الثلاثاء، 17 فبراير 2015

بقيه هوانم محرم بيه.....2

ليلة لاهل الله
بطل لعب عند الخرفان الا مش حتنزل الشارع تانى فاهم"؟ تحذير شديد اللهجة تم توجيهه لى بعد ان نطح احد الخراف ابن جارنا ..... ثلاث خراف كبيرة الحجم كانت مربوطة بسلاسل حديدية وهى واقفة تاكل العلف من صندوق خشبى طويل كان يتم وضعه عند كل مناسبة يكون فيها الخراف حاضرون اما بالقرب من العيد الأضحى او ذكرى سنوية لاحد موتى العائلة او ليلة لاهل الله كما كانو يسمونها ويذبحون هذه الخراف ليتم تفريقها على المساكين ...وما اكثرهم في كل زمان ولكن اهل هذه الأيام كانو يتميزون بالانفة وعدم المجاهرة بالفقر او ادعائه .خروف لئيم يقف ساكنا وعندمايحاول احد الأولاد الاقتراب نه واعطائه بعض اعواد البرسين لياكلها كان يشدها منهم ثم ينطحهم براسه ذات القرنين الأكثر ضخامة .اليوم هو ليلة لاهل الله سيقوم الحاج مصطفى بدعوة أصدقائه واهل المنطقة لسماع التواشيح والذكر وسماع تلاوات القران الكريم من الشيوخ او الفقها كما يسمونهم.
نزلت مسرعا في هذا اليوم لاشاهد الجزارين وهم يذبحون الخراف الثلاثة وينفخونها ثم يقوم الجزار بضرب جلد الخروف بخيرزانه معه حتى يتسنى له سرعة سلخه وتعليقه في مكان خاص امام منزل الحاج مصطفى قريب امى التي كانت تذهب مع بعض جاراتها لعمل لقمة القاضي والاشراف على عمل الفتة للشيوخ وتحضير اليانسون لزوم تحسين أصواتهم .كل هذا كان يتم قبل صلاة المغرب احضرو احد الخراف المذبوحة والتي تم تقطيعها بمعرفة منعم الجزار وصعدو به الى حيث يتم الطبخ لجميع مايتم اعداده لهذة المناسبات قال لى منعم الجزار اطلع افتح لى الباب ونبه عليهم انى طالع ...صعدت السلالم جريا واخبرت السيدات بقدوم الجزار الذى ادخل لحم الخروف المذبوح الى المطبخ وانصرف كانت كل سيدة معها شغالتها تقريبا والمكان مزدحم بهن
وكل واحدة او بمعنى اصح معظمهن يمسكن فناجين القهوة يرتشفونها ببطئ تمهيدا لقرائة الفنجان.
اما الحاج مصطفى فقد نزل وقال للجزار ان يقوم بتقطيع اللم قطع متساوية وان يلفها في ورق اللحمة كانها مباعة من عند الجزار تماما وتم وضعها في كيس ورقى مكتوب عليه اسم فلان وعلان وترتان كان يعرفهم بالاسم.ثم يرسل بعض رجاله لتفريق اللحم لكل واحد في داره حتى يكفيه مئونة الوقوف كانه يتسول .كان رجلا كريما يحافظ على شعور الصغير والكبير.ثم يقوم بإخراج اكثر من مظروف من مظاريف الخطابات موضوع بداخلها قروش جديدة تم صرفها من الننك خصيصا لتفريقها على الأولاد والبنات من أولاد العائلة وحتى أولاد المنطقة.اخذت المظروف الخاص بى ووضعته في جيبى وخرجت الى الشارع لاكمل اللعب مع اقرانى.
كان الكهربائى قد اتم تعليق اللمبات الملونة الخاصة بالمناسبة اعلانا عن إقامة ليلة الذكر.وبعد ان صلى الجميع المغرب وحضر أربعة من الفقهاء القراء والمنشدين كان يتنافسون في السمنة ويلفون احزمة قماشية لونها فض مشغول باللون الأسود وشيلان من نفس القماش يضعونها على اكتافهم ويلبسون عبائاتهم السما بالكاكولة والعمامة الشهيرة.كان الكبار يزجرونى عندما اضحك من هؤلاء الناس فهمهم الأول هو الاكل وكما قال رائد الدراويش ان الحفلة من غير الاكل كالساعة من غير المينا. كان احد الشيوخ يقوم بانشاد التواشيح وبعض العامة يقول الله اللهم صلى على النبى ثم قال صدق الله العظيم اخطلت الامر على العامة بسبب طريقة انشاد التواشيح المشابهة لقرائة القران.فى مثل هذه الحفلات كنا نلعب حتى يختم الشيخ قرائة القران وينصرف المدعون ويقوم الكهربائى والفراش باخذ حاجياتهم والانصراف .كان اغرب حديث سمعته بومها حديث احد الشيوخ مع زميل له كان يقول هو الشيخ رمضان مجاش ليه ؟ ده صوته زى سلاسل الذهب يا سلام.وبيقراء بالسبعة .اى والله اصله من اهل العلم الا دنى.سالت مولانا الشيخ ايه هو العلم الا دنى يامولانا انتفض الشيخ كانى اهنته او سبيت امه ونساء عائلته انتفض وقال انت مين يا ولد وايه اللى خلاك تتصنت على كلامنا يا قليل الادب امشى امشى.اخذت اضحك على طريقته في الكلام .وقام محاولا اللحاق بى ولكن ثقل وزنه وما اكله من لحم الخروف اعاقه عن ذلك بينما صعدت الى اعلى البيت لاخذ امى وننصرف سويا . وانا لا اتمالك نفسى من الضحك على أسلوب كلام الشيوخ وطريقة اكلهم الفتة وشرب اليانسون بكثرة.لكن لم اكن اجروء على سؤال الكبار خشية ان يقولو عيب يا ولد وحرام الكلام ده
.................................................................
.......................هوانم محرم بيه...................
 
زعامات صغيرة
كعادتى قبل رجوعى من المدرسة ومصروفى اليومى مازال معى بعد ان اتيت على الشندوتشات التي تضعها امى كل صباح في حقيبتى المدرسية كنت في انتظار جرس الحصة الأخيرة كان الأستاذ ادريس قد انتهى ذلك اليوم من شرح تاريخ نهاية دولة المماليك على وكيف تم اعدام طومان بيه على باب زويلة كل تلاميذ الفصل وانا معهم كنا حزانى على طومان باى وكان السلطان سليم العثمانى كان معنا منذ قليل .ابدع الأستاذ ادريس كعادته في شرح مادت...ه لنا حتى صارت في خيالنا الصغير كانها واقع حى حفر في ازهاننا دون ان نستذكره.
أخيرا دق جرس نهاية الحصة واليوم الدراسى وانطلقنا جميعا ناحية باب الفصل لمغادرة المدرسة وكان الأستاذ قد سبقنا بقليل كنت افكر في شر اء حصة اليوم من السودانى وقرون الخروب زان انتقى دومة طرية حلوة المذاق من الدوم الذى يعرضه عم محمد عثمان وهو رجل سودانى سمين متوسط الطول شديد سواد الوجة ببياض عينية أورده حمراء كثيرة مما جلها تميل للاحمرار ولكن ملامحه كانت تكسوها الطيبة الشديدة .لاحظت وانا اقترب من العربة ان الأستاذ ادربيس يتعامل مع عم محمد عثمان وانه يقف وحده مع الرجل ويتركه يضع ما طلبه منه داخل كيس ورقى كان يحمله معه انتظرنا حتى انصرف الأستاذ ادريس وهو يحمل حمله الثمين بينما تبدو على قسمات وجهه السعادة وابتسامته العريضة تزين وجهه كما هي عادته .
اقترب ببطئ حتى يبتعد الأستاذ ادريس وكنت أتكلم مع بعض زملاء المدرسة من تلاميذ الفصل المقابل لنا فقد هزمونا في كرة القدم هذا اليوم فهم الفريق الرشح لدورى الفصول لكرة القدم بينما نحن نحتل الصدارة في كرة السلة والمسابقة الثقافية . انتهيت من كل احاديثى ومجادلات بعض التلاميذ من مهاويس الكرة ومنهم من كان يقلد كابتن محمد لطيف معلق الكرة وكان يمشى بجانبى قائلا الكورة مع الولة السنباوى خدها أبو الحسن وشاط ياي ياى ياى . طلعب برة اوت.  .ويبدو ان اليوم كان يوم مشاكلى 
 مع هذا الولد الغريب الذى اقترب منى قائلا مابتصقفش ليه انت مش سامع الكابتن لطيف؟ تاكدت انه يسعى لافتعال المشاكل معى .يبقى اكيد حاضرب علقة في البيت بعد رجوعى بسبب تمزق المريلة او اتساخها .كان كل تفكيرى فى ناحية تعامل امى معى عند جوعى البيت وعلامات المشاجرة على مريلتى ووجهى الذى قد يصلب وكنت لا اهتم بجروحى ولكن المهم المريلة..اقتربت من عربة عم محمد عثمان اكثر وقمت بخلع مريلتى وهى الزى المدرسى الرسمي فى هذه الأيام بعد ان خلعتها وطبقتها جيدا وانا اتحمل كلام الولد الغبى كثر الكلام وقبيح لالفاظ بينما بعض زملائى يراقب تصرفاتى ليرو ماذا سافعل وهل اهرب كما كان يفعل البعض ام اقف ليضربنى هذا الولد وفى الحالتين المسالة كلها مزلة ولكنى توصلت لحل ثالث كان لابد منه ان كنت سالاقى مصيرى .وقفت متحفزا بجانب عربة عم محمد عثمان واعتليت عجلة العربة منتقيا دومة كبيرة كانت عبارة عن اثنتين ملتسقتان ونزلت من فوق عجلة العربة وكان الولد يهم بجذقبى ليدفعنى ارضا وكانت هذه عادته مع الأولاد بعد الن يوقعهم ارضا يقوم برفصهم برجليه فى وجوههم وبقية جسمهم وما ا هم ان يفعل معى هذا حتى ضربته بالدومتين فى وجهه فسقط على الأرض باكيا واخذ يسب ويشتم ولم اتركه بل فعلت به ا كان يفعل مع الأولاد الذين ضربهم من قبل.اسرع محمد عثمان وازاحنى من على الولد وطرده بعيدا بينما تجمع أعداء لولد لمناصرتى ومحاولة ضربه مجددا هرب المعتدى أخيرا وقمت شراء الدومة المزدوجة وقرون الخروب والفول السودانى وان غاية السعادة كاحد فتوات نجيب محفوظ .أخيرا ظهر زميلى أبو الحسن اضعف من كان معى فى الفصل بعد ان اتى بكل من بالسمباوى وسامى فلتس اصدقائى وزلائى فى الفصل اسرع كل اهل الشهامة والشماتة لضرب الولد المعتدى اخيا أعطيت عم محمد القرشين صاغ ثمن ما اخذت وانصرفت وانا احمل لمريلة وحقيبة كتبى تالتىوضعت كل متعلقاتى بها .كنت منذ هذا اليوم فتوة الفصل وناصر الضعفاء رغم خحمى الصغير .وبعد ان صار الفتى المضروب من ضمن من هم تحت الحماية.....تلك هي الحياة .والمسالة تتكرر فى كل زمان ومكان مع اختلاف الاحداث والشخوص
..............................................................
...............................هوانم محرم بيه................
جذور
لأول مرة يهتم ابى بما البسه ونحن في طريقنا لزيارة مكان او احد من الأقارب فقد كانت هذه مهمة امى عندما نخرج في زيارات الأقارب او للفسحة في جدائق الشلالات او حديقة النزهة أيام مجد حدائق الإسكندرية كنا في بداية الستينيات وفى فصل الشتاء كان يوما مشمسا من أيام الاحاد التي كان ابى ياخذنا أحيانا في نزهة قصيرة او زيارة صديق من أصدقائه اليوم قال لى البس البوت بتاع باتا اللى بتلبسه في حصة الألعاب والبس البلو...فر الواسع بتاعك .نظرت اليه وانا افكر انه لم يفعلها من قبل ولكنه أجاب على تساؤلاتى دون ان اسال فقد قال لى انا حاوريك مكان مش حتنساه طول عمرك وحتشوف حاجات مش موجودة هنا يللا ومنتاخرش علشان نرجع بدرى.
لبست كما قال لى وخاصة الحذاء الرياضى واحد الجوارب السميكة والطويلة .وسالته امى انتو رايحين فين وقاعدين بتتودودو .ضحك ابى وقال لها لا ده كلام بتاع رجالة مالكيش فيه..وضحك قالت بابتسامة حنونة ربنا مايحرمكوش من بعض .
اخذ ابى يحكى لى ونحن في طريقنا للمكان الذى سنزوره كيف انه كان في طفولته يتجول ويلعب هو واقرانه في هذا المكان وعن جمال المنطقة وثرائها بمخلوقات الله الجميلة من الطيور ما شوقنى اكثر الى ما نحن ذاهبون اليه.
لم تكن المنطقة بعيدة عن مكان سكننا ولكن كان علينا ان نعبر ترعة المحمودية لنصل الى برها التانى كما كنا نطلق على المنطقة ..البر التانى عبرنا بالمعدية التي كانت تربط المنطقة باهل ها المكان الجميل كانت المعدية عبارة عن قارب مساحته تقارب العشرة امتار طول وثلاثة عرضا ويقوم من يسمونه المعداوى بقيادتها بعصا ضخمة طويلة تقارب الستة او الثمانية امتار من البامبو او الخشب لا ادرى المهم انه كان يقود باحترافية فقد كانت الترعة واسعة في هذه الأيام قبل ان تختفى الان نحت اكوام القمامة...وصلنا أخيرا الى البر التانى عند عزبة الصبحية التي كانت من أملاك عمر باشا طوسون ويعطى لسكانها حق الانتفاع بما يسمى نظام الحكر وهو كالايجار ولكنه لمدد طويلة عبرنا وانا مبهور بمنظر الترعة ولكن ما جعلنى اكثر انبهارا هو روئية الأشجار الكثيرة والمزارع الواسعة المحاطة باسوار من نبات التين الشوكى مررنا من خلال المزارع في الطرق الطينية الضيقة الموجودة بين قنوات الرى وحدود الاراضى التي صنعها أصحابها .كنا لانسمع سوى صوت العصافير واحيانا يلقى احد الفلاحين علينا السلام ويقول اتفضلو وكان ابى يرد تحيتهم قائلا الله يخليك ازيك يا فلان وازى ابوك.كان يعرفهم فقد كنا نمشى في منطقة عاش فيها فترة من طفولته ويعرفها كما يعرف كف يده.
أخيرا وصلنا الى منطقة الملاحة ولم يكن قد وصلها التخريب بعد رايت رجلا يعبر في قارب من قوارب البحيرة المسما الملاحة او بيحيرة مريوط.... ردمت بالقمامة الان. او تم البناء على ماتم ردمه... نزل الرجلب وسحب القارب خارج المياة ووضع العصاة التي يقود بها القارب جانبا كن يسمونها المدرة.
اخرج ابند قية خرطوش من القارب وحقيبة من قماش قوى وعلقها على كتفه ثم نحنى ليحمل اكثر من عشر بطات كان قد صادهم ورطهم بخيط قوى ووضعهم على كتفه الاخر.وما ان شاهدنا الرجل حتى اندفع ناحيتنا مرحبا واخذ ابى بالاحضان وقبلنى على جينى وقال لابى ابنك صورة من جده وهو صغير .واخذ1 يعاتب ابى لقلة زياراته له كان الرجل عم ابى .قال لى انت عارف البندقية دى بتاعة جدك الله يرحمه .وكمان عدة عمل الخرطوش .تعال نروح لحسين ابنى اشوفه عامل ايه؟ اخذ يتكلم مع ابى عن أشياء حدثت في الماضى ويترحم على هذه الأيام الجميلة كنت اعرف ارجل فقد رايته عدة مرات في زيارات متباعدة .ولكن هذه المرة كان ابى يحرص على مشاهتى لهذة الأماكن كانه يعرف انها ستختفى تحت جبل كئيبة من الاسمنت يسكنها رعاع الناس .
شاهدنا حسين ابن عم ابى وهو شخصية ودودة طيبة من النوع الذى تحبه من اول روئية وتحس انه مامون الجانب .رحب بنا حسين بشدة وكان يجلس في كوخ مصنوعا من البوص يسمونه خوص .كان بداخل الخوص عدة صناعة الشاي .واقفاص بها ما اصطاده حسين من عصافير الحسون والخضارى و التفاحى .وكلها طيور مهاجرة تاتينا شتاءا مهاجرة من أوروبا .كان امام الخوص حبل طويل يتصل بشبكتان متقابلتاك ووموضوع بينهما احد العصافير المغرد وعندما ينزل السرب يقوم بشد الحبل فتنطبق الشبكتان على العصافير ..منت اشاهد أشياء جديدة على واتعرف عن قرب عن جمال مايحيط بى من جمال قتله المفسدون فيما بعد.
كان عم ابى يصر على تركنا للمكان والذهاب معه الى بيتهم ليقوم باكرامنا ولكنى كنت اصر على وجودى في هذا المكان الساحر .كنت لااشعر بجوع او عطش الا لمشاهدة ما حولى فقد كان المكان يستحق
........................................................
عم مليم ....الباقى الوحيد
................................
 
مازال عم مليم او ميلم كما يدعوه الناس يجرى خوفا اذا راى اى طفل في يده قطعة من القطن الأبيض وعم مليم رجل اسود طويل القامة بشكل مفرط يرتدى جلباب كان لونه ابيض ولكنه اكتسب لون التراب الذى ينام ويجلس عليه دائما كعادته فهو لايجلس على حجر الرصيف اواى مكان الا اذا كان به تراب كثيف .اما مكان نومه المفضل فكان نعش موضوع بجانب مشرحة مستشفى الحميات .كان عم مليم يطلب ممن يتاكد انهم ناس طيبين ولن ياذوه المدد ...قائلا عايز منك مليم ويكررها ولا يأخذ اى مبلغ الا اذا اعطيته مليم كانت عملة المليم مازالت سارية حتى الستينيات فقد كان الجنيه مازال به عافية لم تكسرها أيام البوار الت مرت على مصر.وعم مليم من اصل افريقى ولا يعلم احد ان كان من السودان او من ا مكان اخر لانه كان من العبيد اللذين اعتقهم عمر باشا طوسون قبل الثورة ولكن المسكين عم مليم لا يجيد ى صنعة ليتكسب منها لقمة عيشه ولا حيلة يستطيع بها مغالبة الأيام . ولم يستطع التغلب على احساسه كعبد ولم يغادر حتى المنطقة التي كان مستعبدا فيها فمكان نومه كان اسطبلات عمر باشا طوسن الى هدمت وصار مكانها المساكن المسماة مساكن طوسن ولكن أولاد السكان الجدد كانو يطاردونه دائما حتى صار النعش مكان نومه المفضل .او المشرحة مكانه الأكثر تفضيلا.
كانت الامطار تهطل بشدة في ذلك اليوم وكنت عائدا من المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسى الذى كان ينتهى في الثانية بعد الظهر . في هذا اليوم كان الجو شديد البرودة والرياح تعصف بالمارة كانها شبح خفى يدفع المارة في الطريق ويكاد يلقيهم على وجوههم .كنت سعيدا بمنظر الامطار ووقفت داخل ورشة لحداد كان يصنع حدوة الخيل والحمير كانو يدعونه بالبيطار .اى صانع الحدوات .لم يتكلم الرجل وتركنى اقف ريثما ينتهى المطر وكنت اتفرج علىه هو وصبيه الذى يشغل الكير الملئ بالفحم الملتهب والذى يضع الحديد على ناره لتشكيله كحدوة للاحصنة .كانت الرائحة غريبة وخانقة ولكن كان على ان اتحمل حتى يقل المطر واذهب في طريقى وبعد قليل خفت رخات المطر فشكرت الرجل وانا انصرف الا انى وجدت عم مليم في وجهى وهو يقول بصوته الغريب الله يخليك عايز منك مليم .قلت له تاخد تعريفة اى خمسة مليمات كررها عايز منك مليم أخرجت من حقيبى المدرسية سندوتش من بقية ماكان معى ولكنه رفض اخه وكررها عايز منك مليم .وضعت الحقيبة جانبا والغريب انه كان في جيبى فعلا مليم اعطيته له فاخذه فرحا وجرى في الطريق المبتل بماء المطر وهو لايهتم برجليه الحافتين والتى بهالكثير من الشقوق التي نحتتها الأيام في كعوب قدميه العجيبتين .اخذ يرد ادانى مليم وفجاة تنبهت كاتن يردد اسمى الذى يدللونى به كان يجرى قاائلا بلبل ادانى مليم بلبل ادانى مليم . واذدادت حدة الامطار مع اختفاء عم مليم نظر الى البيطار وقال خليك يابنى لما تبطل شتا على الأقل هنا الكور عامل دف استحمل الريحة شوية .معلش اكل عيشنا واتعودنا على كدة.قلت للرجل ابدا ياعم انت رجل بارع في صتعتك وصعب اى حداد تانى يتعامل مع الحيوانات زيك .ضحك الرجل وقال متفكها تقد الحمير والخيل دول التعامل معاهم احسن من بنى ادمين كتير على الأقل الحمار من دول بيفضل سايب رجله لغاية ما اركب له الحدوة .على فكرة . مليم ماينطقش اسم حد الا ويجيله خير كبير.قلت له ربنا يبعت . رد الرجل المدارس علمتكم كويس بتعرف ترد على كلامى وبسرعة .اكيد اللى بيعلموك ناس كويسة.قلت له جدا وان احبهم زى ابويا .قال الرجل ربنا يباكر فيك وفى اولادى .انتهتى سقوط المطر وانصرفت في طريقى الى البيت ولكن قرب نهاية الطريق قابلت مليم مرة أخرى وكان معه كلب صغير مبتل بفعل مياة الامطار .كان لونه ابيض .اعطانى الكلب وقال لى خللى بالك منه واوعى ترميه .امشى روح بسرعة امشى يابلبل التفت اليه لاساله يعرفنى من اين؟ ولكنه كان يجرى وجلبابه غارق بمياة المطر ومليم لايهتم..اخذت الكلب الى بيتنا وجففت فروته المبلولة بقطعة قماش ثم وضعته بجوار موقد الجاز .فلم تكن رفاهية البوتاجاز قد انتشرت في هذه الأيام .أخيرا اتضحت معالم الكلب الصغير الذى كان يرتعش كان ابيض اللون من نوع الكلاب الكانيش الصغيرة ولا اعلم كيف وصل الى يد عم مليم.
عندما سالتنى امى ايه الكلب ده؟ طلعه برة الشقة بعد ماينشف... اخرجته خارج الشقة الى سطح المنزل عند عشة الدجاج ليظل اكثر من عشر سنوات في بيتنا .بوصفه الكائن المدلل الوحيد...كان اسمه مليم
........................................................
ام الرجال
................................................
ام الرجال هكذا كان اسمها مخلوقة عجيبة الشكل لون بشرتها يميل الى السواد المشوب بالزرقة وعينيها يميل بياضها للاحمرار شعرها الملبد والمنفوش .والمجعد يشدة يميل لون معظمه الى لون التراب حيث كانت تنام داحل بيت مهجور كان فيما سبق يسكنه ناس من علية القوم ولكن لا يعرف احد متى اختفى جمعهم ومن ترك ام الرجال تسكن هذا المنزا المحاط بحديقة كان لها تاريخ في التنسيق ولكن الإهمال صنع بها ماصنعه ببقية المنزل المسم...ى ببيت القاضي ولم يعرف احد اى قاضى كما لم يروا اية رجال من أبناء ام الرجال لم يرها احد وهى تشرب ابدا ولكنهم كانو يعرفون انا تستطيع الحصول على الطعام وقت ما تريد . مكان وكر ام الرجال كان بالقرب من المدرسة المخصصة للأطفال قبل المرحلة الابتدائية في هذه الأيام كانت الناس ترسل أولادها الى هذه المدارس حتى يستطيعو الكتابة والقرائة .لان مناهج التعليم كانت بالصور أيام كتارب فلفل وشرشر الذى كان كل تلميذ في هذا الوقت يبداء تعليمه من هذا الكتاب .ومعظم الأطفال لا لايتعلمون منه اى شيء الا النظر الى الصور ومقارنتها بالكتابة فكانت كلها في نظر الأولاد فلفل نط عند البط . وكتاب فلفل وشرشر كن سببا في معرفتى لام الرجال رغم انى كنت أخاف النظر الى وجهها حتى تعودت عليه فوجدتها مخلوقة مسكينة يخاف الناس منها بلا سبب .تعرفت عليها بالاحساس إحساس طفل في السابعة من عمره ولكن هذه المعرفة كانت بسبب ما كانت امى تحمله لى من سندوتشات مختلفة وبيض مسلوق واشياء تملاء حقيبتى بالإضافة الى كراسة الرسم والألوان وكتاب الف باء وكراسة كنت امزقها معظم الأيام ولا اعرف السبب الى الان. كنت امشى عائدا الى البيت بعد انتهاء اليوم الدراسى وقابلتنى ام الرجال وجدتها في وجهى وتسمرت مكانى من شكلها المرعب ورائحتها الغريبة.قالت لى بصوت ضعيف يغلب عليه الحشرجة يا ولد معاك شيء اكله .كانى منوم ودون ان انطق فتحت حقيبة المدرسة واخرجت كل ما كان معى من سندوتشات كانت تاكلها بنهم عجيب .ومن حظى انى لم ااكل اى منها في هذا اليوم .بعد ان أتت على كل ما كان معى من طعام قالت لى استنى هنا .ووقف لان صوتها كان هادئا ودخلت بسرعة الى بيت القاضي وخرجت ومعها مجموعة مجلات لميكى ماوس وكتاب شرشر وفلفل المقلالا على سنة أولى ابتدائى في هذه الأيام.اعتطنى كل هذا ثم قالت لى يللا امشى على بيتكم .امشى على الرصيف .وخللى بالك من السكة...كان صوتها حنونا بخلاف شكلها الرهيب.
اخذت ما اعطتنى إياه وانطلقت مسرعا الى بيتنا والذى كان يبعد شوارع قليلة عن مكان المدرسة .ومر اليوم بسلام فلم تكتشف امى ما احمله من مجلات وكتب اخذت في تصحفها .فقد كانت نائمة بعد ان وضعت لى طعام الغذاء. اخذت تفرج على صور مجلة الكارتون ميكى ماوس .فلم اكن استطع القرائة بالقدر الكافى حتى افهم ما بها .
مرت الايام وانا اعطى ام الرجال في معظم الأيام ان لم يكن يوميا ما معى من طعام كان المفروض ان اتناوله كطعام إفطار كانت قول لى كعادتها امشى على الرصيف وخللى بالك من العربيات وروح لامك بسرعة ...
تعودت على شكل وملامك ورائحة ام ارجال فلم اعد اخشاها بل كنت ابحث عنها لاعطيها ما معى بل اكنت اخبئ بعض مايحضره ابى من فاكهة لاعطيها إياها وام الرجال غالبا ما تعطينى مجلات قديمة وكتب لا اعرف من اين تاتى بها.الى ان جاء يوم كان معى تفاحة وبعض البلح وقليل من الحلويات الخاصة بإحدى المواسم كمولد النبى او ماشابه ..
الى ان جاء يوم كنت ابحث عنها كما هي العادة ولم اجدها فدخلت بيت القاضي المهجور من فتحة في سور حديقته وانا انادى عليها باسمها. وكانت نائمة على كومة من القش في احدى الغرف .سمعت صوتها وهى تقول تعالى يا ولد فتتبعت الصوت الى مكانها كانت لا تستطيع النهوض من مكانها فاعطيتها الطعام وهممت بالانصراف ولكنها قالت استنى يا ولدى كانت اول مرة تدعونى بولدها فرجعت وسالتها انتى عايزة حاجة تانى قالت لا .خد واخرجت ربطة ثقيلة وقالت خد دى لك واوع تديها لحد دى لك انت بس. ياللا روح على بيتكم وامشى على الرصيف وخللى بالك من السكة .ياللا امشى.اخذت منها الربطة وكانت ثقيلة الى حد ما وخرجت من المكان الذى دخلت منه وانطلقت جريا كعادتى في طريقى الى البيت.
سالتنى امى اتاخرت ليه النهاردة ؟مش قلتلك تيجى من المدرسة على البيت وتبطل لعب قلت حاضر .قالت ادخل اغسل ايديك علشان احط الاكل يللا.بعد ان غسلت يدى وجدت امى تنظر الى بدهشة شديد قائلة الفلوس اللى في الربطة دى بتاعة مين كلها .؟ دون تفكير قلت بتاعة ام الرجال اديتهالى بعد ما اديتها الاكل.واخذت احكى لها تاريخ معرفتى بام الرجال وهى في حالة صدمة وقالت لى افض كانت قتلتك وبعدين ازاى تامن لاى حد .والسندوتشات عمال تقولى عاوز افطر كذا وكذ وتتشرط على وانت بتديها لمين؟ مين ام الرجال دى قلت انا بشوفها كل يوم الصبح وقبل ما اجى البيت ست غلبانة.قامت ووضعت الربطة التي اعطتنى إياها ام الرجال في كيس ورق من الاكياس التي كانو يعابئون بها الفاكهة في هذة الأيام وقالت زمان ابوك جاى يشوف المصيبة دى وكل الفلوس اللى في ارابطة دى اديتهالك ؟ اخذت تحقق معى وهى لاتصدق ان هناك ام ارجال التي تعطى لطفل كل هذه النقود.كانت الر بطة مليئة بالريالات الفضية وانصاف الريالات وبعض القروش. ولكنها كانت كثيرة.
وما ان اتى ابى حتى اخبرته بما كان واصرت على النزول لترى ام الرجال وتستوثق من صدق روايتى ونزلت معهما متجهين الى بيت القاضي كان الوقت عصرا ولا يوجد احد لا ام الرجال ولا غيره وأخيرا ظهر الحارس النوبى عم الليثى الذى سال باهتمام خير يا جماعة .؟ فسالته امى عن ماتسمى بام الرجال .قال عم الليثى وهو يضحك مفيش ام الرجال من زمان دى واحد ست مسكين كان بيقعد ةفى بيت القاضي ودلوقت خلاص من زمان...قال ابى يعنى ايه خلاص من زمان .قال اللسثى يعنى مات من زمان ام الرجال كاتنت طيبة الله يرحمها...
لم يتكلم احد وانصرفنا عائدين الى البيت .ولم أرى ام الرجال بعد هذا اليوم خاصة انه كان هناك مكن يقومون بهدم بيت القاضي.
..............................................................
ياسلام ياست
.......................................................
ام كلثوم سهرتها الليلة اليوم اخر خميس في الشهر حتغنى اغنية جديدة .جبت السودانى يا كمال .؟ كان عم أبو اليزيد يخاطب اخوه كمال صاحب البقالة الموجودة في عقار قريب منا كنت اراقبهم واسهر أحيانا مستمعا لحفلات الست من خلال راديو عم كمال الذى كان يرفع صوته كانه يريد ان تسمع كل المنطقة اغنية الست .أخيرا حضر رجل اخر وجلس معهمكانو يضعون كمية ضخمة من الفول السودانى امامهم وفحم مشتعل في مبخرة فخارية ضخمة مليئة ...بالفحم .ومعدات تدخين الحشيش امامهم واما كلامهم فكان غير مسموع حتى يسمعون الست رغم انها لم تبداء بعد وكان مذيع الحفل يصف الجمهور والفرقة الموسيقية ويذكر أسمائهم ووظيفتهم في العزف على الالات المختلفة وفجاة صاح المذيع قائلا وهاهى ام كلثوم تدخل الان وتحى الجمهور وهى تلبس الفستان واخذ يصف ما تلبس وحتى لون المنديل الذى كانت تمسكه في يدها وهى تغنى..بينما كان عم أبو اليزيد يصيح ياسلام ياست.رغم انها لم تبداء الغناء وحتى فرقتها الموسيقية كانت تظبت الالات. بينما كان عم كمال يجرب الجوزة التي في يده وهو يقول يا سلام تسلم ايدك احمو حتة انما في الجون واخذ يضحك بهيستريا . كنت اسمع ام كلثوم بينما الدخان الأزرق المتصاعد بالقرب من وجهى يوشك ان يجعلنى اصيح مثله ..ياسلام ياست. كانت ام كلثوم تشدو باعنية ظلمنا الحب وكلمات اغنيتها تسرى في الليل وكل اهل المنطقة نيام تقريبا عدا أبو اليزيد واخوه كمال والصديق الثالث الذى كان غالبا ما يحضر لهم الحشيش..وبعض الفاكهة.لم يكن باستطاعتى الاستماع للراديو في البيت في هذا الوقت المتاخر حتى لا ازعج ابى الذى كان ينام مبكرا ليصحو أيضا في السادسة للذهاب الى عمله ...فجاة سمعت امى تقول ادخل دراكر وبطل خيبة ام كلثوم مش حتنجحك واغانيها مش حتيجى في الامتحان قلت لها اغبية نعمل لهم ايه؟ المفروض يكون السؤال الأول .اكتب اغنية لام كلثوم ..قالت خش اتعشى واسنمع عل كيفك اه بكرة الجمعة بس بعد ما تاكل ادخل حط حاجة على كتافك وتركتنى وانصرفت لاعداد العشاء رغم تأخر الوقت ولكنها كانت تخاف على من ان تصيبنى نوبة برد.
دخلت وبينما كنت اكل كان صوت ام كلثوم يتسلل الى سمعى .مختلطا بصوت عم كمال واخوه والرجل الاخر الغريب.. علا صوت أبو اليزيد وهو يقول حلق يا حودة حيهرب منك اهو .أخيرا مسكتك دفعن الفضول لانظر لار ى ما امسكه أبو اليزيد نظرت الى اسفل كان يقف في ضوء لمبات الاضائة الخاصة بدكان أخيه ويرفع يده اليمنى امامه ضاما لقبضته كانه مسك شيء بها وهو يقول ارنب تمام على فكرة خواته مالين الشارع لم يكن بيده اى ارانب ولكنه كان يقول انه ممسك بارنب ابيض كبير واخوه ينظر اليه ويضحك بشدة. بينما ذهب أبو اليزيد الى داخل اخد البيوت وفتح بابه قليلا ثم اطلق ما في يده حتى يستطيع ان يمسك غيره وظل يطارد ارانب خياله البيضاء ويرجع ليحبسها داخل مدخل البيت ويقفل الباب بعناية واضعا خلفه حجر .وكانت حفل ام كلثوم قد انتهت والراديو يذيع برامج أخرى وأبو اليزيد مازال يطارد الارانب البيضاء .ثم وقف في منتصف الشارع قبلة بيته مناديا على احدى بناته وهو يقول يا صباح كان يقولها بصوت ممطوط ثم يتبع النداء باسم الدلال لابنته قائلا يا باحة انت يابت تعالى ساعدينى ردت عليه ابنته بسرعة خوفا من يصحو احد ويصير فرجة لاهل الحى. ونزلت مسرعة وهى تقول له ايوة يابا قال لها وهو يمد الفراغ اليها امسكى الارنب ده لغاية ما اجيب غيره واجى طاوعته ورجع يجرى مطاردا ارانبه البيضاء السمينة كنت اضحك عليه بشدة فلم يكن هناك لا ارانب ولا قطط .رجع أبو اليزيد الى ابنته وقال متسائلا طلعتى الارانب فوق انا عارفك شاطرة ياباحة .ياللا اطلعى وان جاى ومعايا بقية ارانب.اخيرا قرر عم كمال مغاد رة المكان الى منزلة واغلاق الدكان واطفاء الانوار بينما انطلق اخوه أبو اليزيد مطاردا الارانب البيضاء الوهمية التي كانت موجودة فقط في راسه الى لعب بها دخان الحشيش
..........................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
........................................
ام حلوتهم
.................................................................
ام حلوتهم سيدة غريبة فهى تعيش على اذى الناس فهى ...رداحة ..بايجار يؤجرونها من كانت لهم ببعض الناس عداوة او علاقات سيئة تستحق الانتقام فتقوم اما بفرش ملائتها التي ترتديها وتقف تسب وتشتم زوجة الرجل المراد الانتقام منه وفى أحيان كثيرة كانت النساء تؤجرها لهذة المهمة الا أخلاقية
ومهماتها ترتبط أيضا بمزاجها في.. .شرشحة... او الردح لسيدة بعينها او رجل شكله لايعجبها .وكانت تستعين في المهمات الصعبة عليها ب...قريبتان العن منها كانت امينة ووهيبة اختان زهقت منها أيام واكفهرت الازقة والحوارى لقدوم اى منهم كانت امينة سوداء البشرة كابيها اما وهيبة فشكلها مغاير تمام ولكنها تتمتع بنفس الحنجرة ذات الصوت العالى.اما ابنتها حلاوتهم فكان تخصصها سرقة الطيور وخاصة ذكور البط او الاوز .واحيانا الدجاج .كانت حقا عائلة عجيبة . كثرت الشكاوى من ام حلاوتهم ومساعدتها في قسم شرطة المنطقة .ولكن افعالهن الشائنة كانت تزداد .الى ان جاء يوم وقعت فيه ام حلاوتهم في بلوعة مجارى ولكنها لم تمت ولكن ساقيها تحطمتا وصارت مقعدة في بيتها تعتمد على ماتجلبه حلاوتهم لها من سرقة الطيور ولكن المصائب لا تاتى فرادى كما يقولون ففي يوم خرجت حلاوتهم قاصدة سطح احد الجيران الذين لايغلقون بابواب منازلهم .فصعدت الى اعلى المنزل حيث عشش البط والدجاج كانت تربية الطيور ايامها منتشرة . وتقريبا على كل سطح من سطح المنازل توجد عشش الدجاج والبط. امسكت حلاوتهم ذكر من ذكور ابط وكان كبير الحجم فقررت ذبحة ولفه في قطعة قماش كانت على حبل غسيل فوق السطح الذى كانت تسرق منه .ذبحت ذكر البط ولفته في الملائة او المفرش الذى سرقته ونزلت في هذوء متجهة الى بيتها لتقوم بطهية واثنا عبورهاالشارع قابلها شاويش الداورية وكان يحرس الشوارع ايامها وكل أسلحته عصا وصافرة .كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا .فاقترب منها الشاويش متسائلا على فين يا شابة الساعة دية؟ قالت حلاوتهم جوزى يا شاويش معندوش رحمة طردنى انا والعيل اللى على دراعى ده .منه لله هو وحماتى الولية الاراشانة خلت حياتى كلها تعب ياشاويش.قال الشاويش انتو كدة يانسوان بتوع مشاكل وبعدين تيجى على دماغ الراجل وانتى رايحة فين؟ قالت حلاوتهم وهى تمعن في الكذب رايحة مستشفى الشاطبى ياخويا الواد سخن ويادوبك منيماه.قال الشاويش ربنا يكون في عونك ..مشت حلاوتهم وقد حمدت الله في سرها على عدم كشف امرها وهكذا اللصوص يتذكرون الله وهم يسرقون بال يطلبون منه الستر. فجاة سمعت الشاويش يصرخ فيها قائلا وقفى عندك ياحرمة السو ايه الدم اللى بيخر من اللفة بتاع العيل اللى على ايدك .انتى قتلت ابنك يا حرمة .الله يخرب بيت اللى رباكى واللى انت متجوزاه ورينى ايه اللى انت عملتيه في العيل ده وبعدين حجرجرك على النقطة.اه يانسوان اخر زمن وتعلق الشاويش بيد حلاوتهم فسقط نها ذكر البط ارضا واللفة غارقة في دمائه.صاح الشويش. قتيل يابت الرفضى؟ شايلة قتيل الله يخرب بيتك انحنى الشاويش وفتح لفة الطفل المزعوم واذا به يجد ذكر البط او طفل حلاوتهم المزعوم. اخذها الى نقطة الشرطة القريبة وسلمها ليتصرفو فيها فقد انتهى دوره في القبض عليها.صارت فضيحة حلاوتهم واقاربها بجلاجل فقد اصبح لقبها حلاوتهم حرامية البط.
اما وهيبة وامينة فكانت في مهمة ردح لاحدى الجارات وكانت تصفها بابشع الصفات وكان لهذى الجارة ولد مريض نفسيا كان الأولاد يسمونه الشيخ بكشن ولا نعرف لماذا شيخ وبكشن.الشيخ بكشن كان يقف كعادته اما بيتهم متظرا الرجل الذى يمر بالحلاوة العسلية وكان يعطيه قطعة حلوة متفائلا به لانه كان يعتقد ان الشيخ بكشن بركة.مر بائع الحلوى كعادته وأعطى الشيخ بكشن قطعة الحلوى كنا نسميها نبوت الغفير.وكاتنت وهيبى تقوم بسب ام الشيخ خميس بكشن .لم يتكل خميس بكشن ولكنه اتجه ناحية وهيبة وظل يضربها بقطعة نبوت الغفير في عينيها حتى فقاهما وصار وجهها ملئ بالدماء ثم تراجع ليمتص قطعة نبوت الغفير.وهو يبتسم ابتسامته الغريبة.
.............................................................
اقرا اخبار السفاح
اخبار اهرام جمهورية اقرا اخبار السفاح السفاح . كان هذا صوت محليس بائع الجرائد وهو يصيح كعادته في الصباح الباكر عما يوجد من اخبار فيما يحمل من جرائد. وايامها كان الحدث الأكبر ولا نعرف لماذا جعلوه هكذا .هو الخبر الطاغى على ساحة الاخبار كلها سواء كانت اخبار سياسة البلد او اية اخبار أخرى .قررت مصر كلها ان تهتم باخبار السفاح محمود امين سليمان .مر رجل يميل جسمه الى النحافة ترتسم على وجهه خطوط من خطوب... الحياة وقهر الأيام ونظر الى محليس بائع الجرائد وقال له .ادينى الجرنان اللى فيه اخبار السفاح.قال محليس .بقرش صاغ يابلدينا ..اخرج الرجل قطعة نقدية بعشرة قروش من جيبه واعطاها لمحليس الذى قال معيش فكة شوف لى معاك قرش صاغ احنا لسة على فيض الكريم ما استفتحناش.
نظر اليه الرجل وقال طيب خللى الباقى معاك لحد ما ارجع قال محليس .نهارك فل. ثم اخذ ينادى اقرا اخبار السفاح .كانت الساعة تقترب من السادسة والنصف صباحا ورياح الخماسين المحملة بالاتربة بدات تجعل الرؤية غير واضحة .والرجل الذى كان يرتدى الملابس البلدية ويتلفع بقطعة قماش صوفيه يلفها على راسه ومقدمة وجهه .ينظر في الصحيفة التي تكتب ما تشاء عنه وعن أفعال لم يرتكب شيئا منها .كان العنوان السفاح يسطو على منزل احد رجال المال .ويقتل حارس العقار ويعطى النقود لفقراء الحى .مطاردة السفاح لم تسفر عن شيء لانه كان يسبق سيارات الشرطة وهو يجرى..
القى الرجل بالصحيفة في الطريق بعد ان مزقها .وهو يسب من كتب هذا الهراء.كان هو المقصود بهذا الكلام. قرر ساعتها ان ينفذ ما كتبه هذا الصحفى ولكن عليه ان ياكل أولا. فهو لم ياكل منذ مايقارب اليوم بكامله لكونه مطارد رغم انه لم يرتكب ا جرم الا ما اشيع عنه من اشاعات لن يحدث منها شيء الا خيانة زوجته التي خانته مع احد المحامين .ومازال صوت محليس يرن في اذنه اقرا اخبار السفاح . مر الرجل في طريقة الى مخبز يبيع الخبز الافرنجى ورغم ان المخبز كان يقع قبل قسم الشرطة وبينه وبين القسم مسجد .الا انه جازف وذهب واشترى بعض الارغفة .ثم رجع الى بقال قريب ليشتر ما ياكله مع هذا الخبز.ومازالت الرياح تعوى والغبار يملاء شوارع المدينة التي بدات تعج بالحركة رغم سوء أحوال الطقس في هذا اليوم .
دخل الرجل الى احدى المقاهى وجلس يتناول إفطار بينما جائه القهوجى واخذ يمسح المقاعد التي جانب الرجل وساله تشرب اية يابلدينا .رد عليه مسرعا وقال ادينى شاى...صاح القهوجى وعندك واحد شاى ميزة لبلدينا هنا .ثم اتبع صياحة بنداء اخر بعد ان سمع من يصفق له..فقال ايوة حاضر اامر يابيه .كان هناك رجل يرتدى بدلة قديمة ويضع نظارة على وحهه ويقراء في الصحيفة التي تتحدث عن السفاح .وقال للقهوجى واحد شاى يابنى.
وعندك واحد شاى للأستاذ .نزيه وسال القهوجى ايه الاخبار يابيه النهاردة قال الأستاذ نزيه مفيش غير اخبار حكومة زكريا محى الدين ووجع الدماغ وحكاية السفاح .بيقولو انه بياخد فلوس الأغنياء ويديها للفراء.ياريتنى اقابله علشان أقوله يقتل اتنين مراتى ومديرى في الشغل الاتنين مرابيين لى كاللو في نفوخى.عارف ياولة احمو.قال القهوجى ايوة يانزيه بيه؟ انا حاسس ان الراجل اللى بيقولو عليه سفاح ده اغلب من الغلب.ياعم هو السفاحين حد يقدر يجيب سيرتهم.اه لو يجى حاقوله يروح الشغل بدالى ويخنق مدير الغبرا.ايه رايك يا حمو انا النهاردة مش رايح الزفت الشغل.روح هات الشيشة والشاى بسرعة.وصاح حمو. ايوة جاى .بسرعة الشاي لنزيه بيه.
كان الرجل المطارد يجلس وهو يشربكوب الشاي بهدوء وهو يأخذ نفس عميق من سيجارة بيده الأخرى.ساعتها دخل رجل من رجال الشرطة وقال يا حودة هات كوباية شاى .وسحب مقعد وجلس .بينما كان حودة كعادته يتكلم مع كل زبون ياتى قال بقولك ايه ياشاويش ؟ ايه اخبار السفاح؟ اخذ الشاويش يبرم في شواربه وهو يقول .على فكرة السفاح مش في اسكندرية الاخباريات بتقول انه النهاردة شافوه في حلوان.
رد الأستاذ نزيه قائلا ياريته يجى اسكندرية.قال الشاويش مايجى يا اخى والا مايجيش احنا حنخاف .هات الشاي ياحمو.قال خمو وهو يقدم الشاي له اتفضل ياشاويشنا.
قام الرجل المطارد وقال للقهوجى حمو .حسابك يا حمو وحساب نزيه والشاويش عندى واعطاه عشرة قروش وقال له خللى اباقى علشانك وبقية الاكل ده خده اديه لاى حد .قال الشاويش متشكرين يابلدينا والله الواحد لسة ما فطرش هات يا حمو.
انصرف الرجل المطارد واختفى وسط تلافيف الغبار التي تثيرها رياح الخماسين بينما صوت محليس بائع الجرائد يسابق صوت الرياح وهو يقول اقرا الحادثة اقرا اخبارالسفاح السفاح
........................................
ارزاق مقسمها الخلاق
....................................................
حجر بازلتى اسود كبير موضوع فوق بالوعة المطر المسدودة فلم ياتى بعد أوان اصلاح بالوعات المطر التي كانت بجانب الأرصفة في كل شارع من شوارع اسكندرية البالوعة امام دكان كبير يبيع مستلزمات وأدوات الخياطة والتطريز واشياء أخرى تخص النساء .وصاحب المحل كان يبداء عمله كل يوم في الرابعة عصرا ولا اعرف لماذا ولكن زبوناته من الخياطات ومحبات التطريز كن في الانتظار دائما لان عم منصور يبيع افضل الأنواع واحدثها دائما....
لم يكن لى علاقة بعم منصور لا من قريب او من بعيد وكانت علاقتى الوحيده به هي الحجر البازلتى الموضوع اسفل الرصيف امام دكانه.
ففي يوم من الأيام كنت ذاهب الى الغيط الموجود في شارع امير البحر لشراء بعض الخضر الخاصة بعمل بعض الأطعمة وكنت امر من امام دكان عم منصور قبل ان يفتح فقد كنا في العاشرة صباحا .لاحظت ان بجانب الحجر بالمرصق للرصيف ازرار نحاسى لامع اعجبنى فقررت ن اتزعه من جانب الحجر فاضرت عصا رفيعة من احد الاقفصة المصنوعة من جريد النخل واخذت ادفعه عسى ان اخرجه من جانب الحجر والرصيف ولكنه كان يزداد انحدار لاسفل وزادت صعوبة إخراجه فالحجر كما يبدو لى كبير عن قدراتى فقد كنت في الثامنة من عمرى . أخيرا قررت ان ازيح الحجر جانبا قليلا واخذت أحاول رفعه لاعلى قليلا ثم الدفع به ناحية الطريق حتى يتسنى لى اخراج الازرار النحاسى الامع وضعت النقود الت اعطتنى إياها امى لشراء المستلزمات في جيب السروال .وانحنيت لازاحة الحجر ولدهشتى فقد تحرك معى لاعلى وانا ارفعه ثم حركته جانبا بعيدا عن الرصيف احسست بسعادة بالغة فقد اصبح الازر النحاسى الامع أخيرا لى ولكن كانت تنتظرنى مفاجئة أخرى فما ان وضعت الحجر بعيدا قليلا عن مكانه حتى شاهدت عدد كبير من العملات المعدنية من فئة القروش والقرشان والخمسة قروش وريالان فضة اخذت اجمعها بسرعة وبفرح هي والزر النحاسى الامع وضعت ماجمعته في جيب البنطال الاخر وذادنى الطمع في المزيد فحركت الحجر مرة أخرى للخارج كان هناك مزيدا من القروش اخذت اجمعها ثم وضعتها في جيبى ثم رفعت الحجر من جهتى وكانت الجهة الأخرى مستندة على الأرض فعاد كما كان وانصرفت وانا في غاية الفرح والسعادة فكانى اكتشفت كنز من كموز علاء الدين صاحب المصباح السحرى.
اخذت امشى وان افكر في شراء قفص للعصافير من النوع ذو المصيدة وبعض الوان الباستيل التي كنت استعملها في الرسم وخاصة ماركة التمساح فقد كانت تحتوى على نوعية جيدة والوان جميلة .ونسيت ما كنت ذاهبا من اجل شرائه وقررت العودة الى البيت.
اخذت اخبط على الباب ففتحت لى امى ولم تجد معى ما ارسلتنى من اجله فقالت لى .انت ضيعت الفلوس؟ قلت لها اه انا نازل اشترى الحاجات اهوه قالت مال ايديك كلها وساخة انت كنت بتعمل ايه؟
لم اعمل حساب الأسئلة هذه فقلت وقعت على الأرض وانا ماشى وجاى اعسل ايدى قالت طيب .اغسل ايدك كويس وانزل هات اللى قلت لك عليه.
ذهبت مسرعا واحضرت لها ما ارادت ووضعت حصيلة الكنز التي حصت عليها في درج مكتب المذاكرة التي اشترنه لى من زمن قريب.
منذ هذا اليوم وانا انزل بشكل شبه يومى وأكرر فعلتى مع الحجر البازلتى وكنت اجد أحيانا بعض القروش واحيان أخرى لااجد اى شيء.ولا حظت امى اننى عند عودتى من الخارج تكوت ياى متسخة وكذلك القميص الذى ارتديه والعلامات التي كانت مكان ركبتى على البنطالون.
فاخذ تحاصرنى باسئلة فاخبرتها بكل تفاصيل القصة ولكنها لم تصدق ان الأرض تخرج لى خاصة القروش والعملات الفضية واخذت احلف لها باغلظ الايمان ان ما حدث هو الصدق . وهى غير مصدقة.واخيرا قلت لها تعالى مايا اوريكى المكان اللى بالاقى فيه الفلوس. قالت طيب انا حاجى ماك بكرة.
وما ان جاء الغد وكنت استعد للنزول الى الشارع حتى قالت لى استنى انا جاية معاك علشان اشوف مكان الكنز بتاعك. قلت حاضر انا حاوريكى المكان علشان تصدقى.
اخذتها ناحية دكان عم منصور وأخيرا كنت امام الحجر البازلتى .واشرت اليه قائلا انا باشايل الحجر ده وبالاقى تحته القروش.. قالت كذاب مش معقول عيل زيك يقدر يشيل الحجر ده لم أتكلم بل انحنيت على الحجر وابعدته كما كنت افعل كل صباح ولكنى لم اجد الا قرش صاغ احمر مشرشر.وقلت لها بصى .قالت اوع تيجى تشيل الحجر ده تانى انا مش ناقصة يطق لك عرق علشان بتلاقى قرش والا غيره امشى قدامى قمت بعد ان ارجعت الحجر مكانه وهى تقول ربنا يسترها عليك وما يطقش لك عرق ده جنان ياربى.امشى قدامى على البيت واوع تعمل كدة تانى.
رجعت يومها البيت وغسلت يداى كالعادة ولكن قرارى ان اذهب وارفع الحجر يوما ما.
بعد اسوع ذهبت ورفعت الحجر ولكنى لم اجد شيء ورغم تكررى للمحاولة بصفة يومية بعدها الا انى لم اجد مليما واحد مرة أخرى.تحت الحجر البازلتى الأسود
.........
.......................................................
بركاتك يامخيمر
.....................................................
.
لافقر دايم ولاعز دايم حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيا لك يافاعل الخير والثواب .كان هذا نداء عم مخيمر الشحات .متسول يجوب المنطقة في أوقات محددة بامكانك ضبط ساعتك على ساعة مروره وهو يردد هذه الكلمات باعلى صوته وعندما يعطيه اى عابر سبيل شيء يقول له..لن تنالو البر حتى تنفقو مما تحبون...كان رجلا غريب المنظر طويل القامة نحيف بشكل غريب وكانك ترى عظامه من خلال الجلباب الذى يرتديه .اما وجهه فكان مستطيل ذ...ا عيون واسعة ليس لها لون متعارف عليه ولكن عن السيد البحيرى كان يقول عليه ابوعيون التعبان مشبها عيون بعيون الثعبان ومع ذلك كان يعطيه بضعة قروش كلما مر عليه .اما م كمال البقال فكان يطرده قائلا ياللا ياراجل يا غراب امشى لسه ما اصطبحناش على الصبح .ياساتر... وبعدها يشعل البخور ليبخر دكانه من شر حاسد اذا حسد .ويظل يدعو ان يبطل الله نظرات عيون هذا الرجل التي تفلق الحجر نصفين على حد قوله.
ولكن مجموعة الأولاد الاشقياء وكنت منهم كنا نتابع عم مخيمر الشحات و ونتغنى بما يقول وكان أحيانا يطردنا...اا في ذلك اليوم فقد حدث شيء عجيب فقد كان اليوم عقد قران احى بنات الحى وتصادف مرور مخيمر الشحات من امام بيت العروس اثناء تعليق الزينات من اللمبات الملونة ورص المقاعد داخل الصوان الكبير الذى اعده الأستاذ ثوفيق أبو العروسة .وقف مخيمر الشحات وعو يزعق باعلى صوته لا فرح دايم ولا حزن دايم ولافقر دايم ولا عز دايم .أعطاه احد الرجال بعض القروش وحاول اسكاته وصرفه من المكان ولكنه ظل يردد عباراته المفزعة وكان كما وصفة عم كمال البقال بانه غراب ينعق كل يوم في الشارع ...في هذه الاثناء كانت سيدات الحى يطلقن الزغاريد فقد حضر عريس بنت الأستاذ توفيق ليسال الأستاذ اذا كان محتاج شيء ناقص من لزوم الحفل.ولكن المسكين لم يكمل الكلام فقد سقط عليه فرع من فروع اللمبات وكان متصلا بالكهرباء فصعق العريس في الحال ومات في مكانه ومازال مخيمر الشحات يقول لا حزن ديم ولا فرح دايم. حاول بعض الجيرا انقاذ حياة العريس ولكن الوقت كان قدفات والتف الناس كعادتهم بعد ان تحول الفرح الى ماتم ومازال مخيمر يصيح لاحزن دايم ولا فرح دايم .اخذ بعض الشباب يطردونه ولكن بعض الناس منعوهم لانه مكشوف عنه الحجاب بينما كانت مجموعة الأولاد .نحاول طرده مرددين كلامه حتى جاء رجل من جيراننا و امرنا بترك الرجل والانصراف واللعب بعيدا.انصرفنا فقد كان الأولاد في هذه أيام يقدرون الكبار ويسمعون كلامهم بلا تعليق .
مرت أيام على هذه الحادثة ولم يظهر مخيمر الشحات في المنطقة الى ان جاء يوم وكنا نقيم مباراة لكرة القدم في منطقة مهجورة خارج الحى وكان بها كشك او كوخ كنا نراه مغلقا كلما جئنا لنلعب الكرة في هذه المنطقة وكان من رفاق اللعب صديق ندعوه حمامة كلبظ فقد كان يميل الى السمنة ضخم الجثة له صوت جهورى مزعج اذا اغتاظ او خاف من احد .ركل حمامة كلبظ الكرة بشدة كعادته فاصابت باب الكوخ وسقطت داخله .و ذهب حمامة ليحضر الكرة ولكننا سمعناه يصرخ ويجرى منزعجا وهو يقول الحقونى الراجل كله دود الحقونى .كنا نضحك على حمامة كلبظ من طريقة جريه وكلامه ولكن ما ان اقتربنا حتى شممنا رائحة نتنة قوية تنبعث من داخل الكشك وكان مخيمر يرقد بداخله ميتا وقد بدات جثته تتحلل .ولا نعرف من احضر عسكرى الداورية وبوليس النجدة .والاسعاف التي نقلت جثة مخيمر تالشحات.ولكن المفاجأة ماوجدوه كان فراش مخيمر الشحات موضوعا على صفائح كبيرة من التي كانت حاويات للجبن الدمياطى وكلها مملوئة بالعملات الفضية والبرنزية كل حسب فئتها .وواخذ رجال الشرطة يرفعون الصفائح ويضعونها داخل عرباتهم وانصرفو تاركين احد رجالهم لحراسة الكشك.
ورجعت مجموعتنا منشدة لافرح دايم ولاحزن دايم حسن قليلة تمنع بلاوى كتيرة وهنيالك يافاعل الخير والثواب.ساعتها خرج لنا عم كمال البقال قائلا..
يابنى انت وهو حرام عليكم قولو حاجة تانية .ودخل دكانه وخرج ومعه شالية البخور وهى مشتعلة .وهو يردد.اعود بالله من شر ما خلق..اكيد ماكانش يقصدنا
...........................................................
تحت المطر
........................................................
عم صالح عامل نظافة الحى الرجل الأسمر الممتلئ صاحب ابتسامة لاتفارقه وهو يكنس الشوارع بمكنسته الكبيرة ونظراته متجهة الى مكان ما يكنس ورغم ان المطر كان ينهمر في هذا اليوم الاانه كان يعمل فما زال الوقت مبكرا .فقد جاوزت التاسعة الا قليل وقتها كان ينظف الرصيف من أوراق الأشجار المتساقطة من أشجار فيللا نراها مغلقة معظم الوقت كنت اراقب العصافير وهى تختبئ تحت أوراق احدى الأشجار كانت شجرة ليمون وبجوارها شج...رة أخرى للبرتقال تنمو خلف سور الفيللا وظهر عصفوران من طيور الخضير المهاجرة والى تاتينا شتاءا ولا اعرف لماذا اسموه خضير رغم ان صدره الذهبى الفاتح هو الغالب على الوانه كان العصفوران يتنافسان على الوقف على فرع ظليل .واخيرا تنازل احدهما وطار لفرع اخر داخل الشجرة وظل الاخر يكرر صفيره مع احى طيور اليمام التي كانت تقف سانكة في مكانها منفوشة الريش وهى تضع راسها دخل مقدم اجنحتها ورغم ان المسافة بينتى وبينها كانت قريبة الاانها لم تطير خوفا منى .فقد كنت واقفا اراقبها بسعادة بالغة .ايامها قررت وزارة لصحة تطعيم تلاميذ المدارس من الحصبة .ونفذ ت الامصال قبل ان يصلو لى فقررو ارسالنا الى مكتب الصحة المدرسية للتطعيم فتركتهم وانصرفت الى ان وصلت الى مكانى بعد ان عطلت الامطار .ومازال عم صالح يكنس الرصيف اقترب الرجل منى وسالنى انت مرحتش المدرسة ليه ؟ اوع تكون هربان.قلت له انا لا اهرب من المدرسة واخذت احكى له ماكان.فرد على طيب روح احسن تاخد برد انا شيلت كل الزبالة اللى عندكم .قلت شكرا يا عم صالح .ابتعد عنى قليلا واشعل سيجارة واخذ يكمل عمله في تنظيف الشارع..انتابتنى حلة من التامل وانا انظر الى أشجار الليمون والبرتقال والطيور كانت اسفل الرصيف بركة صغيرة كونتها مياة الامطار المتساقطة التي تصنع دوائر في المياة عند تساقطها ولا اعرف لماذا شدتنى لمراقبتها ربما طير أبو فصادة بلونية الأبيض والأسود وزيله الطويل وصافرته العجيبة عندما يطير .وهو يطارد الذباب .رجع عم صالح وهو يقول يابنى روح انت واقف لا بتلعب ولا بتتحرك حتاخد برد .قلت له شوية وحا امشى ياعم صالح . قال االرجل الولة صالح بيكح بقاله تلات أيام بسبب لعبه زيك في البرد عيال متعبة .لو بيعرف انا باتعب ازاى كان سمع كلامى .بس الشهادة لله الولة عنده دم وكويس في المدرسة.
قطع على تاملاتى وطارت العضافير واليمامة التى كنت اراقبها فقررت ان امشى ولكن المطر ازداد.ابتعد عم صالح حاملا مقشته وهو يمشى بجانب اسوار الفيللات وتحت بروز شرفات المنازل .فقررت ان اتبعه فقد كان الشارع خاويا الا منى وعم صالح الذى اصبح على مدى النظر فقد انهى عمله في هذا الشارع وقرر الانتقال الى غيره .
وبينما كنت اعبر الطريق مرت سيارة مسرعة في الطريق الملئ بمياة المطر فتطاير ت المياة المحملة بالطين على ملابسى وراسى فتبللت بالكامل من حذائى الى شعر راسى .وقفت انظر في غضب الى السيارة التي ابتعدت .وشعرت بعجز شديد فانا باية حال لن استطيع عمل شيء تجاه السيارة او قائدها .فقررت ان امشى تحت المطر المنهمر فلا شيء يهم طالم أصبحت ملابسى مبتلة فلا مانع في القليل من مياة المطر كانت تجربة جميلة وضعت حقيبتى المدرسية فوق راسى ومشيت فاردا زراعى اقلد الطير واخذت اجرى تحت المطر وانا شعر بسعادة غامرة .من ملامسة قطرات المطر لوجهى وكفوف يدى ...مر رجل يضع جريدة صباحية على راسه تجنبا للمطر ونظر الى وضحك وهو يقول ياريتنى كنت عيل كنت عملت زيك بالضبط.....
لم افهم الرجل الابعد سنين عدة ..ومازلت احن الى الطيران تحت المطر.
................................................................................................................
...................................مقلاع حسن الصعيدى
........................................................................
الولة حسن الصعيدى هكذا كنا ننادىه ..رفيقنا في اللعب وصديق اخوة زمن جميل ..اخذه ابوه خلال عطلة الصيف ليقوى علاقته باهله في بلدهم الام وليتعرف اكثر على اعمامه واولادهم وبقية العائلة كما حكى لنا حسن عبد الغال عندما عاد من رحلته واخذ يحكى لنا عما شاهده في الصعيد في بلد ابوه بلد اجدع ناس كما كان يقول .كيف كان يجرى في المزارع مع أولاد عمه ولكن اخطر ما اتى به هو ما كان يحدثنا عنه وكيف كانو يسقطون البلح... من على النخل العالى باستعمال شيء يسمى المقلاع .اقدم سلاح اخترعه المصريين القدماء .وقفنا يومها نستمع له عن كيفية صناعة المقلاع .فاخذ يشرح لنا واسهب في الشرح عن احضار ليف النخل وبرمه ومل حبال رفيعة منه ثم يبداء بعدها في تشكيل هذه الأداة القاتلة .وهى فعلا أداة قتل اذا تم استعمالها لهذا الغرض.واخيرا استفر راى المجموعة على ان يرينا الولة حسن كيفية عمل المقلاع... اللى بيوقع بيه البلح من على النخل قالها ناجى جارنا وهو يضحك ويستفز حسن ليعرف كيف يصنع هذه الأداة العجيبة.
قال حسن وهو يتحدث بلهجة الخبير هاتولى ليف نخل وانا اعمله قدامكم اخذ الأولاد يضحكون حنجيب ليف نخل منين انت باين عليك اتجننت .ولكن ناجى صديقنا اللئيم قال سهلة يا اغبية .واخذ يجرى ناحية عم كمال البقال ورجع بعد دقائق حاملا مكنسة مصنوعة من ليف النخل .واخذ الأولاد يضحكون ولكن حسن قال كدة تمام واخذ يفك اربطة المكنسة ويشد ما بها من حبال رفيعة مجدولة .واخذ يجدل الليف الأحمر المكونة منه المكنسة حتى صنع منها حبال رفيعة ثم اخذ يضفرهل بعضها ببعض حتى اتم المقلاع الأول .ثم اتى بحجر صغير ووضعه في يد المقلاع واخذ يلفه في الهواء ثم افلت احد اطراف المقلاع فاذا بنا نرى الحجر ينطلق بسرعة وقوة جعلت الحجر يذه لمسافة بعيدة.اعجبتا اللعبة واخذ حسن يصنع لنا لكل واحد مقلاعه الخاص مستعرضا مهارته في صنعه ثم اخذنا الى حيث النخل بارض كانت خاصة بعمر باشا طوسن واخذ يدربنا على طرق استخدام المقلاع في جميع المستويات الراسية والافقية .في هذه الأيام كانت إجازة الصيف قد قاربت على النهاية ومعظم النخل محمل بالبلح .من أصناف نادرة .اعدمو ها للأسف .مثل البلح الزغلول الكبير والسمانى ذو اللون البرتقالى الضخم والمسكر .اخذنا نجرب إصابة اسبطة البلح الى ان نجحنا وبداء البلح يتساقط عند كل ضربة بالمقلاع ويقوم صديقنا ناجى الئيم بجمع البلح في كيس لى يغسله فيما بعد ويقوم بتوزيعه علينا وغالبا كنا ننسى طلبنا ان يوزع البلح فقد كان يهرب منا قبل ان ننتهى.الى ان جاء يوم وكنا مستمتعين بإصابة اسبطة البلح .فاذا برجل ياتينا من خلف الاسوار التي تحيط بارض النخل واخذ يرمينا بالحجارة ويسب اجدادنا
كان ناجى اول من تنبه للرجل وصاح محذرا ايانا الراجل الجناينى يشتم ابهاتكم ومعاه عصاية وجاى علينا وبيحدف الطوب.. .استدار حسن الصعيدى بسرعة ناحية ارجل وكان لا يزال بيننا وينه حولى ثلاثون مترا ووضع قطعة من الزلط الأسود وصار يلف المقلاع في اتجاه الرجل وارخى طرف المقلاع فانطلقت قطعة الزلط لتصيب الرجل في رجله اليسرى وتسقطه ارضا ووضع حسن قطعة زلط أخرى يريد تكملة إصابة الرجل .فامسكت بيده وقال ناجى اجرى اجرى فيه ناس تبع الراجل جايين جرى حسن وبفية الأولاد ولا ادرى يومها ما جعلنى اتجه ناحية الرجل المصاب الملقى ارضا وهو يلوى من الألم.اخذت بيده لكنه كان لايستطيع الوقوف كان يقول رجلى اتكسرت العيال كسرو رجلى .كانت رجله اليسرى بها جرح عميق .يومها فككت منديل كن على رقبة الرجل واخذت اربط الجرح الذى كان اسفل الركبة وكان الرجل يقول ..اشكرك يابنى الف شكر واخذ يتسند على كتفى الى ان ذهب الى مكان صنبور مياة ضخم مفتو طول اليوم كانت تسمى حنفية الصدقة وغسل الجرح ..ثم اخذ يسالنى عن الأولاد لصوص البلح .فاخبرته انى في طريقى لشراء أشياء للبيت ولا اعرفهم...كنت اكلمه وانا ياكلنى شعورى بالندم وبانى شريك في هذه الجريمة التي كانت بسبب ما كنا نظنه لعبة فاذا به سلاح قاتل..وما المنى ان الضحية كانت تدعو لى وتصف تربيتى بانها جيدة مع انى كت احد افراد عصابة المقلاع .
.........................................................................
...........................................تمت المجموعة بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق