الست فتحية جارتنا الجديدة والتي تسكن في البيت المجاور لنا بنت الشيخ المصرى كان يعمل امام لمسجد اما ابنه محمد فهو قصة أخرى و متغيرة مائة وثمانون درجة عن ابيه فقد كان يعمل نهارا بشركة تقوم باعمال خاصة بتجارة القطن وكانت هذه الشركات تعمل بكثرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى اما بقية بناته فكن متزوجات ويسكن مع ازواجهن بعيدا عن المنطقة ولكن في يوم عمل الزار الذى تقيمه الست فتحية فيجتمع الكل ...قبلها بايام للاعداد للاشياء لزوم الزار كان الشيخ قد توفى رحمه الله ولحقت به زوجته .وكنا ندعوها ام محمد الشيخ كانت رمزا لكل ماهو طيب وانسانى.في يوم من أيام الإجازة الصيفية وكنت في الصف الخامس الابتدائى وكنت فوق سطح منزلنا وطارت منى دجاجة ووقعت على منزل الشيخ المصرى فنزلت لاحضارها وما ان امسكت العصفورة الحديدية المستخدمة بدل الجرس للنقرعلى الباب على الباب حتى فتحته سيدة لا اعرفها تضع الكحل بشكل مبالغ فيه .مما جعل شك عينيها يبدو غريبا .قلت لها فرختنا وقعت على السطح بتاعكم قالت انت ابن ام بلبل قلت ايوة قالت طب اطلع بالراحة ومتعمل دوشة علشان الاسياد ماتصحاش.... لم افهم كلامها .صعدت الى سطح المنزل وبعد جهاد وجرى وراء الدجاجة امسكتها وبينما كنت اهبط درجات السلم شاهدتنى اختهم الكبرى ام امين وهيئتها لاتقل غرابة عن التي فتحت لى الباب قالت انت واخد الفرخة ورايح فين يا ولد قلت الفرخة بتاعتنا وانا مسكتها ومرجعها العشة.اطلقت صوت كانه مات لها عزيز وصرخت حرامى .صعقت ووقفت مكانى لا اعرف اين اذهب. خرجت النساء كل واحدة ممسكة اما قبقاب او مقشة وكانت احجاهن تمس يد هاون نحاسية.وقفو امامى وان انظر اليهم الى ان قال محمد المصرى ده ابن جيرانا ودى فرختهم واخذ يربت على كتفى وهو يقول متزعلش يابلبل . فهموك غلط . ولكن في هذه اللحظة خرجت اخت لهم واخذت تنظر الى باستغراب. وهى تقول بعتوه لنا مش قلت لكم بعتوه الاسياد هو ده اللى حينقى طلباتهم اوع حد يلمسه ابتعدت عنى النساء ونظرات الخوف ملئت عييونهم .كانت الست فتحية تضع يها في الحنة استعدادا ليوم الزار وخرجت وهى ترحب بى قائلة اهلا بابن الحبايب .اسمع احنا عايزينك بكرة تيجى معانا سوق الحضرة علشان نجيب طلبات الاسياد اوع تتاخر ياحبيبى الا الاسياد يضروك ويضرونى قلت لها حاضر يا طانت قالت قول خالتى بلاش الزفت طانت هززت راسى موافقا وانا انرف بينما قالت بصوت عالى اوع تقول لحد على اللى حصل هنا...جريت عائدا الى بيتنا ووضعت الدجاجة في العشة ونزلت .مر اليوم ونسيت ميادى مع أولاد الشيخ وبناته وطلبات اسيادهم.وبينما كنت العب بالكرة في الشارع واخذ محمد المصرى ينادى على .وقال انت نسيت .يللا احنا رايحين دلوقت كانت هناك عربة حنطور يجرها حصان هزيل تقف امام بيت الشيخ .وجائت السيدة التي اختارتنى لحمل طلبات الاسياد.وقالت اركب جنب العربجى فجلت كما قالت لى وأشار اخوها محمد له قائلا على سوق الحضرة يا اسطى .ونطلق الحصان وانا مستمتع بهذة الرحلة وكنت قد نست حذائى الذى وضعته كعارضتين للمرمى قلت لهم نسيت جزمتى قالو مش مهم لما ترج خدها قال محمد استنى ونزل واحضر لى حذائى .وقال فيه اليه ايه تانى؟ اوضعت الحذاء في قدمى واكمل العربجى طريقه قائلا شيييييه .ولم ينطق بكلمة أخرى كان رجلا سمينا ذو خدود منفخة ويميل لونه الى السمار وكان يربط منديل محلاوى على راسه.تركيبة عجيبة من الناس. أخيرا وصلنا الى السوق واتجهت انا الى سيدة اسمها الجرعانية وهى سيدة ضخمة تعمل بتجارة الطيور ضحكت وهى تشاهدنى وقالت هو ده اللى حينقى الطلبات قالو ايوة. كانت الطلبات ديك اببض مافيهوش علامة وجوز ارانب سود اللون ودكر بط اسود ورقبته بيضة .أخيرا وجدنا طلبات الاسياد ورجعنا كانت كودية الزار او بمعنى اخر المايستر الخاص بالزار قد حضرت هي وفر قتها واصرت السيدة بنت الشيخ على حضورى معهم قلت بعد الزار قالت ما ينفعش لازم تحضر.تغلب فضولى على خشيتى ودخلت والزار شغال على اشده الطبال ردل ملامحه عجيبه وله راس مستطلية وجمحمته مسحوبة للخلف اما الست اكودية فكانت سيدة سمينة سوداء الوجه وأربعة نساء اشكالهن تطابع معها من اللون والحجم وكانت الست فتحية ونساء اخريات يقمن بحركات تطويحة بجسادهن وشعورهن كشعور الشياطين هكذا تخيلتهن رغم انى لااعرف منظر الشياطين.بعد نهاية الزار تم ذبح كر البط ذو الرقبة البيضاء وكذلك الديك الأبيض الخالى من العلامات.واتو بقماش بيض وتم تكفين الطلبات وجوال خيس لوضع زوج الأرانب.قالت السيدة ذات الكحل الثقيل خد حتدفن دول على جبل المواساة وتسب الأرانب في النزهة فاهم واعطتنى خمسة قروش لزوم ركوب الترام. شاهدنى ابن الجيران وزميل اللعب عبد الدايم وبعد ان اخبرته بكل ماجرى قال حرام الحاجات دى تدفن اسمع انا جاى معاك..فى طيريقنا لدفن طلبات اسياد قال عبد الدايم نبيع الأرانب وكمان الطلبات دى اديهم لبى اكلهم انا واخواتى .قلت والاسياد ضحك وقال احنا الاسياد.ولكنه قال استنى الأول ناخد الكفن ندفنه قلت كفن ايه؟ قال القماش الى مكتوب عليه بالاحمر ده وبعدين سيب الباقى عليا..ذهبن ونفذنا خطة عبد الدايم ولكنه باع زوج الأرانب ووضع الديك وذكر البك في شيكارة اسمنت فارغة وانطلق الى اهله بعد ان اعطانى ثمن ارانب لابقى صامتا. كانت هناك بعض الدماء على وجهى اثناء مسكى لذكر البط وهم يذبحونه وما ان دخلت بيتنا حتى قامت فاروزة التي كانت تزورنا في هذا اليوم قامت لتقبلنى كعادتها ولكنها قالت ايه الدم اللى على وشك ده يا بلبل؟ فاخبرتها وما ان انتهيت من حكى صتى مع الاسياد .جت قامت وقالت ابعد عنى يا ولد ايه الى وداك وقالت لامى فين الملح واخذ الملاحة منها ووضعت ملح في الماء وغسلت يداها وانطلقت خارجة وهى تقول لامى شطفيه بالمية والملح لان كدة موش كويس على البيت. فعلت امى كما قلت فاروزة التى لم اشاهدها في بيتنا مرة أخرى ................................................................................. .....................................هوانم محرم بيه..................................
.................................................................
احاسيس شتوية
..........................
|
المطر يسقط وقطرات الماء تنزل وهى تنساب متزحلقة على أوراق الشجرة التي اقف بجانبها ورغم اختباء الشمس وراء السحب الا ان ضوئها ياتى من كل اتجاه بينما يقف في اعلى فروع الشجرة وتحت اوراقها عصفور الخضير بالوانه الرائعة ونظرته الساخرة الى من حوله كانه يعلن نفسه اقوى مخلوق في الدنيا.وعلى الأرض بجانب الطريق كانت هناك برك صغيرة من مياة المطر وطائر أبو فصادة يطير ويحط بصوته المضحك وهو يلتط اما ذبابة او حشرة ا...دق منها .بينما يقف رجل في طرف الطريق المقابل ويضع فوق راسه جريدة اشتراها قبل قليل من اول الشارع محاولا ان ييمنع قطرات المطر عن صلعته بينما كان يمسك بيده الأخرى رغيفا لفه بعد ان وضع به شيئا له طعم ليسد به جوعه.افقت على صوت الرجل الاصلع وهو يسب بالفظ بذيئة وغاضبة سائق سيارة مر مسرعا بجانبه فجعل المياه ترتفع محملة بالطين فوق راس الرجل وملابسه .تنبهت ان ميعاد المدرسة قد زف واننى اما ساطرد اليوم او اقف رافعا يدى مع باقى التلاميذ المتاخرين. ولكن اليوم كان ميعاد حصص الرسم عند الاستاذ صبحى الذى كان ينعتنى بانى اللى فاضل من السلالة الفرعونية...فقد كنت اتعلم منه بسرعة خلط الألوان وتركيبها وكيفيه وضع الظل والضوء فيما ارسم ولكن غرام الأوحد كان عمل التماثيل من الطين الاسوانى.تشجعت وقررت ان اتسلل الى حجرة التربية الفنية مباشرة بعد انتهاء طابور الصباح. ولكن كما قالو فان الرياح تاتى بما لاتشتهى السفن .فقد وصلت بعد بدات الحصة الأولى وناظر المدرسة يجلس الان في مدخلها بالقرب من الباب وكن اكره القفز من فوق الاسوار كما فعل بعض زملائى فقررت الدخول من الباب كانت ملابسى مبتلة وكذا حقيبة ادواتى المدرسية.وما ان دخلت حتى نهض الناظر مرحبا بى كعادته مع التلاميذ المتاخرين .فقال لى كنت فين ياباشا؟ انا شايفك من ساعة وانت ماشى تتلكع في شارع المامون.اسمع ارجع تانى مكان ماكنت وبكرة تجيب معاك ولى امرك انت كل يوم بتيجى متأخر.اتفضل قالها مشفوعة بضربتين بلعصاة التي في يده خرجت مسرعا بدون ان أتكلم او استعطف. الشارع شكله مختلف عن كل الأيام التي عهدته فيها فانا أرى الباعة الجائلين وهم يعدون بضائعهم وخاصة باعة الخضروات .لم ارجع على بيتنا مباشرة فقد كانت فرصة لاتجول واشاهد المطر الخفيف اثناء سقوطه ووقفت بجانب سور احدى الفيللات اراقب اشجارها ونباتاتها الجميلة وكان هناك طائر الحسون وكنت اعرفه عن طريق جدى رنه كان يملك واحد منها كان يضعه في قفص وكان يغرد بصوت رائع. ساعتها وجدت سيدة ترتدى جلابية سوداء ويغلب على ملامحها الاسى والحزن كانت سمراء وتربط راسها بمنديل الوانه غريبة وتمسك في يدها كيس من القماش . فوجئت بها تقف امامى لكنى لم افزع منها فقد كان شكلها المسكين ونظرتها الحزينة المستعطفة تخبر الجميع بضعفها الشديد اما أحوال الدنيا.قالت السيدة ادينى قرش تعريفة اجيب بيه رغيف.عندى عيل عيان ولسة مافطرش. لو معاك قرش صاع ادينى تعريفة لله..تاثرت وقلت لها انتظرى مفيش داعى تروحى تشترى..وفتحت حقيبتى واخرجت منها السندوتشات التي أعدتها لى امى لافطر بها واعطيتها إياها قائلا اديله دول وحيبقى كويس .اخذت تدعى لى بالنجاح وبالصحة وان يكفينى الله شر المرض ثم اخذت تدعى لابى وامى ...وانصرفت كان معى قرش صاغ فعلا ولكنى كنت اخبئه حتى اشترى من عم محمد عثمان السودانى الدوم وقرون الخروب وبعض الفول السودانى. ولكنى تذكرت انه ربما تحتاج السيدة هذا القرش صاغ فجريت ورائها لاعطيها القرش ولكنها اختفت. رجعت الى البيت فقابلتنى امى كعادتها مخبرة اياى بانى مش نافع وانى اخيب خلق الله وانى طول من ماشى مدهول مش حانفع وطبعا ابقى قابلنى. لم تضربنى ولكنها ارتدت ملابس الخروج وقالت قدامى .مشيت معها الى المدرسة فقد كانت قريبة من البيت ..وشكرت الناظر واخبرته ان يكسر رقبتى اذا خالفت تعاليم المدرسة. في هذا اليوم لم اشعر بالجوع ولكنى كنت سعيد جدا ويكفي اننى لحقت حصص الرسم عند الأستاذ صبحى..الذى رحب بقدومى قائلا اهلا يا سليل الفراعنة كان الوحيد الذى عاملنى كانسان في هذا اليوم هو و السيدة المسكينة ............................................................................... .............................هوانم محرم بيه.....................................
|
.........................................
فسحة
.........................
|
روح هات حنطور من الموقف ولو مالقيتش أبو حميدو تعالى ومتلعبش في الشارع ...قلت حاضر...وانا اطير من الفرح فاليوم الخميس وسنبقى عند جدتى..نينة....حتى نهاية يوم السبت عندما ياتى ابى لاصطحابنا للعودة .كانت امى تفضل قيادة أبو حميدو الهادئة للحنطور وتطمئن له لكونه معروف من قبل ابى كما انه لا يتحرك حتى تامره قائلة ياللا بينا يا ابوحميدو ..فيسال عند بيت الهانم الكبيرة فترد .ايوة.ولا نسمع له صوت حتى يقف امام... بيت جدى لا مى عند شارع الفراعنة .يومها كان يطعم حصانه الأبيض اللون بينما يقوم بالربت على جسم الحصان الذى كان يقف وعليه علامات الرضا الظاهر من هزات راسه وصوت صهيله الخافت كانه يشكر أبو حميدو..وما ان شاهدنى الرجل حتى رحب بى قائلا اهلا اهلا على فين النهاردة ؟قلت عند نينة .ثم وضعت يدى على فمى فقد فلتت منى العبارة وخالفت وصية امى بالا أقول للغرباء عما يدور في راسى.. كنت احب الركوب مع أبو حميدو لانه يجعلنى اجلس بجانبه وانا اشاهد الطريق طوال الرحلة رغم انها لا تتعدى العشرين دقيقة او اقل .رجعت مع عم أبو حميدو وصعدت مسرعا الى شقتنا واخبرت امى .بوصول العربة فحملتنى بحقيبة كبيرة تحوى غيارات لنا وملابس النوم .و بعض الأشياء التي اشترتها هدية لجدتى ..نينة... نزلت مسرعا ووضعت الحقيبة داخل الحنطور وجلست منتظرا نزول امى .ولكنها كانت تنتظرنى لاصطحب اخى الصغر نظرا لكونها تحمل اختى المولودة حديثا .تاخرت فقال لى عم أبو حميدو شوف يابنى الهانم جاية والا لاء...صعدت مرة أخرى فنالنى منها بعض الكلمات واللكمات وطبعا كونى مفيش فايدة منى وماصدقت انزل العب أخيرا ساعدتها في ركوب الحنطور واجلست اخى بجانبها وبينما استعد لاجلس بجانب عم أبو حميدو قالت اقعد جنب اخوك الا يقع مهياش لعبة...تعكر مزاجى من اول الرحلة وقررت السكوت ولكنه ليس سكوت علامة الرضا . كنت اراقب الطريق بينما يمشى حصان عم أبو حميدو الهوينا ويحرك لجام الحصان بطريقة توحى لمن يشاهدها انه يعطيه إشارات محددة لكى يمشى مسرعا او يبطئ واحيانا اذا تطلب الامر الوقوف. كانت الطرق غيرها الان فعلى جانبى الطريق كانت معظم البيوت عبارة عن فيللات والارصفة نظيفة وكذلك الأشجار المزروعة عليها أخيرا وصلنا الى منطقة حديقة الشلالات .اذا اقترب بيت جدى .واسمعنا أبو حميدو كلمته الأخيرة هييييييسسسسسسسسسسسس .ليقف حصانه في مكانه...وساعدنا الرجل على انزال حاجياتنا بينما أخرجت امى كيس نقودها لتعطى منه ما اعتادت ان تعطيه لعم أبو حميدو الذى كان يرفض ويقول حاخد من البيه لما اقابله .وكانت امى تقول خد دول وخد من البيه .دول علشان اكل الحصان شكرا يابو حميدو ويتحرك الرجل مغادرا بعربته. بينما أقوم بحمل الحقيبة وانطلق صاعدا الى بيت جدى فقد اوحشتنى طيوره التي يقتنيها.وخاصة عصافير الكناريا والحسون والحمام الذى كان يتركه حرا فوق سطح البيت .. ولكن ما ان تجلس امى للحديث مع جدتى حتى انطلق الى الشارع أولا لانتظر الرجل الذى يعزف على البيانولا بينما تدق البنت الراقصة امامه على الدف الذى تمسكه لتجمع فيه نقود المشاهدين...بينما يجتمع بعض اقرانى من أولاد العرب اى نحن المصريين كما كانو يطلقون علينا وأبناء الخواجات .كنت اتركهم واذهب لمشاهدة بنايوتى النجار الايطالى لاتفرج عليه وهو يقوم بنحت الاخشاب الخاصة بمابوليا علية القوم بينما يرحب بى قائلا اقف هنا بس اوعى تمد ايدك على الشوغل هابيبى .لم يطردنى ابدا بل كنت اساعده في اشعال بعض نشارة الخشب اسفل وعاء الغراء بل وحفظت أسماء المعدات الخاصة به من شاكوش وفارة و مكدة ومفك وكماشة وطبعابقية أنواع العدة كان الرجل كبيرا في السن وحواجبه بيضاء ثقيلة ويسعل عند كل حركة..قال لى ناولنى....وأشار الى منشار صغير ولم يكمل كلمته فقد كانت الأخيرة وقع ارضا وهو يسند ظهره على الحائط وينظر الى ولكنه كان ينظر لشئ اخر لا اعرفه فقد ظلت عيونه مفتوحة حتى احضرت بعض جيران جدى ليسعفو بنايوتى النجار ولكن هيهات. ظلت هذه الحادثة تعكر على صفوى واحسست ان المكان ينقصه شيء مهم جدا ليست رائحة نشارة الخشب والغراء فقط ولكن ترحيب عم بنايوتى النجار... عرفت يومها ان الإنسانية ليست لها جنسية..... ................................................................................ ..............................هوانم محرم بيه............................
|
.............................................
والية هانم
.................................
|
جلست اتفرج على مجموعة الأسطوانات التي كان يملكها جدى لامى كانت كثيرة ولمطربين عظام في تاريخ مصر الفني مثل عبد الغنى السيد كارم محممود محمد عبد الوهاب مطرب القطرين والانسة ام كلثوم كلها أسطوانات مكتوب عليها بيضا فون وعليها ضورة لكلب كان امامى الفونو غراف الضخم الذى يعمل بالزمبلك كنت أحاول ملئه بالمنفلة وضع الأسطوانات ومحاولة السماع كانت بالنسبة لى أصوات مضحكة وخاصة أسطوانات سيد درويش مطرب كوم الدكة... كما كان يسميه جدى. كنت العب دون ان يقول لى احد سيب أسطوانات جدت الا تكسرها دى مفيش منها دلوقت خليها في الغطا بتاعها .بطل دعبسة ياولد .اطلع برة يللا روح العب تحت..هذة الاقوال الماثورة تعودت على سماعها منهم وكنت لا ابالى بها فهى تقال لى في اليوم عشرات المرات.ولكنى تعودت على المحافظة على ما في يدى خوفا من تلفها لانه لايوجد مثيل ولا بديل لها كما كانو يقولون لى.ولكن اليوم يوم مختلف فهو اليوم الذى يسبق عقد قران خالى الأكبر وبعده يوم الزفاف ..الدخلة. كان بيتنا ملئ بالزوار منذ الصباح فمعظم صديقات امى عندنا اليوم .أغلقت الدولاب الذى تحويه الأسطوانات وباب الغرفة وخرجت متسللا لنيتى في اللعب خارج البيت ولكن لاتاتى الرياح بما تشتهى السفن ضبطت وانا افتح باب الشقة عندها سمعت صوت امى تقول رايح فين؟ اسمع خليك هنا علشان يمكن احتاجك تروح مشواير مهمة .نظرت اليها مستعطفا ولم انطق ولكنها تابعت حاديك تجيب لمجلات اللى بتحبها بس خليك هنا علشان البت حفيظة راحت تساعد نينة مع كام واحدة علشان فرح خالك .لم يكن امامى الا ان أقول حاضر.ولم تمر الا دقائق حتى حضرت الهوانم صديقاتها اوزان ثقيلة واحجام ضخمة والعجيب ان غالبيتهن اما ارامل او عوانس شيء له العجب في هذه التشكيلة من الناس .حضرت حوالى ثماني سيدات كانت اعجبهم السيدة التي حضرت مع فاروزة صديقة امى كانت السيدة شديدة البياض ضخمة لدرجة انها كانت تدخل من اى باب بعد ان تلف لتدخل بجانبها الأيمن او الايسر ولكن محال فبطنها الضخم لا يساعدها وطبعا كان العيب في الأبواب بتاعة الأيام دى.بيعملوها ضيقة .ثم تتبع كان في بيت بابى الباب بدرفتين وواسع هيييييييييييييع كانت أيام.وترد امى الله يرحم أيام البيه كل حاجة مابقتش زى زمان حتى الأولاد بقو مش زينا العيل ما بيبطلش مناهدة طول النهار ومابيسمعوش الكلام .حتى شوفى الولة الكبير من دلعكم فيه مش عارفة امشى عليه كلمة.فترد فاروزة لا بلبل شخصيته كويسة ده تربيتى وتضحك امى بفخر ولكنهاتشكو منى لتبعد العين.. اكتشفت انى كنت غالى جدا عندها ولكنى لم اكن افهم ايامها الالغة ايامى الصغيرة. أخيرا حضرت والية هانم وقامت امى تستقبلها بالقبلات وكلمات الترحيب وتحمد الله على سلامة وصلها من القاهرة فقد جئت خصيصا من حلوان للتهنئة .وقالت انا لسة جاية من مصر يادوك حطيت حاجتى فبيت محرم بيه وجيت على هنا بتوع الحنطور عندكم ذوق اوى ...كان والية هانم تعمل مع اميرات القصر الملكى بالقبة وتصمم لهم ملابسهن .ومازالت تتعامل كانها من اهل الدبلوماسية العليا فاسلوب كلامها مترفع وتتكلم بهدوء وحتى الفاظها تخرجها بحساب او على المقاس زى مابيقولو .سالت على اول ما وصلت قائلة امال فين بلبل بيه؟ ضحكت في سرى انا بلبل بيه.يعنى ناقص لى طربوش اروح اقلعه قدمها وأول لها مرحب يا هانم احنا ممنونين وجود ك عندنا اهلا اهلا اتفضلى استريحى..وضحكت سالتنى امى ايه اللى بيضحكك قلت لا انا مبسوط بس.قالت والية هانم نفسى في فنجال قهوة من بتوعك بتوع زمان ردت امى عنيا يا غالية..وبداء مارثون الطلبات يا بلبل روح هات البن فين السبرتاية يا ولد حنوعها بايه يابنى .فين السبرتو؟ روح هات علبة السكر والبن المحوج ولو مش طايلها حط الكرسى واطلع عليه .اتحرك هات مية صاقعة من التلاجة فين الكباية حنشرب من الازايز..يادى الهم انا شغال بدال البت حفيظة .ساعتها ادركت انها بطلة لتتحمل كل هذه القسوة النسائية في صمت وتؤدى دورها باصرار .كانت امى تعتبرها ابنة لها . نظرت من نافذة بيتنا كانو يقيمون الشادر عند بيت جدى الجديد الذى بناه حديثا بالقرب من بيتنا .الهوان يراقبن فناجيلهن يردن معرفة الطالع ونسو اوو تناسو كما كل من عاش ايامهن ان أيام البهوات والهوانم ولت الى غير رجعة فقد تزوج حسن ابن احمد غانم من فتاة عادية بنت رجل رقيق الحال .هيه دنيا ده حتى الباشاوات اصبحو خلاص مفيش برضوه.... على راى اللى قالها كلنا سيد في ظل الجمهورية...والاتحاد والنظام والعمل ...تحيا الثورة. لم نسمع بعد حوارات الهوانم الا زغاريد جيراننا البسطاء اعتقد لا اجزم انهم اجمل واكثر اصاله من بشوات وبهوات وهوانم اللى راح ياقلبى ..................................................................... ...........................هوانم محرم بيه..........................
|
..........................................
سيد أبو طبيخة
..........................
سيد أبو طبيخة مخبول الحى او مجنون الحى كان الجميع يقولون عنه انه راجل بركة..ولفظ راجل بركة وبتاع ربنا يوصب به اما الدراويش او المخابيل او من بعقله عاهة يصبح بقدرة قادر بتاع ربنا وكان بقية خلق الله بتوع الشيطان. سيد أبو طبيخة من عائلة طيبة وأهله محترمين ويسكنون في اخر شارعنا وبإمكان اى احد ان يضبط ساعته على وقت خروخ أبو طبيخة من بيتهم لانه كان يخرج يوميا في تمام السادسة والنصف صباحا وغالبا لانعرف... متى يعود الى بيت عائلته الذى ظل من طابق واحد حتى وقت قريب. يخرج ممسكا بعصا غليظة ملوحا بها في الهواء وهو يتلفظ بالفاظ غريبة وبصوته الاجش الغليظ وغير المفهوم ولا يلتفت لاحد من اهل الشارع الا لعم كمال أبو قبارى بقال الحى الوحيد وعندما يمر بعم كمال يقول له عايز قرش وعم كمال يقف وراء الطاولة الحجرية المصنوعة من الرخام اثناء تقطيع أنواع الجبن والسجق البقالى والبسطرمة والمخلل...او الطر شى .و اعداد الخبز الطازج لزوم إفطار عاملات شركات الغزل والنسيخ وشركة تعبئة الشايى وشركات المنسوجات والزجاج بالمنطقة اعداد ضخمة تمر صباحا على عم كمال أبو قبارى .والبخو يتصاعد من داخل محله واماه من مباخر فخارية كان دائما مايغيرها لان سيد أبو طبيخة كان يضربها بعصاه الضخمة .او النبوتلتصبح في خبر كان ويتناثر منها الفحم المشتعل والمختلط بالبخور مع كسر الفخار... قبل وصول سيد أبو طبيخة الى دكان عم كمال كنت غالبا ما اقف في شرفة منزلنا لاستنشق هواء الصباح بعد ان اتناول افطارى في انتظار احد زملائى في المدرسة حتى يمر على ونزل معه الى مدرستنا التي كانت بعيدة قليلا عن الحى. البنات العاملات في الشركات التي كانت تجاورنا معظمهن لم يكملن التعليم اساسى .ولكنها الثورة وشعارها العمل الحق العمل عبادة العمل حياة.كانت الفتاة منهن في اول مشوارها العملى تلبس ملابس في غاية التواضع والقدم وعدم التناسق في الالون .وكات تمر مسرعة من امام دكان عم كمال لعدم استطاعتها شراء سندوتشات منه .مقلدات لبعضهن ومتنافسات لاشياء في خيالهن لايعرفها الاالله اما بعد شهر او اثنين يختلف الحال ونرى نفس البنت وقد أصبحت هانم من الهوانم وحتى شكل تس ريحة شعرها تغير حسب الموضة.لقطات كانت تمر من امام شرفتنا ليست غريبة لانها من الحياة. اما سيد أبو طبيخة فقد كان يمر كما اسلفت في تمام السادسة والنصف ويقف امام دكان بقالة عم كمال ويبداء في شتيمته وهو يلوح اه بيده بينما يرتكز على عصاه الضخمه ثم يقوم بعمل إشارات بذيئة باصابعه ويبصق في وجه عم كمال ويمد يده قائلا هات قرش ياراجل يابورش..كانت هذه كلماته المفهومة .ويرفع عصاه ليضر ب اى شيء بجانبه اذا تأخر عم كمال في اخراج القرش من الدرج ..وعندها يخطف منه القرش ويجرى ملوحا بالعصا ليساعد الحمالين في دفع عربات الخضار التي يجرها الحمير او الخيل او حتى بعض الحمالين.لقاء مقابل .كان يتمتع بقوة عجيبة عندما يدفع اى عربة يجرها حمتار او حصان فقديقع الحيوان اذا لم يسرع في الجر.اما عم كمال فهو يقف سعيد ا....فعمله الذى يبدائه في الخامسة صباحا ينهيه عن الثامنة بعد مرور اخر الموظفات اخر مجموعات العمل في هذه الشركات التي اختفت كلها الان وبيعت ليبنى مكانها أبراج كئيبة انها أبراج الموت. اما زمن أبو طبيخة فقد كان زمن السعادة والامل والاستبشار حتى بمخبول الحى بوصفه بتاع ربنا. .............................................................. ............................هوانم محرم بيه
............................................
جيران واهل.......
...................
قهوة عم ذكى غبريال واخوه تغيان تقع على او شارعنا معظم روادها من المقاولين وارباب مهن البناء من البنائين وعمال الخراسانة وحتى الفواعلية ومعظمهم او قل كلهم من أبناء الصعيد تمركزو في قهوة عم ذكى غبريال لقربها من أماكن البناء الجديدة وهكذا كان حينا في منتصف الخمسينيات كان الرجل يحفظ أبناء الحى عن ظهر قلب كباره وصغاره و في يوم من الأيام كنت اشترى حاجيات وفى يدى جنيه بحاله وعند ذهابى لعم ثابت البقال ث...ال لى مفيش عندى فكة يابنى هو الواحد لسة باع وجايبلى جنيه بحاله علشان افكه لك.روح فهوة ذكى وهو حيفكه لك .ذهب الى عم ذكى واعطيته الجنيه وبعد ان فحصه جيدا وسالنى ازى ابوك محدش شايفه قلت له بابا بيسافر .ردعم ذكى وقال ابقى سلم لى عليه لما يرجع بالسلامة. كان الرجل يعرف الجميع رغم ان ابى لم يكن من رواد المقاهى بعد ان اعطانى فكة الجنيه من عملات اصغر وقال لى ضعها في جيبك وخلى اللى حتشترى بيه في ايدك .ثم قال انت رايح لثابت البقال قلت ايوة .سكت عم ذكى وانصرفت لالحق بعم ثابت واشترى ماجئت من اجله واذا بى اجد امامى رجل طويل ونحيل الجسم يقول لى اربط الفلوس اللى معاك في منديل الا الحرامية يسرقوك وقفت وقد تملكنى شعور غريب ناحية الرجل .ادركت انه يريد ازيتى وسرقة ما معى في هذا الوقت كان عم ذكى يقف خارج المقى يحاسب بعض زبائنه وما ان شاهد الرجل الذى يكلمنى حتى ارسل ورائه بعض رجاله من اهل الصعيد وامسكو الرجل كان لصا من اخيب اللصص واغباهم جاء يسرقنى بجوار مهى ملئ بالناس ولا يعرف ان بعضهم كان يعرف ابى لقيامه بالعمل في بيتنا اثنا بنائه .امسكو الرجل الذى اخذ يحلف بكل كا هو مقدس وبكل الرسل انه لم يأخذ منى شيئا ولكن كان هناك من يعرف انه يسرق من اى احد ويهرب وانه شاهده منقبل يخطف سلسلة من رقبة سيدة ويهرب.الكل كان يجامل بضربه اما على قفاه او صفعه على وجه او ركله في بطنه حتى وقع ارضا وادعى الاغماء فاحضرو اناء ملئ بالمياة و صبوه على راسه فاخطات طين الأرض مع المياة وصار شكله عجيبا وما ان احس ان بعض ارجال قد ابتعدو عنه حتى نهض وسابق الريح ولم ينظر خلفه.رجعت الى بيتنا وحكيت لامى ما دار من عم ذكى غبريال .فقالت واجب أقول لابوك لما يجى بالسلامة علشان يشكره هو ورجالته. لم يمض سوى بضعة أيام وكان المغرب على وشك ان يقتربجائنا سائق لعربة محملة بالرمال وطلب من ابى السماح له بالوقوف امام بيتنا لان هناك معركة كبيرة امام قهوة ذكلى والشرطة بتلم كل اللى يعدى وانا خايف يخلونى افضى العربية من الرملة ويحطو عليها المقبوض عليهم .وانصرف الرجل من ناحية نهاية الشارع الأخرى. كنا نجلس في مدخل البيت وكان امام الشقة في الطابق الارضى مكان واسع وكنا نستعد لتناول بطيخ وجبن ابيض الاكلة التي كان يفضلها ابى في الصيف.وبينما كنت احكى لابى ماصار للص من عم ذكى اذا باخوه تغيان يحاول ان يدخل بيتنا بينما كلبى سهم يقف بينه وبين الباب وهو ينبح عليه بشدة وكانت الذما تغطى وجه ارجل .نهرت سهم وامرته بالجلوس وقلت لابى دعم تغيان ومتعور في وشه جاء ابى مسرع وادخل ارجل الى بيتنا وغسل له وجهه وإعطاء ملابس نظيفة واجلسه لياكل معنا كان الجرح سطحى في راسه .قال عم تغيان اخو ذكى غبريال الراجل الحرامى اللى ضربوه الرجالة رجع ومعاه ناس وعايزين يكسرو القهوة الرجالة كسر وهم والبوليس بيلم عمال على بطال انا اخدت طوبة في راسى.قال له ابى اتفل مد ايدك واخذ يهزر معه سمى وكل والا أقول لك مجد سيدك...كانت ناس جميلة فعلا فقى هذا الوقت كانت الشرطة تمشط الشارع لكى لا يكون هناك احد من أصحاب المعركة طليقا وكان باب بيتنا مفتوحا ويجلس امامه كلبى سهم الذى اخذ ينبح مرة أخرى ولكنها كانت الشرطة سال الضابط فيه راجل كان متعور في وشه دخل هنا ر د ابى اتفضل يا بيه احنا قاعدين نتعشى اجبر الزاد ..تركنا الضابط وانصرف بينما سهم ينبح بشدهة ويحاول اللحاق به وعقره لانه ركله برجله.امسكت سهم من رقبته وادخلته البيت وانرف رجال الشر طة.من يومها صارت بيننا وبين جماعة غبريال صداقة متينة ..يحضرون حفلات عقد القران عندنا ونحضر اكاليلهم وسماع نصيحة ابونا القسيس في حالات الوفاةعندهم او يحضرون ليسمعو ربع من قرائة القران في ماتمنا...
...........................................................................
عم يوسف نخلة.
......................
|
عم يوسف نخلة تاجر أشياء مستعملة في دكان يشبه المغارة رغم انه في منطة من ارقى مناطق اسكندرية فهو قرب جدا من شارع الفراعنة في باب شرقى.عم يوسف نخلة كان يأخذ الألعاب ةالتحف والاشياء النادرة والغريبة من الأجانب الذين كانو يسكنون المنطقة في هذه الاام فقد اقتربت نهاية العام بعد انتهاء الغدوان الثلاثى وايامها بداء الأجانب بمغادرة مصر خوفا من ينتقم منهم جمال عبد الناصر ولكن الكثير من الايطاليين واليونانين... كانو يقولون نحن مصريين اكتر منكم وسنموت هنا نحن نعرف إيطاليا ولا اليونان.سمعتها اكثر من مرة من بانايوتى النجار الذى مات واقفا وهو يعمل وغيره في هذه الأيام بداء معظم اصدقائى في المنطقة التى يسكن فيها جدى لامى بمغادرة مصر ولم يبقى الاالقليل من الأولاد خاصة من كانو بمدرسة سان مارك او سانت جان انتيد وغيرها من مدارسهم ..لم يبقى حتى أبناء النوبيين العاملين معهم فقد اختفى معظمهم ولا اعرف اين ذهبو كنت اقف في الشاع في انتظظار ظهور اى من اصدقائى ولكن لاياتى احد ولاحظ الرجل الذكى عم يوسف نخلة وقوفى وحدى وعلامات الاسى التي ترتسم على وجهى وانا اغدر مكانى للرجوع لبيت جدى نادانى عم يوسف فقد كانت المجموعة التي اختفت دائمة الموح معه وكان يحب هذا المزاح كان يعاملنا كاولاده فقد كان قصير القامة ونحيل اسمر الوجه ويرتدى نظارة مدورة شكلها عجيب ولكنه كان يلمح كل شيء حوله قال لى ساعدنى نعلق الحجات دى يابنى الولة ابنى اتاخر على النهارة مش عارف ليه ؟ انت عارف ان الولوة كوستا و بن الخواجة نعوم ماريو سافرو من أسبوع وغيرهم كتير يابنى اما اللى كانو شغالين معاهم دول راحو من بدرى يشوفو اكل عيشهم في حتة تانية .انت عارف ان فيه خواجات سابو محلاتهم وشققهم للى بيشتغلو عندهم ..هييه دنيا لابتخللى اللى راكب راكب ولا اللى ماشى ماشى. دكان الخواجة بنايتو اتباع لواحد مصري نجار برضوه ساكن في كوم الدكة.ظل يتكلم بلا توقف ويحكى وانا اتامل المتحف الذى دخلته فقد كانت هناك اشياءلم اراها من قبل تماثيل برونزية واقفاص عصافير بشكال مختلفة وأدوات رياضية مستعملة كثيرة وأدوات مطبخ اشكال والوان قلت له الحاجات دى منين ياعم يوسف قال من فضل الله يبنى اهو انا مستنى الفرج يمكن يكون وشك حلو عليا ونبيع حاجة نمشى بيها حالنا قلت له بكام قفص العصافير ده ياعم يوسف نظر الى طويلا ثم قال بخمستاشر صاغ علشالن خاطرك قلت له حدفع لك كل ما اجى لجدى قال اتفقنا واعطيته خمسة قروش من تحت الحساب وقلت له خلى القفص لما ادفع الباقى واوع تنسى وتبيعوه.قال انا لا ابيع أشياء اولادى وانت واصحابك زيهم.قلت له شكرا ياعم يوسف .وما ان أكملت جملتى حتى حضر ضابط من الجيش لانعرف رتبتة ولكن كانت هناك مجموعة من النجوم البراقة تنام على اكتافه كنت احب منظر ضباط الجيش فقد كانت الثورة في عنفوانها وكل البيت يتكلم عنهم دخل الضابط والقى السلام على عم يوسف وظل ينظر بانبهار لبض التحف وانتقى بعضها ونجفة نحاسية كبيرة كان الكريستال الموضوع بها يلمع باضواء غريبة عند سقوط الضوء عليه.ساعدت عم يوسف في اخراج الأشياء التي اختارها الضابط ووضعناه في السيارة الجيب التي يستقلها ثم سال عم يوسف الولد ده ابنك رد عم يوسف ربنا يخليه يا بيه .اخرج الضابط خمسة وعشرون قرشا ورقية واعطانى إياها .وانا ارفض وهو يصر الى ان قال عم يوسف ماتكسفش ايد البيه يابنى خد وماتخافش مش حقول لامك انك اخدت فلوس من حد رد الظابط ونعم التربية لكن الحمسة وعشرون قرشا كانت في جيبى وأخيرا انصر ف الضابط بعد ان اعطى عم يوسف بضعة جنيها ثمنا للاشياء وكان الرجل يقبل النقود ويقول الحمد لله الف حمد وشكر لك يارب..ثم التفت الى مش بقول لك انت والعيال الخوجات وشكم حلو عليا.قلت له والقفص بتاع العصافير قال قبل ماتمشى خده مش عايز الباقى قلت له انا معايا فلوس دلوقت خد يا عم يوسف يانخلة رفض الرجل وهو يبتسم ابتسامته الابوية .وقال لمفروض محدش يمد ايده لاولاده الا علشان يديهم مايخدش منهم خد القفس وروح علشان عايز اقفل الدكان. انصرفت وان فرح بصفقة قفص العصافير الذى كان باعلا ه مصيدة..ولكن كيف ستقبل امى ان امتلك قفص العصافير هذا وظمها انه سيشغلنى عن المدرسة وكمان فاروزة حتيجى ضدى وتقول لها الولد دماغه حتير زى العصافير لم ينقذنى من افكارى الا ظهور ابى.انطلقت نحوه كعادتى عند رؤيته فربت على كتفى وقال ايه القفص الجميل ده قلت له اشتريته علشان مدام بترو الميكانيكى صاحبك وعدتنى تدين كناريا من بتوعها .ولكنه قال ديمترا سافر ت هي وبترو لهم أسبوعين يابنى انا حاجيب لك اللى انت عاوزه.نظرت اليه والدموع تملاء عيناى فقد فقدت معظم معارفى وكنت ايامها لا اعرف سبب ذهابهم ................................................................... ..............................هوانم محرم بيه.......................... .........................................
|
..................................................................................
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق