الأربعاء، 11 فبراير 2015

الارملة السوداء

ولة يا اسماعين ؟ لابس ومتشيك ورايح فين يابنى؟ رد إسماعيل رايح الشغل يامة هو انا اول مرة البس نضيف وانا خارج؟ ردت ام إسماعيل ربنا يكفيك شر العين يابنى وشر بلاوى الزمن استنى لما ابخرك...قال إسماعيل يا اما انا مستعجل .قالت ام إسماعيل استنى يابنى اسمع الكلام قال إسماعيل وهو يتافف يييه ياامه مش وقته .....اخذت ام اسماعيل المبخرة واخذت تقراء سورة الكهف والمعوزتين وتدعى لابنها بالعودة سالما غانما. ام إسماعيل وابنها الوحيد مع ثلاث بنات تزوجن جميعا كانت سيدة ذات شعر اسود وعينان زرقاوان وعليها مسحة من جمال سحبه الزمان منها منذ وقت بعيد...كانت كما يقولون لا يعيش لها ازواج ولم تتزوج بعد موت أبو إسماعيل زوجها الأخير.اما ابنها اسماعل فقد كان رمز للاناقة في الحى فقد كان طويل القامة عريض المنكبين اشقر الشعر وعيناه كعينى امه زرقاوان بلون البحر....كان شغل امه الشاغل تهتم بما يلبس ويهمها ان يخرج من الحى وهو في اجمل منظر واحسن حال...كان يعمل سائقا لسيارة نقل يسافر بها الى القاهرة ويعود وينقل مفروشات خاصة بالباشاوات والأجانب المقيمين في مصر وكان زملائه ينعتونه.. بالاسطى اسماعين افندى.....لاناقته غير العادية فقد كان يعمل وهو يلبس بذلة بيضاء وقميص ابيض شاهق البياض ياقته منشاة .ورغم ذلك كان مزواج ولايستقر في زيجة الا بضعة اشهر او عام على الأكثر..نزل إسماعيل ليركب السيارة التي يعمل عليها وكان الفتى التباع المدعو شكشبير مازال يلمع في السيارة ويغسل كاوتش العجل . ..نادى فراج القهوجى قائلا القهوة يا فراج...لينطلق على اثرها فراج وهو ....يصيح وعندك واحد قهوة زيادة لاسماعين افندى...قال إسماعيل للتباع شكشابير ذو الشكل والاسم العجيبين ولة يا شكش روح هات لى علبة دخان بحارى من عمك محفوظ ....قال الشكشبير حمامة يا معلمى....وانطلق ناحية دكان عم محفوظ الدخاخنى.بينما جلس إسماعيل يرتشف قهوته من كوبه الزجاجى كما يحب ان يشربها .بعد قليل رجع التباع ومعه السجائر التي طلبها الاسطى إسماعيل افندى .ووجهه متقلص وهو يمسك بطنه متالم ..بينما ساله إسماعيل مالك يا وله قافش وشك اهلك ليه ؟ قال التباع المغص يا اسطى افندى حيقطع بطنى قال له إسماعيل انا عارفك طفس شوف اكلت ايه النهاردة؟ صرخ التباع قائلا حاموت يااسطى المغص بيقطع مصارينى...قال إسماعيل..ولة افراج اعمل كوباية شاى بالنعناع للشكش الا عنده مغص.واتجه الى التباع قائلا سلامتك يابن الطفصة.وضحك..بينما كان التباع يتلوى من الام بطنه .اخذ إسماعيل ينظر بقلق الى التباع وهو يقول مالك ياوله اشكش .ونادى صاحب القهوة قائلا افراج انده الحنطور ده وتعالى شيل معايا نودى الولة ده للعيادة اللى على القمة...ا ى ناصية الشارع ...أخيرا وبعد ان كشف عليه الطبيب قال لهم الاوسطى عنده شوية التهابات في الكلى يروح ينام ويدفى وحيبقى زى الفل بس ياخد الذوا ده...نظر إسماعيل بقلق للطبيب وهو يقول هي حالته تعبانة اوى يا دكتور .قال الطبيب اعمل زى ما قلت لك وحيبقى عال العال....اخذه إسماعيل الى منزله واعطاه خمسين قرشا وهو يقول له الف سلامة يا شكش انشالله الولة محفوظ .انت خليك هنا في اسكندرية وبلاش تسافر معايا.قال التباع انت بتقول ايه ياسطى افندى .قال إسماعيل اسمع الكلام وروح وخللى امك تعملك شوية شوربة..يالللا ... كانت السماء ملبدة بالغيوم والرياح تعوى في الطرقات بينما ادار الاسطى إسماعيل السيارة متجها الى الطريق المؤدى للقاهرة لتوصيل نقلته الموجوده داخل صندوق السيارة.كان يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام واصلنى ده حبيب الروح مستنى. كان الظلام يسدل ستائره على الطريق الزراعى وهو الطريق الوحيد العامر والمؤدى الى القاهرة.....مر على كشك لشرطة المرور قبل ان يصل الى بلدة ايتاى البارود فتوقف بعد الكشك بامتار قليلة ونزل من السيارة وهو يانادى الشاويشفتحى قائلا اعم فتحى عامل ايه ياراجل ياعجوز ازيك وازاى عيالك..كان الشاويش فتحى صديق للاسطى إسماعيل. قال الشاويش فتحى حمد الله على السلامة يا اسطى سماعين .قال إسماعيل الله يسلمك واخرج علبة سجائره وأعطى الشاويش فتحى سيجارة واشعل أخرى لنفسه ...كان الطريق خاليا من السيارات .بينما جلس عم فتحى والاسطى إسماعيل يتبادلان اطراف الحديث.. أخيرا وقف إسماعيل عازما على تكملة الطريق وهو يقول للشاويش فتحى اتكل انا بقى ياعم فتحى انت عايز حاجة قال الشاويش ....الف سلامة ياسطى ربنا يسترلك طريقك
انطلق إسماعيل بسيارته وهو يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام وصلنى ده حبيب الروح مستنى....كانت بلدة ايتاى البارود امامه و دكان المشويات يعمل بجد بينما جلس بعض السائقين يتبادلون اطراف الحديث.
دخل إسماعيل مطعم المشويات وهو يحى صاحبه قائلا مسا الفل يابو درش امال الولة ابنك فين؟ رد عليه الرجل حمدلله بالسلام ياسطى سماعين..خدامك مصطفى زمانه جاى.....قال إسماعيل ياراجل عيب انتو اخواتى .خدام؟ بالذمة ده كلام؟ ياللا ياطيب ادينا المعتاد ..اخذ ارجل يلقى بقطع اللحم على الشواية وهو يقول جو النهاردة مرعب العزب غرقت مية .
اخذ أبو مصطفى يضع السلاطات اما إسماعيل بينما ينتظر ان يكتمل شواء اللحم الموضوع على نيران الفحم .وبينما كان إسماعيل ياكل دخل رجل ضخم الجثة ابيض الوجه عريض الحواجب والشارب واخذ يتكلم هامسا لابو مصطفى وهو ينظر نا حية إسماعيل .بينما كان إسماعيل ياكل ونظر اليهم خلسة وقد بدات الريبة تتسلل الى نفسه
.....................................................................
.......................الارملة السوداء.........1
....................................................................................................................................................
قال إسماعيل لابو مصطفى الحاتى... حسابك يابو مصطفى علشان حاتكل على الله ياللا ياراجل يا طيب لم يكمل الاسطى إسماعيل كلامه بينما اتجه ناحيته أبو مصطفى ومال عليه وهو يتكلم بصوت خفيض بقولك ايه ياسطى سماعين معاانا شوية حاجات عايزين ننقلهم معاك لعزبة هنا قريبة يعنى فركة كعب وحنديك اللى تطلبه وعلى فكرة صاحب النقلة حاسب على عشاك .قالل إسماعيل غاضبا ليه كده يابو مصطفى ماينفعش خد ياراجل فلوسك وسيبنى امشى .تقدم ارجل الضخم وقال لاسماعيل يا اسطى ما بين الخيرين حساب .ومش عايز يقبل عزومتى خلاص .قال إسماعيل لامؤاخذة انا مااعرفكش تعزمنى على ايه وبعدين لازم ارد لك عزومتك وان على الطريق على طول يعنى يمكن ماشوفكش تانى..قال الرجل ماتكبرش المسالة يااسطى المهم حتوصلنى مسافه كلها بتاع عشرين كيلو مع شوية حاجات لعزبة الهانم .قال اسماعيل ياعم انا معايا حاجات ناس ولازم تكون الصبح في مصر .قال الرجل كلها مسافة السكة والطريق كويس وواسع .قال إسماعيل وهو يريد ان يعدل الرجل عن توصيلته فقال له اخد منك عشرين جنيه نظر اليه الرجل وقال يعنى انت جيت في جمل .وحلف بالطلاق ان كلام إسماعيل ماشى.بينما وافق إسماعيل على الصفقة فقد كان المبلغ كبير بالنسبة لايام نهاية الاربعينيات .وقال للرجل هو اسم الكريم ايه؟ قال الرجل محسوبك حسنين البرعى...قل له إسماعيل عاشت الاسامى يا عمدة برعى..بينما كان الرجل يتكلم مع إسماعيل ويعطيه ما اتفقا عليه ليحرجه .ويجعله لايستطيع الرفض كان هناك مجموعة من الرجال يقومون بتحميل الأشياء الى سيارة إسماعيل .وما ان انتهى الرجال حتى قال الرجل يللا بينا ياسطى سماعين علشان تلحق مشوارك انت كمان قام إسماعيل وهو يقول اية معاك حق.جلس اارجل بجانب إسماعيل داخل السيارة بينما بداء إسماعيل بالتحرك بسيارته وهو يغنى اغنيته المفضلة اجرى اجرى اجرى..
لم يتكلم الرجل طول الطريق ولكنه كان ينظر للامام ويتابع سقوط المطر بينما إسماعيل يغنى وهو يقود السيارة .تحول إسماعيل ناحية الرجل الضخم ليتكلم معه ولكنه كان لايرد الا بكلمات مقتضبة .عندما قال له الجو النهاردة عجيب قال الرجل ايوة .ثم صمت ولم يتكلم أخيرا قال الرجل خش يمينك من الفتحة الجاية يا اسطى ايوة على مهلك اخذ إسماعيل يهدئ من سرعة السيارة ثم دخل الى الطريق لذى قال له الرجل ادخل منه وبعد فترة من الزمن قال الرجل له مرة أخرى الفتحة الجاية يمين. نظر اليه إسماعيل وهو يقول يا مسهل.اخذ ارجل يخل إسماعيل في طرق متعرجة حتى توقف وقال للرجل طيب انا حارجع ازاى كده ان حتوه ياعمدة قال الرجل فيه واحد حيرجع يوصلك الغفر بتوعنا كتير هنا.. كان الطريق مظلم والأرض مليئة بالطين نتيجة للامطار التي لم تتوقف منذ مغادرتهم لايتاى البارود .أخيرا اقتربت السيارة من بوابة ضخمة مكتوب عليها اسم للمنطقة غير واضح المعالم فقد تاكلت الخطوط لقدم زمن كتابتها بينما اخذ الطريق يضيق مما جعل إسماعيل يخفض سرعة السيارة لاقل سرعة ممكنة كانت عن شمالة ترعة وعن يمينه مجرى ضيق للرى يصل الى الزراعات.وبينما كان الرجل يشير الى البوابة وهو يقول خلاص وصلنا .توقفت السيارة تماما .فقد غاصت عجلاتها في الطين واخذت تدور بلا طائل وقال إسماعيل عرزنا والحمد الله. ونزل من السيارة بينما غاصت رجليه في طين الممر المؤدى للبوابة.قال الرجل .الرجالة حيطلعوها من الغرز ولا يهمك الصباح رباح..قال إسماعيل الصباح؟ هي سفرية باينة من أولها بينما قال الرجل ماتقلقش يا اسطى .وبينما كانا يتكلمان اذا بعربة يجرها زوج من الاحصنة ويسوقها رجل اسود لايظهر من غير اسنانه بينما تجلس في الخلف سيدة يظهر من لبسها وحركاتها انها الامر الناهى في المنطقة وبينما كانت تامر الرجل بالتوقف هاجت الخيل فجاة وانقلبت العربة بينما سقطت السيدة في الطين .تحرك إسماعيل مسرعا وهو يقول ماتخافيش يا هانم .متخافيش وقام بحملها كانها طفل صغير واتجه ناحية البوابة حيث قصر الهانم.وضعها عند درج مدخل القصر بينما اسرعت سيدة نوبية تمسك في يدها احدى لمبات الجاز وهى تقول وتكرر الف سلامة يا ستى الف سلامة .نظر اليها إسماعيل كانت كل ملابسها ملوثة بالطين اما هو فحاله ليس بأفضل منها.نظرت اليه وقالت انت الاوسطى اللى جاى مع حسنين قال إسماعيل محسوبك اسماعين يا هانم ياريت تخللى الغفر يشيلو الحاجات ويزقونى لبرة الطريق قالت السيدة الصباح رباح يا اسطى إسماعيل ..ادخل غير هدومك الأول كلها طينة ومية....نظر اليها إسماعيل كانت جميلة ولم يرى جمال مثل جمالها وغلبه طبعه وقال لها امرك يا هانم ودخل مع الخفراء الى القصر
..............................................................................
........................الارملة السوداء.....................2
............................................................................................................................................
دخلت سعيدة الخادمة النوبية الحجرة التى ينام بها اسماعيل ومعها مصباح يضئ بالكيروسين وقالت ياسيدى تتعشى ايه بتقولك ستى .رد إسماعيل قائلا لا شكرا يا ست شوكلاتة انا اتعشيت... سبينى انام علشان اعرف اطلع العربية بكرة الصبح من الطينة....ضحكت سعيدة ضحكة عجيبة كانها تعلم شيء بينما راح إسماعيل في نوم عميق وكان يحلم انه مربوط بحبل من يديه والحبل مربوط بوتد مثبت في الأرض وكان يحاول فك الحبل ولكنه لا يستطيع .ولكنه كان يشعر بسعادة لكونه مربوط بهذا الحبل .ثم افاق من نومه على طرق خفيف على باب الحجرة التي ينام بها فقال ادخلى يا امة فتحت السيدة صاحبة القصر الباب وهى تضحك .فقال إسماعيل معتذرا معلش يا هانم انا باحسب نفسى في بيتنا وامى هي اللى بتصحينى .كان يلبس بيجاما حريرية يميل لونها الى اللون السماوى .نظر الى نفسه وقال ايه ده مين اللى لبسنى البيجاما دة دى..؟ هي الولية شوكلاتة اللى اسمها سعيدة.حاجة تكسف لكن ازاى ماحستش باللى بيقلعنى هدومى وبيلبسنى غيرها...ده انا ولا العيال الصغيرة يا جدع. قالت سيدة القصر انت امبارح كنت حكاية .قال إسماعيل ايه اللى حصل ؟ قالت اعرفك بنفسى الأول انا ليلى ضرغام وريثة عيلة ضرغام الوحيدة..قال إسماعيل حصلنا الشرف يا هانم ..ثم قال أقوم انا اشوف مال الناس اللى مرمى برة علشان العربية باللى فيها لازم تروح لاصحابها يا هانم انا اتاخرت المفروض انى هناك النهاردة.ضحكت وقالت النهاردة مين؟ انت لك اربع أيام نايم ومش عايز تقوم بعد ما شربت ازازتين ويسكى.قال إسماعيل عوذ بالله ويسكى مين يا هانم ؟ دان باسكر من مية الحنفية وضحك قائلا قال ويسكى قال .ده لو سمعتك امى حتنزل عليا بالشبشب.ضحكت السيدة ليلى وقالت مكانش فيه دوا كحة غيره لانك كنت بتكح وحسانين الغفير هو اللى كان بيشربك الويسكى.قال إسماعيل هو الغفير عندكم بيشرب ويسكى يا هانم؟ قالت ليلى محدش بيشرب هنا لاكم ده كان من أيام البيه جوزى الله يرحمه وحسانين كان بيحسبه دوا كحة .قال إسماعيل تعيشى وتفتكرى يا هانم الله يرحم البيه.بس انا لازم أقوم اشوف العربية قالت ليلى افطر الأول وبعدين نروح نطلعها من الطين وبعدين المطر شغال من امبارح مابطلش...التفتت السيدة ليلى الى خادمتها النوبية سعيدة وقالت فطار البيه يا سعيدة ...يللا. وردت سعيدة امرك يا هانم وانصرفت لتحضر طعام الإفطار.... نهض إسماعيل يبحث عن ملابسه ولكنه شعر بدوار شديد .وكاد يسقط ارضا لولا ان السيدة ليلى سندته.وقالت البس الروب دو شامبر.لان بدلتك مبلولة ومانشفتش وبعدين عثمان لما يجى حيكويها لك.قال إسماعيل روب دو شامبر وضحك قائلا زى أفلام عبد الوهاب..واخذ يغنى اجرى اجرى اجرى ودينى اوام وصلنى ده حبيب الروح مستنى...ثم قال مفيش غيرك يا امة انتى حبيب الروح ربنا مايحرمنيش منك ياام اسماعين.
دخلت سعيدة ومعها صينية ضخمة بها اطباق عدة لافطار الاسطى إسماعيل كانت تتكون من بيض مقلى في السمن البلدى وعسل نحل وقشطة .وكوب ضخم ملئ باللبن وفنجان كبير من القهوة.
بعد ان افطر وشرب قهوته راح إسماعيل في نوم عميق مرة أخرى وأشارت ليلى هانم الى خادمتها سعيدة بالخروج .ثم تراجعت للخلف وأغلقت باب الغرفة التي يرقد بها إسماعيل .ونزلت الى اسفل الدرج حيث مكتب إدارة العزبة التي تملكها بكل من فيها
نادت ليلى على حسانين فجء مهرولا وقال ايوة يا هانم؟ اامرى حضرتك قالت له ليلى قول لى اخر واحد شاف الاسطى معاك ؟ قال لها حضرتك والبت سعيدة.ردت عليه يا غبى انا بقول قبل مايجى هنا.ضحك ضحكة بلهاء وهو يقول تقصدى سعاتك وهو في ايتاى البارود..ونظرت ليلى في عينيه فاحنى راسه لاسفل ناظرا الى الأرض.مفيش غير أبو مصطفى الحاتى .والمحل كان فاضى تقريبا .لان المطرة كانت بترخ ياست الكل....قالت له...روح دخل عربيته جوة الزريبة..قال حسنين العربية بقالها يومين يا هانم جوة الزريبة وشيلت منها البطارية كمان..اامرى سعادتك..قالت له روح دلوقت.
نادت الهانم على خادمتها سعيدة وهى تقول حضرتى الغدا يا سعيد قالت الخادمة كل اللى امرتينى بيه على النار يا ستى وفاضله شوية ويستوى.البط والفراخ وكل اللى امرتى بيه .والسلطات اتعملت و طلعت سباطة موز ويوسفندى كل اللى امرتينى بيه..تامرى بشئ تانى؟
قالت ليلى هانم روحى اعملى لى قهوة وهاتى علبة السجاير بتاعتى. قالت سعيدة وهى تنصرف حاضر يا ستى ...
رجعت سعيدة بالسجائر بسرعة فهى تعلم ان سيدتها تكون عصبية جدا في حال طلبها السجائر .وكان الخوف مرسوم على وجهها خوفا من ان تعاقبها على لاشئ.صرخت ليلى هانم في سعيدة قائلة .انت يا غبية حاولع السيجارة بايه؟ اعطتها علبة الكبريت لتشعل سيجارتها فقد كانت تحب اشعال اعواد الكبريت ...وبعد ان اشعلت سيجارتها وبجانبها فنجان القهوة الذى اخذت ترشف منه رشفة رشفة ببطئ..كانت سعيدة تقف خلف سيدتها منتظرة طلباتها التي لاتنتهى....بينما كانت ليلى هانم تنظر الى النافذة التي امامها نظرات تدل على انها تجول بافكارها في عوالم لايعلم الا الله كنهها
........................................................................
...................... الارملة السوداء...........3
...........................................................................................................................
ازدادت حدة المطر وعلا صوت الرعد وكان البرق ينير الطريق رغم ان السحب كانت داكنة ولونها ارمادى يميل الى السواد ودقت الساعة الكبيرة المعلقة بالقرب من حجرة المكتب تعلن تمام الثانية بعد اظهر وحينها جائت سعيدة لتعلن لسيدتها ان طعام الغذاء جاهز وعلى السفرة وان الضيف افاق من نومه حينها قالت السيدة ليلى. روحى انا جاية اتغدى كانت قد حسمت امرا اثناء تدخينها للسجائر ورشفها للقهوة . اخذت سعيدة تضع الاخشاب في المدفئة الموجودة بالقرب من مكان الاكل .وذهبت لدعوة إسماعيل للاكل وخبطت على باب حجرته وهى تقول ستى بتقول لك الاكل جاهز ياسعادة البيه.قال لها الاسطى إسماعيل حاضر انا جاى يا شيكولاتة وضحك قائلا سعادة البيه؟ بيطلع روح امه على يومية أربعين قرش .لما البس الروب هو اسمه ايه؟ ايوة روب كوشبر ...واخذ يغننى محلاها عيشة الفلاح متهنى وقاعد مرتاح .اجرى اجرى اجرى......انت فين يا ام اسماعين..؟
خرج إسماعيل وجلس لياكل وكان وحده الجالس اما بقية الخدم فقد كانو وقوفا في خدمته فقال لهم انتو واقفين ليه ياجماعة انتو ماشفتوش حد بياكل اتفضلو كلو يا تاخدو سكة..لم يتحرك احد من الخدم .فقال إسماعيل بسم الله يا جدع منك له...ولم يتحرك احد أخيرا جائت السيدة ليلى وجلست بعد ان دفع احد الخدم كرسيا للخلف لكى تجلس...والاسطى إسماعيل ينظر متعجبا وقال والله احنا في فيلم لعبد الوهاب.يا هانم خليهم ياكلو قالت ليلى لا هم بياكلو وحدهم وماينفعش ياكلو هنا قال إسماعيل طيب. اللى حكم في ماله ماظلم .ثم أشار لخادم يقف خلف طبق كبير ملئ بالدجاج المحمر وقال يا اخ ناولنى فرخة وحياة ابوك من اللى نايمين في الطبق قدامك فوضع الخادم دجاجة امام إسماعيل الذى قال ايوة الله يبارك للست الوالدة واخذ ياكل بشراهة وهو يقول الاكل ده يا ست هانم معمول بمزاج علشان كدة طلع طعمه حكاية...زى اكل امى بالضبط لماتطبخ بصارة والاملوخية يا سيدى ياسيدى على كدة وعندما هم الخادم بوضع صنف اخر من الطعام امام اسماعيل قال له لا ياعم كفاية .ايدك.... سيبنى اكل وحيالة ابوك انت ناقص تظغطنى قالت السيدة ليلى انت ضيفنا يا اسطى ومن الواجب اكرامك قال إسماعيل...والله يسا هانم لو عايزة تكرمينى سيبينى اودى العربية لاصحابها هي والحمولة زمانهم بلغو البوليس قالت له السيد ليلى البوليس هنا مالوش شغل عندنا يعنى مايقدرش يدخل عزبة ضرغام انت فاهم ؟ قال إسماعيل ايوة يا فندم فاهم بس انا مش من عيلة ضرغام وحيمسحو بيا وبالجابونى الأرض وزمانهم بيقولو إسماعيل سرق العربية باللى فيها..ياست هانم ابوس رجلين حضر تك سيبينى ارجع العربية واوعدك انى حارجع تانى...قالت له هو في حد ماسكك اوم خد عر بيتك وامشى ..قام إسماعيل وهو يقول سفرة دايمة يا هانم انا قايم اولع سيجارة .فاخرجت علبتها الفاخرة وكانت السجائر المصرية في هذه الأيام تتربع على قمة أنواع السجائر.مد يده واخذ منها العلبة وفتحها واخرج منها سيجارة واشعلها واخذ يرسل حلقات دخانها في سقف الحجرة.وهو يقول شركة كوتاريللى دى بتعمل سجايرعجب ياهانم...
قالت ليلى هانم شكلك في الروب دوشامبر جميل يا سى إسماعيل.فقال الله حلوة سى إسماعين دى طالعة من بوئ حضرتك زى العسل ولاد الناس الهاى برضو كلامهم غيرنا..فقالت له قهوتك يا اسماعين اخذ ير شف القهوة وهو يسب صاحب القهوة التي كان يشرب منها قهوته يوميا.وقال لها انتى عارفة يا هانم انا امى كانت بتعمل لى القهوة وتحوجها واخدها علشان الولة برعى القهوجى يعملها لكن دى حاجة تانية...وبينما كان إسماعيل يتبادل الحديث مع السيدة ليلى كانت الا مطار تشتد ..والسماء ترعد وتبرق .وأخيرا احضرت الخادمة سعيدة موقد من المواقد التىتشعل بالفتيل وكمية من القسطل او أبو فروة كما يسميه المصريين واخذ إسماعيل يشويه ويقشره كان يتسلى ويتدفئ في نفس الوقت .وقالت السيدة ليلة انت لهجتك من اسكندرية .فقال لها إسماعيل من بحرى يا هانم لكننا دلوقت في محرم بيه .قالت له فين في محرم بيه اخذ يشرح لها ويصف الشوارع والبيوت وهى تنظر في عينيه فقال لها هو فيه حاجة يا هانم قالت ابدا بس انت بتكذب وانا محبش اللىي يكذب عليا انت فاهم ..اكذب على ايه يا هانم؟ حضرتك بتسالينى وانا باجاوب .يبقى سقطت في الامتحان وضحك وهو يقول اطردينى يافندم اصلى شامم ريحة مش مريحة..ايوة لله ريحة موش مريحة نظرت ليلى هانم الى خادمتها سعيدة وهى تقول فين الشاي يا سعيدة ..قال الاسطى إسماعيل ايوة وحياة ابوكى يا سعيدة فين الشاي؟....قالت سعيدة وهى تنظر في ارض حاضر يا ستى.... عادت سعيدة وهى تحمل صينية الشاي وقالت الشاي يا ستى لم يكمل إسماعيل كوب الشاي وفوضعه جانبا وقال ياسعيدة اسندينى يامة الا حقع على الأرض اخذت سعيدة تسنده حتى اوصلته للفراش ووضعت فوقة الغطاء وتركته يروح في سبات عميق
.........................................................................................
...............................الارملة السوداء..................4
..................................................................................................................................................
اخذ إسماعيل يغط في نومه العميق ولم يتقلب نام كانه ميت كان قطعة واحدة لم يتقلب في فراشه .ولكن الكابوس السئ عاوده مرة أخرى كانت يداه مغلولتات ومربوطة في وتد مغروس فقى أرضية طينية لايستطيع الفكاك منها لكن الغريب انه كان يمشى وكان الوتد يتحرك معه أينما سار ولكن رجلاه كانتا منغرستان في الطين الى ركبتيه .وبينما هو نائم كان حسنين يحمل بندقيته الخرطوش ذات الماسورتين ويجلس امام باب الحجرة التي ينام بها إسماعيل كان يغالب النوم وتسقط راسه كلما هاجمه سلطان النوم ولكنه ينتبه مسرعا فان الليلة هي الليلة الموعودة التي تم فيها الاتفاق على ان يتزوج إسماعيل بليلى هانم كما اخبرته سيدة القصر بذلك وبعد الفجر بقليل دخلت ليلى هانم من باب الغرفة الاخر والذى تملك مفتاحه فهى تحتفظ بمفاتيح الأبواب كلها كانت ترتدى قميص نوم حريرى شفاف يكشف اكثر مما يستر وصعدت الى الفراش الذى ينام عليه الاسطى إسماعيل ودخلت تحت الغطاء الذى يتغطى به واخذت تنظر اليه وهو نائم وقد علاا شخيره بعد ان تناول الشاي الذى كان يحوى مخدر قوى وضعته الخادمة النوبية سعيدة كانت تبتسم ابنسامة المنتصر لانها تعرف كل الخطوات القادمة لان ضحيتها بين يديها وباستطاعتها الإمساك به في اى وقت ولكن الوضع الاجتماعى هو ما يفرض عليها كل هذه التدابير حتى يصبح الحال اكثر. طبيعية أخيرا افاق إسماعيل من نومه واخذ يتمطاء وكانت السيدة ليلبى مستيقظة طوال فترة وجودها في غرفته ولكنها ادعت النوم الى ان قال لها إسماعيل .فيه ايه ياست هانم وقفز واقفا بجانب الفراش وهو يقول فيه ايه ياست هانم؟ يادى الداهية ومثلت انا تفيق من نومها وهى متفاجئة من وجود إسماعيل .وقالت له انت واقف عندك بتعمل ايه؟ ايه اللى دخلك اوضتى ؟ يا بنى ادم انت لسة واكل عيش وملح معايا تخون عند اول فرصة انا هانادى الرجالة اخليهم يقطعوك قال إسماعيل ياست هانم انا لسة صاحى دلوقت من ساعة مانمت امبارح بعد الغد الاوضة دى انتى اللى خلتينى انام فيها.. ياست هانم راجعى نفسك وبلاش فضايح الله لايسيئك قالت له وهى تمثل المفاجئة يبقى اكيد بعد ما شر بنا من ازازة الويسكى والنبيت القديمة اقديمة وانا راسى خفيفة .حرام عليك شرفى يا مفترى احنا عيلة كبيرة وبالشكل ده حتبقى الفضيحة بجلاجل ليه تدبر لى الملعوب ده كنت تعالى من الباب يا اخى ونادت يا حسانين.
قال لها إسماعيل بلاش حسانين ياست هانم ارجوكى فقالت له انت بجح وعامل نفسك خايف من الفضايح .انت خليت شرف عيلة ضرغام في التراب قال إسماعيل اللى اتكسر يتصلح ياهانم ايوة يتصلح ...اخذت تبكى ولكنها دموع التماسيح وقالت يتصلح ازاى ؟ ده كله الا الموضوع ده ه شرف يا بتاع اسكندرية ....قال لها إسماعيل يخرب بيت بتاع اسكندرية على اللى بيجى من اسكندرية ياست اسمعى انا واثق الف في المية انى نمت مكانى وملمستكيش . انا عارف ومتاكد قالت له انا لازم انادى على حسانين يقطعك انت مفيش فايدة فيك...أخيرا قال إسماعيل اسمعى يا هانم انا اكتب عليكى وبعدين نتطلق ..قالت ايوة كدة اظهر على حقيقتك انت طمعان فيا وفى ممتلكاتى. جلس إسماعيل وقد وصل الى حالة من الياس وقال لها اسمعى يا هانم اعمللى اللى انتى شايفاه صح..واشهد ان لا اله الااله وان محمد رسول الله..قالت له وهى ترسم تكشيرة ذادتها جمالا يا بجاحتك يا اخى.فقال لها انا حاكمل نوم ولما اصحى نتفق وسحب الغطاء ودخل تحته ونام واخذ يشخر لم يكن يمثل النوم ولكن بقية اثار المخدر الذى وضع له هو ما جعله ينام في الحال بينما نهضت ليلى متسللة من الباب الذى جائت منه وخرجت لتكملة بقية الحبكة على إسماعيل المسكين
................................................................................................
.............................الارملة السوداء......................5
.................................................................................................................................................

اخذ إسماعيل يتقلب في الفراش فقد انارت الشمس نوافذ منزل ال ضرغام وسمع نقر خفيف على باب الحجرة التي يرقد بها وما ان افاق حتى تذكر حديثة مع ليلى سيدة القصر فلم يصدق ان الحديث كان حقيقة ولكن رائحة العطر التي كانت تنتشر في كل مكان من الفراش الى الاغطية والوسائد اذا الكلام كان حقيقة وليس خيالا تكرر النقر على الباب فقام إسماعيل فقد كانت سعيد الخادمة النوبية هي من يقوم بذلك وقالت الإفطار ياسى اسماعين
قام إسماعيل ومشى الى حيث حجرة الطعام وجلس في مكانه وكانت السيدة ليلى تجلس في مكانها المعتاد وعلامات الجدية تظهر على وجهها بل كانت هناك تكشيرة خفيفة تعلو وجهها رغم الابتسامة التي لم تستطع اخفائها وبعد ان تناول إسماعيل افطاره وجلس يشرب قهوة الصباح .فاذا بالسيدة ليلى تقف وتقول انا عايزة أقول لكم حاجة حصلت امبارح واسقط في يد إسماعيل فقد خاف ان تقول انه امضى الليلة معها على غير رضاها فقد كان حسانين يقف ومعه اثنان من الخفراء على غير العادة قالت ليلى وهى تشير الى إسماعيل بيدها ليسكت واخذت تقول انا عايزة أقول لكم خبر امبارح سماعين بيه طلب ايدى منى وانا وافت .وكتب الكتاب بكرة الخميس بعد المغرب ...قامت سعيدة على الفور وهى تزرغد زغوتة طويلة ثم قالت مبروك ياستى الف مبروك ياسى إسماعيل ربنا يبعد عنكم الشيطان .وأشارت السيدة ليلى للخفراء قائلة حضرو الكاريتة بتاعة الباشا الكبير والكاريتة التانية وركبو عليهم الخيل البيضة...قال حساننين ايامك كلها بيضة ياست هانم احلامك أوامر وقال للخفير الذى يقف بجانبه تحرك يا ولة ياسعفان قال سعفان اضر ياشيخ الخفر .ثم قالت لحسانين انت تاخد الكاريتة التانية وتروح تدعى العمدة ومامور المركز وتحود على الماذون وتنبه عليه يجى بكرة بعد المغرب ومعاه اتنين شهود عليهم القيمة .واتصل على الرقم الموجود بالورقة دى وقولهم ليلى هانم عندها فرح وماتقولش اكتر من كدة علشان يجيبو الجاتوه ولوازم الليلة فهمت وبعدين استنى دلوقت لما سى سماعين يلبس هدومه ويخرج مغاكم علشان يعزم البلد .قال حسانين حاضر يا هانم ثم اتجهت الى إسماعيل قائلة هو فيه عريس دقنه تبقى طويلة كدة خش احلق دقنك والس البدلة الشركاسكين البيضة اللى على السرير جوة ومعاها قميصك الأبيض والببيون الأحمر قال إسماعيل أقول زى الولة الاهطل بتاعك ده حاضر يا هانم ؟وضحك كان كل شيء كانما تم ترتيبه بعناية لم يصدق إسماعيل نفسة .أخيرا اردى البذة البيضاء والقميص الأبيض وخرج حليق الذقن وقامت برش بعضا من العطر القادم من فرنسا على اسيماعيل وقالت انت الوحيد اللى بيحط البارفان ده في اتلبلد دى قال إسماعيل البر كة فيكى يا هانم...ردت ليلى حتفضل كدة كتير انا المفروض حابقى مراتك والا ايه؟
كلامك مية مية....قالت له اسمع الكيسين دول فيهم شلنات فضة اول ماتوصل اول البلد وتالغفر يضربو نار رش الفلوس دى على الفلاحين وحييهم قال إسماعيل احيهم ازاى .يعنى زى الملك فؤاد كدة قالت ايوة انت حتقعد في الكارتة في الكرسى الكبير والولة حسانين هو اللى حيلف بيك تعزم العمدة ومامور المركز قال إسماعيل واقولهم باشتغل ايه؟ قالت قول لهم من اعيان اسكندرية وانك وارث ثروة عن المرحوم اتبوك قال إسماعيل ايوة الله يرحمه مات من الفقر...قالت مهددة اسماعين..رد لا انا باهزر معقولة حاقول لهم انى من عيلة رايحة في داهية
خرج اسماعي من باب قصر ضرغام فوجد الكارتتين في انتظاره واحدة يقودها حسانين والأخرى يركبها حرسه الخاص الخفراء وهم يحملون السلاح بما فيهم سائق الكارتة وتحركت الخيول البيضاء بمنظرها المهيب وإسماعيل يجلس في لبايسه الأبيض المهيب وشعره الأشقر كان يتخيل نفسه في موكب الملك فؤاد ويهز راسه محيا ذات ايمين وذات الشمال اى ان وصل موكبه الى منطقة سوق البلدة واخذ خفراء عيلة ضرغام يطلقون النار في الهواء واجتمع جمع خفير من الناس كانو فقراء وهيئتهم يظهر عليها البؤس الشديد وهنا فتح إسماعيل كيسا النقود ووقف قائلا انا عريس الهانم بنت همام رغام و تحياتى لكل الرجال الشقيانين سكت الجميع فلم يكونو متعودين على هذه اللهجة ثم اخذ يرمى عليهم النقود كما قالت له ليلى بنت همام ضرغام .تحرك موكبه ناحية المركز فلم يجد المامور فذهب للعمدة ودعاه .كانت البلدة كلها تحيه قائلة يحيا البيه ييعيش البيه .وسع احد الرجال يقول ايوة يا عم دى ناس الفلوس عندها ملهاش قيمة انت مش شايف بيرميها زاى ..قال له إسماعيل يعنى انزل المها ياروح امك منك له....قا الرجل لا يبيه احنا بنهزر وانسحبو مغادرين المكان..عندها قال إسماعيل لحسانين يللا بينا بسرعة ياحسانين انا شامم ريحة غدر...قال حسانين ماتحطش في بالك محد يقد لنا على حاجة هنا ولم يكمل كلامه فقد انهمر عليهم طلقات الرصاص من كل جانب فانطلقت الخيل بسرعة رهيبة معادرة المكان بينما كان الخفراء يطلقون النار في الاتجاه الذى جائت منه الطلقات..وعلا صوت حسانين شيه ها وهو يشد مقود الخيل ويرخيها طالبا منها الجرى باقصى سرعة فلم يتعود على ضرب خيل الهانم
................................................................................
..........................الارملة السوداء........ 6..............
............................................................................................................................................
اخذ إسماعيل يتقلب في الفراش فقد انارت الشمس نوافذ منزل ال ضرغام وسمع نقر خفيف على باب الحجرة التي يرقد بها وما ان افاق حتى تذكر حديثة مع ليلى سيدة القصر فلم يصدق ان الحديث كان حقيقة ولكن رائحة العطر التي كانت تنتشر في كل مكان من الفراش الى الاغطية والوسائد اذا الكلام كان حقيقة وليس خيالا تكرر النقر على الباب فقام إسماعيل فقد كانت سعيد الخادمة النوبية هي من يقوم بذلك وقالت الإفطار ياسى اسماعين
قام إسماعيل ومشى الى حيث حجرة الطعام وجلس في مكانه وكانت السيدة ليلى تجلس في مكانها المعتاد وعلامات الجدية تظهر على وجهها بل كانت هناك تكشيرة خفيفة تعلو وجهها رغم الابتسامة التي لم تستطع اخفائها وبعد ان تناول إسماعيل افطاره وجلس يشرب قهوة الصباح .فاذا بالسيدة ليلى تقف وتقول انا عايزة أقول لكم حاجة حصلت امبارح واسقط في يد إسماعيل فقد خاف ان تقول انه امضى الليلة معها على غير رضاها فقد كان حسانين يقف ومعه اثنان من الخفراء على غير العادة قالت ليلى وهى تشير الى إسماعيل بيدها ليسكت واخذت تقول انا عايزة أقول لكم خبر امبارح سماعين بيه طلب ايدى منى وانا وافت .وكتب الكتاب بكرة الخميس بعد المغرب ...قامت سعيدة على الفور وهى تزرغد زغوتة طويلة ثم قالت مبروك ياستى الف مبروك ياسى إسماعيل ربنا يبعد عنكم الشيطان .وأشارت السيدة ليلى للخفراء قائلة حضرو الكاريتة بتاعة الباشا الكبير والكاريتة التانية وركبو عليهم الخيل البيضة...قال حساننين ايامك كلها بيضة ياست هانم احلامك أوامر وقال للخفير الذى يقف بجانبه تحرك يا ولة ياسعفان قال سعفان اضر ياشيخ الخفر .ثم قالت لحسانين انت تاخد الكاريتة التانية وتروح تدعى العمدة ومامور المركز وتحود على الماذون وتنبه عليه يجى بكرة بعد المغرب ومعاه اتنين شهود عليهم القيمة .واتصل على الرقم الموجود بالورقة دى وقولهم ليلى هانم عندها فرح وماتقولش اكتر من كدة علشان يجيبو الجاتوه ولوازم الليلة فهمت وبعدين استنى دلوقت لما سى سماعين يلبس هدومه ويخرج مغاكم علشان يعزم البلد .قال حسانين حاضر يا هانم ثم اتجهت الى إسماعيل قائلة هو فيه عريس دقنه تبقى طويلة كدة خش احلق دقنك والس البدلة الشركاسكين البيضة اللى على السرير جوة ومعاها قميصك الأبيض والببيون الأحمر قال إسماعيل أقول زى الولة الاهطل بتاعك ده حاضر يا هانم ؟وضحك كان كل شيء كانما تم ترتيبه بعناية لم يصدق إسماعيل نفسة .أخيرا اردى البذة البيضاء والقميص الأبيض وخرج حليق الذقن وقامت برش بعضا من العطر القادم من فرنسا على اسيماعيل وقالت انت الوحيد اللى بيحط البارفان ده في اتلبلد دى قال إسماعيل البر كة فيكى يا هانم...ردت ليلى حتفضل كدة كتير انا المفروض حابقى مراتك والا ايه؟
كلامك مية مية....قالت له اسمع الكيسين دول فيهم شلنات فضة اول ماتوصل اول البلد وتالغفر يضربو نار رش الفلوس دى على الفلاحين وحييهم قال إسماعيل احيهم ازاى .يعنى زى الملك فؤاد كدة قالت ايوة انت حتقعد في الكارتة في الكرسى الكبير والولة حسانين هو اللى حيلف بيك تعزم العمدة ومامور المركز قال إسماعيل واقولهم باشتغل ايه؟ قالت قول لهم من اعيان اسكندرية وانك وارث ثروة عن المرحوم اتبوك قال إسماعيل ايوة الله يرحمه مات من الفقر...قالت مهددة اسماعين..رد لا انا باهزر معقولة حاقول لهم انى من عيلة رايحة في داهية
خرج اسماعي من باب قصر ضرغام فوجد الكارتتين في انتظاره واحدة يقودها حسانين والأخرى يركبها حرسه الخاص الخفراء وهم يحملون السلاح بما فيهم سائق الكارتة وتحركت الخيول البيضاء بمنظرها المهيب وإسماعيل يجلس في لبايسه الأبيض المهيب وشعره الأشقر كان يتخيل نفسه في موكب الملك فؤاد ويهز راسه محيا ذات ايمين وذات الشمال اى ان وصل موكبه الى منطقة سوق البلدة واخذ خفراء عيلة ضرغام يطلقون النار في الهواء واجتمع جمع خفير من الناس كانو فقراء وهيئتهم يظهر عليها البؤس الشديد وهنا فتح إسماعيل كيسا النقود ووقف قائلا انا عريس الهانم بنت همام رغام و تحياتى لكل الرجال الشقيانين سكت الجميع فلم يكونو متعودين على هذه اللهجة ثم اخذ يرمى عليهم النقود كما قالت له ليلى بنت همام ضرغام .تحرك موكبه ناحية المركز فلم يجد المامور فذهب للعمدة ودعاه .كانت البلدة كلها تحيه قائلة يحيا البيه ييعيش البيه .وسع احد الرجال يقول ايوة يا عم دى ناس الفلوس عندها ملهاش قيمة انت مش شايف بيرميها زاى ..قال له إسماعيل يعنى انزل المها ياروح امك منك له....قا الرجل لا يبيه احنا بنهزر وانسحبو مغادرين المكان..عندها قال إسماعيل لحسانين يللا بينا بسرعة ياحسانين انا شامم ريحة غدر...قال حسانين ماتحطش في بالك محد يقد لنا على حاجة هنا ولم يكمل كلامه فقد انهمر عليهم طلقات الرصاص من كل جانب فانطلقت الخيل بسرعة رهيبة معادرة المكان بينما كان الخفراء يطلقون النار في الاتجاه الذى جائت منه الطلقات..وعلا صوت حسانين شيه ها وهو يشد مقود الخيل ويرخيها طالبا منها الجرى باقصى سرعة فلم يتعود على ضرب خيل الهانم
................................................................................
..........................الارملة السوداء.......7
...............................................................................................................................
وقفت سيارة الشرطة المتهالكة امام بوابة قصر الضراغمة ونزل منها فرد شرطة يحمل بندقية وقام بتحية القادمين بعد ان صاح البيه وكيل نيابة البندر وجناب ناب مامور المركز وخبط قدميه في الأرض كان الشرطى شكله مرتبك وملابسة غيرمهندمة وتعلوها البقع والاتربه من بيادته الملوثة بالطين الى مايرتدية فوق راسه وهى عبارة عن طاقية كان لونها اسود ولكن لونها استحال الى لو خارج الألوان المعروفة لدى البشر من كثرة الاتربة والبقع ولكن البندقية التي يحملها كانت تبرق من النظافة يمكن لوجودها محفوظة داخ السلاح ليك معظم الوقت. نزل السيد وكيل نيابة البندر ومعه نائب مامور المركز الذى ارتدى طاقيته الميرى فور نزوله من سيارة الشرطة وقام بتحية سيدة القصر قائلا....ازيك ياهانم احنا وجناب وكيل نيابة البند جايين ناخد شوية معلومات من رجالتك علشان نجيب الجانى اللى تعدى على رجال حضرتك.قالت ليلى اتفضلو دخل نائب مامور المركز بعد ان أشار الى وكيل النيابة قائلا اتفضل سعدتك دخل وكيل النيابة ومعه كاتب ووقف جندي الشرطة منتظرا الأوامر ثللت ليلى اتفضلو فى المكتب .جلس وكيل النياة خلف المكت وبجانه الكاتب بينما وقف نائب مامور المركز خارج حجرة المكتب هو والشرطى قالت ليى اتفل يافند اقعد ارتاح ومدت يها الى كرسى فخم من كراسى القصر الفخمة بينما وقف الشرطى انتباه امام باب حجرة المكتب منتظرا أوامر وكيل النيابة فجاة صاح الشرطى الهانم ليلى همام ضرغام .دخلت ليلى وجلست واما م المكتب حيث يجلس وكيل النيابة والذى وجه كلامه للكاتب اكتب يامحمد افندى...انه في ساعته وتاريخه انتقلنا نحن وكيل النائب العام عن بندر وكمل الخ...لاخذ أقول شهادة المجنى عليهم اكتب ليلى هانم همام محمود ضرغام وبسؤالها أفادت بان رجالها كانو في طريقهم لدعوة ماذون البلد الشيخ ....اكتب وعمدة البلد والمقدم مامور المركز اكتب
وبعدها قال اتفضلى وقعى يا هانم وياريت تبعتى حساتنين والغفر وخطيب حضرتك وربنا يتمم بخير قاللت ليلى... مرسى حضرتك اكيد معزوم بكرة وسعادة مامور المركز ونائبه قال وكيل النيابة انشاء الله ياهانم.
وفجاة صاح الشرطى الواقف على باب المكيب حسانين برعى السيد متولى ادخل يا حسانين..قال كل النيايبة اكتب يامحمد افندى تمت شهادتهم وتوقيعهم في ساعته وتاريخ .. فجاة صاح الشرطى البيه وكيل النيابة ااانتباه وخبط رجليه ورفع يده محييا وكيل النائب العام الذى قال عن اذنك يا هانم وشكرا على حسن الاستقبال عن اذنك خرج الضابط والشرطى ووكيل النيابة من القصر متجهين الى سيارة الشرطة التي كانت تقلهم وانصرفوخارج أملاك عائلة ضر غام.... حضر إسماعيل وقال امال البيه وكيل النيابه مسالش عنى ليه؟ قالت روح اساله مانت كنت قاعد شغال كلام مع وكيل المامور اللى هو ظابط مباحث المركز .قال إسماعيل وحياتى الراجل وكيل المامور ده ابن حنت وعارف كل حاجة ومدكن قالت مدكن يعنى ايه؟ يعنى مطنش ياست الكل معلش خدينى على مهلك شوية شوية يواش ياوش زى ما بيقول..وماتنسيش انى ابن بلد مش بيه ماشى..عيشة ايه العجيبة دى اتو عايزين تعملونى بيه بالعافية ضحكت ليلى قائلة شكلك بيه واحنا مالنا ..قوم يللا الغدا جاهز ..يالسعيدة حضرى السفرة ردت سعيدة امرك ياهانم.
بعد تناولهم الغذاء لم تقم لتنام كعادتها بل نزلت الى الاسطبلات وقلت للسايس حضر لى الكاريتة بتاعتى وخللى منصور يلبس لبس التشريفة ويجى فورا يللا قال الرجل حاضر يا هانم حاضر وانصرف متراجعا بظهره
جهز الرجل الكارتة بحصانها القوى وارسل في طلب منصور كان عبدا اسود شديد سواد الوجه طويل القامة بشكل مفرط قوى البنة يستطيع قهر اى حصان بضربة واحدة جاء منصور يجرى وهو يقول أوامر الهانم كانت تقف دون ان يشعربها احد كعادتها وقالت له انا هنا يامنصور .اركب الكارتة احنا رايحين في مشوار صغير للبلد مشوار من بتوع زماان قال الرجل وقد تجهم وجهه. تمام يا هانم ..صعد منصور وامسك بمقود الحصان وخرج به متمهلا اخذ الحصان يمشى الهوينة وهو يصهل معلنا فتوته وقوة باسه.
لم تتكلم طول الطريق فهى تبدو كم كمن يراقب الاعمال في أراضيها ولكن مافى راسها كان شيئا اخر كانت في طريقها لمنع تكرار اى اعتداء على من ينتمون للضراغمة ان بشر او حتى حجر. اخذ منصور يلف بالكارتة داخل دروب الزراعات وممراتها وفجاة توقف فقد كان هناك شاب وفتاة يتبادلان الحديث ومن الواضح انهما كانا حبيبان وبينهم مشكلة ما ..كان هذا الفتى ابن العائلة الوحيد لعائلة الدمنهورى المعادية لعائلتها وكانت ليلى تعرف أماكن تواجد عشاق اهل هذه المنطقة ولحسن حظها وجدتهم في ارضها . اشارت ليلى الى منصور والفتاة فنزل من مكانه من على الكارته واتجه ناحية الشاب والفتاه وحملهم كانه يحمل زوج دجاج وعندما تاكدت ليلى من شخصهما اشارت الى رقبتها وقالت لمنصور... خلاص
امسط منصور برقبة الشاب ولفها فكسر رقبته في الحال والقاه ارضا ثم اتجه ناحية الصبية وكسر عنقها هي الأخرى قبل ان تنطق بكلمة ووضعهم في العربة التي كانت ملك الفتى الذى قتل في الحال وقام بضرب الحصان ضربة مؤلمة جعلته يجرى في اتجاه الطريق خارج البلدة ثم عاد وركب كاريتة الهانم وقفل راجعا من حيث اتيا الى قصر بنت همام ضرغام
.......................................................................................
....................................الارملة السوداء............................8
..............................................................................................................................................
عادت ليلى ضرغام الى القصر ودخلت حجرتها واستلقت على سريرها مسترخية بينما جلست سعيدة النوبية بجانبها تدلك جسم سيدتها التي كانت تشكو من تصلب عضلات رقبتها وبعدها راحت في نوم عميق.ا
وصل في تلك الحظة الحصان الذى يجر كار يتة ابن عائلة الدمنهورى وحبيبته وصل امام بيت الدمنهورى ووقف امام باب البيت يصهل بشدة كانه يعرف خجم المصيبة التي يجرها ورائه والمحملة بالكاريته كانت الجثتين ملقتان كانهما يحضنان بعضهما البعض وخرج رجل يحمل على كتفة بندقية من داخل البيت الكبير لعائلة دمنهورى التي افناها الثار والاقتتال وما ان شاهد الرجل هذا المنظر حتى دخل مسرعا الى الدار الكبير وهو يصيح الحقونى ياناس الحقونى يا هو البيه انقتل الحقونا ياخلق .خر ج على اثر هذا الصوت الناحب رجل عجوز في السبعين من عمره ملئت تجاعيد الزمن وجهه وسلبت منه نور عينيه نظره وأخيرا ابنه الوحيد كان ارجل يمسك فى يمناه عصا يتوكا عليه ويتحسس بها طريقه وما ان وصل الى الباب حتى اصتدم بالرجل الذى يصرخ وقال.. ولدى ولدى جراله حاجة رد ياللى بتصرخ ....وخرج يتحسس طريقه حتى اصتدم بالكاريتة التي حملت اليه جثة ولده وهو يقول ولدى ولدى مين اللى عمل فيك كدة يا ولدى ومين دى اللى معاك ؟ اخذ ارجل يهيل التراب على راسه ويعوى بعد انحشر ت الكلمات في فمه .كانت سيدات الدار تقف ورائه وهن يولولن من هذا المنظر المهيب وقالت احدى النساء مين اللى مرمية في حضن ولدى . دى حد يعرفها .؟ لم يتكلم احد وبينما كانت النسوة يحاولن ادخال جثة ابن الدمنهور وصل نائب مامور المركز ومعه قوة من الشرطة ويبدو ان احد المارة شاهد مايجره الحصان فابلغ المركز نظرا لحضور الشرطة بهذة السرعة وهو شيء غير معتادة علية هذه المنطقة اخذ الضابط يصيح في البناس المتجمهرين ارجع انت وهو الا حضرب في المليان واطلق طلقة في الهواء من مسدسه الذى اخرجه ساعة وصوله فبتعد أناس بينما التفت جنود الشرطة حول الكاريتة وامسك احد الافراد بلجام الحصان الذى كان يحاول الإفلات . اخذ الضابط يسال من حوله عمن شاهد اقتيل اخر مرة وعن اعدائة بينما لم يتعرف احد على جثة البنت القتيلة وكانو يرددون عندنا ولايا ان الله حليم ستار .قال ضابط الشرطة البيه دكنور الصحة لسة مجاش والبية وكيل النيابة هي ايه حكاية البلد دى ضرب نار الصبح وبعد الضهر اتنين قتلى أخيرا وصلت عربة وكيل النيابة وصاح الشرطى المرافق له وسع يا جدع انت وهو البيه وكيل النيابة وصل .اخذ ارجال يما رسون عملهم ويسالون ولكن الإجابة كانت واحدة القتيل محبول وملوش اى عدو والناس كلها بتحبه رغم انه كان من الاشقياء والمركز يعرف ذلك وكان نائب المامور سيامر باستدعائه لسؤاله عن حادث اطلاق الرصاص على إسماعيل ولكن القدر كان اسرع قال الضابط وهو يسال احد جيران القتيل انتم متاكدين ان الدمنهور الصغير كان طيب وزى النسمة قال الرجل احنا يا بيه ناس غلابة وطول النهار اما بنروى الزرع او بنشتغل في الغيط معندناش وقت نعادى حد او حد يعادينا يابيه كمان ملناش مصلحة نعرف حد الا في الخير حضرتك عايزنى فحاجة؟ قال الضابط لا اتفضل .وصل طبيب الصحة واخذ يعاين الجثتين وقال الجثتين مقتولين بنفس الطريقة كسر في االرقبه وانسداد بالحنجرة ولون جلد الوجه ازرق يعنى خنق حد عنده قوة غير طبيعية نظرا لان القتيل الذكر كان قوى البنية .وامر بدفن جثة الشاب بعد تصريح النيابة .اما البنت فقد اشر بايداع جثتها بثلاجة مستشفى الإسعاف حتى يتم التعرف على جثتها.وانصرف وكيل النيابة وطبيب المركز بصحبة جثة البنت المجهولة بينما ترك الضابط قوة لحراسة بيت القتيل..قال الدمنهورى.. ودونى المركز ..ونادى على الخفير الذى شاهد جثة ابن الرجل العجوز قائلا يا على انت يا ولد حضر لى ركوبة قال الخفير حاضر جنابك..خرجت ام القتيل وهى تصيح انت رايح فين يا حاج وسايب دم ولدك قال ارجل يا نجية التار خلاص لازم الحكومة هى اللى تاخده قاللت المراة يعنى دمك ولدى يروح هدر من دون العيلة قال الرجل انا ابوه واولى بدمه خشى جوة يانجية واسمعى الكلام وصاح فيها خشى يا نجية انا أولى بدم ولدى ولما اموت اعملى اللى انت عوزاه دلعك سبب كل المصايب يا نجية ......وظل الرجل يتاوه
احضر الخفير عربة للدمنهورى الكبير واركبه وقال له نروح فين جنابك؟
قال الدمنهور قلت المركز انطلق الرجل بالكارتة حتى وصل الى مركز الشرطة وانزل الرجل الكبير الذى قال دخلنى عند الضابط واقعد عندك .كان افراد الشرطة يعرفون ارجل فخذه احدهم من يده وادخله وقال له البيه مامور المركز وصل.ذخل مامور المركز مكتبه وقال يا عسكرى ابعت لى الدمنهورى بيه من عندك
وما ان دخل الدمنهور حتى قام مامور المركز وقال البركة فيك يا دمنهورى بيه البقاء لله .قال الدمنهورى ونعم بالله يابيه انا جاى احكى لك الحكاية من طاء طاء لسلامو عليكم بس بعدها عايزك توعدنى وعد حر انك تسيبى ادفن ولدى وارجع لك ...قال المامور اوعدك وعد راجل حر.
قال الدمنهو رى طيب اسمع كلامى وسجل عندك وافتح محضر..
..................................................................................................
...........................الارملة السوداء ............9............................................................................
.....................................................................................................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق