلت روح الحى وقدم صور الحكم واعمل رسم قال الله يخروب بيوتهم هو والوحد ما يعرف يعيش من غير تعب ياساتر....كان يخاف التعامل مع الموظفين بل ويكرههم اسمع يالولى كمل جميلك وشو حد فى الحى ده والا الميت انا طعجت ..قلت له افرح مع الناس النهاردة وهيص ولما يجى وقت المبانى ربنا يسهل جلست معهم لبعد صلاة العشاء وبعد تناول العشاء انصرفت فقد كانت اصواتهم العالية لا تحتمل بعمر اكثر من شهر وجاء سعدون الي منزلنا ليبشرنا باستخراجه تصريح المبانى والرسم الهندسى وقال فى اسى اخدو منى عشرين جنيه ورقتين حمر ..قلت له طيب تقدر تبنى كدة تمام ذهب سعدون لعم شفيق دميان مقاول البناء الذى كان يعمل فى منطقتنا ومشهور عنه الامانة وحسن البناء ...ظهر سعدون مرة اخرى ليخبرنى ان ابوه ابراهيم السودانى جائه مرة اخرى فى المنام وهو يضحك وقال له فيه اسورة ذهب انا مخبيها فى عامود السرير وفعلا فكيت السرير ووجدتها واوصانى ان اعطيها لك قلت له الاسورة دى بتاعتكم بيعها وكمل البناء قال فيه فلوس والحمد لله الاسورة لازم تاخده علشان ابوى ينام مرتاح فى تربته قلت له انا لااستحقها امع كلامى وابوك حينبسط وينام ويشخر كمان فى تربنه قال بلهجته النوبية المحببة كما كان يتكلم اسمع يالولوى خد الاسورة خليها معاك لغاية مانشوف امى حتقول ايه قلت له ماشى كلامك..وانصرف..ولاول مرة من زمن منذ ان مات عم ابراهيم السودانى ياتينى فى المنام وقال ضاحكا كما كان يتكلم معى انت بترفض حاجتك ليه ياولد الاسورة دى بتاعة جدك كان حيديها هديه لجدتك قبل ما تزعل معاه ويطلقها ومن غضبه رماها فى الطريق وانا اخدتها قبل مايموت بشهرين دى بتاعة ابوك لكن انت تستحقحها يا ولد وانصرف واانا اصحو من نومى وكانه كان يجلس معى ...لم اتكلم وذهبت لارى سعدون واخوته واذغا بسعدون يحكى لى نفس الحلم ولكن امه هى من شاهده واوصاها بعدم اخذ ما ليس لهم...سكت وذهبت الى منزلنا واخذت احكى لامى قالت نسال ابوك لمايجى انتو باين عليكم عقولكم طقت بعد اسبوع من هذا الحوار جاء ابى من سفره وحكيت له قصة الحلم فقال انا سمعت من عمى زمان ان جدك اشترى اسورة هدية لجدتك ولكنه رماها فى التراب ولكنى لا اعرف ان ابراهيم السودانى لقاها الراجل ده قصته عجيبة قلت له طيب تصدق قال فيه ايه تانى؟ اتكلم انا جاى تعبان من السفر ولازم ااخد دش وانام ...كانت عادته عند عودته من اى سفرة قلت له دقيقة معلش تحملنى شوية ..قال طيب قول يابنى...قلت له فاكر البنت بنت ميخاليدس اللى قتلها خطيبها هى وكلبها قال ايوة مالها؟ قلت له شفتها وانا رايح بيت ابراهيم السودانى لكنها كانت تضحك ووجهها منتهى الجمال رغم انى ر ايتها المرة السابقة بلا وجه ولكن كلبها الاسود كان يجرها للامام وكانت تمشى مسرعة معه ولكنها كانت تبتسم اجمل ابتسامة لم ارى مثلها على وجه احد

.....................................................................................

............بنت ميخاليدس اليونانية الجميلة انطبعت صورتها فى راسى ولم تغادرها كانت لها ابتسامة اسرة ووجه جميل متناسق انف مستقييم وعينان واسعتان رغم انى لم اتبين لونهما وشعرها الاشقر الذى ينساب على كتفيها ولكن الغريب كانها هى وكلبها كانها جسد واحد وهذا مايبعث على الرعب لكن جمالها الطاغى يجعل من يراها ينسى منظر الكلب المتوحش الذى يجرها خلفة ويحثها على الاسراع كنت قدحكيت هذة القصة لابى الذى قال بتاثر لاحو...ل ولاقوة الا بالله ...يابنى الله يهديك ايه اللى وداك عند الترعة قلت له موضوع سعدون رد على قائلا سعدون اقترب من عمل سقف البيت وهو يقدر يعمل كل حاجة احنا عملنا اللى علينا ثم قال الاسورة بتاعة جدك اللى لقاها السودانى محدش حيخدها غيرك لكن اوعدنى اوع تبيعها قبل ماتقول لى جدتك ماتت يبقى انا المتصرف الوحيد فيهاوعطانى الاسورة الذهب وكان لها بريق قوى وجميل قلت الله يرحم الجميع....رد قائلا اقراء الفاتحة على ارواح موتانا وموتى المسلمين قلتفى نفسى لاداعى للتفكير فى الخواجاية الميتة فقد ماتت منذ الكثر من مائة عام ولكن كانت صورتها تستحوذ على عقلى وهذا ما اخافنى وكانت لى صداقة مع ابن مازون الحى وكان والده المازون شيخ ازهرى ولما حكيت له قال انها رجس من عمل الشيطان وان على قراءة القر ان وعدم التفكير فى مثل هذة الاشياء الشاذة ...وودعنى قائلا ربنا معاك وفى طريقى للخروج من بيت الشيخ قال لى ابنه وصديقى فى نفس الوقت ابويا فاكرك ملبوس ..قلت له مامعنى ملبوس قال يعنى راكبك عفريت قلت له وانا اضحك عارف العفريت ده منتهى الجمال...قال بتاكيد كلامه مش قلت لك اثناء مرورى من امام مساكن الاجانب التى كانت فى حينا قابلت كوستا وكان يونانى من مربى حمام الغية ووقفت اتكلم معه لانى اشاركه هذة الهواية واذا بى ارى منظر اطار عقلى فقد خرجت من الفيلا بنت تشبه صاحبة الكلب بل يتطابق شكلها مع نفسالبنت التى كنت اشاهدها بالقرب من الترعة لاحظ الخواجة كوستا نظرتى لابنته المليئة بالاستغراب فقل لى دى بنتى ميلينا ونادى ابنته ميلينا وكلمها بلغته اليونانية فدخلت فيللاتهم ..كان كوستا متشبع بعادتنا المصرية الاصيلة فقلت له مبررا نظرى لابنته باستغراب انا شفت بنتك قبل كدة ومعاها كلب اسود وانا بكا احترام كنت انظر لها من هذة الزاوية فقط ..قال لى ايه؟ انت بتقول ايه؟ انا معنديش بنات وكمان معنديش حمام قلت له صدقنى يا خواجة كوستا وحكيت له نظر الى طويلا وقال اسمع انا اعرف انك كويس مش بتاع لعب وكمان سنك صغير على كدة....انا عارف الحكاية بتاع البنت بتاع ميخاليدس ومصدقك لكن احسن لك ولنا كلنا خليك بعيد عنى قلت له وانا كلى غضب واحراج زى ماتشوف.....لقد استحوذت على فتاة الكلب الاسود لبم يكن حبا فانا لم اكن اتجاوز سن البلوغ ولم يكن لى اهتمام بالبنات بحكم تربيتى وكان يجب على ان اقص القصة لاحد حتى ارتاح وترتاح العصابى التى بدات فى الاهتزاز فكان على ان اذهب لام سعدون امراءة ابراهيم السودانى لانها كانت تعاملنى كابن لها هذة واحدة اما المهم فقد كانت ملمة بشئون الروحانيات

............................................................

ام سعدون سيدة نوبية تقترب من الستين عاما وتضع فى يديها اساور ذهبية تغطى ساعدها الايسر وتضع على صدرها مايسمى بالكردان وهو عقد ذهبى يغطى الرقبة والصدر وابتسامتها لاتفارق وجهها الشديد السمار والذى تكسوه طيبة واضحة وكنت مع ابنها سعدون الذى جاوز الثمانية عشر عاما بقليل ودار بيننا عدة احاديث اغلبها عن منزلهم الجديد وكرر الدعاء لجدى اكثر من مرة وما ان قارب كوب الشاى الذى قدمه لى حتى اخذت احكى له ماص...ار معى مع بنت كوستا اليونانى وابنته التى تشبه عفريتة الخواجاية بنت ميخاليدس كما كانو يطلقون على طيفها الجميل وكانت ام سعدون تجلس قبالتنا فى اخر الحجرة على شلتة حمراءمن القطن وتدخلت فى الحديث قائلة اسمع يا لولى يا ولدى انت زى ابنى سعدون فى محبتى لك وكمان المرحوم ابراهيم كان بيحبك خالص اسمع كلامى وتغيرت ملامحها الغالب عليها الطيبة الى مايشبه القسوة ولكنى اعرف انها قسوة الام ...قالت كلامى ده قاله عمك ابراهيم السودانى وقبل مايموت كان بيتكلم عنك كتير وكان عارف انك حتمشى ورا عفريتة الخواجاية وفى يوم قال لى يا ام سعدون انا اخذت قطعة من جيب قميص الولد لولى وعملت بيه عمل يحميه من بلاوى الخلق ولو اتعلق بالخواجاية اديه الحجاب ده وخليه يديه لتعبان بيسكن تحت شجرة الجميز الكبيرة الموجودة امام قصر ميخاليدس واكد على يا ولدى اكثر من مرة الشجرة الكبيرة واوعى يخاف من التعبان لانه مش بياذى الا اللى بياذيه ويحاول يدخل القصر الخواجة عامل شئ غريب فى قصره ومحدش يقدر يدخله من يوم ما مات وهو مقهور على بنته.....وقامت ام سعدون وغادرت الحجرة وظلت خارجها دقائق ثم عادت ومعها ورقة ملفوفة على شكل مثلث وقالت لى خد يا ولدى وروح دلوقت لازم تعمل كدة بالنهار وتروح وحدك فاهم وحدك لان اللى حيروح معاك حيتاذى نظرت اليها وقد علت الحيرة وجهى فهذة الامور كنت اضحك عليها ايام زار جارتنا فتحية بتاعة الاسياد وكنا نتندر عليها .وافقت على صوت ام سعدون يللا يا لولى ربنا معاك
قمت مودعا وانا نظر اليهم باستغراب ولكنى فكرت اشوف الكلام ده صح والا زى الزرار بتاع الست فتحية كنت اعرف مكان القصر لانه كان مجاورا لغيط من الغيطان التى كانت تملئ الاسكندرية وكانت هذى الغيطان تزرع الجرجير والخس وكل ما يخص السلطة البلدى توجهت ناحية طريق القصر وكان الوقت قد حاوز الظهر بحوالى الساعة والسمش تسطع بسكل قوى كانها تحت الجلد كان الجو شديد الحرارة والطريق الترابى الذى يؤدى للقصر المهجور مغطى بطبقة من التراب الناعم حتى ان خطواتى كانت تثير غبار كان يصل لانفى ويضايقنى برائحته وتمنيت للحظة انى لم ادخل هذا الطريق ولكن حبى للمغامرة شجعنى على الذهاب وما ان رايت القصر حتى اشتدت ضربات قلبى وشعرت بان شعرى يقف وانه كدبابيس تشك جلد راسى ياربى حب الاستطلاع هل سيوصلنى للاذى طيب وما ان وصلت للقصر حتى شاهدت شجرتين جميز منتهى الضخامة ولكن فيهم واحدة جزعها اضخم اذا هذة الشجرة المطلوبة وتسلقت سور القصر من ناحية شجرة الجميز ووصلت بجانب الشجرة وانا انظر لاسفل منتظرا رؤية الثعبان ولم يظهر وكان السكون يحيط بالمكان وقررت النزول من على السور ومغادرة المكان ولكنى سمعت صوت خشخشة فى اوراق الشجر الجافة وفجاءة ظهر الثعبان ورفع راسه ناحيتى ولسانه المشقوق يخرج من فمه وهو يصدر فحيحا عاليا ولم يتحرك كانه كان ينتظرنى فاخرجت الجاب من جيبى والقيته ناحيته فابتلعه وانصرف كما كانت تحكى ام سعدون بالضبط

................................................................

 وفيما انا واقف انظر الى الثعبان وهو يرحل مر رجل سمح الوجه وابتسامته تجعله جميل المحيا ونظر الى وقال انزل بالسلامة وسمى الله وصلى على النبى انزل واوع تبص وراك انزل والتفت ونظر الى من خلف كتفه وهو يقول فى امان الله فى امان الله وكررها وهو يبتعد عن مكانى ونزلت بسرعة من فوق سور القصر القديم وانا اقول بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على النى واذابى اسمع صوت صرخة الم مروعة من رجل صوته ا...جش كانت الصرخة تاتى من داخل القصر المهجور وانصرفت نسرعا وانا اتبع الرجل الذى دخل الغيط الذى كان بنهاية الطريق وكنت اشترى منه السلطة الخضراء من جرجير وخس وغيره المهم دخلت الغيط مسرعا ولم يكن هناك احد غير الحمار الذى يجر الساقية وكان مربوطا فى شجرة التوت بجانب الساقية فعم عبدو شاويش زهذا اسم الغيطانى كان يروى الزراعات اما بعد الفجر او قبل المغرب وكان واقفا يصلى عندما دخلت فجلست انتظره حتى يفرغ من صلاته وانا اجول بنظرى فى المكان ولم اجد الرجل وعندما تظرت لعم شاويش كان يختم صلاته ويسلم يمينا ويسارا بصوته العالى ورفع يديه الى السماء وهو يدعى فى سره ....وقلت له بعد ان فرغ وانتبه لى تماما اذيك ياعم شاويش فين الشرايط مش معلقها ليه؟ ابتسم وهو ينظر الى وقال ماشاء الله كبرت يابنى انت بقالك مدة مابتجيش وتقولى على الرايط انت فاكرنى شاويش بجد؟ وضحك نظرت اليه وانا اقول فى نفسى كم من ناس طيبة فى هذة الاماكن كنت افخر بمعرفتهم وظللت احكى له كيف كانو يرسلونى لاشترى منه الخضراوات وكيف كانو يقولون انك خدعتنى؟ قال لا والله...انا عارف ياراجل ياطيب ياجدع شاويش...قال لى ازى ابوك على فكرة انا اعرف عيلتك كويس....قلت له حصل لنا الشرف ياعم عبده وكنت اعنيها ولا اجامله ونظر الى وقال ةالله كبرت يا ولد ...معلش انت زى اولادى انا بنتى فى الاداب حتطلع استاذة قد الدنيا ..بس ان خايف تستعر منى قلت له انت كل الناس تتمنى انك تكون ابوها ياراجل ياطيب ...قال انت كنت جاى ليه؟ وعمال تبص فى كل حتة فى الغيط فحكيت له ولم ارى اى استغراب على وجهه او عدم تصديق ....وهو يقول يبقلى انت قابلت الشيخ احمدبقى؟ قلت له معرفش اسمه ولكن اخر كلمة قالها لى فى امان الله ..وانصرف مسرعا ورغم انه كان حافيا الا ان قدميه كانت نظيفة وكذلك جلبابه رغم انى لم لتبين لونه جيدا...قال عم عبده شاويش الراجل ده انقذك من بلوة واللى بعتك المشوار ده مقالكش سمى الله وصلى على النبى انت عارف كان ممكن رجليك تنجرح او يحصل فيها كسر وانت نازل من على السور قلت له انا وصلت الامانة ..قال امانة ملعون وسحر اسود والخواجة هو التعبان الشر ملاه من يوم موت بنته بعد ماقتل خطيبها يابنى ابعد عن سور القصر.. قلت له دى اول واخر مرة وكررت سؤالى امال الشيخ احمد بيبان فين قال ده رجل من اهل الخطوة ..وياريت ماتجيبش سيرة اللى حصل واوع تمشى فى الشارعين دول ومعاك حد الا يتلبس لكن انت اصبحت محصن ووقف قائلا اذكر الله...قلت لا اله الا الله لكن يعنى ايه من اهل الخطوة قال يعنى ممكن كذا واحد يشفوه فى كذا منطقة فى نفس الوقت حتى احنا منعرفهوش ساكن فين والا بيروح فين...طيب يابنى عن اذنك ورايا شغل وقام لعمله فى رعاية المزروعات او انه كان لايريد ان يسترسل فى الكلام....كنت انوى العودة لام سعدون لاروى لها ماحدث ولكن شيئا ما كان يمنعنى من العودة اليها لاادرى لماذا وكان الجوع والتعب قد تمكنا منى فقررت العودة الى المنزل...وبينما انا ادخل المنزل سمعت ابى يتحدث مع احد داخل غرفة الصالون وكان الصوت ليس غريبا ولكن الحديث كان عنى

......................................................................

انتظرت قليلا عند باب شقتنا وان اسمع حوار كان يدور حولى وكيف انى لا اذهب الى بيت عم ابى وانى اقضى معظم اوقاتى مع اولاد السودانى ووصفهم بالمجانين وسلالة العبيد وكان عم ابى منفعلا وصوته عالى وهو يتحدث الى ابى قائلا انت ماعرفتش تربى الولد ده لانه ماشى من دماغه ...كنت اعرف انه باع كل اراضى جدى واضاع ثمنها على زيجاته الكثيرة ولم اكن اعجب بطريقته فى الكلام لانها كانت بلهجة امرة طول الوقت المهم دخلت... وسلمت عليه كانى لم اسمع شيئا احتراما لابى واستاذنت فى الانصراف ....ظل جالسا فترة وحينها كان النوم قد غلبنى فنمت على الاريكة التى اجلس عليها ولما شاهدتنى امى وضعت تحت راسى وسادة وتركتنى انام ولم تنسى ان تغلق الباب خلفها كعادتها وحرارة الجو تتاجج داخل اى غرفة مغلقة ليس بها مروحة والنوافذ مغلقة وافقت وقد غطى العرق كل جسمى واطلت امى على وهى قلقلة لانى لم اكن معتاد على النوم بعد صلاة العصر ولاحظت انى لم اطلب اى طعام كعادتى عند العودة الى البيت وجدتنى اصحو من النوم وقد غطى العرق جسمى فاحضرت منشفة وقالت لى نشف جسمك من العرق واستحمى وغير هدومك على ما اسخن الاكل...سالتها فى حد مع ابى قالت.. لا مشى..قالتها بلهجة قاطعة فلم تكن تحب الرجل مثلى ولكن انا اصبح لى اسبابى بعد ان عرفت كيف استولى على اشياء اخوه والذى هو جدى بعد موته ....قمت واخذت حمام بارد وكنت اصفر لحن اغنية كنت احبها وسمعت امى تقول بطل تصفير ويللا الاكل سخن..مش حاسخنه تانى... جديتها الممزوجة بحنان الام وتوجيهاتها الصارمة المليئة بالحب كانت تجعلنى افخر ان امى تحبنى هذا الحب وكن احس فى نفسى اننى المميز بين اخوتى عندها ولكنى كنت لا اظهر ذلك.... بعد فترة نادى على ابى وقال لى انه يريدنى فى موضوع مهم... وحينها وجدت امى تتجه مسرعة حيث كان يجلس ابى فعرفت انها تريد امرا من هذا الحديث ...لانها لم يكن من عادتها ان تجلس وابى يكلمنى فى موضوع يبدو انه خاص بى...كويس لقيت حد يقف معايا ...نظرت الى وهى صامتة قال ابى احضرينا يا ام لولى ولم يناديها باسمها فقد كانت تفخر انها ام لولى قالت بغضب مكتوم حاضر....قال ابى اسمع يابو شاهين كان يدللنى باسم جدى الاكبر قلت ..انا سامع ومطاطا ودانى قال انت ماشاء الله كبرت لم اخدع بهذة الحيلة الاستقطابية وتصنعت الخجل فقال ابى لامى الولد ده حلانجى ويلعب بالبضة والحجر وكان سامع كل الكلام وعامل عبيط ردت امى كان نايم وانا قفلت الباب عليه لان صوت عمك كان عالى...قال المهم انت حتتجوز بنت سومة بنت عمى انت عندك دلوقت 17 سنة صحيح هى اكبر منك بسنتين لكن مش مهم كنت استمع بلا مقاطعة ...حتى قال لى..ايه ردك حتفكر فى كلامى والاانت موافق؟.... قلت طبعا مش موافق اولا العروسة زى اختى وكمان طيبة ومقبولة يعنى نقدر نقول انها حلوة شوية ولكنها كمان اكبر منى وحتتوظف السنة دى يعنى هى تشتغل وتصرف على وانا اروح المدرسة وارجع وبعدين حاصرف على البيت منين؟ قال يابنى البيت كبير وواحدة مش حتزود البيت فى حاجة وكانها واحدة من اخوتك قلت له شوفت انت قلت واحدة من اخوتك قال يابنى العشرة بتجيب الحب قلت على جثتى...انزعجت امى وتدخلت فى الحديث قائلة الكلام ده لو حصل حاسيب البيت انا وابنى وخليها لك انت وعمكبالذمة ده راجل حد يسمع كلامه...ضححك ابى وقال انا لاافرض عليك شئ يابنى بس كنت باعرض الكلام واتجه لامى قائلا طبعا مين حيدافع عن العريس وضحك قائلا القرد فى عين امه غزال وانتهت هذة المناقشة الثقافية وتوصلنا ان القرد فى عين امه غزال.... مرت ايام على هذا الحديث وكانت احسان تحضر هى واختها الصغيرة بحجة تفصيل وخياطة فستان جديد ...وكثرت فساتين احسان لم تكن من النوع الخبيث كانت طيبة وهادئة الطباع وفيى يوم تاخرت عندنا وحل الظلام طبعا لم اكن اخبر امى بذهابى عند القصر المهجور وحديث ام سعدون وعم شاويش الغيطانى الذى اخبرنى باننى لايجب ان يمشى معى احد فى طيق شركة الشيكولاتة او هذا الشارع الترابى وكان الطريقان هما اقصر الطرق التى تؤدى الى المعدية حيث تسكن احسان واهلها فى البيت الكبير او الذى كان بيت العائلة تذكرت ان هناك طريق ثالث اطول قليلا لكنه يمتلئ بالمارة حيث تم انشاء مساكن شعبية مكان حديقة عمر باشا طوسون كان ابى يامرنى ان اوصلهما الى المعدية طيب خلي حد تانى من اخوتى يوصلهم كان يقول انت الكبير وكان اخوتى يضحكون بخباثة الصغاركنت قد امتنعت وحدى عن الذهاب الى بيت السودانى وفكرت فى الذهاب لرؤيتهم وفى طريقى شاهدت ملينا بنت كوستا اليونانى وهى تنظف حديقة فيلاتهم الصغيرة ولم تكن بالجمال الذى رئيتها به من قبل بل كانت قبيحة الشكل وذات انف ضخم وتابعت سيرى الى منزل السودانية وعند بيتهم قتحت لى ام سعدون الباب وما ان شاهدتنى حتى قالت كيفك يا لولى اسمع يا ولدى ياريت ماتجيش تانى ومتقابلش سعدون لمصلحته ومصلحتك انا خايفة على ولدى من الازية لو مشى معاك فى طريق شركة الحلاوة

