الأربعاء، 11 فبراير 2015

.بقية ديروط 72 ......والنهاية

.8--------------ديروط 72
.....................................................................................
..........................................................
جلس الشيخ الكبير فى مكانه داخل السراديب الفرعونية فى جبال الحوطة الشرقية وهو يتكلم فى هدوء مع احد مستشارية وكان رجلا فى الخمسين من عمره طويل القامة ويميل الى النحافة وله وجه عجيب وسحنة كسحنة الذئاب وعندما يتكلم يميل على اذن محدثه ....قال الشيخ الكبير عيد السوهاجى ضربوه فى اسكندرية ياشعبان الولد مات فى ساعته بطلقة فى نص راسه والولد الاسكندرانى اللى راح مع الخواجة مانعرفش عنه حاجة وكمان بطل يروح شقة الابراهيمية كانه عرف ان ولادنا مستنينه.
المهم بيقولو ما اتكلمش مع البوليس .رد المستشار قائلا حتى الولد اللى كان بينقل اخبارهم اختفى خلى بالك الخواجة مش سهل وانا بقول يعنى نستنى لما الموضوع يبرد ويبداو ينسونا وبعدين نصتادهم براحتنا...قال الشيخ الكبير انت نسيت يا بشير ان الولد جه هنا وعارف كل صغيرة وكبيرة عنا والود ده موش ساهل ياخوى.ويظهر ان له معارف شداد ده غير اللى مع الخواجة. لكن ازاى عرف مكان الحجات اللى كان مخبيها عبد الرزق الله يسامحه...قال المستشار قلت لك الولد موش سهل.والخواجة خلاه معاه واحنا السبب.طيب كنا نبعت صاحبه مصطفى لكنك خلصت منه بدرى .ومحدش سال عنه ومانقدرش نبعت امين بهلول لانه معروف وحيحصل السوهاجى.والحمد لله السوهاجى مقطوع من شجرة.قال الشيخ كلامك تمام نستنى شوية والولد ده حسابه معايا هو والخواجة.
واستدار وصاح باعلى صوته يا صبحى امين بهلول عندك.رد صبحى مسرعا اهو جاى ياكبير..دخل امين بهلول واكتمل مؤتمر ابناء اوى قال الشيخ لامين بهلول اقعد يا امين وقول لى تعرف بيت الولد نبيل الاسكندرانى.قال امين لا اخر مرة رحنا له كان فى شقة الابراهيمية وحتى الراجل اللى كان بيراقبه يظهر ان الخواجة خلص منه..فيه سبب كبير الخواجة يهتم بيه كانه من عيلته يا خسارة كان نافعنا. وبعدين اكيد قاعد بحراسة موش حايسبه الخواجة وحده خصوصا انه كان متصاب ومحدش عارفه نجا والا غار وحصل السوهاجى الله يرحمه.
قال الشيخ يعنى ما تعرفش مكانه طيب انت عارف محمد واد توفيق بتاع وكالة الخضار هو اللى خيجيب مكان وجوده تروح تكلمه وتديله اوصافه ياريت كان ليه صورة وهو متصور مع الاثارات فين الفيلم قال امين بهلول الفيلم اتحرق وكان اسود كله واحنا بنحمضه..رد الشيخ طيب انت تروح تكلم محمد توفيق دلوقت.واوع حد يسمعك
انصرف امين بهلول وبقى المستشار مع الشيخ الكبير ثم قال اقول لجنابك يا مولانا
بس ماتزعلش .قال الشيخ اتكلم ياخوى مناقصاشى .قال المستشار نتفاهم مع الولد بالراحة ونرجعه لينا وعلى فكرة احنا لما سيبناه مع الخواجة كان بيحسبه معانا والكلام ده قاله لامين بهلول لكن انت عارف واد بهلول كلامه قليل .فكر الشيخ ثم قال نشوفه فين الاول وبعدين يجى الكلام...صليت العصر ياحمدان قال المستشار وجب يا كبير.
مملكة الجبل يقودها رجل مسيطر ويوحى لاتباعه انه الامين الاول على الدين والدنيا
ويصرف على رجاله ببزخ من تجارة المخدرات والسلاح وسرقة الاثار ..ولكنه كان تابعا لاناس تخطط لما هو اكبر ولا يعرفه احد لانه دائما براس الكبير اما الباقى فكانو ينفذون اوامره بلا وعى...
ذهب امين بهلول لسنترال المدينة وطلب مكالمة للاسكندرية وجلس منتظرا فقد كانت المكالمات بين المحافظات تاخذ وتقتا كبيرا حتى يتم الاتصال واخيرا قال الموظف يا استاذ ادخل كبينة اتنينخل بهلول واخذ يتكلم مع محمد توفيق تاجر الخضار واعطاه بعض البياناتعن نبيل عبد الغفار وكانت هذة كل معلوماتهم عنه.ونسو ان يتجهو الى مكان عمله القديم فى اسيوط حيث يوجد ملفه ولكنهم كانو واثقين ان كل اوراقه ذهبت الى المكان الجديدالذى يعمل به اعمى الله تفكيرهم القاتل.
وفى هذة الاثناء كان نبيل يتماثل للشفاء وكان يمشى داخل شقتهم مستندا الى عصا ورغم ذلك كانت سوسن تصر على مساندته فى المشى اما امه فكانت تنظر اليهما بحنان شديد وهى تقول دى سوسن حبيبة قلبى ونقاوة عينى ربنا يسعدكم يابنى ثم تمسح دموعها التى تسقط تاثرا بالمشهد.
اما نبيل فقد بداء يحب سوسن بعد مواقفها الشجاعة معه ويكفى انها رمت بفسها على نبيل حتى تصد عنه الطلقة التى اصابته.كان كل من حول نبيل يظنون ان الاصابة بسبب نيران المجاملين فى الافراح ورغم ذلك كانو يتسائلون من اين جائو ولماذ لان نبيل لم يكن من اهل الصعيد هكذا هم الناس كان موضوع اطلاق الرصاص فى الافراح هو السائد. اما نبيل فكان يخاف ان تطال افعاله اخ من اخوته او سوسن التى بات لايطيق فراقها
..................................................................................................................
 
بقية8---ديروط72--تماثل نبيل للشفاء وكانت هناك اسئلة تدور فى راسه طوال فترة اصابته اولها عداء الشيخ المفاجئ له مع انه كان يعرف ان الخواجة هو من استولى على كل ما كان مهرب داخل شقى الابراهيمية ولكن الخواجة قبضته قوية فكان من الاسهل الانتقام من رجاله وبعدها يفرض التصالح ولكن هذة المرة لاتصالح فقد دخل الدم فى الخصومة والخواجة يدرك ذلك جيدا...قرر نبيل الذهاب لفيلا الخواجة وهو يعلم انه لاحراسة باتت حوله ...فقد ذهب كل الرجال الى حال سبيلهم بامر الخواجة وخاف ان يتصل بالخواجة من تليفون البيت كاوامرالخواجة له بان يتصل من خارج البيت للامان وما ان هم بالخروج حتى فاجئته امه بالسؤال ..انت رايح فين؟ ام سوسن تعبانة جدا روح شوفها..لم يضيع نبيل الوقت واتصل باحد الاطباء المعارف الذى حضر فورا الى منزل متولى الفلاح وبعد الكشف على ام سوسن قال الطبيب..الست تعبانة ولازم تتنقل لمستشفى حالا شكلها سكرها مرتفع وكماان ضغطها عالى .. قال نبيل فورا... وقام باستدعاء سيارة المستشفى التى كان فيها لاستخراج الرصاصة فقد اصبح معروفا لديهم بانه زبون سخى وعند ذهاب ام سوسن تمت العناية بها حتى تماثلت للشفاء..ولم يبخل عليها نبيل فقد تكفل بكل مصروفات العلاج .وكل ما فعله متولى الفلاح كان الجلوس والتفاخر بالمبلغ المدفوع لزوجته فى المستشفى رغم انه لم يدفع شيئا .ولكن نبيل كان يحب هذة السيدة الطيبة كامه ..خرجت ام سوسن بعد اسبوع من دخولها المستشفى اما نبيل فقد كان مشغولا اما بالذهاب الى الخواجة او الى المستشفى او الى مقر شركة السياحة والنقل الجديدة التى اتفق والخواجة على انشائها..كان قد اتم تاثيثها وقام محامو الخواجة بكل الاجرائات الخاصة بانشائها واستخراج السجلات الخاصة بها.
كان نبيل يعتزم ان يصحح ما افسده وما فعله بحياته وكذلك الخواجة رغم عدم تخليه عن رجاله لحراسته من رجال مافيا الشيخ الكبير.
جلس نبيل نبيل مع الخواجة الذى قال لنبيل اسمع يانبيل انت بتتحرك كتير ومش واخد بالك انهم ممكن يكونو مراقبينك الشركة وخلاص قربت تشتغل وانا كلمت شوية معارف ليا فى اوروبا علشان تشتغل معاهم دول حتى بيعمو دعاية علشان خاطرى عندهم وفيه كمان كام موظف من الخبرا فى السياحة حيبقو معاك وعندنا تلات اتوبيسات جداد واقفين فى مرغم ..فى الجرج هم وتريلتين عليهم اسم الشركة ومحروس حيكون مسئول عنهم وكمان جايب طقم صيانة كامل ..او تقلق....قال نبيل طيب نسيت محمد ابن هنداوى.. قال الخواجة طبعا لاء ..وقول للهانم مراتك تشد حيله وتتخرج علشان تقف معاك رد نبيل ياريت نخليها بعيد عن شغلنا..قال الخواجة اللى تشوفه اهى كل حاجة بتاعتك رد نبيل انت الخير والبركة ..وانحنى وقبل راسه رد الخواجة اصيل يا بنى والله اصيل..واخذ يدعو كاحد الصالحين ونسى انه الخواجة بكل مافيه من عيوب .
فى نفس الوقت كان امين بهلول جال مع المعلم محمد توفيق تاجر الخضراوات واخذ يلف ويدور فى الكلام واخيرا اخبر محمد توفيق انه يريد الاستعلام عن مكان فلانده واعطاه ورقة بالبيانات ..قال الرجل ربنا يسهل يا ابو العم احنا حندور عليه بس خليك عارف انت والشيخ ان البلد مقلوبة الايام دى .وانا شامم ريحة دم مالناش فيه ..
اسمع انا حاحاول .ثم قال انت اتغديت احنا لسة متغدين ونادى على احد الصبية يا احمد روح مطعم الرشيدى شوف البيه نفسه ياكل ايه...شكره امين فد ادرك ان النقابلة انتهت .وقال يعنى اقول للشيخ ايه؟ قال الرجل مش هو شيخ قول له ربنا يسهل يابو العم..انصرف امين بهلول وقد ادرك ان مهمته بائت بالفشل وان عليه مغادرة اسكندرية فورا لانهم بالتاكيد كانو سيعرفون انه متواجد وراء احد رجال الخواجة .
كان شديد الذكاء وفعلا ما ان انصرف وقام احد الرجال بتوصيله حتى رفع محمد توفيق سماعة التليفون متصلا باحد الرجال وقال له خبر الخواجة ان واحد من رجالة الشيخ بيسال عن واحد من رجالته..قال الرجل اقوله مين؟ قال محمد توفيق قول اللى قلت لك عليه وبس انت فاهم والا اقول تانى..قال الرجل حالا يابوى واقفل الخط..
رن جرس التليفون وكان نبيل يهم بالانصراف فناول التليفون للخواجة الذى رد على المكالمة قائلا ايوة ايوة ماشى حاكلم توفيق مع السلامة واغلق الخط...
ونادى على نبيل وقال عارف مين اللى جاى وراك؟ قال نبيل مين؟ باعتين صاحبك بتاع ديروط الولة امين بهلول ...وسكت ثم قال استنى محروس حيوصلك هو نازل البلد وماتجيبش سيرة على الموضوع ده وسيبنى اتصرف
................................................................................................................................
8- 1 --ديروط 72
.......................................................
.....................................................
كان محروس صامتا معظم الطريق واخيرا تكلم وقال لنبيل باقول لك ايه يا استاذ ؟ فيه شغل مع الجماعة بتوع الخشب اللى فى الورديان قال نبيل ايوة تقصد رشاد عثمان وجماعته بس اللى انا عارفه انه بيشتغل مع عيلة السادات ودى سكة مالناش فيها.رد محروس اصلهم كلمونى النهاردة الصبح وانا مارضيتش... اتكلم لانى شايفكم مشغولين ..قال نبيل كتر الف خيرك يا معلم محروس كويس اوى انك اتكلمت بس المفروض الخواجة كان عرف الاول قال محروس الخواجة عنده علم من امبارح وضحك رد نبيل يبقى نستنى حيقول ايه...ومتنساش انه كبيرنا ...قال محروس انا كنت بحسبك ماتعرفش قلت اقولك ..قال نبيل انت صح على طول يا معلم محروس ومتنساش انك مدير النقل فى الشركة ولازم ده يحصل معاك وحيتصلو بيك تانى بس ماتديهمش عقاد نافع وخليك مع الخواجة ومعايا اول باول...قال محروس اللى تشوفه حضرتك..........كان نبيل بداء يفرض اسلوبه عليهم وبدت سيطرنه واضحة على الرجال وكان ذلك يفرح الخواجة لانه يعتبر نبيل ابنه الروحى ونائبه وخليفته فى المكان.
رجع الى منزل متولى الفلاح وكان الرجل يجلس فى شرفة المنزل صامتا لا يتكلم ويبدو عليه التفكير قال له نبيل مالك ياعم متولى رد متولى مفيش .لكن بصراحة انا زعلان شوية البت من يوم ما كتبت عليها وهى معظم الوقت عندكم حتى كتبها اخدتها من البيت ويادوبك تيجى تدى الوا لامها وتعمل الاكل لنا وتمشى عليكم وانت امفروض تقول لها تشوف اهلها الاول.
قال نبيل ضاحكا انت عايز ايه يا عم متولى افلاح هات من الاخر قال متولى الجماعة عندنا فى البلد بيقولو انك اشتريت الثلات فدادين اللى جنب ارض سوسن .قال نبيل دانت المفروض تفرح لها ياراجل مش تقعد مقموص...رد متولى ماهى دى المصيبة اخواتى نازلين بكرة يباركولى وشوف بقى حيتكلفو كام ضحك نبيل حتى استلقى على قفاه وقال ياراجل مفيش فايدة فيك فكها شوية..حاجة عجيبة انت يا عم متولى.سمعت ام سوسن الحديث وكانت تحمل صينية الشاى لتقدمها لنبيل وقالت ماتشمعش كلامه يابنى ده عايز يحط بوزه فىكل حاجة...خواته بيجو يدوه ومش بياخدو منه...قال نبيل لا عم متولى ابو الواجب كله المهم انت ازاى صحتك..قالت نحمده يابنى انا كنت فين وسوسن الله يكرمها عينها على دوايا يابنى ..ربنا يفرحكم ويبعد عنكم ولاد الحرام...ضحك نبيل وهو يقول قول امين يا عم متولى .وانتظر حتى خرجت ام سوسن ومال على متولى تالفلاح بعد ان اخرج من جيبه بعض النقود خد يا عم متولى اعمل الواجب .تصنع متولى الانفة وهو يقول كفاية يابنى كتير اوى اللى بتعمله معانا...قال نبيل احنا اهل ياعم متولى وعلى فكرة انت فكرتنى ياراجل يمكن نعمل الدخلة قريب .عشان محدش يقول سوسن راحت سوسن جت..سلام
خرج نبيل وانشغل طوال الاسبوع فى اعمال الشركة الجديدة ومقابلة العملاء فقد كان محظوظا كما قال له الخواجة وقبل نهاية الاسبوع طلبه الخواجه ليتكلما فى العمل ولكنه كان فى الواقع يريد ان يحذره من جماعة الشيخ ومطاردتهم له.قال له اسمع يا نبيل انت رحت الجيش قال نبيل لا معايا تاجيل قال الخواجة انت تروح الجيش الايام دى لغاية الناس دى ما تنسانا هم عايزين ينتقمو منى فىيك يابنى اسمع انت حتلغى التاجيل واللى يستخى عند الحكومة محدش يطوله...قال نبيل طيب والشركة وجوازى اللى لازم اتمه قال الخواجة وماله الشركة نعمل توكيل ادارة للى بتثق فيه وماك ناك تمام وانت غايب يمشو الشغل وفى الاجازات تيجى وتتابعه اما جوازك العروسة عندك وفى اى نعمل لك فرح وياما ظباط كتير متجوزين وعندهم عيال ..قال الخواجة تبداء من بكرة ..
رجع نبيل منزله وهو يفكر فى كلام الخواجة فعلا اللى يسخبى عند الحكومة محدش يطوله ...واخرج اوراقه كعاته عند كل مهمه وفكر قائلا الصباح رباح.
فى صباح اليوم التالى ذهب لتوقيع الكشف الطبى عليه فى منطقة التجنيد ووقف مع الطوابير الغفيرة وكان يعلم ان امه اول من سيتاثر بهذا القرار قانه سيكون ثالث اولادها فى الجيش .كله فداء لمصر وضحك يللا زى ماتيجى مش احسن ماتشوفنى واخد طلقة من شوية رمم ..وافاق من تفكيرة على صوت شاويش تنظيم الكشف الطبى وهو ينادى على اسمه ويقول يللا يا خويا منك له بعد الكشف تلبس هدومك وترجع تانى اخيرا وقف نبيل امام لجنة طبية وكانو يسالونه عن الجرح الطلقة الذى كان فى فخذه وكا ن يؤثر على طريقة مشيه عندما يتعب فكان يصاب بالعرج..اخيرا وبعد اجراء الكشف عدة ايام اخبوه انه غير لائق طبيا وعليه ان ينتظر وصول الشهادة الدالة على هذا من القسم التابع له.وصرفوه من مركز التجنيد....كان حزينا لا لانه فقد المخباء الامن كما كان يتصور ولكنه كان يريد الانضمام لجيش بلاده وذهب ليتكلم مع كبير الضباط الجالسين فى اللجنه ولكنه اشار له بالخروج.
رجع نبيل متعبا وقضى بقية اليوم نائما فى منزله حزنا عما جرى له فى مركز التجنيد ولكنه تذكر امه فقرر الا يتكلم معهاا فى موضوع تجنيده .
كعادتها حصرت سوسن وهى تنظر لنبيل بحب شديد وكانت تجلس معه وامان الدنيا بين ايديها وقالت اعمامى كانو عندنا من امبارح وكانو عايين يشفوك لكنهم كانو بيتكلمو عنك بانبها شديد انت تعرفهم امتى وايه حكاية الفدادين التلاتة اللى اشترتهم لى اتا مش عايزة ارص وبعدين انا معرفش البلد اللى فيها الارض بتاعنى لولا اعمامى بيجيبو لابويا فلوس الزرع كل سنة..قال نبيل الف مبروك انا كنت حااقولك بعدين وبعدين مش عايزة ارض يمكن عيالك يعوزوها ..صح؟ نظرت فى ارض حياء وهى تقول بصوت حانى صح كل كلامك صح.
كان الخواجة قلقا وينتظر اى اخبار عن تجنيد نبيل واتصل به بالتليفون ليسال عنه وكانت المرة الاولى التى يفعلها وقال لنبيل انا عايزك بكرة ضرورى لو كنت خلصت كشف فى الجيش.
....................................................................................................................................
بقية 8--2---ديروط 72--كما هى عادته توجه نبيل الى فيللا الخواجة وكان الرجل مايزال نائما مع تجاوز الساعة العاشرة فجلس مع هنداوى الذى كان يصنع الشاى بطريقته على راكية نار صغيرة فى اخر حديقة الفيللا اخذ الشاى يغلى ونبيل ينظر اليه دون ان يتكلم وافاق على صوت هنداوى وهو يقول اتفضل ياستاذ اشرب شوية شاى حيخلوك تمام انا وام الولد محمد ابنى بندعو لك بالخير انت حطيت ولدى فى الطريق الصح وهو مش ناسى ده ابدا يا ...استاذ ولا انا وامه...قال نبيل انت اخويا الكبير يا معلم هنداوى ومحمد ابن اخويا وماتقلش كدة تانى فرت دمعة من عينى هنداوى كان رغم ضخامته وشكله المخيف له قلب طفل وام رؤم .
وفجاة قفز واقفا وهو يقول البيه صحا من النوم اصله كان سهران امارح لوش الصبح اما اروح افطره
بعدها بدقائق نادى على نبيل فنهض نبيل ودخل الفيلا من الباب الخلفى حيث كان يجلس الخواجة وبعد ان رحب بنبيل قال كان عندى ضيوم امبارح قرايب الولد اللى اتقتل يوم فرحك ومنهم واحد شاف اللى ضربك بالنار وضرب الوله اللى مات منهم وكان من جماعة محمد مجاهد ..قال نبيل مين محمد مجاهد قال الخواجة الشيخ الكبير على نفسه ده كان عيل صايع شغال بتاع هدوم فى العتبة فى مصر وقتل واحد وهرب على بلده ديروط ومن يومها وهو شغال فى الجبل ولم المقاطيع حواليه وكان عايز يضمنا ليه ومعرفش ولما اخدنا الشغل اللى كان فى شقة الابراهيمية حاول يعمل راجل لكنه عبيط بيروح لرجالتنا يسال عليك وضحك .عايز اقولك البركة فيك اتنين ماتو من تلات ايام امين بهلول وصاحبك مصطفى بتاع مصر... احس نبيل بالدم يغلى فى راسه وصرخ مصطفى عيسى .رد الخواجة ايوة هو اللى قدرو عليه والظابط قريبه طلع فشنك ولا عمل لهم حاجة .الموضوع تحت السيطرة ومش حيقدرو على حاجة .بالحق انت عملت ايه فى الجيش قال نبيل طلعت غير لائق بسبب الطلقة اللى خلتنى اعرج قال الخواجة ولا يهمك انت بقى استعد يا شاطر علشان نجوزك البنت الطيبة اللى معاك وشوف شغلك هنا والاعمار بالله واتاكد محمد مجاهد نهايته قربت عليه اكتر من تار هو ورجالته يعنى دمه هدر اسمع انت وضبت الشقة بتاعتك قال نبيل لسة ..بعد ماتوضبها وتفرشها حدد الميعاد وربن يسهل ومراتك امتحانتها كمان قربت تخلص.
باقولك ايه يا نبيل انسى شقة الابراهيمية واوعى تروحها...اخدوها وعاملين فيها كمين وطبعا المواضيع دى ماتفكرش حتى فيها اقولك سيبنى اكمل نوم قال نبيل طيب انا رايح الشركة......

دخل نبيل وكان العمل يجرى كما يتمنى واكثر وكان الاستاذ محمود ربيع المدير التنفيذى يعمل بجتهاد كبير ومال على نبيل قائلا انا لى طلب صغير يا اسياذ كان الجميع ينادونه بلقب الاستاذ فقال نبيل اتفضل ياربيع بيه قال محمود بربيع الشركة محتاجة عربية ملاكى لاستقبال العملا الكبار من المينا عن وصولهم قال نبيل وماله وانت فى دماغك ماركة معينة قال ربيع لا القول قولك ..انا عارف انك لسة بتركب تاكس ومش راضى تشترى عربية لنفسك لكن دى للشغل رد نبيل وان قلت ماشى كلامك انت عارف انى ما اقدرش اكسر لك كلمة.بكرة تاخد المعلم محروس وتروح العنوان ده فيه صاله عربيات اشترو احسن ماركة وموديل واديى العنوان ومحروس حيجى يخلص الموضوع ده بسرعة ويرخص العربية فى المرور وكمان يحضر سواق كويس ..متشكرين ياربيع بيه...خرج ربيع فرحا وهو يقول ربنا يزيدك يا استاذ ..
وما ان هم نبيل بالخروج حتى تذكر شئ مهم فنادى محمود ربيع قائلا محمود بيه رجع الرجل مهرولا وهو يقول خير يا استاذ قال نبيل انا شايف الناس اللى معاك شغالين شغل من نار قال ربيع الحمد لله..قال نبيل اامربصرف عشرة ايام لكل واحد واشكرهم بالنيابة عنى....وعلى فكرة عربية محروس بقت قديمة خلية يغيرها على حساب الشركة....خير ربتا كتير...سلام عليكم
كان الوقت عصرا عندما رجع البيت وكانت امه نائمة على كنبة فى حجرته وسوسن تجلس وهى تستذكر فى اخر مواد الامتحان الذى اصبح على ابواب نهايته.
احست به امه فنهضت وقالت انت جيت يانبيل قعدنا مستنينك لحد ما الجوع تعبنا اتغدينا اديك حتاكل لوحدك عملت ايه فى شغلك الجديد قال الحمد لله اهو ماشى قامت سوسن لتعد الطعام كعادتها فى الايام الاخيرة ولكن نبيل قال لا خليكى كملى مذاكرة وانا حتغدى وانا فى اوضة بابا......نظرت له امه طويلا باستغراب فهو لم يكن يدخل حجرة ابيه منذ موته لعله تذكر ان كل نفس ذائقة الموت...ولكنه كان يترك المجال لسوسن وامه ليتحادثا وحتى تنهى سوسن امتحانتها
....................................................................................................................................
8--3--ديروط72
.................................................
........................................
بينما كان نبيل نائما فى بيته كان سكان السراديب ينقلون الاسلحة التى هربوها ونقلها تجار السلاح من بدو سيناء الى منطقة القصير وتم نقلها بالجمال ومع بعض الرجال كانت فى الغالب بقايا الاسلحة التى تركها الجنود اثناء نكسة 67 والتى استولو عليها البدو من البعض الاخر . كانت الاسلحة قادمة من مركب صيد قبل ن...قلها عبر الدروب الى منطقة جبل سيدى عبد الحميد حيث سراديب الشيخ الكبير او محمد مجاهد القاتل وزعيم الاجرام فى المنطقة .وقف الشيخ يعاين صناديق الاسلحة والزخيرة وهو يبتسم بسعادة بالغة ونادى مستشاره .رواش قائلا يارواش اسمع الناس رجالة المنيا وبنى سويف مايطلعوش وقابلوهم تحت .وشوفو حال فلوسهم قبل التسليم..البضاعة دى غير كل مرة .قال رواش اطمئن كله ماشى زى ما انت عايز يامولانا ماتقلقش...قال الشيخ لا لازم اقلق لانى شايفكم نصكم نايم والنص الباقى حاله مش مظبوط..روح شوف الرجالة يارواش وقبل التسليم هات اللى معاهم الاول فاهم؟ قال رواش فاهم جنابك يا مولانا.بالاذن
وضعو صناديق البنادق والزخيرة فى مكان داخل السراديب ورجع الرجال الى خارج المكان منتظرين قدوم المشترين كان القمر فى تمامه وينير المنطقة بجلاء وهذا ما كان يقلق الشيخ مجاهد لخوفه من انكشاف مكانه لقرب مكان التسليم من الطريق المؤدى للسراديب .اخيرا وصل احد الصنادل التى تنقل البضائع فى النيل وتوقف بالقرب من مرسى المعدية .كان المكان خاليا الا من بعض الثعالب التى تسكن المنطقة وتخرج ليلا لاصطياد بعض الطرائد ..اما رجال الشيخ مجاهد فكانو ذئاب واولاد اوى .من رجال السراديب.
قال رواش بصوت منخفض شوف مين يا سعد وخد معاك الولد خلاف وقلنا مين اللى جاى ةاوعى تظهر لم يتكلم المدعو سعد بل اخذ يجرى حاملا بندقيته على كتفه وهو يهبط الجبل ويحاول الاختباء خلف قطع الصخور الكبيرة المتناثرة بجانب دروب الجبل.
كان بالاسفل اربع رجال يحملون حقائب كبيرة يبدو انها الثمن المطلوب ونادى احدهم على رواش قائلا..انت يارواش يارواش...وما ان سمع سعد النداء حتى خرج من مكمنه قائلا خليك مكانك حاجتك حتوصل حالا ..قال الرجل فين رواش؟ رد سعد قائلا حالا يابوى
نزل رواش كالثعبان متسللا كعادته الى ان اقترب من الرجال حاملى الحقائب وكانو مكانهم بالقرب من الصندل الذى ابطل ماكيناته ووقف بلا اى صوت ..نادى رواش مين هناك؟قال احدهم ماعرفش صوتى يا رواش ؟ انا ابو حداية .قال رواش حالا.
فجاة وجد الرجال رواش واقفا فى مواجهتهم وخلفه رجلان يحملان السلاح نظر رواش الى الحقائب وهو يقول جبت المطلوب يابو حداية...رد الرجل الشنط اهى عندك وانهى الكلام مش حنقعد للصبح..فتح رواش الحقائب ونظر بداخلها ثم اغلقها وهو يقول البضاعة اللى جاية غالية وكلها بزيتها جديدة يعنى والشيخ يمكن يطلب زيادة ..قال ابو حداية معمول حساب كل شئ يا رواش واللى يطلبه ياجى.
اشار رواش الى الرجال فرفعو صوتهم منادين بعضهم وفجاة ظهر من يحمل الحقائب.
وصعدو الجبل الى الشيخ الذى انزل صناديق الاسلحة والزخيرة مع رجال كانو جالسين فى الاعلى وتم تحميلها بسرعة بينما ادار قائد الصندل ماكيناته استعدادا للرجوع.
ومان ان وضع الرجال الحقائب امام الشيخ وانصرفو حتى فتحها ونظر الى ما بداخلها برضى وقام من مكانه محركا المقعد الصخرى الذى كان يجلس عليه وكان تحته سلم لحجرة تحت السرداب ووضع الحقائب واجع المقعد كما كان وهو يبتسم برضا.
اخيرا رجع رواش وهو يقول الناس روحت جنابك.يقصد ابوحداية ورجاله .....اشار له الشيخ بالانصراف هو ورجاله فقد انتهت مهمتهم.
وفى الصباح سال الشيخ عن امين بهلول وقال لمستشاره رواش هو الولد امين بهلول مجاش من اسكندرية من يوم ما سافر.احنا نسيناه ده ليه اكتر من عشر ايام مش باين.قال رواش امين مارجعش من اسكندرية جنابك.امين شكله تعيش انت.قال الشيخ مجاهد مين اللى موته قال رواش ناس مانعرفهاش يظهر قرايب الولد عيد السوهاجى اللى انضرب فى الفرح فى اسكندرية.
قال الشيخ اعرف مين بس خللى بالك لان اهل عيد السوهاجى عزوتهم شديدة وكبيرة ولو الموضوع من عندهم ماتعملش حاجة وتعالى.قال رواش امر جنابك انا رايح النهاردة البلد ..قال الشيخ خلى بالك
.................................................................................................................................
بقية--8...3-ديروط72--رجع رواش بعد اسبوع الى الشيخ وكانت علامات خيبة الامل يظهر على وجهه اللئيم وما ان جلس مع اشيخ حتى قال الرجالة غربلو اسكندرية كلها على امين واد واخر ناس كانو شايفينه بعد ماطلع من وكالة الخضار كان من عشرة ايام وبيقولو شافوه عند موقف الاجرة الجديد...قال الشيخ يعنى كان خارج من البلد.امال راح فين؟ واكمل روش حديثه قائلا انا وديت ناس يشمشمو عليه فى العرابة هم فى البلينا من امارح .بح...جة شراا مواشى ...
ورد الشيخ ..يبقى الخواجة ورجالته مشافهوش لانهم لو شافوه مكانش وصل للموقف بتاع الاجرة .لكن انا لسة بشك فى الخواجة واهل عيد السوهاجى..ونظر بغضب لرواش فقد كانت فكرته التخلص من الخواجة ورجاله ولكنه لم يدرك الحجم الحقيقى للرجال المستعدين لخدمة الخواجة فى اى وقت . وفجاة قال الشيخ الولد مصطفى بتاع مصر فين؟ وضع رواش راسه لاسفل وهو ينظر الى الارض وقال تعيش انت يابيه
لقيناه حيلعب معانا الولد دفنوه فى الجبل .ثار الشيخ وقال مالك انت يارواش تدبح ده وتخفى ده مين قالك تعمل كدة. قال رواش انا فكرت ان جنابك مش عايز العيال بتوع مصر واسكندرية بسبب الخواجة.سكت الشيخ وهو يسر فى نفسه امرا كان يفكر فى تنفيذه من مدة وهو التخلص من رواش واخوه حواش بسبب تعدد مشاكلهم التى كانت ستتبب فى القضاء على الشيخ وجماعته.
سال رواش فين اخوك حواش انا عايزه رد رواش حواش قاعد غرب الجبل له مده جنابك.
قال الشيخ روح هاته وتعالى لى كلام معاه .انصرف رواش ليحضر اخيه وهو يعلم ان هناك شئ كبير يفكر فيه الشيخ ولكنه كان لايدرى ان وجوده فى الجبل قد دم للابد لانه سيكون راقدا مع اخيه داخل بطن التراب .
رفع الشيخ صوته مناديا احد مساعديه ياخلاف انت يا خلاف.وجاء خلاف مهرولا وهو يتسائل اوامرك يا شيخنا .قال الشيخ اجمع الرجال فورا..نظر اليه خلاف خائفا فقد كان الغضب مرتسم على وجه الشيخ.
حضر معظم الرجال الا من كان خارج الجبل فى عمل ارسله اليه الشيخ وفجاة جاء رواش واخيه حواش كان رواش يريد التلااجع ولكنه احس ان الشيخ او قع به واخيه فحاول استخدام سلاحه ولكن كان الشيخ اسرع منه فقد كان يخبئ سلاح سريع الطلقات تحت عبائته وكان مستعدا لقتل رواش واخيه مات رواش فى الحال اما اخوه حواش فكان جريحا وحاول احد الرجال رفع حواش من على الارض فكان مصيره القتل واكمل الرجال اطلاق الرصاص عليهما.
وقف الشيخ وقال للرجال عارفين الخاين جزائه ايه ؟القتل .شوية عليه ..الولد ده كان شغال عال العال لكن نفسه المريضة امرته بالسوء هو واخوه وكانو ناوين يودونا فى ستين داهية. من اليوم مفيش مستشار كلكم مستشارين واى شغلة راح احتاج مشورتكم فلازم تقولوها..رد رجاله تمام يا مولانا ...قال الشيخ ياخليفة تقدم رجل ممتلئ الجسم وقصير القامة وقال ايوة يا مولانا قال الشيخ حضر الاموات كفنهم وادفنوه فى الجهة الشرقية بسرعة وحد ينضف الدم .
انصرف الرجال لتنفيذ اوامر الشيخ ..لم يكن سبب قتل رواش واخيه وقريبه مقتل مصطفى عيسى او امين بهلول ولكنه كان ينازع الشيخ السلطة ولكن بعد ان طالبه بنصيبه من بيع الاسلحة وغيرها اصبح التخلص منه مطلب ملح.
وبعد ان قتل الشيخ الاخوين جلس يصلى كانه كان يقتل دجاج او بعض الحشر ات
بعد ان فرغ الشيخ من صلاته نادى على مساعده سعد وقال له فين المحاسب قال سعد نايم يا مولانا .قال الشيخ روح صحيه وهاته معاك .قال سعد حالا وانصرف
كان الشيخ يضع بعض رزم النقود لمصروفات الرجال مع المدعو المحاسب كان رجلا قد تعدى الستين عاما ويميلى الى النحافة وكان الوحيد فيهم الذى يلبس بالطو كاكى اللون وطربوش على راسه ..جاء المحاسب مسرعا وهو يساوى فى طربوشه وقال للشيخ امرك يا مولانا فرد عليه الشيخ طلع مصروف الرجالة اللى بيبعتوه لاهلهم وزوده الشهر ده زى المعتاد زودهم عشرة فى المية..وادى فلوس الاكل لحسان وشيل حساب رواش واخوه نهائى....قال المحاسب امرك ...واخذ يسعل بشدة قال الشيخ مالك يا زخارى انت عيان والا ايه قال المحاسب لا دول شوية برد حاخد اسبرينة وشوية شاى وكله يبقى عال.....هز الشيخ راسه وسكت
لم يجروء احد من الرجال على التسائل حتى بينه وبين نفسه عن سبب قتل رواش واخيه ولكنهم انصرفو كل الى عمله كان شيئا لم يكن.
جلس الشيخ مفكرا وقرر ان يرسل احد الرجال الذين لا يكرههم الخواجة محاولا التصالح معه حتى يستطيع نصريف الكميات الكبيرة من الاثار التى نهبوها من نبش المقابر الفرعونية كانت كنوز مخبائة تحت مجلس الشيخ الكبير.ومن ناحية اخرى كان يريد اختراق مجموعة الخواجة ليعرف الكثير عن رجاله خاصة الرجال غير المعروفين له ولم يدرى ان الخواجةبدا بمساعدة نبيل وطاقم العمل الذى معه بداء فى عمل اشغال شرعية غير اشغال العصابات التى لايعرف غيرها الشيخ ورجاله.
ونادى الشيخ مساعده سعد فجاء سعد مسرعا وهو يقول ايوة يا مولانا كله تمام لكن المحاسب شكله تعبان شوية...قال الشيخ روح هاته بسرعة .
جاء المحاسب زخارى مرة اخرى وقد تزايد سعاله فقل له الشيخ اسمع يا زخارى انت حتروح المنيا النهارده للدكتور وبعدين لما تتحسن هابعتك اسكندرية للخواجة علشان نصلح اللى كسروه العيال. اطلع من المنيا الاسبوع الجاى بعد ما تستريح وانت عارف حتوصل ازاى للخواجة .او ماتوصل اسكندرية
.................................................................................................................................
8--4 ديروط 72
....................................
.....................................
وصل المحاسب زخارى الى الاسكندرية بعد ان تحسنت حالته الصحية واخذ يتصل ببعض معارفه فى منطقة غيط العنب ورحب به الرجل ترحيبا كبيرا لم يكن فى نية زخارى البقاء عند صديقه ولكن الاخر الح عليه بالبقاء ورغم ذلك استاذنه زخارى بالانصراف اخر النهار لارتباطه بمقابلات عمل هامة يجب الانتهاء منها ووافق الرجل وتركه ينصرف.
اخير...ا رد عليه الخواجة قائلا معلش يا زخارى يا خويا النهاردة مشغول وانت عارف خليك بكرة بعد صلاة الجمعة .حابعت واحد يجيبك من اللوكاندة مش انت فى محطة الرمل ضحك زخارى وقال انت لسة فاكر فى نفس اللوكاندة .مع السلامة اشوفك بكرة.
كان اليوم هو يوم زفاف نبيل بعد ان انهت سوسن امتحاناتها الاخيرة احتار الخواجة وظن انهم ارسلو من يفسد هذة الليلة كما افسدو ليلة عقد القران وامر بزيادة الحراسة حول نبيل وعروسة ومكان حفل العرس كان حفلا بسيطا فى احد صالات الافراح وظل نبيل وعروسه خارج الصالة الى ان قارب الوقت على نهاية الحفل فحضرا وحيو المهنئين وبدات الزفة واوداد خوف وقلق الخواجة ولكن الامور مرت على خير الى ان انفض الحفل وانصرف المدعوين والعروسين..كان الخواجة فرحا كانه فى زفاف ابن من ابنائه .حتى ظن المدعوين انه احد اعمامه او اخواله .رجع الخواجة الى مكان سكنه بعد ان اطمان على نبيل ولكن عقله كان يعمل ماذا يريد زخارى ولماذا تم ارساله الى الاسكندرية اكيد انها خدعة التصالح .قرر الخواجة ان يجاريهم الى اخر المشوار حتى يعرف ما فى رؤوسهم وماذا يريدون منه.
مر يوم الجمعة باكمله ولم يذهب الخواجة لمقابلة زخارى كان يراقبه هو ورجاله ولكنه اكتشف ان زخارى اتى فعلا وحده وليس معه احد من ثعالب وذئاب الشيخ مجاهد
كان زخارى يجلس فى مقهى اسفل الفندق الذى يقيم به وجلس يشرب الشاى ببطئ وهو ينظر الى منظر البحر وغروب الشمس فلاحظ ان غروب الشمس هنا غيره فى الجبل .كان يفكر لماذا دفن نفسه مع هذة المجموعة البائسة رغم ان قضية الاختلاس المتهم بها زورا لم يحكم فيها بحكم نهائى..وشعر بالحنين الى اولاده وتذكر انه لم يحضر زواج اى منهم فقد كان حبيس الجبل.
افاق زخارى من تاملاته على رجل يقول له اتفضل حضرتك العربية مستنياك والخواجة عايزك دلوقت ياريت تشرفنا.....لغة جديدة لم يتعودها هل هم رجال الخواجة .فعلا الخواجة طول عمره ناصح وبيغير للاحسن كان يسرح كثيرا مع افكاره وكرر لرجل كلامه وقل حضرتك اتفضل معايا..قال زخارى يللا بينا.بس استنى احاسب القهوجى رد الرجل الحساب خالص حضرتك اتفضل علشان منتاخرش.
قام زخارى وركب السيارة كانت من طراز جديد غالى ازداد عجب المحاسب زخارى مما يراه فانهم يعيشون عند الشيخ معيشة الحشرات وكان واضحا ان رجال الخواجة اللذين يلبسون افخر الثياب مسلحون ..كان يراقب ويقارن ويفكر..
اخيرا وصلو الى مكان االخواجة الذى استقبل المحاسب زخارى بالترحاب الشديد فقد كان من الواضح ان بينهم مودة شديدة.قال الخواجة والله زمان يازخارى عاش من شافك ياراجل.معلش انا اتاخرت عليك اصل كان عندى امبارح فرح عيل من عيالى وانهاردة قلت استناك...ضحك زخارى وقال انا عارف انك كنت حتتاخر لكن مش انا اللى احطك فى الخطر انا راجل جاى اعمل سلام بينك وبين الشيخ هو عايز يرجع المية لمجاريها وبعتنى لك رغم انى تعبان...قال الخواجة الف سلامة عليك ياصاحبى انا حابعت اجيب لك دكتور غير اللى كنت عنده وماتخافش حيرجعك شباب....وضحك
قال الخواجة معقبا..ايوة يا زخارى ياخويا انت كنت بتقول ايه؟ اه صلح هو احنا متخاصمين مع الشيخ بتاعك .هو اللى قلب فرح الوله ضلمة وموت رجلين وجرح التالت ومجاش من الباب .اسمعيا زخارى الحجات اللى خدناها كانت مقابل تعبنا معاه والا كان عايزنى انا والرجالة نشتغل مجانا..احنا يا خويا ملناش دعوة بالشيوخ دول اصلا مش سكتنا ..وبعدين كان بيبعت ناس تتجسس علينا ده مابيعرفش العيب.
قال زخارى هو بيقول انه عايز يرجع شغل المساخيط تانى معاك وبشروطك .ده اللى انا كنت جاى علشانه.
رد الخواجة سيب لنا الموضوع ده بعد الولة مايرجع من شهر العسل ودلوقت يللا نتعشى .انا امرت لك بالاكل اللى بتحبه..والله واحشنى يا زخارى يا خويا يااااااااااااه فعلا مسير الحى يتلاقى ...
جلس الاثنان يتناولان العشاء ويتبادلان اطراف الحديث عن الايام الخوالى وايام ما كان محمد مجاهد الشيخ بيخاف يطلع الجبل والان بيقتل الناس. وقال الخواجة ياريتك كنت هنا يا زخارى كان احسن للجميع ......هو مسكك حساباته صح رد زخارى ايوة انا خايف على اولادى وعيالهم ده لامم ناس من كل القرى اللى حولين البلد ومربين دقونهم وعاملين نفسهم فوق البشر .
قال الخواجة ابعت عيالك اسكندرية هم وعيالهم ونعملهم هنا شغل ومش حيقدر يقرب منهم وبعدين لكل وقت ادان.نظر زخارى الى الارض مفكرا وقال خلينا فى موضوعنا حارد عليه اقوله ايه؟ قوله احنا حنفكر لانه مالوش امان بعد اللى عمله وتعالى الشهر الجاى يا زخارى نكون وضبنا له الامور علشان شغله يرجع على نضافة..قال زخارى الرب راعى ...وشكرا على المحبة يا اخويا
....................................................................................................................
8--5 ديروط 72
...................................................
...................................................
وصل زخارى الى الجبل وصعد الى منطقة السراديب كانت هناك عيون ترقبه وتعرف انه منهم ولا مانع من دخوله الى منطقة ممنوعة على الغير مسموحة لاهل السراديب فقط ومن يسمح لهم وما ان شاهدوه حتى نزل احد الرجال بسرعة وكان يركب حمارا وما ان اقترب من زخارى حتى ترك ظهر الحمار ليركب زخارى الذى بادره... قائلا ازيك يا واد ياحسين وازى ولادك قال حسين الحمد لله ياعم زخارى منتظرينك فوق اول ما عرفو بوصولك ..قال زخارى متشكرين يا حسين ياولدى معلش السفر حتة من العذاب ...رد حسين حمدالله على السلامة يامقدس .اتفضل كانو قد وصلو الى قرب مداخل السراديب فهبط زخارى من فوق ظهر الحمار ومشى الى ان اختفى داخل مدخل السراديب خلف الشجرة التى كانت تنمو امام المدخل وتخفيه وتظلل الحارس الجالس امام المدخل.
كان الجميع يعرف لنه خارج البلد فكانو يحبونه فقد كان الرجل يتمتع بحب جميع الرجال لدماثة خلقه وشدة تواضعه واحترامه للجميع. وصل عم زخارى الى مكان جلوش الشيخ مجاهد زعيم المجموعة الهاربة من لقانون والتى ياويها الجبل وسراديب مقابر الفراعنة التى لم تصل اليها حكومة البلاد.
ما ان شاهد الشيخ مجاهد عم زخارى حتى قال ايه الاخبار؟ سلامات فى الاول صحتك عاملة ايه يا زخارى..قال زخارى نشكر الرب .وسكت كان ينتظر خروج بعض الرجال الجالسين . فنظر اليهم الشيخ فنهضو لينصرفو خارج المكان حتى يستطيع الكلام مع زخارى العائد من مهمة صعبة لا يستطيع غيره تنفيذها. نظر الشيخ الى سعد واشار له ان يمنع اى فرد منهم من الدخول واتجه ناحية زخارى سائلا اياه ...ايوة ياعم زخارى قول بقى عملت ايه فى اسكندرية؟
واخذ زخارى يروى ما كان ولكنه لم ياتى على سيرة حفل الزفاف واخبره ان الخواجة اعطاهم شهر مهلة ليفكر ويقنع رجاله لان الدم اللى سال هناك لسة سايب اثر عموما هو وعد خير وبيسلم عليك ومشتاق يشوفك...ضحك الشيخ ضحكة خبيثة وقال مشتاق؟؟ قال زخارى ايوة صدقنى هو قال كدة وانا اعرفه كويس لما يكون بيتكلم بصدق او بيكدب او بيتريق علينا لكن الراجل كان بيتكلم بكل احترام. رغم كل اللى حصل قال الشيخ منه لله رواش واخوه هم اللى خربو الدنيا وكان ممكن بالاتفاق كله يتم لكن ملحوقة ..متشكرين يا زخارى يمكن ابعتك مشوار تانى قبل الشهر مايعدى علشان نعمل صلح مع الخواجة ورجالته ...قال زخارى خلينا دلوقت مع الخواجة وياريت ماتخليش حد يروح تانى زى رواش لان المرة الجاية مش حتخلينى اقدر اخش اسكندرية واخرج سليم قال الشيخ اللى تشوفه يا زخارى انت راجل عاقل ومخك يوزن بلد قال زخارى العفو عن اذنك شكلى حنام اصلى مانمتش بقالى يومين .اذن له الشيخ بالخروج وانصرف زخارى خارج المكان الى حيث يجلس فى السراديب.
مر اسبوعان على هذة الاحداث وكان الشيخ ينزل الى البلد لزيارة اسيوط ويرجع عند منتصف الليل ..وكانت هناك سيارة تنتظره عند المعدية فى كل رحلة يذهب اليها الى اسيوط ليجمع الرجال ولا يعرف احد لماذا يفعل هذا الفعل فكان مرة يذهب الى المنيا واخرى لبنى سويف وظن رجاله انه قد تزوج فقد كان دائم الزواج والطلاق.
وفى احدى الايام نادى على زخارى واخبره ان يستعد للذهاب للاسكندرية لاتمام الصلح مع الخواجة وارسال هدية صلح فقد كان الخواجة يعشق الاثار وغم انه كان تاجر ومهرب لها خارج الحدود.
قال الشيخ لزخارى اسمع يا زخارى انت تحضر نفسك الليلة علشان تروح اسكندرية ..قال زخارى امرك يا شيخنا فى اى وقت قال الشيخ بعد المغرب حتعدى النيل حتلاقى عربية مستنياك اركبها وهى حتوصلك والرجالة اللى معاك حيسمعو كلامك واوامرك لكن انت عارف بلاش تقفو اكتر من مرة فى السكة الا للضرورة
قال زخارى حاضر عن اذنك انا رايح احضر حالى وشاهد وهو فى طريق للانصراف رجلان يحملان قفتين من القفف التى كانو يرسلون بها ماخف حمله وغلا ثمنه .
سافر زخارى كما قال له الشيخ ونفذ كلامه بالحرف ولكنه كان يضمر شيئا اخر فقد تعب من الاختباء وشجعته زيارة الخواجة الاولى على التخلى عن هذا الوضع خاصة بعد ترحيب الخواجة به.ودعوته هو واولاده للقدوم للعمل معه...
وصل زخارى الى الاسكندرية واتصل بالخواجة عند وصوله ليحدد ميعاد مقابلته كما هو متعارف عليه.
بعد عدة اتصالات وكان زخارى قد تملكه الياس وظن ان الخواجة لايريد مقابلته اخيرا سمع من يرد على اتصاله من على الطرف الاخر وكان صوتا مرحبا لم يكن الخواجة ولكنه كان شخصا يتكلم بلهجة اهل اسكندرية كان نبيل هو المتصل
...........................................................................................................................
بقية 8---5-- ديروط 72----قال زخارى ردا على من يكلمه فى المكالمة التليفونية يظهر ان النمرة غلط يا افندى معلش قال نبيل لا النمرة مش غلط يا عم زخارى واحنا فى جايين لك اشرب قهوتك لغاية ماتوصلك عربية الخواجة اطمان اخيرا زخارى ولكنه كان متعجبا ان يرد عليه شخص غير الخواجة فالهدية التى ارسلها الشيخ مازالت فى السيارة التى اتو بها وهو ينتظر وصول احد لنقلها والذهاب لمقابلة الخواجة.
وصلت سيارتان احدها بها نب...يل اما الاخرى فكانت محملة برجال الحراسة خوفا من غدر مايسمى بالشيخ فمنذ حادثة حفل عقد القران وهم يتصرفون بحذر شديد مع رجال الشيخ ويراقبون قدومهم. نزل رجلان وقاما باخذ القفف بسرعة ووضعها فى سيارة نبيل بينما نزل نبيل لاستقبال زخارى الذى ارسله الشيخ للتصالح واتجه نبيل ناحية زخارى فقد كان يشاهده جالسا وحده عندما زار السراديب فى المرات السابقة ولكن زخارى لم يكن يعرفه اتجه اليه نبيل مصافحا وهو يقول حمد الله بالسلامة ياعم زخارى اتفضل اركب العربية تحت امرك الخواجة منتظرك .
قال زخارى انا فاكر شوفتك فين يا استاذ قبل كدة مش فاكر المهم ازاى الخواجة قال نبيل فى نعمة والحمد لله.وانطلق محروس بالسيارة وورائه سيارة الرجال بينما ظلت سيارة زخارى فى مكانها حسب اوامر نبيل.
كان الخواجة فى استقبال زخارى وسلم عليه وهنئه بسلامة الوصول .قال زخارى الشيخ باعتلك هدية بسيطة قال الخواجة ليه يتعب نفسه بس مفيش داعى لكل ده عموما انا حتعامل معاه من ط رفك بس يعنى انت اللى تسلمنى شغله وتستلم حقه ومش عاييز اشوف حد من رجالته هنا بعد اللى حصل.قال زخارى. على فكرة رواش الله يرحمة هو اللى عمل المشاكل هو واخوه ..قال الخواجة مش مهم مين اللى عمل المشاكل ع هو ده حيبقى اسلوبنا فى الشغل من طرفك وبس غير كده ربنا يسهل له احنا مش طالبين حاجة من حد.قال زخارى لكن انا اللى حتعب كدة انا كبرت ومقدرش على المجهود ده قال الخواجة. يتصرف يقعدك فى اى حتة هنا .ويبقى يبعت الشغل واحنا نستلمه .قال زخارى. اللى تشوفه انا بنقل كلامكم وحابلغه .وعلى فكرة لازم تشوف الهدية اللى محضرها لك الشيخ ..نادى الخواجة هنداوى وقاله هات الغلقين اللى كانو فى عربية نبيل ياهنداوى...قال هنداوى حاضر يا بوى .كان هنداوى يتضايق عندما يرى اى احد من رجال مجاهد شيخ الجبل ولكنه احضر القفتين وفتح غطائهما .وخرج.
كان هناك كنز اثرى حقيقى داخل القفتين .امر الخواجة بادخالهم داخل حجرة جانبية وبلغ زخارى شكره للشيخ مجاهد.
بعد ان تناول زخارى طعام الغداء مع الخواجة ونبيل قال انا شفت الاستاذ قبل كدة فى ديروط صح؟ قال نبيل من سنة .قال الخواجة حتتعاملو معاه كتير يا زخارى وخللى بالكم نبيل زى ابنى ومكانى فى الشغل ..اطرق زخارى براسه ثم قال لكل زمن دولة ورجال .لكن انا شايف ناس تفرح ...ضحك الخواجة وهو يقول امسك الخشب يا زخارى انا حبخرهم من عيونك واخذ يضحك.ثم قال دول مش تلاميذ ولا افندية طراى دول اشد من رجالة الجبل الخربان بتاع شيخكم.
قال زخارى وهو يهم بالانصراف بالاذن يا خويا انا لازم ارد عليه قال الخواجة ارتاح يومين وبعدين سافر كدة تعب عليك يازخارى ..قال زخارى لازم ارجع له بسرعة .
قال كان للشيخ عندنا متين الف جنيه .صرفنا منهم اربعين على علاج المصاب وتعويض الناس وكمان سكتنا بيهم الحكمة علشان العيون ماتبصلناش المهم باقى من فلوس الشيخ ماية وستين الف حاتخدهم معاك واظن مفيش اكتر من كدة حسن نية.
رد زخارى طول عمرك ابو الواجب والاصول كدة يبقى مفيش بينكم ديون ..قال الخواجة حاسب استنى الراجل اللى اتصاب بالطلقة ماعملش لكم حاجة كان بينفذ الاوامر وبس غدرتم بيه وده لازم يتعوض علشان المسائل تبقى سليمة.ونظر الى نبيل واشار اليه بالصمت.
انصرف زخارى ليبلغ الشيخ اخر تطور ات موقف الخواجة وقد اخذ قراره بمغادرة الجبل واخذ اولاده الى الاسكندرية فقد كان يملك منزل بجانب احد اقاربه بمنطقة غيط العنب التى قرر الاستقرار بها فيما بعد
كان زخارى نائما طوال الطريق الى ديروط ولكن راسه كانت تعمل فقد قرر ان يرسل اولاده قبل ان يصعد الجبل لمقابلة الشيخ.وما ان وصلت السيارة التى كانت تقله الى ديروط حتى صرفهم واخبرهم انه ذاهب الى منزله لامر ما وفعلا ذهب وقابل ابنه الكبير جرجس وقال له مافى ضميره وان عليه اغلاق منزله واخذ كل عائلته واخوته الى بيته فى الاسكندرية وسحب كل ملفات الاولاد ونقلهم لمدارس اسكندرية قال له ابنه طيب والشغل يامقدس.رد زخارى قائلا كله حيبقى تمام يا ولدى اعمل اللى بقولك عليه وبسرعة من النهاردة .انا ماشى.
خرج زخارى مسرعا الى حيث تنتظره السيرة لتنقله الى منطقة المعدية التى ستعبر به الى البر الشرقى للرد على الشيخ مجاهد
...........................................................................................................
8--6--ديروط72--وصل زخارى الى مكمن الشيخ مجاهد فى منطقة سراديب جبل سيدى عبد الحميد وقابله الرجال كالعادة بالترحاب واوصلوه راكبا الحمار الوحيد عندهم الذى يستقبلون به كبار الضيوف ليقلهم الى حيث يجلس مجاهد.ولكن الشيخ كان متغيب فى الخارج كعادته فى الايام الاخيرة وما ان دخل زخارى حت لاحظ ان مكان جلوس الشيخ يتحرك فاختباء بجانب مدخل السرداب وظل يراقب حتى راى سعد خادم الشيخ يخرج من تحت حجر المقعد ثم يعيده ...مكانه وكان يضع فى جيبه رزمة من النقود تكاد تخرج من جيبه لكبر حجمها اكتشف اخيرا اين يضع الشيخ امواله وها هو احد رجاله يسرقه .تراجع بسرعة ليخرج قبل ان يشاهده سعد وخرج ليجلس مع الرجال فى الخارج بحجة حاجته لتنشق الهواء بينما كان سعد يبتعد بما فى جيبه فى اتجاه المعدية...بينما اخذ زخارى يفكر ان وقت الابتعاد قد حان لان رجال الشيخ اصبحو يخونونه ويسرقونه .وتوقع حدوث الكثير.جلس وكان يبدو عليه الارهاق الشديد مماجعل الرجال يشعرون بالقلق عليه لانه نام من التعب واخذ يصدر شخير عالى الصوت فتركوه لينام امام مدخل السراديب وبعد حوالى الساعة والنصف افاق زخارى ليسال اين هو فضحك الرجال وقالو له انت معانا ياعم زخارى الف سلامة ياراجل ياطيب..نظر اليهم زخارى قائلا ربنا يستر وسال على الشيخ فاخبروه انه جاء وهو نائم ولكنه رفض ايقاظه وقال لهم سيبوه يستريح الراجل بقاله اسبوع رايح جاى وواخد البلد بالطول والعرض .
دخل زخارى لمقابلة الشيخ واخذ يحكى له كل ما دار فى الاسكندرية فنظر اليه الشيخ مجاهد ثم قال يعنى الخواجة عايز يتعامل معاك بس فى اسكندرية.وانت قلت له ايه؟ قال زخارى انا ماليش راى الراى رايكم والشورة شورتكم انا بانقل اللى قاله رد الشيخ ماشى اهى خطوة وانت تقدر تسيب هنا وتروح اسكندرية ..قال زخارى لو عايزنى اروح المريخ حاروح. رد الشيخ .طيب انت الاسبوع الجاى حتروح هناك ولنا مكان كويس حتقعد فيه مكان الولد بتاع اسكندرية ..قل زخارى اللى تشوفه. وقام واخرج من حقيبته التى يحملها مبلغ المائة وستون الف جنيه التى اعطاها اياه الخواجه .لمعت عينا الشيخ عندما راى النقود مع ان هذة النقود كانت نقطة فى بحر خزانته الممتلئةبالذهب والنقود من كافة العملات.....
قال الشيخ دى حسن نية من الخواجة لكن الولد اللى اتصاب طالب ايه رد زخارى ماتكلمش اللى كان بيتكلم الخواجة والتانى كان ساكت....قال زخارى...الولد ده هو اللى حيتعامل معانا بعد كدة الخواجة مصدرة وجايب رجالة حراسة حاجة تانية خالص .اسمع كلامى وماتستهينش بالعيال دى دول ايامهم حاجة تانية ..
جلس الشيخ يفكر واصدر امره متسرعا كعادته خلاص استعد كمان يومين وحتروح تقعد هناك وانت حتبقى العين بتاعتنا وحابعت لك الرجالة بالطريقة اللى تتفقو عليها مع السلامة يا زخارى اشوف وشك بخير امسك خد الفلوس دى خليها معاك لانك حتحتاج مصاريف مد يده واخذ النقود وهو يدعو له وانصرف زخارى وهو يكاد ان يطير من الفرح فقد ان الاوان لمغادرة هذة المقابر التى دفن نفسه حيا فيها اكثر من خمسة عشر عاما طوال.....لم ينتظر زخارى ولكنه انطلق مغادرا الجبل وركب المعدية التى عبرت به النيل ولم ينظر ورائه كان يهرب من ماضيبه ومن الهواء المشبع بالاتربة ومن رائحة الخوف التى تنبعث من رجال الشيخ مجاهد رغم تظاهرهم بالشجاعة زقوة الرجولة.ذهب الى منزله فوجده مغلق من الخارج فعرف ان ولده بداء فى تنفيذ كلامه فاتجه الى محطة القطار لكى يشاهدها لا ليركب القطار فهو يخاف ان يعرفه احد فقد نسيه معظم الناس.
اتجه بعدها الى موقف سيارات الاجرة واستاجر سيارة الى القاهرة كان يموه لا احد يعرف ربما كان يريد مشاهدة بعض المدن لمرة اخيرة.
وصل القطار محطة سيدى جابر بالاسكندرية فقام زخارى ونزل من القطار واتجه الى منطقة الشاطئ حيث كان يحب ان يمشى ليتنسم الهواء فى ايام زواجه الاولى من ام اولاده...كان وحيدا وكان عليه ان يتجه الى شقة الشيخ فى منطقة الابراهيمية فاخذ يمشى وهو ينظر الى البحر حتى وصل الى الجهة المقابلة للعقار وعبر الطريق ثم اتجه الى حيث الاقامة المؤقتة التى سيبداء منها العمل ..وما ان فتح باب الشقة حتى وجدها تحتاج نظافة وتنبعث منها رائحة رطوبة شديدة فاسرع يفتح النوافذ. وجلس على مقعد النافذة الذى كان موجودا حتى قبل حضور نبيل لهذة الشقة كان منظر البحر يستهويه بشد ولكن التعب ادركه فنام...الى صباح اليوم التالى وكان جائعا فوضع نظارته على وجهه ونزل ليشترى فطور له وبعد ان افطر ذهب ليعلم الخواجة انه متواجد فى الاسكندرية من الان فطمانه الخواجة قائلا كله حيبقى تمام اطمئن يا زخارى انت معانا من النهاردة اوع تقلق
...............................................................................................................................
8--7--ديروط 72--انتصف ليل الاسكندرية وكان نبيل فى طريقه الى منزله بعد يوم عمل طويل فموسم الصيف فى قمة ازدهاره رغم اشاعات عن قرب حدوث حرب بين مصر واسرائيل ولكن كان الجميع لاياخذون كلام انور السادات رئيس مصر فى هذة الايام على محمل الجد فقد كرر اكثر من مرة ان هذة سنة الحسم ولكنه كان يتعلل بوجود ضباب كان المصريون يتندرون كطبيعتهم والسياح فى اطمئنان لعدم استطاعة مصر الحرب مرة اخرى بعد هزيمة سبعة وستين....فى هذا اليوم من شهر اغسطس ثلاثة وسبعون كانت هناك اكثر من سفينة تحمل ركاب قادمين للسياحة فى مصر وكان نبيل وربيع وغيرهما من الرجال فى انتظار السياح واستقبالهم .كان فى هذة السفينة رجل يهم الخواجة وامر بعمل اللازم معه واحضاره بعد خروجه من الميناء وتاخرت اجرات الخروج لكثرة العدد وما ان خرج الرجل حتى اصطحبه نبيل ورجال الحراسة الخاصين به الى فيللا الخواجة الذى كان يستقبله على غير عادة الخواجة عند باب الفيللا .فيللا الخواجة.
كان الخواجة يحاول انهاء صفقة مع هذا الرجل الذى كان يتكلم الانجليزية ولكن بلهجة غريبة عن نبيل فجلس صامتا حتى يحدثه الخواجة الذى كان يتكلم مع الرجل كانه من نفس البلد وكان الرجل يبسم ابتسامة الرضا بعد لن فرغ الخواجة من كلامه واخرج من حقيبة يحملها كتالوج به صور لاشياء يريدها ومن حسن حظ الخواجة كانت فى هدية الشيخ مجاهد الاخيرة غير ما كان يجمعه الخواجه من جهات اخرى غير الشيخ.
كان المبلغ كبير جدا ومن ستة اصفار..ملايين الدولارات واليوروهات سمعها نبيل والرجل يتكلم دون اى اندهاش واخذ الخواجة قلم وورقة واخذ يكتب ارقام وعناوين بالفرنسية كانت لبنوك وحسابات فى اوروبا ..بعد الانتهاء من معاينة الرجل لما تم الاتفاق عليه .اتفقو على التسليم وميعاده ..قال له الرجل الاجنبى ان ينتظره ليحول المبلغ فوافق الخواجة ووعده بوصول حاجياته عند ايداع المبلغ المتفق عليه وقم بمصافحة الرجل فقد تمت الصفقة بينهما.اراد الخواجة ان يحتفل بالرجل ولمن الاخير اصر على المغادرة ليلحق بالفوج السياحى لانه ذاهب للاتفاق على اعمال فجهة اخرى من القاهرة .قام نبيل بتوصيله الى مطار النزهة بالاسكندرية حيث كانت لة طائرة مستعدة لتوصيله للقاهرة واقى على اقلاعها ساعة.لم يتركه نبيل حتى اقلعت الطائرة وتنفس الصعداء من انتهاء هذة المهمة.
كانت سوسن فى هذة الاثناء تضع طفلها الاول فى مستشفى للولادة بعد قيام ام نبيل بتوصيلها اليها وكانت تجلس مع سيدة مسنة وهى تدعو لسوسن ان تقوم بالسلامة كعادة النساء فى مثل هذة الحالات.
بعد قليل خرجت الممرضة وهى تقول الف مبروك يا حاجة بنتك ربنا رزقها بتوام جميل ولد وبنت ..بكت ام نبيل فرحا وهى تقو يامانت كريم يارب الحمدلله المهم سوسن عاملة ايه؟ ردت الممرضة زى الفل والدكتورة نيفين معاها جوة .اللتفت بعض العاملات حول ام نبيل مطالبات بحلاوة قيام سوسن بالسلامة وهى عادة سيئة فى معظم مستشفيات مصر .اعطتهم ام نبيل على قدر ما تستطيع الى ان حضر نبيل وكان يبدو عليه القلق عندما شاهد امه جالسة وحدها ودموعها تملاء وجهها فسالها خير يا امى قالت الف مبروك يابنى مراتك ربنا رزقها ببنت ولد .قال نبيل الحمد لله سوسن كانت تعبانة اوى فى الايام الاخيرة.قالت الام لاتعبانة ولا حاجة انا كنت بولد اخواتك واوم اطبخ لكم ..ضحك نبيل وقال انتى الخير والبركة .قالت ام نبيل خليك هنا انت يابنى لان الستات هم اللى يفهمو فى المواضيع دى استنى بس علشان تشوف بتوع المستشفى حسابهم كام رد نبيل كله تمام ياجميل ضحكت ام نبيل وهى تقول عجايب عيال بتخلف عيال..وضحكت بسعادة .كانت الطبيبة قد امرت بنقل سوسن لحجرتها ولا زالت تعتنى بالطفلين اللذين كانا بصحة جيدة. كانت سوسن نائمة عند دخول نبيل .فامر الجميع بالسكوت وهو يشير باصبعه السبابة الى فمه.وخرخ على اطراف اصابعه واغلق ورائه باب الحجرة ببطء انصرف نبيل ليخبر الخواجة ولكنه كان تعبا فرجع الى منزله ونام الى اليوم التالى وعند بزوغ شمس الصباح كان فى الطريق الى المستشفى وعند دخوله خجرة سوسن كانت ترضع احد الطفلين وتبتسم بضعف وكان وجهها يميل الى الشحوب وتبدومتعبة فذهب نبيل وسال عن الطبيبة فارشدوه الى مكتبها وكانت تستعد لمغادرة المستشفى بعد ليلة طويلة شكرها نبيل وتمنى لها التوفيق ثم سالها عن حالة سوسن فطمانته ان حالتها طبيعية جدا وغدا تسترد عافيتها بالتدريج خاصة انها فرحة بمولديها وقلت الطبيبة الف مبروك اسمح لى انا مانمتش ولازم اروح اشوف بيتى قال لها نبيل اوصل حضرتك فشكرته الطبيبة رافضة.وانصرفت الى حال سبيلها...احس نبيل ان وجوده لايهم الان فذهب الى امه واعطاها بعض النقود حتى تستطيع التصرف فى غيابه ..فقلت له امه ده كتير كده يابنى ضحك نبيل مش كتير عليكى ردت اللهى ربنا يسترك ويرزقك من وسع يانبيل يابنى.وانصرف نبيل ليخبر الخواجه الاب الروحى له
....................................................................................................................................
--8--8--ديروط72--كان بيت نبيل فى حالة من الفرح مابعدها فرح الكل كان فرحا وفى انتظار خروج سوسن من مستشفى الولادة مع توئمها الجميل كان نبيل كعادته عند الخواجة الذى اعطى نبيل مجموعة ذهبية هدية لزوجته ام الاولاد الان .فاستاذنه نبيل ان يذهب لاصطحابها من المستشفى لترجع الى بيتها اليوم هى والطفلين فنادى الخواجة محروس وقال له خليك معاه التنهاردة يا محروس وخد معاك الولاد لانى شامم ريحة مشاكل بس ماتقولش لن...بيل خليه يفرح اسمع خد الصينية الفضة دى وابقى اهديها للست سوسن والله العيال دول انا فرحان اوى لهم خلو حياتى شئ تانى.
خرج محروس ومعه السيارة الخاصة بمشاوير العمل ولم يلاحظ نبيل ذلك فقد كان يترقب رؤية اطفاله وزوجته.ومل ان انطلق محروس بسيارته حتى خرجت سيارة اخرة بها اربعة رجال مسلحين كانو يذهبون فقط فى مصاحبة العمليات الكبرى للخواجة.اخيرا وصل نبيل وكان يصاحبه محروس ومعه الصينية الفضة وقال لنبيل لازم نهادى الست ونتمنى ليها السلامه قال له نبيل اتفضل ماهية زى اختك ومرات اخوك يامعلم محروس انا مش عارف اودى جمايلك الكتيرة على فين؟نردها لك فى الافراح انشاء الله
دخل محروس ونبيل حيث كانت تجلس سوسن وتستعد للخروج معهم وكان الطفلين فى ثبات عميق اهدى محروس سوسن الصينية واستاذن بالخروج بعد ان حمل حقائب سوسن واخيرا حمل نبيل طفلاه واخذ يمشى هو وزوجته مغادرين المستشفى كانت لا تزال تحمل صينية الخواجة الفضية التى اهداها اليها محروس جلست فى المقعد الخلفى وقد حملت الطفلين محتضناهم فى صدرها بعد ان وضعت الصينية فى الحقيبة التى بجانب باب السيارة . كانت تنظر اليهما بحب وحنان جارف واما نبيل فقد كان ينظر الى الطريق بينما يقود محروس السيارة بتمهل خوفا على حمولته النفيسة كما اخبره نبيل وما ان دخلت السيارة على الطريق العام المؤدى الى بيت نبيل حتى توقفت سيارة ونزل منها ثلاث رجال يحملون اسلحة واخذو يمطرون سيارة نبيل بالرصاص واشتبك معهم من كان فى سيارة الحراسة واسقطو احد الرجال المعتدين وفى الحال حملو الرجل المصاب ورحلو ولم تطاردهم سيارة الحراسة خسية ان يكونو متجهين الى فخ كانت السيارة التى يستقلها نبيل قد اصيبت بعد طلقات فى الباب التى كانت تجلس بجانبه نزل نبيل مسرعا بعد فرار السيارة التى اطلقت الرصاص ونظر الى باب السيارة الخلفى وقد كاد قلبه ان يتوقف عن الدقفالباب مصاب بعدة طلقات وما ان فتح الباب حتى راى زوجته تحضن الطفلين وتحميهم بجسدها فوق المقعد الخلفى ووحمد الله لم يصب احد لان الصينية هى من تلقت الرصاصات فقد كانت فى الجانت الخارجى من الحقيبة التى تضع بها اشياء الطفلين...قال محروس الحارس الله يللا بينتا نروح على البيت بسر عة يا استاذ وقال لسوسن يا ريت يا هانم ماتجيبيش سيرة باللى حصل لحد وحقك حيجى دول لامؤاخذ عالم عايزين ينتقمو منى علشان شغل ياريت يا استاذ ماتجيبش سيرة لحد لغاية مانشوف حنعمل ايه..قال ذلك وهو يعرف ان نبيل كان المقصود وان الفاعل معروف الشيخ رجع تانى.لحالته القديمة .
وصلت سوسن الى بيتها وسط فرح العائلة وكانت لا تتكلم وقد تملكها الخوف وسالتها ام نبيل سلامتك يابتى ملك تعالى ارتاحى .كان الاولاد يحملون الشموع ويحتلون وكانت هناك سيدة تضرب الهاون النحاسى وهى تقول اسمع كلام امك وتضحك كان الجميع فرحا الا نبيل وزوجته فقد عكر عليهم هذا الحادث فرحتهم وجائت طفلة لتشكو ام نبيل وقالت لنبيل يا عمو طنت مش عايزة تدينى كيس حمص وشمعة وملبس قال لها نبيل مش ممكن دى بتحبك انت وكل البنات اللى زيك تعالى وقال لامه الامورة دى بتشتكى عايزة حمص وشمع وملبس قبلتها ام نبيل قائلة احلى شمعة وكيس حمص وكمان كيس مليان ملبس ....وقالت لنبيل والله كبرت يابنى وبقيت اب ربنا يقدرك عليهم وانصرف نبيل ليكلم الخواجة الذى كان فى قمة ثورته مما حدث وقال انا حاسس ان مجاهد الكلب ده مش ناوى يجيبها البر وقاليا محروس روح هات زخارى وتعالى انا عايزه ضرورى قال محروس زخارى واقف برة من بدرى وشكله خايف من اللى حيحصل..قال الخواجة ونبيل عامل ايه قال محروس نبيل ماتكلمش ولا كلمة وشكله بيفكر فى حاجة كبيرة ..ربنا يستر..قال الخواجة لازم يتوضع حد للكلام ده مش كل شوية ضرب نار وقلة ادب هو عايز يقتل نبيل ليه ؟ ده قاصدنى انا كدة كفاية يامحمد يا مجاهد يابتاع الهدوم القديمة.
اخيرا وصل نبيل فاحتضنه الخواجه وهو يقول كل شئ حيبقى تمام ودى اخر لعبة يلعبها الحيوان مجاهد اوعى تزعل.قال نبيل كان ولادى وامهم حيموتو بضربة وحدة انا لازم احميهم منه ومن غيره فين عم زخارى .رد محروس اهو جاى ونادى على زخارى يا زخارى كلم يابا عايزينك دخل زخارى وهو يقول لنبيل حمد الله على السلامة انا لما عرفت ان مجاهد ناوى على الشر قعدت اتصل بيكم مفيش غير الخواجة اللى عرفت اكلمه قبل مااجى ..اسمع يابى مجاهد وشلته لازم نخلص منهم وانا عندى خطة تخلصنا منهم بالراحة .
...............................................................................................................
 
--8--9--ديروط 72جمع الخواجة رجاله وامرهم ان يستعدو ليردو كرامتهم التى اهدرها رجال الشيخ باطلاقهم النار فى منطقتهم خلال العامين المنصرمين وقال بكرة تروح الوكالةيامحروس وتجيب لى السوهاجى قريب عيد .وسيبو الباقى حا اقول لكم فى وقته العملية دى خطر شوية لكنكم قدها وقدود يا رجالة لكن حتطلعو من وراها بهبرة لوز اييوة لوز اللوز. محدش يروح بعيد ومحروس حيقول لكم فى وقتها انا حبيت اعرف من دلوقت مين اللى حي...روح ومين اللى مش فاضى علشان اعمل حسابى.
سكت الجميع فلا يجروء احد على التعلل باى عذر لان هذة المهمة كانت تعتبر ردا لكرامة معظمهم ولان بينهم وبين محمد مجاهد عداوات بل وثار قال معظمهم حانجيبه لو عايزه حى او ميت
قال الخواجة المهم نخلص منه لانه اتسعر وبيقتل عمال على بطال وكفاية انه كان حيقتل ست واطفالها لولا ستر المولى والرصاص جه فى صينية فضة كانت جنبها .فعلا الحارس الله والصلاة على النى.وحمدالله على سلامتك يا استاذ. على فكرة الاستاذ طلع معاكم المهمة دى وهنا تدخل زخارى فى الحديث وانا كمان لانى عارف الشيخ بيخبى فلوسه والمساخيط فين ولازم اجى مع الاستاذ.قال الخواجة منهيا الحديث طيب يا جماعة اشوفكم يوم الخميس الجااى. وصلهم يا محروس وتعالى.
اوصل محروس الرجال الى خارج الفيللا ورجع مسرعا .
قال الخواجة لمحروس انت تروح لبلدياتك وتقوله انا محتاج الصندل بتاعه فى حمولة رايح جاى من مصر لاسيوط وانه عايز الرجالة اللى حتسوقه لا بيشوفو ولا بيسمعو ولا بيتكلمو وكمان ناس ملهاش قلب وفهمه ان اللى حيطلبه مش حنبخل عليه وله جايزة كبيرة بعد الرحلة...قال محروس الريس صميدة راجل تمام وعند كلمته وكل رجالته من العيلة وبعدين ماتنساش اننا مداينينه بجمايل كتيرة وهو ما حيصدق. خلاص يا محروس اطلع عليه دلوقت وخد معاك رجلين استحراس مع السلامة انت دلوقت..قال محروس انا طالع له على طول وانا عارف الاقيه فين فى امبابة.سلام عليكم.
قال الخواجة خلى بالك من نفسك يا محروس مع السلامة يابنى وماطولش.
كانت الخطة ان يذهب صميده بصندله ويرسو فى مكان محدد فى نيل مدينة المنيا على ان يصل اليه نبيل والرجال باحد الاتوبيسات التابعة لهم ثم يركب معه الرجال لتنفيذ المهمة ولعودة .لذا كان يجب وضع سيارة الاتوبي فى مكان امن ومعروف لرجال الخواجة .كانت الخطة تسير بسلاسة لبساطتها ولان اشئ الوحيد الذى يصل الى مكان الشيخ دون ان يحس احد هو الصندل وذلك لكثرة عبور الصنادل المحملة والفارغة فى النيل قى هذا الوقت من السنة.
مر اسبوعان على هذة الاحداث ودخل شهر رمضان وكان على جميع الرجال حضور حفل الافطار الذى يعده الخواجة لهم كل عام اجتمع الرجال وافطرو فى حديقة الفيللا
وحان وقت الحديث فى المهم كان الوقت جاوز صلاة العشاء بقليل جمعهم الخواجة واغلق هنداوى ورائهم كل الابواب لمعرفته بجدية الحديث هذة المرة فهى مسالة حياة او موت .لانهم لو تركو هذا المسعور المسمى بالشيخ فسيقضى عليهم لامحالة.
اخيرا خرج الرجال بعد ان اخذو التعليمات وجاء اتوبيس ضخم حديث ليقلهم .اما نبيل فقد بقى هو وزخارى و محروس لسماع بقية تعليمات الخواجة الذى قال..كل سنة وانتم طيبين النهاردة نبيل وزخارى حياخدو الرجالة ويتكلو وانت يا محروس متاكد ان صميدة النهاردة موجود فى المنيا بالصندل بتاعه قال محروس وكله تمام وكمان محضر اماكن الرجالة وشايهم وحتى سجايرهم .قال الخواجة بلدياتك جدعان يا محرس طيب وقريب عيد السوهاجى.قال محروس زمان رجالته قاعدين فى الصندل ومستنين اوامر الاستاذ ر د نبيل كلنا فى انتظار اوامر ابويا الخواجة .انا ابنكم الصغير يامحروس يا اخويا.. قال الخواجة يللا اتكلو على الله واول ماتخلصو على خير ترجعو بسرعة والدخول قبل الفجر بنص ساعة ..يللا مع السلامة واشوفكم بخير .
انطلق الاتوبيس يحمل الرجال ونبيل اما محروس وزخارى فقد ركبا فى سيارة يقودها محروس الذى انطلق مسابقا الوقت ليصل قبل الاتو بيس.
وقف الاتوبيس فى محطة تفتيش العامرية وسالهم الضابط رايحين على فين؟ رد رجل طويل منهم كان يجلس بالقرب من الباب الامامى قائلا ماحدش يجيلك فى وحش يا بيه مشوار عزا لغاية اسيوط والواجب بيحكم .قال الضابط البركة فيكم .رد ارجل ابركة فدين محمد يابيه ..قال الضابط اتفضلو مع السلامة وسار الاتو بيس فى طريقه الى مكان يعلمه السائق فى المنيا وكان الجميع نيام كانهم يستعدون لموقعة حربيةوهى فعلا موقعة شبه حربية.
اخيرا وصلو الى المنيا وقد شارف الوقت على صلاة المغرب فانتظر السائق فى مكان قريب من البلدة وفتح مكان البضائع وكان به ماكولات ومشروبات فى مبرد اخرج الرجال الطعام ليتناولو الافطار وجلسو فى انتظار الاذان.شئ مضحك يصومون ويصلون وهم متجهين لابادة مجموعة لايربطهم بها غير الكره والعداوة وكل منهم يحمل فى صدره تجلههم غلا بل ويدعون عليهم فى صلاتهم بعد ان صلو وافطرو جلسو فى انتار صلاة اللعشاء فما زال موعد الصندل بعيدا .فى هذا الوقت كان محروس وزخارى يجلسان مع صميدة ريس الصندل وجلس الثلاثة يتبادلو اطراف الحديث ولم ياتو على سيرة الشيخ مجاهد ولا افعاله المشينة كان الكلام فى مواضيع مختلفة
..................................................................................................................
نهاية......ديروط 72
...........................................
............................................
انتصف الليل وتحرك الاتوبيس الى داخل مدينة المنيا واخيرا وصل الى مكان نزول الرجال كان محروس يجلس على سور الكورنيش المقابل لمسجد سيدى الفولى بجماله الاخاذ لكونه مبنى على لسان من الارض داخل النيل وكان الظلام دامسا فلم يكن للقمر فى هذة الليلة مكان وكان اختيار ميعاد عدم ظهور القمر من اهم ما فى ا...لخطة حتى يتم مفاجئة رجال الشيخ مجاهد الذى كان فى جولة مع بعض الاتباع ليدعو للدين الصحيح وقتال الكفرة اعداء الدين من المصريين الذى تركو الدين الى الدنيا واوصى بقتل كل من لايصوم ولا يصلى وان تطلق منهم نسائهم ومالهم حلال طبعا لرجال الشيخ .كان هذا ملخص جولته مع بعض الدعاة من مطلقى اللحى الجدد الذين ظهرو فى غيبة من تاريخ البلاد. وصل الشيخ ورجاله وكانو متعبين فاليوم كان طويل عليهم من طوافهم على معظم بيوت الفقراء واعطائم النقود لاستمالتهم دخل معظم الرجال ونامو بعد تسحرو ومنهم من كان يجلس فى انتظار ايقاظ الشيخ لصلاة الفجر كان الهدوء يسود الارجاء وكان الحارس الوحيد قد اطفاء اخر سيجارة له ووضع العبائة على راسه ونام نوما عميقا..
اما نبيل فقد وصل مع الرجال الى موقع الصندل وانزل رجلان كانا يقفان على الصندل سقالة ليصعد عليها الجميع وما ان اخذ الرجال اسلحتهم التى كانت مخبائة تحت ارضية الاتوبيس حتى نزلو ببطئ حتى لايلاحظ احد وصعدو بسرعة الى الصندل ونزلو الى داخله حيث كان يجلس زخارى وصميدة ريس الصندل.
وما ان نزل الرجال حتى تحرك الاوتوبيس الى حيث مكان الانتظار مختبئا عن العيون كان جراج اعده لهم الريس صميدة ورجاله بعد ان تم ركوب جميع الرجال ركب نبيل ومحروس معهم متجهين الى جهة الشيخ مجاهد .
تحرك الريس صميدة بصندله بعد ان اطمان لركوب جميع الرجال كان الوقت قد تجاوز الواحدة صباحا والهدوء يسود الدنيا ولا يسمع غير صوت هدير ماتور الصندل الضخم كان يمشى بسرعة متوسطة حتى يصل قبل الفجر كما حدد الموقع الذى كان يحفظه زخارى ونبيل اما الريس صميدة فقد كان يعرفه بالتقريب من وصفهم له فهو بالقرب من مقام سيدى عبد الحميد .
اخيرا وصلو الى مكانهم المنشود ونزل الرجال مسرعين من على ظهر لصندل الى شاطئ النيل وكل يحمل سلاحه المزخر وبعض امشاط الزخيرة وخنجر ذو سلاح ماضى لذبح صاحب النصيب كما كانو يتندرون
كانت ضحيتهم الاولى الرجل النائم الذى اطفاء سجائره ونام وكان يتقدمهم نبيل بينما ظل محرك الصندل دائرا برتابة يسمع صوتها عن بعد كان الرجال يقتلون كل من يصادفونه من حرس الشيخ ويصعدون بسرعة متخفين فى حالة الظلام الدامس بسبب غياب القمر فقد كانو فى اوائل الشهر العربى رمضان.
وصل الجميع الى مدخل السراديب واحس بهم احد الحراس الذى صاح ياسعد انت يا سعد مين هناك .وفتح النيران على رجال الجواجة ولكن عاجله احدهم بطلقة اصابته فى مقتل ودخل الرجال بسرعة وهم يطلقون النار بينما ظن رجال الشيخ ان الشرطة هى من يهجم فالقو سلاحهم ولكن كانت تعليمات الخواجة لا احياء وكان الشيخ يستعد للهرب وهو يطلق النار ومعه مساعده سعد الذى كان خلف الشيخ قال الشيخ لسعد اوقف اخرهم وبعدين حصلنى نظر اليه سعد واطلق عليه الرصاص فقد كان يعرف انها نهاية الشيخ ومجموعته كان سعد هو اخر من يقتل على يد رجال الخواجة فقد تمت المهمة باسرع ما كانو يتصورون اما الشيخ فقد كان مصاب وينام مدعى الموت وفى اثناء خروج احد رجال الخواجة داس على جرحه دون ان يدرى فصرخ الشيخ فصوبو الضوء ناحيته فقال لهم نبيل ايوة هو ده الصيد كان الشيخ ينظر اليهم بخوف ورعب وكره فى نفس الوقت كان قريب عيد السوهاجى بالقرب من نبيل فسمعه يقول الشيخ اهوه تعلو خدوه وعالجوه جاء قريب عيد وقال عنك يا بوى علاجه عندى واطلق عليه النار فى راسه وانتهت اسطورة الشيخ مجاهد .اما زخارى فقد اتجه هو وبعض الرجال الى مكان كنز الشيخ واخذو يرفعون الحجر الذى كان يجلس عليه الشيخ مجاهد واخذو يرفعون الحقاب الملئ بالنقود واجولة الاثار التى نهبها الرجل ور جاله واتجهو مرة اخرى لنزول الجبل وتحميل ما اخذوه ولكنهم تركو السلاح مكانه وكذلك القتلى ركب نبيل وزخارى .الصندل وفى الطريق العودة اخذ يوزع عليهم نصيب كل منهم من النقود واحتفظ بالباقى الى ان وصلو الى الاتوبيس الذى ارجعه محروس الى جانب الطريق ليتسنى للرجال سرعة العودة قبل طلوع الشمس التى كانت تبزغ على استحياء.
انصرف بعض الرجال كما كانت الخطة الايرجعو مع بعضهم كانت تنتظرهم سيارات اجرة اخرى ولم يبقى فى الاتوبيس غير محروس ونبيل وعم زخارى الذى كان يسعل معظم الوقت...وصل الاتوبيس الى الاسكندرية بعد صلاة مغرب هذا اليوم كانت تهب نسمات جميلة رطبة تشعر كل من فى المكان بانهم فى الاسكندرية الان.
استمر هم زخارى فى السعال فقرر نبيل عرضه على طبيب فورا عند وصولهم الى وسط المدينة وقال لمحروس ودينا بسرعة لمستشفى المحروسة وصل محروس الى المستشفى وادخلو زخارى الذى ياخذ انفاسه بمشقة .ونزل معه محروس ليخبر الخواجة الذى قال له سيب نبيل وتعال بسرعة .لانه كان يعلم ماتحيوية تركة الشيخ.
اخيرا انتعش عم زخارى وقال لنبيل انا خلاص اعتبر دى اخر عملية يا استاذ قال نبيل ايوة يا عم زخارى فعلا دى اخر عملية لناس كتير ..
مضى يومان وفى اليوم الثالث كان زخارى قد شفى تماما ونبيل بجانبه وقرر نبيل العودة الى بيته بعد ان اوصل زخارى الى بيت اولاده.
كانت الساعة تقترب من الثانية بعد ظهر هذا اليوم الجميل وما ان اطمئن على اولاده وامهم حتى سمع فى جهاز الراديو ايها المواطنون جائنات الان البيان التالى عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس الى البر الشرقى..هنا القاهرة......النهاية......و
البداية............
...............................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق