الأربعاء، 11 فبراير 2015

ديروط72بقية...4

...........................................ديروط 72-----4.....................................
.........................................................................................................
مرت على حادثة الصيادين والسحر واحاديث الانتقام بالسحر مرت ايام كثيرة فقد اقتربت عطلة منتصف العام الدراسى وشغلت نبيل ومن معه توافه الحياة ومشاقها
وكان مصطفى عيسى يحضر زميل له يعمل اخصائى اجتماعى با...لمدرسة التى يعمل بها ولكنه كان فى واقع الحال يحتاج الى اكثر من اخصائى لتسيير حياته المليئة بالمشاكل .وكان من احدى قرى البلدة القريبة اسمه امين بهلول وهو من الشخصيات العجيبة التى يتندر ان تجدها فهو من خلاصة تجارب الحياة القاسية ..ولا ندرى هل قسوة الحياة التى اعطت وجهه هذة التعبيرات البائسة ام ان المكان هو من اورثه هذة التعابير التى كانت لاتفارق وجهه المتجهم دائما ولكنه كادن ودودا ومحب لبلده ويحاول ان يعرف اصدقائه الجدد على كل غريب وعجيب بها وما اكثر الغرائب والعجائب لمن لم يعيش فى صعيد مصر فى هذة الفترة من عام 72....
كان امين بهلول لايفارق مصطفى ونبيل الا قرب المغرب حتى يستطيع السير فى الطرقات الضيقة التى كانت بين الزراعات و قبل حلول الظلام فقد كانت المسافة طويلة وتاخذ من وقت الماشى على قدميه حوالى الساعة . ورغم انه كان نحيف ومتوسط الطول الا انه كان يمشى مسرعا ويرهق من يمشى بجانبه من سرعة خطواته .. وفى احد الايام قرر امين بهلول دعوة نبيل ومصطفى لمشاهدة بعض مقابر الفراعنة التى تم نبشها وغطتها ارمال والتى يطلق عليها اهل هذة المنطقة بمقابر الكفرة ...قال له نبيل فين مقابر الكفار دى ياعم امين؟ وكان يمزح معه ولكن وجه امين لم تنم تعابيره عن تقبل المزاح وقال مكملا كلامه على طريقة من يشرح احد الدروس ..قال انتو عارفين انى باسكن فى الحوطة الغربية المنطقة اللى بكلمكم عنها لازم نعدى لها النيل بمعدية واسمها الحوطة برضوه بس الشرقية وبعدين نطلع الجبل ناحية ضريح شيخ اسمه سيدى عبد المجيد... وافقاه حتى يكسرا الملل الذى يعيشونه فلا توجد الا دار سينما واحدة ولا تعمل معظم الايام ورغم ذلك فان روادها يجعلون مشاهدة الفيلبم مستحيلة بسبب الضجيج الذى يحدثونه عند كل مشهد ..كانو ناس بسطاء جدا ولكن كفانا الله شر عاداتهم وتقاليدهم اتى منها الجيد والقاسى بطبيعة الحال ..
فى صباح اليوم التالى وكان عطلة من ايام الاعياد الكثيرة والاجازات التى لاتنقطع معظم ايام السنة لموظفى الحكومة فى هذا اليوم حضر امين شاكر مبكرا كانت الساعة لم تتجاوز السابعة صباحا وايقظ نبيل ومصطفى قائلا يللا علشان نلحق نروح المشوار ونيجى قبل المغرب وتناولو الافطار وخرجو بعد ان ارتدو ملابس مناسبة للرحلة واحذية رياضية خفيفة فقد اخبرهما امين ان هناك صعود لجبل بعد عبور النيل خرج الثلاثة ومرو من نفس الطريق الذى حدث به اطلاق للنار وكان فيه قتيل ولما اخبرا امين قال ده شئ عادى انسو بقى وماتتكلموش مع حد فى الموضوع ده ومرو على قرية بالطريق اخبرهم امين ان هذة القرية هلى قرية .سليم سويلم مسلم خط الصعيد وقال امين بفخر كان مدوخ البوليس ..ضحك مصطفى وقال انت مرشد سياحة الاجرام؟
واكملو الطريق الى منطقة الحوطة الغربية حيث يقع منزل امين بهلول واشار لهم على منزله ولا حظو انه لم يدعو هم اليه...ولكنهم كانو فى طريقهم لركوب المعدية وهى عبارة عن قارب متهالك يملئه صاحبه بالناس لقاء اجر زهيد وفى بطن القارب بعض المياة الامر الذى ازعج مصطفى لانه لايعرف العوم وقال له نبيل الله يكون فى عون السمك لو المركب غرق..ورغم ذلك ركبو القارب ليعبرو الى البر الشرقى للنيل صعودا الى مقابر الكفرة...
وصل القارب اخيرا ونزل الثلاثة وبعض النسوة وبطبيعة الحال سالنا امين هم الستات رايحين فين هو فيه قرية هنا ؟ قال امين لا دول رايحين سيدى عبد الحميد يقرو الفاتحة علشان فيه واحدة فيهم اتاخر عندها الخلف ده شيخ سره باتع...قال نبيل طيب ماتروح لدكتورة متخصصة لكن المقام حيعمل لها ايه؟ ده قبر وفيه واحد الله يرحمه
رد امين مفيش حاجة اسمها دكتور دى عوكسات لازم تتفك...لم يناقشه احد واكملو صعود الجبل وكان امين يدلهم على الطرقات التى تجعل صعودهم سهل واذا بهم فى منتصف مايسمى بترب الكفرة ..كانت هناك عظام نخرة ادمية كثيرة وجماجم بشرية واشرطة من الكتان ذات لون داكن ونظر نبيل ليجد جعران من منحوتات الفراعنة وكان لونه ازرق ازوردى يبرق بين الرمال..وصاح نبيل بصو لقيت ايه؟ قال له امين رزقك حطوه فى جيبك ويللا نكمل واكملا صعودهم حتى وصلا الى مقام الشيخ عبد الحميد ..وعبروه الى منطقة اخرى ليستريحو بها حتى تستطع النساء اتمام ما جائو من اجله ولما وصلو الى منطقة تبدو كمجرى قديم للسيول .احدثت المياة ممرا ناعما فى حجر الجبل الرخامى ورغم شدة انحداره الا انهم استطاعو الهبوط وراء امين بهلول الذى اوصلهم الى منطقة مستوية كان هناك من قام بتسويتها واما مها مدخل مربع بارتفاع حوالى الستة امتار لسرداب طويل مظلم ولكن يظهر بداخله عن بعد ضوء لشعلة باهتة تظهر من خلال ظلام السرداب واخذ امين بهلول ينادى بلهجة صعيدية غير التى كان يتكلم معهم بها كان ينادى على شخص اسمه هنداوى ...وفجاة ظهر لهم رجل طويل القامة يحمل فى يده بندقية سريعة الطلقات .وقال والضيق يملاء وجهه مين دول يا استاذ امين...........
............................................................................................................
 
بقية 4 ---2 ديروط 72
......................................................................
..............................................................................
سمع الجميع صوت جهورى ياتى من داخل السرداب مين عندك ياهنداوى ...رد هنداوى ده واد بهلول ياخال ومعاه اتنين زمايله وبقول دول اغراب ومش من هنا دول من بحرى..قال الرجل هاتهم وتعالى يا هنداوى .
دخلو جميعا فى السرداب الطويل ومشوا اكثر من ...خمسين مترا وكان هناك ..لمبة جاز ..معلقة فى فى الحائط حيث يوجد كثير من الرسومات والكتابات الهيروغليفية . وظهر رجل متوسط القامة نحيل الجسد ويضع فوق راسه عمامة ويلبس مىبس اهل الصعيد كان يشبه المدعو هنداوى وانحنى امين بهلول على يد الرجل وقبلها وهو يقول كيف حالك ياخال اصلك واحشنى وكنت بفسح اصحابى ورجلينا جابتنا عندك ..
قال الرجل كيفك ياولدى وكيف اخواتك ..رد امين بهلول بيبوسو اديك ياخال...ايه اللى جابك مع اغراب يا امين اتكلم ومعايزش مضيعة للوقت...اخذ امين الرجل جانبا واخذ يتكلم معه ثم اتجه ناحية مصطفى ونبيل وقال انا ضامنهم برقبتى يا خال الاخ الطويل ده اسمه نبيل من اسكندرية والتانى مصطفى من مصر...والاتنين من زينة الشباب..اتجه الرجل الي ناحية نبيل ومصطفى وهو يقول ما تاخذنيش ياولد الاحتراس واجب..انتم شايفين وضعنا وانتم اول ناس يجو هنا وحسابنا بعدين مع امين ولد بهلول قال نبيل والله احنا اسفين ونستاذن حضرتك علشان نمشى مكانش الغرض نعرف مكانكم هى جت كدة....قال الرجل انا عارف يا ولدى انا عارف...لكن خروجكم مش بالساهل كدة انتم تقعدو معانا نصلى الضهر وبعدين يبقى بينا عيش وملح علشان يبقى على الخاين وابن الحرام رد مصطفى عيسى بطريقته المضحة مش مننا والله مفيش لاخاين ولا ابن حرام والولة ده بيصلى معانا وكله تمام....ضحك الرجل وقال مش انت اللى تقول يا ولدى...قال مصطفى امال مين ياعم الحاج رد الرجل قائلا العيش والملح يا ولدى ..وقال مصطفى لكن لسة بدرى على صلاة الضهر ...انصرف الرجل ولم يعرنا اى انتباه انتقل الثلاثة مع المدعو هنداوى لمكان اخر اكثر اضائة وان كان يعلوه اثار دخان لمبات الجاز التى كانت تضئ المكان ..كان سرداب اخر متفرع من السرداب الذى دخلو منه وعليه نفس الرسوم والكتابات الفرعونية اما فى احدى الجوانب فقد كان هناك فرش ليجلسو عليه كان المكان يدعو الى الرعب كما ان درجة الحرارة بداخله لاتطاق حرارة عالية وخانقة واخذ نبيل ومصطفى يمسحان فى العرق الذى اخذ فى الخروج بغزارة من وجوههم اما امين بهلول فقد كان معتاد على المكان كما يبدو لانه لم يبد اى تزمر او شكوى حتى بلغة الجسد كما كان يفعل صديقاه من مسح للعرق والتافف ...قال نبيل يعنى كانت لازم الرحلة دى .اهو الناس مش طايقة تبص فى وشوشنا حاجة تكسف ليه كده يا امين؟
وجاء رجل يحمل اناء به ماء وكوب من الصفيح وقال لهم اتفضلو يا افندية اتوضو علشان صلاة الضهر وجبت ..اخذ امين الماء من الرجل وقال كل واحد حيتوضا بكوز مية واحدواخذهم الرجل لمكان به فتحة تطل على منطقة جبلية اخرى ولكنها كانت مثل الحوائط لم يشاهدو منها اى شئ بعد ان فرغو من الوضوء قال لهم نفس الرجل الذى كان ينتظرهم حتى يفرغو اتفضلو معايا.
مشى الجميع وراء ارجل الذى اخذهم الى منطقة واسعة تكاد ان تكوت ثلاث امثال عرض السرداب وفى صدر المنطقة كان يجلس رجل له لحية طويلة ويمسك فى يده مسبحة وهو يحرك اصابعه فى شعر ذقنه ثم نظر الى نبيل ومصطفى وهو يقول الاخ الطويل ده مسلم رد مصطفى ايوة يا عم الحاج اسمه نبيل عبد الغفار...قال الرجل بلهجه حادة وامرة انا باسئله هو رد نبيل وقال الحمدلله ..امال حصلى ازاى معاكم ..لم يرد الرجل وقال شكلكم كلامكم كتير وده مش كويس ومش مطلوب
اخذ القلق يتسرب الى نفس نبيل ومصطفى بينما كان امين بهلول لايبدو عليه اى من علامات القلق
وقام احد الرجال بعد ان اشار له الرجل الجالس فى الصدارة واقام الصلاة كان نبيل ومصطفى وامين بهلول يصلون فى الصف الرابع وبعد ان فرغت الصلاة شاهدو ورائهم ناس يتعدى عددهم السبعين رجلا ..اتجه الجميع الى مكان كانت مرصوصة فية اعداد من الاصباق فى بعضها ارز والاخرى فول اخضر مطبوخ وبه قطع من اللحم ودعاهم الرجل الى الطعام وهو يقول يللا سمى وكل والعيش والملح على الظالم وابن الحرام
اكل امين بشراهة وكان يضع الفول المطبوخ على الارز وياكل باصابعه وقلده صديقاه وبعد ان اكلو جائهم الرجل الذى كان يامهم فى الصلاة وقال لهم انتم حتروحو دلوجت لكن ياريت لما نحتاج لكم ما تتاخروش علينا شرفتونا يا افندية وصلهم يا هنداوى..كان الاسم الوحيد الذى سمعوه اخذهم هنداوى خلال السراديب واخذ يمشى معهم كانها شوارع لمدينة يعرف شوارعها كما يعرف بيته اذاكان له بيت وفجاة وجدو انفسهم فى منطقة منحدرة اخذهم منها رجل اخر ليبداء رحلة توصيلهم خارج المنطقة حتى وجدو انفسهم امام شاطئ النيل عند القارب الذى اتى بهم واشار الرجل لصاحب القارب تالذى نظر اليه برعب وهو يقو حاضر اتفضلو يا بهوات...
...............................................................................................................................................
 
بقية 4---3 ديروط 72
................................................................
......................................................................
ركبا القارب ولم يتكلما فيما شاهداه وسمعاه كانا كانهم فى حلم او تحت تاثير مخدر قوى لايستطيعان حتى الهذيان ولكن كان لسان حالهما يقول لماذا وافقا على اكمال هذة الرحلة ولم يعودا عند وصولهما لمنطقة المقابر المنبوشة المسماه بمقابر الكفرة من الواضح ا...نها كانت منطقة مقابر اثرية تم نبشها وسرقة محتوياتها والدليل الجعران الازرق الذى وجده نبيل وسط العظام والاربطة الكتانية المتناثرة قرب قمة الجبل ولكن ماقصة هؤلاء لناس فهم ليسو بمجرمين هاربين ولكنهم مجموعة منظمة ولهم رئيس والسلطة مقسمة بتدرج وظيفى واضح كان عقل نبيل يعمل وتنتابه الافكار السوداوية وخاصة عندما تذكر كلام شيخ المجموعة الذى قال اوع حد يتاخر لما نحتاج له فحاجة..ياترى ماهى حاجة الرجل ومجموعته لهم؟ يبدو ان امين بهلول هذا قد اوقعهم فى شر اعمالهم ان كانت الرحلة هذة شر.
اما اميم بهلون فكان ينظر الى ماء النهر وعلى وجهه نظرة غريبة ولكنها لم تغير من ملامحه المتجهمة كان الاسئلة تملاء راسيهما وكان لابد ان يجد اجابة عند امين بهلول.
عبر القارب النهر ووصل الى الضفة التى اتو منها ..منطقة الحوطة الغربية حاول نبيل اعطاء صاحب القارب اجرة ركوبهم ولكن الرجل رفض بشدة رغم انه لم يفعل ذلك فى رحلة الذهاب يبدو ان الرجل الذى اشار اليه ليحملهم فى قاربه كان يعطيه رسالة محددة....نزل الرجل صاحب القارب وربطه فى وتد على شاطئ النهر واتجه ناحية كوخ على شاطئ النيل ودخلفيه.
اما نبيل ومصطفى فقد اخذا فى سؤال امين بهلول عن مقابر الكفرة هذة والتى تظهر واضحة للعيان انها اثار مسروقة واماكن تم نبشها وسرقتها على عجل فقال امين ياعم انتو عاملين مواطنين شرفاء...الاثار دى ملكنا وفى ارضنا واللى بيدفع اكثر يشيل داحنا مش لاقين ناكل لولا حتة تمثال او جعران زى اللى لقاه نبيل وضع نبيل يده فى جيبه كان الجعران قد اختفى ...وضحك امين وقال انت فاكر حيقعد معاك لا ده راح لاصحابه رد نبيلمتسائلا...اللى كنا عندهم هم اصحابه؟ ايوة اصحابه وكل المنطقة بتجيب لهم حاجتهم يعنى مثلا عيلة بتبعت العيش وعيلة بتبعت الزخيرة والسلاح وعيلة تانية وكدة...لان كلهم ولاد المنطقة ومنهم اللى عليه تار واللى هربان من قضية والحكومة عايزاة وكمان اهم ناس الشيوخ هم اللى بيعرفو الاثار وانواعها والمهمة منها واللى مالهاش لازمة يعنى ممكن تمثال فخار يعمل الاف الجنيهات ..الشيوخ دول بركة...
واخذ امين بهلول يتكلم ونبيل ومصطفى عيسى لا يصدقان اذانهم ..ان هذا الذى كان يدعى انه صديق ماهو الا صياد ماهر اصطادهما لغرض ما ولكن اوانه لم يان بعد.
وما ان اقترب امين بهلول من بيته حتى تركهم دون ان يقول لهم شيئا الا انه رفع يده مودعا.....انه انسان غريب ومريب حقا.
اكمل مصطفى حالة الصمت التى انتابته منذ ركوبه للقارب حتى مرا من القرية التى يسكن فيها امين بهلول هذا الثعلب الماكر وقال مصطفى احنا وقعنا فى عصابة ياجدع وانا باقول الواد ده ليه رامى نفسه علينا انا بفكر اكلم الظابط مجدى ..لكن محدش كلمنا دول ناس عزمونا على الغدا وصلينا معاهم الضهر حيبقى كلامى مضحك ومش حيصدقنى وبعدين انت فاكر لما قلت له انى سمعت صوت اللى ضرب النار قعد يتريق عليا لدلوقت اقولك نستنى لما نشوف ايه اللى حيتم. ورغم ان شهر ديسمبر كان يقترب من نهايته الا ان الجو كان حارا فى هذا اليوم كما انهما يرتديان ملابس شتوية لان الجو فى الصباح يكون باردا جدا وحر نار عند اقتراب الظهيرة ...وما ان اقتربا من القرية القريبة من شونة القطن التى كا امين بهلول يقول انها مسقط راس خط الصعيد حتى سمعا اذان العصر ..اخيرا اقتربت هذة الرحلة من نهايتها هكذا ظنا ولكنها فى واقع الحال كانت فى بدايتها...
قال مصطفى لنبيل خد بالك اوع تكلم حد فى اللى شفناه النهاردة او حتى تكتبه فى جواب من جوباتك ...صحيح انت لك شهر محدش عبرك بجواب من اسكندرية
قال نبيل ايوة يا مصطفى انا قلقان جدا على الحاج ابويا لا نه كان تعبان من فترة انا بافكر اروح اسكندرية قال مصطفى اجازة نص السنة اقتربت ولو عايز تطول ابعت تلغراف انك مريض وملازم الفراش ومحدش بيسال لغاية ماتروح الكومسيونوحيدك تاشيرة ترجع للشغل...نظر اليه نبيل مفكرا وقال لا انا حاروح لدكتور الصحة عيادته وهو بيدى اسبوع
فيه واحد قال لى على الموضوع ده..عموما بكرة الصبح ربنا يسهل ...قال مصطفى حاتسبنى هنا لوحدى لا يعم انا حاديها اسبوع معاك ...انت صحيح فيه واحد كان اعارة ورجع وحياخد حصصك لو غبت.
ابتسم نبيل وقال ربنايسهل خللى الواحد يرتاح من وجع القلب ده شوية
..................................................................................................................................
بقية 4----4 ديروط 72.
.....................................................
.........................................................
تاكد كلام مصطفى وخرج نبيل من عند طبيب الصحة المدرسية حيث عيادته الخاصة التى يستقبل فيها مرضاه بعد انتهاء فترة عمله . فى الوحدة الصحية.كانت الساعة قد جاوزت السابعة بقليل عندما رجع نبيل الى المكان الذى يسكن به مع مصطفى وباقى المدرسين من اماكن مختلفة.وقال لمصطفى اخد...ت اجازة اسبوع قال مصطفى تمام هات الورقة علشان بكرة احود على مدرستك اديهالهم واسلم على المدرس الجديد وضحك. وقال فيه اتوبيس بيروح المنيا الساعة تسعة وبيقف على الطريق السريع يللا جهز حاجتك ونتكل نستناه على القهوة اللى بيقف عندها ..