.................................................................................................

كانت ام سعدون تعنى بطريق شركة الحلاوة ...شركة الشيكولاتة لم اسئلها لماذا لانى ك نت خجلا واحسست انى طر دت من بيتهم ولكنى تينت بعد ذلك انها تعرف الكثير والكثير جدا واننا نعيش فى عالم ملئ بعوالم مختلفة قد نرى بعضها وقد لا نرى البعض الاخر ولكن من يخاف من المجهول هو من يصيبه الضرر .وفى نفس الاسبوع كنت راجع من الخارج حيث كان المركز الثقافى السوفيتى يعرض فيلم الحرب والسلام قصة ديستوفيسكى . ...وجدت سعدون يجلس نفس الجلسة وقال لى انا قعدت هنا وكنت خايف حد يشوفنى..قلت متسائلا ليه؟ قال اوع نزعل من امى قلت ليمكن ازعل منها لانه ممكن يكون لها اسبابها لطردى اتسعت عيناه وقال حد يطردك من بيتك؟ انت عارف كلنا بنحبوك قلت اعلم...........امال فيه ايه؟ رد على تعالى اقولك ومش عايز حد يسمع كلامنا ولا حتى تقوله لحد ...قلت له تعالى نطلع غية الحمام وصعدت السلالم مسرعا الى حيث مكانى وحبى الوحيد غية الحمام ..كان فيها طقم شاى وكل مستلزمات عمل الشاى وكنت موصل ماسورة مياة وحنفية وحوض لاحتياج الحمام اليومى للمياة النظيفة حتى لايمرض...قال اول مادخل الغية ماشاء الله والله دى ممكن الواحد يعيش فيه قلت له انا معظم وقتى اقضيه هنا..ايه الحكاية رد على قائلا والله امى خايف عليك فاكر موضوع الحجاب اللى اعطت هولك ..قلت وهو ده يتنسى قال انت من اليوم ده اصبحت محمى منهم قلت من مين ؟ رد على قائلا اسمع اقولك الكلام اللى قالت هولى قالت انت حتعرف بنفسك العالم ده..لكن المخلوقات السفلية دى علشان ماتقدرش عليك زى ابويا...والشيخ احمد وعم شاويش..قلت له وانت تعرفهم منين؟ قال انا ماعرفهمش ام سعدون هو اللى قال لى..كنت ساضحك على لهجته النوبية الجميلة ولكن علامات الجدية المرتسمة على وجهه اجهضت ضحكتى قال اسمع اوع تمشى مع حد فى شارع الشيكولاته او شارع القصر ومعاك حد جيقدرو يازوه وانت واقف تتفرج مش تقدر تعمل حاجة؟ لانه لسة بدرى اوى عليك ...قلت يادى الهم يعنى اديتونى الحجاب علشان تخلو حياتى عذاب ...قال انت اصلا كنت حتنضر واعوط الحجاب علشان يحميك وهو فى مكان محمى كويس قلت له وبعدين قال خلاص هى دى الرسالة وياريت تكون فهمت كلامى كويس قلت له انا افهمك من غير كلام وتذكرت ابيه عم ابراهيم السودانى وهو يقول لى خللى بالك من سعدون صحيح هو اكبر منك فى السن لكنه مسكين قليل الحيلة امانة عليك يا ولد ى؟ لم انسى كلام الرجل الطيب وقلت لسعدون اشوفك بعديم وسلم على ام سعدون والبت سعدية وجوزها والعيال ..بكى سعدون لانه احس اننى لن اذهب اليهم ثانية وخرج مسرعا وهو يلقى السلام كنت افكر فى كلامه والرسالة التى اوصلتها ام سعدون كان الكلام واضح وكنت اعرفه ولكنها كانت تعتزر بطريقتها ولخوفها على وعلى ابنها وعلى من يمشى معى فى طريق من الاصدفاء تفهمت الرسالة جيدا ليس شارعين ولكنهم ممكن تواجدهم فى اى مكان الم اقل لكم ان عالمنا ملئ بعوالم غامضة ولكننا نجهلها
تملكنى الخوف فنزلت الى شقتنا وتوضات وذهبت فى صلاة عسى ان يقوينى الله ويخرجنى من هذة المحن....وما ان فرغت من الصلاة حتى رايت اخت احسان الصغيرة وقد جائت لتبشرنا بان اختها استلمت شغلها النهاردة فرحت لها فقد كانت انسانة طيبة ورقيقة ولا تنتمى لزمننا هذا قلت لها ان تبلغها انن فرح لتسلمها العمل الجديد والف مبروك ...قالت البنت حاضر وجلست تتكلم مع امى .بينما انصرفت لشئونى الخاصة واتجهت الى الباب لانصرف وقالت امى حتتاخر برة قلت يمكن اروح السينما قالت طيب خللى بالك من نفسك واوع العربيات...طمنتها وقبلت راسها وانصرفت وهى تبتسم وتقول قولتها حلانجى وبيضحك عليا ..قلت لها لا معايا فلوس من امبارح قالت طب خليلى دول معاك واعطتنى جنيه بحاله....انصرفت كان على ان اعبر طريق القطار وانا اتجه لناحية محطة قطار الحضرة....وكنت انط من على قضبان القطار واذا بى ارى سيدة عجوز يميل جسمها النحيل للانحناء وقالت خد بايدى يابنى يسعدك..اتجهت ناحيتها لاعبر بها من فوق قضبان السكة الحديد للجانب الاخر وكان ينبعث منها رائحة كريهة تخرج مع انفاسها ورايت ملامحها وكانت شبه مغلقة العينبن ولها انف معقوف وجلد وجهها اصفر يميل للزرقة وجلدوجهها كثير التجاعيد بشكل ملفت كانت تمسك بزراعى بقوة شديدة ليست لامراءة عجوز وكان ساعدها رفيع ومليئ بالشعر ممادفعنى لتخليص زراعى من قبضتها واذدات الرائحة الكريهة منها وسمعت صوت القطار يقترب وكنا قد عبرنا من فوق القضبان ولكنها كانت تريد شدى ناحية القطار فقلت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ودفعتها بعيداعنى ومر القطار وهىتضحك بصوتها الذى يغلب عليه الحشرجة كانت ضحكتها عالية كانها تهزاء بى وجرت نا حية مخزن القطارت وانا انظر اليها وخرج عامل التحويلة الموجود فى حجرة شبه زجاجية فوق مخزن القطار ات وهو يقول لى انت يابنى انت كنت عايز تنتحر عيال عايزة البلاوى لاهاليها

...........................................................................

مشيت وانا مذهول مما حدث رغم تنبيه ام سعدون لى باننى سالقى المتاعب ولكن لاخوف من ذلك فانا عرفت اصحاب البصيرة والروئى وهم ليسو بالكثير بل يمكن عدهم على اصابع الكف الواحد اول من حذرنى كان عم ابراهيم السودانى وام سعدون زوجته النوبية والشيخ احمد وعم عبده شاويش نسيت نفسى وانا افكر فى هذة الاحداث التى توالت على راسى الذى كان اضعف من ان يستوعب بعضها وافقت لنفسى وانا امشى فى طريقى الى شاطئ البحر من ن...احية كلية الهندسة كنت انا وزملائى فى المدرسة على ميعاد لدخول سينما الهمبرا وكانت تعرض فيلم بن هور لشارلتو هيستون اتذكر هذا اليوم جيدا فعلامات العجوز الشيطانية لازالت بساعدى عندما كانت ممسكى بى عند شريط القطار وتذكرت وجه عامل التحويلة والرعب المرسوم على وجهه لانه ظن اننى سوف اسقط تحت عجلات القطار ولكنه لم يشاهد السيدة الشيطانية ركبت حافلة متجهة الى ناحيىة مكان انتظار اصدقائى واسرعت الخطى بعد ان هبطت منها لانى كت منضبط جدا فى مواعيدى ووصلت قبل ميعادى معهم بقليل ووقفت اتفرج على المارة عند محل البن البرازيلى حيث كنا نلتقى قبل الذهاب الى اى سهرة سينما او حفلة زفاف والله كنا نتصرف كالكبار رغم ان معظمنا كان فى السابعة عشرة او اقل وكلمة اقل فى عرف المراهقين معناها عام.. انتظرت حتى وصل اصدقائى وزملائى فى المدرسة وكان معنا صديق قوى الملاحظة لاحظ ارتباكى وبادرنى متسائلا مالك انت معاكش فلو والا ايه مايهمكش الجيب واحد ....كنا كلنا هكذا وهو صادق لا يجامل ..شكرته و ذهبنا لمشاهدة الفيلم كنا نفضل الحفلة الاخيرة ا ى حفلة تسعة الى منتصف الليل وخرجنا ونحن نضحك على نكت بعضنا البعض وانصرفنا كل فى طريقة الى منزله .اتجهت الى محطة الحافلات ووقف فى انتظار الحافلة المتجة الى منطقتنا وكانتمثال سعد زغلول خلفى وبعض الناس العائدين الى بيوتهم فقد ولى الصيف واقترب الخريف مع رائحة الجوافة التى تصاحب الناس فى اى مكان رايت ناظر المحطة وسالته فيه اتوبيس جاى قال ايوة اخر اتوبيس بعد ساعة وصلت حافلتى اخيرا وعندما اصبحت وحدى اخذت افكر في ما دار فى يومى من احداث قد يراها البعض عادية او لاتذكر ولكنها فى احيان كثيرة تكون هذة الاحداث مقدمة لاحداث مهمة فى حياة بعض الناس ...عندما وصلت الى الحى الذى اسكن فيه كان صوت ام كلثوم ينساب من خلال اجهزة الراديو الموجودة فى المقاهى وكانت تغنى سهران لوحدى اناجى طيفك السارى ياعينى ...وقابلنى احد الجيران والغريب انى كنت افكرفيه قبل ان القاه ياريتنى كنت فكرت فى الف جنيه قلت فى نفسى قبل ان يسلم على ويسال ياعم نفسنا نشوفك انت على على طول برة الحته ...شكرته على اهتمامه واتجهت الى منزلى ...كنت افكر احيانا نتذكر انسان رغم عدم وجوده الا انك تجده امامك او تغنى بينك وبين نفسك فى اغنية وفجاءة تسمعها فى راديو الجيران او عندما تتكلم فى موضوع انت واحد اصدقائك وتجدا انكما تتكلمان نفس الكلة ماهذا اكيد اننا نملك من لقوى مايفوق قوة العضلات والعقل انها قوى لامحدودة ولكننا لا نستخدمها فضعفت ووجدت نفسى وجها لوجه مع امى فى البيت وهى تقول مالك يابنى ماشى سرحان كانك فى دنيا تانية واتاخرت ليه ؟ ابقى ادخل السينما انت واصحابك بدرى كانت تثق فى وفى اننى ساكون مع رفقة طيبة ولم اخذلها يوما وعنمدما كنت البس ملابس النوم لاحظت ان يدى بها جروح حولها لون اسود فصرخت ايه ده اللى فايدك وصرخت منادية ابى ...الحقنا شوف الاافندى كان بيتعارك مع مين؟ وزهبت لتحضر قطنا وبعض المطهرات لتمسح على جروحى ولكنها اسغربت من اللون الاسود المحيط بالجروح التى كانت بطول ساعدى الايمن من اظافر العجوز النتنة ولم احكى لها حت لاتخاف ولكنى قلت انى كنت افض مشاجرة بين ميكانيكى وزميله.... كنت اعرف انها تعرف انى اكذب ولكنها لن تتوقع ماحدث

...........................................................................................

الخربشات التى المت بساعدى الايمن تورمت واصبح لونها اسود ولكنها لاتؤلمنى و لكن منظرها بشع وكانها وشم لسيدة يطير شعرها فى الهزاء ...قال طبيب امراض جلدية ذهبت له بهذة الحالة قال انه وشم انا لا احب الوشم او الموشومين بل كنت احك عليهم خاصة من يضع عصفورة بجانب جبهتع او من يضع رسم لاسد يحمل سيف او من يرسم قلب به اسم حبيبته كنت اضحك على كل هؤلاء فكيف اضع هذا الوشم الملعون على ساعدى ...وقال الط...بيب انى احتاج عملية تجميل قلت فى نفسى اى تجميل ...كنت اعرف ان هذا الوشم وضع على ساعدى ليسهل به تتبعى اينما ذ هبت ...وفى يوم من ايام الشتاء وجدت نفسى عند غيط عم الشاويش فقررت دخوله وشراء بعض الخضر ...وما ان دخلت ورانى الرجل حتى صاحبى انت كنت فين يا اخى انا منتظرك ليا اسبوع ...مددت يدى لاسلم عليه فسحب يده وقال مش دلوقت تعالى تركنى جالسا امام بعض من فروع الشجر الصغيرة المشتعلة ليصنع الشاى عاد الرجل بعد بضع دقائق وقال لى انت قابلت العجوزة عند القطر...وكانت حترميك تحته لولا قوة ربنا اللى ابعدتها عنك ..ولكنها تركت هذة العلامة على يدك لتؤذى امثالنا لما تسلم عليهم بايدك..وسالنى انت حكيت لمين على موضوع العجوزة ؟ قلت ولا واحد عرف حتى عندنا فى البيت قلت لهم انى كنت بافض مشاجرة بين اتنين ميكانيكية...قال كويس وحكيت له كيف قال الطبيب لى وانالماء تجعلى احس بحريق فى يدى ...قال لايهم تعالى اقترب منى ولما اقتربت منه رايت فى يده بعض الاعشاب ونبات الرجلة ووضعها على ساعدى وامسك يدى بقوة المتنى واخذ يسمى الله ويتمتم وانا لااعرف ماذا يقول ..احسست بالنباتات تلتق بيدى وباشياء لزجة تخرج من تحت يد الرجل وكان يبدو عليه انه ذهب لعالم اخر ...واخيرا ترك يدى وهو يقول الحمد لله ...نشرب الشاى وضحك وهو يقول دلوقت تقدر تسلم على خلاص راحت البلوة اسمع خليها كدة النهاردة متغطية بالقميص وبكرة زى دلوقت تعالى ...واعطانى بعض حزم الجرجير والكزبرة وقال يللا روح استريح ولا تخرج لاى سبب الابكرة زى دلوقت...كنت اصدق الرجل وفعلت ماقال لى ولكنى قداواجه بعض المشكلات فى البيت..كنت افكر ..وعند عودتى تصنعت التعب والمرض مع انى كنت اشعر بقوة حصان ...والعجيب ان احدا لم يلاحظ انى نائم فى حجرتى ...كنت لااشعر باى الم فى ساعدى الايمن الا بعض الشعور بالحكة وكنت اتحمله الى ان اصبحنا فى اليوم التالى وكنت ما ازال ارتدى نفس الملابس وبعد صلاة العصر انطلقت الى غيط عبده شا ويش الذى قابلنى بترحاب وقام وهو يشد على يدى وهو يقول الحمد لله ورينى ايدك فشمرت عن ساعدى فلم اجد اىا من النباتات التى وضعها على الوشم الشيطانى او اى اثر للوشم حمدت الله وشكرت الرجل كثيرا ...فقال الرجل ادعىلى ..فدعوت له بالصحة والستر ودوام محبة الله والناس له قال قم فتوضاء ولنصلى سويا ركعتين شكر لله يللا علشان نصلى العصر بالمرة...وبعد ان فرغت من الصلاة قال ورايا اعمال وتركنى كما هى عادته قمت مستاذنا للذهاب واتجهت الى الشارع الترابى الذى يفصل الغيط عن لطريق العام وكان خاليا من المارة كنت فرحا بما وصلت اليه ولكنه كان يشدد على الا اخبر احد بما صنع لازالة وشم العجوز الشيطانة من يدى وانطلقت ذاهبا الى منزلى وفى الطريق قابلت بعض الاصدقاء وكانو يدعونى للذهاب للفسحة ولكنى اعتذرت لكنهم كعادة الشباب اتهمونى بان ماما هى التى تمنعنى من السهر قلت لهم وماله مش فى السبوع كانو بيقولو اسمع كلام امك ..ردو احنا مش فاكرين وانصرفو ضاحكين ولما وصلت البيت قابلتنى امى عند الباب وهى قلقة على كعادتها وقالت روحت للدكتور قلت لها لاء ده عايز يعمل لى عملية والحكاية مش مستحقة ندهن بالمرهم احسن....قالت انت حر لكن انا حاسة ان الموضوع ده خطر قلت مفيش خطر ولا حاجة ياست الكل عن اذنك وذهبت الى صومعتى التى كنت اقراء فيها واستذكر دروسى بل واكل وانام فيها احيانا رغم فرحى بازالة علامات الشيطان الا انى كنت قلق على القادم من الأيام

...............................................................................

