الأربعاء، 11 فبراير 2015

هوانم محرم بيه.....مجموعة قصص قصيرة

................هوانم محرم بيه......................
........................................................
جائت من داخل الفيللا ثلاث سيدات تتقدمهن سيدة كبيرة فى السن بيضاء الشعر وتضح شبكة على شعرها كانت هذة الشبكة غير انها موضة هذا الزمان ولكنها كانت تمنع الشعر من ان يصبح منكوشا ..عندما شاهد ابو حميدو السيدة الكبيرة علوية هانم حتى نزل مسرعا من مكانه واخذ بيد علوية هانم ام البيه الكبير مدحت الحمامصى وحماة اعتدال و...حكمت هانم قالت لابو حميدو ازيك يابو كتكوت قال ابوحميدو يا هانم كتكوت ده الحصان يافندم واخذ بيدها ليساعدها على ركوب الحنطور وبعد ان جلست قالت لابو حميدو اسمع يابو كتكوت حتروح بينا مشتل عيلة وردة وبعدين تطلع على بيت باب شرقى قال ابو حميدو حاضر يا افندم كانت السيدتان تصدران بعض التعليمات لسعيد النوبى ليكلم عم تونى الجناينى بخصوص بعض النباتات وكان سعيد يهز راسه بالموافقة قائلا حاضر يا افندم كلو حيكون تمام بس اتفضلو الا الهانم الكبيرة حتشتمنى انا دلوقت .اتجهتا ناحية الحنطور فقالت علوية هانم كانها لاترى احد يا سعيد ياغبى قول للهوانم يللا .قال سعيد حاضر يا هانم .ثم اخذ يتمتم سعيد سعيد وهو هنا مفيش غير سعيد..واتجه الى البوابة ليغلقها وهو يقول مع السلامة يا هوانم ووجه كلامه لابو حميدو على مهلك يا ابوكتكوت ...قال ابو حميود مخاطبا حصانه حنرجع تانى عند مشتل جماعة وردة يللا يا كتكوت وشد لجام الحصان فتحرك فى طريقه الى المشتل وما ان وصلو الى المشتل حتى نزل واخذ بيد علوية هانم وهى تعنفه على مهلك انتى فاكرنى الحصان بتاعك .قال ابو حميدو العفو يا هانم ..ردت غاضبة انت بتتكلم كتير اوى.لم يرد ابو حميدو فهو يعرف انها تغطى الام مفاصل ركبتها بهذا الكلام ولا تقصد اى اهانة فهو يتنقل معهم منذ زمن بعيد من ايام البيه الكبير الله يرحمه ..وكانها تقراء افكار ابو حميدو سالته فاكر يا بو كتكوت البيه الكبير الله يرحمه .رد ابو حميدو امال ياهانم .ده مايتنساش .كان نعم الانسانية مع الكل. ردت هييه فاتنى لوجع القلب. ونظرت الى اعتدال وحكمت زوجتا ابناها .لولا البنات دول كنت مت من زمان دول بناتى واكتر قال ابو حميدو ربنا يخليكو لبعض يا افندم وتنبهت قائلة انت حاتتساير معاية يا ولد رد ابو حميدو ..العفو يا هانم .مقدرش املك الشرف ده .قالت روح انده الولد الجناينى وخليه يجى بسرعة اتجه ابو حميدو الى داخل مشتل الزهور فوجد رجلا منهمك فى العناية بشجيرات الورد البلدى وما ان شاهد ابو حميدو حتى اعتدل فقال له الهانم عايزاك ايوة علوية هانم ..قال الجناينى ربنا يستر وقام مسرعا لمقابلة علوية هانم التى بادرته قائلة يا سيد حضرت بوكيهات الورد اللى قلتا لك عليها امبارح قال سيد كله موجود يا هانم جنابك تامرى .قالت هات البوكيهات وتعالى ذهب سيد واحضر البوكيات الثلاثة كانت كبيرة بعض الشى ولكن ابو حميدو تصرف فى وضعهم وتحرك لوجهته التى امرته الهانم بها اتجة الى باب شرقى .كانت اعتدال وحكمت صامتتان طول الوقت ولا تتكلم احدهما الا للرد على اسئلة علوية هانم دون اى تعليق لان حالتها المزاجية اليوم كانت سيئة بسبب الم ركبتها وانكارها للالم كانت سيدة عجيبة ومتسلطة لاقصى درجة وكريمة وطيبة مع من يسايرها الى اقصى درجة.قالت مخاطبة لابو حميدو امال ابنك حميدو فين؟ رد فى كتاب الشيخ على حضرتك اصل سنه لسة مجاش للمدرسة حافظ قران وخطه جميل...انا مش عيزه يتعب زى يا هانم ...قالت علوية هانم انت شاطر يابو كتكوت ووضعت يدها فى حقيبة يدها واخرجت جنيهان وقالت الفلوس دى لابنك انت فاهم .لو عايز كتب كرااسات حبر ريشة اى حاجة هات هاله كويس اوى ان الولد يتعلم . وصل الحنطور عند الكوبرى ابو عين واحدة وكانت تخاف ان تمر من هذا الطريق فقالت لابو حميدو خللى الحصان يمشى شوية كانت تضع يدها على عينيها قال اب حميدو احنا فشارع الفراعنة يا هانم وقربنا نوصل فرفعت يدها من فوق عينيها كانت كانها طفلة تخاف من موقف حصل لها قالت مخاطبة ابو حميدو نزلنى عند فيللا غانم بيه عارفها قال حميدو امل ياهانم مش اللى جنب فيللا الخواجة كوستا ..قالت تمام تمام .وصلت الان واحتاج ابو حميدو مجهود لتنزل فقد كان وزنها ثقيل وتكابر وتعاند الم مفاصلها نزلت اخيرا وحمل ابو حميدو بوكيهات الوردد ومشى اماهم ودق جرس الفيللا ووقف حتى فتح الباب واعطى الخادم بوكياهات الورد وقال مخاطبا علوية هانم اجى لحضرتك امتى يا هانم؟ قالت كمان ساعتين ..يللا شوف شغلك مع السلامة يا كتكوت.
رجع ارجل الى مكانه على العربة وثبت الطربوش فوق راسه واخرج منديل ووضعه خلف رقبته وتحرك الحصان الى حيث موقف قريب لعربات الحنطور كانت عربات الحنطور تنافس التاكسى فى هذة الحقبة من ايام الاسكندرية وكان الناس يفضلون ركوب الحنطور على اى وسيلة اخرى.
كان موقف الحنطور فارغا وهو الواقف الوحد فقد انصرف كل من كانو بلموقف الى طلبات الزبائن . جاء الى ابو حميدو رجل يبدو عليه انه اجنبى من هيئته وقال لابو حميدو بلهجة الاوربيين عنما يتكلمون اللغة العربية اسمع يا اوسطى انا عايز اروح شارع العطارين وبعدين تودينى شارع سيدى ابو الدردار .قال ابو احميدو اتفضل اخواجة ركب الرجل وتحرك كتكوت فى اتجاه طلب الخواجة قال الرجل مخاطبا ابو حميدو انت موش فاكرنى يا اسطى ابو حميدو قال ابو حميدو ماتاخذنيش يا خواجة الواحد زى ما انت شايف .وقال مخاطبا الحصان يللا يا كتكت شد حيلك شوية يا اخلى خللى الخواجة يروح شغله..ضحك الرجل وقال انت راجل تمام والله وبتعامل الحصان كويس يبقى هاتعامل البنى ادم كويس ..على فكرة الونل فى مصر شكلها حتتغير ..قال اب حميد تتغير تنقلب احنا حنفضل على حالنا اللى فى العلى عالى واللى فى الواطى مع الخيل يا خواجة .قال الخواج بس هنا حبيبى نزلنى وقف ابو حميدو وهو يقول لحصانه هيسسسسسس وقف الحصان ونزل الخواجة واعطى ابوحميدو الاجرة بسخاء فقال له شكرا اخواجة مع السلامة.وانصرف ناحية المنشية وانتظر اسفل تمثال محمد على باشا حيث كان الموقف قريبا جائت سيدة ورجل مسن وقالا له ودينا محرم بي يا اسطى قال ابو حميدو اتفضلو ونزل اخذا بيد الجل المسن واركبه بجانب السيدة الت اسرعت بالركوب ومعها بعض الحاجيات ...قال الرجل انت عارف شارع التورماى عايزك تنزلنى عند ابعدية الدرينى قال ابو حميدو حاضر وقال يللا يا كتكوت قال الرجل كتكوت مين يا راجل يا قليل الحيا قال ابو حميدو الحصان بتاعى لو مش عاجبك اسمه بلاش وسكت الرجل وقال ابو حميدو شكلها توصيلة هم ......وانطلق الحصان فى طريقه
.........................................................................................................................................
 تحياتى للست تحية
.......................................
سوق الاقمشة الدرجة الثانية او التي بها عيوب صناعة سوق امام مقابرعمود السوارى ....العمود
بالإسكندرية به كل أنواع الاقمشة الرخيصة عن مثيلاتها خارج هذا السوق وهو مزدحم دائما بالسيدات واطفالهن وكذلك الباعة الذين يفترشون اى مكان حتى طريق الترام شارع عجيب وورائة مناطق اعجب تابعة لحى كرموز مثل منطقة البياصة حيث تجارة الاخشاب و المضحك فرق فنانى الافراح او العوالم المهم لى صديق زوجته تدعى الفهم في كل شيء ...
وخاصة الاقتصاد في تعرف كل الأماكن التي تبيع الاشيلء الارخص على مستوى الإسكندرية وكثيرا ما اشترت أشياء تلفت بعد ثانى او ثالث استخدام والست تحية وهذا اسمها تمتلك من حجة الاقناع ما يجعلها مفاوضة محترفة وهى تظن انها تنجح مع البائعين ومن نوادرها ذهابها الى سوق ملئ باللصوص ويقام في حى اللبان يبع كل ماهو مستعمل في يوم الجمعة وسمى السوق بسوقث الجمعة...كما كانت الأسواق تسمى قديما بايام انعقادها كسوق التلات وغيره المهم اشترت الست تحية لاحد أبنائها لاب توب بماثة جنية وطبعا اخرجها محسن زوجها من القسم ودفع لصاحب اللاب توب حتى يتنازل وطبعا هي كانت حسنة النية لما اشترت لاب توب بمائة جنية.
اما حظها الاسواء فقد كان في سوق الساعة فقد خرجت مع بعض جاراتها لشراء اقمشة تنجيد لام دلال لزوم تنجيد مراتب دلال ابنتها البكرية .والتي تعمل بالمحاماة المهم ذهبت المجموعة والست تحية بالترام المؤذى الى منطقة الساعة وكرموز كما كان يقول المحصل او الكمسارى...وطوال الطريق كانت الست تحية بوصفها العارفة ببواطن وظواهر الأمور ماتمر به الترام من شوارع .واخيرا وصلو الترام الى حيث مقصدهن الا وهو سوق الساعة كان الوقت عند صلاة المغرب حيث كان صوت المؤذن بمسجد العمرى ينساب في المنقطقة مختلطا باصوات الزحام والسيارات وصوت جرس الترام المميز.نزلت المجموعة واخذت الست تحية ترشد الجمع للفرجة وفحص البضاعة ومقارنة الأسعار علشان عيون دلال بنت ام دلال ولكن كل واحدة كانت في السوق لتبحث عن شيء ما يخصها .اشترو بعض الاقمشة الرخيصة وأخيرا تم شراء مايخص دلال وام دلال كانت الوقت قد اخذ في الهروب منهن فالنساء لايشعرن بالوقت عند الفرجة على الاقمشة او الذهب. كانت الساعة قد تعدت العاشرة وتعب ارجلهن السمينة من المشى واللف للفرجة على البضائع وكان هناك رجل يرتدى نظارة سوداء وامامة طاولة بضع عليها اطقم للفرش .ملائات ومفارش سرير وكسوات ...كان الرجل اسمر الوجه يميل الى اسواد بسبب لون جبهته وخديه المقعتان ببقع كبيرة سوداء كان الرجل لايتكلم ويضع بجانبه كرسيان من كراسى المقهى نظرت التس تحية الى مفارش السرير نظرة متفحصة وكان مكتوب علهم اثمان لا تصدق في اثمان اقل من ربع ثمنها الحقيقى..وقالت للرجل انا حاخد الأبيض والوردى والسماوى بس لازم افتح واحد واشوف قماشه أشار لها الرجل بالموافقة ....واخذت تنظر نظرة الخبير وهى تشد قماش الملائة بطرقتها الخاصة وأخيرا اشترت الاطقم .واكتفت النسوة بما اشرينه واتجهن الى ترام كان في طريق العودة انتظرهن سائق الترام كن يصعدن سلم الترام بصعوبة نظرا لاوزانهن العالية وخاصة الست تحية .أخيرا وصلت تحية الى بيتها واخذت تحكى للاستاذ محسن عن الجولة التي قمن بها وكان المسكين ييقول ربنا يستر .وتختم على خير مسكينة يا دلال انت وامك وكل شلتك العجيبة ياتحية.قامت تحية وهى تقول الملايات دابت يامحسن يا خويا والعيال لازم ينامو على ملايات جديدة واخذت لفافة وفتحتها واخرجت ملائة كان لونها مختلف عن الملائات التي اختارتها فلونها احمر مشرب بالوردى ويداخل اللون الأسود بينهم لون منفزع كان الشيطان هو من صبغها بهذة الألوان..بهتت تحية وهى تقول مش هي دى الألوان اللى انا نقتها انا نقيت اللون الأبيض والوردى والسماوى كانو احلى من بعض..ضحك محسن حتى استلقى على قفاه وهو يقول كويس انها جت على الالون عموما لماتفرشيها ابقى طفى النور علشان محدش يشوفها.واخذ يضحك
لم تكذب خبر وقامت تحية وفرشت الملائات على سريرها واسرة ولديها..وهى تقول بصوت منكسر والله مش بطالين انتو اللى مايعجبكومش العجب وقالت في نفسها هو الراجل ابن الملعونة غيرهم امتى؟ ده مكانش فيه باقى الا اتنين تانين.
أخيرا جاء سلطان النوم وفرض عليهم كلمته وبسط سلطانه على عيونهم وناموعلى الملائات الجديدة .وقبل اقتراب الفجر هب الجميع من اسرتهم صارخين فقد انتابهم كابوس لعين كان احدهم جاثم على صدورهم تحية وأولادها وزوجها هبو من نومهم وهم يصرخون وكان محسن يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اماتحية فقد قال حد يجيب لى شوية مية ياولاد ريقى نشف ومش قادرة اخد نفسى اما الولدان فكانا ذاهلين مما شاهداه في منامهم.نزل الجمع من على اسرتهم واتجهو خارج حجراتهم وهو يشكزن بعرض واحد فقد كانت تنتابهم الام في الظهر والرقبة وضيق في التنفس.ةالاستاذ محسن يقول يا ساتر ياساتر يارب منك لله ياتحية جبتى الملايات دى منين. قالت تحية هو انا مسئولة عن كوابيسكم واحلامك كمان . تركها محسن وذهب الى الصاله ونام على كنبة .وجلس ولدية يتابعان مايجرى على النت.اماتحية فقد الن التعب نال منها فنامت مكانها مرة أخرى ولكن بعد اقل من نصف ساعة هبت صارخة وهى تقول حد بيخنقى يا محسن اللحقونى يا ولاد. قال محسن اللهى ..والابلاش.
مرت ساعات الليل وفى الصباح قامت بلم الملائات وكوتها واعادتها لاكياسها وعزمت على ارجاعها..ولكنها تذكرت يمين الطلاق الذى القاه محسن في غضبه بسبب ذهابها لاسواق الرخيص.قالت اعطيهم لام سعيد البوابة في العمارة المقابلة و.ذهبت وتخلصت منهم باعطاء الملائات للمسكينة ام سعيد والتي تجمع حولها السكان في نفس الليلة بسبب صراخها من كابوس شديد الم بها هي وأولادها....
......كانت هذه بعض من مغامرات الست تحية المفترية
.....................................................................................................
بهية
بهية سيدة ليس لها عمر فشكلها يوحى انها في السبعين وحركتها توحى انها في العشرين اصطلح الناس على تسميتها بهية المجنونة لطريقتها في الكلام وسب الباعة وأصحاب المحلات يعرفونها جيدا كلهم يقولون انها بركة ويبقى نهار مش ولابد لو غابت عنهم يوما او تاخرت في المرور عليهم فهى لاتطلب شيء من احد ولكنها تقف وتشرع في الحديث مع من تراه يستحق الكلام رغم انها غالبا ماتنهى حديثها معه بسب والديه ولعنه لعنة الشيطان اذ...ا لم يقل امين وكان هناك رجل صاحب محل علافة اسمه عبد الرحيم كان له النصيب الأكبر من زيارتها رغم بعده قليلا عن بيتها الواقع في اخر الشارع الذى تغيرت معالمه الان وملامح ساكنيه فقد كان شارع امير البحر بمحرم بك من الشوارع التي تحوى فيلات جميلة وفى اخره حقل لزراعة نباتات السلطة من جرجير وخس وخلافه .بالقرب من منزل بهية المحاب نظرا لان صاحبه قاضى ورجل قانون ومحبوب في المنطقة و كان يخرج من بيته يوميا في تمام السابعة وبعده بدقائق تكون بهية في الطريق تمشى بخطواتها المسرعة وجسمها المعروق فقد كانت أوردتها تظهر في ساقيها الرفيعتين ويديها ورقبتها .اما ملابسها فحدث بلا حرج فهى أحيانا تلبس لبس سهرة بالاوان عجيبة واحيانا تلبس ثوب حريرى لامع ولكنه ملئ بالبقع ومتسخ قليلا وتنتعل في قدميها دائما حذاء بكعب عالى وتمشى محدثة بخطواتها أصوات ملفتة ومزعجة.
في هذه الأيام كنا نسكن بالقرب من هذا الشارع حيث بهية ومشاكلها واتى يوم لم اذهب فيه الى المدرسة ولا اذكر السبب .وارسلتنى امى لشراء بعض لوازم البيت من البقال الوحيد الذى كان يقع في هذا الشلرع ورغم انى كنت أخاف من هيئة الرجل الا انى كنت لااتردد في تنفيذ أوامر امى حتى لا اتعرض لهجوم أبو جمل .شبشبها الجلدى المرسوم عليه جمال واهرامات.وثانيا انى احب المشى في هذا الشارع , وفى احد أيام الشتاء ارسلتنى امى لشراء بعض الأشياء من البقال والعلاف لانها كانت تريد عمل حلبة معقودة....مفتقة...وقفت امام دكان العرف عبد الرحيم انتظر عودته من الصلاة من مسجد مجاور وكنت اتفرج على نمس يقتنيه عبد الرحيم العلاف ليط الفئران وكان غالبا مايطعمه سمك بلطى صغير من بائع اسمه عوض يمر يوميا في المنطقة .في هذا اليوم وقفت اتفرج على النمس وعلى اسماك عم عوض التي كانت تنط وهى تصارع الموت .وبينما كنت اقف اذا ببهية تاتى بجلبتها المعتادة وبخطواتها ذات الأصوات العالية ووجدتها تقف بجانى .خفت ان تؤذينى فالقصص تحكى عن جنونها واعتدائها على الأطفال .وحاولت الهروب والكنها نادتنى باسمى رغم انها لم تقابلنى من قبل ولا اعتقد انها تعرفنى قالت خد تعالى ماتخافش هم قالولك انى مجنونة صح؟ هم اللى ىمجانين واخذت تسب وتشتم وتقول لى اوع تكذب وتقول محدش كلمك عنى.اصابنى الخرس من الخوف منها وبدات تهدء ثم قالت لى الولة عبد الرحيم اهو ه جه.واستدارت ناحية عبدارحيم العلاق قائلة اوزن نص اقة حلبة للولة ده بسرعة الا امه تضربه لو اتاخر ...اخذت تتكلم معى بينما الرجل ياتى بالحلبة.اعطيته ثمنها وهممت بالانصراف ولكن بهية تعلقت بزراعى وقالت لى بص انا حاشيل معاك معاك امانة واوع حد يخدها ا منك او تضيعها .فاهم .قلت لها ولاحتى ماما؟ قالت ولا حتى ماما ولابابا..فاهم اخذتنى جانبا واعطنى ربطة لم افتحها وقالت لى خبيها مع كتبك بتاعة المدرسة ومجلات سمير وميكى بتاعتك....قلت لها حاضر .قالت لى يللا امشى روح الا امك تستغيبك.الغريب انها كانت تتكلم كانها كانت موجودة في بيتنا وتعرف عنى كل شيء ولكن عقلى في هذه الأيام لم يستوعب هذه الأشياء ..الابعد سنين رجعت الى المنزل ومن حظى ان امى كانت مشغولة بالمطبخ .ووضعت طلباتها وخبات امانة بهية كما امرتنى بين كتبى في داخل درج مكتب جديد كان ابى قد اشتراه لى حديثا....وبعد ان تناولت غدائى ذهب لالعب فوق سطح البيت ولكن حظى جعل احدى جاراتنا تاتى وتجلس مع امى وطبعا سالتها عنى وعن حالتى مع المدرسة وذهبت امى محضرة احدى كراساتى وعرضتها في فخر قائلة لا اسم الله عليه ماشى كويس في المدرسة.وبعد انصراف الجارة ذهبت امى لتعيد الكراسة واذا بها تجد اللفافة العجيبة وفتحتها كان بداخلها سوارين من الذهب ومبلغ كبير من المال رزمة جنيهات من فئة العشرة جنيهات تعتبر كنز في هذه الأيام. وليتها ما راتها وليتنى ما قابلت بهية .
انتظر نزولى من السطح حيث كنت العب وكما هي العادة احضرت شبشبها أبو جمل وهو سلاحها المفضل .واخذت تستجوبى .ولم تصدق حكاية ان بهية المجنونة هي من اعطتنى الأمانة .اخذت علقة لاباس بها .واجرتنى على لبس ملابس الخروج وقالت تعالى ورينى بيت الست بهية دى نزلت معها .والخوف يعصف براسى الصغير .وصلنا بالقرب من بيت بهية فاشار لنا رجل على بيت القاضي اخوها وقال اضربى الجرس حيجى عم عثمان خدام سعادة القاضي ويحدد لك ميعاد تقابليه.تركته وذهبت ناحية البيت وهى تقول لى تعالى يا وش المصايب ...واما ان وضعت يدها على جرس الباب حتى وجدانا عثمان خادم ا القادضى وهو يقول موش حسيبك ياللى بتوضرب الجرس وتجرى وما ان راى امى حتى قال فيه ايه ياهانم .سالته عن القاضي قال البيه نايم قالت له صحيه من النوم الموضوع كبير ويخص اخته بهيه .قال طيب وطى صوتك.ودخل وغاب قليلا ثم رجع وقال اتفضلى ياهانم دخلت مع امى وكان القاضي يجلس في مقدمة الصالة الكبيرة على احد المقاعد وهو يمسح نظرته وقال خير ياهانم .قالت له الموضوع يخص بهية.سكت الرجل وقال هي اذت حد؟ فحكت له امى ما كان .نظر الرجل لنا طويلا بينما اعطته امى رطة النقود والذهب وكان يقول لاحول ولا قوة الا بالله وظل يشكر امى .وحاول إعطائها مبلغ من المال ولكنها رفضت بغضب وبشدة فاعتذر لها ...
وتقدم نحوى قائلا كنت حتعمل ايه لو مامتك مالقتش اللفة دى قلت كن حاستنى لما بهية تطلبها لانها امانة وانا كدة غصب عنى خنت الأمانة لما حضرتك اخدت اللفة من ماما ياريت تديها لبهية...التف القاضي لامى وقال لها شكرا يا هانم واهنئك على تربيتك الولد بيتكلم صح .لكن كان حيعمل غلط لانها كانت حتدى الحاجات دى لحد تانى الله اعلم به...انصرفت انا وامى .ومنذ هذا اليوم لم استطع مقابلة بهية او النظر في وجهها.
........................................
...... هوانم محرم بك.....................
.......................................................................................................
ست الحسن فاروزة
فاروزة ..او فيروزة سيدة جميبلات منطقة محرم بيه في الخمسينيات والستينيات انطبق عليها القول من كتر خطابها بارت .سليلة عائلة عريقة...هى عائلة الحمامصى سكنت في نفس العمارة التي كنا نسكنها وكانت هي واخوتها بمثابة الاخوة لامى .بعد موت أمها السيدة نعمات رحمها الله تسلمت قيادة عائلتتها رغم انها لم تكن اكبرهم ولكن شخصيتها الطاغية والمسيطرة جعلت جميع اخوتها يسلمونها قيادة البيت فاهتمت بتعليم البنات والاخ ال...أصغر الباقى. اما اخوها الكبير فقد كان منشغل بالاعمال رغم انه لم يتزوج تنفيذا لوصية امه ان يزوج البنات أولا .ولم نكن نراه كثيرا حتى ان كثرة غيابة عن اعينا جعلته غريبا على قلوبنا رغم طيبته الشديدة .اما فاروزة فقد كانت سيدة مجتمع بحق فهى تجامل الجميع في كل المناسبات سواء سعيدة او غيرها .كانت تجيد عدة لغات وخاصة الفرنسية التي كانت تتكلمها بطلاقة مع من يجيد الحديث بهذة اللغة التي كان أبناء علية القوم يتعلمونها لزوم الاتيكيت.
كانت ترعى اخوتها في هذه الأيام خاصة انهم كانو في كليات مختلفة بجامعة الإسكندرية و في هذا العام تخرج لها ثلاث اخوة من كليات مختلفة وبقيت الصغيرة في كلية الطب . انها الخمسينيات السعيدة.ومازالت روح الارستوقراطية هي السائدة
بعد تخرج اخوتها أصبحت فاروزة كما ينادونها أصبحت متفرغة تمام ولا شيء يشغلها فاتجهت للعناية باولاد الجيران وكان حظى العثر ان امى تحب فاروزة فهى صديقتها التي تستمع لمشورتها في كل الأمور الهامة كنت صغيرا وفى بداية التعليم الابتدائى ورغم اننا في هذه الأيام كنا لاندرس لغات الاانها أصرت على تعليمى كتابة الحروف الافرنجية مع الحروف العربية وكذلك كتابة الكلمات باللغة التي تفضلها وهى الفرنسية كل يوم بعد صلاة العصر كانت تنادى على من شقتهم التي تقع في الدور الأسفل وتسال لو كان الولد كتب الواجب خليه يجى .....الولد هو انا طبعا. وفى يوم بينما كانت تلقنى بعض الكلمات الفرنسية .دق جرس باب شقتهم كانت الزائرة ام اسماعين وهى سيدة من الحى تحب جمع الرؤس في الحلال .دخلت ام إسماعيل واخذت تتكلم مع فاروزة التي امرتنى ان اجلس في البلاكونة شوية .وبدون ادنى اعتراض ذهبت وجلست اكتب ما اعطتنى من كلمات. وعلا صوت ام إسماعيل وهى تقول الراجل مايعبهوش الا جيبه وده مرتاح وفليتهم في شارع المامون واخلاقه كويسة .قالت فاروزة يام إسماعيل ده دمه يلطش وشكله يعنى وبعدين عيلته شوية يعنى مش اللى هية. قالت ام إسماعيل ده عاشر راجل يتقدم لك وانت طلعتى فيهم العبر .قالت فاروزة العبر فيهم فعلا اسمعى يا إم سماعين انا موش بايرة وموش ناقصنى شيء .ارجوكى كفاية.انصرفت ام اسماعين غاضبة وهى تقول كله بالخناق الا الجواز بالاتفاق عن اذنك ياختى.
تركتنى فاروزة في البلاكونة وكان المطر قد بداء في السقوط ووقف اراقب حبات الماء المتساقطة على أوراق شجرة اللبلاب المزروعة في البلاكزنة هي وبعض الورود.
تنبهت أخيرا فاروزة لوجودى ونادت على وقالت كفاية كدة النهاردة وقول لمامتك طنت فاروزة عايزاكى .قلت لها حاضر .وانصرفت صاعدا الدرج لاخبر امى بطلبها كانت منشغلة في عمل الحلبة المعقودة....المفتقة...وبعد ان فرغت اخذت سلطانية كبيرة مملوئة بالحلبة المعقودة..ونزلت لفاروزة صديقتها.
اجتماع عاجل فاروزة كانت غاضبة بسبب زيارة ام اسماعين ظلت امى اكثر من ساعتين تستمع لكلامها وأخيرا تركتها وصعدت وكنت اكمل موضوع للرسم بالألوان المائية التي علمنى إياها أستاذ فاضل للتربية الفنية بالمدرسة.فشاهدت امى ما ارسم وقالت امال فين واجب الفرنساوى اللى فاروزة اعطتهولك .قلت لها مفيش واجب انا خلصت واجب المدرسة .وبعدين احنا مابناخدش فرنساوى ولا حاجة من دىة.انا عايز انزل العب .قالت لعبت عليك نفسك مفيش لعب في الشارع .قلت ومفيش نزول عندفاروزة .قلت لى ليه؟ قلت بتقولى تسريحة شعرى لازم تكون كدة وان فصة شعرى القصير بتخلينى شبه بتوع الإصلاحية وموش عاجبها شكل هدومى .قالت وقد احمر وجهها ليه؟ عايزانى البس القميص والبنطلون والبلوفر وانا نازل عندهم هو انا رايح مشوار برة.وعايزانى أطول شعرى علشان اسرحه لى بوجودى زى زمان.
ضحكت امى وقالت طنت فاروزة بتحبك وعايزاك احلى ولد في العيلة.قلت لها انا عايز اطلع زى بابا .واحلق نمرة تلاتة زى ما بيقول و البس اللى يعجبنى ..نظرت الى طويلا وقالت قوم من قدامى واعمل اللى انت عاوزه المهم تكتب الواجب قلت لها ومفيش فاروزة وحاشترى مجلة ميكى ماوس وكمان حاجيب سودانى وخروب ودوم من عم محمد السودانى....ضبطت امى وهى تضحك بسعادة وتدير وجهها بعيدا حتى لايتمكن منى العصيان .والتمرد عندما اشاهد ابتسامتها المشجعة. ولكنها قالت يظهر انك بتكبر بسرعة وانا موش واخدة بالى..تركتها وانصرفت الى اللوحة التي كنت أقوم برسمها...
.........................................
..........................هوانم محرم بيه............................
............................................................................................................
الحارس الصغير
مش لابس البيبيون بيخنقنى كنت اعترض على لبس البيبيون على قميصى الأبيض بعد ما اتمت بسيمة ووفيقة جارتنا وبنت عم فاروزة توضيب شعرى بتسريحة كانت موضة لشعور الأطفال المدللين اسمها الوجودى ولا ازعم انى كنت طفل مدلل فقد كانت امى تقوم بعقابى عند اول غلطة ولو صغرت كانت ابنتا عم فاروزة توامتين من اطيب ما عرفت في حياتى كانتا تقومان بتدليلى والعناية بمظهرى حتى أكون اشيك الأطفال على حد تعبير بسيمة السمراء الأك...ثر طيبة والمبتسمة دائما والمدافعة بسرعة عن اخطائى الطفولية اما وفيقة فقد كانت بيضاء يميل لون شعرها الى الحمرة ورغم طيبتها الا ان تجهم وجهها يخفى هذه الطيبة التي كنت احسها منها كطفل تتسابق بنات البيت لابتدليله بل أحيانا باللعب به واخذه في نزهاتهن .كان اليوم ميعاد السينما وهى ليست ببعيدة عن البيت سينما محرم بيه الصيفى مكانها الان مدرسة ناصر الابتدائية .والعرض الجديد كان فيلم لفاتن حمامة وكله عياط زى ما كانو بيقولو .
ولا اعرف حب سيدات مصر للبكاء ومشاهدة الأفلام الحزينة .البسونى البنطلون القصير والقميص الأبيض واقنعونى ان البيبيون جميل وبدونه لا تنفع باقى الملابس لبست البابيون والامر لله.وجلست انتظر حتى تتم بسيمة ووفيقة لبس ملابس الخروج وضبط تسريحة الشعر وفك الرولات الملفوف عليها خصلاتهن.كانت شقتهن مقابلة لشقتنا ويسكن معهن عمتهم امينة ووجيدة .كان الجميع طول الوقت في شقتنا .ولم يكونو جيران ولكنهم كانو اكثر قربا من اقرب افراد العائلة .
أخيرا حان ميعاد خروجنا وما ان هممنا بالخروج حتى سمعنا جرس الباب يدق وما ان فتحت الباب حتى وجدت طنت فاروزة امامى وهى تقول على فين؟ انت رايح عند تيته قلت لها وانا اشير للداخل لاء خارجين....
بدات فاروزة محاضراتها كما هي العادة كدة الولد حيتعود على السينيمات من صغره ومش حايهتم بالدراسة ولا بالمذاكرة مش كفاية المجلات اللى مالية الكومودينو .قالت امى خليه يروح مع بسيمة ووفيقة يتمشو اصله بيحب يخرج معاهم.
قالت فاروزة والله انت حتخيبو الولدده وحتتلفو امله...ذه بيكتب كلمات الفرنساوى بالعافية ..قالت بسيمة مدافعة عنى وهو ماله ومال الفرنساوى ده لسه في سنة تانية ابتدائى ....ساعتها اسرعت ولممت المجلات وبعض القصص المصورة التي كان يشتريها لى ابى وخبائتها اسفل كراسى الصالون .فقد كانت فاروزة طاغية البيت والكل يسمع كلامها.اخيرا اخذتها امى جانبا واخذت تتكلم معها بينما تسللنا الى الطريق ولم انسى ان اضع القرش صاغ في جيب البنطلون الصغير .لم يعجبنى الفيلم فقد كانت قصته فوق فهمى للامور التي تجرى في قصته كان اسمه الطريق المسدود.كان الجميع صامتون لثناء مشاهدة الفيلم فيما عدا صوت قزقزة اللب وصوت الترام التي تمر بين الحين والأخر.ولا ادرى كيف تحملت هذا الفيلم الى نهايته .وأخيرا عدنا الى البيت وبسيمة تجرنى جرا وهى ممسكة بيدى فقد كان النوم يغالبنى .أخيرا عدنا الى البت وكان ابى قد عاد من عمله واخذ يداعبنى كعادته ويسالنى عن الفيلم فقلت له لا أفلام سنما مترو بتاعة ميكى ماوس احسن الفيلم ده وحش اوى.
قالت امى فاروزة قالت كدة برضوه الفيلم ده موش مناسب للولد .دافعت بسرعة عن بسيمة وقلت انا كنت خارج مع بسيمة ووفيقة مش علشان اروح السينما كنت باتفسح وبسيمة طيبة وانا بحبها...قال ابى طيب ياسيدى حد قال حاجة ربنا يخليكو لبعض فعلا بسيمة طيبة....
ورغم ان بسيمة قريبة من سن فاروزة الا انى لم اناديها يوما بلقب طنت لانها كانت قريبة منى اكثر .من كل من في البيت...لم انس ان اخبر ابى ان فاروزة تريد اخذ مجلات ميكى وباقى قصصى .الملونة .لكنه ضحك وقال ماتخافش .مش حاخلى حد ياخد حاجتك
ساعتها قلت يارب ام إسماعيل تجيب لها عريس يخلصنا منها ..ساعتها لم يضحك احد على كلامى ولكنهم واجهونى بتكشيرة كبيرة وكلمة عيب ..اوع تقول الكلام ده قدام حد تانى فاهم .واخذت امى في الدعاء لفاروزة ان ياتيها العدل .بينما كانت تتصفح احدى مجلات الموضة لعمل فستان تفصيلة دوبل كلوش لطنت فاروزة.....
......................................................
...........................هوانم محرم بيه.............................
................................................................................
فيفى
...........
الأعوام تاكل بعضها البعض واشكالنا تبدلت من جمال الطفولة الى صور بداية النهاية ووقوع أوراق الشجر لقد تعدينا الخريف كلنا الا من مات منا طفلا فقد بقى في ربيعه الابدى حيث تخاف السنين من التقدم عليهم او تغير صورهم في قلوبنا هؤلاء هم أصدقاء واتراب اللعب في طفولتنا فيفى بنت خال امى واصغر بنات خالها الطيب وبنت أمها اللبنانية او الشامية كما كانو ينادونها .كانت اجراء طفلة في مجموعة لعبنا وتجوالنا لاكتشاف عا...لمنا الذى ينمو دون ان نحسه او نراه ولكن العابنا والجرى في شوارع وحوارى حينا هي من يدفعنا في سكة النضوج وياية تجاربنا الحياتية التي لاتنسى.
كنا في سننا الصغيرةهذة قد بانا نميز بين البنت والولد فهن يلعبن السيجة وكل بنت تحمل معها لعبتها العروسة التي تغمض وتفتح اعينها بينما العابنا انحسرت في لعب الكرة او النحلة او البلى والسبع طوبات اما تجوالنا فكان يتعدى شارعنا وشوارع اخرة كثيرة كانت فيفى في مقدمتنا دائما ولا تخشى الكبار وتسال على ما تراه غامضا شعلة من الذكاء الجميل والشقى كنا نعتبرها ولدا مثلنا وهى من قادتنا لاكتشاف ترعة الفرخة من خلال النظر من الفتحات في الاسوار التي تحد الترعة من جهة شاطئها المواجه لحينا ومكانها الان شارع قناة السويس الذى يؤدى الى الطريق السريع ومنتصف المدينة وترعة الفرخة كان الكبار يطلقون إشاعة ان بها جنية تخطف الصغار حتى نخاف ولا نقترب منها ونقع في مائها العميق ولكننا بدلا من ان نخاف ذهبنا لنرى منظر الجنية التي تخطف الأطفال .ولم نجد جنية ولا عفريت كانت مجرد مياة تجرى .لتذهبالى محطة تكرير المياة لتشرب منها المدينة ولتروى حدائقها .اما كوبرى الفرخة فكان اكتشاف اخر فقد كان جسر خشبى معلق بعرض الترعة عند منطقة خلف سجن الحضرة يقال لها عزبة البرابرة اخذنا نعبر الجسر من جهة لاخرى ونرجع مرة تلو الأخرى ونحن ننظر الى مياة الترعة .وبعدرجوعنا الى منطقة القصور التي نحول معظمها الى مدارس ما عدا قصر اشترته القنصلية الصينية له قبة ذهبية هو بحالته تقريبا .ولكن مغامرتنا الحقيقية كانت في اقتحام قصر الخواجة بولفارا واللعب مع كلابة ذوات الاذن الطويلة الى ان قبض علينا الجناينية لم نجرى ولم نهرب فقد كنا منشغلين بمشاهدة ما نراه من الجمال داخل القصر .لم يضربنا احد ولم يشتمنا او يتهمنا بشئ فقد حضر الخواجة صاحب القصر يومها وكان يهددنا بانه سيرسلنا الى القسم وانه سياتى بعسكرى ولما اخبرته فيفى اننا كنا نشاهد الجمال الذى عنده فقط ولم نمد يدنا على شيء بل ولن يمد احد منا يده تراحع الخواجة عن تهديده بل ومشى امامنا لنتفرج وامر كبير الجناينية الايطردنا الى ان كان يوم من أيام الخماسين التي اخافها حتى يومنا هذا .كانت هناك جنازة لاحد الجيران ولم يدفنو الميت ولكن الغريب ان فيفى كانت جرى وتلف حول النعش وتضحك بصوت عالى مع استغراب الناس واستنكارهم لما تفعله هذه الصبية المجنونة ولكن لم يستطع احد ان يوجهه لها كلمة لوم او عتب لانها وقعت ولم تتحرك وكنا نحاول تحريكها .كنت أقول لها قومى يا فيفى بلاش دلع قومى واحسست انها لن تفيق .كانت تجر بتى الأولى مع الموت خاطف الذات ومفرق الجماعات ومن يومها ظلت فيفى في سن الثماني سنوات لم تكبر وظلت على جمالها وصوتها الجميل وجرئتها غير العادية ...اشكال مجموعتنا فقط هم من تغيرو للاسواء
.............................................................
............................ هوانم محرم بيه........................
...............................................................................
 
احترس من سارقى الأطفال
يوم جميل من أيام الشتاء سنة ستة وخمسون كانت الشمش تظهر على استحياء كطفل يتوارى خجلا خلف استار السحب وتجاوزت الساعة منتصف الثانية عرفنا من راديو عم شرعان الجزار الذى يقع دكانه اسفل البيت المجاور لنا وهو بيت الباش كاتب كما يطلق عليه الناس في السارع جلس مجموعة من الرجال ومنهم إبراهيم نعيم الحلاق وعم جلادة موزع الخبز واحمد زايد اللبان كانو يستمعون لنشرة الاخبار بينما كان عم السيد الفكهانى يعلو الراديو... الذى في محله باغنية محمد قنديل عالدوار كان الرجال يستمعون باستمتاع للاخبار واغنية عالدوار .
كانت إجازة ابى في ذلك اليوم ويقضى معظم يومه نائما ليرتاح من تعب عمل طوال الأسبوع وانا كطفل مستغل أولا لحبه الشديد لى وثانيا لانه يريد ان ينام فعند اى طلب لى فلن يرفضه اتجهت الى حجرة نومه وجلست على فراشه وقلت له بصوت خافت بابا بابا .رد على ايوة يابو شاهين ...كان يقولها عندما يكون رائق المزاج قلت له عايز اجيب مجلة ميكى ميعادها كان امبارح ..قال طيب روح جيبها وسيبنى انام قلت له مام مش حتدينى فلوس رد على خد من جيبى خمسة صاغ وامشى...فرحت فالمبلغ يكفى ويزيد قبلته على خده واخذت القروش وخرجت مسرعا وهو يقول عيل حلانجى.
لبست البنطلون القصير ...الشورت والقميص وبلوفر رمادى اللون كانت طنت فاروزة قد شغلته لى بمعاونة بسيمة جارتنا .ووضعت الحذاء في رجلى دون ان البس جورب .وشاهدتنى امى وانا خارج من باب الشقة وطبعا كعادتها سالتنى انت رايح فين ولابس هدومك بسرعة كدة وبتجرى؟ قلت رايح اشتر مجلة ميكى..قالت تانى؟ قلت لها المجلة اللى عندى لها شهر ..قالت فاروزة قالت لى المجلة دى موش كويسة..
رددت طيب.كنت اقفل نقاش فاروزة قالت.. لانها. كانت ستختم بالا انزل.
نسيت امى ان تسال منين اداك فلوس.؟
نزلت الدرج مسرعا وانا اقفزكل بضعة درجات كانهم درجة كنت مسيمتعا بصوت القفز على الدرج الرخامى .كما كنت افعل عندما انزل واحيانا كنت انزلق على الدرابزين الامع ذي اللون القصطلى .نزلت الى الطريق فى اتجاه عبده طربوش بائع الجرائد والمجلات ولكنه كان قد لم كل اشيائه وانصرف .وقفت متحيرا. كانت الترام تمشى فى طريقها الى نهاية شارع محرم بيه ثم الى الاتجاه الذى ستسلكه . ساعتها كانت هناك سيدة نحيفة لاتظهر ملامحها لتغطيتها وجهها بما يسمى ايامها بيشة .وتضع ملائة سوداء وهى الطابع المميز لسيدات الاحياء الشعبية فى هذه الأيام ...قتربت منى السيدة وسالتنى ممكن يابنى تساعدنى علشان اركب التروماى هززت راسى بالموافقة .وقلت حاضر بس لما تيجى التروماى.بعدها سالتنى انت رايح فين ياحبيبى.قلت رايح اجيب مجلة ميكى.ردت قائلة انا اعرف راجل بيبيع المجلة بقرش صاغ بعد كام محطة من هنا بدل ما تشترى واحدة اشترى اكتر .نظرت اليها غير مصدق ولكنها قالت دلوقت تشوف.
جائت عربة الترام وبدلا من ان اساعدها على الركوب جعلتنى اركب امامها وقفزت راكبة الترام ثم أعطت الكمسارى..محصل الترام...قرش صاغ قيمة تذكرتى وتذكرتها .واخذت تشغلنى بالكلام..كانت الترام قد وصلت الى ميدان محطة مصر وانا لاادرى.واثناء كلامى معها .شاهدت جارنا المحامى الأستاذ رفعت وكنت صديق ابنه المسمى وحيد فسالنى انت رايح فين يابلبل وهو اسم كانو يدللونى به.قلت رايح اشنترى مجلة ميكى .بتاعة الأسبوع ده.ثم سالنى مين الست دى اللى بتكلمها قلت ماعرفهاش دى راكبة معاية من عند البيت اخذ الشك يدب فى راس الرجل فسال السيدة انتى مين وتعرفى الولد ده منين انتفضت السيدة او من كانت سيدة وطارت ملائتها السوداء ونطت من الترام وهى تمشى بين زهول الناس.
قال الأستاذ رفعت ان مضطر ارجع تانى بيك للبيت.ونزل الرجل واركبنى الترام المتجهة ناحية بيتنا وانا ذاهل من تتابع هذه الاحداث .قال لى الأستاذ رفعت.اسمع انت ووحيد متسمعوش كلام كلام حد غريب .وتمشو معاه.قلت له هو الراجل كان لابس ست ليه؟ قال فى نيته يخطفك وشوف بقى ممكن يذبحك ويدوخ امك عليك.
اسمع فيه ناس اسمهم الاخوان بيخطفو العيال علشان اهاليهم يعملو مشاكل.انا عايزك تحذر وحيد علشان بيسمع كلامك .قلت له لو ماما عرفت حتضربنى قال .لا مش حتضربك ولا حاجة وانا حاوصى ام وحيد تكلمها.واعطانى يده وقال اتفقنا؟ قلت له اتفقنا.
اوصلنى يومها الأستاذ رفعت الى قرب البيت ورجع الى شانه الخاص ولكننى تاخرت على العودة للبيت وامى تجلس منشغلة فالساعة اقتربت من الخامسة وكانت جالسة تسمع تمثيلية سمارة بطولة تحية كاريوكا...يومها انقذتنى سمارة من علقة مؤكدة لانه لولا انشغال امى بمتابعة سمارة والحديث مع فاروزة .كان جسمى من الضرب.قداصبح منطقة منكوبة
.............................................................
........................هوانم محرم بيه
..............................................................................
ابلة فايزة
.. ...................................................
الابلة فايزة مدرسة في مقتبل العمر تبدو عليها الأصول الريفية من لهجتها وطريقة لبسها رغم انها كانت ترتدى موضات حديثة حسب ما سمعت ايامها من نقاش حول ان الفستان الكلوش او الدول كلوش هو الوضة والمشجر هو سيد الموضة وليس المنقط او السادة او الكاروهات احاديث الهوانم حفظتها غصبا عنى من كثرة سماعها من المؤتمر اليومى المقام في بيتنا عن موضة اللبس وتسريحات الشعر وحتى شكل الحذء وشنطة اليد ومدى مناسبتها للموضة ...في هذا الوقت وكنت الوحيد الذى يرسلونه الى بائع الجرائد المشهور في حينا محرم بيه.لا ادرى اذا ما كان اسمه سيد طربوش أبو عبده طربوش كنت اختصرها وأقول له يا عم طربوش عايزين مجلة الوردا واحيانا مجلة حواء فيما بعد يكون الاجتماع بين امى وفاروزة طنت فاروزة علشان ماتزعلش....وبسيمة و وفيقة وام وحيد زوجة المحامى أستاذ رفعت واحيانا مجموعة أخرى من النساء صاحبات الاوزان الثقيلة والاصوات العالية ولا تخفت اصواتههن الا اذا كانو يتكلمن عن شيء يودون ان يكون مستور عن اذن الصغير وارساله الى مشوار لتوزيعه بعيدا..من عذة المؤتمرات اليومية عرفت ان ابلة فايزة دلوعة المدرسة الشقراء .لا تلبس حسب ما اراه يوميا عند حزب امى وفاروزة وبقية الهوانم .
كنا نقترب من نهاية العام الدراسى وسانتقل الى الصف الثالث الابتدائى وشجرة التوت الكبيرة التي تمتلئ بالثمار تقف شامخة .بالقرب من نهاية الحوش وهو الملعب الوحيد بالمدرسة .اما على جمعة مدرس الألعاب فكان من هواه تسلق شجرة التوت وجمعه للمدرسة الجميلة ويضعه في طبق من الصاج المطلى بابيض ويقوم بغسله وتقديمه للجميلة .الى ان جاء يوم كنا نلعب في الحوش واتفقت انا واحد زملاء الفصل وكان اسمه سيد السمباوى واخر اسمه سامى فلتس كانا من اصدق اصدقائى في المدرسة قال سامى فلتس ايه رايكم نلعب كورة قال السمباوى لا احب لعب الكورة لا انا ولا بلبل ...انا بلبل طبعا .اصر سامى على احضار الكرة وكان الأستاذ على جمعة قد تركنا مع الالفة ليكتب اسم من يتحرك من مكانه .وذهب سامى لاحضار الكرة وليته ماذهب كان على جمعه يجلس هو والاخت بنت الريف في وضع غرامى كما في الام زمان ورجع سامى مسرعا ليروى لنا ماشاهده ودعانا لمشاهدة بقية المشهد الغرامى .لم افهم ما كان يقوله سامى .وقلت له بيبوسها ؟ لازم عملت حاجة كويسة ..ضحك الشيطانان السمباوى وفلتس وقالا اللى يبوس واحدة يبقى لازم هي عملت حاجة كويسة نظرت اليهم باستغراب لتهكمها على كان صوت السمباوى عاليا فسمعه على جمعة واطل من شباك حجرة الألعاب ورانا وكنت واضحا جليا لقربى منه .وخرج وهو يقول اللى واقف يجى كنت اول من ذهب اليه وخلفى السيد السمباوى اما سامى فلتس فرجع للخلف ولم يشاهده على جمعة وطبعا لن نفتن عليه ونخبره انه كان معنا ثالث رغم انى سمعت ولم أرى شيئا.المهم ذهبنا فامرنا ان نواجه الحائط وان نرفع أيدينا لاعلى فرفعنا أيدينا وكان اسمباوى من أصحاب الوجوه المبتسمة بابتسامة شكلها متهكم شكله كدة.فقال له على جمعة وكمان بتضحك على يا قليل الادب وحاول ان يصفعه على وجهه فاصابطنى الصفعة ومن قوتها خبطت راسى في الحائط فاغمى على وجرحت جبهتى .كان عدوانه علينا امام جميع تلاميذ الفصل تعلق السمباوى برقبته وهو يصرخ الأستاذ عور بلبل وظل يكررها بينما جرى سامى فلتس على مكتب الناظر وحكى كل الموضوع بكل تفاصيله المملة .جاء الأستاذ صبحى أستاذ الرسم وكنت من المتفوقين عنده وحملنى واحضر بعض اسعافات الأولية وافقت لاجد نفسى في مكتب الناظر مرعب المدرسة كان يربت على كتفى وهو يقول الف سلامة عليك يابنى .جاء السنباوى وسامى فلتس مسرعين وهمسا في اذنى روح هات لهم ابوك الا ناوين يقلبوها علينا ويقولو اى كلام . وحيصدقو الاستناذ .
نهضت وجريت ناحية باب المدرسة تاركا كتبى وكل ادواتى المدرسية وذهبت الى الييت كان وجهى مغطى بالدماء ومريلة المدرسة متسخة بخليط من الطين والدماء.
كانت امى تسال بقلق مالك ياحبيبى مين عمل فيك كده .قلت لها مش حاتكلم الا لما يجى بابا ومش رايح المدرسة دى تانى.
قامت لتوها واتصلت بابى في عمله كما اتصلت بفاروزة المستشارة الخاصة بها فقالت فاروزة لازم نروح قسم الشرطة نعمل محضر .بكيت وقلت فين بابا.اخيرا وصل ابى وكانو قد استدعو عم ادم الذى يقوم بطهارة الأولاد والغيار على اى جرح لاى مجروح في المنطقة قام عم ادم بالغيار على الجرح وقال بسيطة .جلس ابى بجانبى وقد انتابه القلق واخذت احكى له ماحدث وفاروزة تصر على عمل محضر بالواقعة قال ابى يللا قوم معايا قلت على فين قال اجيب لك حقك .والا عايز تروح القسم قلت لاء قسم لاء.قال طيب تعالى ونزلنا
انصرف عم ادم وهو يقول لابى براحة .شوية شوية بلاش الاندفاع.لم ينظر اليه ابى
وصلنا المدرسة وكان على جمعة مدرس الألعاب يجلس في مكت الناظر الذى ما ان شاهدنى انا وابى حتى توقع الاسواء وقال احنا حولنا المدرس على التحقيق يا أستاذ قال ابى التحقيق حيخصم منه يوم عشرة شهر حيرفذه ممكن لكن كرامة ابنى اغلى كتير من الوزارة كلها انتعشت ووقفت انظر لهم بتحدى. واشرت على على جمعه وقلت هو ده اللى ضرب دماغى فقى الحيطة وعورنى سالنى ابى امامه انت عملت ايه فحكيت ما حكاه السمباوى وفلتس..قام ابى وامسك بعلى جمعة وخبط راسه في الحائط وضربه على قفاه كما لطمنى.قلت ضربنى قدام زمايلى قال ابى واحنا ضربنا قدام زمايله نبقى خالصين.عايز يروح القسم نروح معاه عايز مصيبة معاه.قال الناظر كفاية كدة.وخللى الولد يجى بعد مايتحسن شوية قال ابى ابنى اتحسن دلوقت يا يقعد مع زمايله او مش عايزه. صعدت فصلى لاحضر كتبى وادواتى وكان التحدى يملئنى......كم كنت جميلا يا ابى رحمك الله
.....................................................
....................هوانم محرم بيه.........................
......................................................................................
حكيمة بنت  داود الحافى
.............................................
حكيمة داود الحافى بنت مليونير الإسكندرية الحافى الاقدام لا اعرف كيف أصبحت صديقة لامى ولصديقاتها فقد أصبحت السيدة حكيمة داود الحافى زائرا دائما لبييتنا حتى بعد ان تركناه لمنزلنا الجديد الذى اشترى ارضه ابى وبناه على مهل وعرفت من حديث طانت او ابلة حكيمة كما كانت تحب ان اناديها كانت سيدة سمينة متوسطة القامة ولكنها في هذه الأيام كابت بالنسبة لى عملاق ضخم وكلما قابلتنى تقول تعالى يابن الغالية وتظل تقب...ل في وتجلسنى بجانبها لم يرزفها الله باولاد وكانت تعتبر نى ابنا وفى أعياد المسيحين كانت تاتى لبى بالعاب وكنت اعلق السعف فلى عيد السعف في حجرتى لدرجة انهم كانو يضحكون على وانا أقول لهم علشان ابلة حكيمة عيب احطها في مكان تانى .
فاروزة هي الوحيدة التي كانت لاتحب حكيمة بنت داود الحافى ولا نعرف لماذا يمكن لانها احست انها استحوذت على اهتمام امى ولكننا كنا نرى ان امى تستشير فاروزة في كل شيء قبل الاقدام على تنفيذه رغم انها في النهاية تنفذ مايترائى لها و.بعد انتقالنا الى بيتنا الجديد وكان يعتبر في ضواحي الإسكندرية في هذه الأيام وايامها عشت حياة الطفولة المنطلقة التي يحزن اى طفل لو شاهد أيام لعبنا لقد تغير كل شيء .حتى ان ابى احضر لى كلبا لاربيه ويحرس بيتنا .ان الكلب من النوع المسمى الزاسى وهو نوع ذكى من كلاب الحراسة وشرس عند اللزوم .كان الكلب سهم اسميته كاسم كلب في مجلة سمير على قدر عقلى ايامها كان سهم يتابعنى حتى المدرسة وينتظر دخولى من بابها ثم ينصرف عائدا الى البيت ويرجع عند ميعاد خروجى من المدرسة ولا اعرف كيف كان يعرف الوقت ويحدد مواعيد خروج المدرسة.اما علاقة سهم بطنت او ابلة حكيمة فكان يعرف انها ضيف حتى انها كانت تعرف انه لايوجد احد بالبيت اذا جائت ومنعها سهم من الدخول .فهو يجلس جلسة الأسد اما باب بيتنا وياويله من يقترب ويحاول الدخول. في يوم كنت اشترى حاجيات لامى من سوق قريب ويومها اصر سهم على ملازمتى كنت اطردة ليرجع ولكنه كان يصر فتركته يمشى ورائى وفكرت الكلب اتجن .لما ارجع حاربطه في ماسورة المية اللى جنب الباب .كنت أخاف عليه من السيارات ومن عربة الكلاب رغم ان ابى ااستخرج له رخصة وعلقها في رقبته .قابلت طانت حكيمة وانا ذاهب للسوق فنظرت الى الكلب وقالت انا خايفة يعضنى قلت لها مش ممكن هو عارفك كويس ظلت تتكلم معى عن المدرسة وانى لازم اخد بالى من مظهرى شوية وانى كن افضل لما جيت جديد للمنطقة وخللى بالك من العيال الوحشين وانا أقول حاضر .وبينما كانت تكلمن هجم عليها رجل وهو يقول خربتى بيتى يابنت الحافى وكان معه سكين وفى هذه اللحظة انطلق سهم كالسهم وعض في يد الرجل حتى ادماها وجعله يصرخ وهو يقول ابعدو الكلب ابعدوه يا ولاد الكلب امرت سهم الايتركه قلت قطعه ياسهم اوع تسيبه . أحاط بنا مجموعة من الناس وحاول رجل ان يضرب سمه ليحرريد الرجل فوقفت بينه وبين الرجل وكانت حكيمة قد استفاقت من صدمة هجوم الرجل عليها وقالت اوع حد يقرب من الكلب لانه انقذنى من المجرم ده ناديت على سهم وقلت له خلاص ياسهم سيبه سيبه وخلصت يد الرجل من بين انياب سهم واتضح ان ظاغر اقدم سهم لعبت في صدر الرجل فصار مغطى بالدماء .اشتريت حاجياتى ورجعت انا وطانت حكيمة الى بيتنا واخذت تحكى لامى عن بطولة سهم وانه انقذها من ارجل الذى لم يدفع لها قيمة شيكات وكميالات فحجزت على البيت الذى يملكه....صار سهم بطلى المفضل وبطل طانت حكيمة حتى مات ابوها المليونير الحافى تحت ردم انهيار عمارته في ش محرم بيه.....وهذة حكاية أخرى
..........................................................................
.................................هوانم محرم بيه
.............................................................................
.....................................................................................
الباتعة ...عايزة تصغر
.....................................................................
السيدة او الباتعة كما كانو ينادونها اقاربها قررت بعد ان هبطت عليها وزوجها ثروة لايعرف احد مصدرها فمنهم من قال ان زوج السيدة اشتغل مقاول في السعودية وكسب رضا الامراء والملك سعود الذى كافائه قصص متضاربة ولكن من يهتم ..وايش حالك اليوم كما يقول المثل قررت سيدة ان اسمها لايليق بوضعها الحالي وكذلك عمرها المفروض ان تكون صغيرة في السن قليلا .حتى تستطيع ان تعيش عيشة أولاد الذوات والعاطلين بالوراثة والفلوس ...كتير وفيه نفس تصرف يبقى المطلوب تحسين ما افسده الدهر هكذا كانت تفكر سيدة او الباتعة في هذه الأيام كان أولادها الأربعة ..الاثنان الكبار.... ابنة في العشرين وابنها الأكبر في الثانية والعشرين اما الاخران فكانا اقل سنا .اشترى زوجها بايعاز منها عمارة من سبعة أدوار مقابلة لمحطة الترام واشترى ثلات سيارات شيفورليه له ولزوجته والأخرى لابنه الأكبر .ولاندرى متى تعلمت قيادة السيارة ولكن العلامات الت كانت تتركها عند قيادتها السيارة كانت واضحة على سيارتها حتى غيرها لها زوجها السيارة باخرى جديدة .وبعد ان كانت تليس الملائة اللف والبرقع والبيشة وطبعا العصبة كبنات البلد أصبحت تقلد السيدات والننات الشيك في اللبس وتسريحة الشعر والاحذية وحقائب اليد ولكنه كان تقليد فج يجعلها هي وأولادها مصدر للسخرية والضحك.
في هذه الأيام كان صديق العائلة عم صليب هو من يقوم بالاعمال الإدارية في التعامل مع مايخص كل ماهو متصل بالحكومة كتسجيل المواليد واستخراج شهادت الميلاد والوفاة ودفع العوايد او الضرائب على العقارات المملوكة للعائلات .
اتصلت السيدة بعم صليب واخرته عن نيتها في تغير اسمها وتصغير سنها في شهادة الميلاد .لم يضحك الرجل ولم يستغرب بل رد في هذوء وعايزةتسمى نفسك ايه؟ قالت والله انا بفكر في كام اسم لكن انا عايزا ه يبقى ناريمان او فايزة .قال اسم ملكى يعنى قالت كلك نظر وكل ماعجبنى الاسم حاشوفك كويس..ضحك الرجل وقال هو حضرتك مش شايفانى فعلا؟ قالت حاديك مقدم واشوف.سالها عم صليب شهادة ميلادك فين؟ قالت ماعرفش معنديش قال كويس نوديكى للدكتور يسننك .بس فيه شوية اجرائات تانية..لازم نعمل اعلان في الجرنان قالت اعلان مين يا ادلعدى. باقولك معنديش شهادة ميلاد من اصله يعنى أقول الاسم اللى يعجبنى قال لها فكرى في الاسم وحاجى بعد بكرة نشوف دكتور الصحة.لكن عايزة سنك يبقى كام سنة؟ قالت خمسة وعشرين ينفع؟قال عم صليب .طيب وابن حضرتك يقول ايه لما يلاقى امه عندها خمسة وعشرين سنة وهو عنده اتنين وعشرين يبقى كنتى متجوزة وانتى عندك سنتين معجرة...قالت خلاص نخليهم تلاتين.اهو البنات بتتجوز صغيرين في عيلتنا.لن يستطع ان يملك نفسه ولنفجر ضاحكا .فقالت سيدة بتضحك على ايه؟ قال على بنات الأيام دى.....قالت سيدة استنى ووضعت يدها في حقيبتها الجلدية واخرجت عشرة جنيهات وكانت هذه الجنيهات العشرة في الخمسينيات مبلع لايستهان به.وقالت .بعد ماتنتهى لك اتنين زى دى.
انصرف عم صليب وهو يعجب لامور الدنيا وعلى العمةم رزق الهبل على المجانين. في هذه الاثناء فكرت سيدة في الذهاب الى سيدة الاتيكيت والموضة ولغة الهوانم اقصد اللغة الفرنسية .ففكرت في الذهاب الى فاروزة سليلة عائلة الحمامصى وصاحبة اباعدية من ثلاث عمارات متجاورة يكفيها ايجارها فىى هذى الأيام ويزيد. فكرت سيدة فهى لاتستطيع ان تقابل فاروزة المتحفظة التي لاتتكلم مع الغرباء فعمدت الى التعرف على المسكينة بسيمة .وجائت بحجة زيارتها فلم تجدها فدقت على بب شقتنا حيث كانت بسيمة تجلس وفرضت نفسها على الجميع .
قالتسيدة امال فين الست فاروزة قاللت لها امى لو ماقولتيش لها مادموازيل مش حتعرفك قالت سيدة هي مش اسمها فاروزة اما مزمزين دى تبقى ايه؟ قالت يعن انسة بالفرانساوى..هي بتحب كدة..قالت سيدة ايوة ياختى دى ام الذوق والله انا قاصداها تعلمنى فرنساوى الاسى جابر سعات بقعد مع ستات عائلات كبيرة وبابقى قاعدة ساكتة نفسى أتكلم زيهم.نظرت اليها امى باستغراب وقالت ربنا يخلى لك ولادك ياست سيدة.قالت والاسم دة نفسى اشيله من الدنيا في حد يسموه سيدة ..قالت امى شيء لله ياست...بعد هذه الجلسة بعدة أيام كانت ناريمان اوسيدة تحاول لى لسلنهابالكلمات الفرنسية .فكنا نضحك على السيدة او ناريمان الجديدة وطريقة نطقها .ولكنها كانت متالمة اشد الألم ومنه لله صليب تصورو خلاها عندها خمسة وتلاتين سنة.والله كتير كدة ده حتى اللى يشوفنى مايدينيش خمسة وعشرين.كانت تفكر أحيانا بصوت مسموع. ولكن صبغة الشعر لا تدوم وبتكشف المستور وكذلك تجاعيد الوجه.وعندها تسب ناريمان التي كانت سيدة او الباتعة تسب الأيام وعمايلها في الناس
........................................................................
...............................هوانم محرم بيه.............................
..............................................................................................
نزهات العيد
............................................................
اليوم تانى أيام عيد الفطر وأول عيد نقضيه في بيتنا الجديد كان مكون من طابق وسطح واسع ملئان بالدحاج والبط والاوز غير حجرة الارانب وغية الحمام الصغيرة التي احضر لها ابى نجار كى ينشئها لى لكى اسكت وابطل زن كما كان يقول رحمه الله .كنت اشاهد غية الحمام الخاصة بالاستاذ رفعت المحامى واجلس فوق سطح المنزل لاراقب الحمام عندما يطلقه الأستاذ بعد صلاة العصر بقليل أحببت شكله طائرا وشكله الجميل وانواعه المصرية ا...لاصيلة وهو موجود في اماكنه. يومها كنت اضع الاكل للطيور والارانب ونزلت من فوق السطح لاجد جيراننا فاروزة و بسيمة ووفيقة وبعض النسوة الغريبات عن عينى ومنهم سيدة ذات ملامح غريبة ووزن كبير وتتشح بالسواد كملبسها كله كانت شديدة البياض وتضع الكحل في عينيها بشكل ثقيل ومبالغ فيه سلمت عليهن وبدات فاروزة في اعطائى العيدية وكانت نصائح جعلتنى أتمنى الانصراف فقد كانت امى تفخر بانى اشترى جريدة يوما وكانت تقول بيحب يقرا الاهرام علشان فلاش جوردون اللى في الصفحات الأخيرة .وتصدقى يافاروزة بلبل خلص قراية رواية الفرسان الثلاثة المترجمة...نظرت اليها فاروزة بدهشة وقالت كدة كتير انتى حتخربى الولد كدة.قالت امى ليه؟ كفاية عليه الجرنان مرة في الأسبوع اهو على الأقل يقراه كله...قالت امى فيه حاجات لسة مايفهمهاش زى كلام السياسة قالت فاروزة امال فهم كلام القصة المترجمة ازاى؟؟؟ ساعتها تسللت خارجا بينما كانت السيدة ذات الملامح الغريبة تنظر الى وتقول تعالى ياحبيبى كانت تريد اعطائى عيدية نقدية نظرت الى يدها كان يوجد في كفها السمين ربع جنية جديد يدبح الوزة كما يقول الناس على النقود الورقية الجديدة..ساعتها قلت لها متشكرين ياطنت وتركتها تقبلنى وهى تقول كل سنة وانت طيب ياحبيى .انطلقت بعدها الى الشارع لالعب مع اصدقائى الجدد ...كان عبد الدايم ابن الجيران ويسبقنى بعامين في الدراسة يجلس عند باب بيتهم المقابل لبيتنا .وقال لى احنا رايحين النزهة وحنركب مركب في ترعة المحمودية ونشوف الفتاة الكهربائية...كانت رحلة تثير في حب الاستطلاع مركب في الترعة والفتاة الكهربائية وكما ان النزهة او حديقة الحيوان تعتبر رحلة مغرية.قال عبد الدايم حنركب التورماى بتمانية مليم وتذكرة دخول النزهة بقرش صاغ والفتاة الكهربية بقرش صاغ اما المركب فالنفر بخمسة صاغ....اللى معاه عشرة صاغ يجى معانا علشان مايخلناش نرجع ..لم ادخل لاخذ الاذن بالذهاب الى هذه الرحلة خوفا من نصائح فاروزة وررفض امى .انطلقنا وكنا أربعة بزعامة العالم ببواطن الأمور عبد الدايم جارنا..و بعد نزولنا من الترام بالقرب من شوادر الفتاة الكهربائية وشادر الشيكو بيكو او التمثال المتكلم والاراجوز والفتاة الكهربائية ..اخذت اضحك على طريقة الرجل الذى كان يعلن عن الفتات كما ينطقها ويقو الفتات الكهربائية تحط اللمبة على رسها تنور على رجلها تنورررر على اديها تنور على بطنها تنور يللا اتفرج ...وصوت مطرب صعيدى يغنى موال شفيقة ومتولى ..والأخر ياللا الشيكو بيكو العجيب اللعبة اللى بتكلم الناس وترد على الأسئلة باحساس يللا يامحترم...والعب البمب والمراكب المزدانة بالورود الصناعية ويقوم رجل بالتجديف بينما يجلس الأطفال في القارب باعداد كبيرة رحلة ومشاهد كانت غريبة على .ولكنى اخترت الدخول لاسمع المطرب الصعيدى واذكر اسمه حفنى احمد حسن وفرقته طبعا لاتوجد مقاعد والكل واقف يشاهده وهو يغنى متولى يا جرجاوى لا ادرى لم اعجبنى رغم صغر سنى وعدم فهمى للهجته .وأخيرا جائت اللحظة التي انتظرها وهى ركوب القارب .انتظرنا بينما وصل الى البر وتدافعنا لنركب الى انقال الرجل كفاية كدة وبعد ان اخذ خمسة قروش من كل واحد منا بداء يجدفف مبتعدا عن الشاطئ ...كانت الترعة واسعة في هذه الأيام وعميقة ووملانة بالمراكب المحملة باليبلاليص ومواد البناء وغيرها ومراكب أخرى يسمزونها صنادل وهى تحمل حمولات اكبر وتمشى بماتور.. لم اشاهد القارب وهو يصتدم بالصندل وينقلب بمن فيه من أولاد لايعرفون السباحة .قفز عدد كبير من ارجال ساعتها ورائنا في الماء ليخرجو معظمنا وكنت قد شربت كمية من ياة الترعة تكفينى بقية عمرى وجربت الاختناق وعرفت معنى ان يموت الانسان غريقا .الغريب ان معظم من كان
معى من الأولاد هرب بعد إخراجه من الماء .كنت قد فقدت فرد حذاء الخاص بالعيد وأصبحت ملابسى كلها طين. والقونا بجانب الطريق حتى جائت الإسعاف ونقلتنا الى المستشفى الاميرى او الميرى كما يسمونها اهل اسكندرية .أخير وبعد ان مرت على سا عات طوال داخل عنبر الطوارئ حضر ابى وامى الى المستشفى وهم يظنان انهما اتيا لاستلام جثتى ..كنت في غاية الحرج والخوف وانا أرى امى وابى يبكيان فحرحة ساعة ان شاهدانى تمنيت ساعتها الا أكون في هذا الموقف .ولكنها مع ذلك كانت مغامرة ممتعة وفريدة من نوعها بالنسبة لى ايامها .رجعت معهم الى البيت ومازال صوت حفنى احمد حسن يرن في اذنى وهو يغنى ويحكى قصة متولى الجرجاوى ....
وهو يقول متولى يا جرجااااوى يامتولى....
...................................................................
...........................هوانم محرم بيه...................
....................................................................................
أيام أصدقاء الغيط
..................................
اليوم هو اليوم التالى لشم النسيم وكل صديقات امى وجارتها القديمات ياتين للزيارة والعزومةعلى غدوة سمك وطبعا كنت المكلف باحضار السمك من عند عم عوض السماك ولعودة للبيت ثم الذهاب الى الغيط البعيد قليلا عن بيتنا لاحضار السلطة من جرجير وخس وشبت وفجل احمر الى اخر المجموعة ولا تنسى الفلفل وكمان لو عديت على بتاع الليمون هات معاك بقرش ليمون ونقيه كويس اوع يضخكو عليك يللا ومتتاخرش علشن الضيوف مايكلوش وشنا وخل...ى معاك القرشين صاغ دول لك.خبائت بعض المجلات القديمة الخاصة بميكى ماوس لاعطيها للولة سيد ابن عم جابر .
كان صديقى .وكنت اخبئ المجلات حتى لاتقول لى امى يبقى مش حتيجى النهاردة أخيرا بعد ان احضرت لها الأسماك واطمائنت على انها ممتازة جلست تعدها وهى في انتظار ضيفاتها السمان كنت لا احب مقدمهن حتى لاترسلنى امى لشراء الأشياء وقت ان تتذكرها .انطلقت الى غيط عم جابر وكان سيد يجلس بجانب حمار ضعيف تظهر عظامه من تحت جلده وهو يمشى ليجعل الساقية تدور وكان معصوب العينين كما هي العادة حتى يظن انه يمشى في طريق مستقيم ولا يتعب هكذا اخبرنى سيد صديقى.اعطيته المجلات وذهبت للسلام على عم جابر واخبرته بطلبات امى من مكونات للسلطة وخضراوات صناعة المحشى......الخ
كان الإرهاق يبدو عليه والعرق يتصبب من وجهه النحيل وحتى انه لم يستطع يومها ان يرفع راسه ليسمعنى بل كان يجلس داخل حوض الخس يقطعه واحدة تلو الأخرى وهو يجلس القرفصاء ..وفجاة ارتمى الرجل على الأرض مغشيا عليه. اسرعت انا وابنه سيد ورجل كان يعمل معهم وساعدناهحتى اوصلناه للكوخ الذى يجلس تحت سقفه. افاق الرجل وقال الله يلعن البرد .شديد عليا شوية يابنى انا بقيت كويس حاشرب شوية نعناع وبردقوش وحابقى تمام..ونظر لابنه وقال متخافش ياسيد انا كويس يابنىقال السيد الدكتور قال لازم راحة يابا.وانت شغال من الفجر.اخذتنى النخوة واخذت اساعدهم في رفع الخضراوات ووضعها على عربة يجرها حصان والسيد كان خائفا على ابوه الذى ركب العربة واخذ الخضراوات لتوزيعها على الباعة رغم مرضه.
اخذ سيد المجلات واشتريت منهم الخضر المطلوب وكان الوقت يمر دون ان احس بمروره فقد كنت احب المكان .حيث الساقية واللون الأخضر ورائحة الخضر الطازجة اما الطيور فقد كانت مراقبتها تنسينى نفسى وما اتيت من اجله.
أخيرا تذكرت العزومة وايقنت ان اليوم لن يخو من التوبيخ .قمت مستاذنا سيد في الذهاب .كان سيد يتصرف كانه رجل صاحب مسئولية وحتى طريقة كلامه لبى لانه كان يقول انت بتيجى علشان تشترى بس الخضار. تعال في يوم اقعد معانا يا اخى انت عارف ابويا بيحبك واخواتى .تذكرت الفلفل والليمون قال استنى وذهب لاحضار بعض الليمون من شجرة مليئة بطرحها .كما احضر كمية من الفلفل الأخضر ورفض ان يأخذ ثمنا لها كان هذا سيد .رحمه الله . لم اره بعدها فقد لدغه ثعبان ولم ينقذه احد وظل مكانه الى ان حضر ابوه ولكنه كان قد غادر الحياة .بعد علمى بموت صديقى الطيب الكريم اخبرنى اخ له ان ابوه يظل يبكى عندما يرانى لانه يتذكر ولده سيد ولم يكمل .تركته وانصرفت ولم اذهت مرة ثانية للغيط....الذى اصبح الان عدة مدارس.ولكنه بقى في وجدانى .وربما في وجدان وشعور غيرى...تغيرت ملامح الأماكن ولكن الذكريات تثبت ملامحا بداخلنا مهما مرت أيام
.........................................................................
.............................هوانم محرم بيه................................
.......................................................................................
حلة وراثة 
......................................
 

.........................
نائما واحس بالتهاب ماحولى الهواء يدخل انفى وهو ساخن راسى وكلى ساخن وامى تجلس بجانبى لتضع فوط السفرة الصغيرة وقد بللتها بالماء البارد فوق جبينى ثم ترفعها بقلق وهى تقول ربنا يستر الولد شكله حيروح فيها كانت تتكلم مع جارتنا الست ام محمد الصعيدية كما كنا نسميها وهى سيدة من اهل الصعيد ونعتبرها خالتنا من طيبتها واعتنائها بنا كلما مرضت امى او مرض احدنا تكون اول الحاضرين دائما كانت الساعة لم تتجاوز التاسعة... وصوت الراديو العالى يذيع برنامج الى ربات البيوت بينما انا مستلقى في شبه غيبوبة من مرض الحصبة قالت ام محمد لازم تجيبى حاجة حمرا وتفرشيها جنب راس الولد علشان يقوم بالسلامة بسرعة .ضحكت امى وقالت الدكتور جاله وكتب له على ادوية وبياخدها وانشاء الله يبقى كويس واستاذنتنا الجارة الطيبة لتذهب لراعاية الطيور ولأنها ستخبز اليوم في الفرن الخاص بها فوق سطح منزلها
احضرت امى طبق به شوربة فول نابت ومعصور عليه ليمون كما نصحوها وكانت تصر وتلح على ان اشرب الشوربة حتى أقوم بالسلامة على حد قولها.ونهضت من مكانى وانا كلى الم واحس كانى داخل شيء مشتعل يجعل راسى يفور وجسمى كانه على مشواة اخيرا شربت شوربة الفول النابت وخرجت من جسمى عرق غزير وامى تدعولى بانه عرق العافية.
وبينما امى تحاول ان تنسينى المرض وتقنعنى باخذ الدواء جائت صديقتها السيدة حكيمة بنت داود الحافى وهى تحمل في يدها جريد نخل مشغول على هيئة صلبان ومزين بالورود وكانت تضحك كعادتها وتقول لامى عندك اكل ايه علشان افطر انا حاموت من الجوع يام بلبل .وما ان شاهدت امى ما في يد السيدة حكيمة حتى قالت لها كل سنة وانتى طيبة يا حكيمة ياختى .قالت حكيمة انا لسة جاية من الكنيسة دلوقت واخواتى كل واحد راح بيته وسابونى وحدى قالت لها امى ولا يهمك انت البركة كلها .واحنا اهل واولادى اولادك ..سالت السيدة حكيمة عنى وهى تقول امال فين حبيبى بلبل؟ ردت امى عنده حصبة ونايم جوة بعيد عن الأولاد. قالت حكيمة وهى تتجه نحوى فراشى قوم ياولة وبطل دلع .نهضت قليلا لارحب بها ولكنها لا ارتاح انت يابابا ..ومتعملش شقاوة .انا شايفة كلبك سهم قاعد برة وشافنى كانه مايعرفنيش . واعطتنى السعف المشغول لاضعه بجانبى.لم نشعر باى غضاضة بكونه مشغول بالصلبان من عدمه ولكن امى كانت تشارك صديقتها عيدها.بعد ان افطرت حكيمة هي وامى .قالت حكيمة عندك حلة وراثة؟قالت امى فيه.حلة ورثاها عن جدتى اللى ورثاها عن جدتها ومبيض النحاس نسى ياخدها الشهر اللى فات قالت حكيمة عال.هاتيها وجائت امى بالحلة اوالقدر الذى ورثته عن جداتها .قالت السيدة حكيمة عال اهه مهبب كويس واخذت تلوث اصبعها بالهباب الأسود وترسم صلبان على جبهتى وعلى جوانب رقبتى ثم أخرجت اصبع الروج الذى تتزين به ورسمت بالاحمر القانى صلبانا أخرى بجانب السوداء فاصبحت لوحة بالاسود والاحمر وبينما هي تقوم بهذة المهمة رجعت ام محمد جارتنا ومعها أولادها الصغار وبعض أولاد الجيران حتى ياخذو الدور اى يشاركوننى في المرض وياخذون منى العدوى على حد قولها حتى تنتهى من الحصبة فلا تاتى للمنطقة مرة أخرى.منطق غريب ولكنها كنت تؤمن به ايمانا جازما اخذ الأولاد الصغار يجلسون بجانبى ويرفضون طلب امى لهم بالانصراف خوفا عليهم من العدوى وجلسو معى اكثر من ساعة وانا الاحظ من نظر اتهم الاستغراب بل التفكه والضحك منى على منظر الصلبان الملونة بالاحمر والأسود...انصرف الجميع ونهضت وغسلت وجهى من هذه الخزعبلات كما اخبرتنى امى .وهى تقول عينى على الأولاد اللى اخدو منك العدوى .الغريب انه لم يمرض احد منهم وشفيت بعد هذا التصليب بيوم او يومين لا اذكر ولكن ما اذكره انى ذهبت الى الخالة كما ادعوها لتخبز لى رغيفا بالسجق البقالى والبسطرمة كما اوعدتنى .فقد كانت تخبز في الفرن الكائن فوق سطح بيتها....كانت جارتنا الخالة ام محمد فرحة بوجود وهى تقول حمدالله على سلامتك يا ولدى.....كانت لى اكثرمن ام المسيحية حكيمة والمسلمة ام محمد وست الحبايب امى .التي كانت الوحيدة التي تشيل همى.....
................................................................
........................هوانم محرم بيه.............................
........................................................................................
البت حفيظة
........................
البت حفيظة كما كنا نناديها جائنا بها ابوها وهى في الحادية عشرة من عمرها فتاة نحيلة منكوشة الشعر خائفة من حولها .ومن الواضح ان حفيظة كانت تبكى بحرقة قبل ان ياتى بها عم محمود والدها وكان رجل مسكين يعانى من عدة امراض كما يبدو عليه وكان يسعل طول الوقت قبل ان يستاذن منصرفا واوصله والدى الى خارج البيت ولم نرى عم محمود من يومها لا نعرف ان كان مات او ميت بالحياة .كانت امى تعد حجرة خاصة للشغالة في اخر البي...ت وتفرشها كما تفرشها لنا نحن أولادها .منذ اول يوم جلست امى مع حفيظة وافهمتها ان كلمة سيدى وستى ملهلمش مكان في بيتنا وانها اى حفيظة تعتبر بنت من بناتها..جلست يومها بعد ان أدخلت حفيظة الحمام وغسلت راسها ومشطت شعرها .والبستها ملابس أخرى لااعرف متى احضرتها واخذت حفيظة اما مراة الدولاب الكبير وقالت لها ايه رايك بقى ياحفيظة ...خرجت حفيظة وهى تبتسم وتعودنا على حفيظة يا حفيظة هاتى يا حفيظى اطلعى اكلى الفراخ يا حفيظة ياحفيظة وجعو دماغنا بحفيظة.
وفى يوم وكنا في إجازة الصيف جائتنا جارتنا القديمة فاروزة وجلست هي وامى وحدهم بعد ان شربت القهوة وخرجت وهى تضحك ويقول لى مبروك ياعريس انت واوخواتك.نظرت اليها باستغراب فقد كنت في التاسعة ولم اعرف مغزى كلامها .وكانت امى تنظر الى وهى تبتسم ابتسامة لم ارها على وجهها الا في يوم زواجى بعد هذا اليوم بسنين عديدة.
جاء والدى يومها من الخارج وكان معه رجل يحمل أشياء خاصة بالبيت خزين مكرونة وارز وصفيحة سمن فلاحى تانية واياء أخرى خاصة بالعطارة وشيح وبخور ..أشياء عجيبة.
دخلت حفيظة وهى تقول لابى كله تمام ياسيدى الفراخ اكلتها ونضفت تحتها وغسلت اديا ووضبت اللى قالت عليه ستى .قال ابى لها ويس يا حفيظة لكنها لو سمعتك بتقولى ستى وسيدى حتخرب بيتك انسى الكلام ده قالت ماشى يا سيدى .وضع ابى يده في جيبه وقال لها خدى يا حفيظة حطيه في حصالتك ..اخذت حفيظة العشرة قروش الفضية وخرجت وهى تقص فرحا وتعى لابى بالستر.
كانت امى تجيد خياطة الملابس فخاطت لحفيظة ملابس جديدة.كانت تتسلى بها وبلبسها رزقك يا حفيظة.
والغريب انها كانت تشترى أشياء لحفيظة وتخزنها لها وتقول ده من شوار حفيظة . أصبحت حفيظة مساعدتها الأولى وكاتمة اسرارها.
كانت امى تخفى عنا ميعاد حضور عم ادم الممرض النوبى الذى يجرى عملية ختان الأولاد .ويمها جاء وكان ابى يجلس معى وهو يقول احنا اتاخرنا اوى في عمل العملية دى المفروض كنا نطهروك وانت صغير عن كدة المهمالنهاردة خليك راجل ومتخافش .كنت لا اعرف ماسوف يتم قلت طيب.
كنا أربعة انا واخوتىالثلاثة الأصغر منى .واجرى لنا عم ادم عملية الختان وسط زغاريد او زغاريط بالبلدى اهل الحى .فضيحة بجلاجل والبسونى قفطان ابيض مشغول عليه اسم الجلالة وخمسة وخميسة .وكذلك اخوتى كان منظرنا مضحك .كانت حفيظة تبكى ولما سالتها امى ليه بتعيطى ياحفيظة وكل الناس فرحانة ده فال موش كويس يابنتى ...ردت حفيظ ليه ماطاهرتنيش زى الأولاد ..ضحكت امى وهى تقول لا ياحفيظة احنا مابنطاهرش البنات واطلعى هاتى كام فرخة وخللى عندك دم علشان العيال تاكل.واعملى حسابك في فرخة كبيرة لكى...بعد حوالى عشرة أيام سمعت صوت طبول وصاجات واناشيد بصوت غريب ولما سائلت قالو دى فرقة أولاد أبو الغيط جايين نقطة من عم كمال البقال جارنا وكانت هذه الفرقة تضع المطاهر في الحنطور وهو يلبس القفطان الأبيض وهى عربة تجرها الخيل ويقومون بزفة المطاهر في الحى وسط دقات طبولهم ودفوفهم وأناشيدهم في مدح الرسول وكانو يليسون قفاطين بيضاء واحزمة حمر اء ويضعون العمائم على رؤسهم يومها زفت حفيظة مع اخوتى الثلاثة بينما رفضت .ان أكون فرجة لاطفال الحى وانا امشى ممسكا بالقفطان من الامام ككل مطاهر....
..مرت ستوات وكانت حفيظة تكبر الى ان جائها عريس جاء لمقابلة ابى وامى كانو يتكلمون معه كانها ابنتهم .وحفيظة في قمة سعادتها . حضر اهل حفيظة يوم زففها كانهم اغراب بينما كانت امى هي من تقابل المهنئين في زواج حفيظة......الغريب ان حفيظة اسمت أولادها على اسامينا وظلت تزورنا على انها قادمة لبيت أهلها ....لم نعطى حفيظه حقها من الشكر رغم ان امى قامت بهذا الواجب عنا ....
........................................................................
..................................هوانم محرم بيه................................
...........................................................................
زار الست فتحية
...........................
الست فتحية جارتنا الجديدة والتي تسكن في البيت المجاور لنا بنت الشيخ المصرى كان يعمل امام لمسجد اما ابنه محمد فهو قصة أخرى و متغيرة مائة وثمانون درجة عن ابيه فقد كان يعمل نهارا بشركة تقوم باعمال خاصة بتجارة القطن وكانت هذه الشركات تعمل بكثرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى اما بقية بناته فكن متزوجات ويسكن مع ازواجهن بعيدا عن المنطقة ولكن في يوم عمل الزار الذى تقيمه الست فتحية فيجتمع الكل ...قبلها بايام للاعداد للاشياء لزوم الزار كان الشيخ قد توفى رحمه الله ولحقت به زوجته .وكنا ندعوها ام محمد الشيخ كانت رمزا لكل ماهو طيب وانسانى.في يوم من أيام الإجازة الصيفية وكنت في الصف الخامس الابتدائى وكنت فوق سطح منزلنا وطارت منى دجاجة ووقعت على منزل الشيخ المصرى فنزلت لاحضارها وما ان امسكت العصفورة الحديدية المستخدمة بدل الجرس للنقرعلى الباب على الباب حتى فتحته سيدة لا اعرفها تضع الكحل بشكل مبالغ فيه .مما جعل شك عينيها يبدو غريبا .قلت لها فرختنا وقعت على السطح بتاعكم قالت انت ابن ام بلبل قلت ايوة قالت طب اطلع بالراحة ومتعمل دوشة علشان الاسياد ماتصحاش....
لم افهم كلامها .صعدت الى سطح المنزل وبعد جهاد وجرى وراء الدجاجة امسكتها وبينما كنت اهبط درجات السلم شاهدتنى اختهم الكبرى ام امين وهيئتها لاتقل غرابة عن التي فتحت لى الباب قالت انت واخد الفرخة ورايح فين يا ولد قلت الفرخة بتاعتنا وانا مسكتها ومرجعها العشة.اطلقت صوت كانه مات لها عزيز وصرخت حرامى .صعقت ووقفت مكانى لا اعرف اين اذهب. خرجت النساء كل واحدة ممسكة اما قبقاب او مقشة وكانت احجاهن تمس يد هاون نحاسية.وقفو امامى وان انظر اليهم الى ان قال محمد المصرى ده ابن جيرانا ودى فرختهم واخذ يربت على كتفى وهو يقول متزعلش يابلبل . فهموك غلط .
ولكن في هذه اللحظة خرجت اخت لهم واخذت تنظر الى باستغراب. وهى تقول بعتوه لنا مش قلت لكم بعتوه الاسياد هو ده اللى حينقى طلباتهم اوع حد يلمسه ابتعدت عنى النساء ونظرات الخوف ملئت عييونهم .كانت الست فتحية تضع يها في الحنة استعدادا ليوم الزار وخرجت وهى ترحب بى قائلة اهلا بابن الحبايب .اسمع احنا عايزينك بكرة تيجى معانا سوق الحضرة علشان نجيب طلبات الاسياد اوع تتاخر ياحبيبى الا الاسياد يضروك ويضرونى قلت لها حاضر يا طانت قالت قول خالتى بلاش الزفت طانت هززت راسى موافقا وانا انرف بينما قالت بصوت عالى اوع تقول لحد على اللى حصل هنا...جريت عائدا الى بيتنا ووضعت الدجاجة في العشة ونزلت .مر اليوم ونسيت ميادى مع أولاد الشيخ وبناته وطلبات اسيادهم.وبينما كنت العب بالكرة في الشارع واخذ محمد المصرى ينادى على .وقال انت نسيت .يللا احنا رايحين دلوقت كانت هناك عربة حنطور يجرها حصان هزيل تقف امام بيت الشيخ .وجائت السيدة التي اختارتنى لحمل طلبات الاسياد.وقالت اركب جنب العربجى فجلت كما قالت لى وأشار اخوها محمد له قائلا على سوق الحضرة يا اسطى .ونطلق الحصان وانا مستمتع بهذة الرحلة وكنت قد نست حذائى الذى وضعته كعارضتين للمرمى قلت لهم نسيت جزمتى قالو مش مهم لما ترج خدها قال محمد استنى ونزل واحضر لى حذائى .وقال فيه اليه ايه تانى؟ اوضعت الحذاء في قدمى واكمل العربجى طريقه قائلا شيييييه .ولم ينطق بكلمة أخرى كان رجلا سمينا ذو خدود منفخة ويميل لونه الى السمار وكان يربط منديل محلاوى على راسه.تركيبة عجيبة من الناس.
أخيرا وصلنا الى السوق واتجهت انا الى سيدة اسمها الجرعانية وهى سيدة ضخمة تعمل بتجارة الطيور ضحكت وهى تشاهدنى وقالت هو ده اللى حينقى الطلبات قالو ايوة. كانت الطلبات ديك اببض مافيهوش علامة وجوز ارانب سود اللون ودكر بط اسود ورقبته بيضة .أخيرا وجدنا طلبات الاسياد ورجعنا كانت كودية الزار او بمعنى اخر المايستر الخاص بالزار قد حضرت هي وفر قتها واصرت السيدة بنت الشيخ على حضورى معهم قلت بعد الزار قالت ما ينفعش لازم تحضر.تغلب فضولى على خشيتى ودخلت والزار شغال على اشده الطبال ردل ملامحه عجيبه وله راس مستطلية وجمحمته مسحوبة للخلف اما الست اكودية فكانت سيدة سمينة سوداء الوجه وأربعة نساء اشكالهن تطابع معها من اللون والحجم وكانت الست فتحية ونساء اخريات يقمن بحركات تطويحة بجسادهن وشعورهن كشعور الشياطين هكذا تخيلتهن رغم انى لااعرف منظر الشياطين.بعد نهاية الزار تم ذبح كر البط ذو الرقبة البيضاء وكذلك الديك الأبيض الخالى من العلامات.واتو بقماش بيض وتم تكفين الطلبات وجوال خيس لوضع زوج الأرانب.قالت السيدة ذات الكحل الثقيل خد حتدفن دول على جبل المواساة وتسب الأرانب في النزهة فاهم واعطتنى خمسة قروش لزوم ركوب الترام. شاهدنى ابن الجيران وزميل اللعب عبد الدايم وبعد ان اخبرته بكل ماجرى قال حرام الحاجات دى تدفن اسمع انا جاى معاك..فى طيريقنا لدفن طلبات اسياد قال عبد الدايم نبيع الأرانب وكمان الطلبات دى اديهم لبى اكلهم انا واخواتى .قلت والاسياد ضحك وقال احنا الاسياد.ولكنه قال استنى الأول ناخد الكفن ندفنه قلت كفن ايه؟ قال القماش الى مكتوب عليه بالاحمر ده وبعدين سيب الباقى عليا..ذهبن ونفذنا خطة عبد الدايم ولكنه باع زوج الأرانب ووضع الديك وذكر البك في شيكارة اسمنت فارغة وانطلق الى اهله بعد ان اعطانى ثمن ارانب لابقى صامتا.
كانت هناك بعض الدماء على وجهى اثناء مسكى لذكر البط وهم يذبحونه وما ان دخلت بيتنا حتى قامت فاروزة التي كانت تزورنا في هذا اليوم قامت لتقبلنى كعادتها ولكنها قالت ايه الدم اللى على وشك ده يا بلبل؟ فاخبرتها وما ان انتهيت من حكى صتى مع الاسياد .جت قامت وقالت ابعد عنى يا ولد ايه الى وداك وقالت لامى فين الملح واخذ الملاحة منها ووضعت ملح في الماء وغسلت يداها وانطلقت خارجة وهى تقول لامى شطفيه بالمية والملح لان كدة موش كويس على البيت. فعلت امى كما قلت فاروزة التى لم اشاهدها في بيتنا مرة أخرى
.................................................................................
.....................................هوانم محرم بيه..................................
.................................................................
احاسيس شتوية
..........................
المطر يسقط وقطرات الماء تنزل وهى تنساب متزحلقة على أوراق الشجرة التي اقف بجانبها ورغم اختباء الشمس وراء السحب الا ان ضوئها ياتى من كل اتجاه بينما يقف في اعلى فروع الشجرة وتحت اوراقها عصفور الخضير بالوانه الرائعة ونظرته الساخرة الى من حوله كانه يعلن نفسه اقوى مخلوق في الدنيا.وعلى الأرض بجانب الطريق كانت هناك برك صغيرة من مياة المطر وطائر أبو فصادة يطير ويحط بصوته المضحك وهو يلتط اما ذبابة او حشرة ا...دق منها .بينما يقف رجل في طرف الطريق المقابل ويضع فوق راسه جريدة اشتراها قبل قليل من اول الشارع محاولا ان ييمنع قطرات المطر عن صلعته بينما كان يمسك بيده الأخرى رغيفا لفه بعد ان وضع به شيئا له طعم ليسد به جوعه.افقت على صوت الرجل الاصلع وهو يسب بالفظ بذيئة وغاضبة سائق سيارة مر مسرعا بجانبه فجعل المياه ترتفع محملة بالطين فوق راس الرجل وملابسه .تنبهت ان ميعاد المدرسة قد زف واننى اما ساطرد اليوم او اقف رافعا يدى مع باقى التلاميذ المتاخرين. ولكن اليوم كان ميعاد حصص الرسم عند الاستاذ صبحى الذى كان ينعتنى بانى اللى فاضل من السلالة الفرعونية...فقد كنت اتعلم منه بسرعة خلط الألوان وتركيبها وكيفيه وضع الظل والضوء فيما ارسم ولكن غرام الأوحد كان عمل التماثيل من الطين الاسوانى.تشجعت وقررت ان اتسلل الى حجرة التربية الفنية مباشرة بعد انتهاء طابور الصباح. ولكن كما قالو فان الرياح تاتى بما لاتشتهى السفن .فقد وصلت بعد بدات الحصة الأولى وناظر المدرسة يجلس الان في مدخلها بالقرب من الباب وكن اكره القفز من فوق الاسوار كما فعل بعض زملائى فقررت الدخول من الباب كانت ملابسى مبتلة وكذا حقيبة ادواتى المدرسية.وما ان دخلت حتى نهض الناظر مرحبا بى كعادته مع التلاميذ المتاخرين .فقال لى كنت فين ياباشا؟ انا شايفك من ساعة وانت ماشى تتلكع في شارع المامون.اسمع ارجع تانى مكان ماكنت وبكرة تجيب معاك ولى امرك انت كل يوم بتيجى متأخر.اتفضل قالها مشفوعة بضربتين بلعصاة التي في يده خرجت مسرعا بدون ان أتكلم او استعطف. الشارع شكله مختلف عن كل الأيام التي عهدته فيها فانا أرى الباعة الجائلين وهم يعدون بضائعهم وخاصة باعة الخضروات .لم ارجع على بيتنا مباشرة فقد كانت فرصة لاتجول واشاهد المطر الخفيف اثناء سقوطه ووقفت بجانب سور احدى الفيللات اراقب اشجارها ونباتاتها الجميلة وكان هناك طائر الحسون وكنت اعرفه عن طريق جدى رنه كان يملك واحد منها كان يضعه في قفص وكان يغرد بصوت رائع.
ساعتها وجدت سيدة ترتدى جلابية سوداء ويغلب على ملامحها الاسى والحزن كانت سمراء وتربط راسها بمنديل الوانه غريبة وتمسك في يدها كيس من القماش .
فوجئت بها تقف امامى لكنى لم افزع منها فقد كان شكلها المسكين ونظرتها الحزينة المستعطفة تخبر الجميع بضعفها الشديد اما أحوال الدنيا.قالت السيدة ادينى قرش تعريفة اجيب بيه رغيف.عندى عيل عيان ولسة مافطرش. لو معاك قرش صاع ادينى تعريفة لله..تاثرت وقلت لها انتظرى مفيش داعى تروحى تشترى..وفتحت حقيبتى واخرجت منها السندوتشات التي أعدتها لى امى لافطر بها واعطيتها إياها قائلا اديله دول وحيبقى كويس .اخذت تدعى لى بالنجاح وبالصحة وان يكفينى الله شر المرض ثم اخذت تدعى لابى وامى ...وانصرفت
كان معى قرش صاغ فعلا ولكنى كنت اخبئه حتى اشترى من عم محمد عثمان السودانى الدوم وقرون الخروب وبعض الفول السودانى. ولكنى تذكرت انه ربما تحتاج السيدة هذا القرش صاغ فجريت ورائها لاعطيها القرش ولكنها اختفت.
رجعت الى البيت فقابلتنى امى كعادتها مخبرة اياى بانى مش نافع وانى اخيب خلق الله وانى طول من ماشى مدهول مش حانفع وطبعا ابقى قابلنى. لم تضربنى ولكنها ارتدت ملابس الخروج وقالت قدامى .مشيت معها الى المدرسة فقد كانت قريبة من البيت ..وشكرت الناظر واخبرته ان يكسر رقبتى اذا خالفت تعاليم المدرسة.
في هذا اليوم لم اشعر بالجوع ولكنى كنت سعيد جدا ويكفي اننى لحقت حصص الرسم عند الأستاذ صبحى..الذى رحب بقدومى قائلا اهلا يا سليل الفراعنة
كان الوحيد الذى عاملنى كانسان في هذا اليوم هو و السيدة المسكينة
...............................................................................
.............................هوانم محرم بيه.....................................
.........................................
فسحة
.........................
روح هات حنطور من الموقف ولو مالقيتش أبو حميدو تعالى ومتلعبش في الشارع ...قلت حاضر...وانا اطير من الفرح فاليوم الخميس وسنبقى عند جدتى..نينة....حتى نهاية يوم السبت عندما ياتى ابى لاصطحابنا للعودة .كانت امى تفضل قيادة أبو حميدو الهادئة للحنطور وتطمئن له لكونه معروف من قبل ابى كما انه لا يتحرك حتى تامره قائلة ياللا بينا يا ابوحميدو ..فيسال عند بيت الهانم الكبيرة فترد .ايوة.ولا نسمع له صوت حتى يقف امام... بيت جدى لا مى عند شارع الفراعنة .يومها كان يطعم حصانه الأبيض اللون بينما يقوم بالربت على جسم الحصان الذى كان يقف وعليه علامات الرضا الظاهر من هزات راسه وصوت صهيله الخافت كانه يشكر أبو حميدو..وما ان شاهدنى الرجل حتى رحب بى قائلا اهلا اهلا على فين النهاردة ؟قلت عند نينة .ثم وضعت يدى على فمى فقد فلتت منى العبارة وخالفت وصية امى بالا أقول للغرباء عما يدور في راسى..
كنت احب الركوب مع أبو حميدو لانه يجعلنى اجلس بجانبه وانا اشاهد الطريق طوال الرحلة رغم انها لا تتعدى العشرين دقيقة او اقل .رجعت مع عم أبو حميدو وصعدت مسرعا الى شقتنا واخبرت امى .بوصول العربة فحملتنى بحقيبة كبيرة تحوى غيارات لنا وملابس النوم .و بعض الأشياء التي اشترتها هدية لجدتى ..نينة... نزلت مسرعا ووضعت الحقيبة داخل الحنطور وجلست منتظرا نزول امى .ولكنها كانت تنتظرنى لاصطحب اخى الصغر نظرا لكونها تحمل اختى المولودة حديثا .تاخرت فقال لى عم أبو حميدو شوف يابنى الهانم جاية والا لاء...صعدت مرة أخرى فنالنى منها بعض الكلمات واللكمات وطبعا كونى مفيش فايدة منى وماصدقت انزل العب أخيرا ساعدتها في ركوب الحنطور واجلست اخى بجانبها وبينما استعد لاجلس بجانب عم أبو حميدو قالت اقعد جنب اخوك الا يقع مهياش لعبة...تعكر مزاجى من اول الرحلة وقررت السكوت ولكنه ليس سكوت علامة الرضا .
كنت اراقب الطريق بينما يمشى حصان عم أبو حميدو الهوينا ويحرك لجام الحصان بطريقة توحى لمن يشاهدها انه يعطيه إشارات محددة لكى يمشى مسرعا او يبطئ واحيانا اذا تطلب الامر الوقوف.
كانت الطرق غيرها الان فعلى جانبى الطريق كانت معظم البيوت عبارة عن فيللات والارصفة نظيفة وكذلك الأشجار المزروعة عليها أخيرا وصلنا الى منطقة حديقة الشلالات .اذا اقترب بيت جدى .واسمعنا أبو حميدو كلمته الأخيرة هييييييسسسسسسسسسسسس .ليقف حصانه في مكانه...وساعدنا الرجل على انزال حاجياتنا بينما أخرجت امى كيس نقودها لتعطى منه ما اعتادت ان تعطيه لعم أبو حميدو الذى كان يرفض ويقول حاخد من البيه لما اقابله .وكانت امى تقول خد دول وخد من البيه .دول علشان اكل الحصان شكرا يابو حميدو ويتحرك الرجل مغادرا بعربته.
بينما أقوم بحمل الحقيبة وانطلق صاعدا الى بيت جدى فقد اوحشتنى طيوره التي يقتنيها.وخاصة عصافير الكناريا والحسون والحمام الذى كان يتركه حرا فوق سطح البيت .. ولكن ما ان تجلس امى للحديث مع جدتى حتى انطلق الى الشارع أولا لانتظر الرجل الذى يعزف على البيانولا بينما تدق البنت الراقصة امامه على الدف الذى تمسكه لتجمع فيه نقود المشاهدين...بينما يجتمع بعض اقرانى من أولاد العرب اى نحن المصريين كما كانو يطلقون علينا وأبناء الخواجات .كنت اتركهم واذهب لمشاهدة بنايوتى النجار الايطالى لاتفرج عليه وهو يقوم بنحت الاخشاب الخاصة بمابوليا علية القوم بينما يرحب بى قائلا اقف هنا بس اوعى تمد ايدك على الشوغل هابيبى .لم يطردنى ابدا بل كنت اساعده في اشعال بعض نشارة الخشب اسفل وعاء الغراء بل وحفظت أسماء المعدات الخاصة به من شاكوش وفارة و مكدة ومفك وكماشة وطبعابقية أنواع العدة كان الرجل كبيرا في السن وحواجبه بيضاء ثقيلة ويسعل عند كل حركة..قال لى ناولنى....وأشار الى منشار صغير ولم يكمل كلمته فقد كانت الأخيرة وقع ارضا وهو يسند ظهره على الحائط وينظر الى ولكنه كان ينظر لشئ اخر لا اعرفه فقد ظلت عيونه مفتوحة حتى احضرت بعض جيران جدى ليسعفو بنايوتى النجار ولكن هيهات.
ظلت هذه الحادثة تعكر على صفوى واحسست ان المكان ينقصه شيء مهم جدا ليست رائحة نشارة الخشب والغراء فقط ولكن ترحيب عم بنايوتى النجار... عرفت يومها ان الإنسانية ليست لها جنسية.....
................................................................................
..............................هوانم محرم بيه............................
.............................................
والية هانم
.................................
جلست اتفرج على مجموعة الأسطوانات التي كان يملكها جدى لامى كانت كثيرة ولمطربين عظام في تاريخ مصر الفني مثل عبد الغنى السيد كارم محممود محمد عبد الوهاب مطرب القطرين والانسة ام كلثوم كلها أسطوانات مكتوب عليها بيضا فون وعليها ضورة لكلب كان امامى الفونو غراف الضخم الذى يعمل بالزمبلك كنت أحاول ملئه بالمنفلة وضع الأسطوانات ومحاولة السماع كانت بالنسبة لى أصوات مضحكة وخاصة أسطوانات سيد درويش مطرب كوم الدكة... كما كان يسميه جدى.
كنت العب دون ان يقول لى احد سيب أسطوانات جدت الا تكسرها دى مفيش منها دلوقت خليها في الغطا بتاعها .بطل دعبسة ياولد .اطلع برة يللا روح العب تحت..هذة الاقوال الماثورة تعودت على سماعها منهم وكنت لا ابالى بها فهى تقال لى في اليوم عشرات المرات.ولكنى تعودت على المحافظة على ما في يدى خوفا من تلفها لانه لايوجد مثيل ولا بديل لها كما كانو يقولون لى.ولكن اليوم يوم مختلف فهو اليوم الذى يسبق عقد قران خالى الأكبر وبعده يوم الزفاف ..الدخلة.
كان بيتنا ملئ بالزوار منذ الصباح فمعظم صديقات امى عندنا اليوم .أغلقت الدولاب الذى تحويه الأسطوانات وباب الغرفة وخرجت متسللا لنيتى في اللعب خارج البيت ولكن لاتاتى الرياح بما تشتهى السفن ضبطت وانا افتح باب الشقة عندها سمعت صوت امى تقول رايح فين؟ اسمع خليك هنا علشان يمكن احتاجك تروح مشواير مهمة .نظرت اليها مستعطفا ولم انطق ولكنها تابعت حاديك تجيب لمجلات اللى بتحبها بس خليك هنا علشان البت حفيظة راحت تساعد نينة مع كام واحدة علشان فرح خالك .لم يكن امامى الا ان أقول حاضر.ولم تمر الا دقائق حتى حضرت الهوانم صديقاتها اوزان ثقيلة واحجام ضخمة والعجيب ان غالبيتهن اما ارامل او عوانس شيء له العجب في هذه التشكيلة من الناس .حضرت حوالى ثماني سيدات كانت اعجبهم السيدة التي حضرت مع فاروزة صديقة امى كانت السيدة شديدة البياض ضخمة لدرجة انها كانت تدخل من اى باب بعد ان تلف لتدخل بجانبها الأيمن او الايسر ولكن محال فبطنها الضخم لا يساعدها وطبعا كان العيب في الأبواب بتاعة الأيام دى.بيعملوها ضيقة .ثم تتبع كان في بيت بابى الباب بدرفتين وواسع هيييييييييييييع كانت أيام.وترد امى الله يرحم أيام البيه كل حاجة مابقتش زى زمان حتى الأولاد بقو مش زينا العيل ما بيبطلش مناهدة طول النهار ومابيسمعوش الكلام .حتى شوفى الولة الكبير من دلعكم فيه مش عارفة امشى عليه كلمة.فترد فاروزة لا بلبل شخصيته كويسة ده تربيتى وتضحك امى بفخر ولكنهاتشكو منى لتبعد العين.. اكتشفت انى كنت غالى جدا عندها ولكنى لم اكن افهم ايامها الالغة ايامى الصغيرة.
أخيرا حضرت والية هانم وقامت امى تستقبلها بالقبلات وكلمات الترحيب وتحمد الله على سلامة وصلها من القاهرة فقد جئت خصيصا من حلوان للتهنئة .وقالت انا لسة جاية من مصر يادوك حطيت حاجتى فبيت محرم بيه وجيت على هنا بتوع الحنطور عندكم ذوق اوى ...كان والية هانم تعمل مع اميرات القصر الملكى بالقبة وتصمم لهم ملابسهن .ومازالت تتعامل كانها من اهل الدبلوماسية العليا فاسلوب كلامها مترفع وتتكلم بهدوء وحتى الفاظها تخرجها بحساب او على المقاس زى مابيقولو .سالت على اول ما وصلت قائلة امال فين بلبل بيه؟ ضحكت في سرى انا بلبل بيه.يعنى ناقص لى طربوش اروح اقلعه قدمها وأول لها مرحب يا هانم احنا ممنونين وجود ك عندنا اهلا اهلا اتفضلى استريحى..وضحكت سالتنى امى ايه اللى بيضحكك قلت لا انا مبسوط بس.قالت والية هانم نفسى في فنجال قهوة من بتوعك بتوع زمان ردت امى عنيا يا غالية..وبداء مارثون الطلبات يا بلبل روح هات البن فين السبرتاية يا ولد حنوعها بايه يابنى .فين السبرتو؟ روح هات علبة السكر والبن المحوج ولو مش طايلها حط الكرسى واطلع عليه .اتحرك هات مية صاقعة من التلاجة فين الكباية حنشرب من الازايز..يادى الهم انا شغال بدال البت حفيظة .ساعتها ادركت انها بطلة لتتحمل كل هذه القسوة النسائية في صمت وتؤدى دورها باصرار .كانت امى تعتبرها ابنة لها .
نظرت من نافذة بيتنا كانو يقيمون الشادر عند بيت جدى الجديد الذى بناه حديثا بالقرب من بيتنا .الهوان يراقبن فناجيلهن يردن معرفة الطالع ونسو اوو تناسو كما كل من عاش ايامهن ان أيام البهوات والهوانم ولت الى غير رجعة فقد تزوج حسن ابن احمد غانم من فتاة عادية بنت رجل رقيق الحال .هيه دنيا ده حتى الباشاوات اصبحو خلاص مفيش برضوه.... على راى اللى قالها كلنا سيد في ظل الجمهورية...والاتحاد والنظام والعمل ...تحيا الثورة.
لم نسمع بعد حوارات الهوانم الا زغاريد جيراننا البسطاء اعتقد لا اجزم انهم اجمل واكثر اصاله من بشوات وبهوات وهوانم اللى راح ياقلبى
.....................................................................
...........................هوانم محرم بيه..........................
..........................................
سيد أبو طبيخة
..........................
سيد أبو طبيخة مخبول الحى او مجنون الحى كان الجميع يقولون عنه انه راجل بركة..ولفظ راجل بركة وبتاع ربنا يوصب به اما الدراويش او المخابيل او من بعقله عاهة يصبح بقدرة قادر بتاع ربنا وكان بقية خلق الله بتوع الشيطان.
سيد أبو طبيخة من عائلة طيبة وأهله محترمين ويسكنون في اخر شارعنا وبإمكان اى احد ان يضبط ساعته على وقت خروخ أبو طبيخة من بيتهم لانه كان يخرج يوميا في تمام السادسة والنصف صباحا وغالبا لانعرف...
متى يعود الى بيت عائلته الذى ظل من طابق واحد حتى وقت قريب.
يخرج ممسكا بعصا غليظة ملوحا بها في الهواء وهو يتلفظ بالفاظ غريبة وبصوته الاجش الغليظ وغير المفهوم ولا يلتفت لاحد من اهل الشارع الا لعم كمال أبو قبارى بقال الحى الوحيد وعندما يمر بعم كمال يقول له عايز قرش وعم كمال يقف وراء الطاولة الحجرية المصنوعة من الرخام اثناء تقطيع أنواع الجبن والسجق البقالى والبسطرمة والمخلل...او الطر شى .و اعداد الخبز الطازج لزوم إفطار عاملات شركات الغزل والنسيخ وشركة تعبئة الشايى وشركات المنسوجات والزجاج بالمنطقة اعداد ضخمة تمر صباحا على عم كمال أبو قبارى .والبخو يتصاعد من داخل محله واماه من مباخر فخارية كان دائما مايغيرها لان سيد أبو طبيخة كان يضربها بعصاه الضخمة .او النبوتلتصبح في خبر كان ويتناثر منها الفحم المشتعل والمختلط بالبخور مع كسر الفخار...
قبل وصول سيد أبو طبيخة الى دكان عم كمال كنت غالبا ما اقف في شرفة منزلنا لاستنشق هواء الصباح بعد ان اتناول افطارى في انتظار احد زملائى في المدرسة حتى يمر على ونزل معه الى مدرستنا التي كانت بعيدة قليلا عن الحى.
البنات العاملات في الشركات التي كانت تجاورنا معظمهن لم يكملن التعليم اساسى .ولكنها الثورة وشعارها العمل الحق العمل عبادة العمل حياة.كانت الفتاة منهن في اول مشوارها العملى تلبس ملابس في غاية التواضع والقدم وعدم التناسق في الالون .وكات تمر مسرعة من امام دكان عم كمال لعدم استطاعتها شراء سندوتشات منه .مقلدات لبعضهن ومتنافسات لاشياء في خيالهن لايعرفها الاالله اما بعد شهر او اثنين يختلف الحال ونرى نفس البنت وقد أصبحت هانم من الهوانم وحتى شكل تس ريحة شعرها تغير حسب الموضة.لقطات كانت تمر من امام شرفتنا ليست غريبة لانها من الحياة.
اما سيد أبو طبيخة فقد كان يمر كما اسلفت في تمام السادسة والنصف ويقف امام دكان بقالة عم كمال ويبداء في شتيمته وهو يلوح اه بيده بينما يرتكز على عصاه الضخمه ثم يقوم بعمل إشارات بذيئة باصابعه ويبصق في وجه عم كمال ويمد يده قائلا هات قرش ياراجل يابورش..كانت هذه كلماته المفهومة .ويرفع عصاه ليضر ب اى شيء بجانبه اذا تأخر عم كمال في اخراج القرش من الدرج ..وعندها يخطف منه القرش ويجرى ملوحا بالعصا ليساعد الحمالين في دفع عربات الخضار التي يجرها الحمير او الخيل او حتى بعض الحمالين.لقاء مقابل .كان يتمتع بقوة عجيبة عندما يدفع اى عربة يجرها حمتار او حصان فقديقع الحيوان اذا لم يسرع في الجر.اما عم كمال فهو يقف سعيد ا....فعمله الذى يبدائه في الخامسة صباحا ينهيه عن الثامنة بعد مرور اخر الموظفات اخر مجموعات العمل في هذه الشركات التي اختفت كلها الان وبيعت ليبنى مكانها أبراج كئيبة انها أبراج الموت.
اما زمن أبو طبيخة فقد كان زمن السعادة والامل والاستبشار حتى بمخبول الحى بوصفه بتاع ربنا.
..............................................................
............................هوانم محرم بيه

............................................
جيران واهل.......
...................
 
قهوة عم ذكى غبريال واخوه تغيان تقع على او شارعنا معظم روادها من المقاولين وارباب مهن البناء من البنائين وعمال الخراسانة وحتى الفواعلية ومعظمهم او قل كلهم من أبناء الصعيد تمركزو في قهوة عم ذكى غبريال لقربها من أماكن البناء الجديدة وهكذا كان حينا في منتصف الخمسينيات كان الرجل يحفظ أبناء الحى عن ظهر قلب كباره وصغاره و في يوم من الأيام كنت اشترى حاجيات وفى يدى جنيه بحاله وعند ذهابى لعم ثابت البقال ث...ال لى مفيش عندى فكة يابنى هو الواحد لسة باع وجايبلى جنيه بحاله علشان افكه لك.روح فهوة ذكى وهو حيفكه لك .ذهب الى عم ذكى واعطيته الجنيه وبعد ان فحصه جيدا وسالنى ازى ابوك محدش شايفه قلت له بابا بيسافر .ردعم ذكى وقال ابقى سلم لى عليه لما يرجع بالسلامة.
كان الرجل يعرف الجميع رغم ان ابى لم يكن من رواد المقاهى بعد ان اعطانى فكة الجنيه من عملات اصغر وقال لى ضعها في جيبك وخلى اللى حتشترى بيه في ايدك .ثم قال انت رايح لثابت البقال قلت ايوة .سكت عم ذكى وانصرفت لالحق بعم ثابت واشترى ماجئت من اجله واذا بى اجد امامى رجل طويل ونحيل الجسم يقول لى اربط الفلوس اللى معاك في منديل الا الحرامية يسرقوك وقفت وقد تملكنى شعور غريب ناحية الرجل .ادركت انه يريد ازيتى وسرقة ما معى في هذا الوقت كان عم ذكى يقف خارج المقى يحاسب بعض زبائنه وما ان شاهد الرجل الذى يكلمنى حتى ارسل ورائه بعض رجاله من اهل الصعيد وامسكو الرجل كان لصا من اخيب اللصص واغباهم جاء يسرقنى بجوار مهى ملئ بالناس ولا يعرف ان بعضهم كان يعرف ابى لقيامه بالعمل في بيتنا اثنا بنائه .امسكو الرجل الذى اخذ يحلف بكل كا هو مقدس وبكل الرسل انه لم يأخذ منى شيئا ولكن كان هناك من يعرف انه يسرق من اى احد ويهرب وانه شاهده منقبل يخطف سلسلة من رقبة سيدة ويهرب.الكل كان يجامل بضربه اما على قفاه او صفعه على وجه او ركله في بطنه حتى وقع ارضا وادعى الاغماء فاحضرو اناء ملئ بالمياة و صبوه على راسه فاخطات طين الأرض مع المياة وصار شكله عجيبا وما ان احس ان بعض ارجال قد ابتعدو عنه حتى نهض وسابق الريح ولم ينظر خلفه.رجعت الى بيتنا وحكيت لامى ما دار من عم ذكى غبريال .فقالت واجب أقول لابوك لما يجى بالسلامة علشان يشكره هو ورجالته.
لم يمض سوى بضعة أيام وكان المغرب على وشك ان يقتربجائنا سائق لعربة محملة بالرمال وطلب من ابى السماح له بالوقوف امام بيتنا لان هناك معركة كبيرة امام قهوة ذكلى والشرطة بتلم كل اللى يعدى وانا خايف يخلونى افضى العربية من الرملة ويحطو عليها المقبوض عليهم .وانصرف الرجل من ناحية نهاية الشارع الأخرى.
كنا نجلس في مدخل البيت وكان امام الشقة في الطابق الارضى مكان واسع وكنا نستعد لتناول بطيخ وجبن ابيض الاكلة التي كان يفضلها ابى في الصيف.وبينما كنت احكى لابى ماصار للص من عم ذكى اذا باخوه تغيان يحاول ان يدخل بيتنا بينما كلبى سهم يقف بينه وبين الباب وهو ينبح عليه بشدة وكانت الذما تغطى وجه ارجل .نهرت سهم وامرته بالجلوس وقلت لابى دعم تغيان ومتعور في وشه جاء ابى مسرع وادخل ارجل الى بيتنا وغسل له وجهه وإعطاء ملابس نظيفة واجلسه لياكل معنا كان الجرح سطحى في راسه .قال عم تغيان اخو ذكى غبريال الراجل الحرامى اللى ضربوه الرجالة رجع ومعاه ناس وعايزين يكسرو القهوة الرجالة كسر وهم والبوليس بيلم عمال على بطال انا اخدت طوبة في راسى.قال له ابى اتفل مد ايدك واخذ يهزر معه سمى وكل والا أقول لك مجد سيدك...كانت ناس جميلة فعلا فقى هذا الوقت كانت الشرطة تمشط الشارع لكى لا يكون هناك احد من أصحاب المعركة طليقا وكان باب بيتنا مفتوحا ويجلس امامه كلبى سهم الذى اخذ ينبح مرة أخرى ولكنها كانت الشرطة سال الضابط فيه راجل كان متعور في وشه دخل هنا ر د ابى اتفضل يا بيه احنا قاعدين نتعشى اجبر الزاد ..تركنا الضابط وانصرف بينما سهم ينبح بشدهة ويحاول اللحاق به وعقره لانه ركله برجله.امسكت سهم من رقبته وادخلته البيت وانرف رجال الشر طة.من يومها صارت بيننا وبين جماعة غبريال صداقة متينة ..يحضرون حفلات عقد القران عندنا ونحضر اكاليلهم وسماع نصيحة ابونا القسيس في حالات الوفاةعندهم او يحضرون ليسمعو ربع من قرائة القران في ماتمنا...

 
...........................................................................
عم يوسف نخلة.
......................
عم يوسف نخلة تاجر أشياء مستعملة في دكان يشبه المغارة رغم انه في منطة من ارقى مناطق اسكندرية فهو قرب جدا من شارع الفراعنة في باب شرقى.عم يوسف نخلة كان يأخذ الألعاب ةالتحف والاشياء النادرة والغريبة من الأجانب الذين كانو يسكنون المنطقة في هذه الاام فقد اقتربت نهاية العام بعد انتهاء الغدوان الثلاثى وايامها بداء الأجانب بمغادرة مصر خوفا من ينتقم منهم جمال عبد الناصر ولكن الكثير من الايطاليين واليونانين... كانو يقولون نحن مصريين اكتر منكم وسنموت هنا نحن نعرف إيطاليا ولا اليونان.سمعتها اكثر من مرة من بانايوتى النجار الذى مات واقفا وهو يعمل وغيره في هذه الأيام بداء معظم اصدقائى في المنطقة التى يسكن فيها جدى لامى بمغادرة مصر ولم يبقى الاالقليل من الأولاد خاصة من كانو بمدرسة سان مارك او سانت جان انتيد وغيرها من مدارسهم ..لم يبقى حتى أبناء النوبيين العاملين معهم فقد اختفى معظمهم ولا اعرف اين ذهبو كنت اقف في الشاع في انتظظار ظهور اى من اصدقائى ولكن لاياتى احد ولاحظ الرجل الذكى عم يوسف نخلة وقوفى وحدى وعلامات الاسى التي ترتسم على وجهى وانا اغدر مكانى للرجوع لبيت جدى نادانى عم يوسف فقد كانت المجموعة التي اختفت دائمة الموح معه وكان يحب هذا المزاح كان يعاملنا كاولاده فقد كان قصير القامة ونحيل اسمر الوجه ويرتدى نظارة مدورة شكلها عجيب ولكنه كان يلمح كل شيء حوله قال لى ساعدنى نعلق الحجات دى يابنى الولة ابنى اتاخر على النهارة مش عارف ليه ؟ انت عارف ان الولوة كوستا و بن الخواجة نعوم ماريو سافرو من أسبوع وغيرهم كتير يابنى اما اللى كانو شغالين معاهم دول راحو من بدرى يشوفو اكل عيشهم في حتة تانية .انت عارف ان فيه خواجات سابو محلاتهم وشققهم للى بيشتغلو عندهم ..هييه دنيا لابتخللى اللى راكب راكب ولا اللى ماشى ماشى. دكان الخواجة بنايتو اتباع لواحد مصري نجار برضوه ساكن في كوم الدكة.ظل يتكلم بلا توقف ويحكى وانا اتامل المتحف الذى دخلته فقد كانت هناك اشياءلم اراها من قبل تماثيل برونزية واقفاص عصافير بشكال مختلفة وأدوات رياضية مستعملة كثيرة وأدوات مطبخ اشكال والوان قلت له الحاجات دى منين ياعم يوسف قال من فضل الله يبنى اهو انا مستنى الفرج يمكن يكون وشك حلو عليا ونبيع حاجة نمشى بيها حالنا قلت له بكام قفص العصافير ده ياعم يوسف نظر الى طويلا ثم قال بخمستاشر صاغ علشالن خاطرك قلت له حدفع لك كل ما اجى لجدى قال اتفقنا واعطيته خمسة قروش من تحت الحساب وقلت له خلى القفص لما ادفع الباقى واوع تنسى وتبيعوه.قال انا لا ابيع أشياء اولادى وانت واصحابك زيهم.قلت له شكرا ياعم يوسف .وما ان أكملت جملتى حتى حضر ضابط من الجيش لانعرف رتبتة ولكن كانت هناك مجموعة من النجوم البراقة تنام على اكتافه كنت احب منظر ضباط الجيش فقد كانت الثورة في عنفوانها وكل البيت يتكلم عنهم دخل الضابط والقى السلام على عم يوسف وظل ينظر بانبهار لبض التحف وانتقى بعضها ونجفة نحاسية كبيرة كان الكريستال الموضوع بها يلمع باضواء غريبة عند سقوط الضوء عليه.ساعدت عم يوسف في اخراج الأشياء التي اختارها الضابط ووضعناه في السيارة الجيب التي يستقلها ثم سال عم يوسف الولد ده ابنك رد عم يوسف ربنا يخليه يا بيه .اخرج الضابط خمسة وعشرون قرشا ورقية واعطانى إياها .وانا ارفض وهو يصر الى ان قال عم يوسف ماتكسفش ايد البيه يابنى خد وماتخافش مش حقول لامك انك اخدت فلوس من حد رد الظابط ونعم التربية لكن الحمسة وعشرون قرشا كانت في جيبى وأخيرا انصر ف الضابط بعد ان اعطى عم يوسف بضعة جنيها ثمنا للاشياء وكان الرجل يقبل النقود ويقول الحمد لله الف حمد وشكر لك يارب..ثم التفت الى مش بقول لك انت والعيال الخوجات وشكم حلو عليا.قلت له والقفص بتاع العصافير قال قبل ماتمشى خده مش عايز الباقى قلت له انا معايا فلوس دلوقت خد يا عم يوسف يانخلة رفض الرجل وهو يبتسم ابتسامته الابوية .وقال لمفروض محدش يمد ايده لاولاده الا علشان يديهم مايخدش منهم خد القفس وروح علشان عايز اقفل الدكان. انصرفت وان فرح بصفقة قفص العصافير الذى كان باعلا ه مصيدة..ولكن كيف ستقبل امى ان امتلك قفص العصافير هذا وظمها انه سيشغلنى عن المدرسة وكمان فاروزة حتيجى ضدى وتقول لها الولد دماغه حتير زى العصافير لم ينقذنى من افكارى الا ظهور ابى.انطلقت نحوه كعادتى عند رؤيته فربت على كتفى وقال ايه القفص الجميل ده قلت له اشتريته علشان مدام بترو الميكانيكى صاحبك وعدتنى تدين كناريا من بتوعها .ولكنه قال ديمترا سافر ت هي وبترو لهم أسبوعين يابنى انا حاجيب لك اللى انت عاوزه.نظرت اليه والدموع تملاء عيناى فقد فقدت معظم معارفى
وكنت ايامها لا اعرف سبب ذهابهم
...................................................................
..............................هوانم محرم بيه..........................
.........................................
..................................................................................
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق