الأربعاء، 11 فبراير 2015

بقية ديروط72 .....6

6---1-- ديروط 72--بقية
.....................................................
.....................................................
انتهت التجربة الفاشلة التى مر بها نبيل مع الفتاة اللعوب كريمة ولكن اثارها عليه كانت من القوة حتى كره الاماكن التى قابلها فيها وحمد الله انه خرج من هذة المعركة الفاشلة باقل الخسائر النفسية الممكنة لان تاثير خيانة المراة يكون مدمرا وخاصة مع من يحب بصدق .انتهى الاسبوع الذى ...تم تحديده له كاجازة وعاد نبيل الى ديروط المدينة الهادئة من الخارج ولكنها تغلى باشياء جسيمة صنعها الثلاثى المجرم وهو الجهل والفقر والمرض .رجع الى عمله وكان الجميع لايلقون اليه بالا لانه لم يتوجد معهم معظم الوقت ولكن الوحيد الذى كان يرحب به هو الاستاذ يوسف سكرتير المدرسة الذى جعله يوقع على قرار العودة للعمل ولكنه فاجئه بقوله انت زهقت مننا يا استاذ نبيل والا ايه؟ رد نبيل ابدا العفو ..قال ارجل اصلك رفعت من مدة طلب نقل للاسكندرية وشكلها انهم حيوافقو لانهم لانهم بعتوه مصر..سكت نبيل ثم قال يامسهل وخرج وهو يفكر فيمن قدم طلب نقله .
امضى بقية اليوم يتنقل بين الفصول لمساعدة زملائه فى التحضير للامتحانات وانصرف بعد توقيعه فى دفتر الحضور والانصراف وكان يجلس امام الدفتر الرجل الذى ينادونه بالمهندس احمد وكان لايعرف بقية اسمه كان من الناس المتشددين دينيا وخاصة مع زملائه المسيحين وفكر نبيل ربما يكون هناك اشياء لايعرفها عن العلاقة بين الناس فى الصعيد..ولكنه لم يكن يفضل هذا الرجل او الجلوس معه لسبب لايعرفه. نظر الرجل الى نبيل وهو يقول شكلك لك ضهر كبير هنا .طلب النقل بتاعك اترفع بسرعة ..رد نبيل ربنا يسهل ةالقى السلام وخرج
رجع الى حيث يسكن مع صديقه مصطفى عيسى الذى لم يحضر من الخارج بعد ويبدو انه كان يسلم اوراق الاسئلة للمادة التى يدرسها الى مايسمى بالكنترول.
صنع لنفسه كوبا من الشاى وجلس يفكر من ياترى الذى قدم له طلب النقل وفيما هو غغائب مع افكار رجع مصطفى من الخارج وكان يشكى من حرارة الجو بالخارج .وجلس متاففا ولكن الموضوع الرئيسى لتاففه كان شيتا اخر بخصوص الحقيبة التى فتحها ورجع ليغلقها مسرعا عتدما جائه الرجل الذى استلم منه الحقيبة.
وقال لنبيل متسائلا امين بهلول مظهرش؟ رد نبيل لا مشفتوش النهاردة ..ثم قال لمصطفى تصدق فيه حاجة غريبة حصلت معايا فى الشغل تصدق فيه حد قدم لى طلب نقل للاسكندرية..قال مصطفى يبقى مفيش غيره امين بهلول كان بيسال عن اسمك الثلاثى وعنوانك ..سكت نبيل وقال انت السبب جبت بتاع البلاوى ده لعندنا..
قال مصطفى لا ده هوه اللى فرض نفسه علينا...استنى اصله زمانه جاى..رد نبيل يجى براحته انا ميت من الجوع ولازم ننزل اجيب اكل لاننا مطبخناش رد مصطفى ماشى واهو يستنى .بلا وجع دماغ
خرجا للذهاب الى اقرب مطعم وجلسا يتناولا الطعام ولم ينطقا بكلمة طوال الوقت الى ان دفع نبيل حساب الاكل وانصرفا كان امين شاكر ينتظرهما وهو قلق جدا خوفا من ان يكون نبيل لم يرجع بعد وتذكر ان مصطفى اخبره برجوعه امس وانتظر حتى عادا
ورحب بنبيل ترحيبا حارا وهو يقول حمد الله بالسلامة على فكرة الشيخ الكبير مبسوط قوى منكم وعايزكم بعد بكرة..رد نبيل انشاء الله...لكن قولى مين اللى قم طلب لنقلى اسكندرية..قال امين بخباثته المعهودة مش انت كنت عايز تتنقل فيه ناس بتحبك قدمتلك الطلب ..وكمان هم عايزينك هناك...نظر مصطفى الى نبيل وقال اهلا..يعنى انا اللى حقعد وحدى هنا ..قال امين بهلول ابقى قول الكلام ده للشيخ الكبير فكر نبيل ..كدة تبقى الرسالة وصلت الشيخ الكبير اخطبوط كبير مش شيخ .....
استاذنهما امين بهلول بعد توصيل الرسالة التى تفيد انهم يجب عليهم مقابلة الشيخ الكبير الذى لايعرفو عنه الا انه شيخ عصابة..
مرت اليومان وجاء موعد الشيخ وكان عليهم الذهاب مشيا من طريق الحوطة الغربية كان اليوم يوم سوق المدينة حيث ينصبون السوق فى ارض شونة القطن الواسعة وحضر كثير من اهل القرى المجاورة لبيع ما لديهم وشراء مايحتاجونه مرا من امام سيدة تغطى راسها بشال اسود وترتدى السواد وكان امامها اناء به ماء وتضع فيه كرات صغيرة من الزبد ومر من خلفهم رجلان دفعا نبيل حتى كاد يسقط ارضا من دفع الرجلان له ومرا من امامه دون ان يعتذرا وفجاة .قفزت السيدة التى كانت تجلس امام احد الصناديق الصغيرة وانسكب اناء الزبد على الارض وهى تصيح ده تار جوزى كان فى يدها ساطور واليد الاخرى سكين حامية ضربت الرجل فى رقبته فسقط ارضا يتلوى ثم دفعت السكين فى صدره واخذت تشرب من دمه كانت تزغد وفمها ملئ بالدماء وتعاود الصراخ وهى تقول ارتاح يا خوى اخدت تارك...وقفت فوق جثة الرجل ولم تحاول الهرب بينما دفعنا امين بهلول وهو يقول يللا ياجماعة ملناش فيه يللا..مشى نبيل وهو ينظر الى السيدة وكان معظم الناس ذاهلين مما شاهدوه
......................................................................................................
6--2--ديروط72
..........................................................
.........................................................
دفع امين بهلول مصطفى ونبيل الذى كان مايزال يتنظر الى مكان وقوف السيدة فوق جثة قتيلها وهى تصيح بهستيريا ..قال نبيل ايه ده ياعم امين اللى بيحصل عندكم رد امين بهلول وشكم حلو على البلد من يو ما جيتو والناس نازل دبح فى بعض...وضحك كان الموضع شئ عادى وقال الولية الغلبانة دى م...ن عيلة التار اكل كل رجالتها ومبقاش غير العيال الصغار والنسوان والولية دى النار اللى جواها مخلتهاش تصبر وقتلت ولد الرجل اللى سلط على جوزها وقتلوه..
ياساتر قال نبيل انت عارف هى وقفت ليه مع انها لو مشت مكانش حد حيمسكها
عارف كدة ابو الراجل اللى اتقتل دلوقت حيموت بعاره لانه مش حياخد تار ابنه من حرمة لكنها اخدت تارها من اللى يوجع العيلة التانية اصل القتيل كان مسئول فى الاتحاد الاشتراكى..عرقت القاعدة التار هنا ممكن ما يقتلوش اللى قتل ولكن اللى يوجع عيلة القاتل....قال نبيل الله اكبر ايه الحلاوة دى...
انتهى الطريق بسرعة فقد كانت رواية امين لاسلوب الاخذ بالثار مسلية لانها كانت شئ جديد لا يعرفونه وصلا اخيرا الى القارب المسمى بالمعدية وكان الرجل ينتظرهم ركبو مسرعين واخذ الرجل يجدف وهو يقول تيار البحر شديد يا بوى...يقصد اندفاع مياة النهر.وجدو رجل ملثم ينتظرهم وقال لهم اتاخرتو يا افندية لم يعقب احد على كلماته ومشى الرجل امامهم من الطريق الذى اوصلهم منه اخر مرة فى رحلة العودة عندما قابلو الشيخ الكبير سلمهم الرجل لاثنا غيره كانو مسلحين ببنادق الية صناعة روسية وكانت هى المنتشرة بعد نكسة 67 ونشرها تجار السلاح من بدو سيناء بعد انسحاب الجنود ومنهم من كان ياخذمنه السلاح مقايضا بالطعام والماء ..وهذا الكلام جاء على لسان بعض الجنود العائدين وبعض الاصدقاء من اهل الصعيد الذين تعرف عليهم نبيل كان هذا نطاق الحراسة الثانى الذى عبروه الى ان وصلو الى النطاق الاخير حيث بدا النيل من اسفل الجبل كانه خط اسود يتلوى وسط الصحراء اخيرا وصلو الى فتحة السراديب الاولى وكانت عندها شجرة مائلة وكشك صغير يجلس باخله رجل يصنع لنفسه كوبا من الشاى.
كان ملثما هو الاخر لانه راهم من بعيد وهم قادمون فوضع اللثام وقف وحياهم وهو يقول الكبار فى انتظاركم يابوى حمدلله على السلامة. ردو الله يسلمك وفتح لهم باب من داخل الكشك فدخلو الى السراديب الذى كان يحفظها رجل مسلح وملثم عن ظهر قلب وكان يحمل فى يده اليسرى لمبة تشعل باكيروسين واوصلهم حيث يجلس اشيخ الكبير وانصرف كان الرجل يمشط ذقنه الطويلة باصابعه ونظر الى مصطفى وقالعلى فكرة يا استاذ انت اللى عملته فى مصر اوع تعمله تانى قال مصطفى انا عملت زى ما حضرتك قلت قال الشيخ لاماعملتش اسمع انت كنت بتدور ورانا وفتحت الشنطة وقفلتها تانى والكلام وصلنى واوع تكذب.. رد مصطفى اصلها كانت تقيلة وقلت اشوف فيها ايه الا يكون حد بدلها..قال الشيخ تقصد انها كانت تضيع منك وضحك هنا اللى يضيع شئ بيضيع ودى اخر مرة تدور ورانا ايوة يا ريس يا اسكندرانى اتفضلو عارفين بتاع اسكندرية قلبه ميت مشى فى الضلمة والريح وودى اللى طلبناه منه ومشى لكنه غلط برضه ..العربية اللى وصلتك اوع تخليها قريبة منك خدو بالكم يا بهوات الاخ نبيل حيروح اسكندرية ومصطفى حيفضل هنا معانا شوية واعطى نبيل ورقة بها رقم تليفون وقال تحفظه وتحق الورقة زى تليفون الخواجة وخد ده التليفون الجديد للخواجة لانه غيرمكانه ولما تكلمه حيقول لك تروحله فين..اتفضلو متشكرين سلم عليه نبيل وانصرف فناداه الشيخ الكبير قائلا خد يا استاذ انت تستاهل مكافئة واعطاه ظرف من نفس لون الاظرف الى يستعملها الخواجة وكان بداخله مبلغ كبير واخير قال لنبيل اتفضل علشان تحصلهم..مع السلامة.
لم يساله لامصطفى ولا امين بهلول عما قاله الشيخ ولكنهم احسا انه مكلف بعمل جديد ولكنهم لايعرفون ميعاده.
وما ان وصلا الى البلدة الى فيها السوق وحاثة القتل كان السوق تم فضه ومشى كل الناس الابعض جنود الشرطة الذين كانو يحرسون المكان حتى تتم معاينة النيابة له.
مرو كانهم لم يشاهدو شئ فالكلام يضر هنا ولا يفيد
.........................................................................................................................
6--3 ديروط 72
......................................................
........................................................
نهاية العام الدراسى كانت على الابواب بعد نهاية امتحانات النقل داخل المدرسة وكان نبيل يرتب اموره على ترك المنطقة والانتقال الى الاسكندرية او ترك الوظيفة برمتها .فقد بات يشعر انه ادخل نفسه فى دوامة لا يستطيع الفكاك منها واحس ان الشيخ الكبير ماهو الا اخطبوط خطر ويتاجر فى اشيا...ء اقلها الاثار والسلاح والمخدرات هل كانت حاجته للنقود هى التى جعلته يستسلم لهم ببساطة ام علاقته بالفتاة كريمة واصراره على الزواج منها؟ ام حب الظهور ففى خلال هذا العام اصبح يملك مبلغا من المال فى البنك و ملابس غالية الثمن ولكنه كان يحتفظ بها فى الاسكندرية.
وفكر ان كل شئ له اخر. ولكن السوال متى يجئ هذا الاخر؟
وذات صباح اتجه الى عمله فوجد خطاب انتداب الى سوهاج فى مركز اسمه البلينا..
ضحك وقال ايه البلينة دى يعنى ايه؟ قال له السكرتير يوسف اسمها البلينا يا استاذ اهو تتفرج على الاثارات بتاعة الفراعنة والمعابد اللى هناك.شكره نبيل وانصرف
كان هاجس انه اصبح رجل عصابات وخائن يساعد فى اخراج اثار بلده الى خارج البلاد يتعب اعصابه ويربك افكاره..ولكنه اجتاز مرحلة تانيب الضمير او التفكير فيما يمكن ان يحدث له ولكن بدات تظهر عليه طباع الحذر الشديد وحسن وسرعة التصرف فى المواقف الحرجة والمحرجة له...اصبح خطرا على نفسه ومن حوله دون ان يدرى.وفيما هو فى الطريق الى حيث يسكن قابل امين بهلول سبب المتاعب ولكن اى متاعب لقد رحب بها دون ان يسال ودون حتى ان يرفض بحجة خوفه على صديق له قال له امين بهلول وهو يقترب من اذن نبيل الشيخ الكبير عايزك وحدك دلوقت...قال نبيل متسائلا
يعنى امشى فى عز الحر ده وانت عارف المشوار كله مافيهوش حتى شجرة الانسان يقف تحت ضلها....قال امين بهلول والله ما على الرسول الا البلاغ .يللا بينا حاوصلك لغاية المعدية .لانه عايزك وحدك..
جازف نبيل بالمشى مع امين بهلول والذهاب وحده دون مصطفى عيسى وانه قريبا سيستغى عن امين بهلول وستتغير وسيلة الاتصال.
وصلا اخيرا الى القارب وكان هناك رجل يجلس مع المعداوى والذى بادر نبيل بالتحية وقال للمراكبى يللا بينا ولم ينطق طوال وقت عبور القارب للضفة الشرقية للنيل.
وعند وصول القارب لضفة النيل قال الرجل لنبيل اتفضل يا استاذ .الناس اعوان الشيخ لايتكلمون الا حسب مايريدون وبكلمات مقتضبة ...بداء نبيل يحفظ الطريق ومشى فى نفس الدروب صاعدا لمكان الشيخ الكبير ولكنه كان يقابل فى طريقه من يحمل السلاح ويرد عليه السلام ليكمل طريقه الى مكان الكوخ ولكن فى هذة المرة لم يجد لا الكوخ ولا الرجل الجالس فيه كانت هناك الشجرة الكبير فقط التى تنمو فى هذا المكان القاحل...وقف متحيرا وحسب نفسه تاه فى دروب الجبل ولكن ما هى الا لحظات حتى سمع رجل يقول اتفضل معايا من هنا وواصل السير مع الرجل الى ان وصلا الى فتحة فى الجبل اشبه بالمغارة ولكنها ضيقة قليلا وتسمح بدخول رجل .واحد فقط دخل نبيل ومعه الرجل حتى وصلا الى منطقة السراديب بعد ان غرق فى عرقه بسبب الحر الشديد واعطاه الرجل قلة فخارية وهو يقول اشرب يا استاذ اخذ نبيل يعب الماء ويضع البعض منه على راسه ويمسح وجهه بمنديل كان معه وقال له الرجل وهو يشير الى مقعد حجرى بالقرب منه احد المشاعل الموقدة بالكيروسين..وقال انتظر هنا شوية وحرجع لك كانت فرصة ليلتقط نبيل انفاسه بعد اجتيازه لهذا الطريق القاتل..
ظل نبيل جالسا ومرت بضع دقائق حتى رجع الرجل وقال لنبيل تعالى معايا.
وذهبا لمقابلة الشيخ الكبير وما ان وصلا حيث يجلس الشيخ حتى انسحب الرجل تاركا نبيل ليكلمه الرجل. سلم نبيل على الشيخ قائلا ازيك يا مولانا ..لم يرد الشيخ . وترك نبيل يقف محرجا .وبادره قائلا اسمع ياولدى انت الاسبوع الجاى رايح البلينا تراقب امتحانات هناك صح؟ قال نبيل مظوط حضرتك ... انت حتروح لواحد فى العرابة المدفونة وحتاخد اسمه دلوقت وحتتغدى عنده وحيديك شيلة كانها زيارة ..الكلام ده حيكون اخر يوم لك هناك ومش حتركب القطر فيه عربية حتوصلك انت والرجل اللى حيشيل معاك .وبعد ما توصل مصر حيتبدل الراجل اطمئن واتصرف عادى والعنوان الجديد حتاخده مع اسم الراجل بتاع البلينا ...حتروح تتفرج على المعابد فى العرابة المدفونة والباقى زى ما قلت لك..رد نبيل تمام...اللمشوار ده بتاعك ودى اخر مرة تيجى هنا الا اذا كنا عايزينك فاهم وامين بهلول انتهى الكلام معاه...واخرج الشيخ من جيب عبائته مظروفا وقال لنبيل خد يا ولدى يمكن تحتاح مصاريف فى اسكندرية وضحك..قال نبيل كفاية كدة حضرتك مغرقنا بجمايلك قال الشيخ خد الظرف ويللا اتكل والكلام فى الموضوع ده مع امين او مصطفى مفيش..مع السلامة
.................................................................................................................................
6--4 --ديروط 72
...........................................................
............................................................
مر اسوعا الامتحانات ولم يبقى الا يومان على نهاية وجود نبيل فى الصعيد كما كان يظن ويرجو ...كان اليوم هو الثلاثاء وكان المفروض ان يذهب الى منطقة عرابة ابيدوس فى اخر يوم له فى البلينا ولكن فضوله وحبه لرؤية الاثار المصرية القديمة دفعه الى مغادرة مركز البلينا والسؤا...ل عن العرابة المدفونة فاشار اليه رجل من اهل المنطقة التى كانت بها استراحة الاتحاد الاشتراكى حيث يبيتون ايام الامتحانات هو والمراقبين الغرباء عن البلدة فلم يكن هناك مكان للمبيت غير هذة المدرسة القديمة التى وفرها احد اعضاء الاتحاد الاشتراكى فى البلدة..قال الرجل لنبيل موقف السيارات مش بعيد....واخذ يصف المكان بالتفصيل ونبيل يشكر الرجل الى ان قال حيعجبك المعبد اللى فى العرابة المدفونة قوى يا استاذ....شكره نييل وانصرف الى الطريق المؤدى عرابة ابى دوس او المدفونة كما هو الاسم الشائع . وما ان وصل الى موقف السيارات حتى وجد هناك رجل ينادى باعلى صوته حتى يركب من يريد هذة المناطق وسال نبيل الرجل فرد قائلا اركب يا استاذ العربية دى بتمر من هناك وركب نبيل فى المقعد الامامى وكان هناك ثلاثة رجال جالسين وسيكون هو الرابع رغم ان المكان لا يتسع الا لراكب واحد .وانطلقت السيارة فى طريقها ونبيل ينظر الى الطريق .و هو يضع زراعه اليمنى ومعظم جسمه خارج السيارة طرق زراعية ضيقة ونخيل ومنظر جميل وسال السائق على مكان نزوله فرد عليه لما تجى العرابة حتنزل .وتم ما قاله السائق ونزل نبيل على الطريق ولم يكن هناك غير طريق ضيق يتجه الى القرية التى بها المعبد ومر رجل من اهل القرية يحمل فؤس على كتفه فساله فرد الرجل العرابة المدفونة قدامك انت سايح والا جاى لحد ..قال نبيل لا انا رايح اشوف المعبد ...رد الرجل اهو هناك قدامك وانصرف...
وصل نبيل الى المعبد وكانت هناك لافتة مكتةب عليها معبد رمسيس بناه سيتى الاول وما ان دخل المعبد حتى راى مجموعة من الاجانب ومعهم دليل سياحى يرتدى ملابس اهل الصعيد وهو يشرح لهم الرسومات الموجودة على جدار المعبد باللغة الانجليزية والمضحك ان الرجل كان عنده لازمو لاتفارق فمه فبعد كل جملة ينطقها كان يقول واخد بالك يا خواجة وكان هناك سائح يشير الى جدار المعبد وهو يقول لصديقة معه واخد بالك يا خواجة....ظن الرجل ان اسم الجدارية المنحوتة اسمها واخد بالك يا خواجة....
كانت هناك منحوتات وكتابات على الحائط تمت ازالتها بفعل فاعل وخاصة بعص صور اله الخصب عند الفراعنة.. مهولة اثار مصر القديمة وتجبر من يشاهدها على التامل فى صمت ...حتى مهربى الاثار كانت تجبرهم اثار الفقراعنة على احترامها خشية لعنة الفراعنة المزعومة...قضى نبيل نحو الساعتين وهو يتجول داخل المعبد بالقرب من الوفد السياحى ولما هم بالخروج وجد رجل يقول له انت الاخ نبيل اجاب نبيل وهو يتوجس خيفة من الرجل نعم .حضرتك تعرفنى ؟..قال الرجل ابدا لكن الميعاد لسة عليه يومين.قال نبيل انا عارف لكنى جيت اتفرج على الاثارات .قبل ما امشى..
قال الرجل كويس اديك عرفتنى بعد بكرة حتلاقينى واقف جنب عربية اجرة عند محطة القطر اركب فيها ...قل نبيل ماشى ..ومشى الرجل مسرعا فى طريقه الى خارج المعبد وتبعه نبيل حتى يرجع الى بلدة البلينا حيث يقيم فى ايام هذة المهمة ولكنه وجد امامه زميل له كان دائم المزاح اسمه مقلع....وقال له مقلع لما انت غاولى تعمل سايح مش كنت تقول لى؟ تعالى معايا وان حشرح لك اجدع من خمسين واحد من بتوع السياحة بلا مرشد بلا بتاع.
كان مقلع فعلا كما قال فقد كان عنده كم من المعلومات الاثرية ادهشت نبيل الذى كان يتابع شرحه بانبهار شديد واشار مقلع الى فتحة فى سقف المعبد لم ينتبه اليها نبيل من قبل وقال الفتحات دى بتنور المعبد طول السنة وكل فصل تدخل من فتحة حسب دوران الارض. اخيرا انتهت الجولة داخل المعبد وخرج مقلع ليرشد نبيل عن اماكن اثرية اخرى داخل القرية لولا مقلع ما شاهدها نبيل ..ولما ساله انت جايب كل المعلومات دى منين .رد مقلع انا هوايتى الاثار ومعرفة اصلها وفصلها وخصوصا اللى فى المنيا بلدى قريبا لو حتيجى المنيا حاوريك معبد الدير البحرى ده موضوع تانى..على فكرة ده بتاع ملكة اسمها حتشبسوت...لم يكن يستعرض معلوماته ولكنه كان يصف اشياء كانها داخل منزله..قال نبيل انشاء الله انا عايز ارجع البلينا كفاية كدة اثار النهاردة..قال مقلع تعال نقف على الطريق العربيات كتير راجعة ومعظمها فاضى.
اتجها الى الطريقالذى تمر منه السيارات وكان مقلع يشير الى كل سيارة تمر مسرعة
الى توقف احد السائقين ونظر متسائلا البلينا؟ قال مقلع وهو يفتح الباب خدنا معاك يابو العم رجع نبيل البلينا وهو متعب من هذة الرحلة بسبب حرارة الجو و سوء المواصلات ...وما ان وصل الى الاستراحة حتى صعد ونام ..ولم يفكر لافى طعام ولا شراب
انتهت ايام العمل فى البلينا وذهب نبيل كما قال له الرجل عند محطة القطار كان هناك بعض الركاب يمشون فى طريقهم الى المحطة الفارغة ..من كل شئ فلم يكم هناك مقاعد ولا شباك للتذاكر ولا اى مقهى او بائع للسندوتشات ..نظر نبيل الى سيارة توقف بجانب المحطة وخرج منها رجل واشار ليه فذهب نبيل مسرعا الى حيث تقف السيارة وركب السيارة ولم يركب الرجل معه ولكنه وضع مقطف كبير فى المقعد الخلفى حيث يجلس رجل نحيل الجسم ولا يتكلم مع احد
...........................................................................................
6---5--ديروط 72--اخذ السائق يقود السيارة اجرة بسرعة كبيرة كانه يسابق الريح او يحاول سباق الوقت وصوت اغنية صعيدية حزينة ينبعث صوت مغنيها من راديو السيارة والسائق يهز راسه وهو فى حالة من النشوى لسماع كلمات هذة الاغنية كانت المسافة كبيرة من مركز البلينا الذى يعتبر اخر مراكز محافظة سوهاج مرورا بمراكزها ومدنها الكثيرة حتى وصل الى مركز طهطا وهناك تزل الرجل النحيف وحل مكانه رجل اخر متجهم الوجهه والصمت يغ...لفه ايضا لدرجة ان الجالس فى المفعد الامامى حيث يجلس نبيل يحس ان السيارة لا يوجد بها الاهو كان الرجل طويل القامة عريض الصدر له وجنتان بارزتا العظام وشارب ضخم ولكنه كان حليق الذقن ويرتدى جلبابا صوفيا رغم ان الجو كان حارا وخاصة فى بداية شهر يونيه .سند الرجل بيده على المقطف الكبير الموضوع بجانبه وراح فى نوم عميق..والسيارة تنهب المسافات نهبا وسرعة السيارة عالية كما هى مما جعل نبيل يقظا وعينيه على الطريق وقد سام طول المسافة.. كان نبيل سبق ان ارسل حاجياته الى الاسكندرية ولم يكن معه الا حقيبة صغيرة يضعها اسفل رجليهاخيرا وعند الساعة السابعة وصلت السيارة الى ديروط و كان السائق يتوقف كل مسافة محددة ويملاء سيارته بالبنزين و يطمان على زيوت المحرك
افاق الرجلا لمتناوم الذى يجلس فى المقعد الخلفى وقال للسائق استنى هنا . الولد تغيان مستنينا عند القهوة اللى هناك..واشار الى مقهى يبعد قليلا عن مكان محطة البنزين تزود بالبنزين واكمل زيوت السيارة .وقال لنبيل لو عايز حاجة انزل خدها من هنا علشان وقفتنا الجاية فى الواسطى انشاء الله نزل نبيل واخذ يفرد رجليه ثم دخل المقهى ودخل الحمام الوحيد الموجود بادخلها وكان رائحة البول المركزة تتصاعد من داخلها فرجع نبيل مسرعا كانت هذة المرة الاولى التى يشاهد فيها هذا المقهى لانه كان خارج البلد وبعيد قليلا عن العمران استمر السائق فى السير والوقوف لاكثر من مرة ونبيل ينظر الى الطريق ويفكر هل تكون هذة المرة الاخيرة للمرور على هذا الطريق ام ان للايام تصاريف اخرى ...وفكر صحيح انه اخلى طرفه من المدرسة قبل الامتحانات ووكل السكرتير يوسف ليتسلم متعلقاته الماليه ولكنه كان يشعر انه سيعود الى هذا المكان مرة اخرى.
اخيرا وصلت بهم السيارة الى القاهرة واستمر الرجل بالسير حتى توقف فى مدينة بنها كانت الساعة تقترب من التاسعة صباحا من اليوم التالى لهم وهم على الطريق نزل نبيل والسائق ولكن الرجل الضخم كان جالسا يحرس المقطف الكبير بكل مافيه وقال السائق لنبيل معلهش يا ستاذ التعليمات اللى عندى كانت بتقول اقف فى نفس الاماكن اللى وقفنا فيها ....رد نبيل الله ينور يا اسطى...قال السائق وعليك ...اسمع لو عايز تفطر انا قاعد هنا نص ساعة وبعديها نتوكل على الله.وافق نبيل
بعد ان افطر نبيل وتناول كوبا من الشاى .خرج كان السائق نائما مكانه فى السيارة والرجل الضخم يجلس خلفه وهو يعبث فى شعر شاربه...ترك نبيل سائق السيارة ينام حتى يستطيع اكمال الطريق فهو سائق ماهو ويملك قوة تحمل عالية ولكن الشمس كانت قد بدات تضايقه وهذة قمة التعب العصبى لرجل لم ينام طول الليل وعيناه على الطريق. مرت ساعة و نصف الساعة والرجل نائم وافاق من نومه وظل يتثائب ويرفع يديها الى جانبى صدره متمطئا ثم نهض ووضع بعض الماء على وجهه وراسه واخرج منديل من جيبه واخذ يجفف الماء المنساب على وجهه المتعب..ولكنها التعليمات لان الوقوف الكثير خطر على مايحمله وكان نبيل يعرف ذلك ولم يقلق.
اكمل السائق سيره بالسيارة وتعجب نبيل من امر السائق لاختياره الطريق الزراعى رغم ان الطريق الصحراوى كان اسرع يمكن تعليمات ادارة عموم الجبل هى اللى بينفذها
وصلت السيارة قرب نهاية الرحلة وعند مدخل الاسكندرية كان هناك كمين لشرطة المرور وقف السائق وباعصاب باردة اخرج تراخيص السيارة والسواقة الخاصة به واعطاها لامين الشرطة الذى ساله انت جاى منين قال الرجل من اسيوط .
اخذ اوراقه من امين الشرطة وانطلق الى داخل المدينة وبالقرب من الكورنيش عند منطقة الابراهيمة توقف امام احدى العمائر ونزل وفتح باب السيارة للرجل لضخم واخرجا المقطف الكبير وكان ثقيل الوزن حمله الر جل على كتفيه وهو يقول لنبيل اتفضل يا استاذ كان بصوته لثغة مضحكة ولكن نبيل تحكم فى نفسه وصعد مع الرجل وهو يحمل حقيبته الصغيرة ووصل الى شقة مغلقة بالطبق الثالث ووقف ارجل ووضع المقطف ارضا واخرج من جيبه سلسلة مفاتيح اعطى منها ثلاث مفاتيح لنبيل واشار لمفتاح نحاسى قائلا ده مفتاح الشقة فتح نبيل باب الشقة ودخل هو والرجل الضخم وقال الرجل اسمع يا استاذ الشقة دى شقتك من هنا ورايح لكن اوع تكلم حد من التليفون بتاعها والحاجات دى حيجى الخواجة هنا ياخدهم انت عارف الخواجة طبعا لو الباب خبط عادى افتح الشراعة واصرف اللى جاى الا اللى يخبط ثلات خبطات وبعدين اتنين ويكررها حتعرف انه مش غريب.خد قبل مانسى الورقة بتاعة العنوان الجديد وتليفون الخواجة وكلمه من برة البيت انا ماشى سلام عليكم ثم رجع مؤكدا لنبيل اوع تمشى قبل مايجى الخواجة ..وانصرف
..........................................................................................
-6--6-ديروط 72----كانت الشقة التى جعلوها مركزهم فى الاسكندرية تطل البحر ولا يفصلها عنه االا طريق الكورنيش فتح نبيل نافذة من نوافذ الشقة الواسعة وهو يحاول استكشاف ما حوله .صحيح انه مر كثيرا من منطقة العمارة التى بها الشقة ولكن المهم الان ان يعرف شكل وطباع حارس العمارة وهل هو وحده ام مع عائلة..ففى وضعه هذا يجب عليه معرفة كل كبيرة وصغيرة مما يدور حوله سيطرت عليه عقليه رجال العصابات وبات يفكر فى حماية... نفسه ومن معه ممن حوله. اتى بالغابة الى داخل راسه اذا فالبقاء للاقوى والحذر واجب خاصة ممن يعملون معه ولا يعرفهم اخذ يفكر فى الخواجة وحارسه الذى لايتكلم والشيخ الكبير وراس الافعى امين بهلول وكل من لاقاهم حوله كلهم يجب الحذر منهم .
احس نبيل بجوع شديد فغادر الشقة ونزل الى الطريق وكان يعرف ان محلات بيع الاغذية والبقالين تقع خلف العمارة بشارعين اشترى بعض السندوتشات وذهب الى مقهى قريب وطلب كوبا من الشاى واخذ ياكل بسرعة وكل تفكيره فى الشقة وما فيها وما احضروه زبانية جهنم الذين يعمل معهم..شرب الشاى وغادر مرة اخرى الى الشقة التى لم يعرف مافيها من اشياء .ولم يدخل اى حجرة غير الصالة التى فتح نافذتها كانت شقة متوسطة الحجم مكونة من حجرات اربعة تفتح كلها على الصالة الكبيرة والتى بها سجادة كبيرة وعليها منضدة وعدد من المقاعد الخاصة بها اما باقى الحجرات فكانت مغلقة فتح الباب القريب من النافذة لاحدى هذة الحجرات الاربعة كان بها فراش وصوان كبير للملابس وسراحة بها مراة كبيرة كانت حجرة نوم جيدة اغلقها وفتح الباب الذى يواجهها كان من الواضح انها حجرة مكتب .
رجع الى الحجرة الثالثة وفتحها كانت خاصة بالضيوف ..صالون من الطر از القديم اما الحجرة الرابعة فلم يفتح بابها حتى بعد ان حاول مرة ومرة وهى التى كان بها المقطف الكبير الذى احضروه من البلينا.
رجع واخذ يفتش فى حجرة المطبخ كان بها كل شئ من ادوات الطبخ وموقد الغاز والثلاجة كانت ملبيئة بكل ما يحتاجه ساكن الشقة...فكر اذا هناك من يملك مفتاح للشقة غيره..اذن هناك موضع ثقة هو من يقوم بالتنظيف و شراء لوازم المقيم بهذا المكان.
ما ان انتهت جولته لاستكشاف ما حوله حتى خبط الباب الخبطات الثلاثة ثم تبعها خبتطين ..فتح شراعة الباب فشاهدالخواجة وكان معه حارسه الضخم ..قا ل ا لخواجة
افتح الباب يا استاذ... ودخل الخواجة وكان من حركاته انه يعرف المكان جيدا ودخله من قبل واتجه الى الصالون وفتحه ثم اعطى مفتاح الحجرة المغلقة لحارسه وقال له هات الحاجة من جوة يابو حسان ذهب الرجل وعاد وهو يحمل المقطف على كتفه ثم انزله ارضا برفق وخرج من الحجرة .تاركا الخواجة بصحبة نبيل .اخرج الخواجة مطواة حادة النصل وقطع بها غطاء المقطف وكان من قماش متين مما يستعمل فى قلوع المراكب النيلية..نظر الخواجة داخل المقطف وقد اتسعت حدقتا عينيه دهشة مما شاهد كانت تماثيل صغيرة جرانيتية يبدو انها ذات قيمة عالية .لانه ابتسم برضا وهو يشاهدها.
قال لنبيل على فكرة يا اخ نبيل انت وشك حلو علينا كام عملية زى الفل لكن دى حاجة تانية...على فكرة انت كنت محطوط ستارة للشغل يعنى لو اتكشف ..وضحك بس انت كنت ناصح وعجبتنى وكلمت الشيخ الكبير عليك وهو اللى خلانى اعلمك اهم حاجة فى الشغل قال نبيل ...تطلع ايه اهم حاجة فى الشغل؟ قال الخواجة...انك تعرف الحتة الاصلية من المضروبة..ومد يده واخرج تمثال صغير وقال لنبيل بص فيه ايه تحت قاعدة التمثال دى اسمها خرطوشة..زى ختم الدهب .ده غير نوع البوية اللى مفيش زيها دلوقت وفيه حاجات تانية حتعرفها .اخذ يشرح لنبيل وكل صغيرة وكبيرةفى طرق فحص اى اثر وقال كمان عندنا جهاز جديد بالاشعة جايبينه من برة بيقول عمر الاثر لكن العين الخبيرة مهمة جدا...اسمع يا نبيل الايام دى انت اجازة حتصيف براحتك لكن روح استلم شغلك الاول من وكالة الوزارة ..مهم اوى انك يبقى لك شغلة ...لكن الباقى خليه لنا ....رد نبيل وانا ايه اللى حاعمله هنا ..قال الخواجة ولا حاجة تصيف وتستنى ولو عايز تكلمنى خد النمرة دى واخرج من جيبه قلم وورقة صغيرة وكتب رقم
تليفون...وقال التليفون اللى هنا لمكلماتك الخاصة لكن ممنوع تكلم حد من بتوع شغلنا من هنا كمان خللى بالك ستات هنا مفيش الا الشيطان شاطر...صعدت الدماء لوجه نبيل وقد احس بالحرج الشديد وقال حضرتك انا متربى كويس ومش سكتى الكلام الفاضى ده...ضحك الخواجة قائلا هو انا قلت انها سكتك انا خايف عليك الا يعملوك سكتهم يعنى عينك تبقى مفتحة...واخرج الخواجة من جيبة ظرف كبير وقال مصاريف الصيف بتاعتك يا استاذ ..ثم صاح يابو حسان تعالى ..انقل الحاجات دى بالراحة فى الشنطة الكبيرة وحطها فى العربية..سلام بقى يا عم نبيل وابقى كلمنى زى النهاردة الشهر الجاى...واوع النمرة دى تقع فى ايد حد ...وانصرف وتابعه ابو حسان مازال يضع التماثيل فى الحقيبة الكبيرة ونبيل يراقبه...وما ان انتهى حتى حمل الحقيبة على كتفه ونزل ليلحق بسيده....الخواجة
.......................................................................................
بقية6--6--ديروط 72--فى اليوم التالى لتسليمه قفة الاثار الكبيرة للمدعو الخواجة ذهب ليتسلم عمله قى المكان الجديد بعد انتقاله من ديروط الى الاسكندرية كانت علامات عدم الاهتمام واللا مبالاة ترتسم على وجهه ..فهو يعرف انه ذاهب لاستلام ساتر يستتر ورائه كما تستتر العصابة ورائه كلهم ستائر لبعض و للرؤوس الكبير ابتداء من الموردون والناقلون والشيوخ الجالسين فى الجبال .وتسال لماذا يجلس رجل ليس محكوما بجناية او... ممن عليهم ثار ويخاف من القتل لماذا يجلس فى هذة الاماكن؟ يبدو ان الوضع اكبر من تفكيره الضحل وتكوينه الاكثر ضحالة وفكر يللا بلا وجع دماغ الراتب مش محصل جنية يومية خمسة وعشرون جنيه فى الشهر وضحك .وتنبه على صوت الموظف الواقف امام مكتبه والذى كان يقول خير انشالله ضحكنا معاك يا استاذ رد نبيل انا باضحك على حالى يافندم قال الموظف يا بختك..بتضحك؟ تنبه نبيل الى منظر الموظف الواقف امامه كان شكله يبعث على الضحك ولكن من الادب تماسك نبيل كان الرجل له صلعة ويربى شعر جانبى راسه ويمشطه على الجانبين للداخل حتى تختفى الصلعة ولكن لسبب ما وقف شعر راسه واصبح الرجل كان له قرنين كان نبيل قد اشترى علبة سجاير اجنبية كما نصحه زملائه واخذ يعزم على الموظف الذى يتعامل معه حتى وصل الى الاخير هذا وكان اسمه ممدوح ..اشعل ممدوح السيجارة التى اعطاه اياها نبيل واخذ ينفث دخانها وهو يتكلم ويتكلم ثم نظر الى نبيل وقال متسائلا هو انت مابدخنش؟ رد نبيل.لا ليه؟ قال ممدوح طيب يا اخى شايل علبة السجاير ليه هاتها اريحك منها التدخين مضر....اعطاه نبيل بقية العلبة فقام الرجل مسرعا وختم خطاب استلام العمل وقال لنبيل تروح بكرة على المدرسة اللى مكتوب اسمها هنا..شكره نبيل واخذ منه الخطاب وانصرف....وتذكر انه لم يذهب الى منزل العائلة منذ وصوله من يومين .اسرع بطلب اول سيرة اجرة شاهدها واخبر السائق على مكان وصوله..
ثم تذكر ان الظرف الذى اعطاه اياه الخواجة مازال فى جيبه فقال للسائق ان يذهب الى بنك جيث يملك حساب جارى فى احداها فذهب لايداع ما معه من نقود ويعمل حساب مصروفه فقط كان حريصا الايعلم احد من اهله عن حساباته شئ.
رجع الى بيته فقابلته امه بترحاب وفرح شديدين وكانت تبكى فرحا لروئية ولدها الذى طالت غيبته .واخبرته ان ابوه مريض ودخل المستشفى من اسبوع بعد ان فاجئته نوبة قلبية. ذهب الى المستشفى حيث يرقد ابيه واخذ يسال عن مكان تواجده فاخبروه انه بالانعاش...كان عبد الغفار افندى تعبا فى الايام الاخيرة . فقد تعب قلبه من المرض ومن عذابات السنين.
ذهب نبيل واتصل بالخواجة واخبره بحالة والده حتى لا يرسلوه فى عمل مفاجئ..كان الخواجة رجل مجامل واظهر انزعاجه لمرض ابو نبيل وقال لنبيل خليك مع ابوك وانا حابعت راجل لك دلوقت فى المكان اللى انت فيه ...خليك قدام باب المستشفى.
وما هى الا ربع ساعة حتى اتت سيارة نزل منها رجل وسال الاستاذ نبيل عبد الغفار رد نبيل ايوة...قال الرجل الف سلامة على الوالد الخواجة بيمسى عليك وبيقول لك دول علشان علاج الوالد واعطاه ظرفا كبيرا من الاظرف الصفراء التى اعتاد نبيل على اخذها منهم وانصرف الرجل .
فى منتصف هذة الليلة مات عبد الغفار افندى
.....................................................................................
6---7 ديروط 72--جلس رجال الخواجة الى اخر العزاء الى ان وصل الخواجة والفراش يفك سراق العزاء كان نبيل واقفا ومعه اخوته الذين استاذنو ليسافر من انتهت اجازته الى وحدته العسكرية او الى داخل المنزل حتى لا يتركو امهم وحدها فى هذا الظرف القاسى اما نبيل فكان يبدو متماسكا منذ سماعه لخبر موت ابيه حتى وداع اخر المعزين الى ان حضر الخواجة واخذ نبيل جانبا وقال له كان لازم اتاخر حتى لا يرانى احد وان فى الشادر ..ل...م يعلق نبيل وشكره هو وباقى الرجال على حضورهم ثم سال الخواجة عن الشقة وما اسم صاحبها تحسبا لسؤال اى سائل ..قال الخواجة انت مش عارف ان عقد الشقة بقى باسمك حتلاقيه تحت المخدة جوة اوضة النوم هناك..ومكتوب اسم اللى اتنازل لك..بس كدة سلام وابقى كلمنى فى اى وقت بعد الساعة اتناشر .على فكرة وشك حلو اوى اوى وكله تمام ثم قال لنبيل محتاج شئ قبل مانمشى قال نبيل لا كدة كتير قوى ....رد الخواجة احنا لازم نشوف رجالتنا كويس اتمسى بالخير.
انصرف الجميع واصبح الشارع فارغا من الناس بعد فك السرادق واخذ الفراش متعلقاته من مقاعد ولمبات وغيرها.
وما ان صعد نبيل الى شقتهم حتى راى امه مازالت تبكى الرجل الذى عاشت معه معظم سنين عمرها ولكنها تماسكت وهى ترى ابنها فى حالة مزرية وقد انهكه المجهود طيلة الايام الاخيرة .واخذت تربت على كتفه . وهى تسال نبيل كعادتها اتعشيت يابنى قال نبيل لا انا مافطرتش قامت مسرعة واحضرت طعاما ووضعته امامه وهى تقول كل يا حبيبى وظلت تواسيه رغم انها كانت تواسى نفسها بكلمات المواساة هذة.
وقالت .هى البت سوسن فين ?كانت سوسن ترتدى السواد وهى تقوم على خدمة المعزيات واصرت على البقاء بجانب ام نبيل حتى نهاية العزاء حتى انها صنعت العشاء للجميع بنفسها..قالت ام نبيل لسوسن كفاية ياسوسن انتى تعبتى اوى النهاردة كفاية كدة يا بنتى اسمعى الكلام وريحينى يللا يا حبيبتى روحى بقى كفاية قالت لها سوسن حاضر يا اما. كما كانت تنادى ام نبيل...اما.....
نظرت اليها ام نبيل نظرة الام الى ابنتها الوحيدة وهى تغادر الى بيتهم القريب وقالت لنبيل وصلها يا نبيل يابنى الدنيا ليل قام نبيل بتوصيل سوسن الى منزلهم وهى تكتم فرحتها فها هو نبيل يمشى الى جانبها كانت سعيدة وتخاف من ان تقول له كفاية كدة ارجع .وما ان وصلت الى منزلهم حتى شاهد امها تقف على الباب فسلم عليهم وشكر لهم حضورهم.
استلم نبيل عمله الجديد وهو غير مهتم به ولا بمن فيه كان كارها لهذا العمل ولا يريد البقاء فيه فقد جرب النقود الكثيرة واصبح مايصرفه على مواصلاته ونثرياته يساوى ستة اضعاف مرتبه فقد كان رؤسائه منتى السخاء معه منذ اليوم الاول لقد اشتروه فعلا.
كانت المدارس فى اجازة الصيف فانصرف من عمله مبكرا واتجه الى شقة المصيف لانه كان يفكر فى مشاهدة العقد الذى قال عليه الخواجة.
وما ان دخل الشقة حتى اتجه الى جحرة النووم ورفع الوسادة فوجد عقد ايجار من الباطن من رجل يدعى عبد الباقى حسنين ومكتوب ان الايجار عشرون جنيها شهريا. وموقع من كل اصحاب الشان ..وضعه اسفل الفراش ...وقد اطمان قلبه لا لانه اصبح مؤجر لهذة الشقة ولكن حتى يستطيع ان يواجه من يساله انت مين ؟
ما ان وضع عقد الشقة حتى سمع خبط شديد على الباب وصوت يامره ان يفتح البابتوجس خيفة وقام وفتح الباب بسرعة ليشاهد وهو فى ذهول ضابط شرطة .ومعه اكثر من عسكرى شرطة وهو يقول معايا امر بتفتيش الشقة الشقة دى بتاعة مين؟ يابنى اتكلم قال نبيل الشقة بتاعتى..قال الضابط وهو يزيحه من امامه طيب اوع خش يابنى فتش دخل العساكر وفتحو جميع الحجرات وقالو للضابط الشقة فاضية يافندم نظر الضابط الى نبيل هم راحو فين؟ رد نبيل هم مين سيادتك .؟ قال الضابط انت مش عارف مين؟ النسوان اللى هنا ياروح امك. رد نبيل مفيش اى كلام من ده..قال الضابط امال قاعد فيها لوحدك ليه ياروح امك اتكلم يا وله.وفجاة دخل البواب وقال نبيل افندى مالوش دعوة بالمواضيع دى يابيه الكلام ده فى الشقة اللى قدام حضر تك الشقة نمرة ستة دى نمرة خمسة ...ثم قال معلش يا نبيل بيه.الاخبارية جاية على الشقة اللى فى وشك..قال الضابط للعساكر افتحو الشقة التانية كانت فعلا مليئة بالبلاوى كما قال البواب ...خرج منها اربعة نساء عرايا ومعهم المشاركين وكان هناك رجل تعدى الستين كان يقول بلاش فضايح ..انت حتموت ولادى كدة وحتعرف انا مين.قال له الضابط اسكت يا بتاع انت انا عارفك انت مين دلوقت .خدوهم علبوكس.
توجه الضابط ناحية نبيل معتذرا وهو يقول حضرتك عارف ده شغلنا .قال له نبيل ايوة شغلكم .مع السلامة واغلق الباب خلف الضابط.ودخل وهو يحمد الله ان الشقة لايوجد بها اى من الاثار ...دفعه الفضول للنظر تحت الفراش وراى العجب العجاب كان هناك اكثر مقطف ولكنهم كانو صغار الحجم كان فيهم نفس التماثيل والجعارين الزرقاءذهل نبيل وقام بنقل المقاطف الى حجرة الجلوس وو ضعها اسفل طاقم الصالون الضخم واخفاهها عن الاعين..واغلق الشقة وانصرف...
...............................................................................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق