الأربعاء، 4 مارس 2015

الارملة السوداء.....الجزء الثالث

....................................الارملة السوداء ....الفصل الثالث..1
............................................................................................
دخلت ليلى الحجرة التي ينام بها إسماعيل وقالت له المازون والشهود جايين بعد المغرب عايزاك تبقى بيه بجد زى ماكنت مع الظابط سليمان واكتر شوية... دلوقت سعيدة حتجيب لك البدلة اللى حتلبسها وكل اللى تحتاجه وكمان البارفان ....رد إسماعيل البر...فان اه ال ريحة يعنى قالت ليلى بلاش تتكلم بلدى كدة قال إسماعيل يا هانم احنا ماتفقناش على كدة وانا جيت هنا بلدى ابن بلدى وما تربتش ابقى افرنجى ..قالت ليلى خلاص حاول يمن يجى لنا ضيوف مهمين ...واخذ إسماعيل يغنى بعد خروج ليلى من الحجرة سماعين ياولد الزين يامشرف العيلة مبروك يانور العين دخلتك الليلة وكمان يانور العين الخارجة الليلة سماعين ياولد الزين...هو فين البرفان والا القرفان اللى بتقول عليه؟ .. واخذ يضحك وهو يرش من زجاجة العطر على نفسه بعد ان اخرجها من علبتها ووضعها مكانها على المنضدة .وقال رية مش بطالة مالها ريحة الاسيس ه حتى ارخص واحسن .خليك بيه يابو السباع وبطل الشغل البلدى ده واخذ يضحك .ويقول البهوية برضو حلوة هم يعنى اجدع منى في ايه؟ ايوة انا عاطل بالوراثة ومن اعيان اسكندرية وابويا سايب لى شوية أملاك وكام ابعدية بيديرهم اى واحد افندى ايوة كدة زى فيلم سى عمر واخذ يضحك حتى استلقى على قفاه.
ولم يمر وقت كثير حتى خبطت سعيدة على الباب وهى تنادى بصوت خفيض يا اسماعين بيه ياسماعين بيه....قال إسماعيل يبقى ليلى هانم وصيتها تقول يا اسماعين بيه ...نمشيها اسماعين بيه طيب والعربية بتاعة الناس حقل عليها ايه؟ ي وقعتك السودة يا اسماعين بيه ...وكررت سعيدة هدومك جاهزة يا اسماعي بيه افتح علشان تلبس الوقت اتاخر وزمان الناس جاية .رد إسماعيل طيب طيب ياسعيدة ....وفتح الباب فوجد سعيدة و ورئهاثلاثة من خدم القصر يحملون ملابسة التي سيظهر بها في حفل زواجه الاجبارى من ليلى هانم ضرغام . قال لهم حطو الحاجات عندكم واتفضلو مشكورين علشان انا بحب البس بروقان فوقف احدهم وقال مايصحش يابيه انا اللبيس وشغلتى البسك هدومك واهندمك يا سعادة البيه والهانم هي اللى عينتنى علشان اخد بالى منك قال إسماعيل تلبسنى ايه ياجدع ؟يالا اطلع وصرخ به امش امشى اهو ده اللى فاضل .خرج ارجل مسرعا من حجرة إسماعيل وقد تملكه الارتباك وهو يردد طيب كدة الهانم حتقطع عيشى .اخبر اللبيس سعيدة بما جرى فذهبت بدورها لتخبر ليلى هانم بما جرى مع اللبيس فقالت اصل البيه بيحب يلبس بنفسه من أيام ما كان في سلاح الفرسان في السودان...قالت سعيدة هو كان في السودان ياستى بس ده ابيض خالص وشعره بنى ياستى ده شبه الانجليز .قالت ليلى ضرغام ايوة شبه الانجليز اطلعى وقوليله يلبس الوقت ازف.
ذهبت سعيدة مسرعة لتنفيذ امر سيدتها ورجعت لحجرة إسماعيل الذى كان يرتدى بذلة العرس وباقى ما احضرته له ليلى ضرغام من ملابس خاصة بالحفل الميمون حبطت سعيدة على الباب فرد عليها إسماعيل اية ياسعيدة انا بالبس عايزة ايه؟ قالت لا خلاص كمل لبسك يا سيدى البيه الف مبروك
وبعد ان اكمل إسماعيل لبس ملابس الزفاف اخذ ينظر اللى المراة وهو يمسك البيبيون .وكان معجبا بنفسه وقال بهوات وبشوات مين يابا احنا الأصل وبيقولو لازم لبيس .وضحك قائلا الخبرة حلوة برضوه..
وم امسك زجاجة العطر التي نبهت عليه ليلى برش بعضا منها على ملابسه حتى سمع خبط على باب الحجرة فقال مش حنخلص النهاردة من وجع الدماغ ادخل ياللى بتخبط فتحت سعيدة الباب وما ان شاهدت إسماعيل وقد اكمل لبسه حتى قالت بسم الله ماشاء الله ليك حق يا سيدى تلبس بنفسك كدة احسن من الولد اسمه ايه ده اللبيس.بتقولك ستى الشيخ الماذون وصل واطلع علشان حتعرفك على الضيوف...قال إسماعيل واجب برضوه .
تردد إسماعيل في الخروج لمقابلة الضيوف المهنئين فماذا سيقول لهم لو سالوه عن مكان اقامته فكر وقال في نفسه كل حاجة في وقتها وخليها على الله وخليك تقيل بابو اسباع .
وما ان خرج من باب الحجرة حتى وجد ليلى ضرغام امامه وهىتنظر اليه بانبهار شديد وقالت كدة تمام...رد عليها إسماعيل تلميذك ونقاوتك ياهانم كانما يذكرها انها من اجبرته على هذه الزيجة العجيبة رغم اختلاف الأصول التي تتكلم عنها في كل حين.قالت ليلى الناس في انتظارنا يا اسماعين بيه وتعلقت بذراعه وقالت له ارفع دقنك شوية وات ماشى قال ما اقدرش ياهانم ارفع دقنى وضيع لحظة واحدة ما ابصش فيها على جمالك .
قالت .مرسى جميل الكومبيلمون ده .
نزلت ليلى ضرغام مع إسماعيل على درج الدور العلوى المؤدى اللى بهو القصر فوق المهنئين وهم يصفقون مرحبين بالعروسين.
التفت إسماعيل الى ليلى وخو يتصنع الابتسام جم امتى دول؟ ابتسمت وقالت انت كنت ظابط برتبة يوزباشى بالسودان...ضحك وقال يوزباشى ماشى
واخذت تعرفه على المهنئين وأخيرا جائت الخادمة سعيدة واقتربت من اذن ليلى ضرغام قائلة الماذون الشيخ في المكتب ياستى ومعاه الشهود قالت ليلى روحى هاتيه وخليه يقعد قدام الترابيزة اللى في نص الصالة ...وانصرفت سعيدة لتنفذ امر سيدتها
...........................................................................................
...............................الارملة السوداء............الجزء الثالث.........1
.................................................................................................................
اخدت ليلى تمشى وهى تحى المهنئين وتسلم البعض منهم بحرارة وانحنى عليها إسماعيل قائلا الناس دى جت امتى دى حاجة عجيبة اوى الصبح ساعة الظابط ماجه ماكانش فيه حد قلت له اسكت وبطل فضايح مش وقته واخذت تحى من حولها بهزة من راسها ثم قالت تعلى نروح عند الشيخ عيد نسيت اقولك العصمة حتبقى في ايدى قال إسماعيل وده ينفع يا هانم هو ده كلامى ومش عايزة فضايح قال لها يعنى تتجوزينى وتقولى على الطلاق مانت مشتغل سواق و...ضحك والا ده شغل ولاد الذوات على العموم مايضرش مدام مع بعض واهى ليلة وتعدى.....قلت ليلة بطل تتكلم من تحت ضرسك وخللى الليلة تعدى على خير قال إسماعيل انا باقول كدة برضوه
..وصلا أخيرا عند مكان جلوس اليخ عيد ماذون المنطقة الذى قام وقال الف مبروك يا هانم الف مبروك يابيه معلش اتاخرت عليكم شوية اصل الدمنهورى الكبير تعيشو انتم قالت ليلى ما احنا عارفين ..من الصبح قال الشيخ عيد لا يا هانم اللى كان الصبح ده ابنه اما الراجل الكبير بعيد عنكم وعن السامعين انتحر بعد دفنة ابنه اخذ بندقية من واحد من الغفر وضرب بيها نفسه لا حول ولاقوة الا بالله دنيا....قالت ليلى الله يرحم الأموات يللا اهو اخد وقته خلينا في الفرح احسن يا شيخ عيد امال مامور المركز مظهرش اه الشغل كتيسر عليه النهاردة...قال إسماعيل مش الواجب برضو كنا نستنى شوية الدمنهورى مهما كان جاركم واحنا عندنا في السودان وكرر في السودان هه لما بيموت جار بناجل الافراح لبعد الأربعين او السنوية.قال الشيخ عيد الحى ابدى من الميت يا سعادة البيه وبعدين ماتنساش ان الناس اللى جات علشان تهنى كانت حتتعب كدة مايصحش واهل بيت ضرغام طول عمرهم يعرفو الواجب كويس....قالت ليلى ضرغام شكرا ياشيخ عيد مش تخلص اللى انت جاى علشانه قال الشيخ عيد وهو يفتح دفتر الزواج..زواج مبارك انشاء الله حتوكلى حد يا ست هانم قالت لا انا رشيد وكبيرة كفاية قال الشيخ ربنا يديكى طولة العمر يا ست الهوانم نبداء على بركة الله اين العريس هات يدك وضعها في يد العروس وقال لاسماعيل قل ورائى زوجتكى نفسى انا وقل اسمك قال إسماعيل زوجتكى نفسى انا إسماعيل شاهين على ..الخ.......وعلى الصداق المسمى بيننا. واتجهه الى ليلى وانهى ما املاه من صيغ الايجاب والقبول وأخيرا قال مبروك وبالرفاء والبنين.... اين الشهود وجاء رجلان كبار في السن ووقعا وانصرفا وبدات حفل الزواج .
كان القصر مزدان من الخارج بانوار ومشاعل بالكيروسين وكثير من باقات الورود اما البهو فقد كانت به لمبات جاز كثيرة وشموع كبيرة واما ماكان موضوعا من أصناف الطعام والحلويات فحدث ولا حرج كل هذا التدبير السريع والدقيق أخاف إسماعيل واخذ1 يتحدث مع نفسه اخرتها ايه ياسماعين انا وقعت والا ايه دعواتك يا اما .كانت ليلى ضرغام تلازم إسماعيل خوفا من ان يخطئ في الحديث ولكن معظم الضيوف كانو يتكلمون مع معارفهم الا بعض الضيوف من عائلة ضرغام كان ينظرون الى اسماعيا شزرا وتقدم احدهم لاسماعيل مهنئا وهو يقول الف مبروك يا إسماعيل بيه انا سمعت ان من اسكندرية ومن عيلة شاهين صح كلامى.قال إسماعيل كلام معاليك مش ممكن يكون غلط قال الرجل امال من انهو فرع من عيلة شاهين قال اسماعين من فرع بحرى كنا ساكنين في بيت قريب من قصر راس التين لان جدى كان بيحب العيلة المالكة موت وبعدين سافرنا السودان وخدمت في الجيش قال الرجل خدمت فين رد إسماعيل بسرعة بديهة عجيبة انا خدمت في كذا حتة في السودان منها دونجولة قال الرجل تقصد دنقلة لا هم بينطقوها دونجولة قال الرجل ظريف ظريف وكمان بتتكلم زيهم قال إسماعيل انا سبت الخدمة وانا يوز باشى
رد ارجل بس انت ماشاء الله لسة صغير على الرتبة دى رد إسماعيل وقالل ربنا يطول لنا في عمر ناظر الحربية .والدى الباشا الله يرحمه وصاه علية هيه أيام معاليك ...قال ارجل واملاكك فين قال إسماعيل بص معاليك املاكى في معظم مصر هنا اباعدية وهنا مصنع وهنا حتة ارض وبعدين ابويا حط كل فلوسنا عند طلعت باشا حرب في بنك مصر بعد ما صفى معظم العقارات وشوية المنقولات اللى ملهاش لازمة ...تامرنى يشئ سعادتك قال الرجل العفو دانت عريس تقيل اوى ليلى بنت همام بتقع واقفة .
...........................................................................................
...................................الارملة السوداء........الجزء الثالث....2
..............................................................................................
انتهى حفل زفاف ليلى ضرغام وقامت سعيدة وصيفة ليلى ومعها بعض النوبيات الموجودات بالقصر بزفة العوسان والغناء لهما مع دق الدفوف بينما كان منصور العبد العملاق يدق على طبل ضخم كانت اغرب زفة لعروسين جعلت جميع المدعويين يقفون وهم ينظرون بذهول فبالرغم من الجو الغريب المحاطة به ليلى ضرغام الا انها عرفت كيف تجعل جميع معارفها يشعرون بالدهشة الشديدة وهم ينظرون لحفل زفاف لم يروا مثلها من قبل اما إسماعيل فقد لم... تكن دهشته اقل بينما قال الرجل الذى كان يتحدث مع إسماعيل ..اصله بيحب دقات طبول قبالئل دنقلة اصله كان ظابط برتبة يوزباشى بنت همام ضرغام زى ابوها كان بيحب كل غريب وعجيب .وأخيرا صعدت ليلى ضرغام لاخر الدرج ووقفت تشير للمدعويين مودعة فاخدوا يشيرون اليها حتى دخلت للممر الموصل لجناح العروسين الذى كان معد مسبقا قبل وصول إسماعيل لعزبة ضرغام. اما المدعوين فقد قام بعضهم بركوب سياراتهم اما من لم يستطع الانصراف لتاخر الوقت فقد اتجهو الى الجناح الغربى للقصر حيث يبيت ضيوف ال ضرغام عادة ......
دخل إسماعيل وهو ينظر بذهول لما يراه فقد تقدم احد الخدم وفتح باب جناح العروس بينما سعيدة ورفيقاتها ومعهم العبد القاتل منصور يدقون الدفوف ودخل إسماعيل وغلق الباب خلفه وهو يقول لسعيدة شكرا ياسعيد مع السلامة .وما ان دخل إسماعيل غرفة النوم في جناح الزوجية حتى شاهد سرير ذو اربع عمدان نحاسية وعليه ناموسية جميلة الشكل بينما ملابس نوم العروس موزعة حول جدران الغرفة حسب ترتيب أيام الأسبوع حيث كان لكل يوم لون مختلف وشكل مختلف عن سابقه.....كانت الملابس معلقة وحولها مجموعة من الورود اما جو الحجرة فقد كان العطر يعبق هوائه ومخطلتا برائحة الشموع ....
بعد مرور أسبوع على حفل الزفاف وانصراف كل المدعويين نزل إسماعيل شرفة القصر الكبيرة ليتناول افطاره هو وليلى كما كانت تامر بذلك كل يوم وتملك منه الملل في هذا اليوم فهو رجل دائم التنقل والحركة وتقييد حركته بهذ الشكل اشعره انه محبوس فقال لليلى انا نازل اتمشى شوية لانى حاسس انى محبوس قالت له عندك الكاريتة وقول لحسانين يحضرها لك لان المفروض تنزل البلد النهاردة علشان توزع الاكراميات على الفلاحين الكل اكيد منتظرك لانك عريس بنت الضراغمة.
قال إسماعيل انزل ارش فلوس تانى ويضربونى بالنار لا ياختى يوم تخيب والمرة دى تصيب...ردت ليلى قائلة لا خلاص مفيش نار حيضربها حد اسمع كلا مى اللى كان بيضؤرب نار خلاص .زى ما بقول لك خلاص.
ارتدى إسماعيل لبس الخروج الأبيض والبابيون الأحمر وعطته ثلاث أكياس ملئى بالقطع الفضية من فتة خمسة وعشرة .كان اليوم يوم سوق البلدة ودار المنادى في السوق قائلا باعلى صوته من اهل الكرم والحود سبحان رب الوجود باذن الواحد المتين حيلف النهاردة البيه إسماعيل ابن شاهين ليوزع على أهلنا المستورين والمساكين ما أعطاه رب العرش المتين.
واخذ يكر رندائاته المسجوعة والناس تلتف حوله ومنهم من ارسل في طلب أولاده حتى يستطيع جمع اكبر عدد من القطع...بينما كانت الخيل التي تجر عربة إسماعيل تمشى الهوينا في طريقها الى باحة السوق حيث ينتظره المستورين والمساكين كما يقول المنادى.
أخير ا وصلت الخيل الى حيث يقف الناس وكان هناك من يقول هي بنت ضرغام فرحانة في موت الدمنهورى وقال اخر ياعم الحى ابدى من الميت ده فرحها كان من أسبوع وقال اخر هو ده العريس نمرة كام .وقال رجل كبير في السن ربنا يسترها على العباد بطلو كلام في سيرة الناس وبعدين احنا مالنا ومال الكبار ومشاكلهم.
.قف حسانين يعلن وصول إسماعيل قائلا اسمعو يابلد اسماعين بيه شاهين من اعيان مصر واسكندرية وجاى يحيكم لانه ناوى يسكن بينكم وهو بيحب الأصول ولولا الظروف اللى فاتت كان ناوى يعزم الكل سماعين بيه بيحب الفقير قبل الغنى وقلبه مفتوح للكل .ادعوله وادعو للهانم بنت همام ضرغام أولاد الأصول.اتفضل ياسماعين بيه ....
وقف إسماعيل ورفع يديه الاثنين لاعلى محييا اهل البلد وقال سلامو عليكو يا بلديتنا...انا اخوكم سماعين وكنت جاى ادعيكم المهم مش حنعيده واحنا أولاد النهاردة ...وفتح أكياس النقود الفضية واخذ يرميها باجملة هنا وهناك على الواقفين الذين اسرعو لالتقاط ما يتمكنون منه ففي هذه الأيام كانت القطعة الفضية ذات الخمس قروش اجرة ارجل الذى يعمل في الأرض ليوم كامل.بعد ان انتهى إسماعيل من توزيع كل ما معه تقدم رجل ملتحى ويلف على راسه قطعة من القماش وهو يقول انا محتاج اكل يا سماعين بيه .قال له حسانين وهو يطرده امشى ياراجل امشى وتجه الى إسماعيل قائلا الفلاحين دول طماعين يابيه تديلهم صوباعك ياكلو دراعك.اشار له إسماعيل وقال اسكت اسكت ياحسنين متبقاش قطاع رزق.تعالى ياعم تعالى انا باشم الجوع على بعد كيلو ووضع يده في جيبه واخرج حفنة من النقود ووضعها في يد ارجل الذى ظل يقول ربنا يبعد عن شر اللى حواليك وكررها بصوت مرتفع عدة مرات
........................................................................................
...................................الا رملة السوداء الجزء الثانى............3
........................................
 
في نفس الوقت في حى السيالة بإسكندرية كانت ام إسماعيل تنادى على على ابنتها الكبرى .يابت يا فرنسا انتى يا فرنسا البت مابتردش ليه ياختى؟ اتنتى يافرنسا ر دت فرنسا ايوة ياما خير خير فجعتينى خلتينى سبت الاكل على النار ونزلت بسرعة قالت ام إسماعيل انا قلبى واكلنى على الولة إسماعيل يابت اصله غاب برة وله شرين يوم لاحس ولا خبر وسالت الولة التباع اللى معاه قال انه ماسافرش معاه لانه كان عيان ابعتى الولة سيد ...ابنك ينادى الولة الشكشبير يابت ...قالت فرنسا حاضر اخلص اللى في ايدى وابعت الولة سيد لبيت ام الشكشبير وبعدين ياما تلاقيه وقع على جوازة خايبة زى عادته ابنك عاملهم تجارته يامه قالت ام إسماعيل اهو راجل ومايعيبهوش الاجيبه .قالت فرنسا او الولة سيد ونادت على ابنها ياسيد لنت ياوله اسمع روح بيت ام الولة الشكشبير التباع وقول لامه تبعته اول ما يجى او شوفه اه متلقح على قهوة الفارس حميدو الله يرحمه يللا ياسيد ياحبيى ومتتاخرش قال السيد ادينى قرش صاغ ياما علشان اشترى نحلة واطان قالت فرنسا امى ياولة جاك مشش في ركبك انت فالح ولانافع الا في النحلة؟ اشاح لها سيد بيده وقال طيب انا ماشى انا رايح علشان خالى بس هو الوجيد اللى جدع معايا...قالت ام إسماعيل روح ياحبيبى وحبيب خالك ولماتيجى حاديك اللى انت عاوزه..ياترى انتى فين يابنى ياحبيبى انا قلت له سيب الشغلانة المهببة دى.قالت فرنسا عن اذنك ياما انا طالع اعمل الاكل زمان أبو السيد جاى..قالت ام إسماعيل طيب ياختى ربنا يهنى سعيدة بسعيد بنات اخر زمن...
اخذ السيد ابن اخت إسماعيل يجرى في طريقه الى قهوة الفارس حميدو بينما كانت الريح تدفعه في صدره فقد كانت النوة في بدايتها ولكنها أوامر ام إسماعيل ويجب تنفيدها وخاصة انه يحب خاله وازعجه كلام جدته فاراد ان يطمئن وأخيرا وجد الشكشبير التباع جالس عند قهوة الفارس حميدو وحده وقد وضع راسه بين يديه .فقال له الفتى سيد عم شكش انت ياشاكش تعال ستى عايزاك بسرعة وسيب اللى في ايدك وتعالى ...ترك إسماعيل الشيشة وانصرف مع السيد الى منزل ام إسماعيل التي كانت تنتظرهم في النافذة على احر من الجمر ومل ان شاهدتهم حتى قالت تعالى ياولة ياشاكش ادخل يابنى .قال الشاكشبير التي كان الجميع يدللونه باسم الشاكش امرك يام إسماعيل اامرى خير قالت له يا ولة يا قليل الأصل معلمك له عشرين يوم محدش سمع عنه حاجة وانت لاحس ولاخبر .رد الشاكش التباع ازاى يام إسماعيل انا رحت سنترال المنشية اكتر من مرة واتصلت بعادل بيه الدفراوى صاحب الشركة وتلافونه ما بيردش عملت له كذا ترنك وبعدين بعتله تلغراف كلفنى ريال بحاله قالت ام إسماعيل انت رايح تعمل ترانك امتى قال بس الجو يتعدل .قالت ام إسماعيل خد يا ولة الربع جنيه ده وروح امل ترنك للشركة بتاعة عادل بيه الدفراوى الا قلبى واكلنى على إسماعيل قال الشكش خللى فلوسك يا ام إسماعيل عيب هو انا معزة والله عيب اجدعان عن اذنك وليا كلام مع الاسطى افندى لما يجى بالسلام قالت ام إسماعيل خد ياولة وابقى رده لما تشتغل انت زى عيالى قال الشكش كفاية يام إسماعيل انا رايح دلوقت سنترال المنشية ..قالت ام إسماعيل وهى تدعو للكشبير التباع يكرمك يابنى انت اصيل ياولة وجدع .خرج الشاكشبير مسرعا وهو في طريقه الى سنترال المنشية وما ان وصل الى اخرا الشارع حتى وجد احد موظفي فرع الشركة بالإسكندرية يساله انت فين انت والاسطى إسماعيل افندى قال الشاكش هو النهاردة ايه الحكاية كل اللى يقابلنى يسالنى على الاسطى إسماعيل وبعدين انت فين ؟وليه ماجيتش الشغل .؟ قال الشاكشبير انا مابارتاحش غير مع الاسطى إسماعيل .قال الرجل طيب عال بس الاسطر ماوصلش مصر لا هو ولا العربية بحمولتها.ايه رايك؟ وعادل بيه الدفراوى بلغ البوليس بسرقة العربية بحمولتها يا عم أصحاب الحمولة خواجات واجعين دماغنا حتى لما عرضنا عليم ياخدو فلوس رفضو وقالو حيكلمو القنصل ..ضحك الشاكشبير وهو يقول قنصل الوز .
قال الرجل طيب يا حلو ابقى قول الكلام ده قدام ماموركاراكون الجمرك .
ات التباع اللى كنت معاه واسمك في المحضر وحيقبضو عليك في اى وقت.قال الشاكشبير ويقبضو على ليه انا رايح للبيه المامور.لانه بيعرف الاسطى افندى.ودورو على اللى حيشتغل عندكم تانى انت والبيه بتاعك.تعالى معايا قال الرجل على فين رد عليه الشاكشبير مش قلت قسم الجمرك يبقى تيجى معايا. وسحب الشكشبير الرجل من يده كانه يشد طفل صغير والرجل يقول .طيب وانا مالى انا جاى ابلغك باللى حصل قال الشاكش لا ياخويا تقول الكلام ده قدام البيه المامور بدل مايجو يسحبونى زى الخروف ويفضحونى في الحتة على اخر الزمن ابقى حرامى؟
وصلا أخيرا الى قسم الشرطة فوجدا رجل من رجال الشرطة برتبة شاويش كان جالسا في حجرة صغيرة بجانب مدخل القسم والقى الشاكش السلام عليه وقال بيقولك ايه ياعم الشاويش؟ قال الشاويش ايوة يا خويا ؟قال الشاكش احنا جايين نعمل محضر لواحد متغيب له غشرين يوم قال الشاويش وده سنه كام سنة العيال بيهربو من اهاليها اليومين دول قال الشاكش لا ده مش عيل ده الاسطى بتاعى وعنده بتاع تلا تين سنة ..واخرج الشاكش علبة سجائره وقال للشاويش ولع يا حضرة الصول .قل الشاويش هو اسمه ايه قال الشاكش اسمه إسماعيل شاهين..قال الشاويش إسماعيل بتاع شارع الحجارى ده فيه بلاغ عنه بانه مختفى له فعلا واحد وعشرين يوم بعربية نقل ماركة فورد بحمولتها والمديرية بعتت استعجال النهاردة ده فيه ناس تقال مبلغين عنه ربنا يسترها عليه...
..................................................................
...........................الارملة السوداء الجزء الثالث...4
........................................
قال الشاويش استنى عندك انتة وهو انتو فاكرين دخول الحمام زى طلوعه وعمال تقول سيجارة ياحضرة الصول مش عارف ايه .قدامى على البيه المامور ..قال الشاكس اتفضل يا خويا هو احنا حنخاف والا حنخاف .
دخل الشاويش حجرة مامور القسم وخرج بعد اقل من دقيقة وقال تعال ياولة يارجب كلم البيه المامور .دخل الشاكشبير تباع الاسطى إسماعيل وقال للمامور السلامو عليكم يابيه انا جاى ابلغ عن غياب الاسطى إسماعيل شاهين معلمى له حوا...لى عشرين يوم مختفى هو والعربية الى بنشتغل عليها انا وهو وجيت ابلغ على غيابة ومعايا الأستاذ بسيونى محاسب في الشركة بتاعة الدفراوى بيه...قال المامور افتح محضر يا شاويش اسمك ايه ياولد وشهرتك اسمى يابيه رجب عبد السميع السيد وشهرتى الشاكشبير .والاسم ده طلعوه عليا الرجالة في السوق الا قوللى يابيه هو ايه الشاكشبير ده .قال المامر جاوب على قد السؤال يارجب قال الشاكشبير امر معاليك . ساله المامور سنك وعنوانك يارجب قال الشاكش سنى اصغر شوية من الاسطى يعنى حوالى أربعة وعشين سنة وعنوانى شارع الحجارى بالسيالة وشغلتى تباع عند الدفراوى بيه .....قال المامور انت ليه مسافرتش مع الاسطى إسماعيل المرة دى يارجب قل الشاكش يابيه كنت تعبان والاسطى ودانى المستوصف كتر خيره وجاب لى الدوا وسابنى ارتاح لانى كنت عيان اوى يابيه . لكن اللى يزعل ان ام إسماعيل حتموت على ابنها وكل ما اعمل تراتك للشركة محدش يرد وعدين شديت لهم تلغراف ..ساله المامور طيب ليه ما روحتش فرع اسكندرية وبلغت يابيه روحت وماحدش بيسال الا لما البيه المدير بيبقى موجود او فيه نقلة من عند باشا والا خواجة كدة اصلهم بقشيشهم ياما يابيه . قال المامور بتعرف تكتب اسمك قال الشاكش طشاش يابيه لكن باعرف ابصم كويس .ثم التفت الى الأستاذ بسيونى واخذ يستجوبه ثم قال له وقع على اقوالك .ثم قال اسمع يارجب ماتروحش بعيد الأيام دى يمكن نحناجك انت والأستاذ بسيونى قالا امرك يابيه
..نزل بسيونى مع الشاكشبير العتال وقال اسمع يارجب ابقى حود على الشركة علشان لك فلوس رد الشكش الله يخليك يابسيونى افندى اصل الحالة زى مانت شايف
مشى الشاكش في شارع الحجارى حيث يقع منزل الاسطى إسماعيل فوجد السيد ابن اخت إسماعيل السائق يلعب بالنحلة يلعب امام منزله اما ام إسماعيل فقد كانت تقف خلف الشباك .وما ان شاهدت الشاكش كما يناونه قالت له عملت ايه يابنى ؟...قال لها محدش بيرد يا ام اسماعين قالت له محدش بيرد ازاى انت بتكذب عليا ليه قال الشاكش وسيدى المرسى ماباكذب عليك انا حتى كلمت الأستاذ بسيونى محاسب الفرع هنا وكمان هو اللى قال ابقى احود على الفرع بتاعهم في شارع سعد زغلول وبرضو مابيكلمش الشركة اصل تيلفونها عطلان . ثم قال الشاكش عاوزة حاجة يام إسماعيل قاللت اعوزك طيب يابنى والله قلبى واكلنى على الولة اسماعين اوى مع الف سلامة ولو سمعت اى حاجة ابقى تعال قولى انصرف الشاكش بينما اخت ام إسماعيل تنادى على ابنته فرنسا ..يا فرنسا انتى يام السيد يابت يافرانسا قال الطفل سيد ياستى مش حتسمعك دى زمانها فسابع نومة انا سايبها نايمة وبتشخر وقفل عليها الباب ونزلت العب قالت له ادخل من البرد قال لها سيد مفيش برد ياستى دول شوية هوا بس قالت له انت عامل زى خالك بيحب الشتا زى عنيه ادعى معايا ياولة ربنا يجيبه بالسلامة قال السيد يجى بالسلامة يا خالى علشان ستى تفرح بيك .
في نفس الوقت كانت الساعة قد جاوزت منتصف الثانية بقليل وكان إسماعيل قد انتهى من توزيع الثرث ربطات الممتلئة بالنقود الفضية والتي وزعها على الفقراء من فلاحين المنطقة والتفت الى حسانين رئيس الخفر قائلا ياللا بينا يا حسانين واذا برجل ملتحى وعليه علامات العته والضعف العقلى يندفع امام العربة التي كادت ان تلقية تحت حوافر الخيل الا ان ان إسماعيل صاح في حسانين قائلا وقف الخيل ياحسانين وكان ارجل يكرر جعان جعان يا ناس ياشبعانين النعمة مابتدمش قال له إسماعيل تعال ياعم ووضع يده في جيبه واخرج بعض القطع الفضية وقال خد ياعم واوع تزعل اخذ ارجل يدعو لاسماعيل ويقول ربنا حينجيك من اللى انتا فيه واخذ يكرر كلامه وحسانين يقول يللا بينا يابيه دول لو اديتهم صباعك ياكلو دراعك .قال إسماعيل الجوع يعمل اكتر من كدة اطلع بينا نتمشى على الزراعية قال حسانين معنديش امر بكدة يابية ممنوع امشى على الزراعية المش مننوع السوق والمرور على الأرض وابقى كلم الهانم وشد لجام الخيل وجعلها تجرى وهو يفرقع بجانب اذانها بالسوط مما جعلها تنهب الطريق في الحال وخلف عربته كانت عربة العبد منصور ومعه طاقم حراسة من رجال اشداء.اخيرا توقفت العربة التي تحمل إسماعيل امام درج باب القصر وحيث كانت تقف ليلى وهى متوشحة بوشاح صوفى يقيها البرد وكانت تبتسم ابتسامة غريبة كعادتها لم يسكت إسماعيل بل قال ايه يا هانم انتى قايلة لحسانين مايطلعنيش على الزراعية قالت وهى تبتسم ابتسامة الحية الناعمة .ايو ياحبيبى انا خايفة عليك ومش حيقدرو يحموك من طلقة طلعت من بندقية رغم كل الحراسة دى بس مانمشيش في خط النار..... ياللا نتغدى الأول وبعدين يحلى الكلام
قال إسماعيل نتغدى مانتغداش ليه.......
..........................................................................................
..................................الارملة السوداء........الجزء الثالث...........5
....................
مر أسبوع اخر ولم يكن إسماعيل مقتنع بكلام ليلى فهى تضع مراقبين ليراقبو تحركاته اول بأول خوفا من ان يصل الى طرق محطة القطار او الطريق الزراعى الذى اتى منه فقد جعله حسانين في متاهة يوم ان احضره الى منطقة قصر ال ضرغام كان يشعر ان هناك ما يحاك ضده وهو خطير ولكنه لايعرف ماهو هذا الشئ الغامض الذى يحس به تجاه هذه الافعى ليلى التي تستعبده بكل ما اوتيت من قوة لينفذ نزواتها بشكل يجعلها اكثر احتراما فان العص...مة كانت بيدها وتستطيع في اى وقت تطليق إسماعيل كما ان جيش الخلاص الدى تاويه لديها من العبيد الباقين من أيام جدها ضرغام الكبير فهى تتعامل معهم انها ملكة ولكن كان هناك شيء غامض لانه في احد الليالى صحا من نومه ولم يجد ليلى بجانبه وخاصة في أيام الاثنين من كل أسبوع لان الامر تكرر اكثر من يوم اثنين فتصنع النوم واخذ يرقبها لنها جائت قبل اذان الفجر بقليل كما كانت تفعل كل مرة ولكنها في هذه الليلة كانت على وجهها اثار دماء متناثرة وخاصة على فمها تملك الرعب من إسماعيل ولكنه تصنع النوم بل الشخير.وفى اليوم صباح اليوم التالى نهض مبكرا وكانت ليلبى لاتزال نائمة نر الى وجهها فلم يجد اى اثار للدماء التىى كانت تغطى فمها وتتناثر على وجهها وصدرها تملكه العجب ولكنه قرر ان يخرج ليمشى وحده مترجلا وبدون اية حراسة من حسانين او العملاق منصور منفذ احكام الإعدام والقتل عندما تامره ليلى خرج إسماعيل الى الطريق المؤدى الى ارض ال ضرغام وهو ينظر الى الزراعات والفلاحين الذين كانو يعملون في الأرض رغم ان الوقت كان مبكرا ولكن رغم ان الجو كان باردا في هذا الصباح الا انه كان منعش واحس إسماعيل انه مراقب وان هناك من يتبعه عن قرب فدخل الى منطقة الزراعات حيث يعمل الفلاحين واخذ يتحدث معهم وهم يعملون في الأرض حتى يخدع مراقبيه اكتفى إسماعيل بهذا القدر من المشى ورجع الى قصر ضرغام وشاهد في طريق عودته عند منطقة مكشوفة ثلاثة افراد من الزنوج العاملين في اسطبل الخيل وهم يمشون ورائه دون انظر اليه فتجاهلهم واتجه ناحية القصر وصعد الدرج فو جد ليلى جالسة على منضدة وعليها ماامرت به لافطاره وافطارها معه قالت ليلى انت كنت نايم برة القصر في الأرض .ضحك إسماعيل وقال اتنتى عارفة ان عندك كنز من الهوا الجميل والمناظر الاجمل وخصوصا لما الواحد يمشى ويامل الجمال ده كله .لم ترد عليه ولكنها كانت تركز اتظارها في عينيه كانها تثبر غوره وتتاكد انه لايكذب وانه يدبر لشئ لاتريده وما ان تناول افطاره وجلس يشرب قهوة الصباح حتى سمع صوت جرس الكارتة التي يسوقهاا حسانين .فقالت له ليلى حسانين برة انت نسيت ان النهاردة لازم تلف في البلد وتعمل زى الأسبوع اللى فات قال لها اسماعيللكن السوق يوم الخميس والنهاردة التلات قالت لاء ده سوق تانى واهى فرصة تغير هوا...قال إسماعيل امرك .انا جاى ياحسانين ولبس لبس الخروح للأسواق الذى كانت تعده له كل ميعاد خروج للأسواق لاحظ إسماعيل ان حسانين وحده وان ميعاد السوق مختلف وفكر في دعاء الرجل ذو اللحية الطويلة والشعر الاشعث الذى كان يدعو له ويقول ربنا ينجيك من اللى انتا فيه .فكر إسماعيل اذن ارجل ليس مجنونا ولا درويشا وصمم على ان يجد الرجل والحديث معه وقامت ليلى ضرغام باحضار أكياس النقود الفضية واحضرت مجموعة أخرى وحدها من النقود الأكبر قيمة وقالت حط دول في جيبك . وخرج إسماعيل فوجد حسانين يحمل بندقيته وبجانبه خفير اخر يحمل بندقية أخرى واخذ يداعب الخيل وهى تمشى الهوينا لم ينطق إسماعيل طول الطريق بكلمة ولم يوجه اى كلام لحسانين ومساعده حتى ان حسانين لاحظ سكوته فاسماعيل كان يتكلم مع الجميع عندما يشاهد اى شيء لايعرفه فقال وهو يحث الخيل على الإسراع انت زعلان منى والاحاجة يا اسماعين بيه؟ قال إسماعيل وازعل منك ليه يارجل ياطيب انت قام معايا بالواجب وبتحرسنى رغم ان احارس الله والصلاة على النبى ..لم يرد حسانين واخذ يحس الخيل على الانطلاق حتى ان إسماعيل قال له على مهلك على الخيل ياحسانين ارحمهم شوية ياراجل قال حسانين خلينا نخلص من المشوار ده يابيه...اهو وصلنا السوق قدامك ... وما ان وصل إسماعيل الى السوق حت التف حوله مجموعة ضخمة من الناس واخذ يوزع عليهم ما اعطته ليلى من نقود فضية كما كانت تعدها كل أسبوع واخذ الفلاحين يدعون له ربنا يخليك يا سماعين بيه وينصرك يارب انت طيب وربنا حيكرمك نظر إسماعيل الى مصدر الكلام فوجد الرجل ذواللحية والشعر الاشعس والنظرات الذائغة فقال له إسماعيل انت لسة جعان ياعم قل ارجل ربنا قانعها وهو الرزاق مداااد وانطلق يجرى كانما تطارده الشياطين وحينها قال حسانين يللا بينا يابيه علشان الهانم ماتقلقش واستدار بالعربة في اتجاه الذهاب الى القصر واخذ يحث الخيل ان تجرى وتجرى حتى اصبح إسماعيل غير قادر على التحكم في الجلوس فتعلق بحاجز كرسى السائق وفجاءة طارت العربة في الهواء وانقلبت على جنبها الأيمن فوقع الخفير الذى يجلس بجانب حسانين تحتها وانطلقت رصاصة من بندقيته فاصابت حسانين في راسه وطار إسماعيل في الهواء حتى وقع في الترعة التي كانت على يمين الطرريق اما الخيل فاكنت تجرى مجرجرة ورائها العربة الى ان توقفت على مقربة من مكان الحادث اخذ إسماعيل يسبح وهو في ذهول مما جرى كان يقول استر ياستار وخرج من الرعة وهومبتل ويغطية الطين وجلس بجان شاطئ الترعة وهو يحاول إزالة المياة والطين من على وجهه وفجاة سمع صوت خلفه يضحك بصوت عالى ويقول حسانين مات هو والغفير فستين داهية .نظر اليه إسماعيل باستغراب وهو يساله ات جيت هنا ازى بالسرعة دى انت كنت في السوق وبعديت طلعت تجرى ليه؟ قال الرجل ذواللحية الكل فاكرنى مجنون ودرويش انا كنت زيك زيك كدة يابيه يعنى جوز الست ولما جه ميعادى حاولت تقتلنى لكنى هربت ورحت عند عيلة الدمنهورى واستخبيت هناك لغاية كلبها حسانين ماشافنى وكانو ناوين يقتلونى النهاردة وده اللى خلانى اجرى ..ماتبصليش باستغراب انا حاقولك الهانم بتاعتك علقت اى لون امبارح قدام السرير أبو عماويد نحاس بيلمع؟ اقولك لو علقت الأحمر يبقى ايامك خلصت معاها قال إسماعيل لا امبارح كانت معلقة الوان تانية لكن انا شفت الأحمر كان اخر واحد.قال الرجل انت اكيد مش عارف طريق المحطة او الزراعية ..تعالى ورايا وانا اطلعك واهربك من ايد كاهنة عبادة الشيطان ..هي الملكة بتاعة الزنوج وسعيدة كبيرة الوصيفات وفجاة جرى الرجل في الاتجاه المضاد للقصر وهو يصرخ منصور جاى ماتجيش ورايا منصور جاى واخذ ارجل يجرى حتى اختفى نظر إسماعيل فاذا بمنصور يركب كاريتة أخرى ويجرى بها باقصى سرعة الى ان وصل الى مكان إسماعيل فنزل وأشار الى من كانو معه من الخفراء ان يحضرو الخيل والعربة بقتلاها ثم تقدم من إسماعيل وحملة كالطفل ووضعه بالعربه واستدار عائدا الى القصر ....قصر ال ضرغام ومقر الملكة
........................................................................................
..................................الارملة السوداء...........الجزء الثالث ........6
كانت ليلى قلقة وهى تقف عند مدخل القصر وهى متشحة كعادتها بوشاحها الصوفى قاتم الألوان فاذا بها ترى عبدها الأسود منصور يحمل إسماعيل ويصعد به الدرج وهو في حالة شيئة فقد كان مبللا من راسه الى قدميه ووحهه مغطى بالطين اثر سقوطه في الترعة وكان حافى القدمين كما فقد سترته البيضاء عندما شده منصور خارج شط النرغة الطينى قام منصور بوضع إسماعيل على اقرب مقعد في بهو القصر وانصرف دون ان ينطق بكلمة فهو لا يعرف من ...الكلمات العربية الا القليل وبعد قليل افاق إسماعيل بعد ان نقله الخدم الى حجرته وقامو بخلع ملابسه المبللة وفى انتظار الامر بنقله الى الحمام الخاص به وحينها افاق وقام بصرفهم واتجه الى الحمام ليستحم مزيلا ماء الترعة والطين الذى علق بوجهه وشعره ولاحظ وجود كدمات كثيرة تغطى جسمه وكان يردد الحمد لله الحمد لله . دخلت عليه ليلى وهو يرتدى ملابسه وقالت له ايه اللى جرى ؟ قال إسماعيل كنا ماشين بالكاريته اخر جمال وياواش ياواش فجاءة ضرب حسانين الخيل باكرباج وفضل يصرخ فيهم الخيل طارت من الجرى مفيش دقايق الا والاقى نفسى طاير في السما وبعدين وقعت في الترعة المطينة شوية وكان منصور بتاعكم ده جه وشالونى من شط الترعة وشالو حسانين والغفير من تحت الكاريته المقلوبة قالت امال مين اللى ضرب حسانين بالنار قال اسماعيل معرفش انا كنت في الترعة واحتمال تكون طلت طلقة من بندقيته او الغفير اللى جانبه لانهم كانو طايرين عموما البوليس هو اللى حيعرف...قالت لا مفيش داعى للبوليس.رد إسماعيل طيب واهل حسانين والغفير قالت احنا أهلهم .الموضوع خلاص .انا عايزة اعرف الراجل المجنون الدرويش اللى كان بيكلمك قال ايهقبل مايجرى ويسيبك في السوق؟ قال إسماعيل الراجل ده غريب بيخطرف ويدعيلى حبة وحبة يشتمنى وحبة يقول جعان حاجة غريبة اوى.....قالت ليلى دلوقت سعيدة تجيب لك حاجة ساخنة تشربها علشان كدة البرد حيتعبك .وقبل ان تنهى كلامها مع إسماعيل جائت سعيدة وهى تحمل كوب صيني كبير وبه مشروب غريب الطعم قال إسماعيل بعد ان شمه وتذوقه ياساتر ايه ده .؟ قالت ده يانسون على شويه اعشاب حيخلوك حيخلوك كويس اشرب بلاش دلع علشان الغدا جاهز ..قال اسماغيل هي موتة والا اكتر قالت وهى منزعجة بتقول ايه؟ قال بهزر والا ماينفعش..الله يرحمك يا حسانين كنت حمار .....واخذ يرشف من كوبه الصينى وما ان وصل الى منتصفه حتى راح في سبات عميق.. قالت ليلى لسعيده غطى البيه بالبطانية دى ومحدش يزعجه ..وانصرفت الى حارج القصر ونادت العبد منصور واخذت تتكلم معه بلغة غريبة وهى تساله وهو يجيب عليها وهى تهز راسها اقتناعا بكلامه عقب اجابته على اسالتها كانت تريد التأكد ان زوجها إسماعيل لم يقتل حسانين والغفير الاخر .كان منصور قد قام بدفنهما في مكان بعيد يعلمه هو حتى لايكتشف احد امر مقتل هؤلاء الخفر رغم ان الحادث كان قضاء وقدر ولكن الحوادث السابقة هي ما اخافت ليلى وكذلك كثرة القتلى حولها.
افاق إسماعيل قبل المغرب وهو في حال يرثى لها فقد كان جسمه يؤلمه راسه به الم شديد وكان يغالب النوم وغريزة حب البقاء تدفعه للصحيان لا للنوم كان الخوف قد بدا في التسلل الى نفسه وتاكد ان ليلى هي من كان يقتل الرجال السابقين الذين تزوجوها وكذلك أعداء ابيها القدماء ولكن لماذا لا يهم هذا السؤال لكنها قاتلة على اى حال. كان جائعا فشد الحبل الموصول بجرس لاستدعاء الخدم فجائت سعيدة على عجل وهى تقول البيه يامر بتايه؟ قال لها حضريلى حاجة اكلها ياسعيدة الله يخليكى قالت سعيدة حالا يابيه.
ذهبت سعيدة الى سيدتها لتخبرها ان إسماعيل صحا من النوم وطلب الاكل قالت ليلى حضرى له السفرة حالا لا نه ما اكلش طول النهار من ساعة الإفطار
اخذ إسماعيل يتامل الحجرة التي يقيم فيها في جناح الزوجية مع زوجته ليلبى وما وقعت عيناه على الملابس المعلقة من قمصانوم وخلافه حول ناموسية الفراش حتى انزعج فقد كان هناك طاقم احمر يقع في اخر المجموعة فاخذ يعد فوجدها ثمانية أيام قال في نفسه يا عينى على شبابك يا أبو السباع سامحينى ياسنية انا طلقتك من لسانك الطويل .كانت سنية زوجته التي تقيم بالقاهرة فقد كان مزواجا ومتزوج في اكثر من منطقة وزى الشيخ ما قال له المهم يبقو أربعة على ذمتك . واخذ يفكر امال الراجل اللى عامل بهلول هرب منها ازاى دى عاملة جيش برابرة صحيح مابيدخلوش القصر كن محدش يقدر يعرف بيتحركو امتى وازاى .. دعواتك يامه والله انا طول عمرى ماعملت حاجة وحشة فيها ايه باتجوز بس. ومازعلتش ولا واحدة .اخرتها اقع كدة ...يامنجى وماان انتهى من مناجاته لنفسه حتى وجد سعيدة واقفة امامه وهى تقول العشا يا اسماعين بيه قفز من مكانه وهو يقول بسم الله الرحمن الرحيم انتى جيتى منين؟ قالت انت ياسيدى مش حاسس بيا وكنت بتبرطم مع روحك معلش لما تاكل حتفوق اتفضل الاكل جاهز والا اجيبه هنا..قال اسمايل لا ان حاقوم اكل .كان يبدو كسكير شرب خمرة اخمارة كلها فقد مشى وهو فاقد الاتزان يتارجح شمالا ويمينا وارتمى عند اقرب مقعد ولم يستطع الاكل فقد نام وهو جالس مكانه فامرت ليلى الخدم بحمله بكرسيه الى فراشه وشددت الا يزعجه احد
..................................................................................
.......................................الارملة السوداء ..............الجزء الثالث....7
 
استغرق إسماعيل في نومه العميق فقد شرب ما جعله ينام كل هذ المدة من المشروب الذى اعطته اياه الخادمة سعيدة وافاق على صوت سيارات تقف امام القصر وقد تعالت أصوات أصوات الات التنبيه التي كان أصحاب السيارات يصدرونها بشدة وبتكرار فقد وصل للقصر ضيوف جدد بينما صحا من نومه وهو يسب من يشغل الات التنبيه بهذة الشدة قائلا مين الحمار ابن الحمار اللى حاطط ايده على الكلاكس ومابيشيل هاش ..ياربى هو الهم ورايا صاحى و...نايم ....كان في اشد الانزعاج لانه كان يحلم بالحلم الذى ياتيه دائما فيداه مازالتا مقبدتان من الامام ومربوطة في الوتد الذى يتحرك معه كلما مشى .اخذ يصرخ بعد ان تعالت أصوات الات التنبيه مرة أخرى قائلا ياولاد الكلب بطلو دوشة ..بعد قليل جائت سعيدة وهى تقول لاسماعيل صباح الخير اسماعين بيه .تحب تفطر ايه قال لها بدون تفكير افطر سم افطر زفت بس الدوشة دى تسكت ....قالت سعيدة دول ضيوف للهانم ياسيدى بيجو قبل حفلة راس السنة علشان ستى ليلى تقول لهم يحتفلو ازاى ...قال إسماعيل يعنى بتصمم لهم الاحتفال .طيب عال هاتى لى قهوة الأول وبعدين ابقى افطر انصر فت سعيدة وهى تقول امرك يا اسماعين بيه .معلش ستى مشغولة مع الضيوف انت عارف انهم ستات ومن عادتها انها بس اللى بتقعد مع ضيوفها الستات ...قال إسماعيل كويس كويس بس هاتى القهوة.
قام إسماعيل من الفراش ووع راسه تحت ماء الصنبور فنزل الماء مغطيا راسه ورقبته .حتى احس انه بداء يشعر بما حوله وباء ينتعش قليلا ..أخيرا رجعت الخادمة سعيدة ومعها القهوة وبعض الحلويات .اكل إسماعيل الحلويات كلها فقد كان جائعا واخذ يرشف من فنجان قهوته الضخم الذى اعتاد الشرب منه.بعد ان افطر ارتدى ملابس الخروج على عجل وخرج يمشى حول القصر وهو يفكر ازاى تنسى العربية والحاجات بتاعة الناس وقال لنفسه دانت ياراجل ماسالتش على العربية بتاعة الناس المحترمة اللى بتاكلك عيش .اه صحيح هم حطو العربية فين؟؟ طيب لما امشى علشان افوق الله يخرب بيتك يا حسانين وضحك ماهو اتخرب خلاص.
اخذ إسماعيل يمشى في الطريق المؤدى الى ارض ال ضرغام وهو يغنى محلاها عيشة الفلاح متهنى ومتنيل مرتاح..هههه هي فين الراحة ده طالع روح اللى جايبينه.. واكمل اجرجى اجرى اجرى ودينى اوام وصلنى ....يا طير ياطاير خدنى معاك هاتلى جناح وانا اطير وياك ..قال ياريت كان فيه جناح كنت طرت من زمان .... وظل يمشى وهو منتعش بهواء الصباح البارد حتى وجد نفسه مكان الحادث كانت اثار انقلاب الكاريتة كما هي وكذلك اثار حوافر الخيل فقد حفرت مكان جر العربة وهى مقلوبة وحتى روث الخيل كان مكانه فلم يمر احد ويدوس فوق هذه الاثار .واخذ يمشى الى ان وصل لمنطقة بجانب الترعة مليئة بنبات البوص والهيش وما ان اقترب حتى ظهر له الرجول ذو اللحية والشعر الاشعث وهو يقول له ازيك يا اسماعين بيه ازيك .قل اسماعين بسم الله الرحمن الرحيم انت ياراجل طلعت منين فجعتنى ؟قال الرجل محسوبك حسين كنت من الاعيان ...قال إسماعيل كلنا بقينا من الاعيان عندكم هنا ...قال الرجل انا بستخبلى هنا جوة ارضهم وباكل من اكلهم ومش حتلاقينى ليلى ابدا ولا شياطينها السود ..واخذ ارجل يحكى حكاينه انا كنت من الاعيان وبصرف واضيع في فلوس ابويا الباشا لغاية ما وقعت عند ليلى هانم كنا في حفلة المسخرة بتاعة راس السنة ومن يومها سيطرت على ما اعرفش ازاى واتجوزتنى زى ماتجوزتك والعصمة في ايدها علشان تطلق فى اى وقت لو ظهر ضحية تانية وحظى انى ما اخدتش بالى هي بتتصرف ازاى كانت فيه ليالى أقوم من النوم ملقهاش ...قال إسماعيل ايوة يا خويا طيب كان بيبقى يوم ايهمن أيام ربنا قال حسين بتقى ليلة الاتنين وبترجع على صلاة الفجر واكنشفت انها بتروح تراقب عبيدها وهم بيعملو زى حفلة رقص بالليل وكانت بتقعد على كرسى عالى تتفرج ولما عرفت انى شفتها ركبتها شياطين الأرض .و بعدين رجعت تقولى انها لما بتبقى متضايقة بتروح تتفرج على رقص العبيد .وبعدها بدات تعلق القمصان وهربت لما لقيت القميص الأحمر اقترب ميعاده وهى من يومها بتدور على علشان تخلص منى قال إسماعيل طيب عرفت منين حكاية القمصان اللى بتعلقها على الناموسية .عرفت من سعيدة لانى سمعتها بتتكلم مع واحد منهم وبتقولة سيتى خلاص علقت قمصان نومها يعنى حسين بيه ده خلاص لما تلبس القميص الأحمر ويومها قال لها العبد الاخر طيب ليه الأحمر يا سعيدة قالت خلاص ملاكش دعوة .خلينا نربى الأولاد .كان زوج سعيدة الذى يتكلم.
قال إسماعيل ايوة فيلم حلو من بتوع الحبش وضحك فقال حسين خللى بلك القمر حيكمل عن قريب وفيه حد جاى من طرف القصر .ربنا معاك سلام.......واخذ يجرى ودخل في ارض البوص والهيش مرة أخرى واختفى عن الأنظار وماا هي الادقائق معدودة حتى راى إسماعيل العبد منصور وهو يركب كا ريتة ليلى هانم ويقترب بسرعة منه حتى كاد ان يدهسه ثم قال لاسماعيل اركب .لم يتكلم معه إسماعيل فهو يعرف انه لايعرف سوى كلمات العمل الذى يقوم به مثل خلاص وتعنى اقتل واركب كما حدث مع إسماعيل بعد الن ركب إسماعيل الكاريتة استدار العبد منصور وجعل الخيل تسابق الريح وهى تنهب الأرض.حتى وصل الى بوابة اقصر. كانت هناك ثلاثة سيارات خاصة بصديقات ليلى وقد جئن لاستشارتها في امر احتفال راس السنة ..
قالت احداهن ايوة جميل ياليلى حكاية جلابية بارتى دى يعنى الباشا يلبس جلبية فلاح وزعبوط وعمة وانالبس جلابية فلاحة معمولة بالفل شيء رئع احنا حنفضل عندك لبكرة علشان نشوف على الطبيعة ونحدد الالوا لو سمحتى ياليلى قالت سيدة القصر وماله البيت بيتكو زى ما بيقول الفلاحين.ثم استدارت وخرجت لتقابل إسماعيل ومنصور ونادت على منصور وقالت له كلام بلهجة غريبة انحنى بعدها منصور وانصرف .كانت تعنفه على ترك إسماعيل يخرج وحده بلا مراقبة...
................................................................................
.....................................الارملة لسوداء الجزء الثالت...........8..............................................................
في اليوم التالى افاق إسماعيل من نومه على صوت موسيقى من عزف البيانو الذى تملكه ليلى ضرغام وتضعه في الجناح الغربى للقصر كانت تعزف اغانى الكريسماس وعيدراس السنة وموسيقى أخرى سريعة كان الجناح يبعد قليلا عن مكان نوم إسماعيل ولكن الأصوات كانت عالية .فقام قائلا خير اللهم اجعله خير المكان ده مورستان واخر جنان مش ارف حعرف اهرب منه ازاى الله يخرب بيتك يا حسانين ..اهه صحيح بيته اتخرب وخلع وسابللى الشيطان من...صور الأسود اخذ إسماعيل يشد حبل جرس الخدم فجائت سعيدة وقالت وهى تحى إسماعيل صباح الخير ياسيدى كانت او مرة تنطقها فقال لها إسماعيل في فطارك الحلو يا سعيدة يا شوكلاتة قالت سعيدة الفطار تحت امرك ياسيدى وجاهز زى ما انت عاوز عسل النحل والقشطة والبيض المسلوق واحضر لك القهوة واللبن السخن قال إسماعيل بلاش اللبن وخلينا في القهوة .انصرفت سعيدة وهى تقول امرك يا سيدى .
بعد ان ارتدى ملابس الخروج نهض إسماعيل ليفطر وابعد ان انهى افطاره وجد سعيدة تاتى مسرعة ومعها القوة في كوبه الصينى الكبير وقال له القهوة بتاعتك ياسيدى .قال إسماعيل بقولك ايه ياسعيدة يا شيكولاته .انا عايز اعرف الاقى أدوات صيد سمك فين هنا؟ قالت سعيدة عندنا بس دى بتاعة ادهم بيه الله يرحمه .واحست انها اخطائت وانها لن تستطيع التراجع عندما سالها إسماعيل مين ادهم بيه؟ قالت الله يرحمه وسكتت.....فهم إسماعيل مقصدها فقد كانت أدوات صيد زوج ليلى السابق والذى اختفى كعادة ازواجها او وجد ميت في مكان ما كترعة او اى ارض زراعية .ولم يعلق على كلامها .ولكنه قال اصلى عايز اتسلى واروح اصتاد في الترعة قالت سعيدة بلاش ياسيدى الترعة غريقة واللى بيقع فيها بيغرق قال إسماعيل ماتخفيش انا باعوم احسن من السمك .هاتى بس عدة الصيد وريهالى ..
ذهبت سعيدة وغابت بعض الوقت ورجعت ومعاه سنارة ومستلزمات الصيد أخرى في حقيبة صغيرة .تهلل وجه إسماعيل فرحا وقال لها الف شكر ياسعيدة ربنا يجعل ايامك سعيدة...فرت من عينها دمعة وقالت حتروح تصتاد برضو يا سيدى قال إسماعيل اهو اتسلى بدل قعدتى كدة مركون طول الوقت اخذ إسماعيل ما يحتاجة من أدوات الصيد وقام قاصدا الترعة ليصتاد الأسماك والمعلومات من حسين بيه سابقا .وسلفه في الاسر مع ليلى ضرغام .وما ان نزل الى اطريق المؤدى الى الترعة حتى لاحظ من يمشى ورائه فتجاهله واكمل مشيه الى حيث المكان الذى كان يظر به حسين .وما ان اقترب من المكان حتى اخذ يحفر بجانب الترعة مستخرجا من طينها ديدان يسعملها كطعم للاسماك حتى تبتلع السنارة .وأخيرا جلس ليصطاد السمك ولكن راسه كانت مشغولة باسئلة كثير عن ازواج ليلى ضرغام وكيف اختفو ولماذا ولماذا هرب حسين بيه رغم .حديثة عن انه سمع الخدم يتكلمون عن قتله قريبا فيه سبب تانى وفكر ادينا قاعدين نصطاد......نظر إسماعيل من طرف عينيه فوجد الرجل الذى يؤراقبه ينظر الى الماء ويلقى بها حصى صغير وهو فرح بالدوائر التي يرسمها سقوط تالحصى في الماء . كان حظ إسماعيل جيدا في صيد السمك فقد اخرج اكثر من سمكة كبيرة ووضعها في شبكة كان يسقطها في الماء حتى يرج بالاسماك وهى حية وطازجة كما اعتاد ان يصتاد في الإسكندرية .اقترب منه الرجل الأسود الذى يتبعه وجلس بجانبه يراقب عملية صيد السمك وهو يبتسم ببلاهة ويضحك ضحكة بيثة كان الرجل طويل القامة رفيع بدرجة مضحكة وله عينان يغلب الحمار على بياضهما مع وجه شديد سواد البشرة فقال له إسماعيل انت اسمك ايه ياعم العفريت ضحك الرجل ولم يرد وظل يبتسم الابتسامة الخبيثة غير المريحة وهو ينظر الى إسماعيل وقال له خلاص .قل إسماعيل خلاص ايه يا ولة امشى ياللا امشى من هنا ابتعد العبد الأسود للجهة الأخرى من الطريق مما ازعج إسماعيل ولكنه كان يراقبه في صفحة ماء الترعة فاستعد له بينما كان الرجل الأسود يتقدم ببطئ حتى لايلاظ إسماعيل تقدمه وفجاة وثب على اكتاف إسماعيل يريد دفعه الى ماء الترعة ولكن اسماعيل تحرك من مكانه مسرعا ولكن الرجل طار في الهواء وسقط بعيدا في ماء الترعة وجرفه تيار الماء بعيدا عن مكان جلوس إسماعيل الذى كان يجلس مذهولا بما راى فها هي محاولة للتخلص منه ولكن كيف طار الرجل في الهواء كل هذه المسافة ..سمع إسماعيل حركة خلفه وصوت يقول حمدالله على سلامتك يا اسماعين كان حسين هو من دفع العبد الأسود وهو يهاجم إسماعيل ليسقطه في الماء ولكن دفعة حسين للعبد جعلته يسقط في الماء العميق للترعة حيث قوة التيار اشد وكان الرجل لايعرف السباحة.فاخذة التيار وغرق في الماء ...قال حسين اسمع خليك كمل صيد عادى محدش حايحس بيه الا لما ترجع القصر .قال إسماعيل اقعد واحكى لى عرفت ازاى انهم حيقتلوك قال حسين سمعت الكلام مش من سعيدة بس لكن كان عندها خدم اصلهم من البلد وشافو حوادث قتل ازواج الهانم كانت بعد حفلات رقص مع عبيدها وعند اكتمال القمر تقوم بقتل الزوج الذى حان موعد قتله . حتى تتحر الروح الخبيثة اللى جواها .وبعدها او قبل الموضوع ده بتدبح ضحية من الماعز تاكل كندها نئ ..........قال إسماعيل يانهار مش فايت دى عملت حفلتين قبل كدة.قال حسين يبقى فاضل لك حفلة .رد إسماعيل لكن طريق الزراعية فين؟ قال حسين انا حاوديك وعموما انا رسمت لك خريطة له لانه لو حصل لى حاجة اما حيقتلوك او تبقى هربان وىى .قال إسماعيل والعربية بتاعة الناس قال حسين عربيتك في الزريبة وشايلين منها البطارية حتلاقيها جنب الحيط وحاحط عليها برسيم .اسمع قال إسماعيل ايوة عايز تقول ايه ؟ قال حسين اتصرف عادى كانك راجع من صيد السمك وكمان انت لاشفت حد ابيض ولا اسود فاهم.؟ قال إسماعيل ايوة ايوة فاهم هي دى عايزة كلام ....؟ادعيلى يا حسين بيه قال حسين بلاش بيه وانطلق كعادته وهو يقول ربنا يسترها معاك
.....................................................................................
.....................................الارملة السوداء الجزؤ الثالث.............9
 
.

الجمعة، 27 فبراير 2015

الارملة السوداء ......الجزء الثانى

...............الارملة السوداء ....................الجزء الثانى1
قال الدمهورى لمامور المركز اسمع يابيه عايز تسال واجاوبك والا عايزنى أتكلم من الأول يعنى زى ما قولت لك من طاء طاء لسلامو عليكم بس استحملنى شوية قال المامور اتفضل يا دمنهورى بيه .
اسمع وسجل فتحت المحضر قال المامور والشاويش محمدين بيكتب ايوة أتكلم يا دمنهورى زى ما بتقول من طاء طاء لسلامو عليكم
قال الدمنهورى ..من حوالى أربعين سنة يابية كان كل اللى يهمنى انى اجرى ورا الموالد في كل بلاد مصر وطبعا كنت بروح ورا الغوازى والرقاصات كان كل همى ان اصحابى يقولو انى اتعرفت على احلى رقاصة ورقت لى وحدى والباقى انتا عارفه لامؤاخذة يعنى الفلوس بتعمل كل شيء.
وفيوم كنت في مولد السيد البدوى وكانت هناك ناس جاية تذكر الله واللى جاى يوفى الندر اللى ندره لله واللى جاى يرزق .الا انا وفيه زيى كتير يابيه كنا بنطارد الرقاصات والغوازى الغجر وغيرهم وسعادتك سيد العارفين
واخذ الدمنهورى يسعل حتى كادت أنفاسه ان تنقطع فقال مامور المركز يا عسكرى هات كباية مية بسرعة ووصيلنا على كبايتين شاى جاء احد افراد الشرطة حاملا كوب ماء واعطاه للدمنهورى ليشرب بعد ان سكنت نوبة السعال فقال مامور المركز للشرطى خللى االراجل بتاع الشاي يعمل كوبايتين بسرعة يا عسكرى..... قال الشرطى تمام يا فندم وانصرف
وما ان انصرف الشرطى حتى قال مامور المركز .اتفضل كمل يا دمنهور بيك انت كنت خلبوص كبير
قال الدمنهورى اليوم ده يابيه كنت بايع محصول القطن والبورصة كانت عالية وسعره كان محصلش اخدت الفلوس وشيلت الفين جنيه معايا لزوم الصرف وحطيت الباقى في البيت لان ابويا الله يرحمه كان طالق ايدى فى كل شيء
ومببسالش اشتريت ايه او صرفت الفلوس فى ايه....هيييييييه دنيا .
وسكت الدمنهورى لياخذ أنفاسه ورشف قليل من الماء ثم اكمل كلامه
قلت يابيه اليوم ده روحت على مولد سيدنا البدوى وكان هناك جماعة بتوع رقص ومغنى بيعملو الشادر بتاعهم علشان يعملو استعراضاتهم وورا الشادر كانت خيام اقامتهم اليوم ده شوفت اجمل ست مكن يعرفها راجل ويمكن شيطانى صور لى كدة .اتسمرت مكانى يابيه وهى عملت نفسها مش شايفانى ودخلت خيمة الرقاصين ولما سالت عنها اللى اعرفهم من زملاء مهنتها قالو دى رقاصة جديدة كانت بترقص عند بديعة مصابنى فمصر وبديعة اتخانقت معاها وطردتها علشان جوز الست بديعة كان عينه من الرقاصة.
قال مامور القسم وايه دخل الرقاصة بموضوعنا يا دمنهورى انت شارب حاجة ياراجل انت جاى تتكلم على أيام شبابك هات من الاخر.
قال الدمنهورى انا كدة بكلمك في أساس الموضوع ومش باخرف يابيه ولا باحكى قصة حياتى اللى ماتشرفش قلت لسعادتك اتحملنى شوية.
قال مامور المركر ماشر كلامك ما احنا الأيام دى ملناش غير بلدكم ثم قال ياعسكرى فين الشاي؟ قال الشرطى جاهز يابيه حالا انصرف الشرطى وعاد ومعة صينية بها اكواب الشاي والماء..وقال تامر بشى سعادتك قال المامور انصراف واقفل الباب وراك وماتدخلش حد.
والتفت الى الدمنهورى وقال اتفضل يادمنهور اشر ب شايك ...فقال الدمنهورى ماتشربش وحش يابيه واخد رشفة من كوب الشاي واكمل حديثه قائلا
المهم يابيه حطيت في دماغى انى ما اسيبش الر قاصة تفلت من ايدى مع انها هي اللى نصبت لى الشبكة علشان توقعنى معاها ومن اليوم ده بدات البلاوى بلوة ورا التانية أولها موت ابويا وماحضرش جنازته وبعديها سلسلة الثار اللى كان اخرها موت ولدى الوحيد.اعتدل مامور المركز عند وصول الدمنهورى لهذا الجزء من الاعتراف وقال يعنى اتنت عارف مين اللى قتل ابنك قال الدمنهورى ايوة يابيه امال انا جيت لحد هنا ليه. قال مامور المركز طيب كمل.
يوميها رجعت ليلى وده اسم الرقاصة ورقصت يومها كنت حاسس انها بترقص لى.رميت تحت رجليها شوية جنيهات وفضلت ترقص عليهم وبعد نهاية الرقصة طلبها الجمهور واعادت الرقصة ورميت فلوس اكتر تحت رجليها وانسحبت الى خيمة الراقصين لانتظرها بعد الرقصة وفعلا رجعت وجلست امامى وهى تقول انت عايز ايه منى من امبارح وانت بتشاغلنى وان مش حملك ياسمك ايه انت اسمك ايه؟ كانت تتكلم بدلال خلانى عجزت عن مجا راتها في الكلام رغم خبرتى مع هذه الاشكال. أخرجت ساعتها من جيبى ورقة بمائة جنية وقلت لها دى نقطة خاصة منى رفضتها بسرعة وقلت لا لا ان مش بتاعة كدة وماليش في الحرام ايوة اعوذ بالله من الحرام.قلت لها هي الهدية حرام قالت طيب حاردها ازاى وانا مليش في الحرام النا باكلمك دوغرى من الأول اقولك علشان مانخسرش بعض علشان انت جرئ وجدع وعجبتنى .حاقبل الهدية النوبة دى لغاية مانتعرف وناخد على بعض اكتر .عن اذنك يا بلعوطى قلت لهادمنهورى دمنهورى. قالت عن اذنك اتفضل انا حاغير لبس الشغل و ضحكت ضحكة انخلع لها قلبى وانصرفت وانا في طريقى الى الى اللوكاندة كان الفجر بيادن
............................الارملة السوداء...........الجزاء الثانى1
...........................................................................................................................................
 الارملة السوداء ...جزء2.....2

قال مامور المركز للدمنهورى كمل بقية الحكاية ..ردعليه الدمنهورى امشى الولة بتاع الكاريته بتاعتى ... قال المامور سيبه يمكن نحتاجه كمل انت بس..
قال الدمنهورى تانى يوم يابيه كنت اول واحد قاعد في الصف الأول لان مفيش حد كان بينقط زيي وزاع صيتى في المولد واتلم حولى كثير من اللصوص لكن الغفرا بتوعى كانو لهم بالمرصاد وخافو كلهم منى بعد كدة وفيوم كنت قاعد زى عادتى في الصف الأول جه شاب وكان شكله مهندم ومن أولاد المدن الكبيرة يعنى من القاهرة او اسكندرية كلامه غيرنا يابيه وطريقة معاملته كمان انا كنت باصرف كتير علشان يعاملونى كويس لكن ده كان يكفيه انه يتكلم بطريقته او يتعامل بشكل غير اللى كنت باتعامل مع الناس كان حاجة تانية وفرض على أكون صديقه لانه كان له اراضى كتير فى البلداللى جارنا كان همام ضرغام يابيه راجل ونعم الناس لكن الشيطان شاطر يابيه سلط على غباوتى وعقلى الخربان وخلانى احط نفسى في عداوة مع راجل يستاهل يبقى اقرب لىا من اهلى. واخذ يسعل ثم سكت ورشف قليلا من الماء.
قال المامور .كمل يادمنهورى والتفت الى الشاويش الجالس بجانبه وقال اكتب الكلام كلمة كلمة واصحى معايا اتفضل يا دمنهورى كمل
الليلة اللى باحكى عنها كانت البداية الحقيقية للهم الازلى اللى انا فيه دلوقت ليلتها جه همام ضرغام وقعد مكانى ولما جيت حاول يقوم من مكانه ويتاسف لكى رفضت ورحوت للولد اللى بينظم الشادر وشتمته وخليت الغفرا يضربوه وحضر همام وكان الرجالة كسرو الشادر وجرحو بعض الرقاصين وكان المولد قرب ينفض قام الرجل بمصالحتى معهم ودفع ثمن كافة التلفيات واخرج الغفر من الحبس ومن يومها اصبح صديقى .ولكنه لم يكن يلف مثلى على الموالد كان يحضر بوصفه باحث وبيكتب مسرحيات ويالف مزيكة وانا كنت باضحك عليه ومش مصدق ان دى مهنة الجهل وحش يابيه...وبعد ماخلس المولد راحت فرقة الرقاصة ليلى لمولد تانى بكفر الشيخ مولد سيدى إبراهيم الدسوقى لكن فلوسى كانت خلصت رجعت البلد اجيب غيرهم لقيت ابويا مات له أسبوع والكل كان بيدور عليا ومش مصدق انى ممكن أكون في المولد كان لسة اخواتى التلاته واولادهم عايشين قبل التار مايطحن الكل خلص العزا وعديها بيوم اخدت الفلوس ونزلت على دسوق ودورت على شادر ليلى قالو مجاتش دى رجعت مصر تشتغل هناك بعد معركة الغفرا. المهم رجعت لدمنهور وركبت القطر وسافرت على مصر ولفيت على المسارح والكابريهات يمكن الاقى ارقاصة ليلى لكنها فص ملح وداب وفى يوم قالو ان فيه رقاصة جديدة اسمها جواهر بترقص عند كابريه ببا ذهبت وكانت ليلى بترقص هناك وبعد ان اطلقت على نفسها جواهر كانت الاضائة والمكان الجيد غير مسارح الشوادر كان منظرها اكثر من مغرى لكن المشكلة ان همام ضرغام كان قاعد في الصف الأول وكانت بترقص وهى بتبص له اكلت الغيرة قلبى يا بيه لانى كنت اعتبرها ملكى كانى اشتريتها بحبى العبيط ونسيت انها كانت رغبة خايبة ماتستحقش مجرد التفكير لكن الزمن زى الطلق لما بتطلع لا يمكن ترجع تانىيومها يابيه طلعت على المسرح وكنت شارب كاسين مدورين راسى وحاولت ابوسها طردتنى واتلم عليا بلطجية الكباريه وضربونى علقة ساخنة
ضحك المامور وقال وبعدين روحت؟
قال الدمنهورى ابدا طلع ورانا عسكرى انجليزى وقال جو اوت قلت له انت اللى اوت وابوك ستين اوت وامسكت به وهجم على زملائه واكملو ما بدائه بلطجية الكباريه وخرجت ببا عزالدين وقالت ارموه برة ورمونى برة.خرج وريا همام ضرغام واركبنى حنطور واوصلنى لاقرب طبيب وخطولى جروحى واعونى دواء واوصلونى الى اللوكاندة التي كنت أقيم بها وانصرف همام واتنين كانو معاه بعد ان دفع للمرة التانية كافة المصروفات يومها يابيه عاهدت نفسى ارجع عن السكة البطالة دى واستنى بعد سنوية ابويا واتجوز وادير ملاك العيلة زى ماكان عايز ابويا وعليه رجعت البلد ومرت سنة كنت نسيت كل اللى فات وكان ربنا مسهلها علشان الغلابة اخواتى وعيالهم لغاية ما جه يوم قالو لى ان فيه محرات بيشتغل بالجاز بيحرت الأرض بتاعتنا كلها في يومين وقال المحرات في عزبة ضرغام يومها قلت همام صاحبى وراجل جدع وممكن ااجر منه المحرات احرت بيه الارض مش حيقول لاء
.................................................................................
...................................الارملة السوداء....الجزء الثانى 2
.............................................................................................................................................................
الارملة السوداء جزء ثانى...............................3
بعد عدة زيارات لعزبة ضرغام لقيت الوضع زى ماهو يابيه مفيش غير الغفر اللى موجودين وخدامين عيلة ضرغام اللى بيهتمو بالقصر المهم يابيه صرفت نظر وقلت بعدين اروح مصر اشترى وابور حر ت لكن بيتجاب منين؟ بكرة نعرف وانشغلت يابيه في اعمال العيلة مع اخوتى الله يرحم الكل بعديها بحوالي سنة قال اخويا الكبير انت لازم تشوف نفسك وتتجوز واختارو لى بنت عمى نجية ام المرحوم ناجى هو الوحيد اللى عاش لغاية اليوم الاغبر لما جاللى بالكاريتة هو والجثة اللى معاه مابيعش لنا عيال كان ربنا بيعاقبى على أيام الهلس والسرمحة اللى عيشتها انشغلت نجية بالولد وانا مكانش ورايا الاتعويض العيلة عن الفلوس اللى ضيعتها وبورصة القطن كانت أسعارها عالية والقطن بتاعنا كان احسن صنف وبزرته قديمة وسلالة معروفة المهم يابيه مرت الأيام والسنين والولة ناجى وديته الكتاب علشان مولانا يحفظه القران لكنه كان بهيمة ومخه في العب يابيه الولد طالع صورة منى واخد كل شيء وحش منى من أيام ماكنت عيل واللى اظهر ده اكتر دلع نجية مراتى وبت عمى له ....قال مامور المركز وبعدين يادمنهورى كمل
في يوم يابيه افتكرت وابور الحرت اللى كان لازم نشتريه بعد ما اشترين عشرين فدان كانو لناس وسط ارضنا وخرجو منها مرضيين واخدو اللى طلبوه اخدت ابن اخويا الكبير وقلت نروح مصر نشترى بابور الحرت ونجيب واحد يعلم البقر اللى عندنا ازاى يسوقوه وكمان يعملو له صيانة ماهو الحديد بيتاكل زى البنى ادم يابيه اخدت الكارتة وكان سايقها الولة حمدان ابن اخويا التانى الله يرحمهم مالكل راح يابيه بسبب زناخة مخى وكررها بسبب زناخة مخى...
نظر اليه المامور وقال تعيش وتفتكر .وبعدين .كمل يادمنهورى مش كل شوية تعيط ياراجل هه وبعدين
وبعدين يابيه وانا عند سلالم مدخل المحطة شوفت منظر طير برج من نافوخى يابيه كان همام ضرغام نازل ورايح على الكاريتة بتاعته وكانت ليلى الرقاصة متعلقة في ايده ووراهم واحدة نوبية من عبيد الباشا الكبير كانت شايلة عيل في اللفة .دققت النظر يمكن تكون واحدة شبه ليلى لاهى لكنها أصبحت برنسيسة حاجة تانية خالص غير البت اللى كانت بترقص في الموالد وشوادر العوالم .همام ضرغام كان مشغول انه يركب ليلى الكاريتة ومخادش باله منى .وانا يابيه نافوخى طار اول ماشفت المنظر ده وقلت في نفسى يبقى كدة همام ابن ضرغام عطانى كف ولبس على قفايا وساعتها النار ولعت في صدرى يابيه حتى الولة ابن اخويا لاحظ وافتكرنى عيان...وسالنى مالك ياعمى ...قلت له عمك تعبان اوى ياولة وحنرجع مش مسافرين وفعلا ركبنا كارتتنا ورجعت على الدوار والكل كان فاكرنى بعافية المهم قعدت مع نفسى يومين والشيطان كان راكب نافوخى وقلت في نفسى لازم احسره عليها الأول وبعدين يروح هو فىستين داهية ...
اوم ايه فكرت يابيه ان الولة زغلول اللى نشانه مابيخبش هو اللى يقدر يقوم بالمهمة دى واهو لو وقع يبقى انا بعيد لانه كان من عصاب عيال اشقيا بيسرقو المواشى .اليوم ده اخدت ركوبة وغطيت وشى وخرجت بعد المغرب ورحت المكان اللى بيقعد فيه الولة زغلول يلعب كوشتينة مع العيال اللى شبهه ومن حظى لقيته قاعد وحده وايده جوزة بيشد منها البلاوى اللى بيشربوها اول ماشافنى جه ناحيتى بهدوء وقعد قصادى وقال امرك يا كبير انت جالا في طلب صح؟ قلت صح واتفقت معاه انه ياخد نص عمولته وبعد الظرف مايصيب ياخد الباقى وعليهم بوسة...قال الدار امان يابيه ولولا قلة الشغل الأيام دى كنت عملت الموضوع ده هدية لك.بكرة حتسمع اخبار حلوة وانصرف الولة زغلول وبعدين مشيت بعده بشوية ورجعت الدوار .
مر يوم والتانى ومسمعتش اى خبر افتكرت الولة زغلول ضحك عليا واخد الفلوس وهرب قلت فنفسى اخد بندقيتى واروح افرغها فيه اول ما اشوفه لو طلع نصاب .لكن يا بيه سمعت صوت ضرب نار من ناحية ارضنا وعيارات ملهاش عدد وسكتت فجاة
...........................................................................................
.................................الارملة السوداء الجزء التانى.......3
..........................................................................................................................................................
الارملة السوداء الجزء الثانى......................................4
قال الدمنهورى لمامور المركز المهم يابيه اخدت السلاح وركبت الفرس وجريت على ارضنا وعلى ماوصلت كان اخويا الكبير واتنين من عياله ماتو وكان الوسطانى سعد مصاب في رجليه ومابيتحركش في مكانه وعلى ماوصلو الرجالة كنت ربطت رجليه اللى فيها الطلقات ونقلنا اخوى وعياله للدوار ولما فاق سعد من الاغماء بعد ما طلعنا من رجليه الرصاص قال اللى ضربونا على خوانة ناس مانعرفهاش وكانو راكبين خيل ومشو ناحية الزراعية وكل ده تم بسرعة .المهم يابيه جه مامور المركز اللى كان قبلك وكان يهمه ان الحوادث دى ما توصلش المديرية واتقيدت ضد مجهول وده اللى كنت عاوزه وكمان ابن ضرغام يابيه لانه اتصل بالمركز وبلغ عن وجود شقى قتله الغفر جنب قصره وهو بيضرب نار وماتت فيه مراته الرقاصة ليلى وناس اتعرفو على جثة الشقى زغلول .انا فهمت يابيه انهم مسكو زغلول بعد ماضرب النار وماتت ليلى مرات همام ضرغام وده ريحنى شوية لكن هي فين الراحة ذنب موت اخويا وأولاده في رقبتى...وسكت الدمنهورى وهو يمسح دموع عينيه التي انطفاء نورها من زمن فقال له المامور كمل يادمنهورى احنا قربنا على نص الليل
ومن يومها وابن ضرغام فضل قاعد في ارضه هو بنته اللى اسمها ليلى على اسم أمها وكنا أيام نموت منهم ناس وهم يموتو منا ناس والتار ما بيخلصش يابيه سلسلة ملهاش اخر .وبعدين عرفت ان همام ابن ضرغام ناوى يجوز بنته وكنت ناوى انهى الخصومة باى شكل لان ابنى ناجى كان كبر وبقى شاب وكنت خايف عليه وماكنش موجود فى عيلة ضرغام الا بنته هي اللى بقت عايشة هي وابوها همام وكان كل همه انه كل كام شهر يموت حد من عيلة الدمنهورى والزمن جرى عليا وعلى همام وكنت عارف ان بنته ليلى هي اللى بنعمل البلاوى كلها وبتطلع منها زى الشعرة من العجين دى شيطان ماشى على الأرض يابيه بعد جوازتها بشهرين جات هي وجوزها علشان يقضو وقت في العزبة وبعدين الناس لقيوه مرمى في الترعة الغربية واتسالنا في موته لكن محدش عرف مات ازاى بعديها بحوالي سنة كان فيه ضرب نار وهيصة واغانى وفرح قعدبتاع أسبوع كانت الهانم ليلى بنت همام ضرغام بتتجوز الجوازة التانية و بعد الفرح ده بشهرين بالتمام والكمال مات جزها التانى مخنوق ولقو جثته تحت التوته ناحية الساقية اللى في ارضنا وكنا اول مرة نشوفه وكترت حوادث القتل يابيه . البنت بنت ضرغام شيطان ايوة يابيه والعن من الشياطين كمان وبعدموت جوز ليلى التانى كان ابوها نازل يلف في ارضه ومعاه ليلى اللى مابتفارقش ابوها من يوم ما عرفت رجليها طريق المشى على الأرض وكانت هي ايده ورجليه ومخه اللى بيدبر اى موته لعدوينهم واحنا كنا اول الاعادى عيلة الدمنهورى وجه اليوم اللى كنت خايف منه الولة ابنى ناجى كان شقى وملعون اكتر منى ومش سايب بنت في العزب اللى حوالينا وامه منها لله كانت بتتستر عليه وعلى بلاويه وبتدفع للغلابة اللى بيدوس على اعراضهم وكمان ممكن تجوز اى بنت من ضحايا ابنها لاى واحد من الغلابة وكان بيوصلنى افعاله وقلت اجوزه الولة سنه بقى تلاتين سنة يابيه ومش غاوى جواز وعايش العيشة الغم عيشة الفضايح اللى كنت عايشها كان صورة منيلة منى يابيه.
قال المامور لكن مين اللى قتل همام ضرغام
رد الدمنهور انا جاى لك يابيه الوله ابنى كان ملموم على شوية عيال مايعرفوش ربنا وكان فرحان انه رئيس عصابتهم وانا عارفهم بالواحد وكتبت اساميهم في ورقة اهى......ووضع يده في جيبه وااخرج ورقة بها بلاغ بأسماء كل العصابة وقال انا كنت ناوى اخلص عليهم بعد ماقتلو همام لكن ابنته سبقتنى هي اللى قتلت ابنى يابيه اى والله هي اللى قتلته.
وساله مامور المركز طيب حاتقتله ليه يادمنهور.......قال الدمنهورى مانا حاكمل يابيه اخر يوم في حياة همام ابن ضرغام من حوالى سنة وشوية كان نازل يمر على ارضه وكنا على وشك جنى القطن سمعنا صوت ضرب نار وكان الوقت ساعة اذان الضهر وجه خبر همام ضرغام صدقنى يابيه انا زعلت عليه لانى كنت حاس انى انا سبب البلاوى دى وعرفت بعديها من الرجالة ان اللى ضرب همام واحد من الاضيش ابنى ناجى ونه هو اللى كلفه بالمهمة دى وطبعا سعادتك اللى حققت في قضية قتل همام ضرغام .الله يرحمه وسالت بنته اللى انكرت ان لها اعادى..وبعد السنوية بشهرين وصل الراجل اللى ناوى يتجوزها اللى انضرب عليه نار من كام يوم لكنه كان بسبع ترواح وانا عارف ان ناجى ابنى ورا الموضوع ده..هات الختامة يابيه علشان علشان ابصم على كلامى ده بالعشرة وسيبنى اروح ادفن ابنى واجى.
قال مامور المركز خليه يبصم ياشاويش محمدين وطلع معاه قوه تسنى لغاية بعد دفنة ابنه وبنت الناس الغلابة اللى اتعرف على جثتها أهلها واقرو انها زوجة المدعو ناجى الدمنهورى واقفل المحضر في ساعته وتاريخه
تفضل يا دمنهورى ومتروحش هنا او هنا ولمايجى النقيب سليمان خليه يجى علشان عايزه يطلع يحقق فى بلاغ الدمنهور ضد ليلى همام ضرغام .في قضية قتل ابنه ناجى الدمنهور
.................................................................................
........................................الارملة السوداء 4
الارملة السوداء الجزء التانى   5

رجع الدمنهورى الى دوار عيلة الدمنهورى وكانت زوجته وجمع من النساء يجلسن داخل حوش الودار مرتديات السواد بينما كان يجلس خارج الدار مجموعة من رجال العائلات القادمين لعزاء عائلة الدمنهورى بينما وقف جمع من الخفراء التابعين للعالة ومعهم بعض جنود الشرطة المسلحين بالبنادق ومعهم نائب المامور سليمان بيه داود كان مؤذن مسجد القرية يؤذن لصلاة الفجر فقام الرجال للصلاة ومنهم من اتجه ليتوضاء استعدادا لاقامة صلاة الفجر في هذه الليلة لم ينم احد في قرية الدمنهورى ولكن معظم البيوت كانت مغلقة ولم يكن بالمسجد سوى المعزيين بعد ان شق ضوء الشمس سماء القرية ورجع المصلين الى مجلس العزاء كان الدمنهورى يكاد ان يسقط من الإرهاق ولكنه كان يقاوم حتى ينتهى من دفن ابنه و وتوديع المعزين كما تقتضى الحال في مثل هذه الظروف كعادة اهل الريف
وفى هذا الوقت جاء شرطي وكلم سليمان داود بهدوء ناقلا امر مامور المركز ان يذهب لاخذ اقوال ليلى ضرغام في قصرها .انسحب سليمان بهدوء راكبا السيارة الميرى المتهالكة الخاصة بالشرطة وقال للسائق بينا على ارض الدراغمة ورد السائق حاضر يابيه..
وما ان وصل النقيب سليمان داود الى قصر ضرغام حتى اجتمع الخفراء حول السيارة سائلين إياه خيرا يابيه .فاجابهم الهانم موجودة ردو ايوة يابيه جوة القصر ونادى كبير الخفر نا شيخ حسانين انت ياشيخ حسانين .واتجه الخفير الذى ينادى شيخ الخفر الى الضابط قائلا اصل ماينفعش حد مننا يكلم سعادة الهانم او يكلمها الا شيخ الغفر حسانين معلش يابيه النظام هنا كدة قال الضابط واضح واضح ..................جاء حسانين مهرولا بجسمه الضخم وهو يقول خير يابيه اللهم اجعله خير قالل الصابط فين الهانم يا حسانين ؟قال حسانين الهانم جوة القصر يابيه اكيد لسة بتفطر .قال الضابط بلها اننتا عايزين ناخد اقوالها يلا بسرعة ...قال حسانين حاضر جنابك..وجرى ناحية باب القصر ليبلغ ليلى ضرغام بقدوم هذا الزائر غير المرحب به.
رجع حسنين مسرع وهو يقول للضابط اتفضل يابيه اتفضل الهانم مستنياك اتفضل يابيه .وصعدو درجات السلم المؤدية لباب القصر وكانت تقف هناك ليلى ضرغام وعلى وجهها ابتسامة عريضة .وهى تقول اهلا اهلا حضرة الضابط اتفضل اتفضل .ونادى الضابط احد رجاله قائلا يا شاويش على هات دفتر الأحوال وتعالى نزل الشاويش من السيارة واسرع ملبيا امر الضابط .قال الضابط احنا المفروض كنا جايين نبارك يا هانم لكن موت ابن الدمنهور واتهام ابوه ليكم بقتله هو اللى جابنى .نظرت ليلى الى الضابط وى تقول باستغراب هو كل مايموت برص في عيلة الدمنهورى يتهمونا يا سليمان بيه انا النهاردة كتب كتابى وكانو حيموت العريس امبارح وحضرتك كنت هنا بتسالنى انا ازاى باستعد للفرح والا للقتل وبعدين اى واحد يتهم ستات العائلات صدقوه انا مش زعيمة عصابة يا سليمان بيه.رد سليمان دى اجرات ولازم نتممها وده شلنا يا هانم قالت انا حاكلم جلال باشا محرم في المديرية يشوف ايه حكاية المركزبتاعكم ده مش كلام يابيه عرفتم مين الى ضرب نار على خطيبى والا اتحفظ وبقى ضد مجهول وبعدين حرتك جاى تتهمنى بالقتل كدة كتير يابيه كتير قال الضابط اكتب ياشاويش على وبسؤال ليلى عانم همام ضرغام عن اوقعة قتل المدعوناجى الدمنهورى انكرت مانسب اليها وبشهادة كلمن اكتب عندك حسانين شيخ الغفر و..واتجه ناحية ليلى وسالها هو خطيب حضرتك فين .نادت ليلى على سعيدة خادمتها فجائت مسرعة فقالت ليلى اندهى اسماعين بيه .قالت سعيدة حاضر ياستى وجاء إسماعيل مسرعا ومتسائلا خير يابيه فقال الضابط كنت فين امبارح ساعة قبل العصر يا إسماعيل بيه والاقوللى الأول اسمك وسنك وعنواك قال إسماعيل اسمى إسماعيل شاهين سنى تمانية وعشرين سنة ومن اعيان اسكتدر ية وجاى هنا علشان اتجوز ليلى هانم ضرغام بنت صديق ابويا الله يرحمهم الاتنين.لكن قوللى هوفيه ايه يابيه امبارح يضربو عليانار والنهارة تاخدو اقوالى هو اللى يجى يتجوز هنا بتعملو معاه كده يعنى سلو بلدكم قالل الضابط كنت فين امبارح ساعة العصر رد إسماعيل كنت هنا حاروح فين؟ بعد ضرب النار حاجيب منادى واخلي يقول انا فين"؟ اكتب ياشاويش على واثبت حميع الحضور تواجدهم في نفس المكان بالقصر .بعد انكارهم بمانسب اليهم ...وتم توقيعهم على اقوالهم.
قالت ليلى ضرغام انا عايزة اعمل محضر سب للمدعو الدمنهورى يا سليمان بيه .قال سليمان حقك يا هانم..عن اذنك
قالت ليلى يا حسانين وصل البيه وياريت تشرفنا انت وسعادة المامور ....كتب كتابى الليلة
...........................................................................
....................الارملة السوداء................الجزء الثانى5
............................................................................................................................................................
 ................................................................

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

بقيه هوانم محرم بيه.....2

ليلة لاهل الله
بطل لعب عند الخرفان الا مش حتنزل الشارع تانى فاهم"؟ تحذير شديد اللهجة تم توجيهه لى بعد ان نطح احد الخراف ابن جارنا ..... ثلاث خراف كبيرة الحجم كانت مربوطة بسلاسل حديدية وهى واقفة تاكل العلف من صندوق خشبى طويل كان يتم وضعه عند كل مناسبة يكون فيها الخراف حاضرون اما بالقرب من العيد الأضحى او ذكرى سنوية لاحد موتى العائلة او ليلة لاهل الله كما كانو يسمونها ويذبحون هذه الخراف ليتم تفريقها على المساكين ...وما اكثرهم في كل زمان ولكن اهل هذه الأيام كانو يتميزون بالانفة وعدم المجاهرة بالفقر او ادعائه .خروف لئيم يقف ساكنا وعندمايحاول احد الأولاد الاقتراب نه واعطائه بعض اعواد البرسين لياكلها كان يشدها منهم ثم ينطحهم براسه ذات القرنين الأكثر ضخامة .اليوم هو ليلة لاهل الله سيقوم الحاج مصطفى بدعوة أصدقائه واهل المنطقة لسماع التواشيح والذكر وسماع تلاوات القران الكريم من الشيوخ او الفقها كما يسمونهم.
نزلت مسرعا في هذا اليوم لاشاهد الجزارين وهم يذبحون الخراف الثلاثة وينفخونها ثم يقوم الجزار بضرب جلد الخروف بخيرزانه معه حتى يتسنى له سرعة سلخه وتعليقه في مكان خاص امام منزل الحاج مصطفى قريب امى التي كانت تذهب مع بعض جاراتها لعمل لقمة القاضي والاشراف على عمل الفتة للشيوخ وتحضير اليانسون لزوم تحسين أصواتهم .كل هذا كان يتم قبل صلاة المغرب احضرو احد الخراف المذبوحة والتي تم تقطيعها بمعرفة منعم الجزار وصعدو به الى حيث يتم الطبخ لجميع مايتم اعداده لهذة المناسبات قال لى منعم الجزار اطلع افتح لى الباب ونبه عليهم انى طالع ...صعدت السلالم جريا واخبرت السيدات بقدوم الجزار الذى ادخل لحم الخروف المذبوح الى المطبخ وانصرف كانت كل سيدة معها شغالتها تقريبا والمكان مزدحم بهن
وكل واحدة او بمعنى اصح معظمهن يمسكن فناجين القهوة يرتشفونها ببطئ تمهيدا لقرائة الفنجان.
اما الحاج مصطفى فقد نزل وقال للجزار ان يقوم بتقطيع اللم قطع متساوية وان يلفها في ورق اللحمة كانها مباعة من عند الجزار تماما وتم وضعها في كيس ورقى مكتوب عليه اسم فلان وعلان وترتان كان يعرفهم بالاسم.ثم يرسل بعض رجاله لتفريق اللحم لكل واحد في داره حتى يكفيه مئونة الوقوف كانه يتسول .كان رجلا كريما يحافظ على شعور الصغير والكبير.ثم يقوم بإخراج اكثر من مظروف من مظاريف الخطابات موضوع بداخلها قروش جديدة تم صرفها من الننك خصيصا لتفريقها على الأولاد والبنات من أولاد العائلة وحتى أولاد المنطقة.اخذت المظروف الخاص بى ووضعته في جيبى وخرجت الى الشارع لاكمل اللعب مع اقرانى.
كان الكهربائى قد اتم تعليق اللمبات الملونة الخاصة بالمناسبة اعلانا عن إقامة ليلة الذكر.وبعد ان صلى الجميع المغرب وحضر أربعة من الفقهاء القراء والمنشدين كان يتنافسون في السمنة ويلفون احزمة قماشية لونها فض مشغول باللون الأسود وشيلان من نفس القماش يضعونها على اكتافهم ويلبسون عبائاتهم السما بالكاكولة والعمامة الشهيرة.كان الكبار يزجرونى عندما اضحك من هؤلاء الناس فهمهم الأول هو الاكل وكما قال رائد الدراويش ان الحفلة من غير الاكل كالساعة من غير المينا. كان احد الشيوخ يقوم بانشاد التواشيح وبعض العامة يقول الله اللهم صلى على النبى ثم قال صدق الله العظيم اخطلت الامر على العامة بسبب طريقة انشاد التواشيح المشابهة لقرائة القران.فى مثل هذه الحفلات كنا نلعب حتى يختم الشيخ قرائة القران وينصرف المدعون ويقوم الكهربائى والفراش باخذ حاجياتهم والانصراف .كان اغرب حديث سمعته بومها حديث احد الشيوخ مع زميل له كان يقول هو الشيخ رمضان مجاش ليه ؟ ده صوته زى سلاسل الذهب يا سلام.وبيقراء بالسبعة .اى والله اصله من اهل العلم الا دنى.سالت مولانا الشيخ ايه هو العلم الا دنى يامولانا انتفض الشيخ كانى اهنته او سبيت امه ونساء عائلته انتفض وقال انت مين يا ولد وايه اللى خلاك تتصنت على كلامنا يا قليل الادب امشى امشى.اخذت اضحك على طريقته في الكلام .وقام محاولا اللحاق بى ولكن ثقل وزنه وما اكله من لحم الخروف اعاقه عن ذلك بينما صعدت الى اعلى البيت لاخذ امى وننصرف سويا . وانا لا اتمالك نفسى من الضحك على أسلوب كلام الشيوخ وطريقة اكلهم الفتة وشرب اليانسون بكثرة.لكن لم اكن اجروء على سؤال الكبار خشية ان يقولو عيب يا ولد وحرام الكلام ده
.................................................................
.......................هوانم محرم بيه...................
 
زعامات صغيرة
كعادتى قبل رجوعى من المدرسة ومصروفى اليومى مازال معى بعد ان اتيت على الشندوتشات التي تضعها امى كل صباح في حقيبتى المدرسية كنت في انتظار جرس الحصة الأخيرة كان الأستاذ ادريس قد انتهى ذلك اليوم من شرح تاريخ نهاية دولة المماليك على وكيف تم اعدام طومان بيه على باب زويلة كل تلاميذ الفصل وانا معهم كنا حزانى على طومان باى وكان السلطان سليم العثمانى كان معنا منذ قليل .ابدع الأستاذ ادريس كعادته في شرح مادت...ه لنا حتى صارت في خيالنا الصغير كانها واقع حى حفر في ازهاننا دون ان نستذكره.
أخيرا دق جرس نهاية الحصة واليوم الدراسى وانطلقنا جميعا ناحية باب الفصل لمغادرة المدرسة وكان الأستاذ قد سبقنا بقليل كنت افكر في شر اء حصة اليوم من السودانى وقرون الخروب زان انتقى دومة طرية حلوة المذاق من الدوم الذى يعرضه عم محمد عثمان وهو رجل سودانى سمين متوسط الطول شديد سواد الوجة ببياض عينية أورده حمراء كثيرة مما جلها تميل للاحمرار ولكن ملامحه كانت تكسوها الطيبة الشديدة .لاحظت وانا اقترب من العربة ان الأستاذ ادربيس يتعامل مع عم محمد عثمان وانه يقف وحده مع الرجل ويتركه يضع ما طلبه منه داخل كيس ورقى كان يحمله معه انتظرنا حتى انصرف الأستاذ ادريس وهو يحمل حمله الثمين بينما تبدو على قسمات وجهه السعادة وابتسامته العريضة تزين وجهه كما هي عادته .
اقترب ببطئ حتى يبتعد الأستاذ ادريس وكنت أتكلم مع بعض زملاء المدرسة من تلاميذ الفصل المقابل لنا فقد هزمونا في كرة القدم هذا اليوم فهم الفريق الرشح لدورى الفصول لكرة القدم بينما نحن نحتل الصدارة في كرة السلة والمسابقة الثقافية . انتهيت من كل احاديثى ومجادلات بعض التلاميذ من مهاويس الكرة ومنهم من كان يقلد كابتن محمد لطيف معلق الكرة وكان يمشى بجانبى قائلا الكورة مع الولة السنباوى خدها أبو الحسن وشاط ياي ياى ياى . طلعب برة اوت.  .ويبدو ان اليوم كان يوم مشاكلى 
 مع هذا الولد الغريب الذى اقترب منى قائلا مابتصقفش ليه انت مش سامع الكابتن لطيف؟ تاكدت انه يسعى لافتعال المشاكل معى .يبقى اكيد حاضرب علقة في البيت بعد رجوعى بسبب تمزق المريلة او اتساخها .كان كل تفكيرى فى ناحية تعامل امى معى عند جوعى البيت وعلامات المشاجرة على مريلتى ووجهى الذى قد يصلب وكنت لا اهتم بجروحى ولكن المهم المريلة..اقتربت من عربة عم محمد عثمان اكثر وقمت بخلع مريلتى وهى الزى المدرسى الرسمي فى هذه الأيام بعد ان خلعتها وطبقتها جيدا وانا اتحمل كلام الولد الغبى كثر الكلام وقبيح لالفاظ بينما بعض زملائى يراقب تصرفاتى ليرو ماذا سافعل وهل اهرب كما كان يفعل البعض ام اقف ليضربنى هذا الولد وفى الحالتين المسالة كلها مزلة ولكنى توصلت لحل ثالث كان لابد منه ان كنت سالاقى مصيرى .وقفت متحفزا بجانب عربة عم محمد عثمان واعتليت عجلة العربة منتقيا دومة كبيرة كانت عبارة عن اثنتين ملتسقتان ونزلت من فوق عجلة العربة وكان الولد يهم بجذقبى ليدفعنى ارضا وكانت هذه عادته مع الأولاد بعد الن يوقعهم ارضا يقوم برفصهم برجليه فى وجوههم وبقية جسمهم وما ا هم ان يفعل معى هذا حتى ضربته بالدومتين فى وجهه فسقط على الأرض باكيا واخذ يسب ويشتم ولم اتركه بل فعلت به ا كان يفعل مع الأولاد الذين ضربهم من قبل.اسرع محمد عثمان وازاحنى من على الولد وطرده بعيدا بينما تجمع أعداء لولد لمناصرتى ومحاولة ضربه مجددا هرب المعتدى أخيرا وقمت شراء الدومة المزدوجة وقرون الخروب والفول السودانى وان غاية السعادة كاحد فتوات نجيب محفوظ .أخيرا ظهر زميلى أبو الحسن اضعف من كان معى فى الفصل بعد ان اتى بكل من بالسمباوى وسامى فلتس اصدقائى وزلائى فى الفصل اسرع كل اهل الشهامة والشماتة لضرب الولد المعتدى اخيا أعطيت عم محمد القرشين صاغ ثمن ما اخذت وانصرفت وانا احمل لمريلة وحقيبة كتبى تالتىوضعت كل متعلقاتى بها .كنت منذ هذا اليوم فتوة الفصل وناصر الضعفاء رغم خحمى الصغير .وبعد ان صار الفتى المضروب من ضمن من هم تحت الحماية.....تلك هي الحياة .والمسالة تتكرر فى كل زمان ومكان مع اختلاف الاحداث والشخوص
..............................................................
...............................هوانم محرم بيه................
جذور
لأول مرة يهتم ابى بما البسه ونحن في طريقنا لزيارة مكان او احد من الأقارب فقد كانت هذه مهمة امى عندما نخرج في زيارات الأقارب او للفسحة في جدائق الشلالات او حديقة النزهة أيام مجد حدائق الإسكندرية كنا في بداية الستينيات وفى فصل الشتاء كان يوما مشمسا من أيام الاحاد التي كان ابى ياخذنا أحيانا في نزهة قصيرة او زيارة صديق من أصدقائه اليوم قال لى البس البوت بتاع باتا اللى بتلبسه في حصة الألعاب والبس البلو...فر الواسع بتاعك .نظرت اليه وانا افكر انه لم يفعلها من قبل ولكنه أجاب على تساؤلاتى دون ان اسال فقد قال لى انا حاوريك مكان مش حتنساه طول عمرك وحتشوف حاجات مش موجودة هنا يللا ومنتاخرش علشان نرجع بدرى.
لبست كما قال لى وخاصة الحذاء الرياضى واحد الجوارب السميكة والطويلة .وسالته امى انتو رايحين فين وقاعدين بتتودودو .ضحك ابى وقال لها لا ده كلام بتاع رجالة مالكيش فيه..وضحك قالت بابتسامة حنونة ربنا مايحرمكوش من بعض .
اخذ ابى يحكى لى ونحن في طريقنا للمكان الذى سنزوره كيف انه كان في طفولته يتجول ويلعب هو واقرانه في هذا المكان وعن جمال المنطقة وثرائها بمخلوقات الله الجميلة من الطيور ما شوقنى اكثر الى ما نحن ذاهبون اليه.
لم تكن المنطقة بعيدة عن مكان سكننا ولكن كان علينا ان نعبر ترعة المحمودية لنصل الى برها التانى كما كنا نطلق على المنطقة ..البر التانى عبرنا بالمعدية التي كانت تربط المنطقة باهل ها المكان الجميل كانت المعدية عبارة عن قارب مساحته تقارب العشرة امتار طول وثلاثة عرضا ويقوم من يسمونه المعداوى بقيادتها بعصا ضخمة طويلة تقارب الستة او الثمانية امتار من البامبو او الخشب لا ادرى المهم انه كان يقود باحترافية فقد كانت الترعة واسعة في هذه الأيام قبل ان تختفى الان نحت اكوام القمامة...وصلنا أخيرا الى البر التانى عند عزبة الصبحية التي كانت من أملاك عمر باشا طوسون ويعطى لسكانها حق الانتفاع بما يسمى نظام الحكر وهو كالايجار ولكنه لمدد طويلة عبرنا وانا مبهور بمنظر الترعة ولكن ما جعلنى اكثر انبهارا هو روئية الأشجار الكثيرة والمزارع الواسعة المحاطة باسوار من نبات التين الشوكى مررنا من خلال المزارع في الطرق الطينية الضيقة الموجودة بين قنوات الرى وحدود الاراضى التي صنعها أصحابها .كنا لانسمع سوى صوت العصافير واحيانا يلقى احد الفلاحين علينا السلام ويقول اتفضلو وكان ابى يرد تحيتهم قائلا الله يخليك ازيك يا فلان وازى ابوك.كان يعرفهم فقد كنا نمشى في منطقة عاش فيها فترة من طفولته ويعرفها كما يعرف كف يده.
أخيرا وصلنا الى منطقة الملاحة ولم يكن قد وصلها التخريب بعد رايت رجلا يعبر في قارب من قوارب البحيرة المسما الملاحة او بيحيرة مريوط.... ردمت بالقمامة الان. او تم البناء على ماتم ردمه... نزل الرجلب وسحب القارب خارج المياة ووضع العصاة التي يقود بها القارب جانبا كن يسمونها المدرة.
اخرج ابند قية خرطوش من القارب وحقيبة من قماش قوى وعلقها على كتفه ثم نحنى ليحمل اكثر من عشر بطات كان قد صادهم ورطهم بخيط قوى ووضعهم على كتفه الاخر.وما ان شاهدنا الرجل حتى اندفع ناحيتنا مرحبا واخذ ابى بالاحضان وقبلنى على جينى وقال لابى ابنك صورة من جده وهو صغير .واخذ1 يعاتب ابى لقلة زياراته له كان الرجل عم ابى .قال لى انت عارف البندقية دى بتاعة جدك الله يرحمه .وكمان عدة عمل الخرطوش .تعال نروح لحسين ابنى اشوفه عامل ايه؟ اخذ يتكلم مع ابى عن أشياء حدثت في الماضى ويترحم على هذه الأيام الجميلة كنت اعرف ارجل فقد رايته عدة مرات في زيارات متباعدة .ولكن هذه المرة كان ابى يحرص على مشاهتى لهذة الأماكن كانه يعرف انها ستختفى تحت جبل كئيبة من الاسمنت يسكنها رعاع الناس .
شاهدنا حسين ابن عم ابى وهو شخصية ودودة طيبة من النوع الذى تحبه من اول روئية وتحس انه مامون الجانب .رحب بنا حسين بشدة وكان يجلس في كوخ مصنوعا من البوص يسمونه خوص .كان بداخل الخوص عدة صناعة الشاي .واقفاص بها ما اصطاده حسين من عصافير الحسون والخضارى و التفاحى .وكلها طيور مهاجرة تاتينا شتاءا مهاجرة من أوروبا .كان امام الخوص حبل طويل يتصل بشبكتان متقابلتاك ووموضوع بينهما احد العصافير المغرد وعندما ينزل السرب يقوم بشد الحبل فتنطبق الشبكتان على العصافير ..منت اشاهد أشياء جديدة على واتعرف عن قرب عن جمال مايحيط بى من جمال قتله المفسدون فيما بعد.
كان عم ابى يصر على تركنا للمكان والذهاب معه الى بيتهم ليقوم باكرامنا ولكنى كنت اصر على وجودى في هذا المكان الساحر .كنت لااشعر بجوع او عطش الا لمشاهدة ما حولى فقد كان المكان يستحق
........................................................
عم مليم ....الباقى الوحيد
................................
 
مازال عم مليم او ميلم كما يدعوه الناس يجرى خوفا اذا راى اى طفل في يده قطعة من القطن الأبيض وعم مليم رجل اسود طويل القامة بشكل مفرط يرتدى جلباب كان لونه ابيض ولكنه اكتسب لون التراب الذى ينام ويجلس عليه دائما كعادته فهو لايجلس على حجر الرصيف اواى مكان الا اذا كان به تراب كثيف .اما مكان نومه المفضل فكان نعش موضوع بجانب مشرحة مستشفى الحميات .كان عم مليم يطلب ممن يتاكد انهم ناس طيبين ولن ياذوه المدد ...قائلا عايز منك مليم ويكررها ولا يأخذ اى مبلغ الا اذا اعطيته مليم كانت عملة المليم مازالت سارية حتى الستينيات فقد كان الجنيه مازال به عافية لم تكسرها أيام البوار الت مرت على مصر.وعم مليم من اصل افريقى ولا يعلم احد ان كان من السودان او من ا مكان اخر لانه كان من العبيد اللذين اعتقهم عمر باشا طوسون قبل الثورة ولكن المسكين عم مليم لا يجيد ى صنعة ليتكسب منها لقمة عيشه ولا حيلة يستطيع بها مغالبة الأيام . ولم يستطع التغلب على احساسه كعبد ولم يغادر حتى المنطقة التي كان مستعبدا فيها فمكان نومه كان اسطبلات عمر باشا طوسن الى هدمت وصار مكانها المساكن المسماة مساكن طوسن ولكن أولاد السكان الجدد كانو يطاردونه دائما حتى صار النعش مكان نومه المفضل .او المشرحة مكانه الأكثر تفضيلا.
كانت الامطار تهطل بشدة في ذلك اليوم وكنت عائدا من المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسى الذى كان ينتهى في الثانية بعد الظهر . في هذا اليوم كان الجو شديد البرودة والرياح تعصف بالمارة كانها شبح خفى يدفع المارة في الطريق ويكاد يلقيهم على وجوههم .كنت سعيدا بمنظر الامطار ووقفت داخل ورشة لحداد كان يصنع حدوة الخيل والحمير كانو يدعونه بالبيطار .اى صانع الحدوات .لم يتكلم الرجل وتركنى اقف ريثما ينتهى المطر وكنت اتفرج علىه هو وصبيه الذى يشغل الكير الملئ بالفحم الملتهب والذى يضع الحديد على ناره لتشكيله كحدوة للاحصنة .كانت الرائحة غريبة وخانقة ولكن كان على ان اتحمل حتى يقل المطر واذهب في طريقى وبعد قليل خفت رخات المطر فشكرت الرجل وانا انصرف الا انى وجدت عم مليم في وجهى وهو يقول بصوته الغريب الله يخليك عايز منك مليم .قلت له تاخد تعريفة اى خمسة مليمات كررها عايز منك مليم أخرجت من حقيبى المدرسية سندوتش من بقية ماكان معى ولكنه رفض اخه وكررها عايز منك مليم .وضعت الحقيبة جانبا والغريب انه كان في جيبى فعلا مليم اعطيته له فاخذه فرحا وجرى في الطريق المبتل بماء المطر وهو لايهتم برجليه الحافتين والتى بهالكثير من الشقوق التي نحتتها الأيام في كعوب قدميه العجيبتين .اخذ يرد ادانى مليم وفجاة تنبهت كاتن يردد اسمى الذى يدللونى به كان يجرى قاائلا بلبل ادانى مليم بلبل ادانى مليم . واذدادت حدة الامطار مع اختفاء عم مليم نظر الى البيطار وقال خليك يابنى لما تبطل شتا على الأقل هنا الكور عامل دف استحمل الريحة شوية .معلش اكل عيشنا واتعودنا على كدة.قلت للرجل ابدا ياعم انت رجل بارع في صتعتك وصعب اى حداد تانى يتعامل مع الحيوانات زيك .ضحك الرجل وقال متفكها تقد الحمير والخيل دول التعامل معاهم احسن من بنى ادمين كتير على الأقل الحمار من دول بيفضل سايب رجله لغاية ما اركب له الحدوة .على فكرة . مليم ماينطقش اسم حد الا ويجيله خير كبير.قلت له ربنا يبعت . رد الرجل المدارس علمتكم كويس بتعرف ترد على كلامى وبسرعة .اكيد اللى بيعلموك ناس كويسة.قلت له جدا وان احبهم زى ابويا .قال الرجل ربنا يباكر فيك وفى اولادى .انتهتى سقوط المطر وانصرفت في طريقى الى البيت ولكن قرب نهاية الطريق قابلت مليم مرة أخرى وكان معه كلب صغير مبتل بفعل مياة الامطار .كان لونه ابيض .اعطانى الكلب وقال لى خللى بالك منه واوعى ترميه .امشى روح بسرعة امشى يابلبل التفت اليه لاساله يعرفنى من اين؟ ولكنه كان يجرى وجلبابه غارق بمياة المطر ومليم لايهتم..اخذت الكلب الى بيتنا وجففت فروته المبلولة بقطعة قماش ثم وضعته بجوار موقد الجاز .فلم تكن رفاهية البوتاجاز قد انتشرت في هذه الأيام .أخيرا اتضحت معالم الكلب الصغير الذى كان يرتعش كان ابيض اللون من نوع الكلاب الكانيش الصغيرة ولا اعلم كيف وصل الى يد عم مليم.
عندما سالتنى امى ايه الكلب ده؟ طلعه برة الشقة بعد ماينشف... اخرجته خارج الشقة الى سطح المنزل عند عشة الدجاج ليظل اكثر من عشر سنوات في بيتنا .بوصفه الكائن المدلل الوحيد...كان اسمه مليم
........................................................
ام الرجال
................................................
ام الرجال هكذا كان اسمها مخلوقة عجيبة الشكل لون بشرتها يميل الى السواد المشوب بالزرقة وعينيها يميل بياضها للاحمرار شعرها الملبد والمنفوش .والمجعد يشدة يميل لون معظمه الى لون التراب حيث كانت تنام داحل بيت مهجور كان فيما سبق يسكنه ناس من علية القوم ولكن لا يعرف احد متى اختفى جمعهم ومن ترك ام الرجال تسكن هذا المنزا المحاط بحديقة كان لها تاريخ في التنسيق ولكن الإهمال صنع بها ماصنعه ببقية المنزل المسم...ى ببيت القاضي ولم يعرف احد اى قاضى كما لم يروا اية رجال من أبناء ام الرجال لم يرها احد وهى تشرب ابدا ولكنهم كانو يعرفون انا تستطيع الحصول على الطعام وقت ما تريد . مكان وكر ام الرجال كان بالقرب من المدرسة المخصصة للأطفال قبل المرحلة الابتدائية في هذه الأيام كانت الناس ترسل أولادها الى هذه المدارس حتى يستطيعو الكتابة والقرائة .لان مناهج التعليم كانت بالصور أيام كتارب فلفل وشرشر الذى كان كل تلميذ في هذا الوقت يبداء تعليمه من هذا الكتاب .ومعظم الأطفال لا لايتعلمون منه اى شيء الا النظر الى الصور ومقارنتها بالكتابة فكانت كلها في نظر الأولاد فلفل نط عند البط . وكتاب فلفل وشرشر كن سببا في معرفتى لام الرجال رغم انى كنت أخاف النظر الى وجهها حتى تعودت عليه فوجدتها مخلوقة مسكينة يخاف الناس منها بلا سبب .تعرفت عليها بالاحساس إحساس طفل في السابعة من عمره ولكن هذه المعرفة كانت بسبب ما كانت امى تحمله لى من سندوتشات مختلفة وبيض مسلوق واشياء تملاء حقيبتى بالإضافة الى كراسة الرسم والألوان وكتاب الف باء وكراسة كنت امزقها معظم الأيام ولا اعرف السبب الى الان. كنت امشى عائدا الى البيت بعد انتهاء اليوم الدراسى وقابلتنى ام الرجال وجدتها في وجهى وتسمرت مكانى من شكلها المرعب ورائحتها الغريبة.قالت لى بصوت ضعيف يغلب عليه الحشرجة يا ولد معاك شيء اكله .كانى منوم ودون ان انطق فتحت حقيبة المدرسة واخرجت كل ما كان معى من سندوتشات كانت تاكلها بنهم عجيب .ومن حظى انى لم ااكل اى منها في هذا اليوم .بعد ان أتت على كل ما كان معى من طعام قالت لى استنى هنا .ووقف لان صوتها كان هادئا ودخلت بسرعة الى بيت القاضي وخرجت ومعها مجموعة مجلات لميكى ماوس وكتاب شرشر وفلفل المقلالا على سنة أولى ابتدائى في هذه الأيام.اعتطنى كل هذا ثم قالت لى يللا امشى على بيتكم .امشى على الرصيف .وخللى بالك من السكة...كان صوتها حنونا بخلاف شكلها الرهيب.
اخذت ما اعطتنى إياه وانطلقت مسرعا الى بيتنا والذى كان يبعد شوارع قليلة عن مكان المدرسة .ومر اليوم بسلام فلم تكتشف امى ما احمله من مجلات وكتب اخذت في تصحفها .فقد كانت نائمة بعد ان وضعت لى طعام الغذاء. اخذت تفرج على صور مجلة الكارتون ميكى ماوس .فلم اكن استطع القرائة بالقدر الكافى حتى افهم ما بها .
مرت الايام وانا اعطى ام الرجال في معظم الأيام ان لم يكن يوميا ما معى من طعام كان المفروض ان اتناوله كطعام إفطار كانت قول لى كعادتها امشى على الرصيف وخللى بالك من العربيات وروح لامك بسرعة ...
تعودت على شكل وملامك ورائحة ام ارجال فلم اعد اخشاها بل كنت ابحث عنها لاعطيها ما معى بل اكنت اخبئ بعض مايحضره ابى من فاكهة لاعطيها إياها وام الرجال غالبا ما تعطينى مجلات قديمة وكتب لا اعرف من اين تاتى بها.الى ان جاء يوم كان معى تفاحة وبعض البلح وقليل من الحلويات الخاصة بإحدى المواسم كمولد النبى او ماشابه ..
الى ان جاء يوم كنت ابحث عنها كما هي العادة ولم اجدها فدخلت بيت القاضي المهجور من فتحة في سور حديقته وانا انادى عليها باسمها. وكانت نائمة على كومة من القش في احدى الغرف .سمعت صوتها وهى تقول تعالى يا ولد فتتبعت الصوت الى مكانها كانت لا تستطيع النهوض من مكانها فاعطيتها الطعام وهممت بالانصراف ولكنها قالت استنى يا ولدى كانت اول مرة تدعونى بولدها فرجعت وسالتها انتى عايزة حاجة تانى قالت لا .خد واخرجت ربطة ثقيلة وقالت خد دى لك واوع تديها لحد دى لك انت بس. ياللا روح على بيتكم وامشى على الرصيف وخللى بالك من السكة .ياللا امشى.اخذت منها الربطة وكانت ثقيلة الى حد ما وخرجت من المكان الذى دخلت منه وانطلقت جريا كعادتى في طريقى الى البيت.
سالتنى امى اتاخرت ليه النهاردة ؟مش قلتلك تيجى من المدرسة على البيت وتبطل لعب قلت حاضر .قالت ادخل اغسل ايديك علشان احط الاكل يللا.بعد ان غسلت يدى وجدت امى تنظر الى بدهشة شديد قائلة الفلوس اللى في الربطة دى بتاعة مين كلها .؟ دون تفكير قلت بتاعة ام الرجال اديتهالى بعد ما اديتها الاكل.واخذت احكى لها تاريخ معرفتى بام الرجال وهى في حالة صدمة وقالت لى افض كانت قتلتك وبعدين ازاى تامن لاى حد .والسندوتشات عمال تقولى عاوز افطر كذا وكذ وتتشرط على وانت بتديها لمين؟ مين ام الرجال دى قلت انا بشوفها كل يوم الصبح وقبل ما اجى البيت ست غلبانة.قامت ووضعت الربطة التي اعطتنى إياها ام الرجال في كيس ورق من الاكياس التي كانو يعابئون بها الفاكهة في هذة الأيام وقالت زمان ابوك جاى يشوف المصيبة دى وكل الفلوس اللى في ارابطة دى اديتهالك ؟ اخذت تحقق معى وهى لاتصدق ان هناك ام ارجال التي تعطى لطفل كل هذه النقود.كانت الر بطة مليئة بالريالات الفضية وانصاف الريالات وبعض القروش. ولكنها كانت كثيرة.
وما ان اتى ابى حتى اخبرته بما كان واصرت على النزول لترى ام الرجال وتستوثق من صدق روايتى ونزلت معهما متجهين الى بيت القاضي كان الوقت عصرا ولا يوجد احد لا ام الرجال ولا غيره وأخيرا ظهر الحارس النوبى عم الليثى الذى سال باهتمام خير يا جماعة .؟ فسالته امى عن ماتسمى بام الرجال .قال عم الليثى وهو يضحك مفيش ام الرجال من زمان دى واحد ست مسكين كان بيقعد ةفى بيت القاضي ودلوقت خلاص من زمان...قال ابى يعنى ايه خلاص من زمان .قال اللسثى يعنى مات من زمان ام الرجال كاتنت طيبة الله يرحمها...
لم يتكلم احد وانصرفنا عائدين الى البيت .ولم أرى ام الرجال بعد هذا اليوم خاصة انه كان هناك مكن يقومون بهدم بيت القاضي.
..............................................................
ياسلام ياست
.......................................................
ام كلثوم سهرتها الليلة اليوم اخر خميس في الشهر حتغنى اغنية جديدة .جبت السودانى يا كمال .؟ كان عم أبو اليزيد يخاطب اخوه كمال صاحب البقالة الموجودة في عقار قريب منا كنت اراقبهم واسهر أحيانا مستمعا لحفلات الست من خلال راديو عم كمال الذى كان يرفع صوته كانه يريد ان تسمع كل المنطقة اغنية الست .أخيرا حضر رجل اخر وجلس معهمكانو يضعون كمية ضخمة من الفول السودانى امامهم وفحم مشتعل في مبخرة فخارية ضخمة مليئة ...بالفحم .ومعدات تدخين الحشيش امامهم واما كلامهم فكان غير مسموع حتى يسمعون الست رغم انها لم تبداء بعد وكان مذيع الحفل يصف الجمهور والفرقة الموسيقية ويذكر أسمائهم ووظيفتهم في العزف على الالات المختلفة وفجاة صاح المذيع قائلا وهاهى ام كلثوم تدخل الان وتحى الجمهور وهى تلبس الفستان واخذ يصف ما تلبس وحتى لون المنديل الذى كانت تمسكه في يدها وهى تغنى..بينما كان عم أبو اليزيد يصيح ياسلام ياست.رغم انها لم تبداء الغناء وحتى فرقتها الموسيقية كانت تظبت الالات. بينما كان عم كمال يجرب الجوزة التي في يده وهو يقول يا سلام تسلم ايدك احمو حتة انما في الجون واخذ يضحك بهيستريا . كنت اسمع ام كلثوم بينما الدخان الأزرق المتصاعد بالقرب من وجهى يوشك ان يجعلنى اصيح مثله ..ياسلام ياست. كانت ام كلثوم تشدو باعنية ظلمنا الحب وكلمات اغنيتها تسرى في الليل وكل اهل المنطقة نيام تقريبا عدا أبو اليزيد واخوه كمال والصديق الثالث الذى كان غالبا ما يحضر لهم الحشيش..وبعض الفاكهة.لم يكن باستطاعتى الاستماع للراديو في البيت في هذا الوقت المتاخر حتى لا ازعج ابى الذى كان ينام مبكرا ليصحو أيضا في السادسة للذهاب الى عمله ...فجاة سمعت امى تقول ادخل دراكر وبطل خيبة ام كلثوم مش حتنجحك واغانيها مش حتيجى في الامتحان قلت لها اغبية نعمل لهم ايه؟ المفروض يكون السؤال الأول .اكتب اغنية لام كلثوم ..قالت خش اتعشى واسنمع عل كيفك اه بكرة الجمعة بس بعد ما تاكل ادخل حط حاجة على كتافك وتركتنى وانصرفت لاعداد العشاء رغم تأخر الوقت ولكنها كانت تخاف على من ان تصيبنى نوبة برد.
دخلت وبينما كنت اكل كان صوت ام كلثوم يتسلل الى سمعى .مختلطا بصوت عم كمال واخوه والرجل الاخر الغريب.. علا صوت أبو اليزيد وهو يقول حلق يا حودة حيهرب منك اهو .أخيرا مسكتك دفعن الفضول لانظر لار ى ما امسكه أبو اليزيد نظرت الى اسفل كان يقف في ضوء لمبات الاضائة الخاصة بدكان أخيه ويرفع يده اليمنى امامه ضاما لقبضته كانه مسك شيء بها وهو يقول ارنب تمام على فكرة خواته مالين الشارع لم يكن بيده اى ارانب ولكنه كان يقول انه ممسك بارنب ابيض كبير واخوه ينظر اليه ويضحك بشدة. بينما ذهب أبو اليزيد الى داخل اخد البيوت وفتح بابه قليلا ثم اطلق ما في يده حتى يستطيع ان يمسك غيره وظل يطارد ارانب خياله البيضاء ويرجع ليحبسها داخل مدخل البيت ويقفل الباب بعناية واضعا خلفه حجر .وكانت حفل ام كلثوم قد انتهت والراديو يذيع برامج أخرى وأبو اليزيد مازال يطارد الارانب البيضاء .ثم وقف في منتصف الشارع قبلة بيته مناديا على احدى بناته وهو يقول يا صباح كان يقولها بصوت ممطوط ثم يتبع النداء باسم الدلال لابنته قائلا يا باحة انت يابت تعالى ساعدينى ردت عليه ابنته بسرعة خوفا من يصحو احد ويصير فرجة لاهل الحى. ونزلت مسرعة وهى تقول له ايوة يابا قال لها وهو يمد الفراغ اليها امسكى الارنب ده لغاية ما اجيب غيره واجى طاوعته ورجع يجرى مطاردا ارانبه البيضاء السمينة كنت اضحك عليه بشدة فلم يكن هناك لا ارانب ولا قطط .رجع أبو اليزيد الى ابنته وقال متسائلا طلعتى الارانب فوق انا عارفك شاطرة ياباحة .ياللا اطلعى وان جاى ومعايا بقية ارانب.اخيرا قرر عم كمال مغاد رة المكان الى منزلة واغلاق الدكان واطفاء الانوار بينما انطلق اخوه أبو اليزيد مطاردا الارانب البيضاء الوهمية التي كانت موجودة فقط في راسه الى لعب بها دخان الحشيش
..........................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
........................................
ام حلوتهم
.................................................................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
.............................................................
اقرا اخبار السفاح
اخبار اهرام جمهورية اقرا اخبار السفاح السفاح . كان هذا صوت محليس بائع الجرائد وهو يصيح كعادته في الصباح الباكر عما يوجد من اخبار فيما يحمل من جرائد. وايامها كان الحدث الأكبر ولا نعرف لماذا جعلوه هكذا .هو الخبر الطاغى على ساحة الاخبار كلها سواء كانت اخبار سياسة البلد او اية اخبار أخرى .قررت مصر كلها ان تهتم باخبار السفاح محمود امين سليمان .مر رجل يميل جسمه الى النحافة ترتسم على وجهه خطوط من خطوب... الحياة وقهر الأيام ونظر الى محليس بائع الجرائد وقال له .ادينى الجرنان اللى فيه اخبار السفاح.قال محليس .بقرش صاغ يابلدينا ..اخرج الرجل قطعة نقدية بعشرة قروش من جيبه واعطاها لمحليس الذى قال معيش فكة شوف لى معاك قرش صاغ احنا لسة على فيض الكريم ما استفتحناش.
نظر اليه الرجل وقال طيب خللى الباقى معاك لحد ما ارجع قال محليس .نهارك فل. ثم اخذ ينادى اقرا اخبار السفاح .كانت الساعة تقترب من السادسة والنصف صباحا ورياح الخماسين المحملة بالاتربة بدات تجعل الرؤية غير واضحة .والرجل الذى كان يرتدى الملابس البلدية ويتلفع بقطعة قماش صوفيه يلفها على راسه ومقدمة وجهه .ينظر في الصحيفة التي تكتب ما تشاء عنه وعن أفعال لم يرتكب شيئا منها .كان العنوان السفاح يسطو على منزل احد رجال المال .ويقتل حارس العقار ويعطى النقود لفقراء الحى .مطاردة السفاح لم تسفر عن شيء لانه كان يسبق سيارات الشرطة وهو يجرى..
القى الرجل بالصحيفة في الطريق بعد ان مزقها .وهو يسب من كتب هذا الهراء.كان هو المقصود بهذا الكلام. قرر ساعتها ان ينفذ ما كتبه هذا الصحفى ولكن عليه ان ياكل أولا. فهو لم ياكل منذ مايقارب اليوم بكامله لكونه مطارد رغم انه لم يرتكب ا جرم الا ما اشيع عنه من اشاعات لن يحدث منها شيء الا خيانة زوجته التي خانته مع احد المحامين .ومازال صوت محليس يرن في اذنه اقرا اخبار السفاح . مر الرجل في طريقة الى مخبز يبيع الخبز الافرنجى ورغم ان المخبز كان يقع قبل قسم الشرطة وبينه وبين القسم مسجد .الا انه جازف وذهب واشترى بعض الارغفة .ثم رجع الى بقال قريب ليشتر ما ياكله مع هذا الخبز.ومازالت الرياح تعوى والغبار يملاء شوارع المدينة التي بدات تعج بالحركة رغم سوء أحوال الطقس في هذا اليوم .
دخل الرجل الى احدى المقاهى وجلس يتناول إفطار بينما جائه القهوجى واخذ يمسح المقاعد التي جانب الرجل وساله تشرب اية يابلدينا .رد عليه مسرعا وقال ادينى شاى...صاح القهوجى وعندك واحد شاى ميزة لبلدينا هنا .ثم اتبع صياحة بنداء اخر بعد ان سمع من يصفق له..فقال ايوة حاضر اامر يابيه .كان هناك رجل يرتدى بدلة قديمة ويضع نظارة على وحهه ويقراء في الصحيفة التي تتحدث عن السفاح .وقال للقهوجى واحد شاى يابنى.
وعندك واحد شاى للأستاذ .نزيه وسال القهوجى ايه الاخبار يابيه النهاردة قال الأستاذ نزيه مفيش غير اخبار حكومة زكريا محى الدين ووجع الدماغ وحكاية السفاح .بيقولو انه بياخد فلوس الأغنياء ويديها للفراء.ياريتنى اقابله علشان أقوله يقتل اتنين مراتى ومديرى في الشغل الاتنين مرابيين لى كاللو في نفوخى.عارف ياولة احمو.قال القهوجى ايوة يانزيه بيه؟ انا حاسس ان الراجل اللى بيقولو عليه سفاح ده اغلب من الغلب.ياعم هو السفاحين حد يقدر يجيب سيرتهم.اه لو يجى حاقوله يروح الشغل بدالى ويخنق مدير الغبرا.ايه رايك يا حمو انا النهاردة مش رايح الزفت الشغل.روح هات الشيشة والشاى بسرعة.وصاح حمو. ايوة جاى .بسرعة الشاي لنزيه بيه.
كان الرجل المطارد يجلس وهو يشربكوب الشاي بهدوء وهو يأخذ نفس عميق من سيجارة بيده الأخرى.ساعتها دخل رجل من رجال الشرطة وقال يا حودة هات كوباية شاى .وسحب مقعد وجلس .بينما كان حودة كعادته يتكلم مع كل زبون ياتى قال بقولك ايه ياشاويش ؟ ايه اخبار السفاح؟ اخذ الشاويش يبرم في شواربه وهو يقول .على فكرة السفاح مش في اسكندرية الاخباريات بتقول انه النهاردة شافوه في حلوان.
رد الأستاذ نزيه قائلا ياريته يجى اسكندرية.قال الشاويش مايجى يا اخى والا مايجيش احنا حنخاف .هات الشاي ياحمو.قال خمو وهو يقدم الشاي له اتفضل ياشاويشنا.
قام الرجل المطارد وقال للقهوجى حمو .حسابك يا حمو وحساب نزيه والشاويش عندى واعطاه عشرة قروش وقال له خللى اباقى علشانك وبقية الاكل ده خده اديه لاى حد .قال الشاويش متشكرين يابلدينا والله الواحد لسة ما فطرش هات يا حمو.
انصرف الرجل المطارد واختفى وسط تلافيف الغبار التي تثيرها رياح الخماسين بينما صوت محليس بائع الجرائد يسابق صوت الرياح وهو يقول اقرا الحادثة اقرا اخبارالسفاح السفاح
........................................
ارزاق مقسمها الخلاق
....................................................
حجر بازلتى اسود كبير موضوع فوق بالوعة المطر المسدودة فلم ياتى بعد أوان اصلاح بالوعات المطر التي كانت بجانب الأرصفة في كل شارع من شوارع اسكندرية البالوعة امام دكان كبير يبيع مستلزمات وأدوات الخياطة والتطريز واشياء أخرى تخص النساء .وصاحب المحل كان يبداء عمله كل يوم في الرابعة عصرا ولا اعرف لماذا ولكن زبوناته من الخياطات ومحبات التطريز كن في الانتظار دائما لان عم منصور يبيع افضل الأنواع واحدثها دائما....
لم يكن لى علاقة بعم منصور لا من قريب او من بعيد وكانت علاقتى الوحيده به هي الحجر البازلتى الموضوع اسفل الرصيف امام دكانه.
ففي يوم من الأيام كنت ذاهب الى الغيط الموجود في شارع امير البحر لشراء بعض الخضر الخاصة بعمل بعض الأطعمة وكنت امر من امام دكان عم منصور قبل ان يفتح فقد كنا في العاشرة صباحا .لاحظت ان بجانب الحجر بالمرصق للرصيف ازرار نحاسى لامع اعجبنى فقررت ن اتزعه من جانب الحجر فاضرت عصا رفيعة من احد الاقفصة المصنوعة من جريد النخل واخذت ادفعه عسى ان اخرجه من جانب الحجر والرصيف ولكنه كان يزداد انحدار لاسفل وزادت صعوبة إخراجه فالحجر كما يبدو لى كبير عن قدراتى فقد كنت في الثامنة من عمرى . أخيرا قررت ان ازيح الحجر جانبا قليلا واخذت أحاول رفعه لاعلى قليلا ثم الدفع به ناحية الطريق حتى يتسنى لى اخراج الازرار النحاسى الامع وضعت النقود الت اعطتنى إياها امى لشراء المستلزمات في جيب السروال .وانحنيت لازاحة الحجر ولدهشتى فقد تحرك معى لاعلى وانا ارفعه ثم حركته جانبا بعيدا عن الرصيف احسست بسعادة بالغة فقد اصبح الازر النحاسى الامع أخيرا لى ولكن كانت تنتظرنى مفاجئة أخرى فما ان وضعت الحجر بعيدا قليلا عن مكانه حتى شاهدت عدد كبير من العملات المعدنية من فئة القروش والقرشان والخمسة قروش وريالان فضة اخذت اجمعها بسرعة وبفرح هي والزر النحاسى الامع وضعت ماجمعته في جيب البنطال الاخر وذادنى الطمع في المزيد فحركت الحجر مرة أخرى للخارج كان هناك مزيدا من القروش اخذت اجمعها ثم وضعتها في جيبى ثم رفعت الحجر من جهتى وكانت الجهة الأخرى مستندة على الأرض فعاد كما كان وانصرفت وانا في غاية الفرح والسعادة فكانى اكتشفت كنز من كموز علاء الدين صاحب المصباح السحرى.
اخذت امشى وان افكر في شراء قفص للعصافير من النوع ذو المصيدة وبعض الوان الباستيل التي كنت استعملها في الرسم وخاصة ماركة التمساح فقد كانت تحتوى على نوعية جيدة والوان جميلة .ونسيت ما كنت ذاهبا من اجل شرائه وقررت العودة الى البيت.
اخذت اخبط على الباب ففتحت لى امى ولم تجد معى ما ارسلتنى من اجله فقالت لى .انت ضيعت الفلوس؟ قلت لها اه انا نازل اشترى الحاجات اهوه قالت مال ايديك كلها وساخة انت كنت بتعمل ايه؟
لم اعمل حساب الأسئلة هذه فقلت وقعت على الأرض وانا ماشى وجاى اعسل ايدى قالت طيب .اغسل ايدك كويس وانزل هات اللى قلت لك عليه.
ذهبت مسرعا واحضرت لها ما ارادت ووضعت حصيلة الكنز التي حصت عليها في درج مكتب المذاكرة التي اشترنه لى من زمن قريب.
منذ هذا اليوم وانا انزل بشكل شبه يومى وأكرر فعلتى مع الحجر البازلتى وكنت اجد أحيانا بعض القروش واحيان أخرى لااجد اى شيء.ولا حظت امى اننى عند عودتى من الخارج تكوت ياى متسخة وكذلك القميص الذى ارتديه والعلامات التي كانت مكان ركبتى على البنطالون.
فاخذ تحاصرنى باسئلة فاخبرتها بكل تفاصيل القصة ولكنها لم تصدق ان الأرض تخرج لى خاصة القروش والعملات الفضية واخذت احلف لها باغلظ الايمان ان ما حدث هو الصدق . وهى غير مصدقة.واخيرا قلت لها تعالى مايا اوريكى المكان اللى بالاقى فيه الفلوس. قالت طيب انا حاجى ماك بكرة.
وما ان جاء الغد وكنت استعد للنزول الى الشارع حتى قالت لى استنى انا جاية معاك علشان اشوف مكان الكنز بتاعك. قلت حاضر انا حاوريكى المكان علشان تصدقى.
اخذتها ناحية دكان عم منصور وأخيرا كنت امام الحجر البازلتى .واشرت اليه قائلا انا باشايل الحجر ده وبالاقى تحته القروش.. قالت كذاب مش معقول عيل زيك يقدر يشيل الحجر ده لم أتكلم بل انحنيت على الحجر وابعدته كما كنت افعل كل صباح ولكنى لم اجد الا قرش صاغ احمر مشرشر.وقلت لها بصى .قالت اوع تيجى تشيل الحجر ده تانى انا مش ناقصة يطق لك عرق علشان بتلاقى قرش والا غيره امشى قدامى قمت بعد ان ارجعت الحجر مكانه وهى تقول ربنا يسترها عليك وما يطقش لك عرق ده جنان ياربى.امشى قدامى على البيت واوع تعمل كدة تانى.
رجعت يومها البيت وغسلت يداى كالعادة ولكن قرارى ان اذهب وارفع الحجر يوما ما.
بعد اسوع ذهبت ورفعت الحجر ولكنى لم اجد شيء ورغم تكررى للمحاولة بصفة يومية بعدها الا انى لم اجد مليما واحد مرة أخرى.تحت الحجر البازلتى الأسود
.........
.......................................................
بركاتك يامخيمر
.....................................................
.
لافقر دايم ولاعز دايم حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيا لك يافاعل الخير والثواب .كان هذا نداء عم مخيمر الشحات .متسول يجوب المنطقة في أوقات محددة بامكانك ضبط ساعتك على ساعة مروره وهو يردد هذه الكلمات باعلى صوته وعندما يعطيه اى عابر سبيل شيء يقول له..لن تنالو البر حتى تنفقو مما تحبون...كان رجلا غريب المنظر طويل القامة نحيف بشكل غريب وكانك ترى عظامه من خلال الجلباب الذى يرتديه .اما وجهه فكان مستطيل ذ...ا عيون واسعة ليس لها لون متعارف عليه ولكن عن السيد البحيرى كان يقول عليه ابوعيون التعبان مشبها عيون بعيون الثعبان ومع ذلك كان يعطيه بضعة قروش كلما مر عليه .اما م كمال البقال فكان يطرده قائلا ياللا ياراجل يا غراب امشى لسه ما اصطبحناش على الصبح .ياساتر... وبعدها يشعل البخور ليبخر دكانه من شر حاسد اذا حسد .ويظل يدعو ان يبطل الله نظرات عيون هذا الرجل التي تفلق الحجر نصفين على حد قوله.
ولكن مجموعة الأولاد الاشقياء وكنت منهم كنا نتابع عم مخيمر الشحات و ونتغنى بما يقول وكان أحيانا يطردنا...اا في ذلك اليوم فقد حدث شيء عجيب فقد كان اليوم عقد قران احى بنات الحى وتصادف مرور مخيمر الشحات من امام بيت العروس اثناء تعليق الزينات من اللمبات الملونة ورص المقاعد داخل الصوان الكبير الذى اعده الأستاذ ثوفيق أبو العروسة .وقف مخيمر الشحات وعو يزعق باعلى صوته لا فرح دايم ولا حزن دايم ولافقر دايم ولا عز دايم .أعطاه احد الرجال بعض القروش وحاول اسكاته وصرفه من المكان ولكنه ظل يردد عباراته المفزعة وكان كما وصفة عم كمال البقال بانه غراب ينعق كل يوم في الشارع ...في هذه الاثناء كانت سيدات الحى يطلقن الزغاريد فقد حضر عريس بنت الأستاذ توفيق ليسال الأستاذ اذا كان محتاج شيء ناقص من لزوم الحفل.ولكن المسكين لم يكمل الكلام فقد سقط عليه فرع من فروع اللمبات وكان متصلا بالكهرباء فصعق العريس في الحال ومات في مكانه ومازال مخيمر الشحات يقول لا حزن ديم ولا فرح دايم. حاول بعض الجيرا انقاذ حياة العريس ولكن الوقت كان قدفات والتف الناس كعادتهم بعد ان تحول الفرح الى ماتم ومازال مخيمر يصيح لاحزن دايم ولا فرح دايم .اخذ بعض الشباب يطردونه ولكن بعض الناس منعوهم لانه مكشوف عنه الحجاب بينما كانت مجموعة الأولاد .نحاول طرده مرددين كلامه حتى جاء رجل من جيراننا و امرنا بترك الرجل والانصراف واللعب بعيدا.انصرفنا فقد كان الأولاد في هذه أيام يقدرون الكبار ويسمعون كلامهم بلا تعليق .
مرت أيام على هذه الحادثة ولم يظهر مخيمر الشحات في المنطقة الى ان جاء يوم وكنا نقيم مباراة لكرة القدم في منطقة مهجورة خارج الحى وكان بها كشك او كوخ كنا نراه مغلقا كلما جئنا لنلعب الكرة في هذه المنطقة وكان من رفاق اللعب صديق ندعوه حمامة كلبظ فقد كان يميل الى السمنة ضخم الجثة له صوت جهورى مزعج اذا اغتاظ او خاف من احد .ركل حمامة كلبظ الكرة بشدة كعادته فاصابت باب الكوخ وسقطت داخله .و ذهب حمامة ليحضر الكرة ولكننا سمعناه يصرخ ويجرى منزعجا وهو يقول الحقونى الراجل كله دود الحقونى .كنا نضحك على حمامة كلبظ من طريقة جريه وكلامه ولكن ما ان اقتربنا حتى شممنا رائحة نتنة قوية تنبعث من داخل الكشك وكان مخيمر يرقد بداخله ميتا وقد بدات جثته تتحلل .ولا نعرف من احضر عسكرى الداورية وبوليس النجدة .والاسعاف التي نقلت جثة مخيمر تالشحات.ولكن المفاجأة ماوجدوه كان فراش مخيمر الشحات موضوعا على صفائح كبيرة من التي كانت حاويات للجبن الدمياطى وكلها مملوئة بالعملات الفضية والبرنزية كل حسب فئتها .وواخذ رجال الشرطة يرفعون الصفائح ويضعونها داخل عرباتهم وانصرفو تاركين احد رجالهم لحراسة الكشك.
ورجعت مجموعتنا منشدة لافرح دايم ولاحزن دايم حسن قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيالك يافاعل الخير والثواب.ساعتها خرج لنا عم كمال البقال قائلا..
يابنى انت وهو حرام عليكم قولو حاجة تانية .ودخل دكانه وخرج ومعه شالية البخور وهى مشتعلة .وهو يردد.اعود بالله من شر ما خلق..اكيد ماكانش يقصدنا
...........................................................
تحت المطر
........................................................
عم صالح عامل نظافة الحى الرجل الأسمر الممتلئ صاحب ابتسامة لاتفارقه وهو يكنس الشوارع بمكنسته الكبيرة ونظراته متجهة الى مكان ما يكنس ورغم ان المطر كان ينهمر في هذا اليوم الاانه كان يعمل فما زال الوقت مبكرا .فقد جاوزت التاسعة الا قليل وقتها كان ينظف الرصيف من أوراق الأشجار المتساقطة من أشجار فيللا نراها مغلقة معظم الوقت كنت اراقب العصافير وهى تختبئ تحت أوراق احدى الأشجار كانت شجرة ليمون وبجوارها شج...رة أخرى للبرتقال تنمو خلف سور الفيللا وظهر عصفوران من طيور الخضير المهاجرة والى تاتينا شتاءا ولا اعرف لماذا اسموه خضير رغم ان صدره الذهبى الفاتح هو الغالب على الوانه كان العصفوران يتنافسان على الوقف على فرع ظليل .واخيرا تنازل احدهما وطار لفرع اخر داخل الشجرة وظل الاخر يكرر صفيره مع احى طيور اليمام التي كانت تقف سانكة في مكانها منفوشة الريش وهى تضع راسها دخل مقدم اجنحتها ورغم ان المسافة بينتى وبينها كانت قريبة الاانها لم تطير خوفا منى .فقد كنت واقفا اراقبها بسعادة بالغة .ايامها قررت وزارة لصحة تطعيم تلاميذ المدارس من الحصبة .ونفذ ت الامصال قبل ان يصلو لى فقررو ارسالنا الى مكتب الصحة المدرسية للتطعيم فتركتهم وانصرفت الى ان وصلت الى مكانى بعد ان عطلت الامطار .ومازال عم صالح يكنس الرصيف اقترب الرجل منى وسالنى انت مرحتش المدرسة ليه ؟ اوع تكون هربان.قلت له انا لا اهرب من المدرسة واخذت احكى له ماكان.فرد على طيب روح احسن تاخد برد انا شيلت كل الزبالة اللى عندكم .قلت شكرا يا عم صالح .ابتعد عنى قليلا واشعل سيجارة واخذ يكمل عمله في تنظيف الشارع..انتابتنى حلة من التامل وانا انظر الى أشجار الليمون والبرتقال والطيور كانت اسفل الرصيف بركة صغيرة كونتها مياة الامطار المتساقطة التي تصنع دوائر في المياة عند تساقطها ولا اعرف لماذا شدتنى لمراقبتها ربما طير أبو فصادة بلونية الأبيض والأسود وزيله الطويل وصافرته العجيبة عندما يطير .وهو يطارد الذباب .رجع عم صالح وهو يقول يابنى روح انت واقف لا بتلعب ولا بتتحرك حتاخد برد .قلت له شوية وحا امشى ياعم صالح . قال االرجل الولة صالح بيكح بقاله تلات أيام بسبب لعبه زيك في البرد عيال متعبة .لو بيعرف انا باتعب ازاى كان سمع كلامى .بس الشهادة لله الولة عنده دم وكويس في المدرسة.
قطع على تاملاتى وطارت العضافير واليمامة التى كنت اراقبها فقررت ان امشى ولكن المطر ازداد.ابتعد عم صالح حاملا مقشته وهو يمشى بجانب اسوار الفيللات وتحت بروز شرفات المنازل .فقررت ان اتبعه فقد كان الشارع خاويا الا منى وعم صالح الذى اصبح على مدى النظر فقد انهى عمله في هذا الشارع وقرر الانتقال الى غيره .
وبينما كنت اعبر الطريق مرت سيارة مسرعة في الطريق الملئ بمياة المطر فتطاير ت المياة المحملة بالطين على ملابسى وراسى فتبللت بالكامل من حذائى الى شعر راسى .وقفت انظر في غضب الى السيارة التي ابتعدت .وشعرت بعجز شديد فانا باية حال لن استطيع عمل شيء تجاه السيارة او قائدها .فقررت ان امشى تحت المطر المنهمر فلا شيء يهم طالم أصبحت ملابسى مبتلة فلا مانع في القليل من مياة المطر كانت تجربة جميلة وضعت حقيبتى المدرسية فوق راسى ومشيت فاردا زراعى اقلد الطير واخذت اجرى تحت المطر وانا شعر بسعادة غامرة .من ملامسة قطرات المطر لوجهى وكفوف يدى ...مر رجل يضع جريدة صباحية على راسه تجنبا للمطر ونظر الى وضحك وهو يقول ياريتنى كنت عيل كنت عملت زيك بالضبط.....
لم افهم الرجل الابعد سنين عدة ..ومازلت احن الى الطيران تحت المطر.
................................................................................................................
...................................مقلاع حسن الصعيدى
........................................................................
الولة حسن الصعيدى هكذا كنا ننادىه ..رفيقنا في اللعب وصديق اخوة زمن جميل ..اخذه ابوه خلال عطلة الصيف ليقوى علاقته باهله في بلدهم الام وليتعرف اكثر على اعمامه واولادهم وبقية العائلة كما حكى لنا حسن عبد الغال عندما عاد من رحلته واخذ يحكى لنا عما شاهده في الصعيد في بلد ابوه بلد اجدع ناس كما كان يقول .كيف كان يجرى في المزارع مع أولاد عمه ولكن اخطر ما اتى به هو ما كان يحدثنا عنه وكيف كانو يسقطون البلح... من على النخل العالى باستعمال شيء يسمى المقلاع .اقدم سلاح اخترعه المصريين القدماء .وقفنا يومها نستمع له عن كيفية صناعة المقلاع .فاخذ يشرح لنا واسهب في الشرح عن احضار ليف النخل وبرمه ومل حبال رفيعة منه ثم يبداء بعدها في تشكيل هذه الأداة القاتلة .وهى فعلا أداة قتل اذا تم استعمالها لهذا الغرض.واخيرا استفر راى المجموعة على ان يرينا الولة حسن كيفية عمل المقلاع... اللى بيوقع بيه البلح من على النخل قالها ناجى جارنا وهو يضحك ويستفز حسن ليعرف كيف يصنع هذه الأداة العجيبة.
قال حسن وهو يتحدث بلهجة الخبير هاتولى ليف نخل وانا اعمله قدامكم اخذ الأولاد يضحكون حنجيب ليف نخل منين انت باين عليك اتجننت .ولكن ناجى صديقنا اللئيم قال سهلة يا اغبية .واخذ يجرى ناحية عم كمال البقال ورجع بعد دقائق حاملا مكنسة مصنوعة من ليف النخل .واخذ الأولاد يضحكون ولكن حسن قال كدة تمام واخذ يفك اربطة المكنسة ويشد ما بها من حبال رفيعة مجدولة .واخذ يجدل الليف الأحمر المكونة منه المكنسة حتى صنع منها حبال رفيعة ثم اخذ يضفرهل بعضها ببعض حتى اتم المقلاع الأول .ثم اتى بحجر صغير ووضعه في يد المقلاع واخذ يلفه في الهواء ثم افلت احد اطراف المقلاع فاذا بنا نرى الحجر ينطلق بسرعة وقوة جعلت الحجر يذه لمسافة بعيدة.اعجبتا اللعبة واخذ حسن يصنع لنا لكل واحد مقلاعه الخاص مستعرضا مهارته في صنعه ثم اخذنا الى حيث النخل بارض كانت خاصة بعمر باشا طوسن واخذ يدربنا على طرق استخدام المقلاع في جميع المستويات الراسية والافقية .في هذه الأيام كانت إجازة الصيف قد قاربت على النهاية ومعظم النخل محمل بالبلح .من أصناف نادرة .اعدمو ها للأسف .مثل البلح الزغلول الكبير والسمانى ذو اللون البرتقالى الضخم والمسكر .اخذنا نجرب إصابة اسبطة البلح الى ان نجحنا وبداء البلح يتساقط عند كل ضربة بالمقلاع ويقوم صديقنا ناجى الئيم بجمع البلح في كيس لى يغسله فيما بعد ويقوم بتوزيعه علينا وغالبا كنا ننسى طلبنا ان يوزع البلح فقد كان يهرب منا قبل ان ننتهى.الى ان جاء يوم وكنا مستمتعين بإصابة اسبطة البلح .فاذا برجل ياتينا من خلف الاسوار التي تحيط بارض النخل واخذ يرمينا بالحجارة ويسب اجدادنا
كان ناجى اول من تنبه للرجل وصاح محذرا ايانا الراجل الجناينى يشتم ابهاتكم ومعاه عصاية وجاى علينا وبيحدف الطوب.. .استدار حسن الصعيدى بسرعة ناحية ارجل وكان لا يزال بيننا وينه حولى ثلاثون مترا ووضع قطعة من الزلط الأسود وصار يلف المقلاع في اتجاه الرجل وارخى طرف المقلاع فانطلقت قطعة الزلط لتصيب الرجل في رجله اليسرى وتسقطه ارضا ووضع حسن قطعة زلط أخرى يريد تكملة إصابة الرجل .فامسكت بيده وقال ناجى اجرى اجرى فيه ناس تبع الراجل جايين جرى حسن وبفية الأولاد ولا ادرى يومها ما جعلنى اتجه ناحية الرجل المصاب الملقى ارضا وهو يلوى من الألم.اخذت بيده لكنه كان لايستطيع الوقوف كان يقول رجلى اتكسرت العيال كسرو رجلى .كانت رجله اليسرى بها جرح عميق .يومها فككت منديل كن على رقبة الرجل واخذت اربط الجرح الذى كان اسفل الركبة وكان الرجل يقول ..اشكرك يابنى الف شكر واخذ يتسند على كتفى الى ان ذهب الى مكان صنبور مياة ضخم مفتو طول اليوم كانت تسمى حنفية الصدقة وغسل الجرح ..ثم اخذ يسالنى عن الأولاد لصوص البلح .فاخبرته انى في طريقى لشراء أشياء للبيت ولا اعرفهم...كنت اكلمه وانا ياكلنى شعورى بالندم وبانى شريك في هذه الجريمة التي كانت بسبب ما كنا نظنه لعبة فاذا به سلاح قاتل..وما المنى ان الضحية كانت تدعو لى وتصف تربيتى بانها جيدة مع انى كت احد افراد عصابة المقلاع .
.........................................................................
...........................................تمت المجموعة بحمد الله