اخذ نبيل يسع الخطى ومصطفى يقول على مهلك لسة بدرى..ورد نبيل قائلا يعنى لو كان فيه تليفون فى البلد مش كان ريحنا ...قال مصطفى حتى تلبفونات اسيوط ممكن تستنى اربع سا عات لغاية مايوصلوك كدة احسن اهو تطمئن عليهم وتشوف لك كام يوم ..واخذ مصطفى يصف لنبيل موقف اتوبيسات المنيا وقربه من محطة القطار وقال على فكرة حتلاقى قطر القاهرة مفيش الساعة دى حاجة بتروح اسكندرية طوالى...واخذا يتبادلان اطراف الحديث والغريب انهما لم ياتيا على سيرة رحلة مقابر الكفرة وسراديبهم..وجاء الاتوبيس وصعد اليه نبيل على عجل وهو يودع مصطفى الذى قال خللى بالك من نفسك ياصاحبى ومتتاخرش عليا
تحرك الاتوبيس وكان يمشى بسرعة بطيئة تحسبا ان يشير له راكب فى الطريق وبعد ذلك اسرع قليلا ولكنه كان بطيئا ومتهالك كان الظلام دامسا فى الطريق ولايظهر الا بعض الاضواء الخافتة كلما اقترب من قرية على الطريق ومعظم الركاب قد ادركهم النعاس الا محصل الاتوبس الذى كان يتحدث مع السائق الذى كان يهز راسه بالموافقة كل فترة من حديث .المحصل كان الوقت يمر رتيبا وبعض الركاب من المدخنين يقومون بتبادل اعطاء السجائر لبعضهم البعض حتى صار الاتوبيس كانه قرن للاعدام بغازات التدخين وغيرها من الغازات البشرية.اخيرا وبعد مايقرب الساعة والنصف وصل الاتوبيس الى المنيا ونزل نبيل مسرعا كان الجو باردا عكس الجو داخل الاتوبيس وسال بعض المارة عن محطة القطار فاخذ يشرح له عن كيفية الوصول لها ويطيل فى الشرح وشكره نبيل وانصرف .... واخيرا وصل الى محطة القطار وسال عن قطار. القاهرة قال احد الركاب المنتظرين ..مش فاضل كتير بيجى اتناشر وبيوصل ستة الصبح واحنا وحظنا وصل القطار اخيرا وكا ملئ بالجنود منهم من هو فى طريقه لمعسكره او الى بيته لقضاء اجازة....ظل نبيل واقفا فى ممر عربة القطار بين المقاعد وكان يتسند على رف العربة حتى لايقع ومعظم الركاب يتدافعون عند مرورهم كان هذا القطار سريعا ولا يقف الافى عواصم المحافظات مما اعطى نبيل الامل فى تحمل رجليه للوقفوف حتى وصول القطار الى القاهرة والغريب ان محصل التذكر لم يمر حتى وصول القطار الى محطو مصر...او القاهرة اخيرا ونزل من القطار ورجليه تلف على بعضها من التعب وسال احد عمال السكة الحديد عن القطار الذاهب الى الاسكندرية فاشار الرجل الى ممر واخذ يشرح اين تقف القطارات المتجهة الى الاسكندرية وقال له ياتلحقه يا متلحقهوش فاضل عليه عشر دقايق ويتحرك..تحمل نبيل وجرى ناحية القطار وما ان صعد حتى تحرك وجلس على اقرب مقعد فقد كانت العربة خالية..كان التعب وقلة النوم قد اخذ من نبيل كل ماخذ فنام وهو جالس وافاق ورجل يرتدى زى السكك الحديدية يقول تذاكر يا استاذ فاخرج نبيل من جيبة النقود واعطاها للمحصل الذى قال انت راكب منينرد نبيل انا راكب من ديروط..ضحك الرجل انا مش باقول انت منين...قال الرجل احنا عدينا طنطا والقطر داخل على دمنهور انا حقطع لك اعتبارا من دمنهور وقطع الرجل التذكرة التى كان يكتبها واكمل نبيل نومه وصل القطار اخيرا الى محطة اسكندرية وافاق نبيل على صوت الركاب وهم يهنئون بعضهم ببسلامة الوصول ياه اخيرا اسكندرية كانت الامطار تسقط بغزارة ورائحة المطر تملاء صدر نبيل انه هواء اسكندرية لا يعادله هواء اى مكان فى العالم ...نزل نبيل من القطار وهو يحمل حقيبته الصغيرة وفجاة اقترب منه رجل يرتدى ملابس اهل الصعيد ويتكلم بلهجتهم قال الرجل لنبيل استنى ياستاذ نبيل انا عايزك فى كلمتين..قال نبيل خير يا بلدينا قال الرجل خد الورقة دى فيها عنوان لازم تروحه ضرورى وابقى كلم الشيخ على نمرة التلفون اللى مكتوب حتروح العنوان اللى مكتوب بكرة وبعدين اطلب النمرة دى من سنترال اسكندرية ضرورى ياستاذ علشان مصلحتك انت ومصطفى عيسى زميلك
.................................................................................................................................
بقية 4---4 ديروط 72--استقبلته امه بشوق الام فقد غاب عن بصرها لشهور وكان القلق يعصرقلبها عليه وتنتظر ساعى البريد بعد تاكدت ان تليفون البيت لن يرن من جهة سفر ولدها اخذت تنظر الى ابنها ان وزنه نقص ووجهه شاحب هكذا صور لها قلبها حالة ابنها.. وقالت له الف سلامة عليك يانبيل يابنى بلاش الشغلة المهببة دى خليك هنا ورزق هنا رزق هناك...قبل نبيل راس امه ويديها وكانت الدموع تفر من عينيه رغم محاولته التماس وسا...ل امه عن ابيه فقد احس ان هناك شئ يغير صفو البيت الذى اعتاد عليه ..ردت كان تعبان شوية والحمد لله بقى كويس والنهاردة راح الشغل عادى لو يعرف انك جاى كان استناك ...قال نييل انا كنت حاسس انه تعبان وده اللى خلانى اخد اجازة مرضية واجى اسكندرية... ردت امه احسن حاجة عملتها البيت فضا عليا ... واردفت خش خدلك حمام على ما احضر الغدا اكيد انت جعان ..دخل نبيل واخلى جيوبه من الاوراق المهمة ومنها الورقة التى اعطاها له الرجل فى المحطةوتسال كيف عرفو مكانه وميعاد وصول القطار...كان امين بهلول هو من عرف خط سير نبيل من صديقهم مصطفى وهو من اخبر الشيخ الكبير كما يسمونه ولم يتنبه نبيل الى ان امين هو من باعه هو وصديقه لهذة العصابة...وقراء الورقة كان مكتوب بها عنوان واسم ..الخواجة. فقط لم يكن هناك شئ اخر وتذكر قول الرجل ان ميعاد الخواجة هذا غدا ولكن فى اى ساعة؟ هذا مالم يخبره الرجل المرسال والذى اختفى وسط الزحام بعد ان اعطاه الورقة... لاباس غدا ليس ببعيد .... ودخل لينام فقد انهكه تعب ركوب القطارات والسفر من هذا المكان المتعب ....وافاق نبيل على صوت والده وهو يسال عنه وقال لزوجته هو نبيل جه امتى الولد وحشنى اوى بس كان لازم يتعلم ان الحياة عايزة اللى يعافرها ويغلبها ويجيب القرش من اي ناحية بالحلال....ودخل السيد عبد الغفار غرفة ولده فقام الاخير باخذه فى حضنه وهو يقول وحشتنى اوى يابا ...قال عبد الغفار افندى كان على عينى سفرك لكن لازم تختبر الحياة ..حمدلله على السلامة يابنى.
واخذ يتبادل الحديث مع ابنه وزوجته ..حتى قال لهم نبيل انا نازل ابص على البلد ومش حتاخر ...
قابل نبيل احد اصدقائه القدمى الذى اخبره ان زميله وصديقه احمد كان بيسال عنه دائما ويبدو انه كان يحتاجك فة شئ قال نبيل بكرة احود عليه وودع صديقه وانصرف عائدا الى البيت كان الجميع نيام عدا امه التى كانت جالسة تنتظر رجوع ابنها حتى تعد له طعام العشاء وقال لها نبيل شكرا يا امى انا حانام وبكرة وعليكى خير تعملي لى اللى نفسى فيه...قالت الام عنية يابنى ربنا مايحرمنيش منكم .وخرجت من حجرة ابنها وتركته ليرتاح..
وما ان اصبح الصباح حتى خرج نبيل من غرفته مسرعا وقد ارتدى ملابس الخروج وما ان راته امه حتى نظرت اليه بقلق وقالت انت رايح فين مش تفطر الاول رد نبيل مشوار على السر يع لازم اروحه انا حتى اتاخرت ..قالت الام ربنا معاك يابنى...وما ان خرج نبيل حتى اوقف سيارة اجرى وقال للسائق العجمى يا اسطى نظر السائق اليه وقال المشاوير دى يا استاذ بالاتفاق لا نى حارجع فاضى ومفيش زبون حيركب معايا وانا راجع ..اتفقنا قال له نبيل اتفقنا اطلع على العجمى بيطاش قال السائق يامسهل اتكلنا على الله ...انطلق الرجل وما ان وصل الى الشارع الرئيسى حتى قال السائق انت نازل فين يا افندى؟ قال نبيل على ناصية شارع الحنفية...قال السائق قدامك اهوه شارع الحنفية ..ايك على الاجرة...اعطاه نبيل ما اتفقا عليه وانتظر حتى ابتعد السائق بسيارت ومشى فى الشارع المسمى بالحنفية حتى وجد فيلا مكتوب عليها الخواجة كانت هذة المنطقة لاتستعمل كمنطقة سكنى ولكنها تمتلئ بالناس فى فصل الصيف فقط كان الرح يعصف والسماء تنزر بسقوط الامطار ولم يكن هناك من يمشى فى الطريق رغم اقتراب موعد الظهر هكذا كانت هذة المنطقة فى السبعينيات قبل ان تزدحم بالسكان...كان اسم الخواجة منحوتا على قطعة رخامية صغيرة والفيلا خاوية خبط نبيل الباب اكثر من مرة ولم يرد احد وكاد ان ينصرف وفجاة فتح الباب وظهر من خلفه رجل ضخم وقال لنبيل ايوة يا استاذ قال نبيل...انا نبيل وجاى من ديروط قال الرجل الضخم شرفت يا افندى انت عايز مين قال نبيل انا جاى للخواجة ساله الرجل ليه؟ قال نبيل علشان تليفون...قال الرجل طيب استنى شوية واقفل الباب فى وجه نبيل وغاب قليلا ثم رجع وفح الباب وقال اتفضل تردد نبيل قليلا فى الدخول فقال له الرجل انت واقف ليه انت مش عايز الخواجة هو منتظرك جوه اتفضل
.........................................................................................................................
بقية --4--5- ديروط 72--دخل نبيل خلف الرجل الضخم الى فيلا الخواجة وكان مدخل الفيلا مفروشا بفرش عالى وكراسى مذهبة واشار الرجل الضخم ذو الملامح الجامدة الى نبيل قائلا اتفضل اقعد هنا عقبال ما البيه يجيلك جلس نبيل وبعد دقائق قليلة دخل رجل رفيع متوسط القامة وجهه ملئ بالتجاعيد وقال لنبيل مرحبا اهلا اهلا ازيك واى عمنا الشيخ الكبير رد نبيل انا شفت الشيخ مرة واحدة واكيد حيكون كويس .....قال الرجل وكانت عينيه... الخبيثتان تحدقان فى نبيل انت قلت لى المرسال قالك اية؟ كان سؤال مفاجئ لنبيل رد عليه نبيل اللى فهمته انه كان عايزنى ابلغهم بالتلفيون اللى حاخد نمرته من حضرتك .حابلغهم رسالة منك..بسكدة ومش عارف ايه اللى يعملو كدة كنت تكلمهم وخلاص..رد الرجل تاسمع يابنى اوع تسال ماشى نفذ وبس..احس نبيل ان يدخل فى تشكيل عصابى ضخم يحاولو السيطرة عليه وادخاله معهم قسرا لينفذ اعمالهم ..ففكر قليلا ثم قال انا مرسال ويا ريت تدينى نمرة التليفون وتقولى حضرتك ابلغهم بايه....
رد الرجل وكان يتكلم بطريقة مضحكة مثل اليهود فى الافلام المصرية..خذ النمرة اهى وحاول تحفظها عشان تستغنى عن الورقة ..بص يامحترم انت تبلغ الشيخ ان الخواجة بيحب السجاير المصرية وعايز كام علبة.....عرفت حتقول ايه ؟ وكرر الجملة مرة اخرى لنبيل وقال انت تروح محطة الرمل وتعمل ترانك وهم حيوصلوك وانت وحظلك ساعة اتنين لما النمرة تجمع الكلام ده لازم يتم النهاردة...مع السلامة يا ا...وتوقف وسال انت اسمك ايه اه نبيل يللا علشان تلحق مع السلامة ..كان الرجل الضخم خادم الخواجة ينتظر انصراف نبيل فقام بتوصيله لباب الفيللا واغلق خلفه الباب...كان نبيل مرة اخرى وحده فى الطريق وما ان هم بالانصراف حتى خرج الرجل الضخم مناديا اياه وهو يقول انت يا افندى خد حقك واعطاه مبلغ من المال واغلق الباب مرة اخرى .كان الوضع غريب ومريب ولكن الجو العاصف والممطر جعل نبيل يفكر بسرعة الانصراف لعله يجد ما يوصله لمنطقة عمار حتى يرجع الى وسط المدينةوضع الجنيهات فى جيبه وواضح انها كانت مبلغ كبير...وما ان وصل للطريق الرئيسى لهذة المنطقة حتى وجد اتوبيس مكتوب علية محطة ارمل عجمى بيطاش فاسرع الخطى واشار للسائق الذى توقف ليركب نبيل..وهو يحس انه دخل عش الدبابير من اوسع ابواب. جاء محصل التذكر واعطى نبيل تذكرة الركوب وكان الاتوبيس فارغا وساله خير يا افندى انت جاى تطمن على فيلتكم والاكنت جاى لحاجة تانية ..قال نبيل حاجة تانية زى ايه؟ كان سؤال خبيث من محصل التذكر ..وتابع المحصل اصل فيه ناس ولعياذ بالله علشان بيبقى معاهم لامواخذ ..انت فاهم رد نبيل وقال بغيظ ..انت شايف معايا لامؤاخذة ؟ انصرفف الرجل من رد نبيل الغضب والمتهكم وكان هناك بعض الركاب ممن صعدو فى الطريق الى الاتوبيس فاخذ المحصل يتكلم وكان لايسكت كلام كلام كلام ..امسك نبيل براسه واخيرا وصل الاتوبيس لاخر الخط ونزل نبيل ليطلب نمرة اسيوط ليكلم من هم على الرقم الذى اخذه من المدعو الخواجة ..طلبت العاملة فى سنترال مجطة الرمل الرقم وقالت لنبيل حظك كويس الرقم رد خش كابينة رقم سبعة وما ان رفع سماعة التليفون حتى رد من كان على الجانب الاخر ايوة مين معايا قال نبيل بسرعة الخواجة بيحب السجاير المصرية وعايز كام علبة قال الرجل طيب كله حيوصله مع السلامة...
كانت هذة كل المهمة وكان هناك من سيتممها انتهت مشغولياته وكان قريبا من منزل صديقه وزميلة فى الدراسة احمد والذى ابلغه اخد جرانه انه كان يسال عنه بالحاح فقرر الذهاب لرؤيته مشى يتفرج على الفترينات التى تعرض الملابس بشاع سعد زغلول الى ان وصل لاخره ودخل الى ازقة المنشية حيث منزل زميله بالدراسة احمد كان يعرف البيت ولكنها كانت المرة الاولى التى يذهب اليه ..
سال عن شقةاحمد عندما وصل الى البيت فاشار اليه احد الجيران الشقة اللى على السطوح كان منزلا قديما من اربع طوبق كانهم ثمانية فى الارتفاع صعد نبيل حتى وصل الى الشقة التى يسكنها زميله وكان القدر ينتظره ..فاخذ يدق باصابعه على الباب بلطف وفتح الباب كانت اخت احمد هى من فتحت الباب صعقه جمالها الاخاذ وخديها المتوردتين مع قليل من النمش وكان شعرها الكستنائى الناعم ينسدل على جوانب وجهها ...كان يحدق فى وجهها وقد اخذه جمالها كانما اصابته صاعقة وضحكت الفتاة وقالت بلهجة بها لثغة فى الراء .حضرتك عاوز مين؟ رد عليها انا صديق احمد اسمى نبيل فضحكت وقال ايوة انت اللى روحت اسيوط يا حرام ...كان كلما نطقت كلمة بها حرف الراء يطير عقله ..ولكنه كان يراعى انها اخت صديقه وزميلة فكان ينظر الى درج السلم وهو يكلمها وقالت لى بص هو حيجى اخر الاسبوع..وقال اتفضل ماما جوة فشكرها نبيل وهو يقول لما يجى احمد انا لازم اجيله نهاية الاسبوع....ردت بلثغنها المحببة تشرف ...وانصرف نبيل وهو يسمع صوت اغلاق باب الشقة الذى كان صوته يكاد ان يصيب قلبه ..كان فى حالة غريبة انتابته وانحصر تفكيره فى هذة الشابة الحسناء الى اصابت قلبه البكر بسهامها
.................................................................................................................................................
 
بقية 4----6 ديروط 72
.......................................
........................................
تحسس جيبه وهو يهبط الدرج ببيطئ وكان صوت اغلاق باب شقه صديقه مازال يدق مع دقات قلبه الشاب كان يطير وهو يمشى فى الطريق بعد ترك عقله وقلبه مع ذات الشعر الكستنائى اللثغاء احس ولاول مرة بجيبه المنتفخ من الجنيهات التى اعطاها له الرجل الضخم خادم المدعو الخواجة.اخرج النقود وعدها انها تتجاوزر المائة جنية .....
انه مبلغ ضخم فى هذة الايام وتنازعته الافكار بين ماشاهده فى منطقة العجمى وماشاهده فى منزل صديقه وزميل الدراسة احمد...اخيرا وصل الى منزله وبادرته امه قائلة .انت كنت فين يابنى احنا انتظرنا تتغدى معانا وبعدين اكلنا مش معقول حتقضى الاجازة فى الشارع والا انت اتعودت على فراقنا ..يللا حظنا كدة .وبعدين انت مالك يابنى من ساعة ماوصلت من السفر وانت مش على بعضك ايه اللى مضايقك يابنى طمنى ..فين ضحكتك وليه ساكت على طول؟ رد نبيل لايا يااما انا يمكن تعبان شوية من السفر انتى عارفة ياست الكل ان السفرية طويلة قال له خلاص اتغدى لوحدك الاكل عندك انا ور ايا حاجات لازم تتعمل فى البيت...وتركته لياكل ولكنه كان يرى وجه من فتحت له باب شقتها ويسمع صوتها يرن فى اذنيه طول الوقت ...ماهذة الصدف الغريبة انه يعرف اخاها طوال اربع سنوات ولكنه لم يراها الا اليوم وقرر ان يتكلم مع امه لتخطبها له بعد ان ياخذ راى الفتاة وها هو اخر الاسبوع قد اقترب كلها يومين يااه يومين بحالهم هكذا كان يفكر نبيل بعد رجوعه من مشوار العجائب.
مرت ايام وحرص نبيل ان يذهب الى منزل زميله متعللا بالسؤال عليه وما ان وصل الى منزل الزميل احمد حتى صعد الدرج مسرعا وطرق الباب ففتح له زميله الذى اخذه بالاضان مرحبا وفرحا بقدومه وقال له اختى كريمة كلمتنى اول ماوصلت وقعدت تقول انك شاب طيب ومحافظ على الاصول ....احمر وجه نبيل خجلا وقال انا جيت اسال عليك وما اعرفش انك مسافر اصل فيه حد من اصدقائى قال لى انك سالت عليا...رد احمد انت عارف انا ما استغناش عنك لكن انا كنت مسافر وجيت اطمئن عليك لانك ماجيتش لك مدة طويلة...وفى البيت عندك قالو انك حتى ما بعتش ولا جواب..وتليفون البيت مابيرنش من ناحيتك...واخذ نبيل يحكى له عن طبيعة المنطقة التى يشتغل فيها ولم يتكلم عن تجربته مع اهل المغاور والهاربين من وجه العدالة..وقال له احمد انا رايح سينما مترو من حفلة تسعة قال نبيل انا مروح دلوقت واشوفك بالليل عند السينما..
رجع ننبيل الى منزله وقد اسر فى نفسه امرا وهو ان يفاتح احمد فى خطوبة اخته كريمة ...واخذ ينتظر مرور الوقت كان ينام تارة ولكنه كان يقظا ولم تحس عينيه بحاجتها للنوم الا ان يسترجع صور ماكان حل المساء وشاهت ام نبيل يلبس ملابس الخروج ولكنه كان يختار افضلها ويضع افضل ما عنده من روائح كان تصرف غريب منه لانه لم متعود وهو ذاهب لمقابلة اصدقائه ان يبالغ فى اختيار افضل ماعنده. وسالته امه
انت رايح فين يانبيل الجو بارد يابنى برة قال لها انا رايح خطوبة واحد صاحبى قالت له يارب افرح بيكم يابنى واحد واحد انا حا اخطب لك احسن واحدة بس شد حيلك وخللى بالك من نفسك...
نزل نبيل لمقابلة صديقه ووقف امام مدخل السينما الواسع كانت تعرض فيلم الاب الروحى للممثل مارلون براندو ...اخذ ينتظر حتى اتى صديقه وساله انت حجزت التذاكر قال لا انا كنت فى انتظارك...ذبا الى شباك التذاكر واختار مقعدين كان نبيل متعودا على الجلوس عليهما كلما دخل لمشاهدة اى فيلم فى دار العرض هذة كانت الصالة ما تزال على فخامتها ونظافتها وانعدام باعة الشيبسى والمشروبات الغازية والسجائر لان الكافتيريا فى الطابق الاسفل للسينما وحوائطها مكسوة بالاواح جرانيتية جميلة اللون .
وبعد ان تناولا بعض الحلويات صعدا الى صالة العرض لمشاهدة الفيلم كان نبيل يفكر كيف سيبداء كلامه مع صديقه بخصوص خطوبة اخته كر يمة وانتهى الفيلم وهو يتاقش مع احمد فى امور عادية ثم قال نبيل لاحمد انا ليا عندك طلب بس مش عارف اطبه ازاى واصاب الحرج نبيل قال احمد اطلبه من اى حتة وضحك قال نبيل ايه رايك لو طلب يد اختك للزواج قال احمد مش حلاقى احسن منك .لكن لازم ناخد ايها الاول وهى حرة تختار براحتها ده جوازياعم نبيل..اسمع انا حارد عليك بعد بكرة......ماشى رد نبيل وكله فرح ورجاء وخوف من عدم موافقتها او انها قد تكون مرتبطة
......................................................................................................................
...1-- ديروط 72---جلس نبيل مع ابيه عبد الستار افندى ليخبره بما حدث وقد اعتراه القلق خوفا من رفضه للفكرة وقال نبيل انا عيز اقولك على حاجة ومكسوف اكلمك يابا اصلى نويت اتجوز ..نظر اليه ابوه نظرة طويلة وقال له ده يوم السعد يابنى لما افرح بيك..لكن مش تستنى على الاقل لما ترجع اسكندرية ..بلاش تكون نفسك ..لكن طالما عزمت نتوكل على الله ع ايزينى اخطب لك بنت مين من العيلة؟ رد نبيل لا مش من العيلة ولا من الم...عارف او الجيران ..امال منين يابنى؟ رد ابوه...وقال نبيل اصلى فى اول الاجازة كنت رايح اشوف واحد زميلى وشفتها بنت جميلة اوى وفى الكلية ؟ قال ابوه ..ايوة واشار اليه بيده كمل يابنى...قال نبيل بس هو كدة وانا بعت اخوها ياخد رايها...قال عبدالغفار افندى..يعنى تشوفها من يومين تبعت تخطبها تالت يوم..كويس والله ...كان الرجل متماسك خوفا على ابنه من الوقوع مع ناس من الممكن ان يجعلو حياته تعيسة تماسك الرجل لانه خبير بالشباب فالابن يريد الزواج فجاة من واحدة لايعرف لها اصل من فصل لمجرد انها اعجبته وصعقه جمالها ...قل الرجل اوع تقول لامك الا بعد ماصاحبك يقول لك نروح لهم والا لاء.طار نبيل فرحا وقام من مكانه وقبل والده على جبينه وقال..والله انت احسن ابن يابا ربنا يخليك ليا...رد عبد الغفار افندى انا كل تعبى وعمرى علشانكم وعلشان تبقو سعداء..والله وكبرت يانبيل يابنى وعايز لعبة كبيرة شوية غير الالعاب اللى كنت باشتريها لك....
جلس نبيل بجانب التليفون وكان كلما رن جرسه يسرع برفع السماعة واخيرا كلمه صديقه بان اخته قد وافقت على انت تقابله وتجل معه وحدها فى مكان عام قبل الخطوبة كان طلبا غريبا لم تطلبه بنت لا من الاقارب او الاباعد ..ولكن الحب يعمى البصيرة وخاصة فى حالة نبيل..وحدد احمد ميعاد مع نبيل لتخرج اخته معه فى المكان الذى تحدده ..كان الميعاد فى اليوم التالى للمكالمة فى تمام الرابعة وكان المكان محل ديليس بمحطة الرمل ...كان نبيل يدرك ان هذة التصرفات من اغرب ماحصل وانه لو اخبر امه او اباه سيكون الوضع كارثى.. .ولما اصبح نهار اليوم التالى ذهب نبيل الى الحلاق مبكرا وحلق شعره وذقنه كانه عريس فى ليلة زفافه ولما لا ...كانت الساعة قد قاربت الواحد فاسرع يلبس احسن ماعنده وانصرف على عجل قبل ان تشاهده امه فقد كان يعمل لها الف حساب لانها على طيبتها سيدة قوية وتعرف كيف تحافظ على ابنائها ..اما نبيل فكان ذاهبا لموعد غرامى ولم يفكر لبرهة ان هذة البداية لاتبشر بخير .
وصل الى مكان اللقاء مبكرا بحوالى الساعة وكان ينظر الى ساعته كل خمسة او عشرة دقائق واخيرا وصلت الفتاة التى اسرت قلبه ..وكانت منذ البداية تخبره شاء ام ابى انها المسيطرة...سلمت عليه برقة غير عادية واخبرته بما قاله لها اخوها احمد وقالت انا وافقت مبدئيا لكن لازم نتكلم مع بعض ونعرف عادات بعض ..قال نبيل عين العقل وردت احسن تتحسب عليا خطوبة ..لم يلاحظ مرمى كلامها.ولكنه احس من البداية ان هذة الفتاة ليست من تصلح لمرافقته بقية حياته ولكناعجابه وانبهاره بها افقده عقله...قالت على فكرة احمد سافر النهاردة لكفر الشيخ.... كان كل حرف راء تنطقه بلثغتها يثير جنونه ويلغى ماتبقى له من عقل .اخذ يكلمها عن نفسه وعن امكانياته لان فى بيته شقة ستكون خاصة به..فقالت مش مهم انا ماسكنش مع حما... الشقق كتيرة ويمكنك تحوش مقدم ايجارها او تاخد مقدم ايجار من بيتكم ونسكن بيه..كل هذا وهى لم تحكى عن وضعهم الا ان اباها مات من مدة فى حادث حيث كان يعمل سائقا للاتوبيس ....مر الوقت سريعا حتى قالت انا لازم امشى وحاقابلك هنا بكرة زى الساعة اللى جيت فيها دفع حساب مشروباتهم وقام ليوصلها فقالت لا..بعدين تبقى توصلنى وانصرفت كان نبيل فرحا بهذة البداية التى تصورها نصرا كبيرا وقاده غروره للاعتقاد انه يعرف اجمل فتاة فى الدنيا ...اخذ يمشى فى شوارع محطة الرمل حتى تعب واخيرا قرر العودة الى البيت وقد غيرت السعادة شكله واصبحت عينيه اكثر بريقا ونسى عصابة الجبل التى باتت مسيطرة عليه وعلى صديقه مصطفى... قرر البقاء فى الاسكندرية بعض الوقت حتى يسعد ويستميل قلب الفتاه التى كان احساسه يخبره بين الحين والاخر بالحذر ولكن الحذر لايمنع قدر....
......................................................................................................
5--2-- ديروط72--رجع نبيل الى البيت وكان حاله يخبر الجميع ان هناك شئ جديد غير حياته ولاحظت الام حال ابنها وقالت له خير اللهم اجعله خير قال لها لا انا بس شوفت فيلم كله ضحك قالت له طيب ربنا يسعدك يابنى ويبعد عنك ولاد الحرام وقالت جملتها الشهيى الاكل عندك لو جعان اتعشى انا لسة مسخناه...كان ياكل بشهية مفتوحة كانه لم ياكل من اسبوع وبعدها اتجه الى حجرته لينام وراح فى سبات عميق حتى انه نسى باب غرفته مفتوح...ا وهذا لم يكن من طباعه و فجاة قفز من سريره صارخا فقد عاوده نفس الكابوس الذى كان يراه قبل سفره الى مكان عمله الجديد ولكنه هذة المرة كان اكثر تحديدا فقد كانت الفتاة الجميلة صاحبة الشعر الناعم والمنسدل على جانبى وجهها باتت كانه يعرفا اكيد فقد كان يجلس معها منذ عصر النهار الفاتت سمعته امه وهو يصرخ فهبت من نومها مذعورة هى وابوه فوجداه جالسا فى منتصف الفراش وقد ارتسم الرعب على وجهه قالت الف سلامة عليك يا حبيبى مالك يانبيل فيه حاجة تعباك فقال لها كابوس مرعب اوى اتكرر تانى كنت حكته لك قبل مااسافر ..ردت مسرعة بلاش تحكيه ياحبيبلى احسن يتفسر واخذت ترقيه كماكانت تفعل معه وهو صغير الى ان عاد الى النوم ..وقال لها ابوه لامتى حاتعمليه كانه طفل نبيل بقى راجل يا ام نبيل سيبيه ينام...قالت مش حانام قبل ما اطمئن عليه.
وبعد قليل سمعوا اذان الفجر فقالت له امه قوم يابنى اتوضا وصلى الفجر واخذت تعى له وكان قد رجع الى النوم ...نظرت اليه وقالت انت يابنى عمرك مافوت صلاة ربنا معاك ومعانا.وذهبت لتصلى الفجر وهى تدعى لاولادها بالستر وان يبعد الله عنهم اولاد الحرام ويسترهم. افاق نبيل والشمس فى كبد السماء وكانت الساعة قد جاوزت الحادية عشرة وكان وجهه ممتقعا واخذ يمضى الوقت فى طعام الافطار وتارة يقف فى شرفة المنزل ولاحظت امه قلقه فقالت له انا لازم ابخرك احبيبى دى عين وصابتك انت كنت جاى من برة زى الورة المفتحة واخذت تعى على كلمن شافه ولا صلاش على النبى وحان ميعاد انصر افه من البيت ليقابل ست الحسن والجمال فقد كان الميعاد فى تمام الثالثة لان محاضراتها كانت تنتهى فى الثانية وجائت وهى تقول كعادتها حنقعد فين ؟ قال لها اختارى المكان اللى يريحك فاشارت الى منضدة قريبة فى اخر المكان واخذت تتكلم كعادتها وكلما سئلها امتى اجيب اهلى واجى اخطبك ترد ياسيدى ما انت اهو قاعد معايا يعنى لو كنت خطيبى كنت حتعمل ايه؟ حنقد برضوه نوجع دماغ بعض...كلام عجيب كان ينظر اليها وهو يقارنها بمن جائته فى المنام ذات الخد المتاكل المرعب وما ان اكملت قطعة الحلويات التى كانت تاكلها وكوب الشيكولاتة حتى قال لها معلش انا ورايا مشوار مهم قالت بدلال يعنى اهم منى قال لها بالعكس انا رايح ابعت تلغراق امد الاجازة علشان نقدر نتعرف على بعض اكتر...احست انه يريد التخلص منها وكانت عنيدة فقالت طيب خدنى معاك واخا يمشيان وهى تتعلق بزراعة كانت المرة الاولى التى تفعلها وصلا اخيرا الى مكتب البريد وقام بارسال التلغراف الذى يفيد انه مريض وملازم الفراش...مع انها كانت مرضه الا انها بعد الشر عليك انت مريض بايه وجد نفسه يرد مسرعا ..بيكى ضحكت وهى تقول لالا احنا مااتفقناش على كدة كانت تتكلم بدلال شديد وفاجئه قائلة انت حتجيب اهلك يخطبونى امتى ...؟ رد قائلا مش احسن لما ناخد على بعض شوية نظرت اليه متمعنة وهى تقول براحتك .ات اللى طلبت ايدى من اخويا فقال نبيل ايوة وده وعد ماقدرش اخلفه كان هناك صوت بداخله يقول له الف نيله على عبط اهلك..
اخيرا تركها وانصرف مودعا دون ان يطلب منهاميعادا ليقابلها كان الحلم الذى راه وهو نائم مازال مسيطرا عليه ...اخذ يمشى كعادته وكانت الساعة تقترب من الخامسة فقرر الذهاب الىاى دار من دور السينما التى كانت تملاء منطقة محطة الرمل ..كانت الجنيهات التى اعطاه اياها رجل الخواجة الضخم كما هى ولم يصرف منها الا القليل كان هناك محل صغير لبيع السندوتشات الشهية يصنعها رجل نوبى بجانب محل ايليت اختفى المحل والرجل بعد ذلك دخل واشتر لنفسه مايستطيع ان ياكله ودخل السينما ليشاهد فيلما شاهده من قبل كانت سيطرته على مشاعره تزداد واحس انها ليست بالجمال الذى يتصوره وانه كان واهم وان طريقة كلامها بها من اللؤم الكثير ..اخذ يمضى ايامه بين الاصدقاء والتجول فى شوارع الاسكندرية كمعظم الشباب فى هذة الايام .وما ان عاد الى منزله حتى وجد امه تضحك وهى تقول له فيه بنت اتصلت من ساعتين وبتقول ان اخوها عايز يشوفك بكرة الساعة اربعة......وضحكت وقلت بنت لدغة فى الراء وصوتها حلو وهى بتقول مرسى ياطانت ... هى دى اللى عايز تتجوزها يانبيل ابوك قال لى وان مستنياك تقول حنروح امتى ..قال نبيل لسة بدرى يااما ان بفكر اصرف نظر ضحكت وقالت على ماما...يابنى اقولك ايه انا امك..وبس مش كاقول تانى وبعدين بنات الناس مش لعبة فرد ضاحكا انا اللى خايف تكون عيال الناس اللى لعبة اكلك الجميل فين ولا تليفون اللى قالتك ميرسى ياطنت حيعشينا... لم تشجع فيه امه الرجوع عن وعد قطعه على نفسه ولكنها كانت قلقة..اما الفتاة كريمة فقد لجات لطريقة اخرى للسيطرة عليه فاستخدمت ابشع حيل الانثى لجذبه لها وغيرت طريقة اللعب معه
....................................................................................................
5---3-- ديروط 72 ....
.............................................................
..............................................................
غيرت كريمة من اسلوبها مع الفتى الغر نبيل صاحب المشاعر البكر التى لم تتفتح لانثى غيرها كان سلاحها الجديد انوثة الانثى كانت قرارها هو الاستيلاء على مشاعر الفتى ولايهم الباقى فقد كانت تعرف طريقها جيدا ..نبيل لم يرد على رسالتها التى املتها لامه وجلس طول ا...لوقت بالبيت يداعب اصغر اخوته وتارة يمزح مع امه وحتى ابوه لم يذهب الى عمله المعتاد ومر يومان بسلام الى ان جاء اليوم الثالث على تركه لها مودعا اياها سمع حرس التليفون يرن فرفع السماعة وهو لايتوقع ان يكون المتحدث كريمة ..قالت له انا اتصلت وردت عليا امك وانت ولا انت هنا هى ماقلتش لك قال قالت بس كان ورايا شوية حاجات قالت له بدلالها الذى يظهر وقت حاجتها اليه انت باين عليك نسيت كلامك معايا وانا اللى غامرت بسمعتى وخرجت معاك... كان سيرد عليها انه كان طلبها لانه ةدخل البيوت من ابوابها..ولكنه ابى ان يجرحها وقال لها طلباتك قالت انت بصراحة وحشتنى خالص وان نفسى اشوفك ..وقع فى الفخ ببساطة كان ناشئ فى عالم المحترفين وقال لها ماشى انا جاى كمان ساعتين فى نفس المكان
قالت بصوت خافت امرك يانبيل اللى تشوفه..
خرج نبيل كعادته عندما كان يذهب الى لقائها وهو كما يقولون على سنجة عشرة...
وجدها فى انتظاره وكانت فى كامل زينتها وما ان شاهدته حتى قالت اتاخرت ليه انا ليا ربع ساعة قاعدة قال لها بصى الساعة بتقول فاضل على ميعادنا نص ساعة قالت طيب اطلع وتعالى بعد نص ساعة... قال لها تطلبى ايه قالت له لا انا نفسى اروح سينما ايه رايك؟ قال ماشى وجاء الجارسون فاعطاه نبيل بقشيش وقال له لما نرجع..
اختارت سينما اسمها ريو وكانت لاتعرض الا الافلام المصرية كان الفيلم يعرض قصة فتى من اهل الصعيد ومعقد من ناحية الجنس والنساء ...اسمه اين عقلى؟ دخل السينما وهو يعلم انه سيشاهد هذا لفيلم مثل شربة الخروع او كخلع احد ضروسه لان حتى ابطال الفيلم كانو ممثلين لايقنعو طفل باعمالهم.
كانت تجلس وهى تسند راسها على كتفه والمفروض انها تشاهد الفيلم وما ان انتهى العرض حتى خرجا وهى تتابط زراعه وتميل ببراسها على كتفه وتسمعه كلام يفيد انها كانت مشتاقة لرؤيته وانها تعودت عليه ..كما كانت تغنى شادية وما ان اقترب من بيتهم حتى اقترحت عليه ان تقضى معه نهار الغد فى حدائق المنتزة فواف بلا تردد انه تغيير على الاقل وحددت اللقاء على محطة اتوبيس المنتزة فقال لها ادعى يكون الجو كويس بكرى قالت وماله على الاقل نبقى تحت شجرة وحدنا ...لقد اطبق الفخ على رقبته ولم يلاحظ ان عينيها كانت لاتنظر اليه وهى تتكلم فترجم ذلك على انه حياء الانثى ..ظن انه دون جوان العصر والاوان ولم يعرف انه اكبر خاسر غلبان قضى النهار معها فى حدائق المنتزة وهو غارق لاذنيه فى عشقها فقد كانت تعطيه ما ظنه انها تعطيه بغير حدود ولبكنها كانت نجرد قبلات شيطانية ليس غرضها الحب او تبادل العاطفة ولكنها كانت تخفى شئ اخر...
مرت الايام على هذة الحال الى ان قرر الذهاب الى مايسمى بالقومسيون الطبى واخبرهم انه كان مريضا وملازم الفراش وابرز صورة التلغراف فاشر له الطبيب بالعودة الى العمل من باكر فذهب الى حبيبته مودعا واخبرها بنيته للرجوع لعمله لان الاجازة خلاص قالت له حتوحشنى وقبلته وانصرفت
رجع نبيل الى منزله وكانت امه فى انتظاره كما هى عادتها وسالته انت كنت فين يابنى طول النهار انا قاعدة قلقانة عليك انت كل يوم تخرج وتيجى بالليل اخبرها انه مسافر لا ن اجازته خلصت قالت له امه طيب يابنى ربنا يسلمك ويغنمك ويكفيك شر طريقك واولا د الحرام اعدت له حقيبته وكان قد قرر الابتعاد عن ركوب قطار قبلى وركوب قطار القاهرة ثم التغير من هناك كان هذا اسهل له ومريح اكثر... وجد قطر القاهرة السريع المسمى بالمجرى وجلس براحته ولم يكن هناك ازعاج كما كان فى سفرته الاولى ..ووصل القطار السريع فى ميعاده الى القاهرة دون اى تاخير وسال على قطال الصعيد فاخبروه لا ده بتاخر وممكن يجى الساهة واحدة ياة لا يمكن الانتظار كل هذة الساعات كان يفكر مع نفسه..وقال له رجل اركب العربية البيجو اسرع يا استاذ قال اشوفها لف من خارج المحطة الى ان وصل لموقف السيارات الاجرة ..البيجو...وكان هنا منادى ينادى على الركاب اسيوط واحد اسيوط فركب مسرعا وجلس ولكنه كان او واحد ومازال المنادى يقول بصوته الجهورى اسيوط واحد الى ان اكتمل العدد وتحركت السيارة كالن نبيل يجلس فى المفعد المجاور للسائق الذى انطلق بالسيارة وكان ورائه راكبان يحكيان حكاية كانها عنه وعن الفتاة كريمة
.......................................................................................................................
 
بقية 5---3-- ديروط 72
..........................................
........................................
انطلق السائق كان الشياطين تطارده كان يمشى ومؤشر السرعة اقترب من نهايته وكان يتسمع على من يتكلمون خلفه ويشاركهم الحديث واحيانا يحكى لهم قصة حدثت له مع احد الركاب ظل يتكلم الى ان صمت الجميع وكان معظمهم اما نائم او يعيش داخل افكاره وكان نبيل من النوع الثانى كان يفكر فى كريمة التى اصبحت لاتفارق خ...ياله وكان قد قرر ان يعقد قرانه فى اجازة الصيف فالكل اصبحو موافقين كما كان يظن اقتربت السيارة من محطة اسمها الواسطى وقرر السائق ان يقف قليلا ليرى مقياس الزيوت ويضع بعض الوقود ليكمل رحلته لم يقف امثر من الربع ساعة وانطلق مرة اخرى بعد ان اخبر الركاب ان سيقف ثانية فى المنيا ظلت السيارة تطوى الطر يق لساعات ولكنها كانت اسرع ومريحة اكثر من القطار الذى ركبه عندماكان راجعا الى الاسكندرية منذ اكثر من شهر مر كانه ساعات وفيما هو غارق فى افكاره حتى تكلم السائق معه قائلا هو الافندى حينزل فين؟ رد نبيل قائلا ديروط انشاء الله واخذ السائق يتبادل معه اطراف الحديث وكان قد قترب من المنيا وفجاة شاهد سيارة نقل مسرعة تكاد تصدمه وترميه فى الترعة الابراهيمية وصاح الرجل وهو يتفادى الاصتدام مع اليارة النقل الله اكبر وافاق الركاب ومنهم من كان يقول الشهادتين على نفسه ومنهم من كان يسب السيارة النقل التى اختفت فى الظلام اخيرا وصلت السيارة محطة المنيا وانزل بعض الركاب واخذ غيرهم معه ثم اكمل الرحلة واخيرا وصل الى ديروط فوقف وقال لنبيل محطتك يا استاذ نزل نبيل بعد ان اعطى السائق اجرته واخذ الحقيبة التى كانت مربوطة فوق سطح السيارةكانت الساعة لا تزل الحادية عشر مساء ورواد بعض المقاهى التى كانت على الطريق مازالو جالسين وكان بعضهم يلعب الطاولة والاخر يتكلم بصوت عالى عبر نبيل كوبرى ديروط متجها الى حيث يسكن وكن مشتاقا لمقابلة صديقه مصطفى كما كان يريد ان يعرف من الذى ارسل فى اثره الرجل الذى اعطاه ر قم التليفون والعنوان للمدعو الخواجة وصل اخيرا وكان مصطفى يجلس وحيدا يش رب كوبا من الشاى وفى يده الاخرى سيجارة وكانت تبدو عليه علامات القلق وما ان شاهد نبيل حتى هب واقفا واخذه بالاحضان وهو يقول ياه انت كنت سايب فراغ كبير يا جدع الف حمدله على السلامة وقال نبيل انت قلت لحد انى مسافر فكر مصطفى وقال ايوة مدير مدرستك اه كان الواد امين بهلول هنا ياساتر يومها قعد يستجوبنى انت عارف انى رحت مصر وجيت وانت مسافر اهى السنة اتفرتكت ياعم قال نبيل انا نفسى اترمى انام قال مصطفى تصبح على خير...كان على نبيل ان يثبت حضوره فقام مبكرا وذهب الى المدرسة راى السكرتير يوسف زخارى كان يحب نبيل فسلم عليه بحرارة وقال له يا عما انت لك شهرين مرتب تعال امضى واستلمهم الا المدير كان حيبعتهم امانات قال نبيل اف شكر يا استاذ يوسف انا مش عارف اودى جمايلك فين قال الرجل لاجمايل ولا حاجة الناس لبعضها على فكرة المدير مش جاى النهاردة وحصصك استلمها المدرس الجديد تقدر تروح ترتاح بس امضى الاول..وقع نبيل فى دفتر الحضور والانصراف وانصرف الى حيث يسكن وهناك وجد امين شاكر ومصطفى قد عادا بحجة ان مفيش طلبة جت رغم اننا كتا فى شهر مارس قال امين فيه ضيوف عايزينكم انت ومصطفى قال نبيل اهلابيهم .. وماهى الا نصف ساعة حتى حضر شخصان يرتديا ملابس اهل الصعيد وسلما على نبيل وقالا اسمغ يا استاذ فيه مشوار صغير لحد اسكندرية علشان وانت اخدت اجازة تانية النهاردة واتبعتت المدرسةواخرج يده من جيبه واخرج ظرفين وحينها انصرف امين بهلول تا ركا نبيل ومصطفى مع احد الرجلين الذى تابع كلامه مع نبيل الشيخ بيقولك انت راجل قد كلامه ووبيقول الظرف ده بتاعك وانت حتسافر النهاردة وفيه بيجوه حتاخدك وتوديك مصر ومن هناك اركب القطر ومعاك الشنطة الصقيرة دى خللى بالك عليها وانت عارف هى حتروح فين يللا يا استاذ السواق منتظركم اغلق مصطفى الحجرة بالقفل وركب مع نبيل سيارة الشيخ عائدا الى القاهرة وهو يعرف ان فى شنطة نبيل كنز اثرى سيغادر مصر قريبا وعند الساعة الرابعة كانت السيارة قد وصلت القاهرة بالقرب من محطة مصر للسكك الحديدية قال السائق قدامك اسبوع يا استاذ مع السلامة....نزل مصطفى واختفى وسط زحام القاهرة عند ميدان رمسيس ودخل نبيل المحطة لركوب القطار المتجه للاسكندرية جلس فى عربة الدرجة الاولى وكان يفكر ان مايفعله يجعله متساوى مع اى مجرم ولكنه كان قد تو رط. واتتهى الامر
وصل القطار فى حوالى الساعة السادسة وكان الظلام قد بداء ينتشر ولكنها الاسكندرية التى لاتنام فكر ان يذهب الى منزله اولا ولكنه تذكر مايحمله فاوقف تاكسى واخبره انه يريد الذهاب الى العجمى عند مدخل شارع الحنفية اتفق السائق مع نبيل على انه سينتظره على اول الطريق ليرجع معه وباتفاق ثانى وكان على نبيل الموافقة وقال للسائق ممكن تسرع قال اول ما امسك طر يق المكس وصل السائق وجلس يشعل سيجارة منتظرا عودة نبيل الذى حمل حقيبته الثمينة متجها الى فيلا الخواجة وما ان خبط على الباب حتى فتح الرجل الضخم وقال اتفضل يا افندى وكان يتلفت يمنة ويسرى ليتاكد انه ليس هناك من يتبع نبيل وجلس نبيل فى انتظار الخواجة الذى جاء مر حبا به وهو يقول برافو برافو انت جبت السجاير اعطاه نبيل الشنطة واستاذن فى العودة لان هناك تاكسى ينتظر على ناصية الطريق انزعج الخواجة وقال اوع تعملها تانى واقف فى اول الطريق وتالى ماشى واعطاه ظرفا اخر به بعض المال وقال دى قهوتك وخللى بالك وصله يابنى واقفل الرجلب الضخم الباب وراء نبيل الذى ذهب مسرعا الى حيث يقف التاكسى فوجده بانتظاره فركبه وانطلق السائق فى طريق العودة الى محطة الرمل هذة المرة كانت الساعة تعدت الثامنة بقليل عندما نزل عند تمثال سعد زغلول واعطى السائق ما اراد وصرفه واخذ يمشى وما ان اقترب من حلوانى ديليس حتى شاهد ماجعله يقف مكانه وقد الجمت لمفاجئة لسانه كانت كريمة تتابط زراع شاب اسمر متوسط القامة وكان يكلمها كانه يعرفها من زمن بعيد وكانت تميل براسها على كتفة كما كانت تفعل مع نبيل انتابت نبيل موجهة هيستيرية من الضحك حتى استغرب بعض المارة من شكله وهو يضحك ويشير الى كريمة ومن معها وكانت تبتعد هى وصديقها
..........................................................................................................................
.........................................
بقية --5--4 ديروط 72--من عجائب الامور عندما يكون الانسان فى حالة مزاجية معينة وتصادفها اغنية تواسى مزاجه وقلبه المجروح عندما مر نبيل من امام احد المقاهى وكان بها راديو عالى الصوت كما هى عادة اصحاب المقاهى وهو يذيع اغنية قديمة للمطرب عبد المطلب وهو يغنى... ودع هواك وانساه وانسانى عمر اللى فات ما حيرجع تانى كان حلم وراح انساه وارتاح ...هل هناك من كان يسدى نبيل النصيحة والمواساة عما شاهده غير هذا الم...طرب...ربما كانت صدمة قوية زلزلت ايمان نبيل بمعظم الناس وفكر كانت تبقى مصيبة لو كنت اتجوزتها .كان يواسى نفسه وحمد الله على انه لم يتهور ويضربهما ولكن الرجل الذى معها يستاهلها كاد راسه ان ينفجر ونسى الخواجة والشيخ الكبير ومدافن الكفرة وحتى غيظه من امين بهلول الذى اوقعه هو ومصطفى صديقه فى هذة الورطة المروعة فقد اصبحت تصرفاته كرجال عصابات التهريب دائم الحذر ويفكر بسرعة غند مقابلة اى مشكلة ...انتابته حالة من الضحك الساخر كان يسخر من نفسه وهو يفكر اد ايه كنت اهبل وعبيط ولا يسمع ولا يرى مع ان التجربة كان عنوانها الفشل من اول لحظة...
فى هذا الوقت كان امين شاكر يجلس مع الشيخ الكبير الذى كان يقول له انا مش مطمئن من الولد بتاع اسكندرية وخايف الا يكون كشف نفسه وكشف الراجل اللى رايح له. وبينما كان امين بهلول يستعد للرد دخل رجل ومال على اذن الشيخ الكبير ليخبره ان الخواجة اتكلم وكله تمام وبيشكر فى الراجل اللى بعته له..وتمن السجاير اتحول زى ماطلبت يا مولانا....هز الشيخ الكبير راسه واشار الى ارجل بالانصراف..وقال لامين بهلول صاحبك طلع تمام ووصل الطلب اول ما حط رجله فى اسكندرية...انا عايزه يتنقل اسكندرية احسن ونبقى نشتغل من هناك لانهم حيستغربو فى شغله هنا على الاجازات اللى بياخدها..هز امين راسه موافقا وهو يقول كلامك تمام دايما يامولانا حاخليه يقدم طلب نقل وحد يساعده فى وكالة الوزارة..قال الشيخ الكبير لما ياجى الجمعة الجاية عايز اقابله وروح شوف مصالحك ياولدى..وقام امين مستاذنا وهو يقول بالاذن يا مولانا.
اما مصطفى عيسى كانت مهمته فى منطقة مصر القديمة فى حى يدعى مارى جرجس وكانت المقابلة سوف تتم عند محطة المترو القادم من باب اللوق جلس مصطفى على احد مقاعد المحطة بعد ان اشعل سيجارة واخذ ينفث فى دخانها ويراقب حلقات الدخان المتصاعد من سيجارته وفيما هو يدخن اقبلت سيدة تحمل طفلا صغيرا لايكف عن البكاء وجلست بحانب الحقيبة التى كان مصطفى قد وضعها بجانبه ولاول مرة يحس ان هذة الحقيبة ثقيلة بما تحمله وتسال ياترى هم حاطين فيها ايه؟جاء المترو ونزل منه بعض الركاب واسرعت السيدة بحمل ولدها لتلحق المترو قبل ان يتحرك ووقع منها دبس شعر اسود مما تضعه السيدات فى شعرها فمال عليه مصطفى واوحى اليه وجود الدبوس ان يفتح الحقيبة واخذ يضع دبوس الشعر فى قفل الحقيبة ويحركه حتى فتحها ونظر بداخلها فوجد حجر قد عليه اثار اتربة طينية فقفل الحقيبة وهو يفكر باعتنى بحجر من ديروط لهنا علشان اودى حته طوبة اما هم مجانين او انا مابشفش وضحك بسخرية واغلق الحقيبة التى ما ان اغلقها حتى شاهد رجلا يتجه ناحيته ويقول الاستاذ مصطفى كان يجب على مصطفى القول انت مين؟ وطلباتك ايه؟ فيقول الرجل اسمه ثم يخبره انه يطلب علبة السجاير المصرية اللى معاه.ومان ان قال الرجل اسمه وما جاء ليطلبه ..حتى اخرج مصطفى علبة السجائر من جيبه واعطاها للرجل الذى قال ات عارف ان مش دى العلبة...يللا بسرعة واخرج من جيبه ظرف به بعض الجنيهات وهو يقول حسانتك اهى خدها ..جلس الرجل بجانب مصطفى وخذ ينظرالى المارة ثم قام وامسك الحقيبة التى كانت مع مصطفى وانصرف..
قام مصطفى من مكانه ليعود الى منزله بعد ان وضع ظرف النقود فى داخل جيب السترة الجلدية السوداء التى كان يلبسها و اشعل سيجارة ومشى يدخنها وعينيه تبحث عم وسيلة تنقله من هذا المكان.
كان الليل يرخى سدوله والجو ينزر بعاصفة واشتد شعور نبيل بالبرد لقرب الطريق الذى يسلكه من البحر ورغم برودة الجو واشتداد الريح كان نبيل لايحس بها فالحريق الذى اشتعل بداخله كلما تذكر انه كان يخدع لاكثر من شهر ونصف وتذكر الحلم السئ الذى ياتيه معظم الليالى والذى كان يجعله يقفز من فراشه منزعجا افاق انه كان هناك تنبيه الهى له ليبتعد ولكنه وقع فى غرام جمال المنظر ونسى ما يمكن ان يحمله سوء المخبر
وصل بيته اخيرا وكان فى حالة يرثى لها وما ان دخل من باب البيت حتى قابلته امه قائلة .حمدالله السلامة انت لحقت تروح وتيجى قال نبيل الله يسلمك يا امى انا لقيت الدراسة نهايتها قربت والمدرسة فاضية قالت اخد اسبوع اجازة قالت بس كدة تعب عليك احبيبى قال لها عايز انام ...ودخل غرفته وراح فى نوم عميق
........................................................................................................
بقية5 ديروط 72---افاق نبيل من نومه على صوت سقوط الامطار والرعد كان فى حالة مزاجية سيئة لازمته منذ راى كريمة وهى تتابط زراع الشاب ذو الهيئة المتواضعة واسر الموضوع فى نفسه وعزم الايحكيه لاحد فقد شعر باهانة كبيرة وكان يتسائل لماذا وافقت على قبول الخطبة من الاول ولماذا كانت تتعامل معه كانه حبها الاول والاخير ..... يللا كدة كويس وبركة انها جت منها ..فقد كان يحس فى بعض احيان بانه فى الطريق الخطاء وان ...هذة العائلة لا تصلح من اول يوم ابلغه اخوها بالموافق الى الان..وسمع خبطا رقيقا على باب حجرته فقد كانت امه توقظه لتطمئن عليه وليتناول افطاره فهو لم ياكل طعام العشاء ونام كان لايزال مرتديا الملابس التى اتى بها وما ان فتح الباب حتى قالت امه يا عينى يابنى لنت نمت بهدومك؟ مالك يا نبيل يابنى؟ شكلك تعبان اوى..رد نبيل لا ده بس من السفر انا حدخل الحمام اخد دش ..قالت امه حظك احنا لسة مصلحين السخان امبارح.. وانصرفت لتعد طعام الافطار ...كان الماء الساخن له مفعول السحر على حالة نبيل فبعد ان خرج من الحمام وافطر اخذ يضحك .وسالته امه ضحكنات معاك يابنى من زمان نفسى اضحك واسمع ضحكتك اللى كانت بترن فى البيت...
قال لا اصلى شفت امبارح منظر كل ما افتكره اضحك ...
توقف المطر وصحى الجو ورجعت الشمس تملاء الكون وسال نبيل عن ابوه امال بابا فين قل له امه ده خرج من بدرى زى عوايده يارب سهلها له...لاول مرة يقارن نبيل بين امه وامراة اخرى ...ياه مفيش فرق كان يفكر بصوت عالى ولم تنتبه امه لما قال..
كان من عادة نبيل ان يمشى بعد سقوط الامطار فى شوارع الاسكندرية ويملاء صدره بالهواء المنعش الذى ياتى عقب توقف المطر اخذته رجليه الى بعض الشوارع المحببة الى قلبه كان يمشى فى شارع فؤاد غندما قابل زميل قديم من ايام الثانوى..كان يمشى بلا هدف كعادته وهو شارد الزهن وسمع من يناديه نبيل اعبد الغفار ولة نبيل اجدع رد...كان زميله شريف فتحى الذى لم يره من ايام الثانوى قال له ازيك اشريف..منور يابو النبل قال شريف وهو الاسم الذى كان يناديه به اصحابه من شلة السينما.. وتابع شريف انت فين دلوقت قل نبيل انا فبلد فى الصعيد اسمها ديروط..ضحك شريف فتحى وهو يقول بلجة مقلدا بها اهل الصعيد واه يا بوى اسيوط؟
لكن احنا شفناك ياعم عامل دون جوان مع البت بتاعة كلية الاداب..كذا مرة ومرضناش نغلس وقلنا خليه يلعب غضب نبيل وقال ارجوك يا شريف.بلاشقال شريف بس يا حلو يبقى طبيت اسمعها كلمة وحق العيش والملح اللى اكلته فى بيتكم البت دى مش من توبك بالعربى كريمة لعبية وبتحب ولد جربان من منطقتها..وكل مايديها سكة تلعب مع غيره ومنعرفش بترجعله ازاى...قال نبيل بلاش يا شر يف دى اخت واحد زميل..
اسمع يا نبيل ياخويا باين على شكلك فقستها وشفتها بتعمل ايه..والله لها صور تشيب الكتكوت مع واحد معرفة وحاجيبهم منه علشان تصدق..رد نبيل ياريت نقفل على السير النكد دية ... وقال شريف شكلك مقفل لكن انا حديك الصور بكرة علشان هى حتحاول تجيب مليون حجة ان الولة ده مسكين وصغير ..باى باى ابو النبل
حاحود عليك بكرة الصبح اوع تخرج .قال نبيل مع الف سلامة ياشر ى ..
يبدو ان كل من يقابله سيحكى عن هذة الكريمة والكل يعرف ماعداه اكمل تجواله
وجد نفسه فى شارع سعد زغلول حيث محل البن البرازيلى وكان الكاشير عم يوسف يجلس كعاده وحده ولا يتكلم ولكنه اول ما راى نبيل حتى نهض من مكانه وحيا نبيل سائلا عن اخباره شرب نبيل قهوته وانصرف و الساعة تقترب من الثانية ظهرا ميعاد خروج الموظفين وفترة غذء باعة المحلات ورصيف الشارع لامكان لرجل للمشى عليه وشاهد كريمة تاتى من بعيد ومعها فتاة اخرى فعبر الشارع للجهة الاخرى هاربا من مقابلة هذة التعسة التى تجلب التعاسة لكل من يعرفها وتبقى قصتها لتروى على انها الهة الخبث والدهاء ...
وما ان مر نبيل حتى راته احدى الجارات وهى ابنة لرجل من اهل الريف وامها لاتختلط باحد كانت المرة الاولى التى تكلمه فيها ونازعته رغبة شريرة فى ان يكيد لمن اشعلت الحريق فى قلبه ولكن فى حدود الجيرة ..قال لها اذيك ياسوسن ماشاء الله انتى كبرتى قالت له كبرت مين ياعم نبيل انا فى سنة تانية حقوق . رد ماشاء الله قالت ايوة كدة علشان الحسد قول كمان ماشاء الله قال نبيل فعلا ماشاء الله قد كان سالها عن حالها وعن ابوها وباقى العيلة ..كانت الفتاة شقراء وطويلة القمة وكانت قامتها تتساوى مع طول نبيل وقالت ضاحكة انا بقيت اطول منك اهه فاكر لما كنت بتبعتنى اشترى حاجات لكم قال امال دى امى بتحبك جدا وفيما هو يتكلم اشارت الفتاة التى تمشى مع كريمة ناحية نبيل فقد شاهدتاه ولاحظ نبيل ذلك فقال لسوسن على فين قالت انا جاية دار المعاف اشترى كتاب واوصلها لدار المعارف وخرج مسرعا ليختفى عن اعين كريمة وصديقتها فى الزحام..
وما ان رجع البيت حتى قالت له امه ايه يانبيل البت قليلة الادب اخت صاحبك دى مش معقولة تلات مكالمات فى خلال نصف ساعة.. رد نبيل قائلا سيبك منها اصل عمر عقلها الافتراضى خلص
..........................................................................................................
 
بقيه 5-- 5 ديروط 72--كان يستعد لتناول طعام الغذا ونفسه مفتوحة وهو يقول فى سره ينصر دينك يابت ياسوسن دايما بتيجى فى الوقت المناسب وما ان جلس لياكل وكان جائعا فقد انهى علاقته بهذة الفتاة نهاية ردت اليه بعض غروره المفقود وكرامته التى بعثرتها كريمة .رن جرس التليفون بصوته المزعج وكانت عدة التليفون السوداء بجانبه فرفع السماعة فاذا بها كريمة وكانت فى اشد الغضب قالت له لمانت عايز تتنيل تتجوز بتمشى ليه... مع البنات كل واحد يروح لحاله قال لها نبيل اللى يريحك ..فردت عليه اصلك ابن امك وما انتش جدع ..قل لها نبيل مع الف سلامة يا هانم على فكرة النمرة دى بعد كدة حتبقى غلط..ووضع السماعة وذهب وخلع الاسلاك من مكان تثبيت التليفون...حتى يستطيعو تناول الغذاء ولكل حادث حديث...
اوصل نبيل سلك التليفون وجلس يشرب كوبا من الشاى ويقراء احدى الجرائد اليومية ورن جرس التليفون وتكلمت ام نبيل وقالت يابنتى قولى لى انت عايزة ايه قالت التى تتكلم على الطرف الاخر ابنك بيضحك على بنات الناس بيتكلم على واحدة علشان يتجوزها ويمش مع تانية..ردت ام نبيل لازم اكتشف وحاشة اللى كان حيتجوزها بصى يابنتى قولى للى بعتتك ابنى حيتجوز نقاوة عينى لانه ابن امه زى ماقاتى ومربياه مع الف سلامة.واغلقت الخط... نهض نبيل فقد كانت امه منفعلة وهى تنادى عليه يانبيل انت ياسى نبيل كانت تكلمه هكذا عنما يخطئ زهو صغيررد قائلا ايوة ياست الكل..قالت بلاكل بلا بتاع احكى الحكاية من اولها علشان افهم ..ومين البت الشقرا اتكلم وبعدين انا عرفاك لماتكدب..ايه ياربى اللى انافيه محدش منكم بيكبر ابدا..ظل نبيل يحكى لامه موضوع كريمه من اول ما شاهدها حتى مشاهدته لها اخر مرة..وقال لها عارفة مين البت الشقرا قالت مين قال لها دى البت سوسن بت عم مجاهد كانت بتشترى كتاب ووقفت ترغى زى عادتها ..قالت له امه سوسن بت اهلها ناس طيبين ياريتك تتجوزها مش رايح للست هشك اللى عايزه تتعرف دى قليلة دب يابنى.ولسانها متبرى منها ابعد عن سكتها ارجوك....ثم قالت هو المنام مفسر بعضه اللى انت شفته بتاع البت ام وشين وش حلو والتانى عفاريتى ياساتر.
قال نبيل ..بلاش سوسن دى لسة بتقولى ياعم نبيل .قالت امه انا عارفة البت دى كويس ومتربية عندى هنا انا مربياها اكتر من امها. دى حتطلع محامية انت تطول..
.......قال نبيل استنى شوية وبعدين افكرقالت امه طول عمرك.... اقول اية؟
جلس نبيل يشاهد التلفزيون و سمع خبط على الباب قام وفتحه فاذ بيه يرى اخوه محمد الذى تم تجنيده قبل نبيل..صاح نبيل محمد جه اجازة ياما دخل محمد وكان يبدو عليه الارهاق اخذت تحضن وتقبل ابنها وتقول الحمد لله الحمد لله امال فين اخوك محمود قال محمد اخويا فى الاسماعيلية وانا فى السويس بعيد عن بعض قالت نفسى اشوفه وحشنى الولة ده.. كان الاهتمام كله بالزائر الجديد لان الجيش اصبح بيته وكان يزور امه كل شهر او اتنيين ولم يكن يتكلم ابدا عن مكان او نوع السلاح الذى يخدم به .....
اصبح الصباح وكان نبيل يجلس مع محمد اخوه يتناولان اطر اف الحديث وكان هناك من ينادى على نبيل من الشارع كان شريف اوفى بوعده وجاء فى ميعاده فقال له نبيل اتفضل تعالى رد شيف انا مش فاضى تالى خد حاجتك واطلع قال له نبيل ماشى .. ونزل ليسلم على شريف ويشده ليدخل ليتناول الشاى ولكنه قال يبقى ليا عندك واحد شاى فى البن البرازيلى...وانصرف اخذ نبيل يقلب الصور كانت فى ظرف اصفر كبير وعددها اكثر من خمسة عشر صورة...كانت فضيحة كبير ولكن نبيل كان ينوى احراقها بعد ان تستنفذ الغرض منها...صعد الى حجرته مرة اخرى وكان اخوه يجلس فى الصالة ويتناول افطاره كما كن متعودا ..وناده نبيل وقال له محمد تعالى عايزك نهض محمد قائلا ابوة ياخويا قال نبيل خد الفلوس دى واصرف براحتك دى بتاعة الحاج ولما تيجى مسافر قولى .اخذ محمد النقود وهو يقول شكرا يا خويا
رن جرس التليفون مرة اخرى وكان ما توقعه نبيل كانت كريمة اخذ التليفون بعيد عن مكان جلسوهم واخذ يكلمها فقالت انا عايزة اشوفك النهاردة الساعة تلاتة فى ديليس واوعى تتاخر رد قائلا مقدرش دانا يمكن اجى قبل كدة كمان
اخذ معه بعض الصور ووضع الباقين فى درج مكتبه واقفل غليهم بالمفتاح بعد ان خبائهم....وما ان قاربت الساعة الثانية حتى نزل ومعه صور احد المحبين القدامى للفتاة وكان العام الماضى يعتبر تاريخ بالنسبة لها.
وصل فى تمام الثالثة ونظر حوله فلم يجدها جلس وطلب لنفسه كوبا من الشاى وبعد حوالى اربع ساعة جائت وهى تنظر اليه ببرودها المعتاد وكانت تتصنع الدلال ولكنه كان عملة رديئة لا تنفع مع انسان جريح جراح الذئب .
دعاها للجلوس فبدات تقول ممكن تقولى مين البنت الطويلة اللى كانت معاك فرد عليها حاجاوب لما تقولى لى مين الجربان اللى كنتى معاه من يومين وماشية ايدك فى ايده قالت اللى قالك كدة كذاب قا لها بصى انا تربية امى يعنى مدربانى اعرف حيل النسوان قالت انا نسوان قال لها العفو ووضع يده فى جيبه واخرج صورها وقال اهوده يعرف اكتر وقام قائلا متر تعالى من فضلك خد الحساب ودفع الحساب و قال وهو ينصرف اوعى تتصلى تانى الاعندى من دول كتير...صاحت بقلة ادبها المعتادة يابن الكلب....لم يرد وتركها وانصرف
............................................................................................................................
..........................................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق