الجمعة، 27 فبراير 2015

الارملة السوداء ......الجزء الثانى

...............الارملة السوداء ....................الجزء الثانى1
قال الدمهورى لمامور المركز اسمع يابيه عايز تسال واجاوبك والا عايزنى أتكلم من الأول يعنى زى ما قولت لك من طاء طاء لسلامو عليكم بس استحملنى شوية قال المامور اتفضل يا دمنهورى بيه .
اسمع وسجل فتحت المحضر قال المامور والشاويش محمدين بيكتب ايوة أتكلم يا دمنهورى زى ما بتقول من طاء طاء لسلامو عليكم
قال الدمنهورى ..من حوالى أربعين سنة يابية كان كل اللى يهمنى انى اجرى ورا الموالد في كل بلاد مصر وطبعا كنت بروح ورا الغوازى والرقاصات كان كل همى ان اصحابى يقولو انى اتعرفت على احلى رقاصة ورقت لى وحدى والباقى انتا عارفه لامؤاخذة يعنى الفلوس بتعمل كل شيء.
وفيوم كنت في مولد السيد البدوى وكانت هناك ناس جاية تذكر الله واللى جاى يوفى الندر اللى ندره لله واللى جاى يرزق .الا انا وفيه زيى كتير يابيه كنا بنطارد الرقاصات والغوازى الغجر وغيرهم وسعادتك سيد العارفين
واخذ الدمنهورى يسعل حتى كادت أنفاسه ان تنقطع فقال مامور المركز يا عسكرى هات كباية مية بسرعة ووصيلنا على كبايتين شاى جاء احد افراد الشرطة حاملا كوب ماء واعطاه للدمنهورى ليشرب بعد ان سكنت نوبة السعال فقال مامور المركز للشرطى خللى االراجل بتاع الشاي يعمل كوبايتين بسرعة يا عسكرى..... قال الشرطى تمام يا فندم وانصرف
وما ان انصرف الشرطى حتى قال مامور المركز .اتفضل كمل يا دمنهور بيك انت كنت خلبوص كبير
قال الدمنهورى اليوم ده يابيه كنت بايع محصول القطن والبورصة كانت عالية وسعره كان محصلش اخدت الفلوس وشيلت الفين جنيه معايا لزوم الصرف وحطيت الباقى في البيت لان ابويا الله يرحمه كان طالق ايدى فى كل شيء
ومببسالش اشتريت ايه او صرفت الفلوس فى ايه....هيييييييه دنيا .
وسكت الدمنهورى لياخذ أنفاسه ورشف قليل من الماء ثم اكمل كلامه
قلت يابيه اليوم ده روحت على مولد سيدنا البدوى وكان هناك جماعة بتوع رقص ومغنى بيعملو الشادر بتاعهم علشان يعملو استعراضاتهم وورا الشادر كانت خيام اقامتهم اليوم ده شوفت اجمل ست مكن يعرفها راجل ويمكن شيطانى صور لى كدة .اتسمرت مكانى يابيه وهى عملت نفسها مش شايفانى ودخلت خيمة الرقاصين ولما سالت عنها اللى اعرفهم من زملاء مهنتها قالو دى رقاصة جديدة كانت بترقص عند بديعة مصابنى فمصر وبديعة اتخانقت معاها وطردتها علشان جوز الست بديعة كان عينه من الرقاصة.
قال مامور القسم وايه دخل الرقاصة بموضوعنا يا دمنهورى انت شارب حاجة ياراجل انت جاى تتكلم على أيام شبابك هات من الاخر.
قال الدمنهورى انا كدة بكلمك في أساس الموضوع ومش باخرف يابيه ولا باحكى قصة حياتى اللى ماتشرفش قلت لسعادتك اتحملنى شوية.
قال مامور المركر ماشر كلامك ما احنا الأيام دى ملناش غير بلدكم ثم قال ياعسكرى فين الشاي؟ قال الشرطى جاهز يابيه حالا انصرف الشرطى وعاد ومعة صينية بها اكواب الشاي والماء..وقال تامر بشى سعادتك قال المامور انصراف واقفل الباب وراك وماتدخلش حد.
والتفت الى الدمنهورى وقال اتفضل يادمنهور اشر ب شايك ...فقال الدمنهورى ماتشربش وحش يابيه واخد رشفة من كوب الشاي واكمل حديثه قائلا
المهم يابيه حطيت في دماغى انى ما اسيبش الر قاصة تفلت من ايدى مع انها هي اللى نصبت لى الشبكة علشان توقعنى معاها ومن اليوم ده بدات البلاوى بلوة ورا التانية أولها موت ابويا وماحضرش جنازته وبعديها سلسلة الثار اللى كان اخرها موت ولدى الوحيد.اعتدل مامور المركز عند وصول الدمنهورى لهذا الجزء من الاعتراف وقال يعنى اتنت عارف مين اللى قتل ابنك قال الدمنهورى ايوة يابيه امال انا جيت لحد هنا ليه. قال مامور المركز طيب كمل.
يوميها رجعت ليلى وده اسم الرقاصة ورقصت يومها كنت حاسس انها بترقص لى.رميت تحت رجليها شوية جنيهات وفضلت ترقص عليهم وبعد نهاية الرقصة طلبها الجمهور واعادت الرقصة ورميت فلوس اكتر تحت رجليها وانسحبت الى خيمة الراقصين لانتظرها بعد الرقصة وفعلا رجعت وجلست امامى وهى تقول انت عايز ايه منى من امبارح وانت بتشاغلنى وان مش حملك ياسمك ايه انت اسمك ايه؟ كانت تتكلم بدلال خلانى عجزت عن مجا راتها في الكلام رغم خبرتى مع هذه الاشكال. أخرجت ساعتها من جيبى ورقة بمائة جنية وقلت لها دى نقطة خاصة منى رفضتها بسرعة وقلت لا لا ان مش بتاعة كدة وماليش في الحرام ايوة اعوذ بالله من الحرام.قلت لها هي الهدية حرام قالت طيب حاردها ازاى وانا مليش في الحرام النا باكلمك دوغرى من الأول اقولك علشان مانخسرش بعض علشان انت جرئ وجدع وعجبتنى .حاقبل الهدية النوبة دى لغاية مانتعرف وناخد على بعض اكتر .عن اذنك يا بلعوطى قلت لهادمنهورى دمنهورى. قالت عن اذنك اتفضل انا حاغير لبس الشغل و ضحكت ضحكة انخلع لها قلبى وانصرفت وانا في طريقى الى الى اللوكاندة كان الفجر بيادن
............................الارملة السوداء...........الجزاء الثانى1
...........................................................................................................................................
 الارملة السوداء ...جزء2.....2

قال مامور المركز للدمنهورى كمل بقية الحكاية ..ردعليه الدمنهورى امشى الولة بتاع الكاريته بتاعتى ... قال المامور سيبه يمكن نحتاجه كمل انت بس..
قال الدمنهورى تانى يوم يابيه كنت اول واحد قاعد في الصف الأول لان مفيش حد كان بينقط زيي وزاع صيتى في المولد واتلم حولى كثير من اللصوص لكن الغفرا بتوعى كانو لهم بالمرصاد وخافو كلهم منى بعد كدة وفيوم كنت قاعد زى عادتى في الصف الأول جه شاب وكان شكله مهندم ومن أولاد المدن الكبيرة يعنى من القاهرة او اسكندرية كلامه غيرنا يابيه وطريقة معاملته كمان انا كنت باصرف كتير علشان يعاملونى كويس لكن ده كان يكفيه انه يتكلم بطريقته او يتعامل بشكل غير اللى كنت باتعامل مع الناس كان حاجة تانية وفرض على أكون صديقه لانه كان له اراضى كتير فى البلداللى جارنا كان همام ضرغام يابيه راجل ونعم الناس لكن الشيطان شاطر يابيه سلط على غباوتى وعقلى الخربان وخلانى احط نفسى في عداوة مع راجل يستاهل يبقى اقرب لىا من اهلى. واخذ يسعل ثم سكت ورشف قليلا من الماء.
قال المامور .كمل يادمنهورى والتفت الى الشاويش الجالس بجانبه وقال اكتب الكلام كلمة كلمة واصحى معايا اتفضل يا دمنهورى كمل
الليلة اللى باحكى عنها كانت البداية الحقيقية للهم الازلى اللى انا فيه دلوقت ليلتها جه همام ضرغام وقعد مكانى ولما جيت حاول يقوم من مكانه ويتاسف لكى رفضت ورحوت للولد اللى بينظم الشادر وشتمته وخليت الغفرا يضربوه وحضر همام وكان الرجالة كسرو الشادر وجرحو بعض الرقاصين وكان المولد قرب ينفض قام الرجل بمصالحتى معهم ودفع ثمن كافة التلفيات واخرج الغفر من الحبس ومن يومها اصبح صديقى .ولكنه لم يكن يلف مثلى على الموالد كان يحضر بوصفه باحث وبيكتب مسرحيات ويالف مزيكة وانا كنت باضحك عليه ومش مصدق ان دى مهنة الجهل وحش يابيه...وبعد ماخلس المولد راحت فرقة الرقاصة ليلى لمولد تانى بكفر الشيخ مولد سيدى إبراهيم الدسوقى لكن فلوسى كانت خلصت رجعت البلد اجيب غيرهم لقيت ابويا مات له أسبوع والكل كان بيدور عليا ومش مصدق انى ممكن أكون في المولد كان لسة اخواتى التلاته واولادهم عايشين قبل التار مايطحن الكل خلص العزا وعديها بيوم اخدت الفلوس ونزلت على دسوق ودورت على شادر ليلى قالو مجاتش دى رجعت مصر تشتغل هناك بعد معركة الغفرا. المهم رجعت لدمنهور وركبت القطر وسافرت على مصر ولفيت على المسارح والكابريهات يمكن الاقى ارقاصة ليلى لكنها فص ملح وداب وفى يوم قالو ان فيه رقاصة جديدة اسمها جواهر بترقص عند كابريه ببا ذهبت وكانت ليلى بترقص هناك وبعد ان اطلقت على نفسها جواهر كانت الاضائة والمكان الجيد غير مسارح الشوادر كان منظرها اكثر من مغرى لكن المشكلة ان همام ضرغام كان قاعد في الصف الأول وكانت بترقص وهى بتبص له اكلت الغيرة قلبى يا بيه لانى كنت اعتبرها ملكى كانى اشتريتها بحبى العبيط ونسيت انها كانت رغبة خايبة ماتستحقش مجرد التفكير لكن الزمن زى الطلق لما بتطلع لا يمكن ترجع تانىيومها يابيه طلعت على المسرح وكنت شارب كاسين مدورين راسى وحاولت ابوسها طردتنى واتلم عليا بلطجية الكباريه وضربونى علقة ساخنة
ضحك المامور وقال وبعدين روحت؟
قال الدمنهورى ابدا طلع ورانا عسكرى انجليزى وقال جو اوت قلت له انت اللى اوت وابوك ستين اوت وامسكت به وهجم على زملائه واكملو ما بدائه بلطجية الكباريه وخرجت ببا عزالدين وقالت ارموه برة ورمونى برة.خرج وريا همام ضرغام واركبنى حنطور واوصلنى لاقرب طبيب وخطولى جروحى واعونى دواء واوصلونى الى اللوكاندة التي كنت أقيم بها وانصرف همام واتنين كانو معاه بعد ان دفع للمرة التانية كافة المصروفات يومها يابيه عاهدت نفسى ارجع عن السكة البطالة دى واستنى بعد سنوية ابويا واتجوز وادير ملاك العيلة زى ماكان عايز ابويا وعليه رجعت البلد ومرت سنة كنت نسيت كل اللى فات وكان ربنا مسهلها علشان الغلابة اخواتى وعيالهم لغاية ما جه يوم قالو لى ان فيه محرات بيشتغل بالجاز بيحرت الأرض بتاعتنا كلها في يومين وقال المحرات في عزبة ضرغام يومها قلت همام صاحبى وراجل جدع وممكن ااجر منه المحرات احرت بيه الارض مش حيقول لاء
.................................................................................
...................................الارملة السوداء....الجزء الثانى 2
.............................................................................................................................................................
الارملة السوداء جزء ثانى...............................3
بعد عدة زيارات لعزبة ضرغام لقيت الوضع زى ماهو يابيه مفيش غير الغفر اللى موجودين وخدامين عيلة ضرغام اللى بيهتمو بالقصر المهم يابيه صرفت نظر وقلت بعدين اروح مصر اشترى وابور حر ت لكن بيتجاب منين؟ بكرة نعرف وانشغلت يابيه في اعمال العيلة مع اخوتى الله يرحم الكل بعديها بحوالي سنة قال اخويا الكبير انت لازم تشوف نفسك وتتجوز واختارو لى بنت عمى نجية ام المرحوم ناجى هو الوحيد اللى عاش لغاية اليوم الاغبر لما جاللى بالكاريتة هو والجثة اللى معاه مابيعش لنا عيال كان ربنا بيعاقبى على أيام الهلس والسرمحة اللى عيشتها انشغلت نجية بالولد وانا مكانش ورايا الاتعويض العيلة عن الفلوس اللى ضيعتها وبورصة القطن كانت أسعارها عالية والقطن بتاعنا كان احسن صنف وبزرته قديمة وسلالة معروفة المهم يابيه مرت الأيام والسنين والولة ناجى وديته الكتاب علشان مولانا يحفظه القران لكنه كان بهيمة ومخه في العب يابيه الولد طالع صورة منى واخد كل شيء وحش منى من أيام ماكنت عيل واللى اظهر ده اكتر دلع نجية مراتى وبت عمى له ....قال مامور المركز وبعدين يادمنهورى كمل
في يوم يابيه افتكرت وابور الحرت اللى كان لازم نشتريه بعد ما اشترين عشرين فدان كانو لناس وسط ارضنا وخرجو منها مرضيين واخدو اللى طلبوه اخدت ابن اخويا الكبير وقلت نروح مصر نشترى بابور الحرت ونجيب واحد يعلم البقر اللى عندنا ازاى يسوقوه وكمان يعملو له صيانة ماهو الحديد بيتاكل زى البنى ادم يابيه اخدت الكارتة وكان سايقها الولة حمدان ابن اخويا التانى الله يرحمهم مالكل راح يابيه بسبب زناخة مخى وكررها بسبب زناخة مخى...
نظر اليه المامور وقال تعيش وتفتكر .وبعدين .كمل يادمنهورى مش كل شوية تعيط ياراجل هه وبعدين
وبعدين يابيه وانا عند سلالم مدخل المحطة شوفت منظر طير برج من نافوخى يابيه كان همام ضرغام نازل ورايح على الكاريتة بتاعته وكانت ليلى الرقاصة متعلقة في ايده ووراهم واحدة نوبية من عبيد الباشا الكبير كانت شايلة عيل في اللفة .دققت النظر يمكن تكون واحدة شبه ليلى لاهى لكنها أصبحت برنسيسة حاجة تانية خالص غير البت اللى كانت بترقص في الموالد وشوادر العوالم .همام ضرغام كان مشغول انه يركب ليلى الكاريتة ومخادش باله منى .وانا يابيه نافوخى طار اول ماشفت المنظر ده وقلت في نفسى يبقى كدة همام ابن ضرغام عطانى كف ولبس على قفايا وساعتها النار ولعت في صدرى يابيه حتى الولة ابن اخويا لاحظ وافتكرنى عيان...وسالنى مالك ياعمى ...قلت له عمك تعبان اوى ياولة وحنرجع مش مسافرين وفعلا ركبنا كارتتنا ورجعت على الدوار والكل كان فاكرنى بعافية المهم قعدت مع نفسى يومين والشيطان كان راكب نافوخى وقلت في نفسى لازم احسره عليها الأول وبعدين يروح هو فىستين داهية ...
اوم ايه فكرت يابيه ان الولة زغلول اللى نشانه مابيخبش هو اللى يقدر يقوم بالمهمة دى واهو لو وقع يبقى انا بعيد لانه كان من عصاب عيال اشقيا بيسرقو المواشى .اليوم ده اخدت ركوبة وغطيت وشى وخرجت بعد المغرب ورحت المكان اللى بيقعد فيه الولة زغلول يلعب كوشتينة مع العيال اللى شبهه ومن حظى لقيته قاعد وحده وايده جوزة بيشد منها البلاوى اللى بيشربوها اول ماشافنى جه ناحيتى بهدوء وقعد قصادى وقال امرك يا كبير انت جالا في طلب صح؟ قلت صح واتفقت معاه انه ياخد نص عمولته وبعد الظرف مايصيب ياخد الباقى وعليهم بوسة...قال الدار امان يابيه ولولا قلة الشغل الأيام دى كنت عملت الموضوع ده هدية لك.بكرة حتسمع اخبار حلوة وانصرف الولة زغلول وبعدين مشيت بعده بشوية ورجعت الدوار .
مر يوم والتانى ومسمعتش اى خبر افتكرت الولة زغلول ضحك عليا واخد الفلوس وهرب قلت فنفسى اخد بندقيتى واروح افرغها فيه اول ما اشوفه لو طلع نصاب .لكن يا بيه سمعت صوت ضرب نار من ناحية ارضنا وعيارات ملهاش عدد وسكتت فجاة
...........................................................................................
.................................الارملة السوداء الجزء التانى.......3
..........................................................................................................................................................
الارملة السوداء الجزء الثانى......................................4
قال الدمنهورى لمامور المركز المهم يابيه اخدت السلاح وركبت الفرس وجريت على ارضنا وعلى ماوصلت كان اخويا الكبير واتنين من عياله ماتو وكان الوسطانى سعد مصاب في رجليه ومابيتحركش في مكانه وعلى ماوصلو الرجالة كنت ربطت رجليه اللى فيها الطلقات ونقلنا اخوى وعياله للدوار ولما فاق سعد من الاغماء بعد ما طلعنا من رجليه الرصاص قال اللى ضربونا على خوانة ناس مانعرفهاش وكانو راكبين خيل ومشو ناحية الزراعية وكل ده تم بسرعة .المهم يابيه جه مامور المركز اللى كان قبلك وكان يهمه ان الحوادث دى ما توصلش المديرية واتقيدت ضد مجهول وده اللى كنت عاوزه وكمان ابن ضرغام يابيه لانه اتصل بالمركز وبلغ عن وجود شقى قتله الغفر جنب قصره وهو بيضرب نار وماتت فيه مراته الرقاصة ليلى وناس اتعرفو على جثة الشقى زغلول .انا فهمت يابيه انهم مسكو زغلول بعد ماضرب النار وماتت ليلى مرات همام ضرغام وده ريحنى شوية لكن هي فين الراحة ذنب موت اخويا وأولاده في رقبتى...وسكت الدمنهورى وهو يمسح دموع عينيه التي انطفاء نورها من زمن فقال له المامور كمل يادمنهورى احنا قربنا على نص الليل
ومن يومها وابن ضرغام فضل قاعد في ارضه هو بنته اللى اسمها ليلى على اسم أمها وكنا أيام نموت منهم ناس وهم يموتو منا ناس والتار ما بيخلصش يابيه سلسلة ملهاش اخر .وبعدين عرفت ان همام ابن ضرغام ناوى يجوز بنته وكنت ناوى انهى الخصومة باى شكل لان ابنى ناجى كان كبر وبقى شاب وكنت خايف عليه وماكنش موجود فى عيلة ضرغام الا بنته هي اللى بقت عايشة هي وابوها همام وكان كل همه انه كل كام شهر يموت حد من عيلة الدمنهورى والزمن جرى عليا وعلى همام وكنت عارف ان بنته ليلى هي اللى بنعمل البلاوى كلها وبتطلع منها زى الشعرة من العجين دى شيطان ماشى على الأرض يابيه بعد جوازتها بشهرين جات هي وجوزها علشان يقضو وقت في العزبة وبعدين الناس لقيوه مرمى في الترعة الغربية واتسالنا في موته لكن محدش عرف مات ازاى بعديها بحوالي سنة كان فيه ضرب نار وهيصة واغانى وفرح قعدبتاع أسبوع كانت الهانم ليلى بنت همام ضرغام بتتجوز الجوازة التانية و بعد الفرح ده بشهرين بالتمام والكمال مات جزها التانى مخنوق ولقو جثته تحت التوته ناحية الساقية اللى في ارضنا وكنا اول مرة نشوفه وكترت حوادث القتل يابيه . البنت بنت ضرغام شيطان ايوة يابيه والعن من الشياطين كمان وبعدموت جوز ليلى التانى كان ابوها نازل يلف في ارضه ومعاه ليلى اللى مابتفارقش ابوها من يوم ما عرفت رجليها طريق المشى على الأرض وكانت هي ايده ورجليه ومخه اللى بيدبر اى موته لعدوينهم واحنا كنا اول الاعادى عيلة الدمنهورى وجه اليوم اللى كنت خايف منه الولة ابنى ناجى كان شقى وملعون اكتر منى ومش سايب بنت في العزب اللى حوالينا وامه منها لله كانت بتتستر عليه وعلى بلاويه وبتدفع للغلابة اللى بيدوس على اعراضهم وكمان ممكن تجوز اى بنت من ضحايا ابنها لاى واحد من الغلابة وكان بيوصلنى افعاله وقلت اجوزه الولة سنه بقى تلاتين سنة يابيه ومش غاوى جواز وعايش العيشة الغم عيشة الفضايح اللى كنت عايشها كان صورة منيلة منى يابيه.
قال المامور لكن مين اللى قتل همام ضرغام
رد الدمنهور انا جاى لك يابيه الوله ابنى كان ملموم على شوية عيال مايعرفوش ربنا وكان فرحان انه رئيس عصابتهم وانا عارفهم بالواحد وكتبت اساميهم في ورقة اهى......ووضع يده في جيبه وااخرج ورقة بها بلاغ بأسماء كل العصابة وقال انا كنت ناوى اخلص عليهم بعد ماقتلو همام لكن ابنته سبقتنى هي اللى قتلت ابنى يابيه اى والله هي اللى قتلته.
وساله مامور المركز طيب حاتقتله ليه يادمنهور.......قال الدمنهورى مانا حاكمل يابيه اخر يوم في حياة همام ابن ضرغام من حوالى سنة وشوية كان نازل يمر على ارضه وكنا على وشك جنى القطن سمعنا صوت ضرب نار وكان الوقت ساعة اذان الضهر وجه خبر همام ضرغام صدقنى يابيه انا زعلت عليه لانى كنت حاس انى انا سبب البلاوى دى وعرفت بعديها من الرجالة ان اللى ضرب همام واحد من الاضيش ابنى ناجى ونه هو اللى كلفه بالمهمة دى وطبعا سعادتك اللى حققت في قضية قتل همام ضرغام .الله يرحمه وسالت بنته اللى انكرت ان لها اعادى..وبعد السنوية بشهرين وصل الراجل اللى ناوى يتجوزها اللى انضرب عليه نار من كام يوم لكنه كان بسبع ترواح وانا عارف ان ناجى ابنى ورا الموضوع ده..هات الختامة يابيه علشان علشان ابصم على كلامى ده بالعشرة وسيبنى اروح ادفن ابنى واجى.
قال مامور المركز خليه يبصم ياشاويش محمدين وطلع معاه قوه تسنى لغاية بعد دفنة ابنه وبنت الناس الغلابة اللى اتعرف على جثتها أهلها واقرو انها زوجة المدعو ناجى الدمنهورى واقفل المحضر في ساعته وتاريخه
تفضل يا دمنهورى ومتروحش هنا او هنا ولمايجى النقيب سليمان خليه يجى علشان عايزه يطلع يحقق فى بلاغ الدمنهور ضد ليلى همام ضرغام .في قضية قتل ابنه ناجى الدمنهور
.................................................................................
........................................الارملة السوداء 4
الارملة السوداء الجزء التانى   5

رجع الدمنهورى الى دوار عيلة الدمنهورى وكانت زوجته وجمع من النساء يجلسن داخل حوش الودار مرتديات السواد بينما كان يجلس خارج الدار مجموعة من رجال العائلات القادمين لعزاء عائلة الدمنهورى بينما وقف جمع من الخفراء التابعين للعالة ومعهم بعض جنود الشرطة المسلحين بالبنادق ومعهم نائب المامور سليمان بيه داود كان مؤذن مسجد القرية يؤذن لصلاة الفجر فقام الرجال للصلاة ومنهم من اتجه ليتوضاء استعدادا لاقامة صلاة الفجر في هذه الليلة لم ينم احد في قرية الدمنهورى ولكن معظم البيوت كانت مغلقة ولم يكن بالمسجد سوى المعزيين بعد ان شق ضوء الشمس سماء القرية ورجع المصلين الى مجلس العزاء كان الدمنهورى يكاد ان يسقط من الإرهاق ولكنه كان يقاوم حتى ينتهى من دفن ابنه و وتوديع المعزين كما تقتضى الحال في مثل هذه الظروف كعادة اهل الريف
وفى هذا الوقت جاء شرطي وكلم سليمان داود بهدوء ناقلا امر مامور المركز ان يذهب لاخذ اقوال ليلى ضرغام في قصرها .انسحب سليمان بهدوء راكبا السيارة الميرى المتهالكة الخاصة بالشرطة وقال للسائق بينا على ارض الدراغمة ورد السائق حاضر يابيه..
وما ان وصل النقيب سليمان داود الى قصر ضرغام حتى اجتمع الخفراء حول السيارة سائلين إياه خيرا يابيه .فاجابهم الهانم موجودة ردو ايوة يابيه جوة القصر ونادى كبير الخفر نا شيخ حسانين انت ياشيخ حسانين .واتجه الخفير الذى ينادى شيخ الخفر الى الضابط قائلا اصل ماينفعش حد مننا يكلم سعادة الهانم او يكلمها الا شيخ الغفر حسانين معلش يابيه النظام هنا كدة قال الضابط واضح واضح ..................جاء حسانين مهرولا بجسمه الضخم وهو يقول خير يابيه اللهم اجعله خير قالل الصابط فين الهانم يا حسانين ؟قال حسانين الهانم جوة القصر يابيه اكيد لسة بتفطر .قال الضابط بلها اننتا عايزين ناخد اقوالها يلا بسرعة ...قال حسانين حاضر جنابك..وجرى ناحية باب القصر ليبلغ ليلى ضرغام بقدوم هذا الزائر غير المرحب به.
رجع حسنين مسرع وهو يقول للضابط اتفضل يابيه اتفضل الهانم مستنياك اتفضل يابيه .وصعدو درجات السلم المؤدية لباب القصر وكانت تقف هناك ليلى ضرغام وعلى وجهها ابتسامة عريضة .وهى تقول اهلا اهلا حضرة الضابط اتفضل اتفضل .ونادى الضابط احد رجاله قائلا يا شاويش على هات دفتر الأحوال وتعالى نزل الشاويش من السيارة واسرع ملبيا امر الضابط .قال الضابط احنا المفروض كنا جايين نبارك يا هانم لكن موت ابن الدمنهور واتهام ابوه ليكم بقتله هو اللى جابنى .نظرت ليلى الى الضابط وى تقول باستغراب هو كل مايموت برص في عيلة الدمنهورى يتهمونا يا سليمان بيه انا النهاردة كتب كتابى وكانو حيموت العريس امبارح وحضرتك كنت هنا بتسالنى انا ازاى باستعد للفرح والا للقتل وبعدين اى واحد يتهم ستات العائلات صدقوه انا مش زعيمة عصابة يا سليمان بيه.رد سليمان دى اجرات ولازم نتممها وده شلنا يا هانم قالت انا حاكلم جلال باشا محرم في المديرية يشوف ايه حكاية المركزبتاعكم ده مش كلام يابيه عرفتم مين الى ضرب نار على خطيبى والا اتحفظ وبقى ضد مجهول وبعدين حرتك جاى تتهمنى بالقتل كدة كتير يابيه كتير قال الضابط اكتب ياشاويش على وبسؤال ليلى عانم همام ضرغام عن اوقعة قتل المدعوناجى الدمنهورى انكرت مانسب اليها وبشهادة كلمن اكتب عندك حسانين شيخ الغفر و..واتجه ناحية ليلى وسالها هو خطيب حضرتك فين .نادت ليلى على سعيدة خادمتها فجائت مسرعة فقالت ليلى اندهى اسماعين بيه .قالت سعيدة حاضر ياستى وجاء إسماعيل مسرعا ومتسائلا خير يابيه فقال الضابط كنت فين امبارح ساعة قبل العصر يا إسماعيل بيه والاقوللى الأول اسمك وسنك وعنواك قال إسماعيل اسمى إسماعيل شاهين سنى تمانية وعشرين سنة ومن اعيان اسكتدر ية وجاى هنا علشان اتجوز ليلى هانم ضرغام بنت صديق ابويا الله يرحمهم الاتنين.لكن قوللى هوفيه ايه يابيه امبارح يضربو عليانار والنهارة تاخدو اقوالى هو اللى يجى يتجوز هنا بتعملو معاه كده يعنى سلو بلدكم قالل الضابط كنت فين امبارح ساعة العصر رد إسماعيل كنت هنا حاروح فين؟ بعد ضرب النار حاجيب منادى واخلي يقول انا فين"؟ اكتب ياشاويش على واثبت حميع الحضور تواجدهم في نفس المكان بالقصر .بعد انكارهم بمانسب اليهم ...وتم توقيعهم على اقوالهم.
قالت ليلى ضرغام انا عايزة اعمل محضر سب للمدعو الدمنهورى يا سليمان بيه .قال سليمان حقك يا هانم..عن اذنك
قالت ليلى يا حسانين وصل البيه وياريت تشرفنا انت وسعادة المامور ....كتب كتابى الليلة
...........................................................................
....................الارملة السوداء................الجزء الثانى5
............................................................................................................................................................
 ................................................................

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

بقيه هوانم محرم بيه.....2

ليلة لاهل الله
بطل لعب عند الخرفان الا مش حتنزل الشارع تانى فاهم"؟ تحذير شديد اللهجة تم توجيهه لى بعد ان نطح احد الخراف ابن جارنا ..... ثلاث خراف كبيرة الحجم كانت مربوطة بسلاسل حديدية وهى واقفة تاكل العلف من صندوق خشبى طويل كان يتم وضعه عند كل مناسبة يكون فيها الخراف حاضرون اما بالقرب من العيد الأضحى او ذكرى سنوية لاحد موتى العائلة او ليلة لاهل الله كما كانو يسمونها ويذبحون هذه الخراف ليتم تفريقها على المساكين ...وما اكثرهم في كل زمان ولكن اهل هذه الأيام كانو يتميزون بالانفة وعدم المجاهرة بالفقر او ادعائه .خروف لئيم يقف ساكنا وعندمايحاول احد الأولاد الاقتراب نه واعطائه بعض اعواد البرسين لياكلها كان يشدها منهم ثم ينطحهم براسه ذات القرنين الأكثر ضخامة .اليوم هو ليلة لاهل الله سيقوم الحاج مصطفى بدعوة أصدقائه واهل المنطقة لسماع التواشيح والذكر وسماع تلاوات القران الكريم من الشيوخ او الفقها كما يسمونهم.
نزلت مسرعا في هذا اليوم لاشاهد الجزارين وهم يذبحون الخراف الثلاثة وينفخونها ثم يقوم الجزار بضرب جلد الخروف بخيرزانه معه حتى يتسنى له سرعة سلخه وتعليقه في مكان خاص امام منزل الحاج مصطفى قريب امى التي كانت تذهب مع بعض جاراتها لعمل لقمة القاضي والاشراف على عمل الفتة للشيوخ وتحضير اليانسون لزوم تحسين أصواتهم .كل هذا كان يتم قبل صلاة المغرب احضرو احد الخراف المذبوحة والتي تم تقطيعها بمعرفة منعم الجزار وصعدو به الى حيث يتم الطبخ لجميع مايتم اعداده لهذة المناسبات قال لى منعم الجزار اطلع افتح لى الباب ونبه عليهم انى طالع ...صعدت السلالم جريا واخبرت السيدات بقدوم الجزار الذى ادخل لحم الخروف المذبوح الى المطبخ وانصرف كانت كل سيدة معها شغالتها تقريبا والمكان مزدحم بهن
وكل واحدة او بمعنى اصح معظمهن يمسكن فناجين القهوة يرتشفونها ببطئ تمهيدا لقرائة الفنجان.
اما الحاج مصطفى فقد نزل وقال للجزار ان يقوم بتقطيع اللم قطع متساوية وان يلفها في ورق اللحمة كانها مباعة من عند الجزار تماما وتم وضعها في كيس ورقى مكتوب عليه اسم فلان وعلان وترتان كان يعرفهم بالاسم.ثم يرسل بعض رجاله لتفريق اللحم لكل واحد في داره حتى يكفيه مئونة الوقوف كانه يتسول .كان رجلا كريما يحافظ على شعور الصغير والكبير.ثم يقوم بإخراج اكثر من مظروف من مظاريف الخطابات موضوع بداخلها قروش جديدة تم صرفها من الننك خصيصا لتفريقها على الأولاد والبنات من أولاد العائلة وحتى أولاد المنطقة.اخذت المظروف الخاص بى ووضعته في جيبى وخرجت الى الشارع لاكمل اللعب مع اقرانى.
كان الكهربائى قد اتم تعليق اللمبات الملونة الخاصة بالمناسبة اعلانا عن إقامة ليلة الذكر.وبعد ان صلى الجميع المغرب وحضر أربعة من الفقهاء القراء والمنشدين كان يتنافسون في السمنة ويلفون احزمة قماشية لونها فض مشغول باللون الأسود وشيلان من نفس القماش يضعونها على اكتافهم ويلبسون عبائاتهم السما بالكاكولة والعمامة الشهيرة.كان الكبار يزجرونى عندما اضحك من هؤلاء الناس فهمهم الأول هو الاكل وكما قال رائد الدراويش ان الحفلة من غير الاكل كالساعة من غير المينا. كان احد الشيوخ يقوم بانشاد التواشيح وبعض العامة يقول الله اللهم صلى على النبى ثم قال صدق الله العظيم اخطلت الامر على العامة بسبب طريقة انشاد التواشيح المشابهة لقرائة القران.فى مثل هذه الحفلات كنا نلعب حتى يختم الشيخ قرائة القران وينصرف المدعون ويقوم الكهربائى والفراش باخذ حاجياتهم والانصراف .كان اغرب حديث سمعته بومها حديث احد الشيوخ مع زميل له كان يقول هو الشيخ رمضان مجاش ليه ؟ ده صوته زى سلاسل الذهب يا سلام.وبيقراء بالسبعة .اى والله اصله من اهل العلم الا دنى.سالت مولانا الشيخ ايه هو العلم الا دنى يامولانا انتفض الشيخ كانى اهنته او سبيت امه ونساء عائلته انتفض وقال انت مين يا ولد وايه اللى خلاك تتصنت على كلامنا يا قليل الادب امشى امشى.اخذت اضحك على طريقته في الكلام .وقام محاولا اللحاق بى ولكن ثقل وزنه وما اكله من لحم الخروف اعاقه عن ذلك بينما صعدت الى اعلى البيت لاخذ امى وننصرف سويا . وانا لا اتمالك نفسى من الضحك على أسلوب كلام الشيوخ وطريقة اكلهم الفتة وشرب اليانسون بكثرة.لكن لم اكن اجروء على سؤال الكبار خشية ان يقولو عيب يا ولد وحرام الكلام ده
.................................................................
.......................هوانم محرم بيه...................
 
زعامات صغيرة
كعادتى قبل رجوعى من المدرسة ومصروفى اليومى مازال معى بعد ان اتيت على الشندوتشات التي تضعها امى كل صباح في حقيبتى المدرسية كنت في انتظار جرس الحصة الأخيرة كان الأستاذ ادريس قد انتهى ذلك اليوم من شرح تاريخ نهاية دولة المماليك على وكيف تم اعدام طومان بيه على باب زويلة كل تلاميذ الفصل وانا معهم كنا حزانى على طومان باى وكان السلطان سليم العثمانى كان معنا منذ قليل .ابدع الأستاذ ادريس كعادته في شرح مادت...ه لنا حتى صارت في خيالنا الصغير كانها واقع حى حفر في ازهاننا دون ان نستذكره.
أخيرا دق جرس نهاية الحصة واليوم الدراسى وانطلقنا جميعا ناحية باب الفصل لمغادرة المدرسة وكان الأستاذ قد سبقنا بقليل كنت افكر في شر اء حصة اليوم من السودانى وقرون الخروب زان انتقى دومة طرية حلوة المذاق من الدوم الذى يعرضه عم محمد عثمان وهو رجل سودانى سمين متوسط الطول شديد سواد الوجة ببياض عينية أورده حمراء كثيرة مما جلها تميل للاحمرار ولكن ملامحه كانت تكسوها الطيبة الشديدة .لاحظت وانا اقترب من العربة ان الأستاذ ادربيس يتعامل مع عم محمد عثمان وانه يقف وحده مع الرجل ويتركه يضع ما طلبه منه داخل كيس ورقى كان يحمله معه انتظرنا حتى انصرف الأستاذ ادريس وهو يحمل حمله الثمين بينما تبدو على قسمات وجهه السعادة وابتسامته العريضة تزين وجهه كما هي عادته .
اقترب ببطئ حتى يبتعد الأستاذ ادريس وكنت أتكلم مع بعض زملاء المدرسة من تلاميذ الفصل المقابل لنا فقد هزمونا في كرة القدم هذا اليوم فهم الفريق الرشح لدورى الفصول لكرة القدم بينما نحن نحتل الصدارة في كرة السلة والمسابقة الثقافية . انتهيت من كل احاديثى ومجادلات بعض التلاميذ من مهاويس الكرة ومنهم من كان يقلد كابتن محمد لطيف معلق الكرة وكان يمشى بجانبى قائلا الكورة مع الولة السنباوى خدها أبو الحسن وشاط ياي ياى ياى . طلعب برة اوت.  .ويبدو ان اليوم كان يوم مشاكلى 
 مع هذا الولد الغريب الذى اقترب منى قائلا مابتصقفش ليه انت مش سامع الكابتن لطيف؟ تاكدت انه يسعى لافتعال المشاكل معى .يبقى اكيد حاضرب علقة في البيت بعد رجوعى بسبب تمزق المريلة او اتساخها .كان كل تفكيرى فى ناحية تعامل امى معى عند جوعى البيت وعلامات المشاجرة على مريلتى ووجهى الذى قد يصلب وكنت لا اهتم بجروحى ولكن المهم المريلة..اقتربت من عربة عم محمد عثمان اكثر وقمت بخلع مريلتى وهى الزى المدرسى الرسمي فى هذه الأيام بعد ان خلعتها وطبقتها جيدا وانا اتحمل كلام الولد الغبى كثر الكلام وقبيح لالفاظ بينما بعض زملائى يراقب تصرفاتى ليرو ماذا سافعل وهل اهرب كما كان يفعل البعض ام اقف ليضربنى هذا الولد وفى الحالتين المسالة كلها مزلة ولكنى توصلت لحل ثالث كان لابد منه ان كنت سالاقى مصيرى .وقفت متحفزا بجانب عربة عم محمد عثمان واعتليت عجلة العربة منتقيا دومة كبيرة كانت عبارة عن اثنتين ملتسقتان ونزلت من فوق عجلة العربة وكان الولد يهم بجذقبى ليدفعنى ارضا وكانت هذه عادته مع الأولاد بعد الن يوقعهم ارضا يقوم برفصهم برجليه فى وجوههم وبقية جسمهم وما ا هم ان يفعل معى هذا حتى ضربته بالدومتين فى وجهه فسقط على الأرض باكيا واخذ يسب ويشتم ولم اتركه بل فعلت به ا كان يفعل مع الأولاد الذين ضربهم من قبل.اسرع محمد عثمان وازاحنى من على الولد وطرده بعيدا بينما تجمع أعداء لولد لمناصرتى ومحاولة ضربه مجددا هرب المعتدى أخيرا وقمت شراء الدومة المزدوجة وقرون الخروب والفول السودانى وان غاية السعادة كاحد فتوات نجيب محفوظ .أخيرا ظهر زميلى أبو الحسن اضعف من كان معى فى الفصل بعد ان اتى بكل من بالسمباوى وسامى فلتس اصدقائى وزلائى فى الفصل اسرع كل اهل الشهامة والشماتة لضرب الولد المعتدى اخيا أعطيت عم محمد القرشين صاغ ثمن ما اخذت وانصرفت وانا احمل لمريلة وحقيبة كتبى تالتىوضعت كل متعلقاتى بها .كنت منذ هذا اليوم فتوة الفصل وناصر الضعفاء رغم خحمى الصغير .وبعد ان صار الفتى المضروب من ضمن من هم تحت الحماية.....تلك هي الحياة .والمسالة تتكرر فى كل زمان ومكان مع اختلاف الاحداث والشخوص
..............................................................
...............................هوانم محرم بيه................
جذور
لأول مرة يهتم ابى بما البسه ونحن في طريقنا لزيارة مكان او احد من الأقارب فقد كانت هذه مهمة امى عندما نخرج في زيارات الأقارب او للفسحة في جدائق الشلالات او حديقة النزهة أيام مجد حدائق الإسكندرية كنا في بداية الستينيات وفى فصل الشتاء كان يوما مشمسا من أيام الاحاد التي كان ابى ياخذنا أحيانا في نزهة قصيرة او زيارة صديق من أصدقائه اليوم قال لى البس البوت بتاع باتا اللى بتلبسه في حصة الألعاب والبس البلو...فر الواسع بتاعك .نظرت اليه وانا افكر انه لم يفعلها من قبل ولكنه أجاب على تساؤلاتى دون ان اسال فقد قال لى انا حاوريك مكان مش حتنساه طول عمرك وحتشوف حاجات مش موجودة هنا يللا ومنتاخرش علشان نرجع بدرى.
لبست كما قال لى وخاصة الحذاء الرياضى واحد الجوارب السميكة والطويلة .وسالته امى انتو رايحين فين وقاعدين بتتودودو .ضحك ابى وقال لها لا ده كلام بتاع رجالة مالكيش فيه..وضحك قالت بابتسامة حنونة ربنا مايحرمكوش من بعض .
اخذ ابى يحكى لى ونحن في طريقنا للمكان الذى سنزوره كيف انه كان في طفولته يتجول ويلعب هو واقرانه في هذا المكان وعن جمال المنطقة وثرائها بمخلوقات الله الجميلة من الطيور ما شوقنى اكثر الى ما نحن ذاهبون اليه.
لم تكن المنطقة بعيدة عن مكان سكننا ولكن كان علينا ان نعبر ترعة المحمودية لنصل الى برها التانى كما كنا نطلق على المنطقة ..البر التانى عبرنا بالمعدية التي كانت تربط المنطقة باهل ها المكان الجميل كانت المعدية عبارة عن قارب مساحته تقارب العشرة امتار طول وثلاثة عرضا ويقوم من يسمونه المعداوى بقيادتها بعصا ضخمة طويلة تقارب الستة او الثمانية امتار من البامبو او الخشب لا ادرى المهم انه كان يقود باحترافية فقد كانت الترعة واسعة في هذه الأيام قبل ان تختفى الان نحت اكوام القمامة...وصلنا أخيرا الى البر التانى عند عزبة الصبحية التي كانت من أملاك عمر باشا طوسون ويعطى لسكانها حق الانتفاع بما يسمى نظام الحكر وهو كالايجار ولكنه لمدد طويلة عبرنا وانا مبهور بمنظر الترعة ولكن ما جعلنى اكثر انبهارا هو روئية الأشجار الكثيرة والمزارع الواسعة المحاطة باسوار من نبات التين الشوكى مررنا من خلال المزارع في الطرق الطينية الضيقة الموجودة بين قنوات الرى وحدود الاراضى التي صنعها أصحابها .كنا لانسمع سوى صوت العصافير واحيانا يلقى احد الفلاحين علينا السلام ويقول اتفضلو وكان ابى يرد تحيتهم قائلا الله يخليك ازيك يا فلان وازى ابوك.كان يعرفهم فقد كنا نمشى في منطقة عاش فيها فترة من طفولته ويعرفها كما يعرف كف يده.
أخيرا وصلنا الى منطقة الملاحة ولم يكن قد وصلها التخريب بعد رايت رجلا يعبر في قارب من قوارب البحيرة المسما الملاحة او بيحيرة مريوط.... ردمت بالقمامة الان. او تم البناء على ماتم ردمه... نزل الرجلب وسحب القارب خارج المياة ووضع العصاة التي يقود بها القارب جانبا كن يسمونها المدرة.
اخرج ابند قية خرطوش من القارب وحقيبة من قماش قوى وعلقها على كتفه ثم نحنى ليحمل اكثر من عشر بطات كان قد صادهم ورطهم بخيط قوى ووضعهم على كتفه الاخر.وما ان شاهدنا الرجل حتى اندفع ناحيتنا مرحبا واخذ ابى بالاحضان وقبلنى على جينى وقال لابى ابنك صورة من جده وهو صغير .واخذ1 يعاتب ابى لقلة زياراته له كان الرجل عم ابى .قال لى انت عارف البندقية دى بتاعة جدك الله يرحمه .وكمان عدة عمل الخرطوش .تعال نروح لحسين ابنى اشوفه عامل ايه؟ اخذ يتكلم مع ابى عن أشياء حدثت في الماضى ويترحم على هذه الأيام الجميلة كنت اعرف ارجل فقد رايته عدة مرات في زيارات متباعدة .ولكن هذه المرة كان ابى يحرص على مشاهتى لهذة الأماكن كانه يعرف انها ستختفى تحت جبل كئيبة من الاسمنت يسكنها رعاع الناس .
شاهدنا حسين ابن عم ابى وهو شخصية ودودة طيبة من النوع الذى تحبه من اول روئية وتحس انه مامون الجانب .رحب بنا حسين بشدة وكان يجلس في كوخ مصنوعا من البوص يسمونه خوص .كان بداخل الخوص عدة صناعة الشاي .واقفاص بها ما اصطاده حسين من عصافير الحسون والخضارى و التفاحى .وكلها طيور مهاجرة تاتينا شتاءا مهاجرة من أوروبا .كان امام الخوص حبل طويل يتصل بشبكتان متقابلتاك ووموضوع بينهما احد العصافير المغرد وعندما ينزل السرب يقوم بشد الحبل فتنطبق الشبكتان على العصافير ..منت اشاهد أشياء جديدة على واتعرف عن قرب عن جمال مايحيط بى من جمال قتله المفسدون فيما بعد.
كان عم ابى يصر على تركنا للمكان والذهاب معه الى بيتهم ليقوم باكرامنا ولكنى كنت اصر على وجودى في هذا المكان الساحر .كنت لااشعر بجوع او عطش الا لمشاهدة ما حولى فقد كان المكان يستحق
........................................................
عم مليم ....الباقى الوحيد
................................
 
مازال عم مليم او ميلم كما يدعوه الناس يجرى خوفا اذا راى اى طفل في يده قطعة من القطن الأبيض وعم مليم رجل اسود طويل القامة بشكل مفرط يرتدى جلباب كان لونه ابيض ولكنه اكتسب لون التراب الذى ينام ويجلس عليه دائما كعادته فهو لايجلس على حجر الرصيف اواى مكان الا اذا كان به تراب كثيف .اما مكان نومه المفضل فكان نعش موضوع بجانب مشرحة مستشفى الحميات .كان عم مليم يطلب ممن يتاكد انهم ناس طيبين ولن ياذوه المدد ...قائلا عايز منك مليم ويكررها ولا يأخذ اى مبلغ الا اذا اعطيته مليم كانت عملة المليم مازالت سارية حتى الستينيات فقد كان الجنيه مازال به عافية لم تكسرها أيام البوار الت مرت على مصر.وعم مليم من اصل افريقى ولا يعلم احد ان كان من السودان او من ا مكان اخر لانه كان من العبيد اللذين اعتقهم عمر باشا طوسون قبل الثورة ولكن المسكين عم مليم لا يجيد ى صنعة ليتكسب منها لقمة عيشه ولا حيلة يستطيع بها مغالبة الأيام . ولم يستطع التغلب على احساسه كعبد ولم يغادر حتى المنطقة التي كان مستعبدا فيها فمكان نومه كان اسطبلات عمر باشا طوسن الى هدمت وصار مكانها المساكن المسماة مساكن طوسن ولكن أولاد السكان الجدد كانو يطاردونه دائما حتى صار النعش مكان نومه المفضل .او المشرحة مكانه الأكثر تفضيلا.
كانت الامطار تهطل بشدة في ذلك اليوم وكنت عائدا من المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسى الذى كان ينتهى في الثانية بعد الظهر . في هذا اليوم كان الجو شديد البرودة والرياح تعصف بالمارة كانها شبح خفى يدفع المارة في الطريق ويكاد يلقيهم على وجوههم .كنت سعيدا بمنظر الامطار ووقفت داخل ورشة لحداد كان يصنع حدوة الخيل والحمير كانو يدعونه بالبيطار .اى صانع الحدوات .لم يتكلم الرجل وتركنى اقف ريثما ينتهى المطر وكنت اتفرج علىه هو وصبيه الذى يشغل الكير الملئ بالفحم الملتهب والذى يضع الحديد على ناره لتشكيله كحدوة للاحصنة .كانت الرائحة غريبة وخانقة ولكن كان على ان اتحمل حتى يقل المطر واذهب في طريقى وبعد قليل خفت رخات المطر فشكرت الرجل وانا انصرف الا انى وجدت عم مليم في وجهى وهو يقول بصوته الغريب الله يخليك عايز منك مليم .قلت له تاخد تعريفة اى خمسة مليمات كررها عايز منك مليم أخرجت من حقيبى المدرسية سندوتش من بقية ماكان معى ولكنه رفض اخه وكررها عايز منك مليم .وضعت الحقيبة جانبا والغريب انه كان في جيبى فعلا مليم اعطيته له فاخذه فرحا وجرى في الطريق المبتل بماء المطر وهو لايهتم برجليه الحافتين والتى بهالكثير من الشقوق التي نحتتها الأيام في كعوب قدميه العجيبتين .اخذ يرد ادانى مليم وفجاة تنبهت كاتن يردد اسمى الذى يدللونى به كان يجرى قاائلا بلبل ادانى مليم بلبل ادانى مليم . واذدادت حدة الامطار مع اختفاء عم مليم نظر الى البيطار وقال خليك يابنى لما تبطل شتا على الأقل هنا الكور عامل دف استحمل الريحة شوية .معلش اكل عيشنا واتعودنا على كدة.قلت للرجل ابدا ياعم انت رجل بارع في صتعتك وصعب اى حداد تانى يتعامل مع الحيوانات زيك .ضحك الرجل وقال متفكها تقد الحمير والخيل دول التعامل معاهم احسن من بنى ادمين كتير على الأقل الحمار من دول بيفضل سايب رجله لغاية ما اركب له الحدوة .على فكرة . مليم ماينطقش اسم حد الا ويجيله خير كبير.قلت له ربنا يبعت . رد الرجل المدارس علمتكم كويس بتعرف ترد على كلامى وبسرعة .اكيد اللى بيعلموك ناس كويسة.قلت له جدا وان احبهم زى ابويا .قال الرجل ربنا يباكر فيك وفى اولادى .انتهتى سقوط المطر وانصرفت في طريقى الى البيت ولكن قرب نهاية الطريق قابلت مليم مرة أخرى وكان معه كلب صغير مبتل بفعل مياة الامطار .كان لونه ابيض .اعطانى الكلب وقال لى خللى بالك منه واوعى ترميه .امشى روح بسرعة امشى يابلبل التفت اليه لاساله يعرفنى من اين؟ ولكنه كان يجرى وجلبابه غارق بمياة المطر ومليم لايهتم..اخذت الكلب الى بيتنا وجففت فروته المبلولة بقطعة قماش ثم وضعته بجوار موقد الجاز .فلم تكن رفاهية البوتاجاز قد انتشرت في هذه الأيام .أخيرا اتضحت معالم الكلب الصغير الذى كان يرتعش كان ابيض اللون من نوع الكلاب الكانيش الصغيرة ولا اعلم كيف وصل الى يد عم مليم.
عندما سالتنى امى ايه الكلب ده؟ طلعه برة الشقة بعد ماينشف... اخرجته خارج الشقة الى سطح المنزل عند عشة الدجاج ليظل اكثر من عشر سنوات في بيتنا .بوصفه الكائن المدلل الوحيد...كان اسمه مليم
........................................................
ام الرجال
................................................
ام الرجال هكذا كان اسمها مخلوقة عجيبة الشكل لون بشرتها يميل الى السواد المشوب بالزرقة وعينيها يميل بياضها للاحمرار شعرها الملبد والمنفوش .والمجعد يشدة يميل لون معظمه الى لون التراب حيث كانت تنام داحل بيت مهجور كان فيما سبق يسكنه ناس من علية القوم ولكن لا يعرف احد متى اختفى جمعهم ومن ترك ام الرجال تسكن هذا المنزا المحاط بحديقة كان لها تاريخ في التنسيق ولكن الإهمال صنع بها ماصنعه ببقية المنزل المسم...ى ببيت القاضي ولم يعرف احد اى قاضى كما لم يروا اية رجال من أبناء ام الرجال لم يرها احد وهى تشرب ابدا ولكنهم كانو يعرفون انا تستطيع الحصول على الطعام وقت ما تريد . مكان وكر ام الرجال كان بالقرب من المدرسة المخصصة للأطفال قبل المرحلة الابتدائية في هذه الأيام كانت الناس ترسل أولادها الى هذه المدارس حتى يستطيعو الكتابة والقرائة .لان مناهج التعليم كانت بالصور أيام كتارب فلفل وشرشر الذى كان كل تلميذ في هذا الوقت يبداء تعليمه من هذا الكتاب .ومعظم الأطفال لا لايتعلمون منه اى شيء الا النظر الى الصور ومقارنتها بالكتابة فكانت كلها في نظر الأولاد فلفل نط عند البط . وكتاب فلفل وشرشر كن سببا في معرفتى لام الرجال رغم انى كنت أخاف النظر الى وجهها حتى تعودت عليه فوجدتها مخلوقة مسكينة يخاف الناس منها بلا سبب .تعرفت عليها بالاحساس إحساس طفل في السابعة من عمره ولكن هذه المعرفة كانت بسبب ما كانت امى تحمله لى من سندوتشات مختلفة وبيض مسلوق واشياء تملاء حقيبتى بالإضافة الى كراسة الرسم والألوان وكتاب الف باء وكراسة كنت امزقها معظم الأيام ولا اعرف السبب الى الان. كنت امشى عائدا الى البيت بعد انتهاء اليوم الدراسى وقابلتنى ام الرجال وجدتها في وجهى وتسمرت مكانى من شكلها المرعب ورائحتها الغريبة.قالت لى بصوت ضعيف يغلب عليه الحشرجة يا ولد معاك شيء اكله .كانى منوم ودون ان انطق فتحت حقيبة المدرسة واخرجت كل ما كان معى من سندوتشات كانت تاكلها بنهم عجيب .ومن حظى انى لم ااكل اى منها في هذا اليوم .بعد ان أتت على كل ما كان معى من طعام قالت لى استنى هنا .ووقف لان صوتها كان هادئا ودخلت بسرعة الى بيت القاضي وخرجت ومعها مجموعة مجلات لميكى ماوس وكتاب شرشر وفلفل المقلالا على سنة أولى ابتدائى في هذه الأيام.اعتطنى كل هذا ثم قالت لى يللا امشى على بيتكم .امشى على الرصيف .وخللى بالك من السكة...كان صوتها حنونا بخلاف شكلها الرهيب.
اخذت ما اعطتنى إياه وانطلقت مسرعا الى بيتنا والذى كان يبعد شوارع قليلة عن مكان المدرسة .ومر اليوم بسلام فلم تكتشف امى ما احمله من مجلات وكتب اخذت في تصحفها .فقد كانت نائمة بعد ان وضعت لى طعام الغذاء. اخذت تفرج على صور مجلة الكارتون ميكى ماوس .فلم اكن استطع القرائة بالقدر الكافى حتى افهم ما بها .
مرت الايام وانا اعطى ام الرجال في معظم الأيام ان لم يكن يوميا ما معى من طعام كان المفروض ان اتناوله كطعام إفطار كانت قول لى كعادتها امشى على الرصيف وخللى بالك من العربيات وروح لامك بسرعة ...
تعودت على شكل وملامك ورائحة ام ارجال فلم اعد اخشاها بل كنت ابحث عنها لاعطيها ما معى بل اكنت اخبئ بعض مايحضره ابى من فاكهة لاعطيها إياها وام الرجال غالبا ما تعطينى مجلات قديمة وكتب لا اعرف من اين تاتى بها.الى ان جاء يوم كان معى تفاحة وبعض البلح وقليل من الحلويات الخاصة بإحدى المواسم كمولد النبى او ماشابه ..
الى ان جاء يوم كنت ابحث عنها كما هي العادة ولم اجدها فدخلت بيت القاضي المهجور من فتحة في سور حديقته وانا انادى عليها باسمها. وكانت نائمة على كومة من القش في احدى الغرف .سمعت صوتها وهى تقول تعالى يا ولد فتتبعت الصوت الى مكانها كانت لا تستطيع النهوض من مكانها فاعطيتها الطعام وهممت بالانصراف ولكنها قالت استنى يا ولدى كانت اول مرة تدعونى بولدها فرجعت وسالتها انتى عايزة حاجة تانى قالت لا .خد واخرجت ربطة ثقيلة وقالت خد دى لك واوع تديها لحد دى لك انت بس. ياللا روح على بيتكم وامشى على الرصيف وخللى بالك من السكة .ياللا امشى.اخذت منها الربطة وكانت ثقيلة الى حد ما وخرجت من المكان الذى دخلت منه وانطلقت جريا كعادتى في طريقى الى البيت.
سالتنى امى اتاخرت ليه النهاردة ؟مش قلتلك تيجى من المدرسة على البيت وتبطل لعب قلت حاضر .قالت ادخل اغسل ايديك علشان احط الاكل يللا.بعد ان غسلت يدى وجدت امى تنظر الى بدهشة شديد قائلة الفلوس اللى في الربطة دى بتاعة مين كلها .؟ دون تفكير قلت بتاعة ام الرجال اديتهالى بعد ما اديتها الاكل.واخذت احكى لها تاريخ معرفتى بام الرجال وهى في حالة صدمة وقالت لى افض كانت قتلتك وبعدين ازاى تامن لاى حد .والسندوتشات عمال تقولى عاوز افطر كذا وكذ وتتشرط على وانت بتديها لمين؟ مين ام الرجال دى قلت انا بشوفها كل يوم الصبح وقبل ما اجى البيت ست غلبانة.قامت ووضعت الربطة التي اعطتنى إياها ام الرجال في كيس ورق من الاكياس التي كانو يعابئون بها الفاكهة في هذة الأيام وقالت زمان ابوك جاى يشوف المصيبة دى وكل الفلوس اللى في ارابطة دى اديتهالك ؟ اخذت تحقق معى وهى لاتصدق ان هناك ام ارجال التي تعطى لطفل كل هذه النقود.كانت الر بطة مليئة بالريالات الفضية وانصاف الريالات وبعض القروش. ولكنها كانت كثيرة.
وما ان اتى ابى حتى اخبرته بما كان واصرت على النزول لترى ام الرجال وتستوثق من صدق روايتى ونزلت معهما متجهين الى بيت القاضي كان الوقت عصرا ولا يوجد احد لا ام الرجال ولا غيره وأخيرا ظهر الحارس النوبى عم الليثى الذى سال باهتمام خير يا جماعة .؟ فسالته امى عن ماتسمى بام الرجال .قال عم الليثى وهو يضحك مفيش ام الرجال من زمان دى واحد ست مسكين كان بيقعد ةفى بيت القاضي ودلوقت خلاص من زمان...قال ابى يعنى ايه خلاص من زمان .قال اللسثى يعنى مات من زمان ام الرجال كاتنت طيبة الله يرحمها...
لم يتكلم احد وانصرفنا عائدين الى البيت .ولم أرى ام الرجال بعد هذا اليوم خاصة انه كان هناك مكن يقومون بهدم بيت القاضي.
..............................................................
ياسلام ياست
.......................................................
ام كلثوم سهرتها الليلة اليوم اخر خميس في الشهر حتغنى اغنية جديدة .جبت السودانى يا كمال .؟ كان عم أبو اليزيد يخاطب اخوه كمال صاحب البقالة الموجودة في عقار قريب منا كنت اراقبهم واسهر أحيانا مستمعا لحفلات الست من خلال راديو عم كمال الذى كان يرفع صوته كانه يريد ان تسمع كل المنطقة اغنية الست .أخيرا حضر رجل اخر وجلس معهمكانو يضعون كمية ضخمة من الفول السودانى امامهم وفحم مشتعل في مبخرة فخارية ضخمة مليئة ...بالفحم .ومعدات تدخين الحشيش امامهم واما كلامهم فكان غير مسموع حتى يسمعون الست رغم انها لم تبداء بعد وكان مذيع الحفل يصف الجمهور والفرقة الموسيقية ويذكر أسمائهم ووظيفتهم في العزف على الالات المختلفة وفجاة صاح المذيع قائلا وهاهى ام كلثوم تدخل الان وتحى الجمهور وهى تلبس الفستان واخذ يصف ما تلبس وحتى لون المنديل الذى كانت تمسكه في يدها وهى تغنى..بينما كان عم أبو اليزيد يصيح ياسلام ياست.رغم انها لم تبداء الغناء وحتى فرقتها الموسيقية كانت تظبت الالات. بينما كان عم كمال يجرب الجوزة التي في يده وهو يقول يا سلام تسلم ايدك احمو حتة انما في الجون واخذ يضحك بهيستريا . كنت اسمع ام كلثوم بينما الدخان الأزرق المتصاعد بالقرب من وجهى يوشك ان يجعلنى اصيح مثله ..ياسلام ياست. كانت ام كلثوم تشدو باعنية ظلمنا الحب وكلمات اغنيتها تسرى في الليل وكل اهل المنطقة نيام تقريبا عدا أبو اليزيد واخوه كمال والصديق الثالث الذى كان غالبا ما يحضر لهم الحشيش..وبعض الفاكهة.لم يكن باستطاعتى الاستماع للراديو في البيت في هذا الوقت المتاخر حتى لا ازعج ابى الذى كان ينام مبكرا ليصحو أيضا في السادسة للذهاب الى عمله ...فجاة سمعت امى تقول ادخل دراكر وبطل خيبة ام كلثوم مش حتنجحك واغانيها مش حتيجى في الامتحان قلت لها اغبية نعمل لهم ايه؟ المفروض يكون السؤال الأول .اكتب اغنية لام كلثوم ..قالت خش اتعشى واسنمع عل كيفك اه بكرة الجمعة بس بعد ما تاكل ادخل حط حاجة على كتافك وتركتنى وانصرفت لاعداد العشاء رغم تأخر الوقت ولكنها كانت تخاف على من ان تصيبنى نوبة برد.
دخلت وبينما كنت اكل كان صوت ام كلثوم يتسلل الى سمعى .مختلطا بصوت عم كمال واخوه والرجل الاخر الغريب.. علا صوت أبو اليزيد وهو يقول حلق يا حودة حيهرب منك اهو .أخيرا مسكتك دفعن الفضول لانظر لار ى ما امسكه أبو اليزيد نظرت الى اسفل كان يقف في ضوء لمبات الاضائة الخاصة بدكان أخيه ويرفع يده اليمنى امامه ضاما لقبضته كانه مسك شيء بها وهو يقول ارنب تمام على فكرة خواته مالين الشارع لم يكن بيده اى ارانب ولكنه كان يقول انه ممسك بارنب ابيض كبير واخوه ينظر اليه ويضحك بشدة. بينما ذهب أبو اليزيد الى داخل اخد البيوت وفتح بابه قليلا ثم اطلق ما في يده حتى يستطيع ان يمسك غيره وظل يطارد ارانب خياله البيضاء ويرجع ليحبسها داخل مدخل البيت ويقفل الباب بعناية واضعا خلفه حجر .وكانت حفل ام كلثوم قد انتهت والراديو يذيع برامج أخرى وأبو اليزيد مازال يطارد الارانب البيضاء .ثم وقف في منتصف الشارع قبلة بيته مناديا على احدى بناته وهو يقول يا صباح كان يقولها بصوت ممطوط ثم يتبع النداء باسم الدلال لابنته قائلا يا باحة انت يابت تعالى ساعدينى ردت عليه ابنته بسرعة خوفا من يصحو احد ويصير فرجة لاهل الحى. ونزلت مسرعة وهى تقول له ايوة يابا قال لها وهو يمد الفراغ اليها امسكى الارنب ده لغاية ما اجيب غيره واجى طاوعته ورجع يجرى مطاردا ارانبه البيضاء السمينة كنت اضحك عليه بشدة فلم يكن هناك لا ارانب ولا قطط .رجع أبو اليزيد الى ابنته وقال متسائلا طلعتى الارانب فوق انا عارفك شاطرة ياباحة .ياللا اطلعى وان جاى ومعايا بقية ارانب.اخيرا قرر عم كمال مغاد رة المكان الى منزلة واغلاق الدكان واطفاء الانوار بينما انطلق اخوه أبو اليزيد مطاردا الارانب البيضاء الوهمية التي كانت موجودة فقط في راسه الى لعب بها دخان الحشيش
..........................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
........................................
ام حلوتهم
.................................................................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
.............................................................
اقرا اخبار السفاح
اخبار اهرام جمهورية اقرا اخبار السفاح السفاح . كان هذا صوت محليس بائع الجرائد وهو يصيح كعادته في الصباح الباكر عما يوجد من اخبار فيما يحمل من جرائد. وايامها كان الحدث الأكبر ولا نعرف لماذا جعلوه هكذا .هو الخبر الطاغى على ساحة الاخبار كلها سواء كانت اخبار سياسة البلد او اية اخبار أخرى .قررت مصر كلها ان تهتم باخبار السفاح محمود امين سليمان .مر رجل يميل جسمه الى النحافة ترتسم على وجهه خطوط من خطوب... الحياة وقهر الأيام ونظر الى محليس بائع الجرائد وقال له .ادينى الجرنان اللى فيه اخبار السفاح.قال محليس .بقرش صاغ يابلدينا ..اخرج الرجل قطعة نقدية بعشرة قروش من جيبه واعطاها لمحليس الذى قال معيش فكة شوف لى معاك قرش صاغ احنا لسة على فيض الكريم ما استفتحناش.
نظر اليه الرجل وقال طيب خللى الباقى معاك لحد ما ارجع قال محليس .نهارك فل. ثم اخذ ينادى اقرا اخبار السفاح .كانت الساعة تقترب من السادسة والنصف صباحا ورياح الخماسين المحملة بالاتربة بدات تجعل الرؤية غير واضحة .والرجل الذى كان يرتدى الملابس البلدية ويتلفع بقطعة قماش صوفيه يلفها على راسه ومقدمة وجهه .ينظر في الصحيفة التي تكتب ما تشاء عنه وعن أفعال لم يرتكب شيئا منها .كان العنوان السفاح يسطو على منزل احد رجال المال .ويقتل حارس العقار ويعطى النقود لفقراء الحى .مطاردة السفاح لم تسفر عن شيء لانه كان يسبق سيارات الشرطة وهو يجرى..
القى الرجل بالصحيفة في الطريق بعد ان مزقها .وهو يسب من كتب هذا الهراء.كان هو المقصود بهذا الكلام. قرر ساعتها ان ينفذ ما كتبه هذا الصحفى ولكن عليه ان ياكل أولا. فهو لم ياكل منذ مايقارب اليوم بكامله لكونه مطارد رغم انه لم يرتكب ا جرم الا ما اشيع عنه من اشاعات لن يحدث منها شيء الا خيانة زوجته التي خانته مع احد المحامين .ومازال صوت محليس يرن في اذنه اقرا اخبار السفاح . مر الرجل في طريقة الى مخبز يبيع الخبز الافرنجى ورغم ان المخبز كان يقع قبل قسم الشرطة وبينه وبين القسم مسجد .الا انه جازف وذهب واشترى بعض الارغفة .ثم رجع الى بقال قريب ليشتر ما ياكله مع هذا الخبز.ومازالت الرياح تعوى والغبار يملاء شوارع المدينة التي بدات تعج بالحركة رغم سوء أحوال الطقس في هذا اليوم .
دخل الرجل الى احدى المقاهى وجلس يتناول إفطار بينما جائه القهوجى واخذ يمسح المقاعد التي جانب الرجل وساله تشرب اية يابلدينا .رد عليه مسرعا وقال ادينى شاى...صاح القهوجى وعندك واحد شاى ميزة لبلدينا هنا .ثم اتبع صياحة بنداء اخر بعد ان سمع من يصفق له..فقال ايوة حاضر اامر يابيه .كان هناك رجل يرتدى بدلة قديمة ويضع نظارة على وحهه ويقراء في الصحيفة التي تتحدث عن السفاح .وقال للقهوجى واحد شاى يابنى.
وعندك واحد شاى للأستاذ .نزيه وسال القهوجى ايه الاخبار يابيه النهاردة قال الأستاذ نزيه مفيش غير اخبار حكومة زكريا محى الدين ووجع الدماغ وحكاية السفاح .بيقولو انه بياخد فلوس الأغنياء ويديها للفراء.ياريتنى اقابله علشان أقوله يقتل اتنين مراتى ومديرى في الشغل الاتنين مرابيين لى كاللو في نفوخى.عارف ياولة احمو.قال القهوجى ايوة يانزيه بيه؟ انا حاسس ان الراجل اللى بيقولو عليه سفاح ده اغلب من الغلب.ياعم هو السفاحين حد يقدر يجيب سيرتهم.اه لو يجى حاقوله يروح الشغل بدالى ويخنق مدير الغبرا.ايه رايك يا حمو انا النهاردة مش رايح الزفت الشغل.روح هات الشيشة والشاى بسرعة.وصاح حمو. ايوة جاى .بسرعة الشاي لنزيه بيه.
كان الرجل المطارد يجلس وهو يشربكوب الشاي بهدوء وهو يأخذ نفس عميق من سيجارة بيده الأخرى.ساعتها دخل رجل من رجال الشرطة وقال يا حودة هات كوباية شاى .وسحب مقعد وجلس .بينما كان حودة كعادته يتكلم مع كل زبون ياتى قال بقولك ايه ياشاويش ؟ ايه اخبار السفاح؟ اخذ الشاويش يبرم في شواربه وهو يقول .على فكرة السفاح مش في اسكندرية الاخباريات بتقول انه النهاردة شافوه في حلوان.
رد الأستاذ نزيه قائلا ياريته يجى اسكندرية.قال الشاويش مايجى يا اخى والا مايجيش احنا حنخاف .هات الشاي ياحمو.قال خمو وهو يقدم الشاي له اتفضل ياشاويشنا.
قام الرجل المطارد وقال للقهوجى حمو .حسابك يا حمو وحساب نزيه والشاويش عندى واعطاه عشرة قروش وقال له خللى اباقى علشانك وبقية الاكل ده خده اديه لاى حد .قال الشاويش متشكرين يابلدينا والله الواحد لسة ما فطرش هات يا حمو.
انصرف الرجل المطارد واختفى وسط تلافيف الغبار التي تثيرها رياح الخماسين بينما صوت محليس بائع الجرائد يسابق صوت الرياح وهو يقول اقرا الحادثة اقرا اخبارالسفاح السفاح
........................................
ارزاق مقسمها الخلاق
....................................................
حجر بازلتى اسود كبير موضوع فوق بالوعة المطر المسدودة فلم ياتى بعد أوان اصلاح بالوعات المطر التي كانت بجانب الأرصفة في كل شارع من شوارع اسكندرية البالوعة امام دكان كبير يبيع مستلزمات وأدوات الخياطة والتطريز واشياء أخرى تخص النساء .وصاحب المحل كان يبداء عمله كل يوم في الرابعة عصرا ولا اعرف لماذا ولكن زبوناته من الخياطات ومحبات التطريز كن في الانتظار دائما لان عم منصور يبيع افضل الأنواع واحدثها دائما....
لم يكن لى علاقة بعم منصور لا من قريب او من بعيد وكانت علاقتى الوحيده به هي الحجر البازلتى الموضوع اسفل الرصيف امام دكانه.
ففي يوم من الأيام كنت ذاهب الى الغيط الموجود في شارع امير البحر لشراء بعض الخضر الخاصة بعمل بعض الأطعمة وكنت امر من امام دكان عم منصور قبل ان يفتح فقد كنا في العاشرة صباحا .لاحظت ان بجانب الحجر بالمرصق للرصيف ازرار نحاسى لامع اعجبنى فقررت ن اتزعه من جانب الحجر فاضرت عصا رفيعة من احد الاقفصة المصنوعة من جريد النخل واخذت ادفعه عسى ان اخرجه من جانب الحجر والرصيف ولكنه كان يزداد انحدار لاسفل وزادت صعوبة إخراجه فالحجر كما يبدو لى كبير عن قدراتى فقد كنت في الثامنة من عمرى . أخيرا قررت ان ازيح الحجر جانبا قليلا واخذت أحاول رفعه لاعلى قليلا ثم الدفع به ناحية الطريق حتى يتسنى لى اخراج الازرار النحاسى الامع وضعت النقود الت اعطتنى إياها امى لشراء المستلزمات في جيب السروال .وانحنيت لازاحة الحجر ولدهشتى فقد تحرك معى لاعلى وانا ارفعه ثم حركته جانبا بعيدا عن الرصيف احسست بسعادة بالغة فقد اصبح الازر النحاسى الامع أخيرا لى ولكن كانت تنتظرنى مفاجئة أخرى فما ان وضعت الحجر بعيدا قليلا عن مكانه حتى شاهدت عدد كبير من العملات المعدنية من فئة القروش والقرشان والخمسة قروش وريالان فضة اخذت اجمعها بسرعة وبفرح هي والزر النحاسى الامع وضعت ماجمعته في جيب البنطال الاخر وذادنى الطمع في المزيد فحركت الحجر مرة أخرى للخارج كان هناك مزيدا من القروش اخذت اجمعها ثم وضعتها في جيبى ثم رفعت الحجر من جهتى وكانت الجهة الأخرى مستندة على الأرض فعاد كما كان وانصرفت وانا في غاية الفرح والسعادة فكانى اكتشفت كنز من كموز علاء الدين صاحب المصباح السحرى.
اخذت امشى وان افكر في شراء قفص للعصافير من النوع ذو المصيدة وبعض الوان الباستيل التي كنت استعملها في الرسم وخاصة ماركة التمساح فقد كانت تحتوى على نوعية جيدة والوان جميلة .ونسيت ما كنت ذاهبا من اجل شرائه وقررت العودة الى البيت.
اخذت اخبط على الباب ففتحت لى امى ولم تجد معى ما ارسلتنى من اجله فقالت لى .انت ضيعت الفلوس؟ قلت لها اه انا نازل اشترى الحاجات اهوه قالت مال ايديك كلها وساخة انت كنت بتعمل ايه؟
لم اعمل حساب الأسئلة هذه فقلت وقعت على الأرض وانا ماشى وجاى اعسل ايدى قالت طيب .اغسل ايدك كويس وانزل هات اللى قلت لك عليه.
ذهبت مسرعا واحضرت لها ما ارادت ووضعت حصيلة الكنز التي حصت عليها في درج مكتب المذاكرة التي اشترنه لى من زمن قريب.
منذ هذا اليوم وانا انزل بشكل شبه يومى وأكرر فعلتى مع الحجر البازلتى وكنت اجد أحيانا بعض القروش واحيان أخرى لااجد اى شيء.ولا حظت امى اننى عند عودتى من الخارج تكوت ياى متسخة وكذلك القميص الذى ارتديه والعلامات التي كانت مكان ركبتى على البنطالون.
فاخذ تحاصرنى باسئلة فاخبرتها بكل تفاصيل القصة ولكنها لم تصدق ان الأرض تخرج لى خاصة القروش والعملات الفضية واخذت احلف لها باغلظ الايمان ان ما حدث هو الصدق . وهى غير مصدقة.واخيرا قلت لها تعالى مايا اوريكى المكان اللى بالاقى فيه الفلوس. قالت طيب انا حاجى ماك بكرة.
وما ان جاء الغد وكنت استعد للنزول الى الشارع حتى قالت لى استنى انا جاية معاك علشان اشوف مكان الكنز بتاعك. قلت حاضر انا حاوريكى المكان علشان تصدقى.
اخذتها ناحية دكان عم منصور وأخيرا كنت امام الحجر البازلتى .واشرت اليه قائلا انا باشايل الحجر ده وبالاقى تحته القروش.. قالت كذاب مش معقول عيل زيك يقدر يشيل الحجر ده لم أتكلم بل انحنيت على الحجر وابعدته كما كنت افعل كل صباح ولكنى لم اجد الا قرش صاغ احمر مشرشر.وقلت لها بصى .قالت اوع تيجى تشيل الحجر ده تانى انا مش ناقصة يطق لك عرق علشان بتلاقى قرش والا غيره امشى قدامى قمت بعد ان ارجعت الحجر مكانه وهى تقول ربنا يسترها عليك وما يطقش لك عرق ده جنان ياربى.امشى قدامى على البيت واوع تعمل كدة تانى.
رجعت يومها البيت وغسلت يداى كالعادة ولكن قرارى ان اذهب وارفع الحجر يوما ما.
بعد اسوع ذهبت ورفعت الحجر ولكنى لم اجد شيء ورغم تكررى للمحاولة بصفة يومية بعدها الا انى لم اجد مليما واحد مرة أخرى.تحت الحجر البازلتى الأسود
.........
.......................................................
بركاتك يامخيمر
.....................................................
.
لافقر دايم ولاعز دايم حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيا لك يافاعل الخير والثواب .كان هذا نداء عم مخيمر الشحات .متسول يجوب المنطقة في أوقات محددة بامكانك ضبط ساعتك على ساعة مروره وهو يردد هذه الكلمات باعلى صوته وعندما يعطيه اى عابر سبيل شيء يقول له..لن تنالو البر حتى تنفقو مما تحبون...كان رجلا غريب المنظر طويل القامة نحيف بشكل غريب وكانك ترى عظامه من خلال الجلباب الذى يرتديه .اما وجهه فكان مستطيل ذ...ا عيون واسعة ليس لها لون متعارف عليه ولكن عن السيد البحيرى كان يقول عليه ابوعيون التعبان مشبها عيون بعيون الثعبان ومع ذلك كان يعطيه بضعة قروش كلما مر عليه .اما م كمال البقال فكان يطرده قائلا ياللا ياراجل يا غراب امشى لسه ما اصطبحناش على الصبح .ياساتر... وبعدها يشعل البخور ليبخر دكانه من شر حاسد اذا حسد .ويظل يدعو ان يبطل الله نظرات عيون هذا الرجل التي تفلق الحجر نصفين على حد قوله.
ولكن مجموعة الأولاد الاشقياء وكنت منهم كنا نتابع عم مخيمر الشحات و ونتغنى بما يقول وكان أحيانا يطردنا...اا في ذلك اليوم فقد حدث شيء عجيب فقد كان اليوم عقد قران احى بنات الحى وتصادف مرور مخيمر الشحات من امام بيت العروس اثناء تعليق الزينات من اللمبات الملونة ورص المقاعد داخل الصوان الكبير الذى اعده الأستاذ ثوفيق أبو العروسة .وقف مخيمر الشحات وعو يزعق باعلى صوته لا فرح دايم ولا حزن دايم ولافقر دايم ولا عز دايم .أعطاه احد الرجال بعض القروش وحاول اسكاته وصرفه من المكان ولكنه ظل يردد عباراته المفزعة وكان كما وصفة عم كمال البقال بانه غراب ينعق كل يوم في الشارع ...في هذه الاثناء كانت سيدات الحى يطلقن الزغاريد فقد حضر عريس بنت الأستاذ توفيق ليسال الأستاذ اذا كان محتاج شيء ناقص من لزوم الحفل.ولكن المسكين لم يكمل الكلام فقد سقط عليه فرع من فروع اللمبات وكان متصلا بالكهرباء فصعق العريس في الحال ومات في مكانه ومازال مخيمر الشحات يقول لا حزن ديم ولا فرح دايم. حاول بعض الجيرا انقاذ حياة العريس ولكن الوقت كان قدفات والتف الناس كعادتهم بعد ان تحول الفرح الى ماتم ومازال مخيمر يصيح لاحزن دايم ولا فرح دايم .اخذ بعض الشباب يطردونه ولكن بعض الناس منعوهم لانه مكشوف عنه الحجاب بينما كانت مجموعة الأولاد .نحاول طرده مرددين كلامه حتى جاء رجل من جيراننا و امرنا بترك الرجل والانصراف واللعب بعيدا.انصرفنا فقد كان الأولاد في هذه أيام يقدرون الكبار ويسمعون كلامهم بلا تعليق .
مرت أيام على هذه الحادثة ولم يظهر مخيمر الشحات في المنطقة الى ان جاء يوم وكنا نقيم مباراة لكرة القدم في منطقة مهجورة خارج الحى وكان بها كشك او كوخ كنا نراه مغلقا كلما جئنا لنلعب الكرة في هذه المنطقة وكان من رفاق اللعب صديق ندعوه حمامة كلبظ فقد كان يميل الى السمنة ضخم الجثة له صوت جهورى مزعج اذا اغتاظ او خاف من احد .ركل حمامة كلبظ الكرة بشدة كعادته فاصابت باب الكوخ وسقطت داخله .و ذهب حمامة ليحضر الكرة ولكننا سمعناه يصرخ ويجرى منزعجا وهو يقول الحقونى الراجل كله دود الحقونى .كنا نضحك على حمامة كلبظ من طريقة جريه وكلامه ولكن ما ان اقتربنا حتى شممنا رائحة نتنة قوية تنبعث من داخل الكشك وكان مخيمر يرقد بداخله ميتا وقد بدات جثته تتحلل .ولا نعرف من احضر عسكرى الداورية وبوليس النجدة .والاسعاف التي نقلت جثة مخيمر تالشحات.ولكن المفاجأة ماوجدوه كان فراش مخيمر الشحات موضوعا على صفائح كبيرة من التي كانت حاويات للجبن الدمياطى وكلها مملوئة بالعملات الفضية والبرنزية كل حسب فئتها .وواخذ رجال الشرطة يرفعون الصفائح ويضعونها داخل عرباتهم وانصرفو تاركين احد رجالهم لحراسة الكشك.
ورجعت مجموعتنا منشدة لافرح دايم ولاحزن دايم حسن قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيالك يافاعل الخير والثواب.ساعتها خرج لنا عم كمال البقال قائلا..
يابنى انت وهو حرام عليكم قولو حاجة تانية .ودخل دكانه وخرج ومعه شالية البخور وهى مشتعلة .وهو يردد.اعود بالله من شر ما خلق..اكيد ماكانش يقصدنا
...........................................................
تحت المطر
........................................................
عم صالح عامل نظافة الحى الرجل الأسمر الممتلئ صاحب ابتسامة لاتفارقه وهو يكنس الشوارع بمكنسته الكبيرة ونظراته متجهة الى مكان ما يكنس ورغم ان المطر كان ينهمر في هذا اليوم الاانه كان يعمل فما زال الوقت مبكرا .فقد جاوزت التاسعة الا قليل وقتها كان ينظف الرصيف من أوراق الأشجار المتساقطة من أشجار فيللا نراها مغلقة معظم الوقت كنت اراقب العصافير وهى تختبئ تحت أوراق احدى الأشجار كانت شجرة ليمون وبجوارها شج...رة أخرى للبرتقال تنمو خلف سور الفيللا وظهر عصفوران من طيور الخضير المهاجرة والى تاتينا شتاءا ولا اعرف لماذا اسموه خضير رغم ان صدره الذهبى الفاتح هو الغالب على الوانه كان العصفوران يتنافسان على الوقف على فرع ظليل .واخيرا تنازل احدهما وطار لفرع اخر داخل الشجرة وظل الاخر يكرر صفيره مع احى طيور اليمام التي كانت تقف سانكة في مكانها منفوشة الريش وهى تضع راسها دخل مقدم اجنحتها ورغم ان المسافة بينتى وبينها كانت قريبة الاانها لم تطير خوفا منى .فقد كنت واقفا اراقبها بسعادة بالغة .ايامها قررت وزارة لصحة تطعيم تلاميذ المدارس من الحصبة .ونفذ ت الامصال قبل ان يصلو لى فقررو ارسالنا الى مكتب الصحة المدرسية للتطعيم فتركتهم وانصرفت الى ان وصلت الى مكانى بعد ان عطلت الامطار .ومازال عم صالح يكنس الرصيف اقترب الرجل منى وسالنى انت مرحتش المدرسة ليه ؟ اوع تكون هربان.قلت له انا لا اهرب من المدرسة واخذت احكى له ماكان.فرد على طيب روح احسن تاخد برد انا شيلت كل الزبالة اللى عندكم .قلت شكرا يا عم صالح .ابتعد عنى قليلا واشعل سيجارة واخذ يكمل عمله في تنظيف الشارع..انتابتنى حلة من التامل وانا انظر الى أشجار الليمون والبرتقال والطيور كانت اسفل الرصيف بركة صغيرة كونتها مياة الامطار المتساقطة التي تصنع دوائر في المياة عند تساقطها ولا اعرف لماذا شدتنى لمراقبتها ربما طير أبو فصادة بلونية الأبيض والأسود وزيله الطويل وصافرته العجيبة عندما يطير .وهو يطارد الذباب .رجع عم صالح وهو يقول يابنى روح انت واقف لا بتلعب ولا بتتحرك حتاخد برد .قلت له شوية وحا امشى ياعم صالح . قال االرجل الولة صالح بيكح بقاله تلات أيام بسبب لعبه زيك في البرد عيال متعبة .لو بيعرف انا باتعب ازاى كان سمع كلامى .بس الشهادة لله الولة عنده دم وكويس في المدرسة.
قطع على تاملاتى وطارت العضافير واليمامة التى كنت اراقبها فقررت ان امشى ولكن المطر ازداد.ابتعد عم صالح حاملا مقشته وهو يمشى بجانب اسوار الفيللات وتحت بروز شرفات المنازل .فقررت ان اتبعه فقد كان الشارع خاويا الا منى وعم صالح الذى اصبح على مدى النظر فقد انهى عمله في هذا الشارع وقرر الانتقال الى غيره .
وبينما كنت اعبر الطريق مرت سيارة مسرعة في الطريق الملئ بمياة المطر فتطاير ت المياة المحملة بالطين على ملابسى وراسى فتبللت بالكامل من حذائى الى شعر راسى .وقفت انظر في غضب الى السيارة التي ابتعدت .وشعرت بعجز شديد فانا باية حال لن استطيع عمل شيء تجاه السيارة او قائدها .فقررت ان امشى تحت المطر المنهمر فلا شيء يهم طالم أصبحت ملابسى مبتلة فلا مانع في القليل من مياة المطر كانت تجربة جميلة وضعت حقيبتى المدرسية فوق راسى ومشيت فاردا زراعى اقلد الطير واخذت اجرى تحت المطر وانا شعر بسعادة غامرة .من ملامسة قطرات المطر لوجهى وكفوف يدى ...مر رجل يضع جريدة صباحية على راسه تجنبا للمطر ونظر الى وضحك وهو يقول ياريتنى كنت عيل كنت عملت زيك بالضبط.....
لم افهم الرجل الابعد سنين عدة ..ومازلت احن الى الطيران تحت المطر.
................................................................................................................
...................................مقلاع حسن الصعيدى
........................................................................
الولة حسن الصعيدى هكذا كنا ننادىه ..رفيقنا في اللعب وصديق اخوة زمن جميل ..اخذه ابوه خلال عطلة الصيف ليقوى علاقته باهله في بلدهم الام وليتعرف اكثر على اعمامه واولادهم وبقية العائلة كما حكى لنا حسن عبد الغال عندما عاد من رحلته واخذ يحكى لنا عما شاهده في الصعيد في بلد ابوه بلد اجدع ناس كما كان يقول .كيف كان يجرى في المزارع مع أولاد عمه ولكن اخطر ما اتى به هو ما كان يحدثنا عنه وكيف كانو يسقطون البلح... من على النخل العالى باستعمال شيء يسمى المقلاع .اقدم سلاح اخترعه المصريين القدماء .وقفنا يومها نستمع له عن كيفية صناعة المقلاع .فاخذ يشرح لنا واسهب في الشرح عن احضار ليف النخل وبرمه ومل حبال رفيعة منه ثم يبداء بعدها في تشكيل هذه الأداة القاتلة .وهى فعلا أداة قتل اذا تم استعمالها لهذا الغرض.واخيرا استفر راى المجموعة على ان يرينا الولة حسن كيفية عمل المقلاع... اللى بيوقع بيه البلح من على النخل قالها ناجى جارنا وهو يضحك ويستفز حسن ليعرف كيف يصنع هذه الأداة العجيبة.
قال حسن وهو يتحدث بلهجة الخبير هاتولى ليف نخل وانا اعمله قدامكم اخذ الأولاد يضحكون حنجيب ليف نخل منين انت باين عليك اتجننت .ولكن ناجى صديقنا اللئيم قال سهلة يا اغبية .واخذ يجرى ناحية عم كمال البقال ورجع بعد دقائق حاملا مكنسة مصنوعة من ليف النخل .واخذ الأولاد يضحكون ولكن حسن قال كدة تمام واخذ يفك اربطة المكنسة ويشد ما بها من حبال رفيعة مجدولة .واخذ يجدل الليف الأحمر المكونة منه المكنسة حتى صنع منها حبال رفيعة ثم اخذ يضفرهل بعضها ببعض حتى اتم المقلاع الأول .ثم اتى بحجر صغير ووضعه في يد المقلاع واخذ يلفه في الهواء ثم افلت احد اطراف المقلاع فاذا بنا نرى الحجر ينطلق بسرعة وقوة جعلت الحجر يذه لمسافة بعيدة.اعجبتا اللعبة واخذ حسن يصنع لنا لكل واحد مقلاعه الخاص مستعرضا مهارته في صنعه ثم اخذنا الى حيث النخل بارض كانت خاصة بعمر باشا طوسن واخذ يدربنا على طرق استخدام المقلاع في جميع المستويات الراسية والافقية .في هذه الأيام كانت إجازة الصيف قد قاربت على النهاية ومعظم النخل محمل بالبلح .من أصناف نادرة .اعدمو ها للأسف .مثل البلح الزغلول الكبير والسمانى ذو اللون البرتقالى الضخم والمسكر .اخذنا نجرب إصابة اسبطة البلح الى ان نجحنا وبداء البلح يتساقط عند كل ضربة بالمقلاع ويقوم صديقنا ناجى الئيم بجمع البلح في كيس لى يغسله فيما بعد ويقوم بتوزيعه علينا وغالبا كنا ننسى طلبنا ان يوزع البلح فقد كان يهرب منا قبل ان ننتهى.الى ان جاء يوم وكنا مستمتعين بإصابة اسبطة البلح .فاذا برجل ياتينا من خلف الاسوار التي تحيط بارض النخل واخذ يرمينا بالحجارة ويسب اجدادنا
كان ناجى اول من تنبه للرجل وصاح محذرا ايانا الراجل الجناينى يشتم ابهاتكم ومعاه عصاية وجاى علينا وبيحدف الطوب.. .استدار حسن الصعيدى بسرعة ناحية ارجل وكان لا يزال بيننا وينه حولى ثلاثون مترا ووضع قطعة من الزلط الأسود وصار يلف المقلاع في اتجاه الرجل وارخى طرف المقلاع فانطلقت قطعة الزلط لتصيب الرجل في رجله اليسرى وتسقطه ارضا ووضع حسن قطعة زلط أخرى يريد تكملة إصابة الرجل .فامسكت بيده وقال ناجى اجرى اجرى فيه ناس تبع الراجل جايين جرى حسن وبفية الأولاد ولا ادرى يومها ما جعلنى اتجه ناحية الرجل المصاب الملقى ارضا وهو يلوى من الألم.اخذت بيده لكنه كان لايستطيع الوقوف كان يقول رجلى اتكسرت العيال كسرو رجلى .كانت رجله اليسرى بها جرح عميق .يومها فككت منديل كن على رقبة الرجل واخذت اربط الجرح الذى كان اسفل الركبة وكان الرجل يقول ..اشكرك يابنى الف شكر واخذ يتسند على كتفى الى ان ذهب الى مكان صنبور مياة ضخم مفتو طول اليوم كانت تسمى حنفية الصدقة وغسل الجرح ..ثم اخذ يسالنى عن الأولاد لصوص البلح .فاخبرته انى في طريقى لشراء أشياء للبيت ولا اعرفهم...كنت اكلمه وانا ياكلنى شعورى بالندم وبانى شريك في هذه الجريمة التي كانت بسبب ما كنا نظنه لعبة فاذا به سلاح قاتل..وما المنى ان الضحية كانت تدعو لى وتصف تربيتى بانها جيدة مع انى كت احد افراد عصابة المقلاع .
.........................................................................
...........................................تمت المجموعة بحمد الله

الأربعاء، 11 فبراير 2015

الارملة السوداء

ولة يا اسماعين ؟ لابس ومتشيك ورايح فين يابنى؟ رد إسماعيل رايح الشغل يامة هو انا اول مرة البس نضيف وانا خارج؟ ردت ام إسماعيل ربنا يكفيك شر العين يابنى وشر بلاوى الزمن استنى لما ابخرك...قال إسماعيل يا اما انا مستعجل .قالت ام إسماعيل استنى يابنى اسمع الكلام قال إسماعيل وهو يتافف يييه ياامه مش وقته .....اخذت ام اسماعيل المبخرة واخذت تقراء سورة الكهف والمعوزتين وتدعى لابنها بالعودة سالما غانما. ام إسماعيل وابنها الوحيد مع ثلاث بنات تزوجن جميعا كانت سيدة ذات شعر اسود وعينان زرقاوان وعليها مسحة من جمال سحبه الزمان منها منذ وقت بعيد...كانت كما يقولون لا يعيش لها ازواج ولم تتزوج بعد موت أبو إسماعيل زوجها الأخير.اما ابنها اسماعل فقد كان رمز للاناقة في الحى فقد كان طويل القامة عريض المنكبين اشقر الشعر وعيناه كعينى امه زرقاوان بلون البحر....كان شغل امه الشاغل تهتم بما يلبس ويهمها ان يخرج من الحى وهو في اجمل منظر واحسن حال...كان يعمل سائقا لسيارة نقل يسافر بها الى القاهرة ويعود وينقل مفروشات خاصة بالباشاوات والأجانب المقيمين في مصر وكان زملائه ينعتونه.. بالاسطى اسماعين افندى.....لاناقته غير العادية فقد كان يعمل وهو يلبس بذلة بيضاء وقميص ابيض شاهق البياض ياقته منشاة .ورغم ذلك كان مزواج ولايستقر في زيجة الا بضعة اشهر او عام على الأكثر..نزل إسماعيل ليركب السيارة التي يعمل عليها وكان الفتى التباع المدعو شكشبير مازال يلمع في السيارة ويغسل كاوتش العجل . ..نادى فراج القهوجى قائلا القهوة يا فراج...لينطلق على اثرها فراج وهو ....يصيح وعندك واحد قهوة زيادة لاسماعين افندى...قال إسماعيل للتباع شكشابير ذو الشكل والاسم العجيبين ولة يا شكش روح هات لى علبة دخان بحارى من عمك محفوظ ....قال الشكشبير حمامة يا معلمى....وانطلق ناحية دكان عم محفوظ الدخاخنى.بينما جلس إسماعيل يرتشف قهوته من كوبه الزجاجى كما يحب ان يشربها .بعد قليل رجع التباع ومعه السجائر التي طلبها الاسطى إسماعيل افندى .ووجهه متقلص وهو يمسك بطنه متالم ..بينما ساله إسماعيل مالك يا وله قافش وشك اهلك ليه ؟ قال التباع المغص يا اسطى افندى حيقطع بطنى قال له إسماعيل انا عارفك طفس شوف اكلت ايه النهاردة؟ صرخ التباع قائلا حاموت يااسطى المغص بيقطع مصارينى...قال إسماعيل..ولة افراج اعمل كوباية شاى بالنعناع للشكش الا عنده مغص.واتجه الى التباع قائلا سلامتك يابن الطفصة.وضحك..بينما كان التباع يتلوى من الام بطنه .اخذ إسماعيل ينظر بقلق الى التباع وهو يقول مالك ياوله اشكش .ونادى صاحب القهوة قائلا افراج انده الحنطور ده وتعالى شيل معايا نودى الولة ده للعيادة اللى على القمة...ا ى ناصية الشارع ...أخيرا وبعد ان كشف عليه الطبيب قال لهم الاوسطى عنده شوية التهابات في الكلى يروح ينام ويدفى وحيبقى زى الفل بس ياخد الذوا ده...نظر إسماعيل بقلق للطبيب وهو يقول هي حالته تعبانة اوى يا دكتور .قال الطبيب اعمل زى ما قلت لك وحيبقى عال العال....اخذه إسماعيل الى منزله واعطاه خمسين قرشا وهو يقول له الف سلامة يا شكش انشالله الولة محفوظ .انت خليك هنا في اسكندرية وبلاش تسافر معايا.قال التباع انت بتقول ايه ياسطى افندى .قال إسماعيل اسمع الكلام وروح وخللى امك تعملك شوية شوربة..يالللا ... كانت السماء ملبدة بالغيوم والرياح تعوى في الطرقات بينما ادار الاسطى إسماعيل السيارة متجها الى الطريق المؤدى للقاهرة لتوصيل نقلته الموجوده داخل صندوق السيارة.كان يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام واصلنى ده حبيب الروح مستنى. كان الظلام يسدل ستائره على الطريق الزراعى وهو الطريق الوحيد العامر والمؤدى الى القاهرة.....مر على كشك لشرطة المرور قبل ان يصل الى بلدة ايتاى البارود فتوقف بعد الكشك بامتار قليلة ونزل من السيارة وهو يانادى الشاويشفتحى قائلا اعم فتحى عامل ايه ياراجل ياعجوز ازيك وازاى عيالك..كان الشاويش فتحى صديق للاسطى إسماعيل. قال الشاويش فتحى حمد الله على السلامة يا اسطى سماعين .قال إسماعيل الله يسلمك واخرج علبة سجائره وأعطى الشاويش فتحى سيجارة واشعل أخرى لنفسه ...كان الطريق خاليا من السيارات .بينما جلس عم فتحى والاسطى إسماعيل يتبادلان اطراف الحديث.. أخيرا وقف إسماعيل عازما على تكملة الطريق وهو يقول للشاويش فتحى اتكل انا بقى ياعم فتحى انت عايز حاجة قال الشاويش ....الف سلامة ياسطى ربنا يسترلك طريقك
انطلق إسماعيل بسيارته وهو يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام وصلنى ده حبيب الروح مستنى....كانت بلدة ايتاى البارود امامه و دكان المشويات يعمل بجد بينما جلس بعض السائقين يتبادلون اطراف الحديث.
دخل إسماعيل مطعم المشويات وهو يحى صاحبه قائلا مسا الفل يابو درش امال الولة ابنك فين؟ رد عليه الرجل حمدلله بالسلام ياسطى سماعين..خدامك مصطفى زمانه جاى.....قال إسماعيل ياراجل عيب انتو اخواتى .خدام؟ بالذمة ده كلام؟ ياللا ياطيب ادينا المعتاد ..اخذ ارجل يلقى بقطع اللحم على الشواية وهو يقول جو النهاردة مرعب العزب غرقت مية .
اخذ أبو مصطفى يضع السلاطات اما إسماعيل بينما ينتظر ان يكتمل شواء اللحم الموضوع على نيران الفحم .وبينما كان إسماعيل ياكل دخل رجل ضخم الجثة ابيض الوجه عريض الحواجب والشارب واخذ يتكلم هامسا لابو مصطفى وهو ينظر نا حية إسماعيل .بينما كان إسماعيل ياكل ونظر اليهم خلسة وقد بدات الريبة تتسلل الى نفسه
.....................................................................
.......................الارملة السوداء.........1
....................................................................................................................................................
قال إسماعيل لابو مصطفى الحاتى... حسابك يابو مصطفى علشان حاتكل على الله ياللا ياراجل يا طيب لم يكمل الاسطى إسماعيل كلامه بينما اتجه ناحيته أبو مصطفى ومال عليه وهو يتكلم بصوت خفيض بقولك ايه ياسطى سماعين معاانا شوية حاجات عايزين ننقلهم معاك لعزبة هنا قريبة يعنى فركة كعب وحنديك اللى تطلبه وعلى فكرة صاحب النقلة حاسب على عشاك .قالل إسماعيل غاضبا ليه كده يابو مصطفى ماينفعش خد ياراجل فلوسك وسيبنى امشى .تقدم ارجل الضخم وقال لاسماعيل يا اسطى ما بين الخيرين حساب .ومش عايز يقبل عزومتى خلاص .قال إسماعيل لامؤاخذة انا مااعرفكش تعزمنى على ايه وبعدين لازم ارد لك عزومتك وان على الطريق على طول يعنى يمكن ماشوفكش تانى..قال الرجل ماتكبرش المسالة يااسطى المهم حتوصلنى مسافه كلها بتاع عشرين كيلو مع شوية حاجات لعزبة الهانم .قال اسماعيل ياعم انا معايا حاجات ناس ولازم تكون الصبح في مصر .قال الرجل كلها مسافة السكة والطريق كويس وواسع .قال إسماعيل وهو يريد ان يعدل الرجل عن توصيلته فقال له اخد منك عشرين جنيه نظر اليه الرجل وقال يعنى انت جيت في جمل .وحلف بالطلاق ان كلام إسماعيل ماشى.بينما وافق إسماعيل على الصفقة فقد كان المبلغ كبير بالنسبة لايام نهاية الاربعينيات .وقال للرجل هو اسم الكريم ايه؟ قال الرجل محسوبك حسنين البرعى...قل له إسماعيل عاشت الاسامى يا عمدة برعى..بينما كان الرجل يتكلم مع إسماعيل ويعطيه ما اتفقا عليه ليحرجه .ويجعله لايستطيع الرفض كان هناك مجموعة من الرجال يقومون بتحميل الأشياء الى سيارة إسماعيل .وما ان انتهى الرجال حتى قال الرجل يللا بينا ياسطى سماعين علشان تلحق مشوارك انت كمان قام إسماعيل وهو يقول اية معاك حق.جلس اارجل بجانب إسماعيل داخل السيارة بينما بداء إسماعيل بالتحرك بسيارته وهو يغنى اغنيته المفضلة اجرى اجرى اجرى..
لم يتكلم الرجل طول الطريق ولكنه كان ينظر للامام ويتابع سقوط المطر بينما إسماعيل يغنى وهو يقود السيارة .تحول إسماعيل ناحية الرجل الضخم ليتكلم معه ولكنه كان لايرد الا بكلمات مقتضبة .عندما قال له الجو النهاردة عجيب قال الرجل ايوة .ثم صمت ولم يتكلم أخيرا قال الرجل خش يمينك من الفتحة الجاية يا اسطى ايوة على مهلك اخذ إسماعيل يهدئ من سرعة السيارة ثم دخل الى الطريق لذى قال له الرجل ادخل منه وبعد فترة من الزمن قال الرجل له مرة أخرى الفتحة الجاية يمين. نظر اليه إسماعيل وهو يقول يا مسهل.اخذ ارجل يخل إسماعيل في طرق متعرجة حتى توقف وقال للرجل طيب انا حارجع ازاى كده ان حتوه ياعمدة قال الرجل فيه واحد حيرجع يوصلك الغفر بتوعنا كتير هنا.. كان الطريق مظلم والأرض مليئة بالطين نتيجة للامطار التي لم تتوقف منذ مغادرتهم لايتاى البارود .أخيرا اقتربت السيارة من بوابة ضخمة مكتوب عليها اسم للمنطقة غير واضح المعالم فقد تاكلت الخطوط لقدم زمن كتابتها بينما اخذ الطريق يضيق مما جعل إسماعيل يخفض سرعة السيارة لاقل سرعة ممكنة كانت عن شمالة ترعة وعن يمينه مجرى ضيق للرى يصل الى الزراعات.وبينما كان الرجل يشير الى البوابة وهو يقول خلاص وصلنا .توقفت السيارة تماما .فقد غاصت عجلاتها في الطين واخذت تدور بلا طائل وقال إسماعيل عرزنا والحمد الله. ونزل من السيارة بينما غاصت رجليه في طين الممر المؤدى للبوابة.قال الرجل .الرجالة حيطلعوها من الغرز ولا يهمك الصباح رباح..قال إسماعيل الصباح؟ هي سفرية باينة من أولها بينما قال الرجل ماتقلقش يا اسطى .وبينما كانا يتكلمان اذا بعربة يجرها زوج من الاحصنة ويسوقها رجل اسود لايظهر من غير اسنانه بينما تجلس في الخلف سيدة يظهر من لبسها وحركاتها انها الامر الناهى في المنطقة وبينما كانت تامر الرجل بالتوقف هاجت الخيل فجاة وانقلبت العربة بينما سقطت السيدة في الطين .تحرك إسماعيل مسرعا وهو يقول ماتخافيش يا هانم .متخافيش وقام بحملها كانها طفل صغير واتجه ناحية البوابة حيث قصر الهانم.وضعها عند درج مدخل القصر بينما اسرعت سيدة نوبية تمسك في يدها احدى لمبات الجاز وهى تقول وتكرر الف سلامة يا ستى الف سلامة .نظر اليها إسماعيل كانت كل ملابسها ملوثة بالطين اما هو فحاله ليس بأفضل منها.نظرت اليه وقالت انت الاوسطى اللى جاى مع حسنين قال إسماعيل محسوبك اسماعين يا هانم ياريت تخللى الغفر يشيلو الحاجات ويزقونى لبرة الطريق قالت السيدة الصباح رباح يا اسطى إسماعيل ..ادخل غير هدومك الأول كلها طينة ومية....نظر اليها إسماعيل كانت جميلة ولم يرى جمال مثل جمالها وغلبه طبعه وقال لها امرك يا هانم ودخل مع الخفراء الى القصر
..............................................................................
........................الارملة السوداء.....................2
............................................................................................................................................
دخلت سعيدة الخادمة النوبية الحجرة التى ينام بها اسماعيل ومعها مصباح يضئ بالكيروسين وقالت ياسيدى تتعشى ايه بتقولك ستى .رد إسماعيل قائلا لا شكرا يا ست شوكلاتة انا اتعشيت... سبينى انام علشان اعرف اطلع العربية بكرة الصبح من الطينة....ضحكت سعيدة ضحكة عجيبة كانها تعلم شيء بينما راح إسماعيل في نوم عميق وكان يحلم انه مربوط بحبل من يديه والحبل مربوط بوتد مثبت في الأرض وكان يحاول فك الحبل ولكنه لا يستطيع .ولكنه كان يشعر بسعادة لكونه مربوط بهذا الحبل .ثم افاق من نومه على طرق خفيف على باب الحجرة التي ينام بها فقال ادخلى يا امة فتحت السيدة صاحبة القصر الباب وهى تضحك .فقال إسماعيل معتذرا معلش يا هانم انا باحسب نفسى في بيتنا وامى هي اللى بتصحينى .كان يلبس بيجاما حريرية يميل لونها الى اللون السماوى .نظر الى نفسه وقال ايه ده مين اللى لبسنى البيجاما دة دى..؟ هي الولية شوكلاتة اللى اسمها سعيدة.حاجة تكسف لكن ازاى ماحستش باللى بيقلعنى هدومى وبيلبسنى غيرها...ده انا ولا العيال الصغيرة يا جدع. قالت سيدة القصر انت امبارح كنت حكاية .قال إسماعيل ايه اللى حصل ؟ قالت اعرفك بنفسى الأول انا ليلى ضرغام وريثة عيلة ضرغام الوحيدة..قال إسماعيل حصلنا الشرف يا هانم ..ثم قال أقوم انا اشوف مال الناس اللى مرمى برة علشان العربية باللى فيها لازم تروح لاصحابها يا هانم انا اتاخرت المفروض انى هناك النهاردة.ضحكت وقالت النهاردة مين؟ انت لك اربع أيام نايم ومش عايز تقوم بعد ما شربت ازازتين ويسكى.قال إسماعيل عوذ بالله ويسكى مين يا هانم ؟ دان باسكر من مية الحنفية وضحك قائلا قال ويسكى قال .ده لو سمعتك امى حتنزل عليا بالشبشب.ضحكت السيدة ليلى وقالت مكانش فيه دوا كحة غيره لانك كنت بتكح وحسانين الغفير هو اللى كان بيشربك الويسكى.قال إسماعيل هو الغفير عندكم بيشرب ويسكى يا هانم؟ قالت ليلى محدش بيشرب هنا لاكم ده كان من أيام البيه جوزى الله يرحمه وحسانين كان بيحسبه دوا كحة .قال إسماعيل تعيشى وتفتكرى يا هانم الله يرحم البيه.بس انا لازم أقوم اشوف العربية قالت ليلى افطر الأول وبعدين نروح نطلعها من الطين وبعدين المطر شغال من امبارح مابطلش...التفتت السيدة ليلى الى خادمتها النوبية سعيدة وقالت فطار البيه يا سعيدة ...يللا. وردت سعيدة امرك يا هانم وانصرفت لتحضر طعام الإفطار.... نهض إسماعيل يبحث عن ملابسه ولكنه شعر بدوار شديد .وكاد يسقط ارضا لولا ان السيدة ليلى سندته.وقالت البس الروب دو شامبر.لان بدلتك مبلولة ومانشفتش وبعدين عثمان لما يجى حيكويها لك.قال إسماعيل روب دو شامبر وضحك قائلا زى أفلام عبد الوهاب..واخذ يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام وصلنى ده حبيب الروح مستنى...ثم قال مفيش غيرك يا امة انتى حبيب الروح ربنا مايحرمنيش منك ياام اسماعين.
دخلت سعيدة ومعها صينية ضخمة بها اطباق عدة لافطار الاسطى إسماعيل كانت تتكون من بيض مقلى في السمن البلدى وعسل نحل وقشطة .وكوب ضخم ملئ باللبن وفنجان كبير من القهوة.
بعد ان افطر وشرب قهوته راح إسماعيل في نوم عميق مرة أخرى وأشارت ليلى هانم الى خادمتها سعيدة بالخروج .ثم تراجعت للخلف وأغلقت باب الغرفة التي يرقد بها إسماعيل .ونزلت الى اسفل الدرج حيث مكتب إدارة العزبة التي تملكها بكل من فيها
نادت ليلى على حسانين فجء مهرولا وقال ايوة يا هانم؟ اامرى حضرتك قالت له ليلى قول لى اخر واحد شاف الاسطى معاك ؟ قال لها حضرتك والبت سعيدة.ردت عليه يا غبى انا بقول قبل مايجى هنا.ضحك ضحكة بلهاء وهو يقول تقصدى سعاتك وهو في ايتاى البارود..ونظرت ليلى في عينيه فاحنى راسه لاسفل ناظرا الى الأرض.مفيش غير أبو مصطفى الحاتى .والمحل كان فاضى تقريبا .لان المطرة كانت بترخ ياست الكل....قالت له...روح دخل عربيته جوة الزريبة..قال حسنين العربية بقالها يومين يا هانم جوة الزريبة وشيلت منها البطارية كمان..اامرى سعادتك..قالت له روح دلوقت.
نادت الهانم على خادمتها سعيدة وهى تقول حضرتى الغدا يا سعيد قالت الخادمة كل اللى امرتينى بيه على النار يا ستى وفاضله شوية ويستوى.البط والفراخ وكل اللى امرتى بيه .والسلطات اتعملت و طلعت سباطة موز ويوسفندى كل اللى امرتينى بيه..تامرى بشئ تانى؟
قالت ليلى هانم روحى اعملى لى قهوة وهاتى علبة السجاير بتاعتى. قالت سعيدة وهى تنصرف حاضر يا ستى ...
رجعت سعيدة بالسجائر بسرعة فهى تعلم ان سيدتها تكون عصبية جدا في حال طلبها السجائر .وكان الخوف مرسوم على وجهها خوفا من ان تعاقبها على لاشئ.صرخت ليلى هانم في سعيدة قائلة .انت يا غبية حاولع السيجارة بايه؟ اعطتها علبة الكبريت لتشعل سيجارتها فقد كانت تحب اشعال اعواد الكبريت ...وبعد ان اشعلت سيجارتها وبجانبها فنجان القهوة الذى اخذت ترشف منه رشفة رشفة ببطئ..كانت سعيدة تقف خلف سيدتها منتظرة طلباتها التي لاتنتهى....بينما كانت ليلى هانم تنظر الى النافذة التي امامها نظرات تدل على انها تجول بافكارها في عوالم لايعلم الا الله كنهها
........................................................................
...................... الارملة السوداء...........3
...........................................................................................................................
ازدادت حدة المطر وعلا صوت الرعد وكان البرق ينير الطريق رغم ان السحب كانت داكنة ولونها ارمادى يميل الى السواد ودقت الساعة الكبيرة المعلقة بالقرب من حجرة المكتب تعلن تمام الثانية بعد اظهر وحينها جائت سعيدة لتعلن لسيدتها ان طعام الغذاء جاهز وعلى السفرة وان الضيف افاق من نومه حينها قالت السيدة ليلى. روحى انا جاية اتغدى كانت قد حسمت امرا اثناء تدخينها للسجائر ورشفها للقهوة . اخذت سعيدة تضع الاخشاب في المدفئة الموجودة بالقرب من مكان الاكل .وذهبت لدعوة إسماعيل للاكل وخبطت على باب حجرته وهى تقول ستى بتقول لك الاكل جاهز ياسعادة البيه.قال لها الاسطى إسماعيل حاضر انا جاى يا شيكولاتة وضحك قائلا سعادة البيه؟ بيطلع روح امه على يومية أربعين قرش .لما البس الروب هو اسمه ايه؟ ايوة روب كوشبر ...واخذ يغننى محلاها عيشة الفلاح متهنى وقاعد مرتاح .اجرى اجرى اجرى......انت فين يا ام اسماعين..؟
خرج إسماعيل وجلس لياكل وكان وحده الجالس اما بقية الخدم فقد كانو وقوفا في خدمته فقال لهم انتو واقفين ليه ياجماعة انتو ماشفتوش حد بياكل اتفضلو كلو يا تاخدو سكة..لم يتحرك احد من الخدم .فقال إسماعيل بسم الله يا جدع منك له...ولم يتحرك احد أخيرا جائت السيدة ليلى وجلست بعد ان دفع احد الخدم كرسيا للخلف لكى تجلس...والاسطى إسماعيل ينظر متعجبا وقال والله احنا في فيلم لعبد الوهاب.يا هانم خليهم ياكلو قالت ليلى لا هم بياكلو وحدهم وماينفعش ياكلو هنا قال إسماعيل طيب. اللى حكم في ماله ماظلم .ثم أشار لخادم يقف خلف طبق كبير ملئ بالدجاج المحمر وقال يا اخ ناولنى فرخة وحياة ابوك من اللى نايمين في الطبق قدامك فوضع الخادم دجاجة امام إسماعيل الذى قال ايوة الله يبارك للست الوالدة واخذ ياكل بشراهة وهو يقول الاكل ده يا ست هانم معمول بمزاج علشان كدة طلع طعمه حكاية...زى اكل امى بالضبط لماتطبخ بصارة والاملوخية يا سيدى ياسيدى على كدة وعندما هم الخادم بوضع صنف اخر من الطعام امام اسماعيل قال له لا ياعم كفاية .ايدك.... سيبنى اكل وحيالة ابوك انت ناقص تظغطنى قالت السيدة ليلى انت ضيفنا يا اسطى ومن الواجب اكرامك قال إسماعيل...والله يسا هانم لو عايزة تكرمينى سيبينى اودى العربية لاصحابها هي والحمولة زمانهم بلغو البوليس قالت له السيد ليلى البوليس هنا مالوش شغل عندنا يعنى مايقدرش يدخل عزبة ضرغام انت فاهم ؟ قال إسماعيل ايوة يا فندم فاهم بس انا مش من عيلة ضرغام وحيمسحو بيا وبالجابونى الأرض وزمانهم بيقولو إسماعيل سرق العربية باللى فيها..ياست هانم ابوس رجلين حضر تك سيبينى ارجع العربية واوعدك انى حارجع تانى...قالت له هو في حد ماسكك اوم خد عر بيتك وامشى ..قام إسماعيل وهو يقول سفرة دايمة يا هانم انا قايم اولع سيجارة .فاخرجت علبتها الفاخرة وكانت السجائر المصرية في هذه الأيام تتربع على قمة أنواع السجائر.مد يده واخذ منها العلبة وفتحها واخرج منها سيجارة واشعلها واخذ يرسل حلقات دخانها في سقف الحجرة.وهو يقول شركة كوتاريللى دى بتعمل سجايرعجب ياهانم...
قالت ليلى هانم شكلك في الروب دوشامبر جميل يا سى إسماعيل.فقال الله حلوة سى إسماعين دى طالعة من بوئ حضرتك زى العسل ولاد الناس الهاى برضو كلامهم غيرنا..فقالت له قهوتك يا اسماعين اخذ ير شف القهوة وهو يسب صاحب القهوة التي كان يشرب منها قهوته يوميا.وقال لها انتى عارفة يا هانم انا امى كانت بتعمل لى القهوة وتحوجها واخدها علشان الولة برعى القهوجى يعملها لكن دى حاجة تانية...وبينما كان إسماعيل يتبادل الحديث مع السيدة ليلى كانت الا مطار تشتد ..والسماء ترعد وتبرق .وأخيرا احضرت الخادمة سعيدة موقد من المواقد التىتشعل بالفتيل وكمية من القسطل او أبو فروة كما يسميه المصريين واخذ إسماعيل يشويه ويقشره كان يتسلى ويتدفئ في نفس الوقت .وقالت السيدة ليلة انت لهجتك من اسكندرية .فقال لها إسماعيل من بحرى يا هانم لكننا دلوقت في محرم بيه .قالت له فين في محرم بيه اخذ يشرح لها ويصف الشوارع والبيوت وهى تنظر في عينيه فقال لها هو فيه حاجة يا هانم قالت ابدا بس انت بتكذب وانا محبش اللىي يكذب عليا انت فاهم ..اكذب على ايه يا هانم؟ حضرتك بتسالينى وانا باجاوب .يبقى سقطت في الامتحان وضحك وهو يقول اطردينى يافندم اصلى شامم ريحة مش مريحة..ايوة لله ريحة موش مريحة نظرت ليلى هانم الى خادمتها سعيدة وهى تقول فين الشاي يا سعيدة ..قال الاسطى إسماعيل ايوة وحياة ابوكى يا سعيدة فين الشاي؟....قالت سعيدة وهى تنظر في ارض حاضر يا ستى.... عادت سعيدة وهى تحمل صينية الشاي وقالت الشاي يا ستى لم يكمل إسماعيل كوب الشاي وفوضعه جانبا وقال ياسعيدة اسندينى يامة الا حقع على الأرض اخذت سعيدة تسنده حتى اوصلته للفراش ووضعت فوقة الغطاء وتركته يروح في سبات عميق
.........................................................................................
...............................الارملة السوداء..................4
..................................................................................................................................................
اخذ إسماعيل يغط في نومه العميق ولم يتقلب نام كانه ميت كان قطعة واحدة لم يتقلب في فراشه .ولكن الكابوس السئ عاوده مرة أخرى كانت يداه مغلولتات ومربوطة في وتد مغروس فقى أرضية طينية لايستطيع الفكاك منها لكن الغريب انه كان يمشى وكان الوتد يتحرك معه أينما سار ولكن رجلاه كانتا منغرستان في الطين الى ركبتيه .وبينما هو نائم كان حسنين يحمل بندقيته الخرطوش ذات الماسورتين ويجلس امام باب الحجرة التي ينام بها إسماعيل كان يغالب النوم وتسقط راسه كلما هاجمه سلطان النوم ولكنه ينتبه مسرعا فان الليلة هي الليلة الموعودة التي تم فيها الاتفاق على ان يتزوج إسماعيل بليلى هانم كما اخبرته سيدة القصر بذلك وبعد الفجر بقليل دخلت ليلى هانم من باب الغرفة الاخر والذى تملك مفتاحه فهى تحتفظ بمفاتيح الأبواب كلها كانت ترتدى قميص نوم حريرى شفاف يكشف اكثر مما يستر وصعدت الى الفراش الذى ينام عليه الاسطى إسماعيل ودخلت تحت الغطاء الذى يتغطى به واخذت تنظر اليه وهو نائم وقد علاا شخيره بعد ان تناول الشاي الذى كان يحوى مخدر قوى وضعته الخادمة النوبية سعيدة كانت تبتسم ابنسامة المنتصر لانها تعرف كل الخطوات القادمة لان ضحيتها بين يديها وباستطاعتها الإمساك به في اى وقت ولكن الوضع الاجتماعى هو ما يفرض عليها كل هذه التدابير حتى يصبح الحال اكثر. طبيعية أخيرا افاق إسماعيل من نومه واخذ يتمطاء وكانت السيدة ليلبى مستيقظة طوال فترة وجودها في غرفته ولكنها ادعت النوم الى ان قال لها إسماعيل .فيه ايه ياست هانم وقفز واقفا بجانب الفراش وهو يقول فيه ايه ياست هانم؟ يادى الداهية ومثلت انا تفيق من نومها وهى متفاجئة من وجود إسماعيل .وقالت له انت واقف عندك بتعمل ايه؟ ايه اللى دخلك اوضتى ؟ يا بنى ادم انت لسة واكل عيش وملح معايا تخون عند اول فرصة انا هانادى الرجالة اخليهم يقطعوك قال إسماعيل ياست هانم انا لسة صاحى دلوقت من ساعة مانمت امبارح بعد الغد الاوضة دى انتى اللى خلتينى انام فيها.. ياست هانم راجعى نفسك وبلاش فضايح الله لايسيئك قالت له وهى تمثل المفاجئة يبقى اكيد بعد ما شر بنا من ازازة الويسكى والنبيت القديمة اقديمة وانا راسى خفيفة .حرام عليك شرفى يا مفترى احنا عيلة كبيرة وبالشكل ده حتبقى الفضيحة بجلاجل ليه تدبر لى الملعوب ده كنت تعالى من الباب يا اخى ونادت يا حسانين.
قال لها إسماعيل بلاش حسانين ياست هانم ارجوكى فقالت له انت بجح وعامل نفسك خايف من الفضايح .انت خليت شرف عيلة ضرغام في التراب قال إسماعيل اللى اتكسر يتصلح ياهانم ايوة يتصلح ...اخذت تبكى ولكنها دموع التماسيح وقالت يتصلح ازاى ؟ ده كله الا الموضوع ده ه شرف يا بتاع اسكندرية ....قال لها إسماعيل يخرب بيت بتاع اسكندرية على اللى بيجى من اسكندرية ياست اسمعى انا واثق الف في المية انى نمت مكانى وملمستكيش . انا عارف ومتاكد قالت له انا لازم انادى على حسانين يقطعك انت مفيش فايدة فيك...أخيرا قال إسماعيل اسمعى يا هانم انا اكتب عليكى وبعدين نتطلق ..قالت ايوة كدة اظهر على حقيقتك انت طمعان فيا وفى ممتلكاتى. جلس إسماعيل وقد وصل الى حالة من الياس وقال لها اسمعى يا هانم اعمللى اللى انتى شايفاه صح..واشهد ان لا اله الااله وان محمد رسول الله..قالت له وهى ترسم تكشيرة ذادتها جمالا يا بجاحتك يا اخى.فقال لها انا حاكمل نوم ولما اصحى نتفق وسحب الغطاء ودخل تحته ونام واخذ يشخر لم يكن يمثل النوم ولكن بقية اثار المخدر الذى وضع له هو ما جعله ينام في الحال بينما نهضت ليلى متسللة من الباب الذى جائت منه وخرجت لتكملة بقية الحبكة على إسماعيل المسكين
................................................................................................
.............................الارملة السوداء......................5
.................................................................................................................................................

اخذ إسماعيل يتقلب في الفراش فقد انارت الشمس نوافذ منزل ال ضرغام وسمع نقر خفيف على باب الحجرة التي يرقد بها وما ان افاق حتى تذكر حديثة مع ليلى سيدة القصر فلم يصدق ان الحديث كان حقيقة ولكن رائحة العطر التي كانت تنتشر في كل مكان من الفراش الى الاغطية والوسائد اذا الكلام كان حقيقة وليس خيالا تكرر النقر على الباب فقام إسماعيل فقد كانت سعيد الخادمة النوبية هي من يقوم بذلك وقالت الإفطار ياسى اسماعين
قام إسماعيل ومشى الى حيث حجرة الطعام وجلس في مكانه وكانت السيدة ليلى تجلس في مكانها المعتاد وعلامات الجدية تظهر على وجهها بل كانت هناك تكشيرة خفيفة تعلو وجهها رغم الابتسامة التي لم تستطع اخفائها وبعد ان تناول إسماعيل افطاره وجلس يشرب قهوة الصباح .فاذا بالسيدة ليلى تقف وتقول انا عايزة أقول لكم حاجة حصلت امبارح واسقط في يد إسماعيل فقد خاف ان تقول انه امضى الليلة معها على غير رضاها فقد كان حسانين يقف ومعه اثنان من الخفراء على غير العادة قالت ليلى وهى تشير الى إسماعيل بيدها ليسكت واخذت تقول انا عايزة أقول لكم خبر امبارح سماعين بيه طلب ايدى منى وانا وافت .وكتب الكتاب بكرة الخميس بعد المغرب ...قامت سعيدة على الفور وهى تزرغد زغوتة طويلة ثم قالت مبروك ياستى الف مبروك ياسى إسماعيل ربنا يبعد عنكم الشيطان .وأشارت السيدة ليلى للخفراء قائلة حضرو الكاريتة بتاعة الباشا الكبير والكاريتة التانية وركبو عليهم الخيل البيضة...قال حساننين ايامك كلها بيضة ياست هانم احلامك أوامر وقال للخفير الذى يقف بجانبه تحرك يا ولة ياسعفان قال سعفان اضر ياشيخ الخفر .ثم قالت لحسانين انت تاخد الكاريتة التانية وتروح تدعى العمدة ومامور المركز وتحود على الماذون وتنبه عليه يجى بكرة بعد المغرب ومعاه اتنين شهود عليهم القيمة .واتصل على الرقم الموجود بالورقة دى وقولهم ليلى هانم عندها فرح وماتقولش اكتر من كدة علشان يجيبو الجاتوه ولوازم الليلة فهمت وبعدين استنى دلوقت لما سى سماعين يلبس هدومه ويخرج مغاكم علشان يعزم البلد .قال حسانين حاضر يا هانم ثم اتجهت الى إسماعيل قائلة هو فيه عريس دقنه تبقى طويلة كدة خش احلق دقنك والس البدلة الشركاسكين البيضة اللى على السرير جوة ومعاها قميصك الأبيض والببيون الأحمر قال إسماعيل أقول زى الولة الاهطل بتاعك ده حاضر يا هانم ؟وضحك كان كل شيء كانما تم ترتيبه بعناية لم يصدق إسماعيل نفسة .أخيرا اردى البذة البيضاء والقميص الأبيض وخرج حليق الذقن وقامت برش بعضا من العطر القادم من فرنسا على اسيماعيل وقالت انت الوحيد اللى بيحط البارفان ده في اتلبلد دى قال إسماعيل البر كة فيكى يا هانم...ردت ليلى حتفضل كدة كتير انا المفروض حابقى مراتك والا ايه؟
كلامك مية مية....قالت له اسمع الكيسين دول فيهم شلنات فضة اول ماتوصل اول البلد وتالغفر يضربو نار رش الفلوس دى على الفلاحين وحييهم قال إسماعيل احيهم ازاى .يعنى زى الملك فؤاد كدة قالت ايوة انت حتقعد في الكارتة في الكرسى الكبير والولة حسانين هو اللى حيلف بيك تعزم العمدة ومامور المركز قال إسماعيل واقولهم باشتغل ايه؟ قالت قول لهم من اعيان اسكندرية وانك وارث ثروة عن المرحوم اتبوك قال إسماعيل ايوة الله يرحمه مات من الفقر...قالت مهددة اسماعين..رد لا انا باهزر معقولة حاقول لهم انى من عيلة رايحة في داهية
خرج اسماعي من باب قصر ضرغام فوجد الكارتتين في انتظاره واحدة يقودها حسانين والأخرى يركبها حرسه الخاص الخفراء وهم يحملون السلاح بما فيهم سائق الكارتة وتحركت الخيول البيضاء بمنظرها المهيب وإسماعيل يجلس في لبايسه الأبيض المهيب وشعره الأشقر كان يتخيل نفسه في موكب الملك فؤاد ويهز راسه محيا ذات ايمين وذات الشمال اى ان وصل موكبه الى منطقة سوق البلدة واخذ خفراء عيلة ضرغام يطلقون النار في الهواء واجتمع جمع خفير من الناس كانو فقراء وهيئتهم يظهر عليها البؤس الشديد وهنا فتح إسماعيل كيسا النقود ووقف قائلا انا عريس الهانم بنت همام رغام و تحياتى لكل الرجال الشقيانين سكت الجميع فلم يكونو متعودين على هذه اللهجة ثم اخذ يرمى عليهم النقود كما قالت له ليلى بنت همام ضرغام .تحرك موكبه ناحية المركز فلم يجد المامور فذهب للعمدة ودعاه .كانت البلدة كلها تحيه قائلة يحيا البيه ييعيش البيه .وسع احد الرجال يقول ايوة يا عم دى ناس الفلوس عندها ملهاش قيمة انت مش شايف بيرميها زاى ..قال له إسماعيل يعنى انزل المها ياروح امك منك له....قا الرجل لا يبيه احنا بنهزر وانسحبو مغادرين المكان..عندها قال إسماعيل لحسانين يللا بينا بسرعة ياحسانين انا شامم ريحة غدر...قال حسانين ماتحطش في بالك محد يقد لنا على حاجة هنا ولم يكمل كلامه فقد انهمر عليهم طلقات الرصاص من كل جانب فانطلقت الخيل بسرعة رهيبة معادرة المكان بينما كان الخفراء يطلقون النار في الاتجاه الذى جائت منه الطلقات..وعلا صوت حسانين شيه ها وهو يشد مقود الخيل ويرخيها طالبا منها الجرى باقصى سرعة فلم يتعود على ضرب خيل الهانم
................................................................................
..........................الارملة السوداء........ 6..............
............................................................................................................................................
اخذ إسماعيل يتقلب في الفراش فقد انارت الشمس نوافذ منزل ال ضرغام وسمع نقر خفيف على باب الحجرة التي يرقد بها وما ان افاق حتى تذكر حديثة مع ليلى سيدة القصر فلم يصدق ان الحديث كان حقيقة ولكن رائحة العطر التي كانت تنتشر في كل مكان من الفراش الى الاغطية والوسائد اذا الكلام كان حقيقة وليس خيالا تكرر النقر على الباب فقام إسماعيل فقد كانت سعيد الخادمة النوبية هي من يقوم بذلك وقالت الإفطار ياسى اسماعين
قام إسماعيل ومشى الى حيث حجرة الطعام وجلس في مكانه وكانت السيدة ليلى تجلس في مكانها المعتاد وعلامات الجدية تظهر على وجهها بل كانت هناك تكشيرة خفيفة تعلو وجهها رغم الابتسامة التي لم تستطع اخفائها وبعد ان تناول إسماعيل افطاره وجلس يشرب قهوة الصباح .فاذا بالسيدة ليلى تقف وتقول انا عايزة أقول لكم حاجة حصلت امبارح واسقط في يد إسماعيل فقد خاف ان تقول انه امضى الليلة معها على غير رضاها فقد كان حسانين يقف ومعه اثنان من الخفراء على غير العادة قالت ليلى وهى تشير الى إسماعيل بيدها ليسكت واخذت تقول انا عايزة أقول لكم خبر امبارح سماعين بيه طلب ايدى منى وانا وافت .وكتب الكتاب بكرة الخميس بعد المغرب ...قامت سعيدة على الفور وهى تزرغد زغوتة طويلة ثم قالت مبروك ياستى الف مبروك ياسى إسماعيل ربنا يبعد عنكم الشيطان .وأشارت السيدة ليلى للخفراء قائلة حضرو الكاريتة بتاعة الباشا الكبير والكاريتة التانية وركبو عليهم الخيل البيضة...قال حساننين ايامك كلها بيضة ياست هانم احلامك أوامر وقال للخفير الذى يقف بجانبه تحرك يا ولة ياسعفان قال سعفان اضر ياشيخ الخفر .ثم قالت لحسانين انت تاخد الكاريتة التانية وتروح تدعى العمدة ومامور المركز وتحود على الماذون وتنبه عليه يجى بكرة بعد المغرب ومعاه اتنين شهود عليهم القيمة .واتصل على الرقم الموجود بالورقة دى وقولهم ليلى هانم عندها فرح وماتقولش اكتر من كدة علشان يجيبو الجاتوه ولوازم الليلة فهمت وبعدين استنى دلوقت لما سى سماعين يلبس هدومه ويخرج مغاكم علشان يعزم البلد .قال حسانين حاضر يا هانم ثم اتجهت الى إسماعيل قائلة هو فيه عريس دقنه تبقى طويلة كدة خش احلق دقنك والس البدلة الشركاسكين البيضة اللى على السرير جوة ومعاها قميصك الأبيض والببيون الأحمر قال إسماعيل أقول زى الولة الاهطل بتاعك ده حاضر يا هانم ؟وضحك كان كل شيء كانما تم ترتيبه بعناية لم يصدق إسماعيل نفسة .أخيرا اردى البذة البيضاء والقميص الأبيض وخرج حليق الذقن وقامت برش بعضا من العطر القادم من فرنسا على اسيماعيل وقالت انت الوحيد اللى بيحط البارفان ده في اتلبلد دى قال إسماعيل البر كة فيكى يا هانم...ردت ليلى حتفضل كدة كتير انا المفروض حابقى مراتك والا ايه؟
كلامك مية مية....قالت له اسمع الكيسين دول فيهم شلنات فضة اول ماتوصل اول البلد وتالغفر يضربو نار رش الفلوس دى على الفلاحين وحييهم قال إسماعيل احيهم ازاى .يعنى زى الملك فؤاد كدة قالت ايوة انت حتقعد في الكارتة في الكرسى الكبير والولة حسانين هو اللى حيلف بيك تعزم العمدة ومامور المركز قال إسماعيل واقولهم باشتغل ايه؟ قالت قول لهم من اعيان اسكندرية وانك وارث ثروة عن المرحوم اتبوك قال إسماعيل ايوة الله يرحمه مات من الفقر...قالت مهددة اسماعين..رد لا انا باهزر معقولة حاقول لهم انى من عيلة رايحة في داهية
خرج اسماعي من باب قصر ضرغام فوجد الكارتتين في انتظاره واحدة يقودها حسانين والأخرى يركبها حرسه الخاص الخفراء وهم يحملون السلاح بما فيهم سائق الكارتة وتحركت الخيول البيضاء بمنظرها المهيب وإسماعيل يجلس في لبايسه الأبيض المهيب وشعره الأشقر كان يتخيل نفسه في موكب الملك فؤاد ويهز راسه محيا ذات ايمين وذات الشمال اى ان وصل موكبه الى منطقة سوق البلدة واخذ خفراء عيلة ضرغام يطلقون النار في الهواء واجتمع جمع خفير من الناس كانو فقراء وهيئتهم يظهر عليها البؤس الشديد وهنا فتح إسماعيل كيسا النقود ووقف قائلا انا عريس الهانم بنت همام رغام و تحياتى لكل الرجال الشقيانين سكت الجميع فلم يكونو متعودين على هذه اللهجة ثم اخذ يرمى عليهم النقود كما قالت له ليلى بنت همام ضرغام .تحرك موكبه ناحية المركز فلم يجد المامور فذهب للعمدة ودعاه .كانت البلدة كلها تحيه قائلة يحيا البيه ييعيش البيه .وسع احد الرجال يقول ايوة يا عم دى ناس الفلوس عندها ملهاش قيمة انت مش شايف بيرميها زاى ..قال له إسماعيل يعنى انزل المها ياروح امك منك له....قا الرجل لا يبيه احنا بنهزر وانسحبو مغادرين المكان..عندها قال إسماعيل لحسانين يللا بينا بسرعة ياحسانين انا شامم ريحة غدر...قال حسانين ماتحطش في بالك محد يقد لنا على حاجة هنا ولم يكمل كلامه فقد انهمر عليهم طلقات الرصاص من كل جانب فانطلقت الخيل بسرعة رهيبة معادرة المكان بينما كان الخفراء يطلقون النار في الاتجاه الذى جائت منه الطلقات..وعلا صوت حسانين شيه ها وهو يشد مقود الخيل ويرخيها طالبا منها الجرى باقصى سرعة فلم يتعود على ضرب خيل الهانم
................................................................................
..........................الارملة السوداء.......7
...............................................................................................................................
وقفت سيارة الشرطة المتهالكة امام بوابة قصر الضراغمة ونزل منها فرد شرطة يحمل بندقية وقام بتحية القادمين بعد ان صاح البيه وكيل نيابة البندر وجناب ناب مامور المركز وخبط قدميه في الأرض كان الشرطى شكله مرتبك وملابسة غيرمهندمة وتعلوها البقع والاتربه من بيادته الملوثة بالطين الى مايرتدية فوق راسه وهى عبارة عن طاقية كان لونها اسود ولكن لونها استحال الى لو خارج الألوان المعروفة لدى البشر من كثرة الاتربة والبقع ولكن البندقية التي يحملها كانت تبرق من النظافة يمكن لوجودها محفوظة داخ السلاح ليك معظم الوقت. نزل السيد وكيل نيابة البندر ومعه نائب مامور المركز الذى ارتدى طاقيته الميرى فور نزوله من سيارة الشرطة وقام بتحية سيدة القصر قائلا....ازيك ياهانم احنا وجناب وكيل نيابة البند جايين ناخد شوية معلومات من رجالتك علشان نجيب الجانى اللى تعدى على رجال حضرتك.قالت ليلى اتفضلو دخل نائب مامور المركز بعد ان أشار الى وكيل النيابة قائلا اتفضل سعدتك دخل وكيل النيابة ومعه كاتب ووقف جندي الشرطة منتظرا الأوامر ثللت ليلى اتفضلو فى المكتب .جلس وكيل النياة خلف المكت وبجانه الكاتب بينما وقف نائب مامور المركز خارج حجرة المكتب هو والشرطى قالت ليى اتفل يافند اقعد ارتاح ومدت يها الى كرسى فخم من كراسى القصر الفخمة بينما وقف الشرطى انتباه امام باب حجرة المكتب منتظرا أوامر وكيل النيابة فجاة صاح الشرطى الهانم ليلى همام ضرغام .دخلت ليلى وجلست واما م المكتب حيث يجلس وكيل النيابة والذى وجه كلامه للكاتب اكتب يامحمد افندى...انه في ساعته وتاريخه انتقلنا نحن وكيل النائب العام عن بندر وكمل الخ...لاخذ أقول شهادة المجنى عليهم اكتب ليلى هانم همام محمود ضرغام وبسؤالها أفادت بان رجالها كانو في طريقهم لدعوة ماذون البلد الشيخ ....اكتب وعمدة البلد والمقدم مامور المركز اكتب
وبعدها قال اتفضلى وقعى يا هانم وياريت تبعتى حساتنين والغفر وخطيب حضرتك وربنا يتمم بخير قاللت ليلى... مرسى حضرتك اكيد معزوم بكرة وسعادة مامور المركز ونائبه قال وكيل النيابة انشاء الله ياهانم.
وفجاة صاح الشرطى الواقف على باب المكيب حسانين برعى السيد متولى ادخل يا حسانين..قال كل النيايبة اكتب يامحمد افندى تمت شهادتهم وتوقيعهم في ساعته وتاريخ .. فجاة صاح الشرطى البيه وكيل النيابة ااانتباه وخبط رجليه ورفع يده محييا وكيل النائب العام الذى قال عن اذنك يا هانم وشكرا على حسن الاستقبال عن اذنك خرج الضابط والشرطى ووكيل النيابة من القصر متجهين الى سيارة الشرطة التي كانت تقلهم وانصرفوخارج أملاك عائلة ضر غام.... حضر إسماعيل وقال امال البيه وكيل النيابه مسالش عنى ليه؟ قالت روح اساله مانت كنت قاعد شغال كلام مع وكيل المامور اللى هو ظابط مباحث المركز .قال إسماعيل وحياتى الراجل وكيل المامور ده ابن حنت وعارف كل حاجة ومدكن قالت مدكن يعنى ايه؟ يعنى مطنش ياست الكل معلش خدينى على مهلك شوية شوية يواش ياوش زى ما بيقول..وماتنسيش انى ابن بلد مش بيه ماشى..عيشة ايه العجيبة دى اتو عايزين تعملونى بيه بالعافية ضحكت ليلى قائلة شكلك بيه واحنا مالنا ..قوم يللا الغدا جاهز ..يالسعيدة حضرى السفرة ردت سعيدة امرك ياهانم.
بعد تناولهم الغذاء لم تقم لتنام كعادتها بل نزلت الى الاسطبلات وقلت للسايس حضر لى الكاريتة بتاعتى وخللى منصور يلبس لبس التشريفة ويجى فورا يللا قال الرجل حاضر يا هانم حاضر وانصرف متراجعا بظهره
جهز الرجل الكارتة بحصانها القوى وارسل في طلب منصور كان عبدا اسود شديد سواد الوجه طويل القامة بشكل مفرط قوى البنة يستطيع قهر اى حصان بضربة واحدة جاء منصور يجرى وهو يقول أوامر الهانم كانت تقف دون ان يشعربها احد كعادتها وقالت له انا هنا يامنصور .اركب الكارتة احنا رايحين في مشوار صغير للبلد مشوار من بتوع زماان قال الرجل وقد تجهم وجهه. تمام يا هانم ..صعد منصور وامسك بمقود الحصان وخرج به متمهلا اخذ الحصان يمشى الهوينة وهو يصهل معلنا فتوته وقوة باسه.
لم تتكلم طول الطريق فهى تبدو كم كمن يراقب الاعمال في أراضيها ولكن مافى راسها كان شيئا اخر كانت في طريقها لمنع تكرار اى اعتداء على من ينتمون للضراغمة ان بشر او حتى حجر. اخذ منصور يلف بالكارتة داخل دروب الزراعات وممراتها وفجاة توقف فقد كان هناك شاب وفتاة يتبادلان الحديث ومن الواضح انهما كانا حبيبان وبينهم مشكلة ما ..كان هذا الفتى ابن العائلة الوحيد لعائلة الدمنهورى المعادية لعائلتها وكانت ليلى تعرف أماكن تواجد عشاق اهل هذه المنطقة ولحسن حظها وجدتهم في ارضها . اشارت ليلى الى منصور والفتاة فنزل من مكانه من على الكارته واتجه ناحية الشاب والفتاه وحملهم كانه يحمل زوج دجاج وعندما تاكدت ليلى من شخصهما اشارت الى رقبتها وقالت لمنصور... خلاص
امسط منصور برقبة الشاب ولفها فكسر رقبته في الحال والقاه ارضا ثم اتجه ناحية الصبية وكسر عنقها هي الأخرى قبل ان تنطق بكلمة ووضعهم في العربة التي كانت ملك الفتى الذى قتل في الحال وقام بضرب الحصان ضربة مؤلمة جعلته يجرى في اتجاه الطريق خارج البلدة ثم عاد وركب كاريتة الهانم وقفل راجعا من حيث اتيا الى قصر بنت همام ضرغام
.......................................................................................
....................................الارملة السوداء............................8
..............................................................................................................................................
عادت ليلى ضرغام الى القصر ودخلت حجرتها واستلقت على سريرها مسترخية بينما جلست سعيدة النوبية بجانبها تدلك جسم سيدتها التي كانت تشكو من تصلب عضلات رقبتها وبعدها راحت في نوم عميق.ا
وصل في تلك الحظة الحصان الذى يجر كار يتة ابن عائلة الدمنهورى وحبيبته وصل امام بيت الدمنهورى ووقف امام باب البيت يصهل بشدة كانه يعرف خجم المصيبة التي يجرها ورائه والمحملة بالكاريته كانت الجثتين ملقتان كانهما يحضنان بعضهما البعض وخرج رجل يحمل على كتفة بندقية من داخل البيت الكبير لعائلة دمنهورى التي افناها الثار والاقتتال وما ان شاهد الرجل هذا المنظر حتى دخل مسرعا الى الدار الكبير وهو يصيح الحقونى ياناس الحقونى يا هو البيه انقتل الحقونا ياخلق .خر ج على اثر هذا الصوت الناحب رجل عجوز في السبعين من عمره ملئت تجاعيد الزمن وجهه وسلبت منه نور عينيه نظره وأخيرا ابنه الوحيد كان ارجل يمسك فى يمناه عصا يتوكا عليه ويتحسس بها طريقه وما ان وصل الى الباب حتى اصتدم بالرجل الذى يصرخ وقال.. ولدى ولدى جراله حاجة رد ياللى بتصرخ ....وخرج يتحسس طريقه حتى اصتدم بالكاريتة التي حملت اليه جثة ولده وهو يقول ولدى ولدى مين اللى عمل فيك كدة يا ولدى ومين دى اللى معاك ؟ اخذ ارجل يهيل التراب على راسه ويعوى بعد انحشر ت الكلمات في فمه .كانت سيدات الدار تقف ورائه وهن يولولن من هذا المنظر المهيب وقالت احدى النساء مين اللى مرمية في حضن ولدى . دى حد يعرفها .؟ لم يتكلم احد وبينما كانت النسوة يحاولن ادخال جثة ابن الدمنهور وصل نائب مامور المركز ومعه قوة من الشرطة ويبدو ان احد المارة شاهد مايجره الحصان فابلغ المركز نظرا لحضور الشرطة بهذة السرعة وهو شيء غير معتادة علية هذه المنطقة اخذ الضابط يصيح في البناس المتجمهرين ارجع انت وهو الا حضرب في المليان واطلق طلقة في الهواء من مسدسه الذى اخرجه ساعة وصوله فبتعد أناس بينما التفت جنود الشرطة حول الكاريتة وامسك احد الافراد بلجام الحصان الذى كان يحاول الإفلات . اخذ الضابط يسال من حوله عمن شاهد اقتيل اخر مرة وعن اعدائة بينما لم يتعرف احد على جثة البنت القتيلة وكانو يرددون عندنا ولايا ان الله حليم ستار .قال ضابط الشرطة البيه دكنور الصحة لسة مجاش والبية وكيل النيابة هي ايه حكاية البلد دى ضرب نار الصبح وبعد الضهر اتنين قتلى أخيرا وصلت عربة وكيل النيابة وصاح الشرطى المرافق له وسع يا جدع انت وهو البيه وكيل النيابة وصل .اخذ ارجال يما رسون عملهم ويسالون ولكن الإجابة كانت واحدة القتيل محبول وملوش اى عدو والناس كلها بتحبه رغم انه كان من الاشقياء والمركز يعرف ذلك وكان نائب المامور سيامر باستدعائه لسؤاله عن حادث اطلاق الرصاص على إسماعيل ولكن القدر كان اسرع قال الضابط وهو يسال احد جيران القتيل انتم متاكدين ان الدمنهور الصغير كان طيب وزى النسمة قال الرجل احنا يا بيه ناس غلابة وطول النهار اما بنروى الزرع او بنشتغل في الغيط معندناش وقت نعادى حد او حد يعادينا يابيه كمان ملناش مصلحة نعرف حد الا في الخير حضرتك عايزنى فحاجة؟ قال الضابط لا اتفضل .وصل طبيب الصحة واخذ يعاين الجثتين وقال الجثتين مقتولين بنفس الطريقة كسر في االرقبه وانسداد بالحنجرة ولون جلد الوجه ازرق يعنى خنق حد عنده قوة غير طبيعية نظرا لان القتيل الذكر كان قوى البنية .وامر بدفن جثة الشاب بعد تصريح النيابة .اما البنت فقد اشر بايداع جثتها بثلاجة مستشفى الإسعاف حتى يتم التعرف على جثتها.وانصرف وكيل النيابة وطبيب المركز بصحبة جثة البنت المجهولة بينما ترك الضابط قوة لحراسة بيت القتيل..قال الدمنهورى.. ودونى المركز ..ونادى على الخفير الذى شاهد جثة ابن الرجل العجوز قائلا يا على انت يا ولد حضر لى ركوبة قال الخفير حاضر جنابك..خرجت ام القتيل وهى تصيح انت رايح فين يا حاج وسايب دم ولدك قال ارجل يا نجية التار خلاص لازم الحكومة هى اللى تاخده قاللت المراة يعنى دمك ولدى يروح هدر من دون العيلة قال الرجل انا ابوه واولى بدمه خشى جوة يانجية واسمعى الكلام وصاح فيها خشى يا نجية انا أولى بدم ولدى ولما اموت اعملى اللى انت عوزاه دلعك سبب كل المصايب يا نجية ......وظل الرجل يتاوه
احضر الخفير عربة للدمنهورى الكبير واركبه وقال له نروح فين جنابك؟
قال الدمنهور قلت المركز انطلق الرجل بالكارتة حتى وصل الى مركز الشرطة وانزل الرجل الكبير الذى قال دخلنى عند الضابط واقعد عندك .كان افراد الشرطة يعرفون ارجل فخذه احدهم من يده وادخله وقال له البيه مامور المركز وصل.ذخل مامور المركز مكتبه وقال يا عسكرى ابعت لى الدمنهورى بيه من عندك
وما ان دخل الدمنهور حتى قام مامور المركز وقال البركة فيك يا دمنهورى بيه البقاء لله .قال الدمنهورى ونعم بالله يابيه انا جاى احكى لك الحكاية من طاء طاء لسلامو عليكم بس بعدها عايزك توعدنى وعد حر انك تسيبى ادفن ولدى وارجع لك ...قال المامور اوعدك وعد راجل حر.
قال الدمنهو رى طيب اسمع كلامى وسجل عندك وافتح محضر..
..................................................................................................
...........................الارملة السوداء ............9............................................................................
.....................................................................................................................................................................