لى اسبوع لم اغادر البيت ولا اعرف لماذا تملكتنى حالة غريبة من السكون وعدم الاهتمام بما حولى حى ظنت امى ان بى شيئا غريبا واذا بها تدخل حجرتى وكعادتها تسالنى اذا كت اريد تناول الغذاء وبشرتنى انها دجاج وصينية بطاطس وارز بالسمن الفلاحى كنت احب هذة الاصناف وقمت اكراما لخاطر امى وكما يقولون اكلت بالعافية ...سالتنى امى مالك يابنى ايه مزعلك قلت لا ولاحاجة. ردت اصل دى مش اكلتك قلت لها انا ...تمام وزى الحصان بطلى قلق وحولت الحديث الى وجهة اخرى فقلت امال بابا فين؟ قالت مش عارفة فى السويس بيعمل ايه ؟ لانه مابتكلمش عن شغله .انت عارفه قمت الى حجرتى بعد ان فرغت من الطعام وغسلت يدى ولكنها كانت ورائى بكوب الشاى كما هى العادة قالت الشاى بالنعناع حيخليك زى الفل ..وتركتنى وانصرفت فهى لم تكن تثقل على احد حتى اولادها ...تذكرت عم عبده الشاويش وتملكتنى فكرة الذهاب الى الغيط فارتديت ملابس الخروج على عجل ونزلت جريا على السلالم وانا اسمع صوت امى وهى تدعى لى بالستر والصحة والعافية ...ياه ما اجملها من اشياء اذا كانت خارجة من قلب الام كنت ابنها البكرى والمفضل لديها وكذلك المتعب من خوفها الزائد على ولكن انها الام.....وصلت الى الغيط بعد دقائق فلم يكن بعيدا عن مكان سكننا كما اننى كنت امشى مسرعا كعادتى .وما ان دخلت الغيط حتى وجدت عم عبده الشاويش يجلس فى مكانه المعتاد بالقرب من الساقية ورحب بى وقال اجلس يا ولدى انا كنت عايزك علشان اقولك حاجة مهمة ...قلت وان كمان حسيت انك عايز تقابلنى قال كويس بدات تتعلم انت بنحس بغيرك اللى بتفكر فيه ..دى بداية القوة لكنك يا ولدى مطارد ولازم تنهى المطاردة دى..ومفيش حد يقدر يساعدك غير نفسك ...ونظر الى واكما حديثه اوع يتملكك الغرور لان الغرور يا ولدى من اعراض زوال القوة ولا تتكلم عما تعرف الا لتفيد من اصابه الضرر..حط كلامى ده حلقة فى ودنك فاهم؟قلت له نعم انا احس بكل كلمة قلتها ياعم شاويش فضحك وقال انت الوحيد اللى بينادينى بعم شاويش ....اسمع حتروح بيت القاضى فاكره؟ قلت ايىوة اللى فيه القطط؟ قال دول مش قطط دول حراس مناديل البنات السبعة..ومش مهم تعرف دلوقت حكايتهم المهم لك انك تجيب المناديل دى وتخفيها فى مكان تعرفه انت وبس فاهم انت وبس...قلت له اروح امتى ردعلى قائلا اسمع الايام دى السما كلها غيوم معظم الوقت والحراس بيبقو منتهى القوة كلما كان هناك غيوم فى السماء او حالة ظلام دامس انت تروح فى يوم الشمس تكون منورة ومالية الارض ومحدش منهم حيطولك لانك حتذكر الله واجعل اسمه فى فمك فاهم تعرف تذكر الله قلت لا اله الا الله ...واكملت اعرفه من قصار السور قال انت فى امان الله وحفظه طالما كنت تذكره بقلبك قبل لسانك ..قلت طيب حالاقى مناديل البنات السبعة فين قال السور اتهدم واول ماتروح مكان الباب القديم حتلاقى حجارة بيضاء كبيرة حيعينك رب العالمين على ازالتها وحتلاقى اصوات تحاول ابعادك من المارة لاتنتبه لهم وكذلك القطط ستحاول الدفاع عن المناديل ولكنها لن تقدر عليك فهى فى حالة ضعف شديد عند ظهور الشمش القوية ووقف قائلا فى امان الله يا ولدى ومد يده مصافحا وكان اول مرة يفعلها لانه كان كلما زرته يقول لى فى نهاية كلامه انه عنده عمل يريد انهائه او اى كلام لانصرف ولكن هذة المرة شد على يدى بقوة كانه يودعنى انصرفت وانا افكر فى اليوم الذى ستسطع شمسه بشدة متى هل هو غدا او بعد اسبوع او اكثر لا ادرى...
كنت اصحو من نومى مبكرا منتظرا سطوع الشمس وبعد يومين من حديثى ظهرت العلامة فقد كانت الشمس قوية منذ شروقها وتنير الارجاء ارتديت ملابس خروجى مسرعا واتحهت ناحية فيللا القاضى كانت الشمس تملاء المكان ومع ذلك فانى ابتعدت عن مكان بيت القاضى حتى تزداد سطوعا واخذت امشى حتى ادركنى التعب فجلست على رصيف الشارع لاستريح قليلا وقررت الذهاب لاخذ مناديل البنات السبعة كان فى امكانى الجلوس فى مقهى او اى مكان ولكن عم الشاويش كا يشدد على الااكلم احد قبل حصولى على المناديل الحريرية ...توجهت الى الفيلا وانا اعرف مكان الباب الرئيسى قبل ان يهدم السور كله بل ومعظم المبنى فقد كنت حاضرا ورايت ماحدث ايامها ربما لم تكن مصادفة بدات ازيح الاحجار وانا اسمع صوت رجل ينهرنى بشدة ولكنى لم التفت اليه وبدات اذكر ما احفظه من ايات واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وكانت القطط ذات الاشكال العجيبة تجرى مهتاجة فى المكان محاولة ابعادى ولكنها كانت ضعيفة كما اخبرنى عم شاويش وما ان ازحت حجر ابيض كبير كان قدوصفه لى وتحته بعض الاتربة النعمة فاخذت ازيلها بسرعة وازدادت حدة صراخ القطط وارجل اذى ينادى على بالابتعاد واخيرا وجدت قطعة من القماش ما ان سحبتها حتى خرجت المناديل الحريرية وكانت فى حالة الجديدة ولم يصلها اى زرة من الاتربة.. لم يكن هناك وقت حتى للتعجب اخذت اجعل المناديل كانها كرة واضغطها فاصبحت كرة صغيرة ووضعتها فى جيبى وانصرفت ولم اسمع بعدها نداء الرجل لى بالرحيل عن المكان او صوت مواء القطط ذات الالوان الرمادية والسوداء

........................................................................

قصر البارون منشا او مدرسة الاسكدرية الثانوية او مدرسة المشير احمد اسماعيل الان .كان القصر قد تم تاميمه مع ممتلكات الاجانب وتم تحويله لمدرسة ثانوية.القصر من حوالى اربعة ادوار بمافيها الدور الارضى .....كنا اربعة عشر طالبا فقط لاغير كل قسم اللغة الفرنسية بالصف الثالث اثناء الحصص غير اللغة الفرنسية كنا نجلس فى فصلنا الجديد بالدور الاخير اما اثناء حصص اللغة الفرنسية مع مسيو فايد فقد كنا نجلس فى مدر...جات السوربون هكذا كنا نسميها على سبيل الفكاهة لانها فى الواقع كانت سلالم رخامية لمدخل من مداخل القصر من الجهة الشمالية وهى تؤدى الى ملاعب كرة لسلة ذات الارضية المصنوعة من حمرة الطوب فى شهر مايو قبل اخر لعام اصيب احد زملائنا بحالة بحالة نفسية غريبة وكان يهلوس باسماء اجنبية ومنها روزيتا وفى هذة الايام كان هذا الزميل يقلب حصص اللغة الفرنسية فى السربون راسا على عقب مما يسبب لنا الضيق فمعظمنا كان يحب مسيو فايد لسرعة توصيلة اللغة اللينا وكان يشرح القصة الشعرية انرةماك عن حرب طروادة وفى هذا اليوم كان زميلنا يجلس بجانبى وفجاءة نط للاعلى ثم انطلق يغنى كما يغنى مطربى الاوبرا روزيتاااااااااا مما جعلنا ننفجر فى الضحك وغضب المدرس وترك مدرجات السوربون وانصرف ولم يتوقف عبد العزيز يسرى عن الغناء بلغة كانها الايطالية وهو يذكر المسماة روزيتا وكان مدير مدرستنا فى هذة الايام يجلس فى مكتبه بل يلف ويدور حول فصول المدرسة والملاعب وما ان سمع من يغنى لروزيتا حتى اتجه ناحيتنا وبادرنا متسائلا انتم قاعدين هنا مع مين وفين استاذكم؟ كل هذا وعبد العزيز يسرى لايتوقف عن غنائه الاوبرالى ونحن نكتم ضحكنا باقصى مانستطيع والتفت المدير الى زميلنا الاوبرالى قائلا ايه يابنى اللى بتنيله ده؟ وكان زيزو او عبد العزيز اصابه الصمم فقدكان ينظر الى الامام وهو يغنى وتذكرت ان مناديل مناديل البنات السبعة كانو فى جيبى فوضعت يدى لاطمئن عليهم وكانو فى موضعهم فى جيبى وهدات وانا انظر الى زميلى واحاول اسكاته ولكنه ازداد علوا فى صوته وتحول ضحك زملائى الى غضب نه وصاحو فيه ليسكت ولكن هيهات وحينها قال المدير وهو يتجه الى زيزو الذى كان يغنى ابقى تعالى مكتبى واوع تروح انت مرفود اسبوع وتيجى مع ولى امرك وكان زيزو يغنى لم نفهم معنى الاغنية لاننا لانعرف الايطالية ولكن من ملامح زيزو اتضح انها اغنية حب وتحول زملائى مرة ثانية من الغضب الى الاستماع ولم نسمع المدير وهو يسالنا مين اللى بيدرس لكم...لم نرد احد فقال انا رايح اشوف الزفت الجدول... وسكت زيزو فجاءة كما بداء وسالناه ايه ياعم اللى نيلته ده لم يرد علينا وكان ينظر الى البعيد كانه يتابع شئ يبتعد كنت انظر اليه ولم استغرب ما الم به فهو ربما مسه مس من الجن المتلبس باسم روزيتا هذة كان احد زملائى يريد ان يعتدى عليه بالضرب فتصدينا له قائلين عيب ياجدع ده زميلنا برضوه واكيد تعبان من حاجة...لم يكن زيزو معنا اطلاقا ولم يحس بمن كان يريد ضربه وهو يتابع الشئ الوهمى ثم رفع يده مودعا.انصرف المدير منذ دقائق قبل سكوت زيزو المفاجئ ونظر الينا زيز وبكى لم ندرى علام يبكى هذا المخبول كانت فترة فسحة الغذاء قد اقتربت فصعدنا الى مكان فصلنا الدراسى فى الدور الرابع كانت فى منتصف الحوائط العالية فى هذا الدور حلقات حديدية مثبتة فى الحائط ورغم الطلاء الموضوع عليه بكثرة الا ان الحلقات طالها الصداء وسفلها لون بنى غامق لم يستطع الطلاء اخفائه..كان الفصل يطل على الجهة الغربية لحدائق البارون التى كانت لاتزال تلقى عناية من عم عمدة الجناينى انصرف كل زملائى الى ملاعب المدرسة وان انظر من خلال الشرفة العليا للفصل فقد كانت مزدنه باشكال عجيبة وجميلة واتاملت وانا افكر اننا ندرس فى مكان كان سكن لرجل من اغنياء الاجانب فى مصر لكنه كان غامضا احسست بخيال يمشى فى الصالة التى كانت تتوسط باقى الفصول واختفى الخيال ناحية الحمام المغلق الذى لم يسمح لاحد بدخوله منذ وجودى بالمدرسة المهم انه كان مغلق بسلسلة حديدية وقفل كبير ولا اعرف ما الهدف من خلق حمام هكذا وفكرت يبدو ان المدرسة تستخدمه كمخزن وعاود الطيف للظهور مرة اخرى ولكنه كان واضحا كان لسيدة جميلة تلبس ملابس واسعة كملابس النبلاء فى عصر ملوك ايطاليا وكنت قد قرات قصة او كتاب يصف هذة الملابس وناديتها روزيتا وطبعا لم تنظر الى وتنبهت لنفسى هل جننت مثل زيزو لانادى روزيتا ولكننى احسست كانى كنت اعرف هذة السيدة الحسناء ترى ماذا يحمل هذا المكان

......................................................................................

توالت الايام وصحونا على صوت ..صوت العرب واللحن المميز للمحطة ونشيد امجاد يا عرب امجاد فىبلادنا كرام اسياد امجاد يا عرب امجاد ...صوت العرب من القاهرة ايها المواطنون جائنا الان البيان التالى انتبهت بشدة والمذيع يقول قامت العصابة اليهودية اليوم بالهجوم على بعض دفاعتنا الجوية والتى اسقطت 80 طائرة ....هنا القاهرة وتلى ذلك موسيقى عسكرية وبعذ ذلك قال المذيع ايها المواطنون جائنا الان البيان الت...الى وكرر ماسبق الى ان وصل الى هنا القاهرة وما ان وصلنا الى الظهر حتى كان عدد الطائرات التى قال المذيع اننا اسقطتناها قد تجاوزت المائة والعشرون نزلت الى الطريق وكان الناس يتحدثون فى فخر غن قواتنا المسلحة وعما وصلنا اليه وقال قائل من الناس لماذا لم نضربهم بالقاهر والظافر كانت اسماء لصواريخ رايناها فى احتفالات الثورة فى العام الماضى كنت اشعر بانقباض عجيب واننى خسرت اشياء كثيرة ووجدت نفسى امام المدرسة وكان بابها مفتوح ويقف فى الممر بين احواض الزهور فى مدخل المدرسة بعض الزملاء وهم يلبسون ملابس الفتوة وهى ملابس عسكرية كنا نستلمها مع الكتب فى المرحلة الثانوية وهى عبارة عن قميص وبنطلون لونهم رمادى ومن قماش قوى كما كانو يعطونا حذاء عسكريا اى بيادة وكاب تسائلت فيه ايه يا جماعة؟ واخذ كل منهم يدلى برايه لازم نحرس كل جزء من اسكندرية خصوصا الكبارى والمبانى المهمة لان العدو ممكن يقوم بهجوم يائس...هكذا كنا نتكلم بل ومن قلوبنا الشابة وشاهدنا ضابط مادة الفتوة فقد كان يدرس لنا قواعد التنشين والعناية بالسلاح ...الخ قال الضابط اسمع يابنى انت وهو كل واحد يبلس لبس الفتوة ويجى ونظر الى قائلا انت واقف ليه روح البس وتعالى قلت حاضر واستدرت وانا اجرى عائدا الى منزلى واخبرت امى بما دار فى المدرسة ولم تتردد وقالت خلى بالك من نفسك ..ارتديت لبس الفتوة وقبل ان انزل بحثت عن المناديل ووضعتها فى جيبى ونزلت مسرعا وامى تدعولى ولمصر بالنصر ولا اعرف كيف رجعت للمدرسة ووقفت فى صف انا وزملائى لم نكن اكثر من ثمانى طلاب لكن اين الباقى قال زميل لى تقصد الامواس الامتحان قرب ودول مابيسبوش الكتاب..كانت لهجته يشوبها عدم التقدير لزملائنا الغائبين والذين فضلو المذاكرة على حراسة الوطن وانتبهت على قول الضابط وهو ينادىنا باسمائنا وكل من يسمع اسمه يتقدم خطوة وهو يقول تمام يافندم...بعد ذلك سلمنا بندقية لى انفيلد قديمة وكنا قد تربنا من قبل على وضع الزخيرة بها وتنظيفها وفكها واعادو تركيبها اخذت السلاح وبعض الطلقات وقسمنا قسمين لنحمى كوبرى قريب من المدرسة اما معرض الفنون ومكتبة البلدية سابقا...وقفنا منتبهين ونحن نقف فى الحراسة وكلنا حماس ونحن نمسك السلاح وحضر شاويس كان يدعى سيد ومعه ورقة الاوامر وكانت عبارة عن ايقاف وتفتيش اى مشتبه به وخاصة اذا كانت ملامحه غير مصرية اما زميلى فى لخدمة والذى كان يقف فى الجهة المقبلة لى فقد كان يقف منتصب القامة ويصطنع جهامة الوجه حتى يكون جندى حراسة بحق وحقيق واستلم الاوامركما استلمتها من الشاويش سيد الذى انصرف مسرعا وهو يقول ربنا معاكم يا ابطال....اى ابطال بهذة ال لى انفبلد التى لاتسقط عصفور مع الامر بعدم تزخيرها ...الى ان حدث حادث مبكى ومضحك فى ان واحد كان الوقت يقترب من السابعة مساءا والجوشكله حزين كان هذا احساسى ندر عدد المارو وجائت المصيبة مسرعة على شكل رجل اشقر يرتدى نظارة وكان يمشى مسرعا ونادى عليه زميلى شحاته اقف عند يا يهودى يابن الكلب ورفع البندقية لاعلى وشد الترباس ليوهم الرجل انه سيطلق عليه النار وقف الرجل خائفا وصاح زميلى شحاتة يهودى ولا ادى من اين جاء هؤلاء الناس وظلو يضربو الرجل وهو يصيح انا مصرى مش ياهودى وبطاقتى اهية وقال رجل خبيث كان يقف بجانبه شوف يا اخى مدربنهم على طريقة كلامنا ده جاسوس يا عالم وتدخلت لاحمى الرجل وابعدت الناس عنه قائلا لاتقتلو الجاسوس نسلمه احسن وهو حى ومع حظ الرجل العاثر مرت مجموعة من رجال الشرطة واخذو الرجل الذى لم يكن جاسوس ولا يهودى بل مصرى وحظه السئ هو من جعله يمر من تحت هذا الممر المسمى بالكوبرى ابو عين واحدة كانت اول ايام الكذب والنكسة كنا فى الخامس من يولية

.............................................................................

قبل الساعة الثامنة مر علينا سيد.. شاويش مادة الفتوة وقال الاومر بتقول انكم لازم تسلمو السلاح دلوقت قلت له الخدمة لسة ليها ساعة قال نفذ الامر ...كامو يعاملوننا كاننا جنود حقيقيون وكنا فى قرارة انفسنا نشعر اننا فداء لهذا البلد هكذا علمنا القائد الملهم جمال عبد الناصر شعرت ان هناك شئ غير مبهج وسئ جدا قادم وضعت البندقية على كتفى واتجهت ناحية المدرسة لتسليم السلاح لحضرة الضابط المسئول... عن مادة الفتوة والذى بادرنا بقوله فين يابنى الطلقات ؟ وحط البنادق فى السلاح ليك....اى مكان وضعها...سلمنا الطلقات والبنادق ووقفنا ننتظر الجديد كان الضابط لايظهر عليه الارتياح ولم يتكلم بل ولم يامرنا بالانصراف ...كان تعليمنا شبه عسكرى فى هذة الاونة...خرجت امشى فى فناء المدرسة وكانت قدماى تؤلمانى من الوقوف لمدة طويلة اثناء الحراسة وقبلها لاستلام السلاح وجدتها فرصة لاستريح حتى يتفضل علينا ضابط الفتوة بجديد الاوامر وكان الظلام بداء يهبط وصار منظر القصر او المدرسة عجيبا فانا اول مرة اشاهده باليل المهم كان المكلن الوحيد للجلوس هو درجات السلم الرخامية التى كنا نسميها مدرجات السوربون جلست ومددت رجلى واذا بى اسمع صوت سيدة اجنبية تنادى شخص ما لن احدد اسمه لان الصوت لم يكن واضحا لم يرد عليها احد واخذت تنادى على شخص اسمه روبرتو كان الصوت اوضح وبدا كانها تسال عن احد واللهفة تملاء صوتها وتذكرت لسيدة روزيتا الذين قالو عنها انها كانت تتعذب بعد فقدانها لزوجها البارون الزوج المحب قمت فى هدوء فالوقت وسكون المكان جعل القشعريرة تملاء بدنى وبدات امشى ناحية مكتب الفتوة ولم اجد غير الضابط الذى سالنى بتعمل عندك ايه؟ يللا روح قلت وبكرة قال ابقى تعالوا بعد اظهر.....خرجت مسرعا وكنت متلهف لاسمع الاخبار وكان الاظلام التام يعم الشوارع وبدات بعض المحلات فى دهان زجاج واجهاتها بالون الازرق قابلنى احد الزملاء وقال لى هو احنا فى حالة حرب نظرت اليه ولم ارد فقد كان تفكيرى منشغل بالبارونة منشا او روزيتا وبصوتها الحزين كما كات الافكار تتصارع فى راسى عن الطائرات التى اسقطناها ورجالنا الذين ذهبو فى طريقهم لقتل العدوه كان شعور بالفخر ممزوج بالقلق وكنت لااعرف السبب وما ان وصلت البيت حتى سمعت امى تقول جيشنا بيحارب فى سينا فى منطقة اسمها الكونتيلا ...كنت من محبى مادة الجغرافيا وعندى اطلس خرائط مفسر لكل البلاد فنظرت لارى اين يحارب جيشنا وصدمت. الكونتيلا وممر الجدى قريبة جدا من القناة قلت هذة اشياء لا افهم فيها وقد تكون لسبب تكتيكى وجلست احرك مفتاح محطات الراديو واذا بى اسمع ان اليهود ضربو طائراتنا قبل ان تقلع فار الدم فى راسى وقلت فى نفسى شوف ولاد الكدابة ولكى فكرت فى كلام الضابط وطريقة سحب البنادق منا ...معقولة قلت لسة القاهر والظافر حيدمر اليهود الملاعين وكان الراديو مازال يقول فى بيانات عسكرية مع الاناشيد التى مللنا منها وظهر مطرب سورى كان يغنى فى مصر وهو يقول حنا للضيف وكلام عجيب بصوته الجهورى كان بحق مطرب النكسة ما سميناه فيما بعد كان الاظلام يعم البلد وكنا نعلق على النوافذ بطاطين سميكة حتى لايظهر الضوء خارجها واخذ المذيع يكرر هنا القاهرة ويتلو البيانات تلو الاخرى وكانت من تاليفه كما تبين بعد ذلك...كنا نعيشحالة الحرب ولانعرف معنى الساعات والايام الى ان تنبهنا لخطاب جمال عبد الناصر الذى يعلن فيه مسئوليته عما حدث وانه يتنحى... وهنا قالت امى .بيقول ايه؟ يعنى ايه يتنحى؟ قلت لامى يعنى حيسب الحكم..ردت بعفوية يانهار اسود هو احنا عملنا ايه وايه اللى حصل؟ وحيسبنا لوحدنا ليه؟ كانت كلماتا تلخص حال البلاد وليلتها وقف الشعب امام القصر الجمهورى وامام مكاتب الاتحاد الاشتراكى منادين على الرئيس جمال عبد الناصر بعدم التنحى كنت امشى فى وسط امواج البشر الهادرة من جميع الفئات طلبة عمال وناس لاتعرف لها توصيف كان الشعب كله فى الشوارع وكانت اليهود تقف على الضفة الشرقية للقناة

...............................................................

كنا جميعا فى حالة سيئة وكانت مصر كلها فى ماتم كبير ولم يكن للناس سيرة الا عن تنحى جمال عبد الناصر وتبارى المتحزلقون وهواة الظهور بمظهر العارفين ببواطن الامور فمنهم من قال الريس عامل خطة كلها العاب على اليهود معقولة جيشنا يحصل كدة معاه بينما يرد الاخر انا سمعت اذاعة لندن بتقول ان كله راح واليهود فى السويس ويرد الاخر فال الله ولا فالك انت خاين وعميل وتكاد الجلسة اى جلسة فيها هذا الحوار ان تنقل...ب الى معركة بالايدى ويظهر رجل حكيم يقول يا جماعة ياجماعة مايصحش انتو جيران وحبايب يرد احدهم بانفعال انت مش شايف بيقول ايه؟ وهنا يتدخل رجل بذقن طويلة يقال له عم الشيخ ولا اعرف اسمه وكنت اكرهه لا اعرف السبب قال اول ما سمع الكلام انتوم عارفين ان ربنا غير راضى عن البلد وناسها وبيطهرها من الرجس علشان كدة اليهود انتصرو على الجيش احمدو ربنا الطاغية اتهزم كدت اقتلة وقمت محاولا لكمه فى وجهه القذر ولكن عقلاء القوم امسكو بى ..قالو الزفت ده من بتوع سيد قطب اخوانى يعنى وايامه قربت اقعد يابنى بكرة ربنا يخفيه وتركوه ينصرف وهو يضحك بشماتة...
وصلت الى بيتنا وكانت هناك اصوات عالية لبعض النسوة القادمين لزيارتنا وكن يتكلمن بصوت مرتفع لان البيت لم يكن فيه غير امى وبقية اخوتى كانو خارج المنزل عند جدتى وقالت احداهن هى البت سميحة بت ام حسن المحامى اسم الله عليه وعليها مش كانت مخلفة بت تؤام واخوها اسمه حسن على اسم خاله قالت امى ايوة البنت والولد فى رابعة ابتدائى انا قريسب كنت مع سميحة والله بت حلال ..ردت سيدة اخرى وهى البت اخت سميحة اتقدم لها حد اصل بنات ام سميحة بيتجوزو بدرى ردت امى قائلة والله الست ام سميحة بتعرف تربى عيالها كويس واخت سميحة لسة فى كلية الاداب ..وغيرت السيدة التى كانت تكلم امى الحديث الى وجهة اخرى وكانت تتكلم عن اسم النبى حارسه وصاينه ابن محمد المصرى والله ناس طيبين ...حديث شكله عادى ولكنه حديث لا يقدر عليه رجال مخابرات اى دولة فقد كانت النسوة تلف وتدور حتى يعرفن كل صغيرة وكبيرة عن سعاد اخت سميحة وكانت شخصية جادة منذ ان كانت فى التعليم الابتدائى عكس سميحة بكل اريحيتها فى الكلام ومصريتها القوية انصرفت النسوة وانا جالس فى حجرتى و دخلت امى وهى تقول انت جيت امتى قلت لها من ساعة الحوار عن سميحة وعيلة سميحة ...المهم احطلك تاكل قلت ياريت اصلى ميت من الجوع وجلست تتحدث معى اسمع الناس قاصدنى فى مشوار جواز البت سعاد قلت طيب ما يروحو يخطبوها من اهلها ...قالت لا المسائل ما تتخدش كدة يابنى ..انت عارف بيت عمك مصطفى قلت وبعدين انا لسة جاى من مشوار ورجلى مولعة من التعب ...لما ترتاح ردت على وهى تبتسم وقالت انت ماشترتش كتب لك مدة ....ضحكت فقد كانت تحاول رشوتى ..لاذهب لبيت سميحة وزوجها واخيرا استسلمت قلت لها طيب انت عايزهة اية ؟ يعنى هتشتغلى خاطبة؟ قالت لى يابنى الناس لبعضيها ..انت عارف اخو سميحة مش فاضى لحد وامها وابوها تعبانين روح لعمك مصطفى وقول له يخللى سميحة تجيلى ضرورى ..وقالت مؤكدة لكلامه خلاص؟ قلت ماشى اول ما انزل حا اروح لهم ... قبل المغرب بقليل اتجهت لمنزل عم مصطفى ولم يكن هناك ...وخرجت لى سميحة والادها ورحبت بى قائلة ازيك يا ولة يا لولى والله كبرت وشنبك طلع فى وشك ..كانت هذة طريقة كلامها وهى تدعونى للدخول قلت لها بصى على الماشى كدة علشان انا مش فاضى ماما عايزاكى ضرورى قالت خير ...قلت العلم عند الله .دى حاجات ستاتى ماليش فيها عن اذنك ونزلت مسرعا وهى تقول الولد دة من يومه واخدها جرى على طول ومحدش ياخد منه عقاد نافع قلت وان نازل شكرا يا سميحة ....وضحكت بصوتها العالى... كنت امشى فى شارع الترام بمحرم بك وكان الشارع هادئ على غير العادة وكان هناك من يتكلم بصوت عالى متهما المشير عامر بانه السبب ولم نعرف ايامها ان التسيب والاهمال والغيرة من بعض كانت ابرز الاسباب ورجعت الى البيت بعد ان هدنى التعب من كثرة المشى.. وكانت سميحة تتكلم مع امى بصوتها العالى فدخلت وسلمت عليها واستاذنت خارجا الى حجرتى وكانت سميحة تقول اسمعى يام لولى انت زى اختى الكبيرة وما اقدرش اضحك عليكى انت عارفة ان البت سعاد عايزة تكمل تعليمها وتاخد الدكتوراة قالت امى يعن اقول للناس انكم مش موافقين قالت سميحة اسمعى يا ختى انا حقول لها ...انت عارفة بنات الجامعة غيرنا والولة حسن وامى وابويا بيسمعو كلامها ..فال امى كله بالخلاف الا الجواز بالاتفاق ..وانصرفت سميحة لتخبر سعاد بان العريس اتكلم عليها وعايزين رايها ..
كنت اضرب كفا بكف احنا فى ايه ولبلد فى ايه؟ صحيح الحياة لاتتوقف

................................................................................

عجلة الحياة لاتتوقف وهكذا هم المصريين يدفنون الميت ويعودون لياكلو جميعا مع بعض وهم يتكلمون عن الحياة والموت ثم ينسون ...اننا شعب لو نسى فان ذاكرته هى مخزن الاحزان هى دى مصر كنت امشى والناس يقفون امام جمعية تعاونية طوابير فسالت هم مالهم واقفين كدة رد على رجل كان يمشى بجانبى من غير ان اساله امال الفراخ اللى فبيوتهم خلصت لما واقفين طوابير على المتلج ياعم ده محدش عارف الفراخ دى كانت ميتة... وكمان هو الخواجة بيكبر وهو بيدبح الفراخ ههههههه ضحك الرجل واسترسل غندما رانى انظر اليه ..يابنى اللى بيجى من الغرب مايسر القلب والناس فرحانين بالفراخ الدنماركى وحياتك مفيش احلى من شوربة الفرخة البلدى اضحكنى كلامه ..ولكنه كان الواقع كل اسطح المنازل بها عشش للدجاج والسيدة المصرية استاذة فى تربية الطيور والارانب ولكن الطوابير لماذا ؟كنت اقف متفرجا واذا بسيدة تبدو فى منتصف الاربعينات او بداية الخمسينات وقالت لى لو عايز فراخ يابنى اجبيلك بس الفرخة حتزيد بريزة...عشرة قروش...قالت يعنى الفرخةبخمسين قرش قلت لها كدة مايبقاش الحساب صح ...قالت لاء هو كدة ..عيل نكد قلت لى وهى تنظر الى بغيظ وكان الرجل مازال يتفرج على الطوابير وقال الدلالة من دول ايزة قطع رقبتها والناس بيقولو اهى بتسترزق ..قلت له مش المهم الدلالة لكن مين اللى بيشغلها من داخل الجمعية قال البلد اتملت حرامية ربنا يكفينا شرهم ..كل حاجة منزلينها فى الجمعيات رخيصة علشان الفقير يعيش لكن منهم لله القطط السمان بتوع الجمعية ومحدش بيقدر عليهم لان وراهم مسئولين اوسخ ...قلت ياخسارة يا بلد ..قال الرجل ماتستعجبش بكرة ربنا يقطع دابرهم...مشيت وان افكر نحن فى حرب وهؤلاء الخونة يستغلون الناس ويسرقون باسم .اننا فى حالة حرب وناس كتير بتقول اللى بيبلغ عنهم بيروح السجن... كان الله فى عون الزعيم حيلاحقها من الاعادى اللى برة والا اللى جوه كنت اكلم نفسى ..وتابعت المشى وقد اصابنى الحزن على ماوصلنا اليه وتذكرت موضوع خطوبة سعاد وقلت فى نفسى ياخوفى الا يكون الوحوش البشرية فى زيارتنا مرة تانية ..كنت اقصد السيدات البدينات الائى اتين لخطبة سعاد بيت ام سميحة وقلت فى نفسى واحنا مالنا امى تقول احنا واسطة خير ....ورغم مرضها كانت تجلس وتتكلم مع ستات الحى كان الله فى عوننا وياريت ابى يرجع من السفر حتى تنسحب هذة الخراتيت البشرية ..وكما توقعت كنت النساء مجتمعات فى بيتنا وكن فى انتظار اجابة سعاد لطلبهم كان حديثهن يدور حول الست فتحية جارتنا والزار الذى تعمله بين الحين والحين وكانت واحدة منهم تقول الاسياد وحشين تقال عليها قوى ده حتى ابنك لولى كان بيدفن طلبات الاسياد فى جبل المواساة..قلت فى سرى الله يخرب بيتك...انا بقالى سنين طويلة مارحتش عند جبل المواساة دانا حتى نسيت الزار اللى بتعمله الست فتحية ..وقالت اخرى مش الولة رضا دخل الجيش ربنا يجيبه لامه بالسلامه وقالت لامى هو لولى حيخش الجيش فردت امى قائلة لاء لسة ده فى المدرسة...قالت السيدة السمينة كما تخيلت منظرها وانا جالس فى حجرتى ..اصله ماشاء الله زرع بدرى ...وكعادة النساء المصريات قالت امى الولة دايما عيان وحالته زفت ماتبصوش لشكله اسمالله عليه لسة طالع من عيا وردت اخرى ايوة ياختى العيال متعبين وسمعنا طرقا على الباب ولما فتحت كانت سميحة هى الطارق رحبت بها وقلت فى نفسى كملت الحفلة المفروض عبد الناصر يحط الستات دى على الجبهة االيهود حيطفشو من شلهم ياساتر ..وبعد ان اخذو سميحة بالاحضان وقبلو الهواء عند وجنتيها قالت لهم سميحة انا سالت البت سعاد والمضروبة قالت انها حتكمل دراستها ومش بتفكر دلوقت فى الجواز ....ساد السكون فترة ثم ردت احدى النسوة هو ابننا يتعيب ده موظف قد الدنيا ..ردت سميحة محدش جاب سيرة ابنك انا واسطة خير...ردت اخرى عيشنا وشوفنا البنات بيتاخد رايهم فى الجواز ماهو التعليم والجامعة دى هى اللى حتخلى البنات ما يتجوزوش ..وقالت سميحة استاذن يا جماعة علشان سايبة العيال وحدهم وانفض الاجتماع الخرتيتى او اجتماع الفيلة ...يا ساتر و قلت لامى والله ياريت سميحة قالت لهم كدة من زمان ...قالت لى انت بتتصنت على كلام الستات يا قليل الادب قلت الشارع كله سمع كلامهم دى حناجر رهيبة....وكانت تمسك راسها بيدها قلت لها مالك يا امى قالت الصداع حيفجر دماغى وقالت عندك جوه حبيتين اسبرين واعمللى كوباية شاى كان الاسبرين والشاى علاج كل شئ عندها كانت تعبة ومجهدة من احاديث النسوة الخراتيت كما كنت ادعوهم ...وبعد ان شربت كوب الشاى الت لى ايه حكاية دفن طلبات الاسياد بتاعة فتحية...مفاجات غير متوقعة الحكاية مر عليها سنين...... وحكيت لها بتصرف طبعا انهم اختارونى لدفن مايذبحونه اثناء الزار .وبعدين انا كنت فى الابتدائى ...قالت منهم لله وانصرفت وهى تقول انا داخلة انام وانت شوف وراك ايه...قلت لها موافقا زى مانتى عايزة ياست الكل قالت عيل حلانجى وبتاع تلات ورقات كمان وضحكت وهى تنصرف

.....................................................................................

مرت الايام وانتهى امتحان الثانوية العامة ويوم ظهور النتيجة كنت لا اهتم فانا اعلم النتيجة مسبقا لانى لم استذكر دروسى جيدا وكنت مشغولا بحال ما وصلنا اليه كما انى لم افتح كتاب الاقبل الامتحان باسبوعين والاحساس بالاحباط وقلة الحيلة يسيطر على فنحن فى حال الهزيمة واهل الكذب مازالو يطبلون ويزمرون وكنت احس انه لاشئ يهم فالا تعليم يهم ولا وظيفة تهم حتى فى امور الزواج فقد رايت كيف يتحكم الغي...ر فى حياة غيرهم ولا يهمهم ما يصلح لهم من عدمه وحكاية سعاد اقرب الى تفكيرى صحيح انها بنت وانا رجل ولكن ايا كان فالجميع يدفعونك ويطلبون منك ان تكون ما فى خيالهم اما طموحك و رؤيتك للمستقبل فلتذهب الى الجحيم اذن فماذا يهم فى هذا العالم العبثى الكئيب حتى اغانينا لم تكن لنا فالمطرب السورى يغنى حنا للضيف والمصرى يغنى السح الدح انبو وام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم يغنون للحرب والجيش والثورة ...لايهم ظهرت النتيجة وطار كل اصحابى وزملائى كل الى مد رسته ليعرف الى اين سيرميه الحظ مع مجموعه .جائت والدتى لتبشرنى بانى نجحت وكانت فى منتهى السعادة فقلت لها اكيد فيه حاجة غلط ردت وقد احمر وجهها غلط ايه يابنى؟ انت مالم مش زى عوايدك؟ منهم لله النسوان الفقر ضربوك عين ماهى العين ياتخرب ياتشتت....قلت لها يا امى مفيش لاعين ولا ودن ولا مناخير الحكاية انى ماذاكرتش كويس وجاوبت اى كلام...قالت المهم انك نجحت انا رحت بنفسى واخدت من ورقك رقم جلوسك وانت نايم وكمان اعطيت الفراش ربع جنى حوة نجاحك قلت لها يا خسارة الربع جنية فى الخيبة اللى بالويبة اقولك انا كنت خلاص مش عايز اتعلم فيها ايه لما اتعلم ابقى ميكانيكى كان زمانى باخد تلا تة اربعة جنيه يومية .....كنت اذبح فرحتها بحزنى وانا لا اشعر الا بعد ان رايتها وهى تستدير منصرفة وقد غلبها البكاء وهى تقول والله عين وصابتنا....
مر اسبوع وكل من يسالها عنى تقول ايوة نجح ولما تيجى سيرة المجموع تدعى عدم العلم بهذة الاشياء ..كان معظم من كانو معى فى حراسة الكبرى والمهتمين بامور البلد اصابهم سوء الطالع مثلى ولكن صاحب الحظ الاوفر هو من رسب لانه يستطيع الاعادة مجانا فى نفس مدرسته اما اصحاب الخمسين فى المية مثلى فقد كانت امامهم اختيارات قليلة كنت لااحبها جميعا ...وقررت ان ابحث عن وظيفة ولكنها كانت متاحة فقط لاصحاب دبلومات التجارة والصنايع والزراعة اما الثنوية العامة فيجب ان يكون لى واسطة هة واسطة مين والريس بيقول لا للمحسوبية رد على معظم الناس وهم يضحكون منى... لا للمحسوبية هعهعهعهع؟ انت عايش عيشة وهمية...اصبحت من قراء الاعلانات المبوبة لابحث عن وظيفة خالية ولكن هيهات الاعلان يقول يجب ان يكون حاصل على مؤهل متوسط...طيب عال موجود يافندم موجود لايهم الخبرة ..هو ده طلبى ةان يكون محمود السيرة حسن السلوك قلت فى نفسى بس ياعم احنا اخلاقنا مية مية وسير تنا عطرة تبقى الوظيفة تبعنا ومضمونة انشاء الله....كنت ابيع الحمام الموجود فى الغية رغم حبى لكل ريشة فيه ولكن مش مهم لكن لن اطلب من اهلى اىة نقود فيكفى مصاريف علاج امى و مصاريف اخوتى ... ذهبت الى لجنة كانت تبع شر كة الورق الاهلية ..قال لى الموظف المسئو بابتسامة باهتة روح ادفع جنيه فى الخزنة يا استاذ... طيب كويس دفعت ودخلت الامتحان التحريرى وكان السؤال اكتب فاتورة من محل تجارى ...يانهار مهبب فاتورة طيب نستنى المقابلة الشخصية ودخلت لمقابلة المدير المسئول عن التعينات قال انت مؤهل ايه يابنى اخبرته فال احنا منقصدش المؤهل ده ..قلت طيب يافنم انتم طالبين مؤهل متوسط قال طيب ياسيدى انت جاوبت على السؤال التحريرى قلت لاء ..حضرتكجدربنى وانا اقوم بكل المطلوب قال فوت علينا بعد اسبوع وربنا يسهل...فات الاسبوع وذهبت لاعرف النتيجةطبعا مفيش غير اسمين فقط لاغير قلت طيبهى سنة باينة من اولها زفت والحمد لله وانا خارج كانت تسبقى فتاة ترتدى بالطو فرو ودفعتها دون ان ادرى فاعتذرت لها وانا منتهى الحرج قالت ولا يهمك كله مرسوم على وشك اقولك وماتزعلش ؟ قلت اتفضلى قولى...قالت حضرتك مابتفهمش ...قلت بسرعة وبعدين؟ قالت اتفقنا انك ماتزعلش انا قدمت الطلب هنا علشان انقل لشغلة تانية غير الجوازات..لانها تعب ومسئولية .وكنت عارفة ان المحظوظين تم تعينهم...لكنى كنت باتسلى وتصور فيه موظف كلب جوة حاول يعاكسنى ..وضحكت.. كانت ضحكتها اقرب لضحكة واحد صاحبى..قالت انت غلطان روح عيد السنة واتحمل الاربع سنين فى اى كلية وساعتها القوى العاملة هى اللى حتعينك وبدون واسطة ..مع سلامة .انت اسمك ايه؟ واحابت نفسها مش مهم وانصرفت

...................................................................... 

.......--افاقتنى كلماتها القوية هذة الفتاة فعلا باكثر من رجل خصوصا صوتها انصرفت وانا افكر فى كلماتها كانت تصيب كبد الحقيقة والواقع وقررت ان اعود مشيا على الكورنيشفقد كان مقر الشركة فى منطقة المنشية كنت فى حاجة للمشى لافكر ..كان يجب ان اجد حلا حتى ترتاح امى وحتى اعرف ماذا ستكون وظيفتى رغم ان احدا لايعلم فالقوى العملة تعلم ....استغفر الله العظيم كل اللى قابلتهم كدابين الاهذة الفتاة التى لاتعرفنى ...ولا اعرف حتى اسمها ...لايهم نستعد لاعادة السنة منازل او مدرسة تانية ايضا لايهم وبينما كنت اسبح مع افكارى وان امشى على طريق الكورنيش رايت العجب العجاب الذى يجاب كانت سعاد اخت سميحة الفتاة الجادة تتابط زراع رجل فى اواسط الثلاثينات وتسريحة شعرة مثل تسريحة عبد الوهاب المطرب وكانا منهمكين فى الكلام ولا يشعران بما حولهم وكانت السعادة تقفز من عينى سعاد وهى تنظر فى وجه حبيبها هذا على مايبدو وبطات خطواتى ورغم ذلك كانت المسافة بيننا تقصر كنت لا اريد ان ترانى سعاد حتى لااسبب لها الحرج فقد كانت تمشى مع تالماجستير وتالدكتوراة التى تتحجج بهم وفكرت اليس هذا حفها هى ليست بقرة ولااى شى للبيع والشراء كانت فى سنة الليسانس وانهت امتحاناتها..... جلست على السور الحجرى العريض الذى يمتد بطول منطقة السلسلة او الميناء الشرقية واخذت انظر الى البحر كم انت جميلة يا اسكندرية فى الشتاء كاتت الشمس تسطع والبحر حصيرة بلهجتنا نحن السكندريون وطير النورس يطير فى جماعة صغيرة ليلتقم الاسماك الصغيرة ...ونظرت ناحية سعاد ومن تحب فوجدتها وحدها وكان الرجل يعبر الطريق بتحاه تمثال سعد زغلول ....واصبحت سعاد تمشى بخطى سر يعة ويبدو انها شاهدتنى فهى تعرفنى جيدا كما تعرف كل جيرانها ويبدو انها فكرت انى قد اخبر سميحة اختها او امى اوى من الجيران ...هكذا كنت افكر قلت فى نفسى وانا مالى بلا وجع دماغ هو انا مسئول عن بنات الحى...فكرت نعم مسئول ادبيا لانى كنت افكر فى سعاد كاخت كبرى ..عموما ربنا يسعدها بكرة تبقى زى العملاق سميحة ....كنت احس اننى انضج فى تفكيرى عن الايام السابقة فقد ازاحت الفتاة التى تعمل فى الجوازات الغمامة عن عينى... اختفت سعاد فيبدو انها عبرت الطريق هى الاخرى لتاخذ سيارة اجرة ..تاكسى...ظللت امشى حتى وصلت للبيت وكنت متعبا لكنى كنت مرتاح نفسيا واشعر انى على مايرام ....وقابلتى امى على مدخل البيت فقبلتها فى جبينها دون ان اتكلم قالت تبقى نجحت فى امتحان الوظيفة قلت لها لا حاعيد السنة ..قالت انت حر ...والتفتت للخلف قائلة لابى الذى كان يسجلس فى الصالة عيال مجانين كل ساعة فحال...قال لها سيبه هو حر فحياته ده كبر كفاية انه يعرف معنى اللى حواليه انا مش خايف عليه....وقال لى اتغديت قلت له انا عايز انام كنت فعلا احتاج للنوم ولو ربع ساعة.

..........................................................

صحوت من نومى على اصوات عالية واصوات لم اتبنها الابعد قليل يبدو ان هناك ضيوف... ايه الحكاية الضيوف كترو الايام دى؟ كنت فى قمه الضيق بسبب هذة الاصوات واخيرا تبينت انها سعاد بنت جارنا عم مصطفى واخت سميحة يادى الهم ايه اللى جابها عندنا دى مناخيرها فوق السطوح؟ ولا تكلم احد من اهل الحى ..كانت تكلم امى عن الدكتور الذى سيتقدم لخطبتها ولكنها لاتجد من يتكلم معه فابوها وامها فى سرير المرض لهم مدة ..وهى ...الراعية الوحيدة لهما وسميحة مشغولة بجوزها وعيالها وحتى حسن اخوها لاتستطيع ان تراه فهو الان محامى مشهور ويحضر المنزل متاخرا وكيف ان الدكتور ذهب لاخيها ليطب يدها منه ولكنه قابله مقابلة سيئة وبحجة انه مش فاضى وارجل شارى وقابلنى اليوم ليقول لى اتقدم لك واطلبك من مين...وحتى لولى شافنا وهو ماشى ناحية السلسلة بمحطة ارمل..دبرينى انت اختنا الكبيرة يا ام لولى قالت لها امى اسمعى انت تروحى لسميحة وتجبيهالى فى اى وقت وبعدين نشوف اخوكى حسن واللى تقولى عليه حامشيه ..قالت حالا انا رايحة لسميحة..ضحكت امى قائلة . البنت مستعجلة ؟ ونزلت سعاد جرى على السلام وكادت تقع على وجهها فعلا الناس مظاهر.... خرجت لحاجة اقضيها وكنا بعد صلاة المغرب وذهبت للتمشية على الكورنيش ..فالبحر عشق اى سكندرى كنت انظر الى البحر وكان اقتراب الظلام يجعله مخيفا ...عبرت الطريق فى اتجاه محطة الرمل وهى المنطقة التى يتجمع عندها معظم الشباب فى سنى وخاصة عند السنترال او محطة الترام ..وهناك يباع كل شى من السندوتشات الى لزوم التسلية من لب وسودانى وغيره الى الكتب والجرائد والمجلات .... اتجهت ناحية محل البن البرازيلى .بشارع سعد زغلول لم اجد احد من اصدقائى انتظرت قليلا ريثما انتهى من الكوب الذى طلبته ولم يات احد واخذت امشى فى شوارع المنطقة مرورا بالسينمات ولم يعجبنى اى فيلم لهذا الاسبوع فاليوم كان الاثنين ميعاد تغيير الافلام وقررت الرجوع الى البيت كنا لانركب مواصلات فالمسافة بالنسبة لاقدامنا الشابة قريبة ولاداعى لزحمة الاتوبيس اخذت اتمشى فى شارع فؤاد وتذكرت ايام كنت اذهب فيها الى منزل جدى ونينا وخالى فعلا كانت ايام جميلة ...واخيرا وصلت الى الشارع المؤدى لبيتنا وكانت المقاهى تخرج منها اصوات القهوجية مختلطة بصوت ام كلثوم كانت تغنى غلبت اصالح فى روحى ..والبخور ودخان الشيشة مع دخان عم خميس كفتة الكبابجى كانت كلها خليط محبب ويالفه القلب كانت الساعة تقترب من الحادية عشر وانا لم اتنبه للوقت كنت احب منظر شوارع مدينتى اسكندرية خاصة فى الشتاء وهى تلمع بعد سقوط الامطار دخلت بيتنا وكانت امى تنتظرنى كعادتها فهى تخاف ان يحدث لى شئ سئ كانت هذة عادتها وكنت احاول الااتاخر حتى لاازعجها بسبب تاخرى ..كانت تقف فى الشرفة تنتظر عودتى رغم البرد شعرت بالذنب وقبل ان تسالنى عن سبب تاخرى فى الخارج بادرتها بالاعتذار...ولكنها لم تسمعنى كعادتها انت كل يوم بتسهر برة حرام عليك يا اخى لامذاكرة ولا شغل حرام كدة قلت لها مذاكرة انشاء الله بس دعوات وبدات تهداء وقالت اتعشيت برة كمان؟ قلت معقول؟ ردت الاكل عندك انا رايحة انام وقبل ات تذهب غيرت رايها قائلة ..اسكت مش البت سميحة كانت هنا هى واختها والله اخوهم ده زى قلته ...قلت ليه؟ اتقدم عريس للبت سعاد وهو مش عايز يقابله رغم ان الراجل راح له مرتين والبت متمسكة ببه؟ عموما لراجل جاى عندنا يوم الخميس واللى حيحضر معاه من اهل سعاد او تروح هنا او هنا ..قلت حاضر وان العن الجيران وكل من نعرفهم هو كله على دماغى ماتتجوز وانا مالى.. ومع ذلك كنت فرحا كان العروس اختى والفرح فرحنا ...وهو كذلك

..........................................................................

جاء يوم الخميس فالايام كانت تتشابه معى الخميس زى اى يوم اخر وتذكرت النهاردة فيه ناس جاية عندنا علشان خطوبة سعاد...كانت امى تستعد منذ الصباح للاعداد لاستقبال الدكتور ومن معه فالبنت سعاد تستاهل فى ان تحبها ولا اعرف السبب وكانت كلما تقدم الوقت ترسلنى لاحضار بعض الاشياء الخاصة بضيافة عريس سعاد واهله وبعد المغرب سمعت جرس الباب يدق وقالت لى امى شوف مين على الباب ..فتحت الباب واذا بالدكتور ال...طويل والشبيه بمحمد عبد الوهاب ومعه امراءة رفيعة وقصرة ..عرفنى بنفسه وقدم لى اخته قلت له اتفضل..وادخلته حجرة الصالون وقلت لامى وانا اضحك عبد الوهاب وصل .دفعتنى بيدها وهى تقول قليل الحيا اوع....وكانت تبتسم وذبت لمقابلة الضيوف ..اهلا وسهلا ازى حضرتك وكان الدكتور مرتبكا وهو يقول انا كنت جاى علشان اطلب ايد الانسة سعاد.ولى الشرف وان اعرف كل ظروفها ومرض اهلها تصورى حضرتك انا رحت للاستاذ حسن مرتين ومعطانيش عقاد نافع...قالت امى معلش الراجل كان مشغول اعذره يادكتور واتجهت الى اخته قائلة اهلا يا فندم ...كانت اخت الكتور حربوقة بكل المقايس وتخرب اى بلد بكلمة وقالت امال فين العروسة قالتها بقرف ...ردت امى زمانها جاية وفعلا جائت سعاد وسمعت خطواتها هى ولعملاق سميحة فقابلتهما على الباب مسرعا للتنبيه بان العريس حضر ومعاه اختة وقلت لسميحة فى اذنها خللى بالك يام حسن اختة قراشانة قالت انا حالاعبها علشان البت سعاد ...ودخلنا مرحبين واخذت عقدة لسان الدكتور تتفك واصبح اكثر انطلاقا عند حضور سعاد ..والله باين عليه راجل جدع وبيعز البت قلت فى نفسى اهم الاتنين شويشية زى بعض... وكانت القراشانة الست علية تنظر بقرف للجميع لبيتنا ولنا جميعا وقالت لها امى مالك يا ست علية انت تعبانة والاحاجة؟ قالت لاء اصلى سايبة سى عمر وحده فى البيت يمكن يحتاج حاجة..ردت امى وهو سى عمر ابن حضرتك؟ ردت الست علية لا ده جوزى وقال لى متتاخريش ..قلت فى نفسى ياريته كان قال لها ماتجيش ..قالت امى احنا ماتكلمناش فى المهم ياست علية وخليكى محضر خير رد الدكتو ايوة ياختى..ورفع النظارة ناحية عينيه وقال انا باجهز شقتى من مجميعه ومحضر الشبكة وكل طلباتكم مجابة قالت امى نسال العروسة..الاول وتركت سميحة معهم وخرجت لاحضار سميحة التى كانت تتنصت على الكلام ..شئ مضحك كلام واتفاق الزواج عندنا المهم رجعت والدتى مع سعاد التى هزت راسها بالموافقة وقالت امى قبل ان تزغرد سميحة احنا ناسين حاجة مهمة ياجماعة ردو ايه هى قالت احنا ناسين العيانين اهل سميحة حتسيبهم للزمن ردالدكتور قائلا اللى تشوفوه قالت امى بعد الدخلة تروحو تقعدو معاهم واهى الشقة واسهة ولسة سميحة موضباها وافق الرجل وفكرت والله راجل جدع وتمام ومش هم علية ...قال علية مفجرة قنبلة هو حيتجوزها مع اهلها ...قالت امى وهى تنظر لها علشان الورد ينسقى العليق ياست عليا وكفايا كدة خليكى محضر خير كدة كتير وقالت عليا انت جايبنى هنا اتهزاء ياخويا ردت امى معاش اللى يهزائك ياست علية احنا كلنا هنا محضر خير وربنا يهنيهم يارب الفاتحة يا جماعة ورفع الجميع ايديهم وهم يقرئون الفاتحىة الا علية القرشانة كانت تلعب فكها...ورد العريس الخميس بعد الجاى مناسب قالت امى وهى تدفع سميحة بحب سمعينا زغروطة يا سميحة وانطلقت الزغاريد من بيتنا فى انتظار الخميس بعد القادم

.....................................................................................

بعد هذة الجلسة العجيبة من وجهة نظرى حضر الدكتور عندنا ويبدو انه وسعاد كانا على اتفاق لانها حضرت بعده بدقائق ورحبنا به كان هذة المرة يتكلم كانه واحد مننا وقلت له الف مبروك يا دكتور الف مبروك ياسعاد يا اجمل بنت فى الحتة واجدعها تنحنح الدكتور قائلا نحن هنا وردت امى لولى اخو خطيبتك الصغير قال مانا عارف هى بتحكى كل اللى بيجرى هنا وان معجب بيه جدا وكان قد احضر معه هدية لسعاد وقال والله ا...نا بافكر نخليها كتب كتاب بالمرة قالت امى وماله يا خويا انت موافقة ياسعاد نظرت سعاد فى الارض وقالت اللى تشوفو ...ليه اللف والدوران قولى ايوة وخلاص كنت افكر وقالت امى لازم نقول لسميحة قالت سعاد هى صاحبة الفكرة وحسن اخويا موافق قالت الف مبروق انا رايح للشيخ العكازى علشان يعرف الميعاد وعلى فكرة اولاده كلهم اصدقائى ..جاء يوم الخميس مسرعا الايام تجرى وكنا مشغولين بموضوع سعاد امها ست ممتازة ربنا يشفيها وابوهات راجل جدع قال ابى غندما علم بالموضوع وقال مفيش الا الولة محمد عوالم يخلص الموضوع ده وانا رايح لسعيد الفراش ومسرح العروسة على المعلم نوح المقاول مش حيخسرحاجة الخشب عند وفى اليوم المشهود تم ما قاله ابى المسرح تم اقامته ومحمد عوالم قال الموضوع ده نقطة من عندى قلنا ربنا يكرمك يا حمام ...علقت الانوار والزينات وتم عملوفرش شاردر الفرح وقام اولاد الشارع برص الكراسى وكل مستلزمات المعازيم نسيت اقول ان امى وسميحة وبعض الجارات قاموبواجب عزومة الحبايب لفرح الدكتور والاستاذة سعاد كما كان اهل الحى ينادونها.... وبعد العشاء حضرت الفرقة الموسيقة والعوالم وبداء الفرح وحضر معظم اهل الحى مهنئين والسعادة ترتسم على الوجوه ولكنى شاهدت مالم اكن اتوقعه لقد رايت سعدون ابن عم ابراهيم السودانى وما ان شاهدنى حت ى قفزمن مكانه وهو يحتضنى قائلا فينك ياراجل برضو كدة تسيبنا وتنسانا رحبت به بشدة وقلت له عررفت منين قال والله يا شيخ انا جالى ابوى فى المنام وقال لى الحق صاحبك فيه مشكلة وانت حتخلصها ...قلت مشكلة ايه ؟ قال حنشوف...وكانت الزغاريد تملاء المكان ورائحة الورد البلدى وحضر المازون وعلت الزعاريد للمرة الثانية واستاذنت سعدون قال لا انا جاى معاك ابوى قال لى ما تسيبوش قلت له ده منام يا اخويا سعدون قال ولو كلام ابويا مش منام وانت عارف...قلت له اتفضل كان العريس جالسا والاستاذ حسن وكيلا عن العروس وكان هناك اقارب لهم ليشهدو على عقد الزواج وحبنا بالمازون وطبعا كان يعرفنى وكان ابنه وصديقى يحمل دفتر الزواج وتمت مراسيم الزواج ووقع الجميع ولم يبق لنا سوى حضور العروس من الكوافير وكان الجميع فى انتظار بدارة والخواجة عباس ومطربة نوبية تلبس بدلة رجالى تقلد ام كلثوم وكان صوتها جميل فعلا كان الخواجة عباس المنلوجست وصاحب المواقف الكوميدية يغنى مقلدا الاجانب والنس تضحك كنا فى ايام البساطة والضحكة الرايقة وحضر رجل شكله من اهل الجنوب ومعه عصا غليظة يقال لها شومة او نبوت وما ان دخل امام مسرح المغنين حتى رفع عصاه قائلا بس اجدع الفرح ده فرح عديلة وهد هد بلا نيلة كانت العروس فى قمة جمالها وتجل هى والعريس فى مكان اعد لهما خصيصا ..فى الكوشة...اتجهت ناحية الرجل متسائلا فيه ايه يا عم قال لى امى يا ولة من قدامى مش ناقصة عيال قلت له ارجوك امشى من هنا قال ليلتكم سودة ورفع عصاه قاصدا ضربى بها وانا اقف مذهول من المفاجئة واذا بسعدون يقفز على الرجل ويحضنه ويضغط عليه والرجل يصرخ وسعدون يضغط وكسر له ضلعين ثم سحبه من يديه وسمعنا كسر عظامهما وسحبه فقوق المسرح وهو يقول اعمل عجين الفلاحة ونوم العازب وانا اسيبك كان الناس يعرفون الرجل واسمه البلاصى....صار منظر سعدون غريب وخاصة منظر عينيه وهو مصر على القضاء على كرامة البلاصى واخذ المايكروفون من الرجل الذى كان يقدم المغنين وقال اقدم لكن البلاصى وهو بيصاصى وبيعمل عجين الفلاحة وبيقو على عينى وراسى العب يا بلاصى وكان البلاصى ينفذ وهو فى شدة الالم وبعد ذلك القاه من فوق المسرح قائلا حد يرميه على ناصية الشارع وحملة الشباب وهم يسبونه ليخرجوه خارج الفرح وهو يقول ان النسوة اللى كانو عايزين يخطبو العروسة هم اللى اجروه...الخراتيت وضحكت وقال لى سعدون الموضوع خلاص انا مروح علشان ايدى بتوجعنى قلت ليه عملت كدة رد قائلا انت عارف مين اللى عمل كدة الله يرحمه وفهمت وقرات له الفاتحة وكانت بدارة تغنى موعودة بحبك موعودة برموشك وعنيك السودة

...............................................................

لم اسمح لسعدون بالانصراف قبل ان نتعشى سويا ووافق دخلت الى بيتنا وكانت بعض السيدات يجلسن فى حجرة الصالون الكبيرة فالقيت السلام ودخلت حجرتى انا وسعدون الذى قال والله يا لولى انت كل حاجتك زى ماهى زى ماشوفتها من سنين ..قلت اروح اجيب الاكل الاول وكانت امى تقف فى المطبخ هى وسميحة وبعض الجارات وما ان شاهدتنى امى حتى قالت اكيد انت جوعت قلت لها ارجوك ياامى معايا ضيف عزيز قالت ايوة شايفاه سعد...ون صاحبك والله ده انق فرح البت الغلبانة قلت استعجلى الاكل قالت كل شئ جاهزيا بنى روح اقعد مع صاحبك رجعت الى غرفتى ووجدت سعدون يقراء فى احدى كتبى فضحكت وقلت انت اتعلمت القراية امتى؟ رد سعدون والكتابة كمان لانى روحت محو الامية وكمان حاذاكر شهادة الابتدائى منازل..اعجبنى تفكير سعدون لانه كان لايقراء ولا يكتب وكان يخاف من اى موظف احضرت امى طعام الفرح ..كان دجاج محمر وبطاطس من صينية فرن ومكرونة وبعضا من الكسكسى وهو اكلة اصلها مغربىة ولكن كانت امى تجيد عملها ككثير من سيدات هذا العصر والاول ما ان شاهد سعدون امى حتى وقف احتراما وقال عنك واخذ منها طينية الطعام وجلسنا ناكل ونحن نضحك على البلاصى خرجت كان سعدون يريد ان يشرب فخرجت لاحضر الماء وكانت الست علية اخت العريس مارة بجوار الثلاجة فسلمت عليها فلم ترد بل لعبت شفتيها وقالت حكم ...رجعت وكان سعدون قد انتهى من تناول العشاء وهو يقول الحمدلله والله اكل تمام يالولى يسلم اهل الفرح واهلك يالولى...نزلت وكان حفل الفرح فى طريقه الى انتهاء واخذ الموسيقيون فى لم ادواتهم وانصرفو وكان العروسان قد ذهبا للتصوير عند نافورة باب شرقى وساعة الزهور كما اقنعهما المصور وجلس بعض الناس من الجيران ياكلون فى الشادر لانه مايصحش سيبو الفرح من غير ما يتعشو ...كان هذا كلام سميحة ودعت سعدون وجائت احدى الجارات الست ام محمد الصعيدية كانت سيدة طيبة وكما يقولون بتفهم فى الاصول وقالت لى فين امك والبت سميحة يا ولدى قلت لها فوق وكانت تحمل فلوس النقوط التى جمعتها من الحبايب .احسست بان عائلتى هى كل المنطقة التى نعيش فيها وليس الحى فقط وشعرت بالفخر لانتمائى لهذة الناس...كنا ونحن صغار نجلس بجانت ام محمد وهى تخبز فى فرنها الطينى وكنا نلح عليها ان ان تخبز لنا ارغفة العيش بالحم او البسطرمة او السجق...السدق بلهجة اسكندرية.. كانت فرحة بنا رغم اننا واولاده نعطلها عن الخبيز ولكنها كانت سعيد بما تفعله لنا...قلت ولله نفسى فى العيش بتاع زمان قالت حاعمله وابعته لامك ثم قالت يابنى امك فين ؟ قلت لها يا خالة امى فوق مع الستات اللى بيتكلمو من مناخيرهم ؟ قالت امشى قدامى ذهبنا وكانت امى تضع طعام العشاء امام اهل العريس وفضت الست علية الاكل قلت احسن خسارة فيها الاكل ديه للفراخ احسن نادت ام محمد على سميحة وعلى امى وهى تقول تعالو استلمو النقطة ؟ والنقوط كما هو معروف عبارة عن مبلغ من المال يدفعه المعزيم من اهل الحى للعريس او العروسة او لام المطاهر ..كان العدد ماشاء الله مرزقة البت البت سعاد كما قالت سميحة فعم نوح المقاول دفع نقطة خمسمائة جنيه وحده ده غير المسرح ..الناس كانت تعرف ان عم مصطفى وام سميحة مرضى ولا يستطيعان القيام من الفراش وان سعاد هى من يقوم بتمريضهما وكل شئ بجانب دروسها لذا كان الجميع يحترمونها بشدة ويدعونها بالاستاذة وحضرت سعاد والدكتور عريسها والكل كان يهنئهما عقبال الليلة الكبيرة والست علية القراشانة اخت العريس ترسم على وجهها تكشيرة حزينة تصلح لاجدع جنازة ويس لحفل عقد قران اخوها الوحيد
وما ان شاهدت الدكتور حتى قالت مش الفرح خلص يللا بينا ده حتى معازيمنا مشو كنت ادعو عليها فى سرى اللهى يمشى على البعيدة وابور زلط..ودعنا العريس وانصرف هو واخته وسلمت سميحة النقوط الى سعاد وهى تقبلها وتقول لها الف مبروك يا اختى وكانت دموعها تملاء وجهها السمين ذو الملامح الطيبة ..قالت سعاد ده كتير حردهم امتى قالت امى تعيشى وتجاملى مبروك يا سعاد ...وكات دموعها هى الاخرى تخنق صوتها ...هى ايه الحكاية نفرح نبكى ونحزن نفس الحكاية ولكن مع تغير ملامح الوجه ان كان حزنا ام فرحا نحن المصريين فصيلة خاصة من الناس استاذن الجميع فى الانصراف ولم يبقى الاحجرة مليئة بالجاتوهات احضرها المهنئون لسعاد وكان يجب نقلها الى بيت عم مصطفى واحضرت بعض الصبية ابناء لجيران وقلت لهم يللا يا شباب نشيل الحجات دى لبيت العروسة وحمل كل واحد منهم مايستطيع من علب الحلوى والجاتوهات وفتحت سعاد باب شقتهم لما سمعتنا نخبط على الباب وادخلنا الجاتوهات كلها لشقة عم مصطفى والد العروس وانصرفنا وهى تنادى علينا طيب تاعالو خدو علبة حتى اطفال حينا كانو يتمتعون بحس الرجولة وشكروها وهم يباركون لها

.................................................................................

لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ام كلثوم تفكر فى الغناء للمجهود الحربى ام كلثوم تقوم بحملة للتبرع بالذهب تبرعت نساء مصر مع ام كلثوم بنصف طن ذهب جولة كسينجر المكوكية جولة روجرز مقال محمد حسنين هيكل بصراحة يادى الهم قررت عدم قرائة جريدة الاهرام يوم الجمعة رغم ان عدد اوراقها كثير ينفع امى فى اغراض كثيرة مقال هيكل كان قمة فى تيايس الشعب من العودة وعبور القناة وتحرير سيناء وتكلم عن الموانع التى تمنع اعت...ى جيوش العالم من العبور واولها المانع المائى والنابالم المساوى لمستوى ماء القناة يعنى اللى يعدى يولع وبعدين افتى بان الساتر الترابى الذى صنعته اسرائيل لايمكن تخطيه ثم افتى بان خك برليف اقوى من خط ماجينو ولا يمكن تدميرة او حتى اختراقه كلام عم هيكل يوقع العصفور من كبد السحاب ثم افتى بان جيشنا لما انسحب تم تدميره بالكامل وحتى الجنود لايصلحون نفسيا للقتال لان ما راؤه اصابهم بالجبن...الحمد لله ان جنودنا لاتقراء جرائد ولا مجلات وكل واحد فى مصر اصبح خبير عسكرى حتى الغلابة فى طابور الجمعية ومازالو يحلمون بالصاروخ الروسى الذى سيدمر اسرائيل ومعظم الناس اصبحو لايهتمون لا بالحرب ولا بالسياسة الاالنذر القليل واصبح الجميع يتندر على جنودنا وضباطنا وكنت اتضايق من هذة النكات وكان البعض يقول المصرى بينكت حتى على نفسه
حتى الاغانى اصبحت كلماتها كئيبة واحد بتغنى على انا ام البطل رغم انها لم تحمل فما بالك ان تكون اما لبطل كان المسكين فهد بلان هو ما يناله التنكيت واسموه مطرب النكسة وانتشرت بين الشباب موضة اطلاق الشعر واسموها الخنافس وحتى كلامهم هؤلاء الخنافس كان مائعا لايشبه الفتيات ولا الرجال صحيح لم يكن كل الشباب هكذا ولكن كانت شبه ظاهرة العيال الخنافس وكانو يلبسون سراويل ضيقة من اعلى وواسعة من عند الركبة الى القدمين وبدات ظاهرة السفر خارج مصر للعمل ايام من اسود ايامنا وما تلى ذلك محاكمات المسئولين عن النكسة وكانت عقوبتهم من شهور لسنة او سنتين مما اثار غضب الشعب وخاصة القطاع الطلابى واعتصم الطلبة بكلية الهندسة وحاصرت قوات صاعقة الشرطة او الامن المركزى الان كل الكليات وامر شعراوى جمعة بالقبض على كل طالب يخرج او يتصل باحد من المعتصمين فىهذة الاثناء اصبت فى قدمى اليمنى وكان على ان اجرى جراحة بسيطة ولم يسال الطبيب عن سبب الجرح الغائر ويبدو ان ابى اسكته بما يسكت الناس الورق الذى يشقى من اجله الناس خرجت من العيادة احجل على رجلى اليسرى كما الغراب ولكن شباب حينا احسن الناس احضرو كرسى من قهوة عم ذكى واجلسونى عليه ثم حملونى حتى البيت كنت فى غاية الحرج والامتنان من كونى محمول كاى عاجزولكنهم كانو يعتبروه واجبهم كنت مستعد لاى شئ الا محاكمة امى لى لان الاسئلة لاتنتهى وخاصة لما علمت انى اصبت عند كلية الهندسة كان مفعول التعب اقوى من مفعول البنج فقد نمت نوما عميقا كانت امى تجلس بجانى هى وابى وانا نائم الى ان افقت ووجدتهما امامى وكان ينظران بقلق وخاصة ابى فقد كان حبه لى غير عادى وكات امى متماسكة كعادتها افقت وطلب الطعام وكوب شاى فاحضرو لى ساندوتشات وقالت امى البيت النهاردة كله اكل من ده واشارت الى السندوتشات وبعد ان فرغت من الاكل والشاى بداء التحقيق وابى يقول لها سيبك منه النهاردة وخليه لبكرة يكون انضف من كدة كان يمزح كعادته وابتسامته الطيبة تملاء ووجهه القلق وهو ينظر الى والى امى التى قالت احكى بقى واوع تكدب والله ماحسامحك لو جرى لك حاجة.....
قلت مفيش كنت يا امى على الكورنيش عند الشاطبى وبعدين لقيت العساكر بينى وبينهم حوالى خمسة امتار يعنى لو طالونى مكنتيش حتعرفينى قالت ايه اللى وداك فى مظاهرة عن الشاطبى قلت ماكنتش فى مظاهرة انا كنت ماشى ولما لقيتهم نطيت من فوق سور الكورنيش الى ر مال الشاطئ وجريت انا ومن كانو معى وخرجنا من عند الابراهيمية قالت تنط تمانية متر ارتفاع السور طب ازاى قلت اهو اللى حصل وانت اتعورت وانت بتنط ونظرت فى عينى ولم اكذب قلت كان فيه ظابط بتلات نجوم اخرج مسدسة واصابنى فى رجلى وتحملت الى ان وصلت ولفيت رجلى بالقميص وركبت تاكيسى لغاية العيادة والعيال قالو لبابا قالت الهى ينشل فايده وما يوعى يروح لامه .كانت تدعى من قلبها وقالت اوعدنى انك ماتروحش نحيتهم قلت لها اناغصباعنى حاقعد فى البيت لغاية الجرح مايشفى ..وناولنى ابى بعض الاقراص من الدواء الذى كان فى وصفة الطبيب

...............................................................

ايامها كان التلفزيون قناتين تقفل فى الثنية عشر وغالبا ماكانت تعرض اخبار وكلها عن ماذا فعل الرئيس ومن ارسل من الوزراء وبتوجيهات من الرئيس ذهب الوزير فلان الى المنطقة الفلانية كل الاخبار عن الرئيس وبعدها عن رجلات هنرى كينجر المكوكية اما مسلسل القاهرة والناس فكان ينتظره المصريون يوميا للتسالى رغم تكرار الكلام من الممثلين وكابة التمثيل اما الراديو فلا يختلف كتيرا الا نشرة الثامنة والنصف وكا...نت تقول معظم مايقوله التلفزيون....كنت فى وضع سئ محبوس داخل الالم وجراح ساقى وعدم معرفة ما جرى لاصحابى اجبرتنى هذة الظروف على قراءة كل مافاتنى من المقرارات المدرسية لم يكن امامى غيرها لان الجرائد كانت تنشر توافه الكلمات مما لايضر ولا ينفع ولكنها تنشر مايجعل الناس تتناقش فيها كان لى عم حارب فى اليمن ثم تم استدعائة بعد نكسة سبعة وستين وكان قد خرج من المستشفى بعد انسحاب القوات المسلحة من سينا وكان لايتكلم لسوء حالته النفسية وجائه استدعاء وهو لايزال تحت لعلاج ولكنه اول ما سمع ان ا ستدعائه للجيش وصل صرخ الله اكبر الله اكبر لازم ناخد بتارنا من ولاد واخذ يشتم واخذ ابى يربت على كتفيه وهو يصمم على الذهاب لوحدته فى السويس...هكذا حكى لى ابى هذة الواقعة وقال لى فعلا الحرب ماانتهتش بس الاولاد اللى عاملين دوشة دول مش سايبين الريس فى حاله علشان يعرف حيعمل ايه مع اليهود؟ قلت لابى هؤلاء الاولاد بيحبو مصر وخايفين عليها زى كل الوطنين رد على ابى طيب يخلو نفسهم فى الدراسة دى شغلتهم لغاية ما يتخرجو مايستعجلوش بكرة هم اللى حيشيلو البلد على اكتافهم وخد بالك فيه عيال مش كويسين من جواهم وتبع ناس عايزين يضرو البلد اوعدنى يابنى تبقى بعيد عن الهم ده لغاية ماتخلص درستك وتدخل الجيش وربنا يكرمك بوظيفة كويسة نفسنا نفرح حتى افراحنا بنلاقى اللى بيحاول يشوش عليها خللى بالك من نفسك ....وخرج
كان اخوتى الاصغر منى يعتنون بغية الحمام كما كنت اخبرهم ماذا يفعلون و اصغر اخوتى كان فى الثمنة ولكنه اذكاهم كان يمشى ورائى كظلى ويراقب افعالى
ويشاركنى حبى للجمام وعرفهم واحد واجد ولما تصعد اختى الاصغر من يصعد معها ويخبرها كيف تفتح ابواب الحمام واى حمام يجب الا تطلقه ...كان الاجمل والاذكى
قررت فى هذا اليوم الصعود الى غية الحمام وقاومت لاصعد درجات السلم ولكن الالم كان اقوى منى حزنت وذكرت نفسى انى قطعت اكثر من كيلو متر وانا مصاب فكيف تحملت الالم كنت اريد الااصبح ذبيحة سهلة لجنود شعراوى جمعة وزير الداخلية رجعت مكانى وانا حزين على نفسى ولم افق الاواخى الصغير يقول لى الحمام اكل وشرب وماتخافش على الحمام المحبوس احنا اكلناه وقفلناعليه الباب بسرعة رغم صغر سنه الا انه كان يساعدنى كثيرا داخل البيت حتى لااتحرك كثيرا واتعب رحلى المصابة قال الطبيب انى احتاج اكثر من شهر لاستعيد قدرتى على المشى وانه على ان اتمشى داخل البيت حتى لاتضعف عضلات رجلى وفى اليوم التالى على محاولتى الصعود للغية ووجدت من يجرى بسرعة ويقول استنى يالولى كان اخى الصغير يحاول ان يساعدنى على صعود الدرج ضحكت فقد كان وزنى اضعاف وزنه ولكنه كان جاد فى المحاولة وتركته يساعدنى وانا اتحمل واسند على الحائط والغريب انى وجدت نفسى فوق سطح البيت وبجانب الغية كان انتصار كبير على ضعفى واستطاعتى الصعود كنت الدرجات عشرين در جة كنت اول مرة اعرف عدد درجات السلم الذى اصعده لاعلى وانا اخذ كل ثلاث درجات فى خطوة قال اخى الصغير متزع لش ياخويا بكرة تطلع لوحدك كان متاكد انه ساعدنى وربت على كتفه لاشكره وقال اى خدمة انت تامر وانا اشيلك...جلست فى حجرة خشبية كان نجار الحى يقوم بصنعها قبل ان اصاب وكانت جميلة كنت قد صممتها بحيث تكون مقاعدها الخشبية من نفس خشب الحجرة لانى قررت فى وقت سابق ان اعمل معسكر للمذاكرة بجانب احبائى الحمام تفرجت على صنعة النجار وقررت النزول لاحساسى بالالم يعبر رجلى من خلال ساقى وتركت اخى ليغلق الغية ونزلت وكان الهبوط اسهل بكثير من الصعود رغم الالم.

....................................................................................

2تماثلت رجلى للشفاء وخرجت متكا على عصا لعبة الهوكى اعاطها لى صديق وحاولت المشى ولكن كان معظم اهل الشارع الذى نسكن فية يستوقفونى للسؤال عن صحتى وجت سليمة والحمد لله وظل الجميع يسب فى الاتوبيسات كما اخبرتهم امى انى وقعت من الاتوبيس ذهبت الى منزل صديق لى كان بعد بيتنا بشارعين وكنت اتوقف كثيرا ولكننى كنت كالطير الحبيس الذى اطلق سراحه ياه هواء الشارع يختلف كثيرا عن هواء البيت رغم حميميته وش...عورى بالحماية داخله وصلت الى منزل صديقى وهناك قابلت والده الذى انفجر فى البكاء عندما شاهدنى وقال وصوته يختنق بالدموع صاحبك اسماعيل فى السجن يالولى انت كنت فين من زمان؟ اشرت الى رجلى وقلت زى مانت شايف...كان صوته فيه تهام لى بلتقصير فى واجب الصداقة واصول وسال مالك يابنى قلت له دى اصابة من ظباط الشرطة.رد قائلا ولكنك يابنى مش بتاع سياسة وكلام فاضى قلت له يعنى اسماعيل كان بتاع سياسة قال المحامى بيقول يمكن يفرجو عنه الاسبوع الجاى بقاله خمسة وتلاتين يوم بعيد عن عينى وعين امه اللى بطعيط ليل نهار ...ومانعين الزيارة ..لم اعرف ماذا اقول وامامى اب يبكى ابنه قلت له نشوفه الاسبوع الجاى انشاء لله واستاذنته بالانصراف ومشيت متكا على عصاى وهو يتابعنى
رجعت الى البيت وكلى حزن لما شاهدته فى عيون الرجل كانت امى تنتظرنى وهى خائفة ان تكون الاصابة عادت او سائت حالتها ولكنى افهمتها ان كل شئ تحت السيطرة كان قلقها على يسبق نظراتها وهى تنظر الى وانا امشى ولم تسالنى اين كنت. كنت افكر فى سعدون وعم اباهيم السودانى وعم عبده شاويش وكل من قابلتهم ولا اعلم لماذا مرو بخاطرى لم ارى سعدون منذ عقد قران سعاد جارتنا واما عم عبده شاويش فلى مدة طويلة لم اراه استغربت لماذا تكون هناك ايام نفشى الى اماكنن بعينها وايام ننساها..فعلا الخطوة نصيب ..كنت احن للذهاب لرؤية الترعة وشجر التوت ومنزل عم ابراهيم رغم تحزير ام سعدون لى بالا ازورهم ولا اعرف لماذا اكيد هناك مانع لصالحى وفى اليوم التالى قررت الذهاب الى شاطئ الترعة حيث اشجار التوت والمراكب المحملة بالبلاليص والقلل
غافلت الجميع ونزلت ومعى عصاى ولم اتسند عليها بل مشيت اعرج والعصا فى يدى كنت احاول ان اعيش حياتى العادية ولكنى كنت حزين على اصدقائى المسجونين بلا ذنب وفقدى لناس كانو يعطوننى المشورة وخبرة الحياة مثل عم براهيم السودانى رحمة الله عليه.
كان الطريق طويل الى الترعة كنت امشى هذة المسافة فى ثلث ساعة الان مشيتها فيما يقرب من الساعة لكن لايهم فانا الان امشى وجدت نفيى بالقرب من المعدية فتحاشيت الاقتراب منها حتى اتجنب تعلق اولاد عم ابى بى...فالوقت غير مناسب لزيارة اى احد ولكنها رغبتى التى دفعتنى لارى هذا المكان لم يتغير شئ.
كان سعدون يحاول ان يشتغل بالتجارة ولكنه كان يعطى كل من يطلب من اى صنف من البقالة نقدا ام بالاجل وكثير من اهل القرية كانو يشترون منه بالاجل ويقول الناس غلابة وكانه سلطان البر فى زمانه....
كان دكانه الصغير قريبا من بيته وكان هذا التغيير الوحيد بالمنطقة وما ان رانى سعدون حتى ترك دكانه وتعلق بى معانقا ومعاتبا لى على عدم زيارتى له وبانى مازلت غاضبا من كلام امه قلت له اسمع يا اخويا ياسعدون امك لما تمنعنى من زيارة بيتكم يبقى فيه سبب مهم وانا فاهم وبدون اى زعل واول ما رجلى تخف حاجى انشاء الله
وسالن فى قلق مالك فحكيت لهقال الحمد لله على كدة...قلت له وان راجع حاحود على عم عبده شاويش قال الغيط بقى مكانه مدرستين وكمان مدرسة تالته للصم والبكمقلت امال اشوف الراجل فين؟ رد محدش يعرف له طريق من يوم ما الحكومة اخد الغيط لانه كان ساكن كمان جوة الغيط..كان هذا الخيط الاخير الذى يربطنى بالرجل قد قطع وكنت احتاجه لاساله ماذا افعل بمناديل البنات السبعة
سلمت على سعدون وانصرفت وانا ادعو له بصلاح الاحوال وان يرسل سلامى للجميع
واتجهت ناحية قصر ميخائليدس شجرتا الجميز كانت ماتزال فى موضعها رغم قيام البعض بقط فروع منها اما القصر فكان على حاله يشكو افعال الزمن به
وبجانبه كان عمال البناء منهمكين فى بناء المدارس على ارض الغيط احسست ان عالمى يتغير وان المنطقة كلها سيتغير حالها للاسواء كما فعلو بالغيط رغم بنائهم للمدارس ...ولكن عالم الانسان ينهار قطعة قطعة كلما تغيرت الاماكن او مات له عزير او حتى انسان كريه ولكنه كان جزءا من الحياة
قابلنى رجل ثقيل الظل من الجيران وانا راجع للبيت فاخذ يلومنى على ركوب الاوتوبيس وان الاتوبيس به كل البلاوى والاحسن نمشى كنت اوافقه بدون تعليق ولكنى لم اكن اسطتيع التخلص منه لبطئ حركتى كما انه كان متجها معى فى نفس الاتجاه الى شا رعنا مشيت صامتا طول الطريق وهو يتكلم باستمرار ويسال وكنت لااجيبه الى ان قال طيب عن اذنك انا رايح اشترى حجات للعيال .تنفست الصعداء ولكن هل ساقابل عم عبده شاويش اللى يدور مايتهوش بس اشد حيلى وربنا يخلينى اقابلك تانى يا عم عبده..وكما قالو القا نصيب

..............................................................................

كان امام مسجد الحى يخطب لصلاة الجمعة وكنت اجلس على الحصير خارج المسجد حيث ما انتهى بى المجلس ولم اتخطى الرقاب كما قال لنا استاذ التربية الدينية زمان كنا نحبه ونحترمه ونهابه فى نفس الوقت وجاء احد المصلين ووجدته يقول افسح لى المحلس يا اخى التفت يا للمفاجئة انه صديقى اسماعيل قد خرج من ال...سجن لم نتكلم احتراما لخطيب وحتى لاتفسد علينا الصلاة كم كنا اتقياء بالفطرة فى هذة الايام وكم كانت لبراءة هى سيدة الموقف معنا ...انتهت الصلاة وقمنا منصرفين وكان اسماعيل يعاتبنى قائلا ياراجل اربعين يوم ماتسالش عليا قلت له او ما استطعت سالت عليك وابوك سالنى فين اسماعيل؟ كدت ابكى ساعتها قال معلش.وقبل ان يسترسل رفعت رجل البنطلون ليرى ماذا حدث لساقى ..ضحك وقال عارف دى طلقة من بتاع الامن المركزى ...كان فيه واحد معاكم هو اللى قال لى لانهم مسكوه اثناء مان كنت بتنط من على سور الكورنيش...قلت له رجلى لسة بتوجعنى لدلوقت قال احمد ربنا ..كده اهون من سجن الحضرة ..بس احنا عملنا ايه؟ لا انت بتاع سياسة ولا انا قلت له الف سلامة واوصلته لبيته وتركته عائدا لبيتى وقد اثرت فى مقابلة اسماعيل فقد كان مكتئبا ولا يريد الكلام عن فترة احتجازع هو وزملائه وكنت قد احترمت رغبته فى السكوت ولم اتكلم معه فكيف احتجزوه الى ان افرجو عنه...اثناء تفكيرى وانا امشى وجدت نفسى امام باب شقتنا وكان اخى الصغير يفتح الباب وهو يقول اتاخرت ليه ؟ كلنا مستنين علشان ناكل سوا ... وجرنى من يدى
اكلت مسرعا وصعدت وحدى لاجلس مع اصدقائى المفضلين.. الحمام... لايتكلم لكن حركاته تقول الكثير . جلست وصوت صباح فخرى المطرب السورى ياتى من خلال راديو الجيران وهو يقول يا مال الشام والله يامالى اغانى مابعد صلاة الجمعة فتحت الراديو الصغير الموجود بالحجرة الملحقة بالغية وكانت اغنية مال الشام انتهت وبدات تمثيلية ادهم الشرقاوى اطفئت الراديو كانت مقررة علينا بعد صلاة الجمعة هى او ايوب او سعد اليتيم ويليها مباراة لكرة القدم التى اكرهها اكثر من اى شئ لانها استعباط للشعب المصرى كان المذيع يقول جووووووووون وهاج الناس وماجو اصل الاهلى جاب جون يادى التفاهة..شئ مقيت ان تحس ان هناك من يستخف بشعبك ..وخاصة نشرات الاخبار التى كانت تستمر بالساعة ويزيد ولا تقول شئ وصوت المذيع او المذيعة يرن فى الاذان دون ان يقول شئ ...كنا نحب الرئيس ولكننا كنا نكره مايحيطه من نفاق الجرائد منافقة الراديو منافق ماعدا قناة الموسيقى التى يسمونها البرنامج الثانى مع انه لايوجد برنامج اول ثم الاغانى الوطنية اغلقت باب الغية ونزلت مسرعا الى الطريق فقد احسست انه لاشئ يهم ...وكان عم كمال البقال وهو رجل مؤدب بطبعه يلقى على السلام قائلا ازيك يا استاذ قلت له الحمد لله...كماقلت فى نفسى استاذ مين ياعم الحاج انا استاذ حتة عيل فى الثانوى تقوله استاذ الله يحفظك يا عم كمال واسرعت الخطى وانا لا اعرف الى اين اذهب...
اخيرا وجدت نفسى اما غيط عم عبده شاويش وكانت اعمال البناء متوقفة لان اليوم اجازة اخذت انتظر متاملا وفاجئنى الحارس قائلا عايز ايه يا افندى؟
قلت له هو الراجل عم عبده صاحب الارض دى مش بيجى؟ رد قائلا ايوة تقصد الراجل السفيف القصير ؟قلت له اية انت شفته ؟قال يابوى انا حفتكر ايه والا ايه؟ اقول لك اقعد نعمل كوبايتين شاى سوا سالته عن اسمه قال خدامك محروس..قلت له وان بينادونى الولى ..ضحك وقال لولو؟ قلت له لاء لولى ..قال انا بضحك معاك يابوى واحضر بعض كسر الخشب واشعل فيهم النار ووضع قالبين من الطوب بجانب النيران وقطعتين حديد ووضع فوقها البراد واشعل سيجارة وهو يقول الراجل اللى بتسال غنه ده جه تلات اربع مرات....ايوة افتكرت ده اخر مرة سال عن لولى ده ايوه...
قلت امتى قال ماخبرشى يمكن من سبوع او اتناشر يوم اهى كلها ايام يابو العم... كان الشاى له طعم جميل لم اشربه هكذا من قبل وقبل ان افرغ من الكوب سمع محروس بصوته الجنوبى قائلا ياعم عبده تعال ايوة انت؟ كان عم عبده شاويش

..........................................................................

اخذت عم عبده شاويش بالاحضان وامسكت يده ليجلس معى بينما محروس يصر على دعوته للجلوس وشرب الشاى واخذ يرفع البراد عاليا وهو يصب الشاى فى كوب زجاجى شكله عجيب لونه يميل للازرق وقال لعم عبده اتفضل يا بوى وبعد ان فرغ عم عبده شاويش من شرب الشاى قال لى انا كنت عايزك من مدة لشئ يخصك قلت له خير قال انا كانت بتوصلنى اخبار رعايتك لبنات وشباب غلابة ودى اخر المرحلة
اخذتنى الدهشة فاى بن...
ات قمت برعايتهن واى شباب غلابة...وتدخل محروس فى الحديث وهو يقول ايوة باين عليه ولد ناس طيبين .وقبل ان ارد قام عم عبده وهو يشد يدى لامشى ورفع يده الاخرى امرا محروس بالسكوت ولشدة حرجى من محروس فقد قمت مع عبدة جاويش وانصرفت معه ومحروس ينظر باستغراب
ومشيت فى اتجاه قصر ميخاليدس والدهشة تملئ كيانى وانتظرت حتى يتكلم عم عبده جاويش وما ان جاورنا القصر حتى قال انت فاكر طبعا يوم ما طلعت على السور ورميت الحجاب وفاكر مين اللى اخد الحجاب قلت نعم قال دلوقت ادينى المناديل اللى فجيبك اللى انت عاملها كورة....هنا لم ادهش لانى كنت اعرف قدرات الرجل
قلت له انها لم تفترقنى منذ ان اخذتها من بيت القاضى ..قال الحمد لله انا عارف انك كنت منتهى الامانة والشيخ احمد قال لى كل اللى حصل معك قلت انا لم اراه قال انا عارف ومفيش حد كان لازم يشوفه والا كان زمانك ميت قلت ازاى رد قائلا ساعة ما الضابط اخرج المسدس كان المفوض الطلقة تيجى فى دماغك وخلاص واهل البلاوى يدبرو اى حكاية وخلاص ومحدش حيسال لكن من حظك ان الشيخ احمد كان بيحرس المناديل اللى معاك وبيحرس فيك الامانة والبرائة..قلت برائة مين دانا شتمت الظابط شتيمة من اوسخ ما يمكن... قال لا يبنى مش هى دى قلة البرائة انت كدة كويس
بكرة تعرف معنى كلامى مش كل حاجة حتتشرح لك لازم تعيش التجربة بس يا محترم محدش حيحرسك الا الله...قلت ونعم بالله وسكت عم عبده ونحن واقفين بين شجرتى الجميز الموجودة بالقصر ...وسالته احنا وقفنا هنا ليه؟ قال متسالش حتعرف احنا مستنين مين ؟ واثنا ماكنت اتكلم معهاذا بالشيخ احمد يلقى على السلام وهو يقف بجانبى ورددت التحية باحسن منها....وقال لى ازيك يا طيب؟ قلت الف حمد وشكر لله قال اسمع السكة اللى كان ابراهيم السودانى عايزك تمشى فيها مش سكتك ..ونظرت اليه متسائلا وكان يشير الى بالسكوت واكمل ابراهيم السودانى كان بيحبك وكان خايف عليك انت واولاده علشان كدة لما مات كان قال لمراته ان تبعدك عن سعدون وخاصة فى ان يمشى طريقنا ده الحمد لله الخوف خلاص راح وانتهى انتهى انتهى وظل يكررها ورفع يده قائلا هات مناديل البنات اخرجت الكرة من جيبى والتى صنعتها من المناديل بلفها على شكل كرة والعجيب انى انت اضعها فى جيبى فلا يظهر حجمها من البنطلون كانت المرة الاولى التى الاحظ هذا الشئ العجيب
وكان اشيخ احمد يتكلم بينما وقف عم عبده ساكتا قال الشيخ يللا ادينى المناديل فاعطيته المناديل وظل يتمتم بالفاظ غريبة بينما العرق يملئ وجهه الشديد البياض ثم اخذ يبكى ومد يده للامام ورمى المناديل التى طارت لاعلى بالاوانها الجميلة والتى كنت اراها متربة وشديدة الاتساخ والتف الى وهو يربت على كتفى قائلا يللا نمشى خلاص خلاص يابنى الشيطان ابتعد اخذ يعدد لى ان المنديل الاول كان لابنة الخواجة صاحبة الكلب الاسود وكان الشيطان هو من يتلبس فى جسد الكلب الضخم انت فاكر الغلبانة بهية المجنونة زى ما كنتم بتنادو عليها دى كانت ست البنات النهاردة بس ارتاحت وحتتصرف كويس كان لها منديل اما سعاد بنت مصطفى جاركم فكانت واحدة لكم الحمد لله انت جبت المناديل قبل ماتتبهدل لان اهلها غلابة ان لاحظت انها كانت بتيجى عندكم علشان الحماية مش اكتر كنت انت من يحمل المناديل اما احسان الطيبة الله يرحمها المرض اتمكن منها وحياتها كدة المهم الباقين ما يهمش نتكلم عنهم وانت اوع تتكلم عن اللى قلت لك عليهم تقدر تروح وتقول لام سعدون السودانى ان الموضوع خلص وهى حتفهم وانت بعد النهاردة مفيش خوف عليك مش حيقدرولك على حاجة بس ..اذكر الله اذكر الله اذكر الله قل له طيب ياشيخ احمد ونظرت لعم عبده جاويش الذى اختفى من جانبى ونظرت لاسال الشيخ احمد عن عم عبده كان قد اختفى هو الاخر وانصرفت فى طريقى الى بيت السودانى وانا اقول لا اله الا الله واكرر واكرر واقراء اية الكرسى............انتهى الجزء الأول

 ...........................................................................-----.................

 
.........................................ديروط 72................................................
 


 1----بوسطة... نبيل افندى عبد الغفار ..بوسطة... كان ساعى البريد ينادى على نبيل ابن عبد الغفار افندى ليستلم خطاب يبدو من مظروفه انه من جهة حكومية وكرر ساعى البريد النداء ..بوسطة نبيل افندى عبد الغفار كان الرج...
ل من جيل فات ويبدو عليه انه بداء فى مغادرة عقده الخامس ..ويرتدى بالطو كاكى اللون وطربوش موضوع على راسه بعناية وسروال اسود واسع وينتعل حذاء جلدى اكلت عليه الايام وشربت كصاحبه وكرر البوسطجى كما ينادونه اهل الحى بوسطة هو مفيش حد هنا يا جماغة وردت عليه جارة صاحب الرسالة قائلة ..ايوة ياخويا موجودين بس تلاقى العيال معلين صوت التلفزيون شوية انا لسة شايفة ام نبيل كانت فوق السطوح واخذت تنادى يا ام نبيل يام نبيل ثم تجهت الى ابنها الذى كان يلعب امام البيت ولة ياسيد انت يا ولة انده على خالتك ام نبيل وقول لها فيه جواب لكم وجرى سيد ناحية منزل عبد الغفار افندى ليخبرهم ان هناك خطاب لابنهم نبيل مع البوسطجى بينما كان البوسطجى يتسلى باكل ثمرة جوافة من على عربة بائع متجول تصادف مروره..
واطلت الست ام نبيل من النافذة قائلة ايوة يا ام سيد فيه ايه يااختى؟ وردت ام السيد جواب للمحروس ابنك الاستاذ نبيل والراجل بينادى من بدرى..ثم اردفت خير انشالله...
كان اهل الناس يصيبهم القلق عند وصول خطاب مسجل او برقية خوفا من سماع خبر غير جيد طبع مصرى قديم خوفا من الحاكم او القدر
وقالت ام نبيل تخاطب ساعى البريد حنزل السبت حط فيه الجواب يا خويا.
قال ساعى البريد ماينفعش ياست هانم الجواب مسجل بعلم الوصول يعنى لازم حد يمضى بالاستلام...ونزلت ام نبيل مسرعة ولم تنس وضع شال على راسها وقالت امضى فين قال ساعى البريد هنا ياست الكل فى المربع ده ...
وعلى فكرة ده جواب تعيين للمحروس ابنك لانه جاى من القوى العاملة ...عايزين الحلاة بيقى ياست الكل وضحك ضحكة صفراء فاخرجت ام نبيل من جيبها ربع جنيه واعطته للساعى الذى شكرها وهو ينصرف.
ولا نعلم كيف سمعت ام السيد الجارة بما دار بين ام نبيل والبوسطجى رغم ان بيتها فى الاتجاه المقابل لمنزل عبد الغفار افندى وعرض الشارع حوالى عشرة امتار شئ مضحك حقا...واطلقت زغرودة معلنة ان نبيل عبد الغفار جاله جواب التعين وحيبقى مدرس قد الدنيا ولم تنسى ان تقول لام نبيل الف مبروك ياختى تفرحى بعياله وردت عليها الاخرى تفرحى بعيالك كان وجه ام نبيل مكفهر خوفا من حسد الولية ام السيد كما انها لم تقراء بعد خطاب التعيين المزمع
ودخلت منزلها والقلق ياكل اعصابها وكان ابنائها يتفرجون على التلفزيون وصوتهم عالى كصوت معلق المباراة وهو يقول وجون وجون وجون ..اتجهت اليهم مكشرة عن انيابها وهى تقول اطفى الزفت ده انت وهو وقال اخبث الاطفال حاضر يا ماما....وقام واخفض الصوت واشار للباقين بالصمت فهزو رؤوسهم موافقين ....كانت السيدة تجلس وهى ممسكة الخطاب وتشاور نفسها ان تفتحه لترى فحواه ولكنها اصرت على الانتظار واخيرا حضر ابنها نبيل وهو يصفر لحن اغنية كانت سائدة فى هذة الايام..
ونهرته قائلة.. يابنى بلاش تصفير عيب دة ..ثم اردفت احط لك تاكل العشا جاهز ثم سالته انت اتغديت فين ياولد انت خلاص اتخرجت وكبرت علينا وبتتغدى برة ناقص تبات برة البيت....وكانت هذة الاشياء من اكبر الكبائر عند ام نبيل ...ما يهمها هو الاطمانان على ابنها البكر واول فرحتها ...وبعد ان اكل ابنها وشرب الشاى كعادة اهل هذا البيت..
اخذت تسرد عليه خبر وصول البوسطجى ومعه خطاب التعيين...طار نبيل من الفرح وقام واحتضن امه قائلا وشك دايما حلو ياست الكل وقبل يديها ثم سالها هو الجواب فين قالت عندك على مكتبك جنب اوراقك.....ذهب نبيل بسرعة وفتح الخطاب واخذ يقراء وسكت وكانت علامات خيبة الامل تملاء وجهه ...واخذ القلق من ام نبيل الباقى من اعصابها وصرخت قائلة هو فيه ايه يابنى رد عليها ابنها نبيل بذهول الجواب بيقول انى اتعينت فاسيوط وانى لازم اسلم نفسى لوكالة الوزارة هناك خلال 15 يوم
لم تصدق السيدة قول ابنها وقالت يعنى ايه؟
رد عليها زى ماسمعتى يا امى عموما انا بفكر ماروحش نظرت اليه ولم تتكلم واشاحت بوجهها ثم قامت مغادرة الحجرة....
عادت ام نبيل بعد قليل وقالت فكر تانى يابنى ...وبعدين قوللى انت حتشتغل فين ؟ رد عليها نبيل سفر بسفر اسافر اشتغل برة مصر ...اصفر وجهه ام نبيل وقالت اقولك لما يجى ابوك اعرفو شغلكم مع بعض...قام نبيل منصرفا الى الطرقات ليمشى حتى يهداء ويذهب غضبه واخيرا قرر العودة لمزله واذا بامه وابوه فى نقاش حول هذا الموضوع
وما ان دخل نبيل حتى ضحك ابوه وقال له مداعبا الف مبروك يا نبيل افندى ...مالك انت متضايق من تعينك فى اسيوط طيب انا اشتغلت زمان فى مرسى مطروح ايام ما كان مفيهاش صريخ ابن يومين..عموما اسيوط مش بطالة...وكلها سنة وتتنقل اسكندرية واهى فرصة تشوف مصر قلت له يعنى اسيب اسكندرية واروح اسيوط وبتاع اسيوط يجيبوه اسكندرية ماهى نفس المشاكل اللى حالقيها حيلاقيها بتاع اسيوط هنا وبيمكن اكتر لان هنا اغلى.. رد عليه ولده اسمع يبنى جرب الاول وكانك فى معسكر كشافة او فى رحلة او تصور نفسك جوة فيلم وانت البطل فيه..قلت يعنى مكتوب على امثل فيلم البوسطجى .. قال اسمع وضب حالك ومايهمكش فلوس اول شهر من عندى وبكرة تروح تحجز فى قطر الساعة اتناشر ..بتاع الصعيد
................................................................
 

  1....ذهب نبيل عبد الغفار الى محطة مصر وهى محطة القطارت كما يسميها اهل اسكندرية لم يكن ينوى حجز تذكرة ولكنه ذهب ليرى عن قرب كل هذا القطار الذى سمع عنه القصص والاساطير وان من يتجه فى طر يقه فهو فى سكة اللى يروح ومايرجعش..كما تقول الاسطورة ...كما انه لم يسافر من قبل خارج الاسكندرية ..حتى فى رحلة الاقصر واسوان لم يذهبها بسبب نزلة برد المت به كانت الوساوس تنهش عقله الشاب ويتنازعه الخو...ف و حب المجازفة لرؤية هذة البلاد العجيبة كما كان يفكر...واول ما فعله انه اتجه الى محطة القطارات واتجه لشباك حجز التذكر وكان يجلس بداخلة موظفان يتناولا سندوتشات الفول فقد كان الوقت مبكرا وسال احد الموظفين الذى كان فمه خالى من الاكل فقد كان الاخر يقوم بحشو فمه بسندوتش وفى يده الاخرة قطعة من اللفت المخلل فقرر المجازفة ليسال الاخر الذى لم يملئ فمه بعد ...وحياهم بقوله صباح الخير من فضلك يا استاذ انا عايز احجز مكان لاسيوط فى قطر الساعة اتناشر وما ان قال بطلنا قطار الثانية عشر حتى انفجر الموظفان ضحكا فذهل نبيل وقال هل اسات الادب لاسمح الله ..رد الموظف العفو يابنى لكنك بتسال على حاجة كانك مش من البلد..قال نبيل وهو مازال مرتبكا من طريقة الموظف فى الحديث لا حضرتك انا اول مرة اركب قطر فى حياتى ولولا ان تعينى جه فى اسيوط ما كنتش سافرت ..نظر الرجل اليه وقد لانت ملامحه وقال طيب هى من قلة ناس اسيوط لما يبعتوك ..عموما شوف يابنى انت فى اول شبابك واستحمل ..فكرر نبيل سؤاله طيب احجز ازاى ؟ قاله القطر ده ملهش حجز حتلاقىه مليان اقفاص وزكايب وناس فوق بعضها دول بيروحو ياخدوه من المخزن هناك فى اخر المحطةوينامو وهم مستنين لما القطر يدخل الرصيف....رد عليه نبيل يادى الهم يعنى بلاها السفرية دى فرد عليه الموظق الاخرو كان الرغيف الثانى فى يده بعد ابتلاعه اول مفيش غير انك تيجى بدرى وتسال عمال المخزن وهم ..ح يدلوك...شكرهم نبيل وانصرف فقد عرف انه من المحال معرفة اية معلومات من هذا المكان وكان هناك بجانب شباك التذاكر رجل يقف مستندا على الحائط وهو يدخن سيجارة فنادى على نبيل وساله وكان يتكلم بلهجة اولاد البلد ..يافندى انت مسافر اسيوط ؟ قال نبيل ايوة رد الرجل قائلا مفيش غير انك تركب قطر مصر ومن مصر تركب ديزل اسيوط او تركب البيجو ...وكانت البيجو هذة عبارة عن سيارة استيشن ماركة بيجو وطبعا كانت اجرة شكره نبيل وما ان هم بالانصراف حتى دفعه الرجل فى صدره وفر هاربا وهو يقول وسع يا افندى وشك نكد كانت هنا مجموعة من الشرطة السرية تتبعه وتطارده لكونه نشال ومسجل خطر وكان نبيل يبدو مذهولا ممايرى ووقف يراقب الشرطة السريين وهم يمسكون الرجل النشال وفجاة احس نبيل بيد ثقيلة تنزل على كتفه وايد اخرى تعلقه من حزام بنطلونه وجاء رجل يبدو انه مهم ولكنه يرتدى الملابس المدنية وسال المخبر الذى امسك بنبيل مين ده راخر ياشاويش متولى قالى الشاويش الغبى ده كان واقف مع برديسى الحرامى ياباشا...رد الضابط وهو يشير اليه باصبعه السبابه طيب هاته ..وبكل قسوة دفع المخبر نبيل وهو يقول انجر ادامى دانت ايامك طويلة ...وعامل فيها افندى وواقف قدام عماد بيه من غير ماتحيه وما ان فتح نبيل فمه ليرد حتى صرخ فيه المخبر اخرس وانجر ادامى...
وضعو نبيل والرجل المطارد فى مكان لحجز المقبوض عليهم وهو عبارة عن حجرة متران فى ثلاثة ولا تصلح لايواء الخنازير.....وما ان دخل نبيل مكان يجلس فيه رجل برتبة شاويش كما كانو ينادونه واخذ يدون الوارد كما اخبر متولى الغبى ..وتكلم الرجل النشال قائلا لنبيل وجاى عايز تسافر اسيوط ؟ اهم حيسفروك ياحلو ...ونهره الشاويش الجالس اسكت ياولة بطل وجع دماغ.....
وجاء دور نبيل فساله الشاويش.. اسمك وسنك وعنواك وبتشتغل ايه؟ وادينى بطاقتك والا ممعاكش بطاقة اخرج نبيل البطاقة وكان مكتوب امام خانة الوظيفة انه طالب الى باقى البيانات ومن عجائب الامور ان الشاويش الذى يكتب المحضر سال نبيل بعد كتابة البيانات ولثبت كونه طلب ساله انت بتمضى والا بتبصم....
فجاة حدث هرج ومرج وترك الشاويش ما امامه وانتفض واقفا وهو يقول تمام يفندم وكانت يده اليمنى تشير بالتحية فقد اتى وكيل نيابة للتفتيش ومعه ضابط يبدو من ذوات الرتب العالية...ونظر فى ما يسمى بدفتر الاحوال واخذ يقراء ثم ناوله لوكيل النيابة الشاب ومان ان قراء وكيل النيابة لاسماء حتى قال مين هنا اللى اسمه نبيل عبد الغفار حسين ..قام الرجل الذى يكتب فى دفتر الاحوال ويدعى الشاويش على قام بشد نبيل من ملابسه وهو يقول كلم البيه يا متهم فرد عليه وكيل النيابة سيبه ياشاويش...وسال نبيل قائلا انت اسمك ايه يابنى؟ رد نبيل اسمى نبيل عبد الغفار حسين ...قل له وكيل النيابة ابوك اسمه عبد الغفار حسين مسعود ورد نبيل بالايجاب رغم انه كان خائفا ان يكون ابوه معروفا لجهات التحقيق او انه خارج على القانون.... واكمل وكيل النيابة انتم ماسكين الشاب ده فى ايه؟ قال الشاويش متولى الذى تبرع بامساك نبيل ده جاى مع الوارد يابيه ..واتجه وكيل النيابة الى نبيل قائلا احكى لى الحكاية من الاول الى ان احضروك لهنا ...حكى نبيل ما حدث معه بالفعل ووقال حتى بطاقتى مع الشاويش ....فين بطاقة المتهم ياشاويش على قال وكيل النيابة واتجه الى نبيل واعطاه بطاقته وقال له اتفضل يابنى وسلم على ابوك ولما تيجى مسافر اوع تختلط بحد ..ابتسم نبيل بفرح وهو يقول اقول لبابا مين حضرتك قال وكيل النيابه قول له قدرى عبد الوهاب بيسلم عليك واتجه للشاويش قائلا فين حضرة الظابط ..رد الشاويش فى القسم يا افندم رد عليه وكيل النيابة طيب ادى بيانات المفرج عنه للكات علشان امضى عليها قال الشاويش تمام يا فندم...انصرف نبيل بعد ان افرج عنه بالضمان الشخصى ..وهو يفكر فى كل ما دار حوله وسال نفسه من هو وكيل النيابة الذى يعرف اسم ابوه ثلاثيا...من هو قدرى عبد الوهاب 

............................................................................

--فى طريقه الى منزله ركب نبيل الترام المؤدى الى منطقته وكان عقله مشغول باكثر من موضوع اولهم من هو قدرى عبد الوهاب ولماذا اهتم به يبدو ان العناية الالاهية ارسلته فى الوقت المناسب والا كان سيتعرض لمشاكل لايعلم الا الله مداها....كانو يصورون العدالة بامراة تمسك ميزان وهى معصوبة العينين لانها لاتفرق بين احد من الناس ولكن يبدو ان شرطة مصر اصابها العمى ولا تغمى اعينها لانها تاخذ العاطل... مع الباطل كانت معاملة الشاويش متولى والاخر على المتشابهة فى منتهى قسوتها تتساوى مع جبنهم من قيادتهم ومن يملك السلطة ياللا اهى تجربة قاسية لعلى اتعلم منها الا اقترب من اى عش للدبابير ..وكفانى تجربة عش العناكب السوداء ...كل هذة الافكار كانت تتدافع فى راسه وهو يفكر فى مسالة تعينه فى اسيوط..ولاحظ نظرات الناس اليه فقد كانت ملابسة متسخة جدا من الجلوس فى حجز محطة السكة الحديد باللاضافه لقميصه الممزق من عند صدره مما يوحى لكل من يشاهده انه كان فى خناقة حادة...وهى فى الواقع خناقة من طرف واحد...انه القضاء والقدر الذى ارسل هذا المخبر الغبى كانه حجر سقط من اعلى على اى احد يمشى فى الطريق ...وفكر ياله من حجر ظالم وضحك فى نفسه وشر البلية مايضحك واقتربت الترام من المنطقة التى بها منزله فنزل مسرعا لانه كان بحاجة للهواء ليهداء .. ومر على محل يبيع مرايا وكان يعرض امام المحل مراة ضخمة فنظر اليها دون ان يشعر وشاهد شخصا غيره فى هذة المراة فشعره كان منكوش وجميع ملابسة متسخة وقميصه ممزق كيف سيدخل شارعهم الان وماذا سيكون كلام الجيران...لايهم اعترته حالة من الا مبالاة فقد ايقن انه لاشئ يهم.
ومان وصل الى باب شقته حتى فتح الباب ودخل مسرعا الى الحمام لتغيير ملابسه
وخلعها كلها فى الحمام ودخل تحت الدش لياخذ حمام لعله يبرد عقله الملتهب
احست امه به واستغربت لماذا يدخل من الشارع الى الحمام ليستحم ..ونادته استنى حجيبلك البشكير وهدومك او تطلع لتاخد برد وما ان خرج من الحمام حتى بادراه بسيل من الاسئلة ..فاخد يروى لها ماكان بالتفصيل وكانت تسمع ثم تمطر المخبيرن بالدعاء عليهم ان يشل الله ايديهم هم واللى مشغلينهم .. هم تعمو مش شايفين ولاد الناس من ولاد السكك قال لها تعرفى يا امى حد اسمه قدرى عبد الوهاب ..قالت مش فاكرة يابنى اسال ابوك لما يجى كان تعبان قبل مايخرج والله دى عين وصابتنا انا لازم ابخر البيت...قال لها قبل ماتبخرى البيت ادينى اى حاجة اكلها قالت وهى تتصعب على ابنها ياعينى يابنى ياحبيبى منهم لله ...اللى انت عايزه وبتحبه موجود كله يا حبيبى واتجهت ناحية المطبخ لاعداد الطعام لابنها وعندما رجعت وجدته نائما حيث كان يجلس فاغلقت باب الحجرة عليه وانصرفت وهى تقول منهم لله ظلمة اللهى اشوف فيهم يوم ويكون طويل دول معندهمش قلب وجلت واضعة يدها على خدها ولا ندى ماذا كان يدور بعقلها غير الدعاء على هؤلاء الظلمة
وقرب صلاة العشاء حضر زوجها عبد الغفار افندى فبادرته قئلة انت عامل ايه يا اخويا دلوقت رد عليها الحمد لله هو الولة نبيل فين لسة مجاش قالت له اسكت يا اخويا على اللى حصل له واخذت تروى لزوجها ماسمعته من ابنها نبيل قال لها هو فين دلوقت قالت نايم ياحبة عينى من ساعة ما جه قال لها طيب صحيه ياكل معايا ردت حاضر كانت سيدة بدينة فى العقد الخامس من عمرها وعليها مسحة من جمال غابر ضاع وسط مجاهدة الايام وتربية الصغار ..دخلت على ابنها حجرته فوجدته يجلس على الاريكة التى كان نائما عليها فقالت نوم العافية ياحبيبى قوم علشان تاكل مع ابوك قال لها نبيل هو جه ردت من بدرى ياللا قوم اغسل وشك وفرفش ونهض نبيل وذهب حيث يجلس والده فبادره ابو ه قائلا الف سلامة يانبيل يابنى كل الحجات دى بتحصل كتير ماتحطش فى دماغك ويللا الا الكل حيبرد
وبعد ان تناولا الطعام سئل نبيل ابوه قائلا انت تعرف حد اسمه قدرى عبد الوهاب.. وضع ابوه النظارة على وجهه المتعب وقال قدرى عبد الوهاب ..وضحك انت قابلته امتى قال نبيل ماهو وكيل النيابة اللى ساعدنى وقالى اسلم عليك..
وضع عبد الغفار يده على راسه وقال قدرى ده يبقى ابن عمتك اللى فى طنطا انا ماشفتوهش الا لماكان عمره اتناشر سنة ياه فعلا العيال كبرت...واحنا كبرنا وردت ام نبيل لاكبرنا ولا حاجة دى هى الايام اللى مافيهاش بركه اليوم بيعدى ورا اخوه ورد عبد الغفار ايوة ..عارف ليه انتم ماتعرفوش بعض اسمع ياسيدى
...................
  ...................................................................
 
بقية--1-- ديروط 72--رد نبيل ازاى يبقى ابن عمتى وانا مااعرفوش وهو ماعرفنيش الا من اسمى وليه لما هو عارف بيتنا مجاش يزور خاله ليه؟
رد عبد الغفار افندى قائلا اية يابنى العند هو السبب انت عارف ان بيت جدك لسة زى ماهو وشقة عمتك اللى اتجوزت فيها مقفولة من يوم ماسافرت مع جوزها طنطا لان اعماله كانت هناك ور بنا كرمه وهو يستاهل لان جوز عمتك عبد الوهاب راجل بمعنى الكلمة ..المهم اعمامك اتلمو بعد موت جدك الله ...يرحمه وكل واحد عايز حقه فى ميراث ابوه هو كان سايب لنا البيت وحتة ارض ناحية كنج مريوط وجم هنا وقالو عايزين ميراثنا قلت وماله خدو ميراثكم بس انا مش حبيع حقى فى يبت ابويا الارض اعملو فيها اللى انتو عاوزينوه باعو الارض بتمن يخليهم اغنيا لكن الطمع قعدو يزنو لازم نبيع البيت واشمعنى فاطمة عمتك واخدة اكتر من نصيبها قلت لهم هى ساكنة وانا متنازل عن الايجار بتاعها زعلو منى وبعدين روحت طنطا زى كل شهر كنت احب اطمن عليها كلمتنى بطريقة زعلتنى منها ان اللى ربيتها بعد ابوها ما مات الله يرحمه وتقريبا كل مصاريف جوازها كان من جيبى مش ده المهم يابنى لكن ازاى تكلمنى كدة دانا حتى فبيتها سيبت طنطا وجيت على هنا ومن يومها ماروحتش بيتها جوزها كان بيجى يزورنى ومعاه الولة قدرى لكن من كام سنة اعماله شغلته عن الكل عارفك حتقول انى السبب بس الكبير كبير يابنى ...قال نبيل لابيه مهدئا طبعا يابابا وعمتى كمان طيبة على ماسمعت من امى ..فنظرالرجل الى زوجته كانه يسالها ليه تكلمى العيال فى مشاكل الكبار؟ فرد ايدا انا ماحكتش له الا ان له عمة طيبة فى طنطا وبعدين انا مالى يا اخويا انتو خوات مع بعض اصطفو ...وتحول الى نبيل وانت ناوى تستلم شغلك والا حتقعد جنبها تتسايرو اسمع يابنى انت اتعلمت كفاية مش علشان تبقى عاطل والا ياريتنى كنت علمتك صنعة كان زمانتك دلوقتى اوسطى قد الدنيا فرد عليه محاولا تهدئته ..حاضر انا حاقوم ارتب شنطة السفر بتاعتك واخدها معايا علشان بركتك تحل دعواتك ياحاج ...قال عبد الغفار اهو ده اللى انا واخده منك بكرة تسافر والفلوس عندك فوق مكتبك اصبح على خير يابنى واشوف وشك بخير لماترجع بالسلامة وقام ليقبل ابنه ونزلت الدموع من عينى الام وابنها
دخل نبيل حجرته واخذ يرتب فى الملابس التى سياخذها معه وكذلك الاوراق ومنها خطاب القوى العاملة واحس نبيل ان هناك حركة ورائه فنظر ليجد اباه خلفه وقال له انا حاكلم عمتك النهارده وحاروح اطمئن على الولة قدرى الولة ده جدع زى ابوه.. الفلوس عندك يابنى وخد كمان العشرة جنيه دى احتياط انت فى غربة وسندك فى غربتك دراعك و قرشك افهم كدة كويس..اصبح على خيروانصرف وكان يدارى دمعة فرت من عينه حتى لايشعر ابنه بلحظة الضعف التى اعترته كان هذا عبد الغفار..
انتصف الليل ونبيل مازال يرتب فى اشيائه واخيرا اتجه الى فراشه لينام كان يحلم بجنية جميلة تجلس بجانبه وتحاول تقبيله كانت جميلة وتاعمة وشعرها مفرود يدار احد خدودها وفجاة نزل الشعر من على وجهها ليرى ابشع منظر ممكن ان يراه انسان كانت اسنانها تظهر من تحت الشعر ولا خد لها وقام من نومه مقزوعا وهو يقول اعوذ بالله اعوذ بالله
كان كابوسا مفزعا فهل تنبئ الاحلام صاحبها بما سيحدث له طلعت شمس النهار وصحى نبيل من نومه وهو لايزال متاثرا بالكابوس الذى راه فى منامه وكانت امه تحضر له الفطور وما ان دخلت عليه حتى رات تغير ملامح وجهه فسالته مالك يانبيل يابنى انت زعلت من ابوك؟ انت عارف هو بيحبك قد ايه قال نبيل لا يا امى حلمت حلم وحش قالت امه خير اللهم اجله خير يابنى وحكى لامه المنام باختصار حازفا منه قبلات الجنية الناعمة فنظرت اليه امه وهى تقول اسمع يابنى خللى بالك من النسوان الحلم مفسر نفسه يا ضنايا... اوع تسيب نفسك لبنت حوا الا معظمهم يابنى فى الوش مرايا وفى القفا سلاية رد نبيل ياريت الاقى واحدة شبهك يا امى قالت يبقى يوم المنى احبيبى لما افرح بيك انت واخواتك ...يللا قوم افطر وشوف وراك ايه واستعيز بالله من الشيطان اصله شاطر..وخرجت وهى تقول استرها يارب ..وماتسونيش فيهم
وعادت وهى تحمل صينية الشاى وكان نبيل قد ارتدي ملابسه وهى تقول يابنى لسة بدرى الساعة لسة تسعة والقطر ميعاده اتناشر ضحك نبيل وقبل امه فى جبينهاواخذ شنطة السفر وانصرف فى طريقه الى محطة القطار
..................................

 

هناك تعليق واحد: